المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحِبُّكِ!



مبارك الهاجري
19-05-2011, 11:24 PM
أُحبُّكِ، ولستُ أعلم إلى أيِّ مدى يتسع ذلك الحب؛ لكنني أجزمُ لك وأقسم بأنَّه بعيدٌ بعيد، وأنَّه يبلغ ألا يفضي به إلا لسان الضد من الاعتراف بذلك، وأنَّه إن ضاق عن كمونه وترقق جرى هزلاً على غيرِ الطبيعةِ التي تخشينها فيَّ حباً!
أحبكِ، وتبحثين عنها بين شفتيَّ في قواميسك التي ما كانت دقيقةً في إيراد ما يثبت ذلك من قول على فعل، فعدتِ تبحثين عن اليقين بشكك الغريزي، وما وجدتِ إلا لغتي على كُلِّ صفحة، بيد أنَّك لا يحيد نهمكِ عنها لا يحيد!
أحبُّكِ، وتعلمين أني مذ تملَّكتِني لا أرى لها وقعاً ولا وضعاً يفوق أني أتنفَّسُ معناها فيك، ولا زلتُ أراها كلفظةٍ ـــ تهجريني فيها أحياناً ـــ تقصر عن أن تشير إلى ما لا نهايةَ له من شعوري، وتضيق عن إطباق الروح التي تنبثق من شفتيَّ على عطفيها؛ ولكنَّك ـــ وفي هذه فقط ـــ ماديَّةٌ لا تشغلك المعنويات في النظرِ إلى ما وراء المحسوسات بقليل، ولا يستقرُّ في نفسك حينها ما كان راكداً في أعماق أعماقك بالأمس!
أحبُّكِ، وما كان دافع ذلك الحب أن أحببتني، لا وما كان ذلك المطرُ من العاطفةِ ليهطلَ تبعاً لطبيعةِ مشاعركِ نحوي، أبداً بل هو الطبيعةُ التي كنتُ أنتظرُ ـــ حدَّ الموت ـــ أن أحيا فيها، وأن أتجسَّدَ من خلالها، وأن أتخلَّقَّ بخلاقها الذي لا علَّة فيه، فكنتِ أنتِ مادة ذلك كُلِّه، وما ينبغي لي ـــ فديتُكِ ــ أن أفسِّرَ ما لا تفسير له، أو أن أخوضَ في ما لا يبلغ إليه علمٌ ولا منطقٌ حتى أضيء لكِ الجانب الذي اعتقدتِ أنَّه مظلمٌ، وما هو والله بذاك!
إنَّه الحبُّ وكفى. أجل يا غالية، هو ذاك الشيءُ الذي وضع على كُلِّ معنى من معاني الحياةِ قيمةً تتحرَّكُ به نحو الفضيلة، ودرجةً في سُلَّمِ الأفهام ترقى بها عن كُلِّ رذيلة، وأنشأ حياةً أخرى في القلوب ماؤها ذِكْرٌ ولقاءٌ فَوَفاء!
أحبُّكِ، وأخشى من طبيعةِ الأنثى فيكِ ألا تفهمي ذلك إلا بعد فوات الأوان!
ذلك الأوان الذي لا جسد لي فيه ولا روح!
وأحبُّكِ!

وطن النمراوي
21-05-2011, 08:50 PM
رسالة توضيح و إزالة ما قد يلتبس على الحبيبة من فهم بسبب بعض الغيرة / الغريزة...
فجاءت محملة بالصدق و عذب الكلام و حسن الصياغة و التمكن اللغوي.
تحمَّل أستاذي الفاضل مبارك و أكثِر لها من رسائل التوضيح https://www.rabitat-alwaha.net/images/icons/icon6.gif
فأنت سترتاح بالتالي و هي ستفهم الحال و نحن سنسعد بكلمات لطيفة رقيقة تعكس صدق الأديب و رقة روحه و حرفه معها
لك و لحرفك الجميل تحياتي

صفاء الزرقان
21-05-2011, 09:09 PM
انه سؤال غريزيٌ في الانثى تبقى دوما تسأل عن مكانتها عند الرجل وهل ما زال يحبها ام لا
انها لا تطرح هذا السؤال عن جهل بحب الرجل لها ولكن ليطمئن قلبها
انها تخاف من ان يخفت بريق حبه لها فتبقى حائرة خائفة ولكن العبقري اذا طمئنها وازال ذلك الخوف
تسربت الى روحها طمأنينة وسعادة
من اعظم القصص على ذلك التساؤل المؤرق سؤال السيدة عائشة رضي الله عنها للرسول عن مقدار حبه لها
فشبه حبه لها كالعقدة في الحبل فكانت دوما تسأله عن حال العقدة .استخدمت رضي الله عنها اسلوبا رائعا غاية في الرقي للسؤال عن حبه لها.
فاذا كان هذا حال اعظم الخلق وزوجاته فكيف بنا نحن؟

رائع نصك
دمت بخير

مبارك الهاجري
26-05-2011, 03:44 PM
رسالة توضيح و إزالة ما قد يلتبس على الحبيبة من فهم بسبب بعض الغيرة / الغريزة...
فجاءت محملة بالصدق و عذب الكلام و حسن الصياغة و التمكن اللغوي.
تحمَّل أستاذي الفاضل مبارك و أكثِر لها من رسائل التوضيح
فأنت سترتاح بالتالي و هي ستفهم الحال و نحن سنسعد بكلمات لطيفة رقيقة تعكس صدق الأديب و رقة روحه و حرفه معها
لك و لحرفك الجميل تحياتي

سأفعلُ بإذن المولى يا وطن!
كوني بخير!

مبارك الهاجري
30-05-2011, 04:01 PM
انه سؤال غريزيٌ في الانثى تبقى دوما تسأل عن مكانتها عند الرجل وهل ما زال يحبها ام لا
انها لا تطرح هذا السؤال عن جهل بحب الرجل لها ولكن ليطمئن قلبها
انها تخاف من ان يخفت بريق حبه لها فتبقى حائرة خائفة ولكن العبقري اذا طمئنها وازال ذلك الخوف
تسربت الى روحها طمأنينة وسعادة
من اعظم القصص على ذلك التساؤل المؤرق سؤال السيدة عائشة رضي الله عنها للرسول عن مقدار حبه لها
فشبه حبه لها كالعقدة في الحبل فكانت دوما تسأله عن حال العقدة .استخدمت رضي الله عنها اسلوبا رائعا غاية في الرقي للسؤال عن حبه لها.
فاذا كان هذا حال اعظم الخلق وزوجاته فكيف بنا نحن؟

رائع نصك
دمت بخير

هي غريزة الشك على كل حال يا صفاء!
أشكرُ لكِ هذا الحضور الألق!

د. سمير العمري
27-04-2013, 07:16 PM
نص مميز بلغته وأسلوبه وحسن أدائه ، وشفيف بمشاعره رقيق بإحساسه.

لا فض فوك أيها الأديب المبدع!

تقديري

نداء غريب صبري
16-05-2013, 11:06 PM
نثر جميل لا يكتبه غير صاحب قلم محترف
أنت رائع أخي

شكرا لك

بوركت

زهراء المقدسية
17-05-2013, 07:44 PM
ربما أيقنت أن قلب الرجل كبير ويتسع لنساء الكون
فألحت في سؤالها عن حبه لها
وأكثرت من شكها الغريزي كما وصفته

نص رائع مميز بطريقة عرضه ولغته ومباشرته

تحية للشاعر الكبير

ربيحة الرفاعي
05-06-2013, 02:09 PM
حرف منمّق باح بروعة الأسلوب وبراعة التعبير عن شفيف الحس يجيب سؤال العاشقة الأزلي في بحثها عن الاطمئنان

ماتع بوحك أديبنا

دمت بألق

تحاياي

نهلة عبد العزيز
05-06-2013, 05:38 PM
ليت الزمن يوقف عجلاته

ولو لساعات قليله

لأبقى جالسه هنا

وأتأمل صفحات تنقش عليها كلمات

بقلم مبارك الهاجري

حقا انا من استمتع بقلمك

لك التحايا والتقدير سيدي الفاضل

فاتن دراوشة
05-06-2013, 07:25 PM
ما أروعه من بوح طرّزته ببهيّ الصّور والتّراكيب

لغة ثريّة عميقة المعنى بهيّة السّبك

دام ألق حرفك مبدعنا

مودّتي

مبارك الهاجري
08-06-2013, 12:48 AM
شكراً أخي الدكتور سمير لحضورك العاطر.
مودتي وامتناني.

مبارك الهاجري
08-06-2013, 12:49 AM
نثر جميل لا يكتبه غير صاحب قلم محترف
أنت رائع أخي

شكرا لك

بوركت

وبك بارك الله أختي نداء.
شكراً لمرورك العذب.

مبارك الهاجري
08-06-2013, 12:51 AM
تحية لك أجمل أختي زهراء.

مبارك الهاجري
08-06-2013, 12:53 AM
تسعدني دائماً صباحاتكُ في صفحاتي أستاذة ربيحة.
من القلب شكراً!

مبارك الهاجري
08-06-2013, 12:54 AM
بل أنا من يستمتع بهذا الأثير معكم أختي نهلة.
حفظكِ الله.

مبارك الهاجري
08-06-2013, 12:57 AM
دام حضوركِ البهي أيتها الفاضلة فاتن.