صفاء الزرقان
02-05-2011, 01:23 PM
حدد أرسطو Aristotle في كتابه فن الشعر "poetic" أهم معالم ومكونات المسرحية، و كان كتابه هذا حجر الأساس في المسرح والأدب عموما. حيث عرف أنواع المسرحيات ومعالم وخصائص كل نوع .واصفاً المسرح بأنه محاكاة لحدث وليس لشخصيات . وقد كان للمسرح عند الإغريق والرومان أهمية كبيرة فلا تخلو مدينة من مدنهم من وجود مسرح أو عدة مسارح لما له من دور في النهضة والوعي العام .
لفت انتباهي أثناء قراءة رواية واسيني الأعرج "أنثى السراب " افتتاحه للرواية بمقطع للكاتب الأمريكي من أصل أرجنتيني جورج لويس George Lois يقول فيه "إن المتفرج الذي يتابع مسرحية تراجيدية يدرك سلفا أن ما يجري أمامه على الخشبة ليس حقيقة , وان كل شئ هو في النهاية مجرد تمثيل . يعرف أيضا أن الشخص الذي يقف أمامه ليس هو ماكبث الحقيقي لكنه في الوقت نفسه يحتاج ,وهو يدخل في غمار اللعبة , إلى أن يصدق ما يراه , أن ينسى , أو كما يقول كوليريدج Samuel Taylor Coleridge : يؤجل شكوكه"
وقد ألحت علي اثناء القراءة فكرة احتواء الرواية على عناصر المسرحية؟ولم يتوقف ذلك عند مجرد تساؤل عابر لأن الرواية أكدت احتواءها على أهم عناصر المسرحية من شخصيات و وحدة مكان وزمان و وحدة حدث وموسيقى . و وجود فكرة التطهير purgation أو catharses وهي مجتمعة تشكل أهم عناصر المسرحية و التراجيديا كما عرفها ارسطو.
حدد ارسطو في كتابه الشكل العام للشخصيات , يجب ان تكون الشخصيات غير عادية ذات مستوى رفيع noble , gentle , بحيث تظهر بصورة أفضل مما هي عليه حقيقة . وقد جاء هذا بارزا في الرواية فالبطلة ليلى أو ليلي كما كان والدها "سي ناصر "يناديها , هي امرأة ذات مستوى رفيع عازفة كمان موسيقية بارعة وكاتبة لا تكتب بالحبر وإنما تستمد حبرها من جرحها النازف .تميزت بإبداعها الموسيقي وشغفها بالموسيقى وهو أمر ورثته عن والدها ,كل هذا جعلها امرأة مميزة " المشكلة اني لست مثل جميع بشر زماننا"539.
وسينو بطل الرواية أديب رفيع ملاحق ويطلب إنهاء حياته لأنه مختلف , فهو أيضا لم يكن رجلا عاديا كان متطرفا في كل شئ في حبه في جنونه في انهزامه في انكساره فقدم مثالاً لرجل وأديب غير عادي . سي ناصر والد ليلى كان موسيقيا بارعا قلبه ينبض بالموسيقى .كان رجلاً صاحب موقف فهو الذي استقال من الجيش ليعزف بحريةٍ ويشعر انه سيد نفسه. تصفه ليلى "بكيت لأني يومها شعرت أني خسرت نداءاً نقياً كان يحفظني من الانكسار ومن نفسي، حتى وهو في أقاصي المرض لم يمنعني من موسيقاه."
تبدأ مأساة ليلى عندما تدرك أن الكيان الأدبي لمريم قد سرق منها هويتها وكيانها . مريم هو الاسم الذي استخدمه سينو ليشير إلى ليلى في رواياته . لحظة الإدراك هذه أو ما يسمى moment of recognition هي من أهم عناصر الحبكة في المسرحية إذ يتبعها انقلاب في الأحداث reversal of actions . تشعر ليلى بفقدان الهوية عندما يحل اسم تلك المرأة الورقية مكان اسمها تقول ليلى" هل يدري الذين قرأوا روايات سينو ان وراء سحر اللغة الخاطف, تتخبأ مأساة تتعلق بكل بساطة بانمحاء هوية كانت قائمة ؟هوية امرأة اسمها لا يثير أية شبهة سوى شبهة الحب المستحيل ليلى أو ليلي كما كان يناديني والدي"76 . وتكمل قائلة" اليوم عندما أعود إلى رسائله استرجع شيئا فشيئا وجهي الذي غاب وسط ضباب مبهم اسمه مريم , لم اعد اعرفه , بل لم اعد أريده ولا أحبه"77. لقد بنيت مريم على أنقاض ليلى " امرأة ورقية جاءت على أنقاض امرأة امرأة حقيقية"72
هي ترى انه قتلها عندما سلبها هويتها وكيانها بسلبها اسمها ولكنها في الوقت نفسه تدرك السبب وراء ذلك فتقول" لم يكن يقصد نفي ولكن حمايتي من محيط قاتل"78
الشعور بالخوف fear من أن نكون نحن مكان بطل المسرحية وأن نعاني ما عاناه , بالإضافة إلى الشعور بالشفقة pity على البطل يولدان تطهيرا أو ما سماه ارسطو purgation or catharsis . يعد هذا التطهير من أهم أهداف العمل المسرحي . نشعر بالشفقة والخوف عندما نراها تحتضر" أصعب الميتات حبيبي عندما ترى نفسك تموت"54. ولكنها تستقبل جرحها بقوة نادرة" أهيئ نفسي لاستقبال جرحي و حرقتي الأخيرة "49 وهذا ما يبقيها شخصية فوق العادة .ما يؤكد هذه النقطة هو ما جاء في أول الرواية في قول كوليريدج "يؤجل شكوكه". فالقارئ يشك أو يتصور أنه قد يكون مكان البطل فيكتسب خبرة لمجرد وضع نفسه مكان البطل.إن الشعور بالخوف من أن يكون المتلقي مكان البطل والشعور بالشفقة يحرران المتلقي بعد انتهاء العمل أو يطهران نفسه مما يجول فيها من خوف لأنه شعر بذلك الخوف وبالتالي تحرر منه ,أي انه لو صادف ما يشابه ظروف الشخصية أو ما حدث لها في العمل سيكون أقوى من مَن لم يشاهد العمل. عندما يواجه مثل ما حدث مع البطل يكون متحررا من خوفه أو يواجه ظروفه بخوف أقل لأنه توقع أو تخيل حدوث ما يشابه أحداث العمل الأدبي معه أيضا.
وحدة الزمان والمكان هما أيضا من عناصر العمل المسرحي وهما أيضا حاضرتان بقوة في الرواية.يحدث سرد القصة في السكريتوريوم, وهي كلمة من أصل لاتيني تعني المكان الذي ينجز فيه القساوسة مخطوطاتهم .أصبحت الكلمة تعني المكان المختار للعزلة من اجل الكتابة, أما بقية الأحداث فهي عبارة عن استرجاع وتذكر لما حدث flashback . وتجدر الاشارة هنا إلى ان من أهم معالم وحدة المكان عند ارسطو أن تتم الأحداث في مكان واحد محدد وان لا تتعدد الأمكنة كثيرا.
وحدة الزمن تلعب دورا هاما ومحوريا في الرواية. يبدأ سرد القصة ليلا حوالي الساعة الرابعة وأربع دقائق وأربع ثواني وتنتهي الساعة السابعة وسبع دقائق وسبع ثواني . تتحدث ليلى عن الاصطفاف الغريب لأرقام الساعة قائلة" استغربت مرة أخرى من اصطفاف الأرقام نفسها في خط مستقيم . حالة أصبحت تتكرر معي كثيرا . انه وقت الحماقة الذي تحدث عنه الأجداد القدامى عندما تصطف الأشياء المتشابهة وعندما تتقاطع كل الأرقام في خط واحد"532. يتكرر هذا التقاطع أيضا في تاريخ ميلادها وميلاد سينو , هي ولدت في اليوم الرابع من الشهر الرابع وهو ولد في اليوم الثامن من الشهر الثامن . وضح ارسطو وحدة الزمن بأن لا يتجاوز زمن سرد الأحداث اليوم الواحد وهو ما حدث تماما وتم تطبيقه في الرواية ,لكن هذا لا يتنافى مع تقنية الاسترجاع أو flashback .فبذلك تكتمل وحدة الزمان والمكان.
أما وحدة الحدث كما حددها ارسطو هي أن تكون كل الأحداث في العمل داعمة ومتعلقة بالحبكة أو plot غير بعيدة عنها , فكل أحداث الرواية تصب في صلب الحبكة وهو صراع ليلى لاسترجاع كيانها وهويتها .إضافة لضرورة احتواء الحبكة على بداية و وسط وخاتمة .
يجب أن يحتوي العمل المسرحي على موسيقى أو melody وقد كان حضور الموسيقى قويا في الرواية . رافقت موسيقى سوزان لودنغ ليلى وهي تروي قصتها . كان الكمان أيضا بجوارها على المكتب بالإضافة لكونها عازفة بارعة هي و والدها.
تنتهي أحداث الرواية بخروج ليلى من منزلها بعد أن تطلق النار على المرآة معتقدة أنها بذلك قد قتلت مريم فتشعر بشئ من الراحة , ولكنها ما تلبث أن تتلقى صفعة لكيانها كأنثى عندما تعلم أنها مصابة بسرطان في الرحم. تعود مريم لتظهر من جديد فتخرج ليلى مسدسها لكي تقتلها ولكن السخرية irony تكتب نهاية غير متوقعة لتكتمل ملامح الشخصية بأن تكون فوق العادة حتى في موتها , وهذا أيضا مستخدم بكثرة في المسرح, إذ تموت ليلى بعد أن يطلق عليها الشرطي عدة طلقات ترديها قتيلة وهي ما زالت فاقدة لهويتها غير قادرة على استعادتها . يتم تصوير مشهد موتها بطريقة تليق بما عانته , تختم ليلى كلامها في الرواية باقتباس للكاتب اليوناني نيكوس كازنتزاكيس في كتابه تقرير إلى غريكو عندما يقول "هل انتصرت أم هزمت؟ الشئ الوحيد الذي اعرفه هو أنني ما أزال واقفا على قدمي , مثخنا بالجراح, وكلها في صدري, لقد فعلت ما استطعت وأكثر مما كنت استطيع أما وقد انتهت المعركة الآن , فإنني آت لأضطجع إلى جانبك, ولأصبح ترابا"
لفت انتباهي أثناء قراءة رواية واسيني الأعرج "أنثى السراب " افتتاحه للرواية بمقطع للكاتب الأمريكي من أصل أرجنتيني جورج لويس George Lois يقول فيه "إن المتفرج الذي يتابع مسرحية تراجيدية يدرك سلفا أن ما يجري أمامه على الخشبة ليس حقيقة , وان كل شئ هو في النهاية مجرد تمثيل . يعرف أيضا أن الشخص الذي يقف أمامه ليس هو ماكبث الحقيقي لكنه في الوقت نفسه يحتاج ,وهو يدخل في غمار اللعبة , إلى أن يصدق ما يراه , أن ينسى , أو كما يقول كوليريدج Samuel Taylor Coleridge : يؤجل شكوكه"
وقد ألحت علي اثناء القراءة فكرة احتواء الرواية على عناصر المسرحية؟ولم يتوقف ذلك عند مجرد تساؤل عابر لأن الرواية أكدت احتواءها على أهم عناصر المسرحية من شخصيات و وحدة مكان وزمان و وحدة حدث وموسيقى . و وجود فكرة التطهير purgation أو catharses وهي مجتمعة تشكل أهم عناصر المسرحية و التراجيديا كما عرفها ارسطو.
حدد ارسطو في كتابه الشكل العام للشخصيات , يجب ان تكون الشخصيات غير عادية ذات مستوى رفيع noble , gentle , بحيث تظهر بصورة أفضل مما هي عليه حقيقة . وقد جاء هذا بارزا في الرواية فالبطلة ليلى أو ليلي كما كان والدها "سي ناصر "يناديها , هي امرأة ذات مستوى رفيع عازفة كمان موسيقية بارعة وكاتبة لا تكتب بالحبر وإنما تستمد حبرها من جرحها النازف .تميزت بإبداعها الموسيقي وشغفها بالموسيقى وهو أمر ورثته عن والدها ,كل هذا جعلها امرأة مميزة " المشكلة اني لست مثل جميع بشر زماننا"539.
وسينو بطل الرواية أديب رفيع ملاحق ويطلب إنهاء حياته لأنه مختلف , فهو أيضا لم يكن رجلا عاديا كان متطرفا في كل شئ في حبه في جنونه في انهزامه في انكساره فقدم مثالاً لرجل وأديب غير عادي . سي ناصر والد ليلى كان موسيقيا بارعا قلبه ينبض بالموسيقى .كان رجلاً صاحب موقف فهو الذي استقال من الجيش ليعزف بحريةٍ ويشعر انه سيد نفسه. تصفه ليلى "بكيت لأني يومها شعرت أني خسرت نداءاً نقياً كان يحفظني من الانكسار ومن نفسي، حتى وهو في أقاصي المرض لم يمنعني من موسيقاه."
تبدأ مأساة ليلى عندما تدرك أن الكيان الأدبي لمريم قد سرق منها هويتها وكيانها . مريم هو الاسم الذي استخدمه سينو ليشير إلى ليلى في رواياته . لحظة الإدراك هذه أو ما يسمى moment of recognition هي من أهم عناصر الحبكة في المسرحية إذ يتبعها انقلاب في الأحداث reversal of actions . تشعر ليلى بفقدان الهوية عندما يحل اسم تلك المرأة الورقية مكان اسمها تقول ليلى" هل يدري الذين قرأوا روايات سينو ان وراء سحر اللغة الخاطف, تتخبأ مأساة تتعلق بكل بساطة بانمحاء هوية كانت قائمة ؟هوية امرأة اسمها لا يثير أية شبهة سوى شبهة الحب المستحيل ليلى أو ليلي كما كان يناديني والدي"76 . وتكمل قائلة" اليوم عندما أعود إلى رسائله استرجع شيئا فشيئا وجهي الذي غاب وسط ضباب مبهم اسمه مريم , لم اعد اعرفه , بل لم اعد أريده ولا أحبه"77. لقد بنيت مريم على أنقاض ليلى " امرأة ورقية جاءت على أنقاض امرأة امرأة حقيقية"72
هي ترى انه قتلها عندما سلبها هويتها وكيانها بسلبها اسمها ولكنها في الوقت نفسه تدرك السبب وراء ذلك فتقول" لم يكن يقصد نفي ولكن حمايتي من محيط قاتل"78
الشعور بالخوف fear من أن نكون نحن مكان بطل المسرحية وأن نعاني ما عاناه , بالإضافة إلى الشعور بالشفقة pity على البطل يولدان تطهيرا أو ما سماه ارسطو purgation or catharsis . يعد هذا التطهير من أهم أهداف العمل المسرحي . نشعر بالشفقة والخوف عندما نراها تحتضر" أصعب الميتات حبيبي عندما ترى نفسك تموت"54. ولكنها تستقبل جرحها بقوة نادرة" أهيئ نفسي لاستقبال جرحي و حرقتي الأخيرة "49 وهذا ما يبقيها شخصية فوق العادة .ما يؤكد هذه النقطة هو ما جاء في أول الرواية في قول كوليريدج "يؤجل شكوكه". فالقارئ يشك أو يتصور أنه قد يكون مكان البطل فيكتسب خبرة لمجرد وضع نفسه مكان البطل.إن الشعور بالخوف من أن يكون المتلقي مكان البطل والشعور بالشفقة يحرران المتلقي بعد انتهاء العمل أو يطهران نفسه مما يجول فيها من خوف لأنه شعر بذلك الخوف وبالتالي تحرر منه ,أي انه لو صادف ما يشابه ظروف الشخصية أو ما حدث لها في العمل سيكون أقوى من مَن لم يشاهد العمل. عندما يواجه مثل ما حدث مع البطل يكون متحررا من خوفه أو يواجه ظروفه بخوف أقل لأنه توقع أو تخيل حدوث ما يشابه أحداث العمل الأدبي معه أيضا.
وحدة الزمان والمكان هما أيضا من عناصر العمل المسرحي وهما أيضا حاضرتان بقوة في الرواية.يحدث سرد القصة في السكريتوريوم, وهي كلمة من أصل لاتيني تعني المكان الذي ينجز فيه القساوسة مخطوطاتهم .أصبحت الكلمة تعني المكان المختار للعزلة من اجل الكتابة, أما بقية الأحداث فهي عبارة عن استرجاع وتذكر لما حدث flashback . وتجدر الاشارة هنا إلى ان من أهم معالم وحدة المكان عند ارسطو أن تتم الأحداث في مكان واحد محدد وان لا تتعدد الأمكنة كثيرا.
وحدة الزمن تلعب دورا هاما ومحوريا في الرواية. يبدأ سرد القصة ليلا حوالي الساعة الرابعة وأربع دقائق وأربع ثواني وتنتهي الساعة السابعة وسبع دقائق وسبع ثواني . تتحدث ليلى عن الاصطفاف الغريب لأرقام الساعة قائلة" استغربت مرة أخرى من اصطفاف الأرقام نفسها في خط مستقيم . حالة أصبحت تتكرر معي كثيرا . انه وقت الحماقة الذي تحدث عنه الأجداد القدامى عندما تصطف الأشياء المتشابهة وعندما تتقاطع كل الأرقام في خط واحد"532. يتكرر هذا التقاطع أيضا في تاريخ ميلادها وميلاد سينو , هي ولدت في اليوم الرابع من الشهر الرابع وهو ولد في اليوم الثامن من الشهر الثامن . وضح ارسطو وحدة الزمن بأن لا يتجاوز زمن سرد الأحداث اليوم الواحد وهو ما حدث تماما وتم تطبيقه في الرواية ,لكن هذا لا يتنافى مع تقنية الاسترجاع أو flashback .فبذلك تكتمل وحدة الزمان والمكان.
أما وحدة الحدث كما حددها ارسطو هي أن تكون كل الأحداث في العمل داعمة ومتعلقة بالحبكة أو plot غير بعيدة عنها , فكل أحداث الرواية تصب في صلب الحبكة وهو صراع ليلى لاسترجاع كيانها وهويتها .إضافة لضرورة احتواء الحبكة على بداية و وسط وخاتمة .
يجب أن يحتوي العمل المسرحي على موسيقى أو melody وقد كان حضور الموسيقى قويا في الرواية . رافقت موسيقى سوزان لودنغ ليلى وهي تروي قصتها . كان الكمان أيضا بجوارها على المكتب بالإضافة لكونها عازفة بارعة هي و والدها.
تنتهي أحداث الرواية بخروج ليلى من منزلها بعد أن تطلق النار على المرآة معتقدة أنها بذلك قد قتلت مريم فتشعر بشئ من الراحة , ولكنها ما تلبث أن تتلقى صفعة لكيانها كأنثى عندما تعلم أنها مصابة بسرطان في الرحم. تعود مريم لتظهر من جديد فتخرج ليلى مسدسها لكي تقتلها ولكن السخرية irony تكتب نهاية غير متوقعة لتكتمل ملامح الشخصية بأن تكون فوق العادة حتى في موتها , وهذا أيضا مستخدم بكثرة في المسرح, إذ تموت ليلى بعد أن يطلق عليها الشرطي عدة طلقات ترديها قتيلة وهي ما زالت فاقدة لهويتها غير قادرة على استعادتها . يتم تصوير مشهد موتها بطريقة تليق بما عانته , تختم ليلى كلامها في الرواية باقتباس للكاتب اليوناني نيكوس كازنتزاكيس في كتابه تقرير إلى غريكو عندما يقول "هل انتصرت أم هزمت؟ الشئ الوحيد الذي اعرفه هو أنني ما أزال واقفا على قدمي , مثخنا بالجراح, وكلها في صدري, لقد فعلت ما استطعت وأكثر مما كنت استطيع أما وقد انتهت المعركة الآن , فإنني آت لأضطجع إلى جانبك, ولأصبح ترابا"