احمد حمود الغنام
18-05-2011, 02:27 PM
يقول سيد قطب رحمه الله : " العبيد وحدهم هم من يرفضون التحرر "فما أن يطرده سيده حتى تراه يبحث عن سيد غيره !! لأنه من تربى على شيء صعب عليه تركه ! ولنا في تراثنا من الأمثلة شواهد لاتحصى ، ولكن هل هذا قدر علينا محتوم ، نقرّ به ونطبقه في واقعنا ويأسرنا ولا نستطيع الفكاك منه ؟! لا طبعا ولسبب بسيط أن الحرّ يملك الإرادة في التغيير نحو الأصلح ..
ويدور الكاتب الدكتور حاكم المطيري في كتابه (تحرير الإنسان وتجريد الطغيان) حول هذا المعنى من خلال إطلالته على رأي أحد المفكرين الفرنسيين ، مع وجود نماذج عندنا تؤيد فكرته هذه للأسف فنراه ينتقل بنا إلى معان هي واضحة لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد فيقول تحت
عنوان
"خطورة العبودية على المجتمعات الإنسانية"
لقد عانت كل المجتمعات الإنسانية من ظاهرة العبودية للأنظمة الطاغوتية على اختلاف صورها وأشكالها كما عبر عن ذلك المفكر الفرنسي لوبواسييه في كتابه (العبودية المختارة) بقوله (هناك ثلاثة أصناف من الطغاة : من يمتلك الحكم عن طريق انتخاب الشعب ليستبدوا به بعد ذلك أو من يملك بقوة السلاح, أو بالوراثة المحصورة في سلالتهم, وهؤلاء عادة ولدوا وأرضعوا على صدر الطغيان, وينظرون للشعوب الخاضعة لهم نظرتهم إلى تركة من العبيد, ويتصرفون في شئون المملكة كما يتصرفون في ميراثهم).
لقد حدث للمسلمين ما حدث للفرس والروم من قبل, حتى صار الظلم والاستبداد أمرا طبيعيا , بل يتلذذ به المظلومون الذين انتكست فطرتهم, ليدافعوا عنه, وليرفضوا كل دعوة لتحريرهم كم قال تعالى في قصة فرعون وموسى ((وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض... الآية)).
لقد كانت دعوة موسى حركة سياسية دينية لتحرير الإنسان ورفض الطغيان, فانتهت بـ(الحرية) لبني إسرائيل المستضعفين و(الطوفان) لفرعون وملئه المستكبرين.
ولعل أشد آثار العبودية وفقد الحرية خطرا على الطبيعية الإنسانية انعدام المروءة والشهامة, واستمراء الذل حرصا على الحياة وخوفا من الموت.
وفي مقابل ذلك وليعوض الطغاة عبيدهم عن الحرية الحقيقية التي استلبوها,فتحوا أمامهم الباب لحرية زائفة ليلهوا شعوبهم بها, ليعيشوا وهم الحرية وحرية الوهم (ويتجلى هذا بفتح الخمارات ودور الألعاب الجماهيرية فانصرف هؤلاء البؤساء إلى التفنن في اختراع الألعاب من كل لون وصنف).
وما ذكره هذا المفكر الفرنسي قبل أربعة قرون عن الطغاة يكاد يكون وصفا دقيقا لأوضاع أغلب المجتمعات العربية اليوم ليصدق فيها حديث (لتتبعن سنن من كان قبلكم فارس والروم).
ولهذا حذر القرآن من الطغيان والركون إلى الطغاة كما قال تعالى ((ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير. ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)) وجاءت الدعوة إلى اعتزال الظالمين في الحديث (فلا يكن لهم شرطيا ولا عريفا ولا جابيا ولا خازنا).
ويدور الكاتب الدكتور حاكم المطيري في كتابه (تحرير الإنسان وتجريد الطغيان) حول هذا المعنى من خلال إطلالته على رأي أحد المفكرين الفرنسيين ، مع وجود نماذج عندنا تؤيد فكرته هذه للأسف فنراه ينتقل بنا إلى معان هي واضحة لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد فيقول تحت
عنوان
"خطورة العبودية على المجتمعات الإنسانية"
لقد عانت كل المجتمعات الإنسانية من ظاهرة العبودية للأنظمة الطاغوتية على اختلاف صورها وأشكالها كما عبر عن ذلك المفكر الفرنسي لوبواسييه في كتابه (العبودية المختارة) بقوله (هناك ثلاثة أصناف من الطغاة : من يمتلك الحكم عن طريق انتخاب الشعب ليستبدوا به بعد ذلك أو من يملك بقوة السلاح, أو بالوراثة المحصورة في سلالتهم, وهؤلاء عادة ولدوا وأرضعوا على صدر الطغيان, وينظرون للشعوب الخاضعة لهم نظرتهم إلى تركة من العبيد, ويتصرفون في شئون المملكة كما يتصرفون في ميراثهم).
لقد حدث للمسلمين ما حدث للفرس والروم من قبل, حتى صار الظلم والاستبداد أمرا طبيعيا , بل يتلذذ به المظلومون الذين انتكست فطرتهم, ليدافعوا عنه, وليرفضوا كل دعوة لتحريرهم كم قال تعالى في قصة فرعون وموسى ((وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض... الآية)).
لقد كانت دعوة موسى حركة سياسية دينية لتحرير الإنسان ورفض الطغيان, فانتهت بـ(الحرية) لبني إسرائيل المستضعفين و(الطوفان) لفرعون وملئه المستكبرين.
ولعل أشد آثار العبودية وفقد الحرية خطرا على الطبيعية الإنسانية انعدام المروءة والشهامة, واستمراء الذل حرصا على الحياة وخوفا من الموت.
وفي مقابل ذلك وليعوض الطغاة عبيدهم عن الحرية الحقيقية التي استلبوها,فتحوا أمامهم الباب لحرية زائفة ليلهوا شعوبهم بها, ليعيشوا وهم الحرية وحرية الوهم (ويتجلى هذا بفتح الخمارات ودور الألعاب الجماهيرية فانصرف هؤلاء البؤساء إلى التفنن في اختراع الألعاب من كل لون وصنف).
وما ذكره هذا المفكر الفرنسي قبل أربعة قرون عن الطغاة يكاد يكون وصفا دقيقا لأوضاع أغلب المجتمعات العربية اليوم ليصدق فيها حديث (لتتبعن سنن من كان قبلكم فارس والروم).
ولهذا حذر القرآن من الطغيان والركون إلى الطغاة كما قال تعالى ((ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير. ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)) وجاءت الدعوة إلى اعتزال الظالمين في الحديث (فلا يكن لهم شرطيا ولا عريفا ولا جابيا ولا خازنا).