المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لاأحبُ البحر



زاهية
02-07-2004, 12:56 AM
لاأحبّ البحر ياأبي

جلس أحمد فوق صخرته الصّغيره قرب البحر, يغوصُ بأعوامِه العشرة إلى أعماق ذكرياتِه, والشـّمسُ قد بدأت تـُلقي برأسها على كــَتـِفِ الغروب بهدوء وحياء ,وهي تجرُّ وراءها ثوب الشـَّـَفـق برقةٍ وعذوبة, بينما دمعة ُ حزنٍ تنساب بدفءٍ على وجنة أحمد 0
كانت قدماه الحافيتان تعبثان بما غمرهما من مياه البحر في نهاية يوم صيفي مرّحاراَ على أهل الجزيرة, وكأنَّ البحرَ أحس بالذنب تجاه أحمد, فراح يعتذرإليه بمداعبة قدميه بانسياب رقيق لقافلة من الامواج النّاعمة اللطيفة , علـه ينسى موت والده غرقاً قبل خمس سنوات0
التقط أحمد ببراعة تلك الدّمعة الحزينة براحة يده اليمنى, وراح يحدّق فيها ,فرأها بعين خياله تكبر وتكبر , حتى غمرتْ كفه0
أحس أحمدبتدفق الماء من يده نحو البحر, الذي بدأبدوره يتحرك بأمواج دائريّة, مالبثت أن انشقت, وخرج منها رأسُ أبيه مبتسماً له بسمرة وجهه , وجمال عينيه السّوداوين كما كان يراه دائما بمشهد يحبه و لن ينساه أبدا0
ظلَّ أحمد يحدق بوجه أبيه بخوف تمتزج به الفرحة بألوان الشّفق,ناداه والده بصوته الرّخيم :انزل ياأحمد ,هيّا أريد أن أعلّمك السّباحة 0
ولكن ّأحمد لم يستجب لطلب والده,فأعاد عليه الكلام مرّة ثانية فأجابه:لاأريد ياأبي إنني أخاف البحر0
فنهره أبوه قائلا :انزل ياولد,أ تخاف من البحر وأنا معك, هيّا ارمِ بنفسك بين أحضانه ,لم تعد صغيراً ,أنت اليوم في الخامسة من العمر والرِّجال لايخافون يا بنيّ 0
قال أحمد بشيء من التَّردد:ولكنني لاأحبّ ُ البحر ياأبي , مياهه المالحة تحرق عينيَّ و أكرهُ طعمهاأيضا0
قهقه أبوأحمد وهو يمد يده الطويلة نحو ابنه ويلتقطه من فوق الصخرة الصَّغيرة كنسر يلتقط عصفوراً, وأحمد يرفرف بيديه ورجليه في الهواء حتّى سقط في الماء, فراح يتخبّط بين الامواج مستنجدا بوالده كي ينقذه من الغرق, والاب يضحك بسعادة ,وهو يلقن ابنه أول درسٍ من دروس الحياة , فالسباحة بالنسبة لاهل الجزر, هي رأس مالهم, وشاغل بالهم0
أطبق أحمد بأنامله فوق راحته يريد أن يمسك بأبيه قبل أن تختطفه الامواج, وعندما فتح يده وجدها فارغة جافة لم ير فيها والده الذي غرقت به السّفينة ذات يوم هناك في البعيد ,الذي لايستطيع أحمد أن ينقذه من قسوة أمواجه رغم أنه أصبح كأبيه من أمهر السّباحين0
بقلم
بنت البحر

يكفيكم فخراً فأحمد منكم000وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن

طائر الاشجان
06-07-2004, 09:28 PM
هي لحظةٌ ربما لا تتجاوز الثواني ، لكن الغوص فيها بخيال الكاتب يجعلها عالماً رحباً . لحظة بدأت بانحدار دمعة على وجنة الجهم ، فأخذته إلى البعيد ، لكن الولوج في هذا البعيد ليس من السهل التمهيد له إلا عند المحترفين حيث تجد ترويض الكلمة لما يخدم الفكرة في فحوى العبارة التالية :

وراح يحدّق فيها ,فرأها بعين خياله تكبر وتكبر , حتى غمرتْ كفه0
أحس أحمد بتدفق الماء من يده نحو البحر, الذي بدأ بدوره يتحرك بأمواج دائريّة, مالبثت أن انشقت, وخرج منها رأسُ أبيه مبتسماً له ...

أما التمهيد لهذا الحدث فقد جاء خفيفاً لطيفاً هادئاً وكأنها تهدهدنا قبيل النوم برفق حتى غمرتنا مياة البحر وكأنه حلمٌ لا تملك إلا التشبث به لتصل إلى منتهاه ، وقد انقلب إلى معايشةٍ خياليةٍ حية ، استشعرناها بكل جارحة في مواضع اللمعان كما في :

قهقه أبوأحمد وهو يمد يده الطويلة نحو ابنه ويلتقطه من فوق الصخرة الصَّغيرة كنسر يلتقط عصفوراً, وأحمد يرفرف بيديه ورجليه في الهواء حتّى سقط في الماء

ونصحو وقد آن لتلك اللحظة أن تلد المفاجأة ، وجاءت بريشة ابنة البحر في قولها :

وعندما فتح يده وجدها فارغة جافة لم ير فيها والده الذي غرقت به السّفينة ذات يوم هناك في البعيد

تعمدَتْ الكاتبة أن تتكئَ على حدثٍ مُبكٍ بطبعهِ ، فالغرَق هنا موغلٌ في الالم لا سيما والغريق أبٌ لليتيم .
ثم تأتي دمعةُ الطفولةِ المبتليةِ بالحرمان من حنان الاب ، وانهماك الصبيِّ في لُجّةِ الهم حتى غرقَ أو كاد يغرق ، وتمضي الدلالاتُ في غاية الدقة ، فالغرق والبحر والدمع والموت جميعها أتت بالصورة التي أدارتها زاهية أن تنطق عبر سطورها القصيرة لتقول لنا رسالتها في اسلوب شيّق ، هو عصارة الفكر المبدع ، ليس على مستوى اللشعر كما عهدتها لكنها فاجأتني بهذه الروعة فآمنت أن قلم الكاتب ريشةٌ يمكن أن يرسمَ بها لوحاتهِ على أي ورق وفوق أي جدار . في انتظار المزيد من ابنة البحر .

تحية لزاهية واحتنا ملئ البحر وملئ خيالها اللا محدود .

أخوها /
طائر الاشجان

زاهية
08-07-2004, 01:44 PM
لله درُّك ياأخي طائر الأشجان

،تعرف أيها الفاضل أنت فنان بتغريدك الجميل

بتناغم عجيب

ربما أنا واحدة من الناس الذي فهموك

حقَّ الفهم فأنت إنسان طيب

مسالم , طاهر القلب ,طموح , خدوم,محب للخير

ولكنك عندما تحس بأنََّ

أحداً ما أساء إليك

( وليس الإحساس دائماً يكون صادقاً)

تغضب بشدة

ربما كنت من السكان الذين يعيشون قرب البحر

أو ورثت من أحدهم عنفوان البحر وهدوءه

وربما كنت من مواليد برج الحوت لاأدري

ولكنك على أي حال فقد استطعت بنجاح مذهل أن تتغلغل في

أعماق هذه القصة

وتخرج منها الجميل باسلوب بديع

فاذهب إلى البحر وتأمل كم هو جميل

ورائع عندما يكون

هادئاً

وأنا متأكدة من أنك ستسبح الله العظيم

الذي سخَّرَ لنا هذا البحر حبيباً وعدواً في آنٍ واحد0

لقد أخذت منه دروساً كثيرة

عندما كنت أعيش بين أمواجه المتلاطمة

وخرجت بنتيجة إيمانية

مازلت أعمل بها

وأتمنى من كل الناس أن يعملوا بها

أختصرها بما علَّمنا إياهُ المولى عزَّ وجلَّ

ياألله لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

كم هذه الآية جميلة ففيها الخير لنا جميعا0

لاتغب طويلاً أيها الطائر الشقيق

سلمت أناملك بما خطَّت

وسلم فكرك داعياً لله بصدقٍ وإخلاص

أختك فيه

بنت البحر


يكفيكم فخراً فأحمد منكمُ000وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن

طائر الاشجان
09-07-2004, 02:06 PM
ولكنك عندما تحس بأنََّ
أحداً ما أساء إليك
( وليس الإحساس دائماً يكون صادقاً)
تغضب بشدة


نعم أيتها الغالية .. ليس الاحساس دائماً ... ولكنه غالباً يأتي موافقاً لظني .. أما برجي فقد أصابته تكهناتك ، وإنني لأشكرك على رأيك في شخصي وهذا لأنك تنظرين إلى الآخرين بعين طبعك ، ابتسمت فلا شك أن من البعض مَن لا يروقه هذا ! ما علينا .


ألا إن من طبعي التسامحَ طيبةً = وأعفو عن الجاني إذا طلب الصفحا
وليس لي الخد الذي إن صفعتهُ = يغظ ولا القلب الذي يقبل القُبحا
سأعمل بنصيحتك ، وأما الغياب فلن يطول ، ذلك لأنكم أحلتم الواحة إلى شلالات من الضياء حيثما ذهبتم وهذا يكفي للتواجد .

تحياتـــي وتقديري
أخوكم/ طائر الاشجان

زاهية
09-07-2004, 10:31 PM
أخي الفاضل طائر الأشجان

ليكن الله معك يدلك على الخير دائماً

فالمؤمن ياأخي يحبه الله

ومهما واجه من أمور صعبة

لابد لها من فرَجٍ قريب

الله وحده يعرف أين هو خير الإنسان

وكما تعرف ليس لنا الخِيَرَة من أمرنا

أقامَ العِبادَ فيما أراد وله المرادُ فيما يريد

جلَّ الفريدُ الوحيدُ

كن بخير

أختك في الله

بنت البحر

يكفيكم فخراً فأحمد منكمُ000وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن

د. سمير العمري
28-12-2004, 03:09 AM
إبداع في السرد القصصي لا يقل روعة عن ابداعك الشعري أختي زاهية.

ولعلني شدني ارتباطك بالبحر يا بنت البحر وذدني أشياء أخرى ربما تعكس المزيد
من ألق نفسك الكريمة الطيبة.

لقد تناول أخي طائر الأشجان القصة تناولاً مميزاً بطريقته ولا أراني إلا أؤكد على عبرة القصة التي رسمتها يراعتك بريشة فنان متمكن. يجب على المرء أن لا يتخلى عن دوره ولا أن ينكص عن واجبه وأن يعرف أين نجاته ولو كان فيها ما لا يحب.

تحياتي وإعجابي
:os::tree::os:

د. محمد الشناوي
30-12-2004, 02:57 PM
لك أسلوب يأسرني أيتها الأديبة الأريبة
سيان شعرا أو نثرا كان

قصة جميلة
وقاصة أروع

تحياتي وتقديري

زاهية
06-01-2005, 03:41 AM
إبداع في السرد القصصي لا يقل روعة عن ابداعك الشعري أختي زاهية.

ولعلني شدني ارتباطك بالبحر يا بنت البحر وذدني أشياء أخرى ربما تعكس المزيد
من ألق نفسك الكريمة الطيبة.

لقد تناول أخي طائر الأشجان القصة تناولاً مميزاً بطريقته ولا أراني إلا أؤكد على عبرة القصة التي رسمتها يراعتك بريشة فنان متمكن. يجب على المرء أن لا يتخلى عن دوره ولا أن ينكص عن واجبه وأن يعرف أين نجاته ولو كان فيها ما لا يحب.

تحياتي وإعجابي
:os::tree::os:
وقد زادها مرورك الوضاء القاً وسمواً
أخي الفاضل د0سمير العمري
دمت بخير
أختك
بنت البحر

د.جمال مرسي
06-01-2005, 08:47 AM
الأخت الكريمة زاهية
لن أزيد على ما قاله الأخوان الذين سبقوني هنا
و تناولوا القصة بعين المعجب و الناقد البصير
نعم .. انها جذابة من أولها لآخرها كجاذبية البحر لمن يحبونه و أنا أحدهم .. فبيني و بينه عشق قديم حركتيه في نفسي بقصتك الراقية فخلت نفسي و أنا أقرأ أنني أحمد هذا الطفل الصغير الذي جلس و قد تدلت قدماه في الماء يلامسها برفق .
و هكذا صدق التجربة أخيتي .. فأن تجعلي المتلقي يعيش معك الحدث و يتخيل نفسه أحد أبطال العمل لهو قمة الإعجاز
و الإبداع .. و لا أخفيك سراً أنني شعرت بهذا .

إلا أن الصورة هنا كانت خلابة بشكل لم أكن أتخيله و كأنك تنسجين قصيدة حالمة و ليست قصة :

" جلس أحمد فوق صخرته الصّغيره قرب البحر, يغوصُ بأعوامِه العشرة إلى أعماق ذكرياتِه, والشـّمسُ قد بدأت تـُلقي برأسها على كــَتـِفِ الغروب بهدوء وحياء ,وهي تجرُّ وراءها ثوب الشـَّـَفـق برقةٍ وعذوبة, بينما دمعة ُ حزنٍ تنساب بدفءٍ على وجنة أحمد "


لله درك يا زاهية ايتها الشاعرة القاصة الفاضلة

تقبلي مودتي في الله

أخوك د. جمال

خالد المصرى
08-01-2005, 12:05 PM
بعد قراءة البحر لهذا البحر اكاد اجزم انه سيبتسم سعيدا دلبلاً على قوته
ساحر هو هذا البحر بامواجه يبتلع الشمس كل يوم ويزأر سعيدا عندما نعبر عن عنفوانه وجبروته .
رغم رقته وهدوئه .

زاهية لله درك

لن يكون هذا الشاطئ حزيناً بعد اليوم
ولن تعود امواجه للبكاء
وحيتانه للرحيل
نوارسه سوف ترقص مع الانغام
ولطمات الموج ستنعش الوجدان
فقط لانه ... يحيا برئ بصداه



تحياتى وتقدبرى لك
خالد المصرى

ساحر هو هذا الموضوع فمن ابداع زاهية لتحليل طائر الاشجان الرائع لتحية دكتور سمير العمرى
انتقالا لرقه الدكتور محمد واخيراً روعه احساس الدكتور جمال .


تحياتى على هذا الفيض المتألق من المشاعر .

زاهية
08-01-2005, 08:44 PM
الأخت الكريمة زاهية
لن أزيد على ما قاله الأخوان الذين سبقوني هنا
و تناولوا القصة بعين المعجب و الناقد البصير
نعم .. انها جذابة من أولها لآخرها كجاذبية البحر لمن يحبونه و أنا أحدهم .. فبيني و بينه عشق قديم حركتيه في نفسي بقصتك الراقية فخلت نفسي و أنا أقرأ أنني أحمد هذا الطفل الصغير الذي جلس و قد تدلت قدماه في الماء يلامسها برفق .
و هكذا صدق التجربة أخيتي .. فأن تجعلي المتلقي يعيش معك الحدث و يتخيل نفسه أحد أبطال العمل لهو قمة الإعجاز
و الإبداع .. و لا أخفيك سراً أنني شعرت بهذا .

إلا أن الصورة هنا كانت خلابة بشكل لم أكن أتخيله و كأنك تنسجين قصيدة حالمة و ليست قصة :

" جلس أحمد فوق صخرته الصّغيره قرب البحر, يغوصُ بأعوامِه العشرة إلى أعماق ذكرياتِه, والشـّمسُ قد بدأت تـُلقي برأسها على كــَتـِفِ الغروب بهدوء وحياء ,وهي تجرُّ وراءها ثوب الشـَّـَفـق برقةٍ وعذوبة, بينما دمعة ُ حزنٍ تنساب بدفءٍ على وجنة أحمد "


لله درك يا زاهية ايتها الشاعرة القاصة الفاضلة

تقبلي مودتي في الله

أخوك د. جمال


أهلاً بك أخي الفاضل د0جمال محباً للبحر
إنه البحر
ويالها من كلمة تهزني عندما أفكر بها
فارتجف خوفاً يمتزج بشيء
من السعادة
التي تعيدني إلى زمن الطفولة
فأراني صغيرة
ألعب مع الأطفال فوق رمال الشاطيء
وأتنقل بشقاوة محببة
بين صخوره
وأغطس تحت المراكب فأخالها وحشوشاً بحريه
فأخرج من الماء وأنا أصرخ رعباً0
ولكنه رغم قسوته وبطشه
وعنفوانه
يظلُّ مدرِّساً فذاً لي
يعلمني الصفاء
عندما تهدأ أمواجه
ويعكس وجهه الرائق زرقة السماء
أحببته صغيرة
وتخذت منه كنية وأنا كبيرة
رحم الله والديَّ
فقد سمياني ببنت البحر
فكنت به بارَّة
شكراً لك أخي الفاضل د0جمال مرسي على هذه المداخلة العذبة
أختك
بنت البحر

زاهية
09-01-2005, 12:41 PM
أهلاً بك
أخي الفاضل خالد المصري
سعيدة أنا ياأخي
بعودة النوارس المهاجرة
فقد خـُلِقتْ لتكون نوارساً لاصقوراً
وأحمد هذا
كنت قد كتبت قصة حياته مع والدته
التي آثرت بعد غرق أبيه أن تربي ولديها
أحمد وعبد السلام
على أن تتزوج ونجحت في ذلك
واستطاعت هذه السيدة المكافحة
أن تغمض للبحر عيوناً كثيرة
فقد أصبحت تمتلك عدداً كبير
اً من السفن التجارية
دفعت ثمنها من عرق جبينها
وكدها وتفانيها
دون أن تأخذ قرشاً واحداً كمساعدة
من أحد
حتى من أقرب الناس إليها
والدها واخوتها واخواتها
أو أهل زوجها
وحتى اليوم مازالت تعمل
بعد أن أغلقت للبحر عيونا
بسفنها الكثيرة
وهذه القصة كانت بالنسبة لي
من أحب القصص التي كتبتها
ولكن يداً ما مزقتها ببراءة
ولم يعد بمقدوري إعادة كتابتها
فقد تخلصت من المسودة
ولكنني مازلت أقوم بزيارة لهذه السيدة
بين الحين والآخر
وقد حزنت كثيراً لمصابها
عندما عادوا لها بأحمد الصغير هذا
( بعد أن أن أصبح رجلاً)
بطل هذه القصة في تابوت من الخليج
بعد أن خسر كل ثروته
ولكن أمه التي مازالت تعمل
في عملها السابق بصنع الحلويات
,قالت لي :ياابنتي مال البحر يأتي ويذهب
,صدقيني لم أخسر مالاً لأنني لم أكن بحاجة له
فعملي هنا في بيتي يكفيني
ولكنني خسرت ابني 0
هذه المرأة تستحق التقدير والتكريم
لأنها من أعظم النساء
رغم أنها لم توجد في بيئة فيها جهاد ضد العدو
فإنها جاهدت ضد الفقر وسؤال الناس
ولو وجدت في مكان جهاد
لقدمت الروح في سبيل الله
والله أعلم
شكراً لك أخي الفاضل
خالد فقد ذكرتني نوارسك العائدة من الغربة
بأم أحمد وقصتها المحزنة0
أهلاً بك أخاً عزيزاً
أختك في الله
بنت البحر
يكفيكم فخراً فأحمد منكم***وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن

د.جمال مرسي
10-01-2005, 07:06 AM
هذه القصة انموذج للقصة القصييرة
أعدت قراءتها فلم أجد حيالها إلا التثبيت
تقبلي الود
د. جمال

زاهية
30-10-2005, 04:56 AM
هذه القصة انموذج للقصة القصييرة
أعدت قراءتها فلم أجد حيالها إلا التثبيت
تقبلي الود
د. جمال
أخي الفاضل
د0جمال مرسي
:001: :tree: :001:
أشكرك على تثبيت القصة

وإن جاء الشكر متأخراً جداً

رمضان كريم

أختك
:0014:
بنت البحر

سحر الليالي
30-10-2005, 11:24 AM
حبيبتي زاهية:

دائما ترتدين ثوب الجمال

وتنبضين برقة

قصة رائعة

سلمت يداك على ما تنثره من جمال

لك عبق الياسمين :001: :0014:

أحمد فؤاد
06-11-2005, 06:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الأخت الغالية / زاهيه
يُسعدني أن أكون ضيفكِ اليوم بين حروفكِ الجميلة , واسمحي لي بأن أبدي ملاحظاتي المتواضعة

قصتكِ بالفعل جيدة يا أختي .. ولكن اسمحي لي بإبداء بعض الملاحظات

بداية القصة جيدة .. فلحظة دخولكِ بنا إلى القصة لم تكن مُفتعلة و إنما بدت طبيعية .


فنهره أبوه قائلا :انزل ياولد,أ تخاف من البحر وأنا معك,

أعتقد أنه كان من الأفضل التعبير بالعتاب الحازم ( قال في حزم ) و ليس النهر .. لأن تعبير النهر مُبالغاً فيه على ذلك الحدث .


علـه ينسى موت والده غرقاً قبل خمس سنوات0

كان من الأفضل عدم ذكر تلك المعلومة مع استكمال أحداث القصة حتى يحدث نوع ما من الإثارة كي لا

تسبب مللاً أو توقّعاً من القارئ ,وجعل تلك المعلومة كلحظة تنويرية مندمجة مع النهاية .

كان أجمل ما في قصتكِ دمج الذكرى مع الواقع في انسيابية أبدعّتِ - ذهنياً - فيها , إلا إن ذِكر موت الأب كان بمثابة مانع لانسيابية رحلة المرور ما بين الواقع و الخيال .




قهقه أبوأحمد وهو يمد يده الطويلة نحو ابنه ويلتقطه من فوق الصخرة الصَّغيرة كنسر يلتقط عصفوراً, وأحمد يرفرف بيديه ورجليه في الهواء حتّى سقط في الماء,

تصويركِ رائع يا زاهية , ولكن لي ملحوظة بسيطة ..

الحدث كان التقاط الأب لابنه .. وليس جذبه من فوق الصخرة ... فكيف سقط في الماء ؟

إذا ما كان قصدكِ هو أنه التقطه ثم أسقطه في الماء لكان من الأفضل أن تذكري أنه أسقطه .. فقط لاكتمال أبعاد اللوحة

النهاية كادت أن تصبح فوق مستوى الجيد .. لولا علم القارئ مُسبّقاً بموت الأب ..

القصة في المجمل متوسطة .. و ليس هذا بخساً لقيمتكِ الأدبية التي أدركها , ولكنها متوسطة قياساً بموهبتكِ الرفيعة ..

و أعلم أنكِ ستبدعين في القصة القادمة ..

أعتذر عن وجهة نظري المتواضعة , ولكني أردت أن أقدم لكِ نصيحة قارئ و كاتب يعشق الحرف .

زاهية .. قرأت لكِ عدة أعمال , وأعلم علم اليقين أن موهبتك الواضحة تجعلكِ تكتبين أجمل من ذلك , سواء كان ذلك في السرد أو في طريقة إدارة الأحداث في قصتكِ ..

في انتظاركِ قريباً ..

أحمد فؤاد

أسماء حرمة الله
07-11-2005, 04:11 AM
سلام الله عليك ورحمته وبركاته

تحية عبِقة كعبَق عشقك للبحر

الغالية زاهية، تعشقين البحر.. وأنا أعشقه مثلكِ، منذ كنت نبضةً محلّقة بفضاءات الحلم..أتدرين؟ حين قدِمتُ يوما لأسمع حكاياه ويسكنني، وجدتُه مستلقيا.. وبين يديْ موجه دفتر مذكراته، لم أشأْ أن أوقظه، حتى أقرأ بعضَ بوحه، فقرأتُ ورقةً كتبَ فيها:

""
تسلّلت الطفلة الصغيرة خفية من جدتها التي كانت تغطّ في النوم، وقبل أن تخرج إلى الشاطـئ القريب من البيت، أخذت القنديل معها واتجهت أسيرةَ النداء الخفيّ... النداء المخملي الذي أيقظها من رقادها فجأة...لقد سمعتْ صوتَ البحر يسألها اللقـــاء....وعلى وجه السرعة...
وماإن اقتربت من البحر ، حتى وجدته يكفكف دمعه، وأوصاها بأن يكون حديثهما همسـا.. لكي لايوقظ أمواجه التي تعبَتْ طيلة اليوم جيئة وذهابا ، تنثر الأسرار هنا وهناك...جلست فقال لها:
"أسمعتِْ مايقولونه عني؟
أجابت الطفلة ببراءة: عمّاذا تتحدث؟
قال لها البحر:
حسنا ربما أنتِ أيضا لاتعرفين مصيبتي...ولكن كان لابدّ أن يسمعني أحد.. ولاأدري لماذا وقع اختيار قلبي عليك ...ربما لأنك طفلة مختلفة.. ولم تُلحقي بي الأذى يوما...حسنا...إنهم يتهمونني بأفظع الاتهامات...بأنني أُغرق السفن التي تتوغّل فيّ، وأُغرِق كثيرا ممن يتوغلون في أعماقي كلما غضبت...ولكن ليست هذه هي الحقيقة... من يفعل هذا: الحبيبة التي تسكنني منذ ألف ذكرى...وهذه أيضا قصة طويلة..ففي يوم من الأيام، حين كنت أزور بعض الجزر القريبة، وقعتُ أسير العشق، أحببتُ ابنة ملك جزيرة الخيال، وتعاهدنا على الوفاء، وكنتُ أظن أنني سأسعد معها..ولكنها تملّكت قلبي وأعماقي ..كانوا يقولون بأن الحب أنانية وتملك، ولكنني لم أفقه ذلك أبدا، حتى قُدِّمت لي كأسُه فشربتها رغما عني.. ولم تسمح باقتراب أي أحد من أعماقي التي سكنتْها، وأقسمتْ ألاّ تفارقها حتى الموت..وكانت كلما اقتربت سفينة من السفن أو اقترب شخص حدّ الجنون من قلبي وتوغّل فيه ، قامت بالقضاء عليه غيرةً منها عليّ..لكي لايشاركها أحدٌ مهجتي...كتبتُ فيها شعرا، أتوسل إليها فيه بأن ترقّ، فما رقّت لحالي وحال الناس..أرأيتِ طفلتي؟ ظننتُ بأنني سأسعد مع من أحببت، فإذا بي قد كتبتُ قدَري الجريح بنفسي، وسجنتُ نفسي بقلعة الشقـاء والتعاسة للأبد...وهاأنذا متّهم بإغراق السفن والناس، ولستُ أنا المذنـب...وكلما طلبتُ منها أن تعود لرشدها ، وتكفّ عن إذاية الآخرين، لاترعوي...فماذا أفعل!!! قولي لي صغيرتي بالله عليكِ، ماذا أفعل؟؟؟ "
وأطرق البحر، وقد احتفلت سجومٌ حرّى بتقاسيم وجهه الدافئ، وأقامت حفلَ حزن على كل نبض من نبضات روحه...وعادت الطفلة إلى بيتها واجمة، تفكر في كل ماسمعت...هل تحكي للناس حكاية البحر وتبرّئ ساحتَه؟ أم تُبقي الأمر سرا...ومضت في طريقها، والحيرة والحزن يقتاتان منها......حتى أنها نسيت القنديــل.....عند الشاطئ....
""
ألا يمكن للبحر أن يكون مظلوما زاهية؟؟
هكذا أراه..ربما لأنني أعشقه حتى الثمالة مثلك
كوني بخير..
وتقبّلي مني ألف باقة من الورد والمطر
تحياتي وتقديري

إلهام محمد
07-11-2005, 06:35 PM
رائع يازاهية
وأنا أقرأ القصة أحسست أنني أقف إلى جانب أحمد بل في داخله
أحس بما يحس وأرى مايرى
وما هذا إلا من فكر واضح
وتصوير رائع
وقلم طائع
دمت ودام عطاؤك
م.الهام56

زاهية
11-11-2005, 01:24 PM
حبيبتي زاهية:

دائما ترتدين ثوب الجمال

وتنبضين برقة

قصة رائعة

سلمت يداك على ما تنثره من جمال

لك عبق الياسمين :001: :0014:


ولك غاليتي
سحر الليالي
:001: :tree: :001:
من أختك زاهية
دعوات بالخير
تزيدك إيماناً ورفعة بالتقوى

أختك
:0014:
بنت البحر

زاهية
17-07-2008, 12:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الغالية / زاهيه
يُسعدني أن أكون ضيفكِ اليوم بين حروفكِ الجميلة , واسمحي لي بأن أبدي ملاحظاتي المتواضعة
قصتكِ بالفعل جيدة يا أختي .. ولكن اسمحي لي بإبداء بعض الملاحظات
بداية القصة جيدة .. فلحظة دخولكِ بنا إلى القصة لم تكن مُفتعلة و إنما بدت طبيعية .
أعتقد أنه كان من الأفضل التعبير بالعتاب الحازم ( قال في حزم ) و ليس النهر .. لأن تعبير النهر مُبالغاً فيه على ذلك الحدث .
كان من الأفضل عدم ذكر تلك المعلومة مع استكمال أحداث القصة حتى يحدث نوع ما من الإثارة كي لا
تسبب مللاً أو توقّعاً من القارئ ,وجعل تلك المعلومة كلحظة تنويرية مندمجة مع النهاية .
كان أجمل ما في قصتكِ دمج الذكرى مع الواقع في انسيابية أبدعّتِ - ذهنياً - فيها , إلا إن ذِكر موت الأب كان بمثابة مانع لانسيابية رحلة المرور ما بين الواقع و الخيال .
تصويركِ رائع يا زاهية , ولكن لي ملحوظة بسيطة ..
الحدث كان التقاط الأب لابنه .. وليس جذبه من فوق الصخرة ... فكيف سقط في الماء ؟
إذا ما كان قصدكِ هو أنه التقطه ثم أسقطه في الماء لكان من الأفضل أن تذكري أنه أسقطه .. فقط لاكتمال أبعاد اللوحة
النهاية كادت أن تصبح فوق مستوى الجيد .. لولا علم القارئ مُسبّقاً بموت الأب ..
القصة في المجمل متوسطة .. و ليس هذا بخساً لقيمتكِ الأدبية التي أدركها , ولكنها متوسطة قياساً بموهبتكِ الرفيعة ..
و أعلم أنكِ ستبدعين في القصة القادمة ..
أعتذر عن وجهة نظري المتواضعة , ولكني أردت أن أقدم لكِ نصيحة قارئ و كاتب يعشق الحرف .
زاهية .. قرأت لكِ عدة أعمال , وأعلم علم اليقين أن موهبتك الواضحة تجعلكِ تكتبين أجمل من ذلك , سواء كان ذلك في السرد أو في طريقة إدارة الأحداث في قصتكِ ..
في انتظاركِ قريباً ..
أحمد فؤاد



أحمد فؤاد أخي المكرم
أهلا ومرحبًا بك وبكل ماتفضلت به من نقد يوصل صاحب النص للأجمل والأكمل بإذن الله ، أرجو أن تكون بخير وتقرأ ما كتبته مؤخرا، وأنا بانتظار تعليقك المفيد.
أختك
بنت البحر

ناديه محمد الجابي
12-02-2023, 04:41 PM
نص هادف بسرد قصي شائق وطرح جميل
قصة رائعة بكل المقاييس بتعبيراتها الجميلة والجمال في التصوير
ناضجة تحمل سمات الإبداع وهوية التميز وفلسفة واضحة للحياة
ومزيج من شاعرية اللغة والخيال الخصي والبراعة في إيصال الفكرة.
لك التحايا العاطرة زاهية وكل الإعجاب.
:v1::nj::0014:

أسيل أحمد
11-06-2023, 09:04 PM
قصة جميلة بسرد رائع مع نهاية قوية تقول الكثير
راق لي أسلوبك الشاعري ولغتك البديعة وفكرتك التي تحمل الحكمة لتصلنا في ثوب أنيق.
تحياتي وتقديري.