تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أمُّ الشّهيد



حلمي العبدالله
11-05-2011, 08:59 AM
وَأَفْعَالٍ تَجِلُّ عَنِ الكَلاَمِ = فُؤَادُ الأُمِّ ذَا فَوْقَ الأَنَامِ
هُمُومٌ كَالجِبَالِ تَهُزُّ قَلْبًا = ينَافِحُ وَالغَوَائِلُ فِي ازْدِحَامِ
مُزَمَّلَةٌ ، ثِيَابُ الحُزْنِ قَيْظٌ = يَجُزُّ اللَّحْمَ عَنْ جِرْمِ العِظَامِ
وَيُبْكِيهَا الهَدِيلُ هَدِيلُ قُمْرٍ = نَأَتْ عَنْ أَفْرُخٍ زُغْبٍ فِطَامِ
فَكَيْفَ إذَا المَنُونُ أَتَتْ لِتَنْعَى = سِنَانُ الغَدْرِ تَنْفُذُ كَالهُذَامِ
تَسُوفُ نَسِيمَ فِلْذَتِهَا زَكِيًّا = رَحيقُ الزَّهْرِ يَعْبَقُ فِي القَتَامِ
فَأَسْقوهُ الرَّدَى ، لَمعَت بُرُوقٌ = تُبَدِّدُ فِي المَدَى غَلَسَ الظَّلاَمِ
تَضُمُّ الأُمُّ جُثْمَانًا تدَاعَى = يَرُومُ النُّطْقَ ، خَرَّ بِلاَّ كَلاَمِ
فَسَالَ الدَّمْعُ مِنْ أُمٍّ وَطِفْلٍ = بَرِيقُ التِّبْرِ يَلْمَعُ فِي الرَّغَامِ
تُقَبِّلُهُ بِأَنْفَاسٍ حَرُورٍ = جُرُوحُ الوَجْدِ تَكْشِفُ عَنْ لِثَامِ
تَجِسُّ النَّبْضَ تَفْدِيهِ بِنَفْسٍ = تُقَايِضُهُ بِأَفْعَالٍ جِسَامِ
وَتُدْنِي الرَّأَسَ مِنْ أُذُنٍ تِبَاعًا = زَفِيرُ الحَيِّ يُسْمَعُ فِي النِّيَامِ
فَتْحْضُنُهُ ، وَتَتْبَعُهَا أَيَادٍ = تُضَمِّدُهُ ، نَزِيفُ الجُرْحِ دَامِ
فَهَيْهَاتَ البَقَاءُ نَأَى بَعِيدًا = وَلَكِنَّ الأُمُومَةَ فِي احتِدَامِ
صِرَاعٌ يَرْفُضُ التَّسْلِيمَ وَجْدًا = وَإِيِمَانٌ أَحَدُّ مِنَ الحُسَامِ
تُدَثِّرُهُ زَغَارِيدٌ ، كَسَتْهَا = بِغَيْثٍ – وَاهَ – مُنْهَمِرٍ سِجَامِ
تُغَطِّي الوَجْهَ، فِي الحَوْبَاءِ بَأسٌ = لَهَا عَزْمٌ يُجَمَّلُ بِالذِّمَامِ
وَتَرْمُقُهُ بِعَيْنَيْهَا طَوِيلاً = فِرَاقُ الإِلْفِ كَالسُّحُبِ الجَهَامِ
تَعَالَى الصَّوتُ تَهْلِيلاً يُنَادِي = هَلُمَّ اليَوْمَ أَعْرَاسُ الكِرَامِ
فَصَفَّقَ فِي الفَضَاءِ جَنَاحُ طَيْرٍ = لِيَقْذِفَ سِرْبُهُ لَهَبَ الحِمَامِ
أَطُوفَانٌ أَصَابَ رُبُوعَ قَوْمٍ = يُحِيلُ الأَرْضَ كَوْمًا مِنْ رُكَامِ
هَدِيرُ الشَّعْبِ بُرْكَانٌ شُوَاظٌ = يُذِيبُ الصَّخْرَ كَالجَمْرِ اللُهَامِ
وَأُمٌّ ، فِي العُيُونِ لَهِيبُ صَبٍّ = تَزِفُّ إِلى العُلاَ رُوحَ الغُلاَمِ
تَقُولُ وَشَدْوُهَا فِي الحِبِّ عَزْفٌ = لَهَا فِي اللَّحْنِ أَشْجَانُ الحَمَامِ
مُطَوَّقَةٌ تُرَنِّمُ قُرْبَ غُصْنٍ = يَكَادُ الغَمُّ يُودِي بِالقِوَامِ
تُهَدْهِدُهُ وَصَوْتُ النَّايِ بَاكٍ = شِفَاهُ البَدْرِ تَسْجُو فِي ابْتِسَامِ
وَتَكْشِفُ عَنْ لآلِئَ مِنْ كُنُوزٍ = بَرِيقُ السَّيْفِ يُمْسِكُ بِالكِظَامِ
أَضِيئُوا للفَتَى النِّيرَانَ مَجْداً = لِيَسْمُوَ لَحْدُهُ فِي ذَا المَقَامِ
أَلاَ لَيْتَ القَصِيدَ لَهَا عَزَاءٌ = لأُطْلِقَهُ كَهَادٍ أَوْ إِمَامِ
وَلَكِنَّ الضَّنَى فِي القَلْبِ سَارٍ = نَفَادُ الصَّبْرِ يَهْمِي كَالسِّهَامِ
يُِنِيرُ اللَّيلَ أٌَْقْمَارٌ بَوَاكٍ = شُمُوسٌ فِي التَّرَقِي وَالتَّسَامِي
فَطَيْفُ المُصْطَفَى مَسْعًى وَمَغْزًى = سِرَاجٌ زَيْتُهُ حُسْنُ الخِتَامِ
غِذَاءُ الحُرِّ فِي الأزَمَاتِ صَبْرٌ = يُنَقِّي النَّفْسَ مِنْ صَدَأِ السَّقَامِ
فَقِرِّي – أُمَّنَا فِي المَهْدِ – عَيْنًا = وَحَسْبُكِ أُمُّ صِنْدِيدٍ هُمَامِ
أَثَارَ النَّقْعَ كَيْ يَحْيَا شَهِيدًا = يَزُورُكَ فِي السُّجُودِ وَفِي القِيَامِ

محمود فرحان حمادي
11-05-2011, 11:34 AM
خلجات طيبة مباركة
نص حمل بين طياته روعة الشهادة
بلوحة شاعرية ندية
وهو برغم اللوعة الضاجة في سويدائه
إلا أنه جاء ناصعا ماتعا
بوركت المشاعر الأصيلة
تحياتي

أبو سائد العدوي
11-05-2011, 12:56 PM
الأخ حلمي العبدالله ( لوحة فنية رائعة ) تسللت فيها إلى حوباء المرأة التي فقدت ابنها ، فجسدت ما تشعر به من ألمٍ
( هُمُـومٌ كَالجِبَـالِ تَهُـزُّ قَلْـبًـا // ينَافِحُ وَالغَوَائِـلُ فِـي ازْدِحَـامِ) ،
( مُزَمَّلَةٌ ، ثِيَـابُ الحُـزْنِ قَيْـظٌ // يَجُزُّ اللَّحْمَ عَنْ جِـرْمِ العِظَـامِ )
( وَيُبْكِيهَا الهَدِيـلُ هَدِيـلُ قُمْـرٍ // نَأَتْ عَنْ أَفْـرُخٍ زُغْـبٍ فِطَـامِ )
واستطعت بأسلوبك المشوق ، بما فيه من الدراما التي أتقنتها بشكل كبير ، استدعاء أسطورة الحمام التي بكت فرخها الذي ذهب ولم يعد ولكن بصورة مدروسة يلمسها من اطَّلع على تلك الأسطورة ، حيث تعمدت تكرار ذلك في عدة أبيات
( وَيُبْكِيهَا الهَدِيـلُ هَدِيـلُ قُمْـرٍ // نَأَتْ عَنْ أَفْـرُخٍ زُغْـبٍ فِطَـامِ )
( مُطَوَّقَـةٌ تُرَنِّـمُ قُـرْبَ غُصْـنٍ // يَكَـادُ الغَـمُّ يُـودِي بِالـقِـوَامِ )
مما يدفع بالمتلقي إلى قراءة القصيدة من بدايتها إلى نهايتها ، ولم تكتف بذلك بل استحضرت ما تفعله أمهات الشهداء في فلسطين وغيرها من اطلاق الزغاريد تكريما للشهداء حيث أصبح ذلك سمة من سمات تلك النسوة
( تُدَثِّـرُهُ زَغَـارِيـدٌ ، كَسَتْـهَـا // بِغَيْثٍ – وَاهَ – مُنْهَمِـرٍ سِجَـامِ)
ثم جسدت الصراع بين الأم وشهيدها بأسلوب الكاميرا السنمائية وهو أسلوب يتبع في القصص القصيرة الحديثة وهو التنقل من مشهد إلى مشهد ومن حالة نفسية إلى أخرى رغم التقييد الذي تفرضه القصيدة ، ولم تنس رغم هول الموقف من أن تذكر صبر الأم وتمالكها مستخدما بذلك طباق المعنى المستشف من خلال تسلسل الأحداث والمواقف بين المرأة ونفسها تارة وبين المرأة وابنها تارة أخرى ، ولا أنسى الصورة التي تزخر بها هذه القصيدة من تشبيه واستعارات وكنايات واستحضار للأسطورة ، حيث تحتاج إلى دراسة أسلوبية ليس مجالها هنا ( من تقديم وتأخير ومن استخدام للجمل الاسمية والفعلية ، والإكثار من الضمائر ) شاعرنا العزيز قصيدة رائعة

ربيحة الرفاعي
11-05-2011, 09:00 PM
مشهد عظيم له في ذاكرة الضمير الانساني حفائر من نور ونار
ودمعة على نُصب الإباء حكتها الحروف هنا وتغنت بها المعاني

قصيدة قوية أحسنت توظيف مفرداتها ورسمت بتمكن صورها بتراكيب مميزة زهت بالمعنى حرفا وحسا

ماتعا كان مروري هنا ومؤثرا

دمت بألق

محمد ذيب سليمان
11-05-2011, 10:22 PM
رائع وممتع ومبدع

هذا السرد القصصي والمزاوجة بين الحدث والأسطورة والرؤيا الحقيقية

بعين خيالك ابدعت في تصوير المشهد

وتحويله الىصورة متحركة ورؤيا تمتلك الحس الإنساني وتنقل القاريء من مجرد القراءة الى

النظر الى المشهد بكثير من الجدية والعمق والتفاعل

شكرا لك

رفعت زيتون
11-05-2011, 11:09 PM
الأخ حلمي العبدالله ( لوحة فنية رائعة ) تسللت فيها إلى حوباء المرأة التي فقدت ابنها ، فجسدت ما تشعر به من ألمٍ
( هُمُـومٌ كَالجِبَـالِ تَهُـزُّ قَلْـبًـا // ينَافِحُ وَالغَوَائِـلُ فِـي ازْدِحَـامِ) ،
( مُزَمَّلَةٌ ، ثِيَـابُ الحُـزْنِ قَيْـظٌ // يَجُزُّ اللَّحْمَ عَنْ جِـرْمِ العِظَـامِ )
( وَيُبْكِيهَا الهَدِيـلُ هَدِيـلُ قُمْـرٍ // نَأَتْ عَنْ أَفْـرُخٍ زُغْـبٍ فِطَـامِ )
واستطعت بأسلوبك المشوق ، بما فيه من الدراما التي أتقنتها بشكل كبير ، استدعاء أسطورة الحمام التي بكت فرخها الذي ذهب ولم يعد ولكن بصورة مدروسة يلمسها من اطَّلع على تلك الأسطورة ، حيث تعمدت تكرار ذلك في عدة أبيات
( وَيُبْكِيهَا الهَدِيـلُ هَدِيـلُ قُمْـرٍ // نَأَتْ عَنْ أَفْـرُخٍ زُغْـبٍ فِطَـامِ )
( مُطَوَّقَـةٌ تُرَنِّـمُ قُـرْبَ غُصْـنٍ // يَكَـادُ الغَـمُّ يُـودِي بِالـقِـوَامِ )
مما يدفع بالمتلقي إلى قراءة القصيدة من بدايتها إلى نهايتها ، ولم تكتف بذلك بل استحضرت ما تفعله أمهات الشهداء في فلسطين وغيرها من اطلاق الزغاريد تكريما للشهداء حيث أصبح ذلك سمة من سمات تلك النسوة
( تُدَثِّـرُهُ زَغَـارِيـدٌ ، كَسَتْـهَـا // بِغَيْثٍ – وَاهَ – مُنْهَمِـرٍ سِجَـامِ)
ثم جسدت الصراع بين الأم وشهيدها بأسلوب الكاميرا السنمائية وهو أسلوب يتبع في القصص القصيرة الحديثة وهو التنقل من مشهد إلى مشهد ومن حالة نفسية إلى أخرى رغم التقييد الذي تفرضه القصيدة ، ولم تنس رغم هول الموقف من أن تذكر صبر الأم وتمالكها مستخدما بذلك طباق المعنى المستشف من خلال تسلسل الأحداث والمواقف بين المرأة ونفسها تارة وبين المرأة وابنها تارة أخرى ، ولا أنسى الصورة التي تزخر بها هذه القصيدة من تشبيه واستعارات وكنايات واستحضار للأسطورة ، حيث تحتاج إلى دراسة أسلوبية ليس مجالها هنا ( من تقديم وتأخير ومن استخدام للجمل الاسمية والفعلية ، والإكثار من الضمائر ) شاعرنا العزيز قصيدة رائعة


لعلي أوجه هنا تحيتين

واحدة للشاعر صاحب القصيدة على هذا الشعر الرائع

والمجسد لمعاناة حقيقية نعيشها كل يوم وفي كل مكان ولم تعد مقتصرة على بلد دون آخر

والتحية الأخرى للاخ أبو سائد على هذه الاطلالة الجميلة والتي أتمنى ان نقرأ مثلها الكثير في واحتنا

تأتي كدراسة مبسطة أو قراءة متفحصة في النصوص لإبراز مكامن الجمال فيها

تحية كبيرة للأخوين الكريمين

.

نبيل أحمد زيدان
12-05-2011, 12:28 AM
الأخ الفاضل حلمي العبد الله الموقر
ركزت الحرف في مجد الشهادة
وسيجت القصيد بالغار
فسمت معنى وانسجمت مبنى
دمت بحفظ الله ورعايته

حلمي العبدالله
12-05-2011, 11:36 AM
الأخ محمود فرحان شكرا لمرورك الطيب

حلمي العبدالله
12-05-2011, 04:19 PM
الأخ أبو سائد العدوي كم وكم سعدت بمرورك وتحليلك المبدع لهذه القصيدة مما زادها بهاء وجمالا .

حلمي العبدالله
14-05-2011, 07:36 AM
الاخت ربيحة سررت لمرورك وتعليقك

حلمي العبدالله
14-05-2011, 07:37 AM
الأخ محمد كلمات مشجعة

حلمي العبدالله
14-05-2011, 07:39 AM
الأخ رفعت بارك الله فيك ولك كل الشكر لهذا التشجيع

حلمي العبدالله
14-05-2011, 07:40 AM
الأخ نبيل سعدت بمرورك

نداء غريب صبري
14-05-2011, 11:00 PM
قصيدة جميلة أخي
وتستحق ام الشهيد ذلك

بوركت

حلمي العبدالله
15-05-2011, 09:10 AM
الأخت نداء سررنا بمرورك وتعليقك

د. سمير العمري
26-09-2011, 11:01 PM
تصوير لمشهد مهيب ، ووصف لمشاعر جليلة وتعبير مرهف عن المشاعر الفريدة في قلب الأم وهي تحتضن ابنها الشهيد.

أشكرك واشكر لك هذا النص الرائع!

دمت مبدعا متألقا!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

هاشم الناشري
21-10-2012, 06:56 PM
أرفعها لسمو غرضها وجمالها ، ومواساة

لأخينا الحبيب / مصطفى حمزة وكل أفراد

عائلة الشهيد عقبة بن مصطفى الكرام.

بو ركت أيها الشاعر المتألق ولافض فوك.

تحياتي ونقديري.

زهرة السفياني
22-10-2012, 11:54 AM
ا
لله الله أخي حلمي.
روعة الإبداع تولد من قسوة الألم. أذبت ألم الفقد في فنجان سكر فنزلت القصيدة على القلوب بردا وسلاما
أحسنت وأبدعت ودام تألقك.

نادية بوغرارة
22-10-2012, 01:09 PM
روعة في الأداء الشعري وصدق في المشاعر جعلا القصيدة تصل حروفها

إلى القلوب .

الشاعر حلمي العبد الله

بارك الله فيك ودام لك الألق .

نادية بوغرارة
22-10-2012, 01:22 PM
الأخ حلمي العبدالله ( لوحة فنية رائعة ) تسللت فيها إلى حوباء المرأة التي فقدت ابنها ، فجسدت ما تشعر به من ألمٍ
( هُمُـومٌ كَالجِبَـالِ تَهُـزُّ قَلْـبًـا // ينَافِحُ وَالغَوَائِـلُ فِـي ازْدِحَـامِ) ،
( مُزَمَّلَةٌ ، ثِيَـابُ الحُـزْنِ قَيْـظٌ // يَجُزُّ اللَّحْمَ عَنْ جِـرْمِ العِظَـامِ )
( وَيُبْكِيهَا الهَدِيـلُ هَدِيـلُ قُمْـرٍ // نَأَتْ عَنْ أَفْـرُخٍ زُغْـبٍ فِطَـامِ )
واستطعت بأسلوبك المشوق ، بما فيه من الدراما التي أتقنتها بشكل كبير ، استدعاء أسطورة الحمام التي بكت فرخها الذي ذهب ولم يعد ولكن بصورة مدروسة يلمسها من اطَّلع على تلك الأسطورة ، حيث تعمدت تكرار ذلك في عدة أبيات
( وَيُبْكِيهَا الهَدِيـلُ هَدِيـلُ قُمْـرٍ // نَأَتْ عَنْ أَفْـرُخٍ زُغْـبٍ فِطَـامِ )
( مُطَوَّقَـةٌ تُرَنِّـمُ قُـرْبَ غُصْـنٍ // يَكَـادُ الغَـمُّ يُـودِي بِالـقِـوَامِ )
مما يدفع بالمتلقي إلى قراءة القصيدة من بدايتها إلى نهايتها ، ولم تكتف بذلك بل استحضرت ما تفعله أمهات الشهداء في فلسطين وغيرها من اطلاق الزغاريد تكريما للشهداء حيث أصبح ذلك سمة من سمات تلك النسوة
( تُدَثِّـرُهُ زَغَـارِيـدٌ ، كَسَتْـهَـا // بِغَيْثٍ – وَاهَ – مُنْهَمِـرٍ سِجَـامِ)
ثم جسدت الصراع بين الأم وشهيدها بأسلوب الكاميرا السنمائية وهو أسلوب يتبع في القصص القصيرة الحديثة وهو التنقل من مشهد إلى مشهد ومن حالة نفسية إلى أخرى رغم التقييد الذي تفرضه القصيدة ، ولم تنس رغم هول الموقف من أن تذكر صبر الأم وتمالكها مستخدما بذلك طباق المعنى المستشف من خلال تسلسل الأحداث والمواقف بين المرأة ونفسها تارة وبين المرأة وابنها تارة أخرى ، ولا أنسى الصورة التي تزخر بها هذه القصيدة من تشبيه واستعارات وكنايات واستحضار للأسطورة ، حيث تحتاج إلى دراسة أسلوبية ليس مجالها هنا ( من تقديم وتأخير ومن استخدام للجمل الاسمية والفعلية ، والإكثار من الضمائر ) شاعرنا العزيز قصيدة رائعة

=========


قراءة مميزة تسلط بمهارة الأضواء على القصيدة فتظهر فيها الجمال الكامن ،

وليتها طالت أكثر .

الأستاذ أبو سائد العدوي ،

كل التقدير والشكر لك ، ولصاحب القصيدة الشاعر حلمي العبد الله .