مشاهدة النسخة كاملة : شعراء الواحة في ذكرى النكبة
نادية بوغرارة
16-05-2011, 02:30 AM
السلام عليكم ،
مايزال شعراء الواحة يبرهنون على أنهم في قلب الأحداث دائما ،
و ما تزال الواحة تبرهن على أنها منبر حر داعم و مواكب لكل قضايا الأمة ..
وصف مؤرخ معاصر حالة الفلسطينيين شعبا ومقاومة ،
وقت صدور قرار التقسيم في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) 1947، بقوله:
"شعب أعزل لا سلاح لديه لطمته هيئة من أكبر الهيئات الدولية بأظلم وأقسى قرار عرفه التاريخ،
ويقضي عليه بالتجزئة والحرمان وضياع الأمل بالحرية التي كان ينشدها والوحدة التي كان يصبو إليها والأمن والاستقلال الذي طالما تمناه،
ويرى بعين دامية وقلب واجف، الهوة السحيقة التي حضرت أمامه، والتي سيقع فيها إذا لم يهب لإنقاذ بلاده
قبل أن يتمكن الأعداء من تأسيس دولتهم، ولكنّ وسائله محدودة ووسائل أعدائه متوفرة فيقف حائراً متسائلاً ما العمل؟
وكيف السبيل إلى النجاة".
هذه المعاناة المستمرة لحد الآن،هذه النكبة و النكسة ، كانت و ماتزال توثَّق بكل ما عرفته البشرية من وسائل ،
و منها الديوان الشعري .
من أجل هذا، نخصص هذه الصفحات لجمع ما جادت به قريحة شعراء واحتنا الغالية،
من قصائد تنبض بالانتماء و المحبة و الأمل ، نهديها إلى الأرض الطاهرة ، فلسطين الحبيبة ، و إلى كل مبعد عن الوطن .
نادية بوغرارة
16-05-2011, 02:35 AM
النكبة .. والنّـكسةُ وجرحٌ ما يزال
على ماذا أحاسبهمْ ؟
على ماضٍ
أتى بطوارفِ الأوجاعِ والسّـقمِ !
على يومٍ بلا أملٍ يفيضُ بوافرِ الظـُّـلَمِ
أحاسبهمْ على رانٍ بأفئدةٍ
وأحلامٍ تعيشُ بآسنِ الوهمِ
لذا لا تسألي عني
دعيني أحتسي همّي
وإنْ سكنتْ بيوم ٍ كلُّ أنفاسي
فلا تبكي أيا أمـّي
** **
فمنذُ النكبة ِ الأولى
وحتما لم تكنْ طوعاً
ولا مع سابقِ الإصرارِ من أحدٍ
ولا كانتْ مؤامرةً ومهزلةً
ولنْ أحكي عن التـُّهمِ
هناك أظنُّ قدْ كانتْ بدايتنا
مع الحسراتِ والألمِ
مع الأشباحِ والأملاحِ
فوق الجرحِ والسأمِ
هناك أظنُّ لعنتنا قدْ انطلقتْ
وقالوا أنّ نكبتنا بلا وزنٍ
إذا قيستْ مع النـّـكبات ِ للأممِ
فقلنا الحمدُ للرّحمنِ
عمّا جاءَ منْ نِــعَمِ
** **
وبعدَ النّكبةِ الأولى
كأنّ الأرضَ لم تشبعْ
من الأشلاءِ فاجْترّتْ على عجلٍ
بقايا اللـّحمِ والعظمِ
فجاءتْ نكسةٌ أخرى
تمزّقنا وتسحقنا
وتلقَفُ ما تبقّى منْ
كثيرِ الشّوقِ والحُلُمِ
وتكتبُ صفحةً أخرى
من الأسفارِ والخيمِ
وذلٍّ في بلادِ اللهِ
منْ عربٍ ومنْ عجمِ
فقالوا مثلما قالوا
عن النّكساتِ والنـّعَمِ
وقلنا مثلما قلنا
بذاتِ الصّوتِ والنـّغـَمِ
ألا شكراً لربِّ الكونِ
عمّا كانَ منْ نِعـَمِ
** **
سنونٌ مثلُ جنحِ اللّـيلِ
قدْ مرّت بلا عددٍ
بلا أملٍ بلا عملٍ ….
ولا عونٍ ولا مددٍ
مروراً بانتفاضتنا
التي صاغتْ هويـّتنا
كشعبٍ يعشقُ الأزهارَ
والرمانَ والزّيتونَ
كالأرضِ التي تاقتْ لخطوتنا
وعاشتْ ترتجي يوماً سحابتها
وكالنـّـسماتِ تعشقُ خفقةَ العلَمِ
** **
الى أن جاءتِ الأخرى
مُزلزلةً وفاجعةً وحالكةً
وقاتلةً لذكرى في دفاترنا
مُمزقةً لأحلامٍ هي الأنسامُ
فوقَ مذابحِ التاريخِ …
فوقَ القهرِ والأضَمِ
هنالك كانتْ الكبرى
بموتِ الحبِّ والقيَمِ
هنالك جفـّت الأوراقُ
وانتشرتْ خيوطُ الصّمتِ
حولَ الحرفِ والقلمِ
هناك الذّبحُ للآمالِ مُحتدمٌ
وأخوةُ رحمِ ذات ِ الأمّ متَّهَماً لمُـتَّهـِمِ
هنالك فتنةُ اليأجوج ِ والمأجوج ِ قدْ فـُتحتْ
وخارَ السّدُ فانسكبتْ سيولُ دمي
** **
وهذا الجـّرحُ
ما زالتْ مواجعهُ ترحّـلنا
إلى الآلامِ تحجبها عنِ الدّنيا
دواجي الليلِ والظـّلمِ
فهلْ يومًا يتوهُ الحظُّ
ثمَّ يمرُّ نسماتٍ معَ الإصباحِ
على شرفاتِ قريتنا
فقدْ ملـّتْ مآقينا اقترافَ الدّمع
للآثامِ فوقَ الخدِّ يحرقهُ
متى يا موجُ سوفَ
تقود مركبنا إلى جزرٍ
بلا خوفٍ ولا ندمِ
متى يا حظُّ ترسلنا
إلى البسماتِ ثمَّ تفيضُ
بالكرمِ
بقلم :
رفعت زيتون
ذكرى النّكبة والنّكسة
والإقتتال الداخلي
نادية بوغرارة
16-05-2011, 02:38 AM
"في ذكرى النكبة عذرا يافا (1)"
يافا نسيتُكِ والفؤادُ سلاكٍ؟=وأحَّبتي لا يذكرونَ صباكِ
مـا غبـتِ ِعنِّـي مـن صـبـاي لحيـظـةً =فـعـصـابـةً الـمـحـتـلِّ دون لــقـــاك
رغــم التـبـاعـد فـالـفـؤاد يـشـدُّنـي =صــوب الشـواطـيء مولـهـا بـدفـاك
قـد عـجّ فـي قلـبـي حنـيـنٌ لـلـذرى = والنـفـسُ أنّـــت و يـلـهـم أعـــداك!
فنـظـرتُ حـولـي كــي ألــوذَ بهـمَّـةٍ = فبكـى الهُمـام فــزادَ فــي الإربــاك
لله درُّك قــــد سـكـنــتِ مـكـامـنـي! = ومــلأتِ لُـبِّــي هـــل أرى مـرفــاك؟
يــا أُخــتَ حيـفـا ،إنّ خصـبـك نـــادرٌ = ومـمـيــزٌ والـبـحــر كــــم أغــنـــاك
أنــت الـتـي أبـهـرتِ أجــداداً أُولـــي م بــــأس عــتـــاة تُـيــِّمــوا بــهـــواك
عـاشـوا بـعــزٍٍّ رافـعـيـن رؤوسَـهــم = فـــوق الـمـجـرَّة ،هـمُّـهـم إرضـــاك
مـضـت السـنـون وبـدلـت أجيالـهـم = والـيـوم كـثـر, قــد نـســوا مـرفــاك
فهـل الشـواطـىء تُنتـسـى بتـشـرّد ؟ = أم يكفـِ مـن بـوم الـنـزوح بـكـاك؟
قـالـوا بــأنّ الـبـعـد عـنــك مـؤقـّـت = والبـعـد مهـمـا طــال لــن نـنـسـاك
ولكم طُُّعنَّـا فـي الصميـم وأُحبطـت = فـيـنـا الإرادةُ, أيـــن مـــن يـهــواك؟
لكنَّ رسمك سوف يبقـى فـي دمـي = مـتـسـعِّـرا حــبَّـــا لــيـــوم لــقـــاك
قـــد كــنــتِ أوًَّل لـقـمــةٍ مـبـتـاعـةٍ = للطـامـعـيـن الـقـاصـديــن ثـــــراك
"بلـفـورُ"(2) بـاعـك للـيـهـود لـعـلّـه = يـضــع الـيـهــود بأروع الأفــــلاك
أهـــداك لــلأعــداءِ تـكـريـمـاً لــهــم = والـعُـرب لـــم يـأتــوا بـــأي ّحـــراك
فبكاك من طُـردوا ومـن مثلـي وفـا = مــع أنَّ جـيـل الـيـوم قـــد جـافــاك
الأهــلُ عـنـك تـشــرَّدوا واحـسـرتـا! = وتغلغـلـت صـهـيـونُ فـــي أرجـــاك
وآتـى مـن المـوسـاد جـيـشٌ سـابـحٌ = حكـمـوا الـبــلاد وأفـســدوا بـــذراك
ملـكـوا الـزِّمــامَ وذلَّـلــوا متمـسِّـكـاً = بعـقـيـدة كـــي يُـرتـضـى بــســواك
فرأيـتُ فـي التشـريـدِ عـنـك مـبـرَّراً = لأَهـيــمَ فـــي الـدُّنـيـا بـــلا إربــــاك
وبـــدأت أجـمــعُ ثـروتــي مـتـزلِّـفـاً = هـــــذا وذاك بـحــالــةِ الـمـتـبـاكــي
وأشـدتُ فـي دنيـا التـغـرُّب منـزلـي = وبــنــي الـيـهــودُ بـديـلــهُ بــــذراك
وشـرعـتُ أبـنـي فنـدقـا متشامـخـاً = يأتـيـه مــن عشـقـوا ومـــن غـنَّــاك
تُـحـيـا اللـيـالـي بالـقـيـان وبالـغـنـا = متمشِّـيـا مــع هـــدي مـــن عـــاداك
وأبــي تـوجـه للخـلـيـج مـنـاضـلاً (3) = وأخــي تنـاسـى مــا جــرى بحـمـاك
ورأى بــأرض الـغـرب مـوئـل رزقــهِ = وبـنــوهُ لـــم يــــدروا لــمــن أولاك
بكت الرِّمالُ مـن المُصـاب وأنشـدت = أرضُ الـسـلام تــؤول لـل"سـافـاك"
يـافـا الجميـلـةُ كــم فـراقـك مـؤلـمٌ = ومـــبـــرِّح لـلـعـاشـقـيـن ربــــــاك
يــا أخــت حيـفـا إّنـنـي مستضـعـف = قـــزم ضـعـيــف الـفـهــم والإدراك
كم من شهيـد فـوق أرضـك ُضرِّجـوا = ودم الـجــدود عـلــى الـمــدى روِّاك
أتراهنـيـن بــأن عشـقـك قــد خـبــا ؟ = أتـصـدقــيــن بــأنــنــي أنـــســـاك؟
أرض الـجـدود أترتضـيـن تـحـرّقـي؟ = أيـلـذُّ لــي أن تـبـقـي لـل"بــاراك"؟
لله درّك فـالـحــنــيــن يــلــفّــنـــي = أيــن اتَّجـهـتُ ومــا لغـيـرك شـاكـي
فلتـشـهـدي أنـــي بـكـلـي عـاشِــقٌ = رمــلَ الـبـحـار ومـؤئــل الأسـمــاك
تدرين يافـا أن فـي" أُسلـو" (4) خنـا = كـــم خـيَّــب الآمـــال واستـثـنـاك؟
وتـنـازل الـمـغـوارُ عـنــك صـراحــة = عــن طـيـب نـفـس لـلـعِـدا أبـقــاك
والقدسُ ضاعـت بعـد حيفـا كونهـم = مسـتـوزريـن ولـــو عـلــى شــبـّـاك
وتـوالـت الأحـــداث تـقـتـل حلـمـنـا = دحــرَ اليـهـود وطــردَ مــن أعـيــاك
لـكـنْ شـبـاب الـيـوم عـنـك تحـوّلـوا = وتمـايـلـو طــربــا عــلــى نــجــواك
غــدت المـلاعـب قبـلـة نهـفـو لـهـا = فيـهـا نُـعــد الـجـيـل جـيــل لـقــاك
هـــــذا يـشــجّــع نــاديـــا بــإيــابــه = و يـفـاخــر الـدنـيــا لــهــزّ شــبــاك
يافـا ،بنـو قـومـي تـراخـوا وانـبـروا = لـلـعـود والـقـيـثـار وال"كـونـيــاك"
نـأتـي المـحـافـل والـنــوادي عـلّـنـا = نـجـد السبـيـل بـهـا لـنـيـل رضـــاك
إنْ لــم نـجـد نــأت الفـنـادق بعـدهـا = نـحيـي الليـالـي سـاهـريـن نـحـاكـي
مــن يحتـسـون ويرقـصـون بخـفـة = ونـقـول يـافـا تشـتـكـي وتـشـاكـي
أبـنــاء يــعــرُب والــذيــن تـوهّـمــوا = أن الـســلام يـلــوح فـــي الأفـــلاك
نمضي الليالي بعد" أُوسلو" نحتسّي = مــا لــذّ مــن خـمـرٍ لـكــي نـنـسـاك
وبـرامــج التـلـفـاز تـأسِــرُ جـيـلـنـا = وتـشـدهـم لـلـثـأر فـــي الأكـشــاك
فتبـلّـدت فيـنـا المشـاعـر والــرؤى = وتـلاشــت الآمـــال فــــي لـقـيــاك
جـيـل المـلاهـي والمـلاعـب قـــادم = مـنـه الصلـيـل بركـلـة مــن "بـــاك"
مـا عـاد للصـاروخ والطيـران معنـى = فـــي الـحـيـاة ولـــم نـعــد نـهــواك
أنـــا يـعـربـيّ مـسـلــم وعـقـيـدتـي = أنّ الــجــهــاد مـــحــــرر لـــثــــراكِ
لا لـلـسـلام وألــــف لا للـسـائـريـن م بــدربــه إن كـــــان قـــــد أبــقـــاك
فـــي قـبـضـة الأشـــرار والــشــذاذ م والــــلآئــــي أتــــــــوا لــحـــمـــاك
لا لـلـســلام الـنـاقــص الـمـخـنــوع م مـــن يرتـضـيـه كــآكــل الأشــــواك
يــافــا أحــقــا لـلـعـروبـة تـنـتـمـي ؟ = أم أنّ "جافا " (7) قد غدت َمسمـاك؟
مــن قــال إنّــك للـعـروبـة تنـتـمـي = فليـأتـنـي بـحـصـى لـرجــم عـــداك
يـــا أمـــة الإســـلام يـافــا تـرتـجـي = مــمـــن يــوحِّـــد هــبّـــة لـــعـــراك
تأتـي علـى نسـل اليهـود وحكمـهـم = لتَـسـود فــي أرض الـسـلام قـــواك
لا تامـنـوا غــدر الـيـهـود فمـكـرهـم = مـتــوارث يـُعــزى إلــيــه بــــلاك (8)
عـودوا إلـى القـرآن فيـه سماتـهـم = وأهـمــهــا, لا عــهـــد لــل"بـــاراك"
شـــارون دنّـــس بـاحــة الأقــصــى م وداس بنعـلـه أنــف الـــذي يـهــواك
وأذلَّ كـــلَّ المسـلـمـيـن وقـبـلـهـم = أبـنــاءَ يـعــربَ ,ثــــمَّ مــــن نــــاداك
والـذلُّ أمـسـى كـالـرداءِ يـلـف مَــنْ = فــــي عـيـشــه مُـتـلـهّـف لـلـقــاك
والـعـربُ أمـسـوا حائـريـن منـدديـن = بـفـعـلــة الـمـتـغـطـرس الــديَّـــاك
تركـوا صغـار الأهـل أطفـال الحـجـارة م يـدفـعــون أذى الــــذي أعــيــاك
يسـتـعـذبـون الــمــوت والـتـنـكّـيـل م والعـيـش المـريـر لــرد كـيـد عــداك
صبـرا نسينـا مـع" شتيلا"ثـم" قانـا" م والـخـلـيـل ومــــا جــــرى بــرُبــاك
كــم نـكّلـوا وتغـطـرسـوا بلـجـاجـة = وبـنـا استُخـفّ ولــم نـقـم بـحـراك
يــا أمــة الإســلام يكـفـي مـــا بـنــا = فمصابنـا جلـل ؟ أحـان وقـت رثــاك؟
رصّـوا الصفـوف ولملمـوا أشلائكـم = لتـحـرّروا مـــا ضـــاع مـــن أمـــلاك
يـــا فـــا تـئــن وقـدسـنـامحزونةٌ = ومـــآذن الأقـصــى تـنــوح كــفــاك
الليـل طـال ونومكـم هـل ينتـهـي ؟ = يــــا أمــــة الإســــلام زاد شــقــاك
أبكـي علـى زمــن فُجـعـت لـمـا بــه = مــــن ذلّــــة وتـقـاعــس وتـبـاكــي
بغـدادُ (9) جئـت إليـك أشكـو حيلتـي = رغـم الحِِصـار وحظـر بعـض سَمـاك
آخـــي دمـشــق وهـلّـلـي للـقـائـهـا = زيـلـي الـحـدودَ ولـبِّـي مــن آخـــاك
نـادي لزحلـة (10) والبقـاع ففيهـمـا = طــول الـمــدى متـنـفّـس لـقــواك
ربـــة عـمــون بشيـبـهـا وشـبـابـهـا = تـزهـو بـكـم وتـقـول أيــن يـــداك ؟
مــدي يـديــكِ مـــا اقـتــدرت فـإنـنـا = فــي كــلّ صــوب نـزدهــي بـلـقـاك
أصـغــي لـيـافـا واسـمـعـي أنّـاتـهـا = والـقـدس نـاحـت سـورُهــا نـــاداك
شـدُّوا الرِّحـال فأُخـتُ يافـا ترتـجـيت = حريـرَهـا مـــن عـصـبـة الإشـــراك
بلـد الشهـامـة والشـهـادة والتـقـى = بـلـد الأعــزة فالرشـيـد (11) رعـــاك
حـاكـى السـحـاب بـقــوة مـعـهـودة وبعزّةٍ لمن جـيــشــه الــفــتــاك
إنـــا عــلــى عــهــدٍ لـيـافــا دائــــم = سنعـيـدُهـا بالـسـيـف والـمـســواك
قـالـوا جنـنـتَ فقـلـت حـقـا إّنـنــي = مـجـنـون يـافــا ،هـمُّـهـا بـتـشـاكـي
يـافـا أبـشــري ذي صـحــوة فـــوَّارة = هُـرعَـتْ إلـيـك فحـيـي مــن حـيَّــاك
أنــــا عــائــد فـتـرقـبـي بـتــشــوقٍ = يوم القدوم وأن أموت فداك
(1) نظمت هذه القصيدة قبل احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية. ويافا رمز تعني كل مدينة فلسطينية محتلة
(2) كما جاء في وعد بلفور بإهداء فلسطين كوطن قومي لليهود
(3) المحتلون لأرض فلسطين من بني صهيون
(4) إتفاق أوسلو وخارطة الطريق وما تلاه من مفاوضات
(5) اتفاقية واي رفر Y River) )
(6) اجتماع شرم الشيخ وما تلاهما من تفاوض
(7) الإسم المعاصر ليافا بالعبرية
(8) لاعهد لليهود عبر التاريخ , فهم ينقضون العهود وذلك في القرآن الكريم
(9) الحضر الذي كان يفرضه الغرب على عدم السماح للطيران العراقي بالتحليق فوق شمال العراق
(10) هذا يعيد حلم الجبهة الشرقية الذي كان يراود النفوس
(11) هارون الرشيد الخليفة العباسي في بغداد
نادية بوغرارة
16-05-2011, 02:39 AM
في ذكرى النكبة
***
شعر
صبري الصبري
***
ستون عاماً في العذاب وَنَيِّفُ = وقلوب أمتنا الكبيرة توجفُ
سكنت كهوف القاعدين بحسرة = ولها دموع في المآسي تذرفُ
والريح هائجة الجوائح تزدري = فينا المواقف بالخنوع وتعصفُ
أتكون نكبتنا شعار حياتنا = و بها نعيش مع المصائب نرجفُ ؟!
هانت علينا السابقات وما مضى = بالعز في درب المعارك نزحفُ
كنا وكنا في الزمان أعزة = فينا فخارٌ في العلاء مشرفُ
كنا الأوائل في الخلائق جيشنا= يرث البلاد مع الضياء ويخلفُ
والخافق الخَفَّاق في أعلى العلا = في جو آفاق الحياة يرفرفُ
ونقيم فيها العدل هَلَّ هلاله= بالكون يحكم في الأنام ويرأفُ
وشريعة الرحمن نتبع نورها= فيها الفضائل والشمائل تعرفُ
وبسنة الهادي الشفيع (محمدٍ)= نمشي ببستان الهداية نقطفُ
حتى انتكسنا في الظلام جراحنا= من فرط نكبتنا تئن وتنزفُ
بالذل تهنا في البلايا ما لنا= حصن حصين في حماه تَلَطُّفُ
فالكل يمعن في العذاب بأمةٍ= هانت وضاعت .. والضياع تخلفُ !
لما أتاها ويل نقمة غاصب= لبني الأفاعي والقرود تَخَطَّفُوا
أرضاً تسامت بالزمان وأينعت= وثوت بحوزتهم تضج وَتَصْرِفُ
تأبى الخضوع لغزو وغد ناهبٍ= وتبث شكواها لعينٍ تَطْرفُ
نام الجميع فما أجاب نداءها= أحدٌ هناك بقلبه يتعطّفُ
واستمرأ العُرْبُ الجدال فيا لهم= من لاعبين عن الركاب تخلفوا
كالغافل الحيران يسكر فَيْنَةً= ويفيق فينته القصيرة يعزفُ !
ويعيش في قصر مشيد فاخر= من كل أصناف المطاعم يغرفُ
خلوا الجواري بالمراقص والهوى= دعرا يلازمه السلوك المترفُ
ما كان منهم في الحروب تَصَبُّرٌ=أو كان منهم في الرخاء تعففُ
ورحاب أقصانا السليب بقبضة= للغاصبين به البلايا تشطفُ
وربوع (عكا) منذ باشا فخرنا= في حصن (عكا) بالدهور يًُصَنَّفُ
وجمال (حيفا) والجمال بها سرى= مثل النسيم مع الرحيق يزفزفُ
يا ويح قوم قد تنادوا بالرضا= بدويلة الأوباش فينا تعكفُ
هذي مرابعنا .. (فلسطينٌ) لنا= من نهر ضفتنا لبحر .. فاعرفوا !!
ستعود مهما قد أساءوا وانحنى= بعض الضعاف القاعدين وخرَّفوا
ستزول (إسرائيل) مهما أمعنوا= في المنكرات .. وأرضَ تين جفَّفوا
ومزارع الزيتون فيها جيشهم=بجميع آلات الدمار يجرِّفُ
ستزول نكبتنا وإن مَرَّت بنا= تلك العقود بها الرزايا تسقفُ
فبنا الإرادة والعزيمة بالهدى= تهدي الذين مع الخطايا أسرفوا
ستتوب أمتنا عن العجز الذي= حاكوه ثوبا للكرام وزيفوا
إني مررت على الحوادث أرتجي= فيها ادِّكارا من حماه أصنفُ
فقرأت تاريخ الزمان مسطرا= فيه الشعوب مع اصطبار تنصفُ
وتنال بالأحرار كل حقوقها= لَمَّا حشودهم الكثيفة صففوا
يا أرض (قدس) و(الخليل) و(غزة)= يا أرض مسرى (أحمدٍ) : ما أنصفوا !
إذ يتركونكِ بالقيود حبيسة= قد أقلق الحسناءَ وغدٌ مقرفُ
قد أزعج الفيحاء ظلم بَيِّنٌ=فيه اختلالٌ للعدالة مجحفُ
قد أنَّت العصماء : جرحي نازفٌ=ما جاءها يحنو الطبيبُ المسعفُ
يا درة الأقطار قلة حيلتي = شعري يواكبه الشعور المرهفُ
أنت الحبيبة للقلوب قضيتي=سأظل في كل المواقف أهتفُ
هيا إليها بالشموخ أحبتي =فلها بقلب المسلمين تلَهُّفُ
كم ذا أنادي : يا كرامُ استيقظوا= ستون عاما في العذاب ونَيِّفُ !!
نادية بوغرارة
16-05-2011, 02:42 AM
غداً سأعود
د . لطفي زغلول
1962
من بواكير التجربة الشعرية
غداً سأعودُ .. يا وطني
إلى وطني
غداً تجلو ليالي ..
القهرِ والمحَنِ
غداً .. إن خانني زمني
ستشرقُ من دياجي الليلِّ وعداً ..
شمسُهُ زمني
غداً سأعودُ ..
قد أقسمتُ يا وطني..
غداً سأعودْ
إليكَ أعودُ يا وطنَ الرؤى الخضراءْ ..
ومهما بدّلوا الأسماءْ
فأنتَ على شغافِ القلبِ محفورٌ ..
وأنتَ هديرُ مغناتي
أردِّدُها صباحَ مساءْ
إليكَ أعودُ .. يا وطناً تعانقُني ذراعاهُ
يحلّقُ بي جناحاهُ
لعلّي بعدَ هذا النفيِ ألقاهُ
فمَن غيري .. ببياراتِهِ الغنّاءِ ..
مَن غيري بها موعودْ
غداً سأعودُ يا وطناً ..
نقشتُ بنارِ عشقي ..
أبجديتَهُ على صدري
وفي قلبي .. وفي فكري
وفي محرابِهِ القدسيِّ ..
كم رتّلتُ .. آياتٍ منَ الشعرِ
أنا إن غبتُ عنهُ .. فلم تزلْ
حبّاتُ قلبي في روابيهِ
تسافرُ في مغانيهِ
تناديهِ .. تناجيهِ
ترتّلُ بينَ أيديهِ ..
صلاةَ العشقِ حتّى مطلعِ الفجرِ
وحتّى آخرِ العمرِ
غداً سأعودُ .. يا وطني
إلى وطني
سأمطرُكَ الهوى المدرارَ ..
في الآصالِ والأسحارْ
وتقرئكُ السلامَ جوارحي العطشى ..
إلى لقياكَ .. ليلَ نهارْ
فأنتَ الوعدُ .. أنتَ العهدُ ..
أنتَ الدربُ والمشوارُ .. أنتَ الدارْ
وإن خُيِّرتُ .. غيرَكَ ..
إنني أقسمتُ .. لن أختارْ
محمد ذيب سليمان
16-05-2011, 08:37 AM
في ذكرى النكبة
أنين الأرض
ماذا عساكَ تزف لـي بِمسائـي
يا ليلُ أو تــقوى علـى إبرائـي
في كل حيـنٍ للفـداءِ يـــشدنـي
جُـرحٌ بليـغ ـصــاغـهُ أعدائـي
بين الجوانــحِ لا يجـف نزيفــهُ
مُتمعّرَ القــسماتِ فـي أرجائـي
قد شوّه الأشــرار عطـر دمائـه
وغدا فداءُ العهـــر مـن أبنائـي
تقتاتُ من جُرحي عيونُ كِلابهم
ووجودهم يقتاتُ مـن أحشائـي
وبذُورهـم من كل جِنـس اقبلـت
نحو الغنيمــةِ تحتسـي أجزائـي
يافـــا وحيفا والجليـل وغيرهـا
مغصوبـــةٌ مقهـورةُ الأســـمـاءِ
سرقوا تُرابي والفضاءَ وضوءَهُ
وأعانهـــم ذئـبٌ لخنـق إبــائـي
وجذوريَ الكُبرى يحاول قطعهـا
قـومٌ لئــــامٌ خططـوا لفنــــائـي
زرعوا بصدري للجريمةِ دولـةً
قـــد صاغها الطُغيـان للفحشـاءِ
وغداً رموز الماكرين سيكملـوا
إرهابهـــــم بجريـمـة نـكــــراءِ
عبثية الغرباءِ صالت في دمـي
والقيد مفـــروضٌ علـى ابنائـي
صرعوا الجمالَ على ترابي عنوةً
و اســــتبدلـوه بحيـةٍ رقـطـــاءِ
قـد دللوهـا فاســــتبـدتْ نابهـا
والانجليـزُ تفننــــوا بعـــدائـي
جادوا بما لم يملكـوا وتعهـدوا
مسخاً ســـفاحـاً ملكـوه لوائـي
ضجَّ الترابُ وماج في أحشائـه
ِقهرٌ، مخاضٌ، واسـعُ الاصـداءِ
فتنادت الأشبال فـي عرصاتهـا
فـي ثـورة ميمونـة الأســـمـاء
واهتزّ جوفي والدمـاءُ تفجّـرت
عن ماردٍ ســيذيقهـم رمضائـي
والأرض تعلم كم يكون عِقابهـم
وستنبتُ الأرحـــامُ رمـزَ بقائـي
ظهري جحيم للغـزاة ومكرهـم
وقبور اســلافِ الغـزاةِ ورائـي
لم يقراؤا التاريخ , أو يتعلمـوا
كم من شـــقيٍ قـد أذقـتُ بلائـي
جاءوا، ومروا، وانتهوا، وتبددوا
وبقيــتُ في أهلي ورمـز إبائـي
أنا راية الأســـلام رمـز رباطـه
ودم الشــــهـد معطـراً أجوائـي
وضريبـةٌ قدســــيـةٌ تنمـو بهـا
أزهار هذا الكون من إمضائـي
يومُ الحساب على دروب أحبتي
أرواحهم تَتْرى لنســــج لوائـي
تصحوا على أصواتهم أمجادهـم
وتقودهــــم للنصـــر والأنــداء
ويظل ذكري في الحيـاة مخلـداً
ما ســـار شبـلٌ للجنـانِ فدائـي
ويعودُ تكبيـرُ المـآذن حاضنـــاً
أفواج من عادوا إلـى أجوائـي
ويسطّر الأبناءُ مـن أرواحهـم
فجراً جديـــداً يسـتحـق ثنائـي
رفعت زيتون
16-05-2011, 01:58 PM
مرت الذكري ...... بقلم محمد السبعاوي
عقود وأنا قابع هنا
مقهور..... حالم
احن للماضي للذكريات القديمة
اقضم الشعارات ...
واعد الجنازات
وبين أصابعي سيجارة فاخرة
بثمن وجبة الخبز اليومي لأسرة كادحة
صدعت راسي بحديث السياسة
وقيل في الأمثال
فخار يكسر بعضه
وتراكم الفخار في دروب العرب
وأصبح جبالا علي مدي العقود
سدوا الطرق والأفق إليك يا وطني
وأصبحت الأسوار هنا وهناك
وأمة تنتهك، وتهان ,وتذل
أرض محتلة
وأرض مهددة بالاحتلال
من سد مأرب إلي سد أسوان
من النيل .....للفرات
من أغادير...... إلى باب المندب
فخار يكسر بعضه بعضا
سيوف عربية لا تتلاقي
وابتسامات بالمجان
مرت الذكري
فاترة بل مقتولة
ذكري احتلال فلسطين
ذكري الشهيد الشهيد
ومن ضحى بالدم من اجل فلسطين
من خيمة النكبة
إلى خيبة النزوح
من جراح النكسة
وخندق الثورة
وبروح الحكمة العربية
أخر الطب الكي
بالنار والبارود
بالغضب بالرفض
بالشباب والعزيمة
انطلقت جحافل الثوار
ودم الشهداء الأبرار
تذكرت كلام أبي
عند جسد جدي الطاهر
في حرب ثمانية وأربعين
تذكرت استشهاد خمسة من أعمامي
وهم حول جسد والدهم الشهيد
رجع شريط الذكريات
وتذكرت والدي رحمه الله
وقوله .....آه يا والدي
الحال هو الحال
وحلمك ما زال محال
أعوام وأعوام
أتساءل من للمهمة
من للقضية
في شوارعنا الصور
معلقة علي الجدران
لا تصدق الكلام الكلام
لا تقول إن الدماء تروي التراب
وستورق أشجار الزيتون
مات الزيتون في أرضنا
منذ سنين طويلة
قالت جدتي ما جدوى ما تفعل
صدعت رأسك بحديث السياسة
لقد هويت لبئر بعيد القرار
فأنت معلم تقف أمام السبورة السوداء
تبحث عن رغيف الخبز
فحلم جدك ووالدك أصبح محال
هذا هو الحال.... هذا هو الحال
رفعت زيتون
16-05-2011, 02:03 PM
نونك نار شوق تقعدني في هلالها الحارق،
تكويني شهب الحنين إلى وطني ...
وتظلّ عيناي ناظرتين إلى نجمة الأمل وسط هلالك؛
فتمدّني ببرد وسلام شعور العودة إلى بلادي
كافك كتب أشعار أبكت القاصي والدّاني،
وبثّت الآهات؛ شاكية هول وويلات الزّمان...
وكانت الشّاهد على الذّلّ والهوان،
والدّافع لرفض الجور، وقهر الحرمان،
وجرعة التّحدّي والصّمود التي تحثّ على الوصول لبحر الأمانيّ والأمان
باؤك برد الاغتراب في ديار غير الدّيار، يفتقر فيها المغترب لدفء الدّثار...
يذرف الدّموع برَدا يحرق صقيعه المآقي،
وتقذفه العين حصى ترجم به فقر الحال، وصعوبة المآل
تاؤك تمسّك بتلابيب الأمل، وتحدّ لكلّ طارئ محتمل،
وتسهيد حتّى يبزغ الفجر المنتظر
نادية بوغرارة
16-05-2011, 06:06 PM
في الذِّكْرَى الـ 63 لاحْـتِلال القُدْس (منذ عام 48)
شعر: محمد محمود مرسي
http://allstateent.com/Archive/Images/Poetry/Teacher.jpg
قِفْ وَاعْرِبْ يَا وَلَدِي الآتِي
قالَ الأُسْـتاذُ: تَـحِـيَّاتي ..
لِبراعِمِ فِلْذَةِ أكْبادي
وَصَباحُ البَسْمَةِ أوْلادِي
قِفْ وَاعْرِبْ يا وَلَدِي الآتِـي:
"عَشِقَ العَرَبِيُّ تُرابَ القُدْسْ"
فَاعرِبْ مِـمَّا علَّمْتُكَ مِنْ ..
فَــنِّ النَّحْوِ بِفَــهْمٍ ذاتِـي
وقَفَ الطَّالِبُ -باسْـتِــنْكادِ-:
"عَشِقَ": فِعْلٌ ماضٍ ناقِصْ
مِنْ بَعْدِ فَنادِقَ وَمَراقِصَ مِنْ بَعْدِ
مَهازِلَ وَنَواقِصْ
مَـبْــنِــيٌّ ..
مِنْ دُون أَساسِ
وعَلَى .. فَـــتْحٍ ..
دُونَ حَـمَاسِ
..
أما "العربِيُّ": هُوَ الفاعِلُ
والفاعِلُ يُرْفَـــعُ مِنْ راسِي
بِالضّمَّةِ ظاهِرةً فـِي
آخِرِ مَنْطُوقٍ عَــبّاِسِي
..
"وَتَرابَ": المفْعولُ الأوْحَدُ
بِـهْ .. أبَدًا دُونَ اسْـتِفْـزازِ!!
و"القُدْسِ": فَمَجْرورٌ دَوْمًا ..
في كُلِّ مَـحافِلِ ومَآسِي ذاكَ الصُّعْلُوك الْـمُتَـناسِي
هذا الْمُجْتَمَعُ الدَّوْلـِيُّ
هذا الْمُرْتَـجَعُ البَوْلِـيُّ
النَّازِحُ فوْقَ الأنْفَاسِ
فَــتَرفَّــقْ بابْــنِكَ أُسْـتاذي!
...
..
بُهِتَ الطلابُ وقَدْ أخْفَقَ!
وَنـتِيـجَةُ صَفْرٍ تَتَدفَّقُ
فَوْقَ السَّبُّورَةِ ..
وَتُواسِي ..
..
هَــنّأَهُ الأسْــتاذُ وَصَفَّقَ
فَوْقَ الْـخَدَّيْنِ بِكَـرَّاسِ!!
نادية بوغرارة
16-05-2011, 06:09 PM
مالـتْ عيوني للحبيبِ محمــــــــــــــــدٍ
تبكي ثراه ولن تحيدَ لأســــــــــــــــــوةٍ
صلـى الإلهُ عليك يا خيرَ الهـــــدى
يا نسمةً أهفو إليه بمقلــــــــــــــــةٍ
أوحـى إليك اللهُ في ليلِ الدجــــــــــــى
أنْ أسرِ للأقصى الجريحِ بهمـــــــــــــةٍ
أن أسرِ للأقصى المقيدِ بالعــــــــــــدى
واسجدْ لربِكَ كي يقرّ بأمـــــــــــــــــــةٍ
فالقدسُ يأسرُها اليهودُ، وظلمُهــــــــــم
أمسى بلاءً في البلادِ برمـــــــــــــــــــــة ٍ
عَمــْـروٌ ،عبيدةُ بالجيوشِ تقدّمــــــــــوا
نحو الذين تجبّروا في عتمـــــــــــــــــةٍ
هيـا إلى الأقصى نشدُّ رحالَنـــــــــــــــــا
قد أسلموا إلى عمرَ البلادَ بذلــــــــــــــةٍ
فالويلُ كلَّ الويلِ ما ارتكبَ العـــــــدى
فالقدسُ نيرانٌ تريدُ لنصـــــــــــــــــرةٍ
قمْ يا صلاحَ الدينِ وانهضْ ثائــــــــــراً
واحمِ ثرى الأقصى الشريفِ بقـــــــــوةٍ
قمْ يا صلاحَ الدينِ كي تُجلي العدى
فالقدسُ تبكي للفراقِ بظلمـــــــــــةٍ
نداء غريب صبري
17-05-2011, 01:39 PM
أشواق العودة
الْأَرْضُ تَئِنُّ عَلَيَّ وَجَعِيْ وَتَزِيْدُ الْنَّار بِأَشْوَاقِيْ
وَتُنَادِيْ طَالَتْ أَيَّامِيْ وَأَنَا فِيْ صَمْتٍ الْإِرْهَاقِ
***
جَنَّات بِلَادِيْ تسْحَبْنيِ وَتُشَدُّ الْأَرْضِ بِّأَعْمَاقِيْ
تَدْعُوَنِي بِزَهْرِ الْلَّيْمُوْنِ وَبِصَوْتِ طُيُوْر الْإِشْرَاقِ
يَا ابْنَ الْحَقَّ أَلَا فَارْجِعِ فَالَعَوْدَةَ فَجَر الْآَفَاقِ
***
قَدْ تَبْكِيْ سِنِيْن مَتَاهَاتِيْ وَيَزِيْدُ عَدُوِّيَ إِغْرَاقِيْ
وَيَطُوْلُ لُجَوْءُ مُعَانَاتِي وَيُمَارِسُ قَهَرٌ إِخْفَاقِي
***
لَكِنِّيْ لَا انْسِيْ وَطَنِيْ فَالذِّلَّةُ لَيْسَتْ أَخْلَاقِيَّ
أَغْصَان الْعَوْدَة فِيْ قَلْبِيْ لَا انْسِيْ يَوْمَا أَوْرَاقِيْ
سَأَعُوْدُ إِلَيْك أَيّا وَطَنِيْ حَيّا أَوْ فَوْقَ الْأَعْنَاقِ
نداء غريب صبري
17-05-2011, 01:56 PM
جميعنا سينتفض (انتفض) يوم الخامس عشر من مايو ـ آيار ـ ، جميعنا سينتفض (انتفض) بكل ما يملك نصرة لأهلنا في فلسطين بلادنا ، إلى الشاعر أبي الشهداء الشاعر المجاهد " الحاج لطفي الياسيني " وشعب فلسطين الأبي أهدي قصيدي
أرجو المعذرة من التأخر في النشر لضيق الوقت، يأتي هذا فيما غيرت من المضارع إلى الماضي
انتفضي يا قدسُ وثوري
كي يفرحَ قلبُ الجمهور ِ
انتفضي في وجه ِ الطاغي
وجه ِ الشيطان ِ المسعور ِ
برجالك ِ يا قدسُ تباهي
فرجالك ِ أسْـد التحرير ِ
قاستْ وتقاسي ستقاسي
أربابَ الفِتنةِ والــزُّور ِ
شهرَتْ في الجوِّ سواعدَها
شـَـرَعَـتْ في تهديم السور ِ
سيعودُ الحقُّ لأمتنا
وستعلو آيات النور ِ
غـُرستْ آمالي في ظـُلـَـم ٍ
ظلت في حال المكسور ِ
والآن الفرصة ُ قد سنحتْ
قد ولـَّى عصرُ التعسير ِ
فالشعبُ العربيُّ اتجهتْ
ثورتـُه نحو التحرير ِ
لا يعلو غير كلامهمُ
والحاكمُ رهن التمرير ِ
ستعانق آمالي مجدًا
به يرضى فخري وغروري
شبح ٌ كسراب "رائيلٌ"
يتراءى لي في التصوير ِ
لا قوة َعندهُ ترهبنا
حقـّرْ بأشد التحقير
أوليس بـ "برليفٍ" سدنا
وأقمنا ملحمة َ سرور ِ
قالوا: لو أسلحة ُ الدنيا
نزلت بالوجه ِ الشرير
ما خارت قوة ُ "برليفٍ"
فانظرها خارت بخرير ِ
في قلب المظلوم ِ نضالٌ
به يَسحق كيد المغرور ِ
عقل الصهيونيِّ قصير ٌ
لا يـُعملهُ في التفكير ِ
ما يعلمُ أن القوة عنـ
ـد الحِلم ِ ونطق التعبير ِ
ثوري يا "غزة ُ" يا "حيفا"
يا "يافا" يا "طيبة "ُ ثوري
يا "بئرَ السبع"ِ ويا "عكا"
فاليوم َ زمانُ التقرير
يا "رامَ الله" و "أريحا"
هيّا قوما دون َ فتور ِ
قد لاح النصرُ فها يدنو
للنصر ِ أيا "طيرة ُ" طيري
يا كل مدائن َ أمتنا
ثوري بجموع ِ التزوير ِ
ريحُ الثورات تنادينا
فأجيبوا هيا بحبور ِ
نداء غريب صبري
18-05-2011, 09:18 AM
أحرقتني ...
وسرقت أحلامي وعن عمري تَمُرّْ
وتركتني ...
أشدوك لحناً زاهياً كبزوغ فجرْ
بقصيدةٍ مفجوعة شهقت ...حزينةْ
قهرا وفخرْ
وبدمعةٍ مخنوقةٍ
في ليل غدرْ
فرحاً بِحُرّْ
حزناً تفجّر دمعَ شكرْ
آهاً سجينهْ
وتطاولاً في محنتي...
أسمو على ...
ناري وجمرِ مصيبتي
ترنيمتي ... نارٌ وصبرْ
فرحي بعرسٍ في حدادْ
لِنَزُفَّ منْ ...
بدمٍ يخضبهُ العنادْ
يمضي شهيدا للسماء كما أرادْ
يا ضيعتي في يوم عيدْ
يا فرحتي ... نَصْري الأكيدْ
زغرودتي ..
والدّمعُ نَهرْ
ويلاه من زغرودةٍ
تمضي خناجرَ في الحناجرِ....
تسفك الدم في الوريدْ
ويلاه من فرحٍ مضى ...
عني وغابْ
العمر بعدكَ يا فتى قلبي يبابْ
وتموجُ في القلب المنى
والروحُ تشقى في اغترابْ
فأشدُّ قامةَ لوعتي ...
أعلو النجومَ بهامتي
والأرضُ من حولي خرابْ
سيُهالُ يا قلبي على قلبي الترابْ
ستطيرُ روحكَ يا حبيبي عاليا ً
فوقَ المدينةْ
تشدو لها القدسُ الحزينةْ
بقصيدةٍ حملتْ دموعي النازفاتْ
ويلوِّحُ الأقصى لعينكَ بالدماءِ الزاكياتْ
وتغرِّدُ الأطيارُ باسمكَ فوق أمواهِ الفراتْ
خلّيتني ...
يا مهجتي أَحكي الفراقْ
لا شيءَ إلا رسمكَ الغالي المعلّقِ في الرواقْ
قلبي يمزقهُ اشتياقْ
والروحُ تصبو للعناقْ
لوْ ... جُدْتَ يا قمري الغريبِ...
قبيلَ عرسكَ بالوداعْ
لوْ ... قلتَ يا أمي هناكَ رسالتي ...
حُمّلتُها ...
لنهايةٍ أصبو لها
لحضنتُ جرحكَ يا أنا...
لوْ ... جُدْتَ يا ولدي على قلبي بشيءٍ ...
لوْ سرابْ ...
لأزلتَ منْ نفسي العتابْ
يا أنتَ يا كلّ الشبابْ
يا لوعتي، نبضي، دمي ...
يا كلّ أحلامي العذابْ
ولّى بعرسكَ يا بنيّ منايَ بالزمن السعيدْ
وغدوتُ في عزّي..
فخاري ..
والتياعي بالفقيدْ
غدوتُ والدةَ الشهيدْ
نادية بوغرارة
15-05-2012, 03:14 PM
شكرا لكل من شارك في الموضوع .
دمتم رموزا للأخوة و النخوة والنصرة .
:os:
وليد عارف الرشيد
15-05-2012, 04:09 PM
موضوع رائع أرشف لقصائد شعرائنا في ذكرى أليمة على قلوب العرب والمسلمين .. وأعتبره مرجعًا مهمًا تضمه الواحة بين جنباتها
أشكرك الشاعرة والأديبة الكبيرة نادية على فكرته وتنفيذه
مودتي وتقديري كما يليق
نداء غريب صبري
16-05-2012, 03:38 PM
عُدّةُ الرّفْضِ الشّرَارَة
------------
شعر : هَمّام رياض
هذه الكلمات هي خفقٌ للقدسِ كانت قدِ اتّسَقَتْ حروفهُ في فؤادي منذُ عقدين من الزّمن ، عدّلتُ فيهَا قليلا بما أضفته مِمّا تعلمته من الواحة
( 1 )
رُدَّ نِي لِلشَّمس سَيفَا
وَ اعطِنِي الرَّايَةَ صَيفَا
فَالرُّؤَى تعصِفُ عَصفَا
وَ أَنَا أَشكُو الضَّبَابْ
. . . . . . . . . . . . .
( 2 )
كُنتُ فِي الأَوَّلِ حَرْفَا
طَافَ فِي كُلِّ خِطَابْ
يَرتَمِي نَحوًا وصَرفَا
يَرْتَدي كُلَّ كِتَابْ
لَم تَجِدْ نَجوَاهُ عَطفَا
لم يَرَى فِي القَومِ أَنفَا
لَفَّ كُلَّ الوَهمِ لَفَّا
مَا سَوىَ الصَّخرِ أَجَابْ
. . . . . . . . . . . . . . . .
لَم يُنِيلوا غَيرَ سَمتٍ
طُولُهُ صرخَةُ صَمْتٍ
و إِ ذَا مَا لعَامُ وَفَّى
صَنَعُوا قَولاً مُقَفَّى
قَدَّمُوا طَارًا وَ دُفّا
ثُمَّ مالُوا لَلشَّرَابْ
. . . . . . . . . . .
هَكذَا أَمريِ تَهَيَّأ
وَ أَنا أَصْرُخُ هَيَّا
عَبرُوا هَمسًا وَ طَيفَا
مَا رَأَت عَينِيَ شَيَّا
كُلُّ مَا حولِي ضَبَابْ
. . . . . . . . . . . . .
( 3 )
ثُمَّ أصبَحتُ مِلَفَّا
كَثُرَت فِيهِ الحُروفْ
لَفَّنِي الأَوغَادُ لَفَّا
وَ رَمَونِي لِلصُّرُوفْ
. . . . . . . . . . . .
أَمَلٌ يُخسَفُ خَسفَا
وَ شِتَاءٌ خَابَ صَيفَا
جَفَّ كُلُ الحِبرِ جَفَّا
وَ أَنَا حَولِي أَطُو فْ
. . . . . . . . . . . . . .
يَلتقِي ناسٍ بناسٍ
وَ يُزَفُّ القَولُ زَفَّا
وَ عَلى دفئ الكَراسِي
تُحْتَذَى كُلُّ الصُّفُوفْ
. . . . . . . . . . ..
ثُمَّ مَاذَا بِئسَ مَاذَا
لاَ رَأَت عَينِي مَلاَذَا
هِمْتُ فِي أَ سرٍ وَ مَنفَى
لَم أَرى كالصّمتِ رَفَّا
بينَ آَلاَفِ الرُّ فُوفْ
. . . . . . . . . . . .
( 4 )
وَ لِذا جَرَّدتُ كفَّا
مِنْ ضِمَادَاتٍ المرارة
وَ أقَمْتُ الجُرْحَ صَفّا
يَتْلُو آيَاتِ الجسارة
. . . . . . . . . .
سَجدةُ الخفْقِ العَزَائِمْ
صَولَةُ النّبْضِ العظائِمْ
عُدّةُ الرّفْضِ الشّرَارَه
. . . . . . . . . . .
نداء غريب صبري
16-05-2012, 03:40 PM
في الذكرى الرابعة والستين لنكبة فلسطين أنشر قصيدتي لعلها تلامس الجراح بلسماً
"القدسُُ ترفُّ بأجنحة ِ الجرح"
يا قـدسُ رُدّي.,أجـيـبي صوتَ من نـَزفـَا
ومـن يـئـنّ ُ.,عـلى شكـوى هـواكِ غـَفـَا
فـأنــت ِ فـــيـــنــا دمٌ يــجـــــري وأوردة ٌ
وقـِـبـلة ٌ كـلـَّمـا اشـتـاقَ الـفــؤادُ هـَفـَــا
حـبـيـبـة ٌ, عَـبَـقُ الـتـاريـخ ِ يـنـسـجـُهـَا
للـحـبّ ســجــّادة ً صـلـّى بـهـا كـَـلِـفـَـا
مـحـمــدٌ هـَا هـُنـَا حــط َّ الـــبـــراقُ بــه ِ
أســرى به اللهُ ليلاً .. عـندَها وَقـَفـَـــا
صــلـّـى بـكــلِّ نــبــيٍّ ثـُــمَّ غــــادرَهـَـــا
صوبَ السـمـاء ِ يجوبُ الفـلكَ والسُقـُفـَا
وراحَ يجـني قـطـوف َ الـنـور ِ منبهـراً
إذ قـاب َ قـوسين ِ أو أدنى بـهـا دَلـَـفـَـا
ضـاقـتْ بنا يا رسـولَ الله ِ ما اتسَعَـتْ
دنيا فـمـسـراكَ عـار ٍ يـرتـدي الـشَـظـَفـَا
القـدسُ مـذبــوحــة ٌ تـعــتــادُ آسِـرَِهـَا
تـُعـاقـــرُ الحـــزنَ حـتـّى أدْمـَنـَتْ دَنـَفـَـا
الأهـلُ فـيها يلوكُ الـقـهـرُ لحـظـَتـَهُـمْ
ودمـعُـهُـمْ يــرسـمُ الـبـلـوى إذا ذرِفـَـا
شــادَ الـيـهـودُ على أحــزانـِهــا وطــنــاً
للحـقـدِ واسـتـعــبـدوا أهـدابـَهـا صَـلـَفـَا
جاءتـْكِ يا قـدسُ من شـتى الدنـا زمــرٌ
مـلـعــونـة ٌ تحـمـلُ الأوهــامَ والـخــرَفـَـا
عاشـوا السـنـيـنَ بـحــاراتٍ مـغــلـّـقــةٍ
يجـنـونَ فيهـا الربا والسحــتَ والجـِيـَفـَا
جاؤوا لذبحـِكِ يا مسـرى الرسول ِ ولم
يَـزَلْ مـســيحـُك ِ يَروي ظـُلمَ ما اقـتـُرفـَا
أدمـتْ معـاولـُهـُـمْ أرضَ السـجـودِ ومـا
كـفـُّوا النجاسة َ حتى دنـَّسُـوا الـصـُحـُفـَا
حـاكـوا الأســاطــيــرَ والأحـلامَ ظـنـُّهـُمُ
بـأنـَّهــا كــذبــاً تــبــنـي لــهــمْ شَـــرَفـَــا
ويـبـحـثـونَ بقـلـب ِ الأرض ِ عـَنْ أثـَـر ٍ
صاغوا لـَهُ قـصصاً شتـّى ومـا انكـَشَـفـَا
يسـتـنـطـقـونَ ثـراهـا عَـنْ خـُرافــتـِهـِمْ
فـلـمْ يـكـنْ بـالـذي يـبـغـونَ مُـعْــتـَـرفـَـا
لـم تـعـلـن ِ الأرضُ إلاّ مـا يـُؤرّقـُهـُمْ
فحـيـثـُما نقـّبـوا لاكـوا الأسـى أسَفـَــا
الـظـلـمُ عـمّ الدنـا فالكونُ مـنـقــسـمٌ
فـبعـضُـهـم لاذ َ خلفَ الصمـتِ مُعـتـكِـفـَا
وبـعــضُـهـم راحَ يـدعــو أنـَّنـا خـَطـَرٌ
مـنـافــقٌ آثــرَ التـزيــيــفَ وانحـرَفـَــا
وبـعــضـُـهـم يخـلـط ُ الأوراقَ مـدّعــيـاً
بأنـَّـنـَـا نـصـنـعُ الإرهـــابَ مُـحـْـتـَـرَفـَــا
هل نحنُ من يصنعُ الإرهابَ إن صرخـتْ
جـراحـُنـا تـلـعــنُ الإجـرامَ والجَـنـَفـَا..؟
هـُمْ يـصــنـعــونَ لـنـا مــوتــاً بـأقــبــيــة ٍ
ويـحـرمـونَ الـضـحـايـا أن تـقـولَ كـَفـَى
وإنْ دَفـَعـْـنـَا الأذى عـَنْ زهــرةٍ وَثـَـبَــتْ
كـلُّ الأفـاعي نــفــاقــاً تـقـذفُ الـذعُــفـُـا
حـالَ الـعــروبــة ِ يـا جــرحــاً يـَحـارُ بـِـه ِ
وصـفُ الـدواء ِ فـأعـيـا طِبَّ من وَصَفـَا
حـتـّى الــتــمــائـمُ أعـْـيـَـتـْهـَا مـواجـِـعـُـه ُ
فـَـعـَـادَ كــلُّ مــداو ٍ بـاكــيــاً أسِــفـَــا
مـتى نـحــثّ خـيـولَ الزحــفِ جـامـحــة ً
فالشـوق ُ أتـعــبَــنـا والـزحـفُ مـا أزِفـَـا
يا قــدسُ إنّ كــؤوسَ الحــزن ِ تـُدمِـنـُنـا
وحـلـمُـنا قبل أن يـروي الصدى خـُطـِفـَا
نداء غريب صبري
16-05-2012, 03:46 PM
قصيدة القدس
شعر: د. سمير العمري
طُوفُوا عَلَى حَرَمِ الحَبِيبَةِ أَوْ قِفُوا=وَتَصَوَّفُوا فِي وَصْفِ ذَلِكَ أَوْ صِفُوا
ضُمُّوا إِلَى الإِحْسَاسِ مِنْ أَنْفَاسِهَا=عَبَقَ المَدَى وَتَلَهَّفُوا وَتَعَرَّفُوا
وَتَأَمَّلُوا القَسَمَاتِ إِنَّ جَمَالَهَا=يَسْبِي وَإِنَّ جَلالَهَا يَتَغَطْرَفُ
رَهَفَتْ عَلَى الخَلَجَاتِ مَا ذُكِرَ الهَوَى=إَلا تَذَكَّرَهَا الحَنِينُ المُرْهَفُ
يَسْعَى بِمُحْتَدمِ التَّعَلُّقِ بِالتِي=يَهْوَى ، وَيَرْشُفُهُ المَعِينُ فَيَغْرفُ
وَيُدِيرُ كَأَسَ العِشْقِ حِينَ تَعَلُّلٍ=بِسُلافِ مَا عَصَرَ الفُؤَادُ وَصَبَّ فُو
كَابَدْتُ شَوقِي لِلرِّحَابِ كَأَنَّهُ=كَلَفٌ عَلَى كَتِفِ السَّحَابِ يُصَرِّفُ
تَسْرِي إِلَى قَلْبِي وَيَسْرِي نَحْوَهَا=بِبُرَاقِ مُبْتَهِلٍ عَلَى الفَمِ يَلْطُفُ
عَطَفَتْ عَلَى الرُّكْنِ الشَّفِيفِ كَأَنَّهَا=مِنْ فَرْطِ رِقَّةِ سَطْوَةٍ تَتَعَطَّفُ
هَذِي انْثِيَالاتُ التَّزَلُّفِ وَالهَوَى=إِنْ كَانَ يُجْدِي العَاشِقِينَ تَزَلُّفُ
أَذْكَى المُنَى لَكِ يَا حَبِيبَةُ مُهْجَةٌ=تَخْشَى عَلَيكِ مِن الضَّيَاعِ وَتَلْهَفُ
أَرْنُو فَيُنْهِكُنِي التَّأَمُّلُ حَسْرَةً=وَإِخَالُ مِنْ عَسْفِ التَّاَسُّفِ أَتْلَفُ
وَيَهُزُّنِي فَرَقُ التَّفَرُّقِ عُنْوَةً=فَأَذُوبُ مِنْ حَدَمِ الأَنِينِ وَأُدْنَفُ
إِنِّي لَيُطْرِبُنِي الغَدَاةَ بِأَنْ أَرَى=كُلَّ الرِّجَالِ إِلَى جَنَابِكِ تَزْحَفُ
وَيَطِيبُ لِي إِنْ رَامَ وُدَّكِ عَاشِقٌ=أَوْ إِنْ تَغَزَّلَ شَاعِرٌ وَمُؤَلِّفُ
يَا قَلْبُ دَعْ دَعَةَ التَّوَجُعِ فَالذِي=يَدْرِي بِمَا تَجْرِي الصُّرُوفُ مُكَلَّفُ
أَسْرِجْ قَنَادِيلَ الصَلاةِ وَهَاتِ لِي=فِي سَاحَةِ الأَقْصَى خُشُوعًا يَعْكُفُ
دَعْنِي أُنَاجِي اللهَ بَينَ حُشَاشَةٍ=تَرْجُو رِضَاهُ وَبَينَ عَينٍ تَذْرِفُ
دَعْنِي فَفِي وَهَجِ التَّبَتُّلِ مَا بِهِ=تَصْفُو الشِّغَافُ وَفِيهِ مَا لا يُكْشَفُ
أَرْنُو لِمِعْرَاجِ النُّبُوَّةِ وَالرُّؤَى=مَشْدُوهَةٌ وَصَدَى المَشَاعِرِ يَعصِفُ
وَأَرَى صُفُوفَ الأَنْبِيَاءِ وَفِي الرُّبَى=آثَارُهُمْ وَخُطَى مُحَمَّدَ تَأْلَفُ
وَأَرى المَسِيحَ خُطَى المَسِيخِ مُلاحِقًا=حَتَّى يَذُوب كَمَا الرَّصَاصُ وَيُخْسَفُ
هَذِي هِيَ الأَرْضُ المُبَارَكَةُ التِي=جَعَلَ السَّلامُ بِهَا السَّلامَ يُطَوَّفُ
أُمُّ المَدَائِنِ قَدْ سَمَتْ أَمْجَادُهَا=مِنْ قَبْلِ مَا يَدْرِي الزَّمَانُ وَيَعْرِفُ
إِنْ كَانَ لِلتَّارِيخِ مِنْ أَثَرٍ يُرَى=لِحَضَارَةٍ فَالقُدْسُ فِيهَا المُتْحَفُ
بَزَغَتْ عَلَى شَمْسِ الحَضَارَةِ وَالوَرَى=فِي غَفْلَةٍ وَالأَرْضُ قَاعٌ صَفْصَفُ
كَانَتْ بِهَا كَنْعَانُ أَوَّلَ أُمَّةٍ=قَطَنَتْ تَبِرُّ بِهَا القُرُونُ وتَجْنُفُ
نَهضَتْ عَلَى حُكْمِ اليَبُوسِ مَدِينَةً=فِي أُورِ سَالِمَ قَلْعَةً لا تُثْقَفُ
تَسْعَى لَهَا كُلُّ المَمَالِكِ دُرَّةً=تَسْمُو بِهَا تِيجَانُهَا وَتُشَرَّفُ
مِنْهَا عَلَى الإِغْرِيقِ حُلَّةُ مَجْدِهَا=وَعَلَى يَدِ الأَنْبَاطِ نَقْشٌ مُتْرَفُ
وَالفُرْسُ وَالرُّومَانُ كَمْ عَصَفَتْ بِهِمْ= رِيحُ الحُرُوبِ لأَجْلِهَا وَاسْتُنْزِفُوا
وَالإِنْكِلِيزُ مَعَ الفِرِنْجَةِ مِثْلَمَا=تَتَرُ المَغُولِ سَعَوا لَهَا وَاسْتَشْرَفُوا
أُمَمٌ خَلَتْ لَكِنَّ أَعْظَمَ مَنْ سَعَى=نُورٌ مِنَ الدِّينِ الحَنِيفِ معَفَّفُ
قَدْ كَانَ فَتْحُ القُدْسِ فَتْحَ قَدَاسَةٍ=وَعْدًا مِن الدَّيَّانِ لا يَتَخَلَّفُ
وَاللهُ مَا وَعَدَ اليَّهُودَ بِأَرْضِهِ=أَبَدَ الدُّهُورِ وَلا بِأَنَّهُمُ اصْطُفُوا
إِنْ كَانَ إِلا وَعْدَهُ لِعِبَادِهِ=فَإِنِ اتَّقَوا كَانُوا وَإِلا صُرِّفُوا
أَتَكُونُ قُدْسَ اللهِ فِي عُرْفِ النُّهَى=إِنْ كَانَ تَغْصِبُهَا القُلُوبُ الغُلَّفُ
أَوْ كَيفَ بِاسْمِ اللهِ يُورَثُهَا الذِي=يَعْصِي بِنِعْمَتِهِ الإِلَهَ ويُسْرِفُ
مَا حُلِّفُوا إِلا وَخَانُوا ذِمَّةً=أَو كُلِّفُوا إِلا وَعَنْهُ اسْتَنْكَفُوا
هَلْ كَانَ بَطْلِيمُوسُ إِلا فَاجِرًا=مِنْ نَسْجِ مَا حَاكُوا الضَّلالَ وَأَرْجَفُوا
وَتَجَبَّرُوا حَتَّى تَجَبَّرَ فِيهِمُ=رِيحٌ سَبَتْهُمْ مِنْ نَبُوخَذَ حَرْجَفُ
وَغَدُوا لِقُسْطَنْطِينَ أَهْلَ عَدَاوَةٍ=فَأَذَاقَهُمْ سَوْطَ العَذَابِ وَشُعِّفُوا
لَمْ يَكْتُبِ التُّلْمُودَ إِلا كَاذِبٌ=كَفَرَ الهُدَى وَمُحَرِّفٌ وَمُخَرِّفُ
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ إِلا مُسْلِمَا=وَمُهَاجِرًا كَذَبوا عَلَيهِ وَحَرَّفُوا
إِنْ كَانَ فِي الأَدْيَانِ آيَةُ مُلْكِهِمْ=فَالقُدْسُ لِلإسْلامِ حَقًّا يَحْصُفُ
أَوْ كَانَ لِلأَعْرَاقِ مَرْجِعُ حُكْمِهِمْ=فَلَنَا المَصَابِيحُ التِي لا تَسْدَفُ
إِنَّا تُرَابُ الأَرْضِ كُلُّ خَلِيَّةٍ=مِنْ لَحْمِنَا ذَرَّاتُ صَخْرٍ تَحْلِفُ
إِنَّا تَضَارِيسُ المَلامِحِ وَالمَدَى=وَالأَمْسُ وَالغَدُ والثَّرَى وَالزُّخْرُفُ
وَالزَّعْتَرُ المَنْثُورُ فَوقَ جِبَالِهِ=وَالتِّينُ وَالزَّيْتُونُ مَهْمَا قَصَّفُوا
هَذِي تَفَاصِيلُ الحِكَايَةِ وَالذِي=يَعْشُو بِأَنْصَافِ الحَقَائِقِ يُجْحِفُ
يَا قُدْسُ يَا بِنْتَ السَّمَاءِ وَقِبْلَةٌ=تَسْبِي قُلُوبَ العَابِدِينَ وَتُرْهِفُ
يَا وَجْفَةَ الوَجَعِ المُقَدَّسِ فِي دَمِي=يَا رَجْفَةَ الرُّوحِ التِي بِكَ تَشْغَفُ
هَذِي مَعَاهِدُكِ التَّلِيدَةُ سَمْتُهَا=طُهْرٌ وَصَمْتُ رُبَى المَشَاعِرِ مُوْجِفُ
سُبحَانَ مَنْ أَسْرَى إِلَيكِ بِعَبْدِهِ=فَالعَقْلُ يَهْرِفُ وَالمَلائِكُ تَهْتِفُ
مَا كُنْتِ أُولَى القِبْلَتَينِ لَجَاجَةً=لَكِنْ بِأَنَّكِ فِي البِلادِ الأَشْرَفُ
وَبِأَنَّكِ المِشْكَاةُ إِرْثُ مُحَمَّدٍ=وَالكَوكَبُ الدُّرِيُّ نُورُكِ يُتْحِفُ
يَا قُدْسُ مَا أَقْسَى التَّلَهُّف حِينَمَا=يَشْتَدُّ فِي الرُّوحِ الرَّجَاءُ وَيَضْعُفُ
زَيَّنْتُ فِيكِ الأَبْتَثِيَّةَ فَانْزَوَتْ=خَجْلَى تَئِنُّ ، وَأَعْجَزَتْنِي الأَحْرُفُ
وَسَأَلْتُ عَنْكِ البُنْدُقِيَّةَ فَاشْتَكَتْ=صَدَأَ الضَّمِيرِ وَلِلرَّصَاصِ تَأَفُّفُ
إِنَّا لَفِي زَمَنِ الأُخُوَّة أَطْلَقَتْ=ذِئْبَ الشِّقَاقِ وَلَيسَ فِينَا يُوسُفُ
مَا عَادَ فِينَا فِي العَوَاهِلِ تُبَّعٌ=أَوْ عَادَ فِينَا فِي الشَّمَائِلِ أَحْنَفُ
مَا عَادَ خَالِدُ أَوْ صَلاحُ وَمَا اتَّقَى=مِنْ عُهْدَةِ الفَارُوقِ فِينَا مُنْصِفُ
مَا عَادَ إِلا القَابِضُونَ عَلَى السِّلاحِ= الرَّاقِصُونَ عَلَى الجِرَاحِ الهُتَّفُ
مَا عَادَ إِلا صَامِدٌ وَمُصَادِمٌ=أَوْ خَائِنٌ أَوْ طَاعِنٌ أَوْ أَجْوَفُ
كُلُّ الدُّفُوفِ عَلَى جِرَاحِكِ تُعْزَفُ=وَأَنَا الذِي يَبْكِي عَلَيكِ وَيَأْسَفُ
أَبْكِي وَتَنْتَحِبُ الأَزِقَّةُ غُرْبَةً=عَنْ ذَاتِهَا وَتَجُوعُ فِيهَا الأَرْغُفُ
تَشْتَاقُ مِنْ جَبَلِ المُكَبِّرِ صَرْخَةً=عُمَرِيَّةً تَأْبَى الهَوَانَ وَتَأْنَفُ
وَتَضُمُّ فِي شُعْفَاطَ خَيمَةَ لاجِئٍ=فِي أَرْضِهِ عَنْهَا يُصَدُّ وَيُصْرَفُ
وَتَئِنُّ فِي سُلْوَانَ فِي دَيْرِ الهَوَى=فِي العَيْزَرِيَّةِ فِي عَنَاتَا الأَسْقُفُ
أَعِمَامَةٌ فِي حِضْنِهَا وَعَبَاءَةٌ= أَمْ قُبَّعَاتٌ لِلدَّخِيلِ وَمِعْطَفُ
فَهُنَا عَلَى سُورِ البُرَاقِ مِنَ الدُّمَى=نَجِسٌ يُهَزْهِزُ بِالرُّؤُوسِ وَمُقْرِفُ
وَهُنَاكَ فِي الطُرُقَاتِ تُنْكَأُ صَخْرَةٌ=مَوْجُوعَةٌ بِالقَهْرِ حَتَّى تَرْعَفُ
وَمَعَاوِلُ التَّهْوِيدِ تَنْقُضُ غَزْلَهَا=وَقَنَابِلُ التَّقْوِيضِ فِيهَا تَنْسِفُ
سَقَطَتْ مِنَ الزَّيْتُوُنِ دَمْعَةُ ذُلِّهِ=لِلغَرقَدِ المَلْعُونِ وَهْوَ يُجَرّفُ
وَعَلَى جِبَالِ الطُّهْرِ تَشْمُخُ نَخْلَةٌ=وَعَلَى وُجُوهِ العَابِرِينَ تَصَلُّفُ
غُصْنٌ هَوَى لَكِنْ تَشَبَّثَ جَذْرُهُ=وَلَسَوفَ يَنْبُتُ بِالصُّمُودِ وَيُورِفُ
يَا قُدْسُ يَا مَعْنَى الوُجُودِ لِدَولَةٍ=إِنْ غَابَ نَجْمُكِ فَالوُجُودُ مُزَيَّفُ
أَقْصَاكِ عُنْوَانُ القَضِيَّةِ صَوْتُهُ=نَغَمُ الخُلُودِ وَشَمْسُهُ لا تُكْسَفُ
مَاذَا يُرِيدُ العَابِثُونَ تَفَاوُضًا=وَالقُدْسُ وَقْفُ المُسْلِمِينَ وَمَوْقِفُ
مَهَرُوا اللِقَاءَ مِنَ الدِّمَاءِ وَحَولَهَا=أَرْوَاحُهُمْ طُولَ المَدَى تَتَطَوَّفُ
فِي عَينِ جَالُوتَ اسْتَمَرَّ لِوَاؤُهُمْ=وَعَلَى ثَرَى حِطِّينَ لَمْ يَتَخَلَّفُوا
مَاذَا دَهَى أَبْنَاءَ يَعْرُبَ فَارْتَضَوا=عَيشًا بِهِ مِثْلَ البَهَائِمِ تُعْلَفُ
وَإِلامَ نَحْتَمِلُ الهَوَانَ وَنَنْحَنِي=فَكَأَنَّ مَا فِي العِزِّ سُمٌّ مُذْعِفُ
قَدْ أَذْعَنُوا مِنَّا البِلادِ وَأَمْعَنُوا=فِينَا الفَسَادَ وَجَفْنُنَا لا يَرْجُفُ
أَإِذَا افْتَرَى البَاغُونَ عَوْرَةَ أُمَّةٍ=سَتَظَلُ مِنْ وَرَقِ التَّحَسُّفِ تَخْصِفُ؟
قَالُوا التَّطَرُّفُ فِي النِّضَالِ فَأَيُّنَا=سَفَكَ الدِّمَاءَ وَأَيُّنَا المُتَطَرِّفُ
أَمِنَ العَدَالَةِ أَنْ تَجُوسَ قُرُودُهُمْ=بَينَ الدِّيَارِ وَأَنْ يُلامَ السُّلْحُفُ
أَمِنَ العَدَالَةِ أَنْ تُؤَجَّجَ نَارُهُمْ=وَيُذَفُّ كُلُّ مَنِ اشْتَكَى وَيُعَنَّفُ
أَمِنَ العَدَالَةِ أَنْ تُكَالَ دِمَاؤُنَا=بَخْسًا وَإِنْ نَزَفُوا هُمُ الدَّمَ طَفَّفُوا
يَا مَنْ يَخَافُ عَلَى الدِّيَارِ مِنَ الرَّدَى=أَقْدِمْ فَمَا يَحْمِي الدِّيَارَ تَخَوُّفُ
دَعْ عَنْكَ فَلْسَفَةَ التَّعَذُّرِ قَاعِدًا=لا يُعْذَرَنَّ القَاعِدُ المُتَفَلْسِفُ
مَا نَفْعُ أَجْرَاسِ الكَنَائِسِ مَا عَلَتْ=إِنْ كَانَ يَعْصِي البَطْرِيَرْكَ الأُسْقُفُ
إِغْرِسْ كَمَا شِئْتَ الحَيَاةَ وَجِئْ كَمَا=شِئْتَ المَمَاتَ فَمِنْ غِرَاسِكَ تَقْطِفُ
وَمَتَى ادَّعَى الخُلُقَ الرِّجَالُ فَإِنَّمَا=يُنْبِيكَ عَنْ خُلُقِ الرِّجَالِ المَوقِفُ
فَاعْدُدْ لِيَومِ العَادِيَاتِ وَلا تَكُنْ=مِمَّنْ إِذَا حَزَبَ التَّعَسُّفُ سَوَّفُوا
وَإِذَا أَتَى وَعْدُ السَّمَاءِ فَجَيْشُهُ=مُتَحَيِّزٌ لِلحَقِّ أَوْ مُتَحَرِّفُ
يَا قُدْسُ يَا أَرَجَ الخُلُودِ مِنَ الهُدَى=يَا بَهْجَةَ النَّفْسِ التِي لا تُوصَفُ
يَا قُدْسُ دَنَّسَكِ اليَهُودُ فَلَيتَ مَا=فِي الكَونِ يَفْدِي الطُّهْرَ فِيكِ وَيُرْدِفُ
يَا قُدْسُ تَرْسُفُكِ القُيُودُ فَلَيتَنِي=فِي القَيدِ دُونَ عَظِيمِ قَدْرِكِ أَرْسُفُ
سَأَعُودُ أَحْمِلُ رَايَتِي مُضَرِيَّةً=بِالدِّينِ وَالعَزْمِ المَتِينِ تُرَفْرِفُ
وَعَلى جَبِينِ الفَخْرِ أَكْتُبُ مِنْ دَمِي=آيَاتِ مَجْدٍ بِالإِبَاءِ تُشَنِّفُ
قَدْ ضِعْتِ يَوْمَ أَضَعْتُ فِيكِ هُوِيَّتِي=وَيُعِيدُنِي سَيْفٌ إِلَيكِ وَمُصْحَفُ
د. مختار محرم
16-05-2012, 03:48 PM
موضوع رائع وفي مناسبة مؤلمة ..
شكرا لك شاعرتنا القديرة ..
بارك الله فيك وجعل هذه الحروف شفيعة لك إن كان حرف يشفع عن تقصيرنا في حق فلسطين علينا ..
نداء غريب صبري
16-05-2012, 03:51 PM
يا بدْرُ ودّعْني وَدَعْ أحْلامي
خالد شوملي
يا بَدْرُ وَدِّعْني وَدَعْ أحْلامي
وَخُذِ النّجومَ هَدِيَّةً وَسَلامي
هِيَ نُورُ أحْداقي وَزَهْرُ حَدائِقي
ما كُنْتُ لَوْلاها أَطُوقُ مَنامي
قَدْ قدّتِ الأشْواقُ ثَوْبَ قَصيدَتي
وَالْحَرْفُ فِيها حِيكَ مِنْ آلامي
حَبْلُ الْحَنينِ أشُدُّهُ فَيَشُدُّني
وَطَني الْمُشَتَّتُ في جَحيم ِ خِيام ِ
لَوْ سِرْتُ غَرْباً سَوْفَ تُشْرِقُ شَمْسُهُ
وَلَوِ اسْتَدَرْتُ رَأَيْتُهُ قُدّامي
جَبَلٌ مِنَ الذِّكْرى على كَتِفِ النّدى
لَمْ يَرْفَعِ النِّسْيانُ عبْءَ غُلام ِ
إنِّي رَسَمْتُ مِنَ الدُّموع ِ شَواطِئي
وَالْبَحْرُ هاجَ بِدَفْتَرِ الرَّسّام ِ
الْحُبُّ يَجْري في فُراتِ قَصائِدي
ما جَفَّتِ الأشْواقُ في الأقْلام ِ
إنْ كانَ حُبُّكِ يا بِلادي تُهْمَةً
فاللهُ زادَ عَلَيَّ في آثامي
أشْهَرْتُ حُبَّكِ وَانْطَلَقْتُ عَواصِفاً
الغِمْدُ قَلْبي وَالْغَرامُ حُسامي
إنِّي رَأيْتُكِ وَالظَّلامُ مُخَيِّمٌ
في كُلِّ سِجْنٍ زادَ فِيكِ هُيامي
إنِّي نَسَجْتُ مِنَ الْوَفاءِ خَرائِطي
بِشُعاع ِ حَرْفِكِ قدْ مَسَكْتُ زِمامي
وَالْقَلْبُ يَسْبِقُني وَيَهْتِفُ عالِياً
حُرِّيَّةُ الإنْسانِ جُلُّ مَرامي
يَتَوَهَّجُ الْقَلْبُ الْمُتَيَّمُ بِالْهَوى
تَتَمَوَّجُ الذِّكْرى مَعَ الأنْسام ِ
في جَرّةِ الْهَيْمانِ تَرقُصُ جَمْرةٌ
لا يَرْتَوي الصَّبُّ الْغَريقُ الظّامي
هِيَ شُعْلَةُ الشَّوْقِ الّتي لَمْ تَنْطَفئْ
ما وَدَّعَتْهُ الْعَيْنُ هَبَّ أمامي
في الرُّوحِ أوْطاني وَأيّامُ الصِّبا
فَلَها تُرَفْرِفُ أجْمَلُ الأعْلام ِ
هَلْ ذابَ في الْمَنْفى فُؤادٌ عاشِقٌ
أَمْ قوّسَتْ نارُ الزَّمانِ سِهامي ؟
يا غُرْبةَ الصّحْراءِ أيْنَ زَنابِقي
هلْ كانَتِ الآبارُ مِنْ أوْهامي ؟
أيْنَ البَنَفْسَجُ وَالْقَرَنْفُلُ وَالشّذا
هَلْ ماتَتِ الأزْهارُ في الأكْمام ِ ؟
وَالْيَاسَمينَةُ هَلْ تَرَهّلَ ظِلُّها
كيْفَ اخْتَفَتْ في بُرْهَةٍ أعْوامي ؟
كَمْ عَذّبَتْني غُرْبَتي بِجَفائِها
عَضَّتْ بِأنْيابِ الذِّئابِ عِظامي !
إنِّي شَرِبْتُ مِنَ الْمَنافي مُرَّها
يا بَدْرُ صُبِّ الفَجْرَ في أجْوامي
لَمْ أفْتَقِدْ ريشَ النّعام ِ وَإنّما
ضَوءَ الحَياةِ بِثَغْرِها البَسّام ِ
أَنْتَ الْمُشَتّتُ أَمْ أنا
أَمْ نَحْنُ يَجْمَعُنا الشّقاءُ بِظِلِّهِ الْمُتَرامي ؟
يا بَدْرُ إنّي قَدْ كَتَبْتُ وَصِيّتي
لَمْ يَبْقَ مِنْ عُمْري سِوى أيّام ِ
شُكْراً لِكُلِّ قَصيدَةٍ أهْدَيْتَني
لَوْلاكَ ما احْتَمَلَتْ رُؤايَ ظَلامي
حَلِّقْ لَكَ الآفاقُ مِلءَ بَهائِها
والْكَوْنُ يَعْزِفُ أَبْدَعَ الأنْغام ِ
يَتَلأْلأُ الإيقاعُ فَوْقَ سَمائِها
خَيْلُ الْقَصيدِ مُسَرّجٌ بِكَلامي
يا بَدْرُ حَلِّقْ في فَضاءِ بِلادِنا
في قامَةِ الأَجْرام ِ خَيْرُ مُقام ِ
علّقْ على غُصْنِ الْوَفاءِِ قِلادَةً
مِنْ قِيمَةِ الأوْطانِ كانَ مَقامي
إنَّ الْحَياةَ تَسِيرُ وَفْقَ مِزاجِها
لا يُوقِفُ الأنْهارَ صَخْرُ لِئام ِ
النّارُ في فَمِهِمْ وَحُلْمُكَ صادِقٌ
لا تَكْتَرِثْ يا نَهْرُ لِلنّمّام ِ
قُلْ لِلَّذي يَهْجو تَوَهُّجَ جَبْهَتي
إنَّ الثُّلوجَ تُداسُ بِالأقْدام ِ
يا ناظِمَ الْكَلِماتِ خَفِّفْ وَقْعَها
فَحُروفُها أمْضى مِنَ الصَّمْصَام ِ
إنْ كُنْتَ تَبْحَثُ عَنْ نَياشينِ الْعُلى
فَالْعِلْمُ وَالأخْلاقُ خَيْرُ وِسام ِ
إنَّ الْحَياةَ مَواقِفٌ وَبُطولَةٌ
ما قِيسَ عُمْرُ الْمَرْءِ بِالأرْقام ِ
لا يُحْرِزُ الأمْجادَ إلا فارِسٌ
لَبَّى النِّداءَ بِعَزْمِهِ الْمِقْدام ِ
فَاصْدَحْ بِشِعْرِكَ أنْتَ حُرٌّ في الْمَدى
يا صاحِبي لا تَخْشَ طَيْفَ نِظام ِ
حَرِّرْ مَجازَكَ مِنْ قُيودِ غُيومِهِ
أكْرِمْ عَلى الشُّعَراءِ بِالإلْهام ِ
وَاحْرِقْ وِثاقَكَ يا صَديقي وَانْطَلِقْ
لا تَرْتَدي الأقْمارُ أيَّ حِزام ِ
وَاحْمِلْ حَنينَ النّهْرِ نَحْوَ مَصَبِّهِ
وانْثُرْ رَحيقي في بِلادِ الشّام ِ
وَإذا دَعَتْكَ الرّيحُ نَحْوَ مُروجِنا
جُدْ بِالْمَحَبَّةِ سَيّدَ الإكْرام ِ
سَلِّمْ عَلى " حَقْلِ الرُّعاةِ " وَأهْلِهِ
وَاكْسِرْ رَغيفَ الْخُبْزِ مَعْ أعْمامي
هَلْ ذُقتَ فقّوسَ البِلادِ وَتينَها
وَرَأيْتَ نورَ الشَّمْسِ في الشّمام ِ ؟
عَرِّجْ على بَيْتي العَتيقِ وَبِئْرِهِ
فَهُناكَ بِالشِّعْرِ ابْتَدَأْتُ غَرامي
ما زالَ جُرْحُ الأَرْضِ يَنْزِفُ مِنْ دَمي
فَاضْغَطْ عَلَيْهِ بِقُوّةِ الإبْهام ِ!
إنِّي أرى ضَوْءاً يَشُقُّ سَبيلَهُ
أَمَلاً سَيَنْبُتُ مِنْ رُكام ِ حُطام ِ
اِمْسَحْ دُموعَ الْقُدْسِ في عَلْيائِها
بِشَذا النّدى بَلْسِمْ ثَراها الدّامي
وَأضِئْ بِسِحْرِكَ فوقَ هام ِ بلادِنا
قَبّلْ أيا بَدْرُ الْجَبينَ السّامي
01.05.2011
حقل الرعاة: يقع حقل الرعاة في مدينة بيت ساحور الفلسطينية (قرب القدس) حيث ولد الشاعر.
رابط للاستماع:
http://www.youtube.com/watch?v=7gGH80pMsRk&feature=mfu_in_order&list=UL
نداء غريب صبري
16-05-2012, 03:55 PM
هسهسات فجيعة
لكَ الخُلُودُ وحُبٌّ أنْتَ مَعْنَاهُ= يَا مَنْ يُؤَرْجِحُ فِي وَهْمٍ مُعَنّاهُ
لأَنْتَ لِي أَمَلٌ أَحْيَا بِجَذْوَتِهِ = وَأَنْتَ لِي قَدَرٌ وَالحَقُّ أَجْرَاهُ
كُنْتَ المَرَامَ وَكَانَ العَهْدُ أُغْنِيَةً= يَشْدُو بِأَحْرُفِهَا فِي الوَجْدِ مُضْنَاهُ
يَغْفُو عَلَى دَمْعَةِ الأَشْوَاقِ مُرْسَلَةً = لا طَيْفَ مِمَّنْ بِلُقْيَا الطَّيْفِ أَغْرَاهُ
أَشْوَاكَ غُرْبَتِهِ فِي الجَفْنِ مُغْمَدَة = هّمُّ السُّهَادِ بِعَيْنِ الليْلِ أَشْقَاهُ
تئنّ فِي وَلهِ المَسْلوبِ عَبْرتُهُ= وَلا يَبثُّ لِغَيرِ اللهِ شَكْوَاهُ
طَبعُ الوِدَادِ وَفاءٌ لا مِراءَ بِهِ= فَإنْ دَعَا العَاشِقَ المَعْشُوقُ لبّاهُ
أمِنْ وِدَادٍ وَكأسُ الحُبِّ مُتْرَعةٌ= وَمِن نَمِيرِ عُيُونِ الشَّهْدِ ريّاهُ؟
أَوْ مِنْ رَسُولٍ سَيَأتِينَا بِمَوْعِدِ مَنْ=نَمَارِقُ القَلْبِ قَدْ أضْحَيْنَ مَمْشَاهُ؟
أَم استَوَى فِي الهَوى حُرٌّ ومُمتَلَكٌ= فَلا تُفرّقُ عِندَ القَبْضِ يُمنَاهُ
يَا مَالِكَ القَلْبِ هَلْ تَدرِي الغَدَاةَ بِنَا= سَهمُ الهَوَى فِي فُؤَادِ الصَّبِّ أرْداهُ
فَمَن لِمَن هَسْهَسَاتُ الفِكْرِ تفجعُهُ= ومَن لِمَنْ في جَحيمِ الصَّبرِ سُكنَاهُ
نَسائِمُ الفَجرِ تَستَجدِي تَوَقُّدَهُ = وتَذرَعُ العُمرَ تَسْتجلِي خَبايَاهُ
فَيَنطَوي مُخفِياً بِالفَقْدِ حَسْرتَهُ = وَيَنْزَوِي رَاضِيًا مَا قَدَّرَ اللهُ
يَعفّ عَن كَفِّ إشفَاقٍ إذا ذَكَرَتْ = بَلوَاهُ، تَمتَدُّ بِالمَعرُوفِ يَأبَاهُ
لَم يَترُكِ الحِبُّ مِن دَربٍ لِعَودَتِنا = وَسَامُنا مِن هَجِيرِ النَّأيِ أَقْسَاهُ
فجُدْ بعدلِكَ ربَّ الكَونِ ضِيقَ بِنَا = مَولايَ، قَد جَفَّ نَهرٌ ضَلَّ مَجْراهُ
نُكابِدُ الغُربةَ اللهُمَّ فَاقْضِ لَنَا= فِي قَصْعةٍ كُلُّنا والكَوْنُ أفْواهُ
وَيسألُ الأهلُ: هل في الكونِ مِن وطنٍ =نأوي إليه ونحيا في زواياهُ؟
لا وَالذِي قَدْ بَرَى الأَكوَانَ مِنْ عَدَمٍ=مَا فِي مَدَى الكَونِ مِنْ مَأوىً لِمَنْ تَاهُوا
خَلفَ الحُدودَ تَهَاوَى مَن مَفَاتِحُهُم=فِي الصَّدرِ مُودَعَةٌ تَحكِي سَجَايَاهُ
يَسْعَى بِنَا قَدَرٌ مَاضٍ فَلا حَذَرٌ = والسَّهْمَ مُقتَدِرٌ فِي القَلبِ أرْسَاهُ
كَأنَّهُ والأمَانِي السُّودُ فِي كَفَنٍ = تَوافَقَا أوْ كَأنّ المَوْتَ أشْبَاهُ
فَالقَومُ ضَيَّعَهُمْ مَن كَانَ أوْضَعَهُمْ = والهَمَّ أرْضَعهُمْ جَهْلاً بِمَسْعَاهُ
وَطَرَّحَتهُمْ بَناتُ الدَّهرِ لاهِيَةً = فِي كُلِّ دَاهِيةٍ تحْدُوهمُ الآهُ
كَيمَا يُقِيمَ عَدوُّ اللهِ فِي رغدٍ = وَكَيْ يُلاقِي بِأرْضِ النُّورِ مَأوَاهُ
وَيَدَّعِي دَعةً وَالكَفُّ مُوغِلَةٌ= بِحُمْرةٍ مِن دَمٍ قَدْ لوَّثَتْ فَاهُ
سُحْقًا لِقَافِيةٍ تَأتِي بِزَوبَعَةٍ = وَالمَجْدُ يَلبَسُهَا والعِزُّ وَالجَاهُ
وَتَنتَهِي فِي هُدُوءٍ لا يُزَعْزِعُهُ= هَمٌّ تَجَرَّعَهُ مَن قَدْ بَكَينَاهُ
وَيْلاهُ مِمَا بِنا يَا صَاحِ وَيْلاهُ = أَنْصَفْتَ وَاللهِ ، خَيرُ القَولِ" رباه""
دَعْنَا فَلا أَمَلٌ نَحْيَا لَهُ، وَلَنَا = عَيْنُ الإِلهِ حَبِيبَ القَلْبِ تَرعَاهُ
نادية بوغرارة
16-05-2012, 09:21 PM
أشكر كل من أضاف للموضوع .
بارك الله فيكم .
فقط ملاحظة :
الصفحة مخصصة لموضوع النكبة تحديدا ، أما للقدس فلها صفحات أخرى ،
في انتظار مروركم بها ومشاركتكم فيها .
وهذا رابطها :
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=20371
:os:
ربيحة الرفاعي
17-05-2012, 01:54 AM
موضوع رائع وفكرة إبداعية ساحرة
لله أنت ما ما أجمل تفاعلك مع قضايا الأمة
أهلا بك ونير أفكارك
تحاياي
نادية بوغرارة
31-05-2012, 01:38 AM
في ذكرى النكبة
للشاعر الفلسطيني رمضان عمر
نابلس/ فلسطين
ذكـرى تمـرُ وألـفُ طيـفٍ يعبـرُ=
ومُدى الخنا في الظهـرِ دومـا تُكسَـرُ
وممالـكٌ تعلـو ، وأخـرى لـلـردي=
تهوي ، كما هـوت الريـاحُ وتصفـرُ
والعـرب خانعـةٌ تنـوء برزئـهـا=
شـم الجبـال الراسـيـات وتصـغـرُ
وجحافـل تتـرى أمــرُّ بذكـرهـا=
صرعى تخر وفـي الحـروب تقهقـر
مزق الجيوش تجمعـت فـي أرضنـا=
تجتـرُ مـن شـوك الخيانـة تعصـرُ
وتحيـلُ كـلَّ كريـمـةٍ معـطـاءةٍ=
بـيـداءَ مقـفـرةً وليـسـت تثـمـرُ
ضربت لها سوقا ، وقالت : حي .. هلا=
وغـدت تبيـع الشعـب ثـم تهـجـرُ
واستسلمت قبـل الوقيعـة ، وانحنـت=
بلبـاس خــزي لُفِـعـتْ ، تتـدثـرُ
يـا أمـة المليـار كيـف َتركتِـهـا=
هبـةَ السمـاءِ وقـد أتـتـكِ تبـشِّـرُ
ضيعتِهـا وسلوتِهـا ، وهـي الـتـي=
لـو عـدت الأقمـار فهـي الأنضـر
وتصاغـرت أحلامنـا عـن رايــة=
باسـم الإلـه تعـزُّ وهــي الأكـبـر
وتشعبـت أحزابنـا ، فـي غيـهـب=
في الغـرب ذابـت أو بشـرق تصهـرُ
ثـم انتكسنـا بعـدُ تلـك مصيـبـةٌ=
لـم نعتبـر ممـا مضـى يـا معشـرُ
قالـوا : انتكسنـا لا لضعـف إنـمـا=
لعدونـا الحدقـات وهــو الأمـهـر
ومعالـم الإسـراء تدحـض زعمنـا=
إذ كيـف ينصـرُ ربنـا مـن يكـفـرُ
لكـن تـسـاووا بالـرزايـا كلـهـم=
وامتـاز مـن بالعلـمِ كــان يفـكـرُ
وتعلـقـت أحلامـنـا بكـروشـنـا=
فاستسمنـت ورمـا وكـادت تفـجـرُ
اسعيـدُ مـاذا قـد دهـاك خدعتـنـا=
جوعـت اسمـاك البحـارِ فـخـدروا
سـارت بنـا غنـج القيـان تقودنـا=
وبـكـل خـصـرٍ ذابــلٍ تتعـهـرُ
فـإذا الهزيمـة بعـد عـرس فاضـحٍ=
تجتاحنـا مـن كـل صـوب تعـبـرُ
ثـم امتطـى ديـان صهـوة خيلـنـا=
متبجحـا فــوق القـبـابِ يزمـجـرُ
سألـوه كيـف الحـربُ آل مالـهـا=
فأجـاب : موعدنـا غـدا أو خيـبـر
ارض هـي الميعـاد تلـك حـدودنـا=
ومـن الكنانـة فـوق طـورٍ نـزمـر
واستكبـروا مستسخفيـن مصيـرنـا=
واستعبـدوا منـا الرجـال وهـجـروا
قـم سائـل التاريـخ واسبـر غـوره=
ينبيـك أن العـربَ كــادت تكـفـرُ
مـن بعـد نكبتهـم ،رأيـت فعالهـم=
سفها وطيشـا فـي الضـلال تجبـروا
وامتد تاريـخ الهزائـمِ ، كـي نـرى=
فـي كــل عِـقـدٍ أمــةٌ تتعـثـرُ
قومـيـة بعثـيـة نسـجـت لـنـا=
بيـت العنـاكـب فـهـو واه أحـقـرُ
مـا قادهـم ورعٌ لنصـرة دعــوةٍ=
شمـاءَ تعلـو فـوق شمـس تـزهـرُ
تركـوا العقيـدَة وانـزَوَوا بضلالهـم=
قتلوا الإمـام ، وفـي الأنـام تجبـروا
ثـم استشـاط السفـهُ فـي طغيانهـم=
وبمنطـق التلـمـودِ ثــمَّ تــأزروا
وعلـت هتـافـات تـنـز وقـاحـة=
أن العقيـدة فـي الـحـروب تـأخرُ
وبمنجـلٍ حلـقـت معـالـم قبـلـة=
ولقتلـه الأشـراف عــز النـاصـرُ
أنا قـد ألـوم حكومـة لـو قصـرت=
لكـن لـومـي للشـعـوب الأكـثـر
ستون عامـا فـي الضيـاع وغربـة=
حكـمَ المصيُـر بهـنَ وغـدُ فـاجـرُ
كنا ضيوفـا فـي بـلاد مـا رعـت=
فينـا الجـوار غـدت تجـز وتنـحـر
وحمـت حـدود عـدونـا بدمائـنـا=
وبكـت عليهـم حيـن عدنـا نـثـأر
وتعاهـدوا باسـم السماحـة ضـدنـا=
قلبـوا المجـن وكـلَّ حقـدٍ أظـهـروا
وتخندقـوا خلـف اليهـود يقـودهـم=
دجـال أمريـكـا الـدعـي الأعــور
بئس الحضـارة يـا قساوسـة الخنـا=
إن كـان هـذا الشئـم منكـم يـصـدر
إذ كيـف يعـطـي فـاقـد لمـزيـة=
خيـر المزايـا وهـو عنهـا الأقصـر
إنـا خبـرنـا ذل أمريـكـا وقــد=
حــان انتـقـام قــادم فـتـذكـروا
أمـا الرويبضـة اللئـام فقـلْ لهـم :=
صبرا فقد حان القصـاصُ ، فابشـروا
إنـا سئمنـا ذلكـم نـحـن الألــى=
كــلَّ الممـالـك عــزة نتـصـدر
فدعـوا المكـارم للـكـرام فأنـهـا=
حنـت إلـى تلـك الـكـرام مـأثـر
سنـدك امريكـا ونحـطـم رأسـهـا=
ونزيـل إسرائيـل ، نـحـن الأقــدر
ونعيـد للقـدس الجريحـة فجـرهـا=
والديـن فـي رومـا قريبـا يظـهـر
قالـوا السـلام طريقنـا إنــا لــه=
وبـه علـى كـل الخـلائـق نفـخـر
مـدوا يـد الإذعـان نحـو عدوهـم=
فـأذلـهـم مستـعـبـدا يستصغرُ
وأحـالَ عالمهـم مـواخـر خـسـة=
سقطـوا بحبـل شـراكـه وتـخـدروا
وتطبـعـوا بطبـاعـه فتـمـرغـت=
أخلاقهـم بالـعـار جبـنـا تقـطـر
لم يبقِ من أمصارهـم حتـى النـوى=
فغـدت ديارهـم لــه واستـأجـروا
باعوا لـه سُقـفَ المنـازلِ واشتـروا=
ذممــــا تخـون العهـد لا تتعـذر
هـذا هـو التاريـخُ بعـضُ فصولـهِ=
فتمعـنـوا بفصـولـه و تـدبــروا
هـذا هـو التاريـخ كيـف يخـونـهُ=
قـلـم آبــي أن مـحــوا أو زوروا
هـذا هـو التاريـخُ ينـدب حـظَّـهُ=
حيـن ازدراه الغافـلـون وقـصـروا
هـذا هـو التاريـخُ كيـف نـدعـهُ=
فيـه الجبابـرُ قــد تــذل وتقـهـرُ
فيـه المواعـظُ لـو أردت لزامـهـا=
لزمتـك حتـى العجـز منـك يغـيَّـرُ
أعطتـك فـي فـن الحيـاةِ مـهـارةً=
تنجـي إذا انكسـر الزمـانُ وتجـبـرُ
وهنـاك أعلمـتَ الحقيـقـةَ كلَّـهـا=
أن الشعـوبَ إذا استكـانـت تخـسـرُ
أن الشعـوب إذا تفـرعـن رأسـهـا=
قامـت لــه بالـسـف ، لا تتـأخـرُ
لا أن تـذل لـه الرقـاب وترتـجـي=
منـه الشفاعـة وهـو وغـدٌ يفـجـرُ
قـم سائـل التاريـخَ واقـرع بـابـهُ=
وانهـل مـن التاريـخ علمـاً يزخـرُ
يـا امـة المليـار هـل مـن وقفـة=
نجلـو بهـا ران القـلـوب ونعـمـرُ
ونعيـد سيرتنـا لسـالـف عهـدهـا=
وضــاءة الأردان عــزا تـزخـرُ
ونرص صفا اثر صف فـي الوغـى=
ونـروم نصـرا بالجـهـاد يــؤزر
هـلا استجبنـا للـذي عقـدت لــهُ=
كـل المفاخـر ، حيـن عـز الامــرُ
قـد قالهـا يومـا : بـان وصيـتـي=
هـدي السمـاء ومـا سـواه يـدمـرُ
إنـا لـهـا سنصونـهـا بكلومـنـا=
ونخـط بالسيـف السلـيـط ونحـفـرُ
وجماجـم عرفـت طرائـق ربـهـا=
رصفـت بعزتهـا الطريـق وسطـروا
قـد صاغهـا القـسـام أول عـهـده=
ومضت بهـا جنـد الحمـاس وطـورا
يـا أمـة المليـار هـل مـن وقفـةٍ=
ترنـو إلـى الأفـق البعيـد وتنـظـرُ
مـا ذاق "صهيـون" اللعيـن مـرارة=
حتـى أتتـه حمـاسُ أســدا تــزأرُ
فثـوى صريعـا ثـم ولـول هاربـاً=
بـجـدار خــوف لائــذا يتـسـورُ
فرمتـه بالقسـام يبـرق فـي السمـا=
فانـدس تحـت الأرض خزيـا يغمـرُ
فأتـتـه أنـفـاقٌ تـقـض منـامـه=
فمضـت ذيـول العـار مـنه تجرجـر
مـا كـان منهجـا حديثـا يفـتـرى=
كـلاـولـكـن نـاسـفـا يتـفـجـر
شيخ تخـر لـه الجبابـر مـا ونـى=
ما انفك يبنـي فـي الرجـال ويعمـرُ
حتى استووا زرعـا خصيبـا يانعـاً=
غـاظ الكوافـر فهـو غـض اخضـرُ
فرمـى بهـم يـوم الحصـاد جبـلـةً=
فاهتـز عـرش الكفـر ثــمَّ يتـبـرُ
ربـى شيـوخ المجـد تحمـل بعـده=
علـم العقيـدة فـي الوغـى لا تفـتـرُ
واختار مـن بيـن الأشـاوس فارسـا=
لكتائـب القـسـام ، نـعـمَ العسـكـرُ
فترجلـوا علـمـا ً يسـلـم رايــةً=
لخليـفـة يـمـضـي و لا يتـعـثـر
ويطأطـأ الـرأسُ اللعيـنُ مرغـمَّـاً=
ويموت مـن كمـدٍ" ربيـن " ويسجـرُ"
وتُدكُ فـي يافـا وفـي تـل الربـي=
ع مواكـر الإجــرام ثــم تـدمـرُ
ويزلـزل الأمـن المشـوبُ بخـسـةٍ=
ويعـز ديـن الحـقِ فهـو الأظـهـرُ
يـا أيهـا العمـلاق طبـت مجاهـدا=
أتعبـت بعـدك كـل قـومٍ قـصـروا
هـذا هـو الإسـلام هــذا فعـلـهُ=
إن عــدت الأفـعـال ، لا يتـغـيـرُ
هـذا هـو الإسـلام ، تلـك رجالـه=
فـي كـل عصـر بايعـوه تحـرروا
فاربـأ بنفسـك لــو أردت هـدايـةً=
أن تجعـل الشيطـانَ فـيـك يـؤثـر
أو تتبـعـنَّ سبـيـلـه ُ بـغـوايـةٍ=
أو داعيـا للـحـق يـومـا تـزجـرُ
فالله بـشـرنـا بـوعــد قـــادمٍ=
وهـو الـذي يرعـى الأنـام وينصـرُ
نادية بوغرارة
31-05-2012, 10:20 AM
نشيد اللاجئين
فى كل مكان
( 1 ) لم يبق شئ فى المدى
الشط فى صمت يراقب رقصة الموج البعيدة
يزجى نحيبَهْ
والشمس تزحف للأفقْ
مدفونةً وسط السحابات العجيبةْ
وبلا ألقْ
تبدو كأعجوبةْ
حتى طيور الماء غاصت حيث لايدرى احدْ
الشاطئ المسحور يرنو فى أسى
لم يبق شئ فى المدى
عشب شحيحْ
طيرٌ جريحْ
قلب يرفرف كالذبيحْ
لم يبق شئ فى المدى
همس الصدى
وصياح عصفورٍ يفزّعه السكونْ
وصفير أيامٍ قديمةْ
ينسلّ من خلل الصخورْ
غيظ وضيقْ
همٌّ لصيقْ
شجن يفورْ
جِيَفٌ تبعثرها الرياح مع الثرى .. تبكى تثورْ
وأنا ..
وحدي أنا ..
وفؤاديَ المكسورْ
( 2 ) قلبى وحيد
تتلهب الأوجاع فى جوفى
تصطك أسناني وأمضى فوق درب من جليدْ
قلبى يمزّقه اللهاثْ
كقطيطة عمياء تنضح بالحنينْ
لدثار صوفٍ مهملٍ فى الركنْ
وكرات قطنْ
وذيول اسماك صغارْ
ولسان نارْ
تصطك اسنانى وأمضى للبعيدْ
دمعى حنينْ
شوقى كسيرْ
قلبى وحيدْ
( 3 ) سقط الحصان
بلدى بعيدْ
ويلا أمانْ
وقف الحصانْ
متجمدا فوق الحصى
عيناه نارْ
لو كنت أدرى ما بدأتْ
لكن جهِلتُ وما فهِمتُ وما عََرَفتْ
آهٍ بلادى فى النهايات البخيلةْ
امى العجوزْ
وأبى الحزينْ
أختى الجميلةْ
وأخى الصغيرْ
ذكرى تعربد فى دمى
ثأرٌ يحرّق أعظمى
امى .. أبى .. عمى .. اخى .. جارى .. صديقى .. اخوتى , ومعلمى
وقف الحصان
وتحطمت عجلات مركبة الزمانْ
آه ودرب الحزن ممتدٌ مديدْ
بلدى هوانْ
عمرى سرابْ
أملى بعيدْ
وقف الحصان
ومضى يحدّق ذاهلا
أنا لست املك يا حصان سوى خطاك التاعسة
أنا يائسةْ
فاهتز مرتجف الخطى
فوق الطريق المعتمِ
وشكا الى بعبرةٍ وتحمحمِ
لو كان يدرى ما المحاورة اشتكى
ولكان لو علم الكلام مكلّمى
سقط الحصان
واهتز فى الم وماتْ
وانحط قلبى فى حفيرٍ مظلمِ
وتبددت بين الدموعِ ذبالةٌ
شهقت لذكرى ثغرك المتبسمِ
وترابك الثرّ اللذيذ المنعمِ
ياموطنى
امى .. أبى .. عمى .. اخى .. جارى .. صديقى .. اخوتى , ومعلمى
ياضجةَ الأشواق تسبح فى دمى
يالوعتى.. ياشقوتى .. يافرحتى .. يادمعتى وتبسمى
ياسُورةَ القرآنِ ياصوتَ الآذانِ وياضياء الأنجمِ
يادوحة كم كنت ألعب حولها
يازهرة بصّرت من اوراقها
يا قطة كم قد عبثت بفروها
يا أنّتى .. يا غنوتى .. وكرامتى ومبادئئ وحضارتى
ياموطنى
ياموطنى
ياموطنى
( 4 ) رحّـــال
من يقتنى للآجئين وطنْ ؟
من يزرع الأشجار فى ملح القفارِ , ويمنح الشمس الثمنْ ؟
من يستجيب لصيحة العصفور فى وجه المِحَنْ ؟
من يخبر الأسماك أن البحر لايعنيه اسماك تموتْ ؟
من يخبر الصياد أن البحر لا يعنيه صياد ينام بلا عشاءْ ؟
من يخبر الدنيا بأهوال الحَزَنْ ؟
فى قلب رحالٍ يسافرُ فى الدروبِ بلا هدفْ
وبلا أملْ
وبلا وطنْ ؟
( 5 ) لاشئ غير صدى الخطى
لو كنت أملك ضحكةً
لبعثت ليلى ضاحكا مسرورْ
لو كان عندى طاقة من نورْ
لفتحتها ليغرّد العصفورْ
لو كان عندى شمعة لظللت أرقص بين جدران الأملْ
حول الضياء فراشةً تُزجى القبلْ
لو كنت أملك نجمة أو نجمتينْ
ماكنت اذكر خطوة الليل الكئيبة وهى تزحف فى سكونْ
والعمر مثل الفرح مثل الحب مثل الحلم يمسى بين بينْ
الضوْء ماتْ
بلدى بعيدٌ غائمٌ فى لُجة الأمواتْ
المرج قد فقد الرحيقْ
الحلم قد فقد إرتعاشات البريقْ
القلب قد فقد الأحبة والصديقْ
لم يبق شئ فى المدى
لاشئ غير صدى الخطى
فوق الطريقْ
( 6 )
آهٍ أموتْ
شبحٌ أنا بين المدائن والخلائق والصحارى والشوارع والبيوتْ
لم يبق شئ فى المدى
لم يبق غير صدى الخطى
آهٍ أموتْ
آهٍ
أموتْ
آ
هٍ
أمو
تْ
نادية بوغرارة
31-05-2012, 09:28 PM
درب الأحزان
يا نازِحونَ صُـروفُ الدهرِ تَصْحَبُكمْ=أنّـى حَلَلْتم فَلا مَنجى مِنَ الخُـطُـبِ
عَكّا ويافـا دُمـوعٌ فـي محاجِرِكُـمْ=والدارُ والحقلُ والزيتونُ في الرُّطُبِ
وفي مسـامِعِكُـمْ أصْـداءُ مَأذَنَــةٍ=الليـلُ أسْـكتـهـا والفجْـرُ لَمْ يـؤبِ
ناءتْ ظهورُكُمُ مِن حَمْلِ خَيْمَـتِـكُـمْ=ومسـجدٍ بِنِطـاقِ الحُـزْنِ مُعْـتَصِـبِ
الغَـدْرُ شَـرَّدَكُمْ والغدرُ يَتْبَـعُـكُـمْ=والغـدرُ مَوعِـدُكُـمْ في كـلّ مُغْتَـرَبِ
و"دَيْرُ ياسـينَ" لِلأجيـالِ شـاهِـدة =ٌما مَيَّـزوا بيْـنَ شَـيخٍ طاعِنٍ وَصَبـي
فَما نَقولُ بِـ "إيـلـولٍ" وقد ذُبِحِـتْ=فيـهِ المروءاتُ رغمَ الدّيـنِ والنّسَـبِ
و"تلّـةِ الزعتَـرِ" الحمراءِ إذ فَتَحَـتْ=بأرضِ لُبْـنـانَ بـابَ الفَتْـكِ والسَّـلَبِ
"حصـارُ بيروتَ" لا ننْسـى فظائِعَـهُ=ولا الشُّـهودَ مِـنَ الأعْـوانِ والنّخَـبِ
ويومُ "صبْـرا وشـاتيلا" يُذَكِّـرنـا=بيومِ فـاضَ دَمُ الأقْصـى إلى الرُّكِـبِ
"حربُ الخيامِ"..وَما انفَضّـتْ مَآتِمُنـا=تُـراكِـمُ الجـرحَ فوقَ الجرحِ والنّـدَبِ
زَفّـوا المذابحَ أعْـراسـاً لِمُغْتَصِـبٍ=والمهْـرُ أرضٌ تُعانـي عُهْـرَ مُغْتَصِبِ
والقتلُ مِنْ قُبُـلٍ والقتـلُ مـن دُبـرٍ=لا فَـرْقَ بيـنَ ذوي القُـربى ومُعْـتَقِبِ
وكمْ شَـريدٍ رَحـى المأسـاةِ موطِنُهُ=وأهْــلُـهُ مِـزَقٌ أو ذِلَّـةٌ وَسَــبـي
ذاقَ القيـودَ بأرضِ العُـرْبِ قاطِبَـةً=وذنبُـهُ أنّـهُ فـي الأهْل كالغُـرُب
والمسْـلمـونَ غَـدَوا مليارِ مُضطَهَدٍ=في قبْضَـةِ الظلْـمِ والتّزييفِ والخَلَـبِ
فَمَزِّقِ الإِثْـمَ في الرايـاتِ خافِـقَـةً=بألْـفِ لَـونٍ مِـنَ التدجيـلِ مُجْتَـلَـبِ
وفي الخيانـاتِ إذ يَأتـي بَوائِقَـهـا=أهـلُ الكَبـائـرِعَمْـداً غيْـرَ مُحْتَجِـبِ
وأَسْمِعِ الخائـنَ الغـدّارَ ما هَـدَرَتْ=بِـهِ الحناجِـرُ والأحجـارُ في الكُـثُـبِ
"اللهُ أكـبـرُ".. والإخلاصُ رائِـدُنـا=مَـنْ كـانَ مُعتصِـمـاً بِاللهِ لَـمْ يَخِـب
درب الجهاد
يا مَنْ تَكَـرَّمْـتَ بِالإسْـراءِ مُعجِزةً=وأهـلُ مَكّـةَ أسْــرى الشـكِّ والعَجَبِ
فضلٌ مِـنَ اللهِ فَالأمْـلاكُ سـاجِـدَةٌ=وصَـفْوةُ الخلقِ صَـفٌّ خلـفَ خيْرِ نَبي
فضلٌ أتى خاتمَ الرُّسْـل الكِرامِ علـى=ظهـرِ البُراقِ وتحتَ العَـرْشِ لَمْ يُـرِب
فضلٌ تَوارَثَـهُ الأخْيـارُ مُنْـتَـقِـلا=يُوِحّــدُ اللهَ فـي الأكْـوانِ والكُـتُـبِ
والعهـدُ في ليلـةِ المعراجِ يغمُرُنـا=مِـنْ سِـدرةِ المنتهـى باِلفضلِ فَاكْتَسِبِ
ورَدِّدِ العَـهْـدَ فَالأقْصـى يُخَـلِّـدُهُ=وصـوتُ أحمَـدَ في المحرابِ والقُبَـبِ
وارفـعْ نِـداءَكَ في أرضٍ مُكَـرَّمَـةٍ=بكـلّ وَحـيٍ مِـنَ العَلْيـاءِ مُكْتَـتَـبِ
أرضٌ تبارَكَ مَنْ في الذكْـرِ بارَكَهـا=واللهُ يَحْـرُسُـها مِـنْ أقْـدَمِ الحِقَـبِ
لمْ ينقُـضِ العهـدَ فيها أيُّ مُرتَكِـسٍ=إلاّ وذاقَ وَبـالَ الإثْـمِ مِـن كَــثَـبِ
دارَ الزمانُ وعادوا حسْـبَ مَوْعِدِهِـمْ=إلـى هَـلاكٍ –وَأَيْـمِ اللهِ- مُقْــتَـرِبِ
هَبَّـتْ فِلَسْـطينُ بالتكبـيـرِ ثائِـرَةً=وهَبَّ ألفُ "صَلاحٍ" مِن ثَرى التُّـرَبِ
وَرَدَّدَتْ صَـوْتَ تاريـخٍ يُسـائِلُـنـا=عَـنِ المَمـالِكِ والتيجـانِ والصُّـلُـبِ
كمْ قـامَ للباطِـلِ المَغـرورِ مِنْ دُوَلٍ=تَبَـدَّدَت كـفُـقـاعاتٍ مِـنَ الحَـبَـبِ
سَرى النداءُ إلى التحريـرِ فاشْـتَعَلَتْ=حِجـارَةُ الأرضِ.. كلِّ الأرضِ بِالغَضَـبِ
فَكُـلّ طـفـلٍ وَليـدٍ ثائِـرٌ بَـطَـلٌ=يَـرمي الغُـزاةَ بِسـجّيلٍ مِنَ الحَصَـبِ
وإذْ بِغَـزَّةَ إِعْـصـارٌ وَ زَلْـزَلَـةٌ=وإذ بنـابُـلْسَ بُركـانٌ مِـنَ اللَّـهَـبِ
وإذ بأضـلعِ أهْـلِ القُدسِ صـامِدَةٌ=حَـولَ المساجِـدِ سَـدّاً غيْرَ مُنْثَـقِـبِ
وإذ بحيفا كَـ " أمِّ النّورِ" أو صَفَدٍ=بالكبـريـاءِ تَحَـدَّتْ كُـلَّ مُـرْتَـهَـبِ
فَفي السّـواحِلِ أغْـلالٌ مُحَـطَّـمَـةٌ=وفي الجليـلِ وفي الوادي وفي النَّقَـبِ
حقُّ الحياةِ إِبـاءُ النّفسِ في شَـمَـمٍ=والنفسُ تعظمُ ما اسْـتَعْلَتْ على الرَّغَبِ
والموتُ – رغمَ غرورِ العبدِ في نِعَمٍ-=لِلعيْـنِ أدنـى مِـنَ الأجفـانِ والهـُدُبِ
والذلّ يظهـرُ في الهاماتِ ما خَنَعَـتْ=فَابْيَـضّ فيها صَغارُ العيشِ في النَّصَـبِ
وأينَ هُـمْ مِنْ شَـهيـدٍ خالِـدٍ أبَـداً=واللهُ يَـرْزُقُـهُ مِـنْ كُـلِّ مُـرْتَـغَـبِ
و"اللهْ أكبـرُ" في أرضـي تُـرَدِّدُهـا=روحُ الشّـهيدِ مَعَ الأحْجارِ في الهِضَـبِ
وما رويـتُ ولكنَّ الشّـهيـدّ رَوى=مَـلاحِـمَ الحـقِّ أنْـواراً لِكُـلِّ أَبـي
فَـفي فِلَسْـطيـنَ أحْـرارٌ عَمالِقَـةٌ=في ظُلمـةِ اليأسِ والتّيْئيـسِ كَالشُّـهُبِ
وفي فلسـطيـنَ جَنّـاتٌ مُفَـتَّـحَةٌ=لِبـاذِلٍ نفسَـهُ فـي اللهِ مُحْـتَـسِـبِ
وفي فلسـطينَ إسْـلامٌ يهيـبُ بِنـا=ذاكَ الطّـريقُ إلى التّحريـرِ فَاسْـتَجِبِ
نادية بوغرارة
31-05-2012, 09:39 PM
الخماسين
قل للذي يشتاق نور الشمس ..... ما طعم الغروب ؟
وأسأله ما لون الندى في الفجر ... ما شكل الهبوب ؟
واحضنه ... علّ الدفء يرسمه نسيجاً من رمال البيد ...
أو ثلجا يذوب .
رمل ربيعي ... والشتا رملٌ .. وصيفي .. أغنيات للهروب .
أوّاه كم أشقى .. وتكتبني الحياة حكاية ...
ضجت فواصلها .. وهَمَّشها العتب .
والشمس تكتبني هباءاً ...
كيف لا يحلو لعيني ... غير أغنية الغضب ؟
سافر ولا ترجع على عجل أيا فصل الخطب .
لم يبكني إلاك يا جمري ... فزغرد للّهب .
واصعد إلى شفقي !!
فإما يحتويك الجرح في نزفي ...
وأما أن تذوب .
لهفي علي ...
بدايتي ونهايتي شفق ونزف
هاك جمري .. ما انطفى ..
هل ترتوي منه الكروب ؟
صفق لعين شاقها إنسانها .
وافرح لفجر لاذ في حضن الغروب .
لا تَحكِني !!؟
صمت أنا ..
والصمت منفاة الشغب .
والريح تسكنني ... لترثيني بملهاة العجب .
خمسون يا وجعي ونيِّف ...
قل .. أيكفيني الغضب؟!
وحرير أمنيتي يسد منافذ الآلام والريح الغضوب
خمسون يا وجعي ونيِّف ..
قل .. أتنساني الدروب ؟
وربيع أغنيتي يصور خطوتي في الرمل صمتاً مرتقب .
خمسون يا جزعي .. ونيِّف .
قل .. أيقتلني الصخب ؟
وشروق أمنيتي ينادي :
أين من كانوا عرب ؟
خمسون يا شجني ونيِّف ..
عاش موتي مرتقب .
وعيون عمري ترتجيني ..
بين من كانوا ... ومن صاروا كياناً يحتسب
جمع حروفي أيها التاريخ ... تكفيك الثقوب .
فتشت في كل الملاحم عن حروفي ..
ها هنا كانوا ..
هنا مروا
هنا زحفوا ..
هنا قرّوا ..
هنا جمعوا ..
هنا جروا ..
هنا شدّوا ..
هنا كروا ..
هنا حطوا على جرحي .. بملح زمانهم حتى يذوب .
**
رعد الزمان حكايتي ثم ارتعب
حيفا حروف من غضب ..
عكا بروج من تعب .
يافا قصور من عتب .
والأمنيات بها تلوب .
يا أيها الملاح عد بي ... شاقني طين الدروب
وتباعدت عني حلب .
رسم الزمان حدود أمنيتي سياجاً من حطب .
وجعي محيط من خطب .
والمجد أغنية تصفق في شرايين النسب
والسيف لعلع في دمي ..
و "الـ ليتَ" تحتل القلوب .
يا أيها الساعي إلى فجر الحياة تهزه بالأمنيات
ترشها فوق الدروب ..
لا تبكني ... إلا إذا الفيتني ..
أمنية تلقى هناك ... ولا تؤوب .
وجعي جفاني ..
ملني حتى النضوب .
وكبى حصاني من جموحي في خيالٍ من شهب
والمجد أسفارٌ طواها العمر في موت الكتب .
يا أيها التاريخ إن لم تحمني من وهم ذاتي .. فالتذب .
خمسون يا زمني ونيِّف من نضوب وشحوب .
لا ألتقي دمعي وقد أودعته الدهر الغضوب .
لا ألتقي جرحي وقد أسلمته ذاتي ..
وذاتي استوطنت فجر الهروب .
والصبر مددني على أبواب ذاتي .. وانسحب
خمسون يا موتي ونيِّف ..
منذ أن سكت الغضب .
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir