المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ندوة اليوم السابع في القدس



رفعت زيتون
24-05-2011, 08:56 AM
نبذة عن ندوة اليوم السابع في المسرح الوطني ( الحكواتي ) في القدس:
اجتماع اسبوعي يعقد منذ اذار 1991 حيث تنادى عشرات الكتاب والمثقفين المقدسيين لعقد ندوة ثقافية دورية اسبوعية
في المسرح الوطني الفلسطيني – الحكواتي سابقا – في القدس الشريف، يتحاورون ويتبادلون في الشأن الثقافي المحلي والعربي والعالمي.
واستقر رأيهم ان يناقشوا كتابا يختارونه، ويحددون موعدا لمناقشته، وتعطى الأولوية في الحديث لمن كتب عن الكتاب،
ثم يجري نقاش عام يشارك فيه من يريد من الحضور، واشتراط الكتابة هنا من اجل تشجيع الحركة النقدية ومحاولة تفعيلها،
ومن اجل النشر والتوثيق في الصحافة المحلية والعربية والألكترونية .
وقد صدر عن الندوة اربعة كتب توثيقية لما يجري في الندوة هي :(يبوس)و(ايلياء) و (قراءات في نماذج لأدب الاطفال) و(في أدب الطفل)
ولو توفرت الامكانيات المادية لصدرت خمسة كتب اخرى .
وتتعدى فعاليات وجلسات قراءة الكتب الى حضور المسرحيات التي تعرض في المسرح الوطني
ومناقشتها مع المخرج والممثلين والكتابة عنها، وكذلك بالنسبة للأفلام السينمائية الوثائقية .
واذا كان الهدف الرئيس للندوة هو تجميع الكتاب والمثقفين المقدسيين من اجل النهوض بالثقافة العربية في القدس،

فإن حضور الندوة حتى نهاية اذار 1993 أيّ بداية اغلاق القدس ومحاصرتها وعزلها عن محيطها الفلسطيني
وامتدادها العربي لم يقتصر على المقدسييين فقط،
حيث كان يحضرها أدباء ومثقفون من بقية أجزاء الضفة الغربية امثال الشاعرة الكبيرة المرحومة فدوى طوقان،
والشاعر الدكتور المرحوم عبد اللطيف عقل، والروائي المرحوم عزت الغزاوي، والدكتور محمود العطشان،
والدكتور المرحوم عيسى ابو شمسية،والروائي احمد رفيق عوض، والشاعر المتوكل طه ، والدكتور ابراهيم العلم وآخرون .
وذات ندوة حضرها الأديب خالد جمعة والشاعر عثمان حسين من قطاع غزة.
كما ان عددا من المبدعين الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني حضروا الندوة،
وتمت نقاشات بعض نتاجاتهم الابداعية امثال:الشاعر القاص طه محمد علي، الأديب سلمان ناطور، الكاتب مفيد مهنا،
رياض مصاروة،راجي بطحيش،رجاء بكرية، عرين مصاروة وآخرون.
وقد انضم الكثير بعد ذلك إلى الندوة التي يديرها الأديب المقدسي الشيخ جميل السلحوت
وينوب عنه الأستاذ إبراهيم جوهر أستاذ أدب الطفل في جامعة القدس في حالة غيابه .
وقد انضممت إليها قبل عام ,ورغم حضوري المتقطع إلا أنني أفدتُ كثيرا من هذا النقاش الأسبوعي
الذي يتناول تقريبا كلّ ما يخصَ هذه الكتب الخاضعة للنقاش من حيث
الأفكار وأساليب الكتابة والنحو والصرف وحياة الكتاب وتجربتهم وقد تعرفت على الكثيرين من الكتاب والأدباء والشعراء والمفكرين .

http://www.pls48.net/Web/Data/2009/5/2/61827.JPG

صورة لبوابة المسرح الحكواتي التي أغلقتها مرارا قوات الاحتلال

http://pms.panet.co.il/online/images/articles/2011/01/02-01-11/3/PC302659.jpg

من اليمين الاستاذ جميل سلحوت مدير ومسؤول ندوة اليوم السابع وعلى يساره الاستاذ صبحي غوشة مدير المسرح الوطني الحكواتي

http://a4.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/247938_223892074290327_100000086085920_1046083_146 6069_n.jpg

جانب من ندوة الخميس الماضي ويظهر فيها من اليمين الشيخ جميل السلحوت وفي الوسط الاستاذ ابراهيم جوهر وفي اليسار رفعت زيتون
وكان النقاش يدور حول ديوان " جمرة الماء " للشاعر الفلسطيني سميح محسن

شكرا لكم لمتابعتكم

.

نادية بوغرارة
24-05-2011, 10:08 AM
في واحدة من عواصم الثقافية العربية ، غير مستغرب هذا الجو الثقافي و الفني الذي توحي

به الصور .

ليتك في كل مرة تزور فيها المسرح تعود إلينا بهذا بمثل هذا التقرير الذي يسر الخاطر .

أستأذنك لنقله إلى قسم أنشطة الأعضاء .

تحية و تقدير .

:os:

رفعت زيتون
24-05-2011, 12:08 PM
في واحدة من عواصم الثقافية العربية ، غير مستغرب هذا الجو الثقافي و الفني الذي توحي

به الصور .

ليتك في كل مرة تزور فيها المسرح تعود إلينا بهذا بمثل هذا التقرير الذي يسر الخاطر .

أستأذنك لنقله إلى قسم أنشطة الأعضاء .

تحية و تقدير .

:os:

شكرا لك أختاه

ساحاول أن أجد آلية لوضع ملخصات

عن هذه النشاطات المقدسية

في واحتنا الغرّاء

لك أجمل تحية

.

ربيحة الرفاعي
25-05-2011, 01:54 AM
يا لهذه المدينة العظيمة ما ابدعها
متميزة بذاتها تاريخا وواقعا ومواطنين
ومميزة نشاطاتها الحياتية الدينية والاجتماعية والثقافية

نشاط أسبوعي رائع كزهرة المدائن ميدان فرسانه

شكرا ايها المقدسي الكريم لهذا الشرح الوافي عن اليوم السابع كنشاط ثقافي اسبوعي
وسنسعد بنبذة تتحفنا بها بعد كل أجتماع

كما وسنقدر عاليا إطلاعنا على دور شاعرنا الرائع رفعت زيتون في هذا النشاط بصفته الشخصية من جهة وبوصفة إداريا في الواحة من جهة أخرى

وإلى مزيد من التقدم والازدهار

دمت وأهل بيت المقدس بكل الخير

رفعت زيتون
25-05-2011, 11:12 AM
يا لهذه المدينة العظيمة ما ابدعها
متميزة بذاتها تاريخا وواقعا ومواطنين
ومميزة نشاطاتها الحياتية الدينية والاجتماعية والثقافية

نشاط أسبوعي رائع كزهرة المدائن ميدان فرسانه

شكرا ايها المقدسي الكريم لهذا الشرح الوافي عن اليوم السابع كنشاط ثقافي اسبوعي
وسنسعد بنبذة تتحفنا بها بعد كل أجتماع

كما وسنقدر عاليا إطلاعنا على دور شاعرنا الرائع رفعت زيتون في هذا النشاط بصفته الشخصية من جهة وبوصفة إداريا في الواحة من جهة أخرى

وإلى مزيد من التقدم والازدهار

دمت وأهل بيت المقدس بكل الخير

شكرا لك على هذه المتابعة

شاعرتنا ربيحة

كما قلت سابقا أن هذه الندوة تعقد منذ التسعينات

وأنني جديد هناك وقد انضممت اليهم قبل عام

وان شاء الله سأضع تلخيصا لما يدور هناك كلما كان ذلك ممكنا

تحياتي لك

.

محمود فرحان حمادي
26-05-2011, 06:19 AM
يا سلام
ما أجمل العمل وأكرم بصناعة الحرف في ربوع تلك الأماكن الطاهرة المباركة
كلل الله جهودكم بالنجاح
وأبعد عنكم شبح الاحتلال البغيض الكافر
وفقكم الله لما فيه الخير
تحياتي

رفعت زيتون
26-05-2011, 09:28 PM
.

ديوان "جمرة الماء”

في ندوة اليوم السابع
مايو 20, 2011

القدس- معا- ناقشت ندوة اليوم السابع الأسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني
هذا المساء ديوان الشاعر سميح محسن”جمرة الماء”، الصادر في بدايات العام 2011.

وبدأ النقاش جميل السلحوت فقال: سميح محسن شاعر فلسطيني مولود عام 1956في قرية الناقورة قضاء نابلس،
وهو شاعر مُقِل لكنه مجيد، وفي ديوانه هذا يلفت انتباهنا بدءا من العنوان، فـ”جمرة الماء”
عنوان لافت ومثير للتساؤلات، فهل هناك جمر في الماء؟ وهنا يستطيع المرء أن يفلسف هذا العنوان كيفما يشاء،
لكنني أتعامل معه ببساطة تامة، فالجمر يلسع ويحرق، والماء البارد يلسع أيضا، وهذا ما نستعمله في حياتنا اليومية،
ففي أيام الجوّ البارد نقول” لسعه البرد” وهكذا.


واذا ما أخذنا بعين الإعتبار ثقافة شاعرنا العميقة الواسعة، وعرفناه عن قرب كمثقف متواضع تواضع العلماء،
وعرفنا نقاء سيرته وسيرورته، فإننا لن نجد صعوبة في فهم أغنياته وبوحه في “جمرة الماء”
وأنا هنا سأتطرق الى الجزء الثالث فقط من نصوصه هذه، لأنني وجدت نفسي وأبناء جيلي فيه،
وهذا بالتأكيد لا يعني أنني لم أجد نفسي في الجزئين الأول والثاني، لكن الجزء الثالث أعادني إلى ذاتي منذ ولادتي،
وتدرج معي حتى أيامي هذه أنا المولود قبل سميح محسن بسنوات سبع، ففي مقطوعة”أنا”صفحة 57يقول الشاعر:
أنا نطفة من علق
أكون لأقسم بالله رب الفلق

وفي هذا استلهام للنص الديني في الخلق، فالإنسان نطفة يزرعها أبوه في رحم أمّه، فيتكون جنينا،
يولد ليسبح بحمد ربه خالق الكون.

وفي المقطع الثاني”من أنا”؟ ص58ينتقد الشاعربحسرة مفهوما تربويا سائدا في ثقافتنا،
وهو استنساخ الأبناء ليكونوا سرّ والديهما، فالانسان لا خيار له في قدومه لهذه الدنيا،
ووالداه لا يعطيانه الحرية ليكون كيفما يشاء، لأنهما يريدانه نسخة عنهما، لذا فهو يتساءل:” لذا من أكون أنا أم هما”؟

وفي “ولمّا نطقت” نقد لاذع لتربية الطفل من بداياته، فلغته يتعلمها في بيته من والديه وأقربائه،
ويعلمونه الشتائم أيضا، ويفرحون به عندما يشتم واحدا منهم، وعندما يكبر قليلا يريدونه
أن يعِفّ عن ألفاظ الشتيمة ويلومونه أو يعاقبونه عندما يتلفظ بها، وينسون أنهم من علموه إياها وهو في المهد صبيا.

وفي”تباهي”ص 60 عودة الى حياة الفقر والحرمان،
“ثم انتبهت: على من يضيق قميصي الجديد ليصبح لي”؟ فالقميص الجديد استعمله آخرون وضاق على أجسادهم فتخلصوا منه،
ليرتديه هو، وليصبح جديدا بالنسبة اليه، وهذه إشارة للفقراء الذين يرتدون ملا بس مستعملة ضاقت على أحد أبناء الأسرة،
أو أن القمصان التي يرتدونها هي من سوق الملابس المستعملة.

وفي”خوف” ص62 اقرار بواقع معاش يعيشه أبناء القرى:

“أخاف الكلاب
وأنبش عشّ الدبابير
مسألة غير قابلة للنقاش”

وفي “وصف”ص63نقد لواقع التعليم الذي كان فيه المعلم يصف الطلاب بـ”الحمير والتيوس”.

وفي”سخرية”ص 64 يطرح الشاعر قضية سخرية بعض المعلمين من طلبة أطفال في قضايا لا خيار لهم فيها،
مثل عدم لفظ بعض الحروف بطريقة صحيحة، وسخرية المعلم من طالب تجعل منه سخرية لزملائه، وبالتالي سينفر من المدرسة.

وتتجلى إنسانية وحكمة شاعرنا في قصيدة”رماية”65 فيقول: أبي لم يعلمني الرماية،
أنا غير نادم، لأني إذا ما رميت الحجارة في الحقل، أخطأت صيد العصافير” وهذه صرخة اعلامية مدوية،
فشعبنا يتربى من المهد على المحبة والتسامح، حتى أنه لا يجيد اصطياد العصافير، بينما الآخر يجيد اصطياد الأطفال.

وفي”محراب”ص66 وأعتقد أنها ذكريات شخصية للشاعر، وإن كان يشاركه فيها كثيرون،
وهي اصطحاب الأجداد أحفادهم الى المساجد، ويفاخرون بالطلب منهم أن يقيموا الصلاة.

وفي”خيش”ص67عودة لحياة الفقر ونوم جميع أفراد الأسرة بجانب بعضهم البعض كقطيع الأغنام على أكياس خيش،
وتحت سقف تدلف منه المياه شتاءا.

ويواصل الشاعر كتابة سيرته شعرا، وهي سيرة جيل كامل، حيث النوم في القرى صيفا على المصاطب،
وقريبا من الأفاعي التي تطل من أعشاش العصافير ، ويتذكر بحزن شديد تعليقات أحمد سعيد في اذاعة صوت العرب،
ونشوب حرب حزيران 1967 وهزيمة العرب، والوقوع تحت الاحتلال…
ويمر على بعض الخرافات الشعبية مثل رؤية صورة جمال عبد الناصر وبعده صدام حسين على سطح القمر،
وهكذا يستمر الشاعر في ذكرياته، لكن لفت انتباهي قضيتان ثثقافيتان وردتا وهي “فاتحات” ص78،
فيتذكر مطالع القصائد في الشعر العربي القديم والتي كانت إما في البكاء على الأطلال، أو في الغزل والعشق، ويطلب من شعراء المرحلة:

“إذا ما رثيت شهيدا
تذكر بعمق…وصدق…ورفق
بأن الشهيد بشر”
نعم إن الشهيد بشر، فقد حياته، …وتألم، وترك والدين ثاكلين، وربما أرملة وأطفالا وأحبة…
وبالتالي فاننا نحزن على فراقه، ونحمل دمه لمن قتلوه.
والقضية الثانية”وقالوا انتصرنا
فقال بكل برود لهم: فائتوني بالغنائم…وإلا….”

وهذا ما نشاهده حيث أن دولنا وتنظيماتنا وأحزابنا تتكلم عن انتصارات مزعومة،
ولا نرى شيئا من هذه الانتصارات، والوطن لا يزال محتلا على سبيل المثال.

وإذا ما قال الأقدمون بأن “أعذب الشعر أكذبه” فإن سميح محسن قدم لنا شعرا صادقا عذبا،
والكتابة عن الديوان لا تغني عن قراءته.

وقال موسى أبو دويح:
قسّم سميح محسن كتابه إلى ثلاثة أجزاء:

الجزء الأوّل: (في توصيف الّذي كان) وفيه اثنتا عشْرة قصيدةً من الشّعر الحرّ جاءت في حوالي 36 صفحة من الكتاب.
الجزء الثاني: (جمرة الماء) وفيه أربع قصائد جاءت في حوالي خمس صفحات من الكتاب.
الجزء الثالث: (عن البحث في المكنون) أقرب الى السّيرة الذّاتيّة، وفيه أربع وخمسون قطعة أو نصًا قصيرًا جدًا، منها:

ست نصوص كلماتُ كلٍّ منها بين 31 – 40 كلمة.

واثنان وعشرون نصًا كلماتُ كلٍّ منها بين 21 – 30 كلمة.

وتسعة عشر نصًا كلماتُ كلٍّ منها بين 11 – 20 كلمة.

وسبعة نصوص كلماتُ كلٍّ منها بين 7 – 9 كلمات فقط.

وقصر النّصوص المفرط، هو ما أوقعني في حيرة تسميتها؛ لأنّ العرب منذ القدم
لم يعتبروا الشّعر الّذي يقلّ عن سبعة أبيات قصيدة، وإذا كان كلّ بيت في حدود عشر كلمات،
فيكون أقلّ ما يعتبر قصيدة عند العرب سبعين كلمة فأكثر.
وهذه النّصوص الأربعة والخمسون لم يبلغ أيّ نص منها أربعين كلمة ما خلا نصًا واحدًا.

ولقد التزمت القصيدة منذ نشأة الغناء العربيّ بقافية واحدة، وتخضع لبحر واحد من بحور الشّعر،
وتتكون القصيدة من سبعة أبيات على الأقلّ، ويتألف كلّ بيت من شطرين؛ صدر وعجز. هذا في الشّعر العموديّ.

أمّا الشّعر الحرّ، فتقول نازك الملائكة حول تعريفه:
(هو شعر ذو شطر واحد ليس له طول ثابت وإنّما يصحّ أن يتغيّر عدد التفعيلات من شطر إلى شطر
ويكون هذا التغيير وفق قانون عروضيّ يتّحكم فيه).

ثمّ تتابع نازك قائلة (فأساس الوزن في الشّعر الحرّ أنّه يقوم على وحدة التّفعيلة والمعنى البسيط الواضح لهذا الحكم.
إنّ الحرية في تنويع عدد التّفعيلات أو أطوال الأشطر تشترط بدءًا أن تكون التّفعيلات في الأسطر متشابهة تمام التّشابه،
فينظم الشّاعر من البحر ذي التّفعيلة الواحدة المكررة أشطرًا تجري على هذا النّسق :

(فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
فاعلاتن فاعلاتن
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
فاعلاتن)

لقد أحسن الكاتب عندما لم يسمّ كتابه ديوانًا، بل كتب في آخر صفحة الغلاف (شعر2011).

الكتاب من الشّعر الحرّ الموغل في الرّمزيّة، ونقد الكتاب يحتّم أن يتناول كلّ قصيدة من الكتاب؛
لأنّ كلّ قصيدة –إنْ جازت تسميتها بقصيدة- هي موضوع مستقلّ بذاته لا رابط بينه وبين أيّ نصّ آخر،
وهذا ظاهر من العناوين الّتي استعملها الكاتب مثل: على هذه الأرض، في تفسير سورة الرّعد،
أرجوان، وما فعلوا، اغتسال الماء، ولادة، إذا كان لا بدّ من اعتذار، من أنا، المدينة، خوف،
محراب، خيش، الزّعيم، كتابان، رياحين، أفاعي، مصيبة، جبل، إبل، سحابة، شوك، ندى، أساطير،
قناع، نافذة، وهكذا هو حال العناوين السّبعين.

وختامًا، الشّعراء فاعلمنّ أربعة:
فشاعرٌ يجري ولا يُجْرَى مَعَه
وشاعرٌ يُنْشِدُ وَسْطَ المَجْمَعَه
وشاعرٌ لا تَشْتَهي أَنْ تَسْمَعَه

وتساءلت نزهة أبو غوش عن الأسباب التي تدعو شاعرا الى نشر مقطع صغير في صفحة مستقلة من كتاب؟

وردّ ابراهيم جوهر بأننا في عصر السرعة، وقد ظهرت فنون ابداعية قصيرة جدا ومنها الأقصوصة،
في حين ارتأى جميل السلحوت أن المقطوعات تتحدث عن قضايا متباعدة،
وبالتالي فإن نشرها متوالية قد يفسد على القارئ متعة التمعن والتفكر بها،
بينما قال الشاعر رفعت زيتون بأن الشاعر يمتلك لغة وقدرة شاعرية، ولو حذف العناوين الفرعية لقدم قصائد طويلة.

وتحدث سمير الجندي عن أسلوب الشاعر ولغته الشاعرية.

أما ابراهيم جوهر فقد قدم مداخلة طويلة عن الديوان كاملا، نأمل أن يكتبها قريبا.

وحضر النقاش نخبة من الكتاب والمثقفين منهم:د تيسر عبدالله، ديمة السمان،
رفيقة أبو غوش، عيسى القواسمي، سامي الجندي، محمد موسى سويلم،د.اسراء أبو عياش، جمعة السمان،
خليل سموم، طارق السيد وآخرون.

.

كاملة بدارنه
26-05-2011, 11:00 PM
ديوان "جمرة الماء”

في ندوة اليوم السابع
مايو 20, 2011
شكرا لك شاعرنا الأخ رفعت على تلخيص وعرض ندوة اليوم السّابع عن ديوان جمرة الماء
إنّها نشاطات ثقافيّة هامّة جدّا، وتكمن الأهميّة في الدرجة الأولى في الاهتمام بالأدب والإبداعات المحليّة التي نعتزّ بها، وتأثير هذا الأدب على الحياة في شتّى المجالات
مناقشة نتاج أدبيّ معيّن تضيء زوايا كثيرة، وتفتح آفاق لعرض الآراء والأفكار المتعلّقة من نقد وتحليل وفكر ولغة وأساليب وغيرها ... والفكرة توّلد الفكرة وتوسّع النّقاش وتنوّعه... وبالتّالي تكون الفائدة أعمّ .
نتمنّى لكلّ من يساهم ويشارك في هذه الفعاليّات دوام المثابرة والنتاج الأدبي المثمر والنّاجح
وللأخ رفعت كلّ التّقدير على المشاركة وتزويد قرّاء الواحة بمثل هذه المعلومات

رفعت زيتون
28-05-2011, 02:22 AM
يا سلام
ما أجمل العمل وأكرم بصناعة الحرف في ربوع تلك الأماكن الطاهرة المباركة
كلل الله جهودكم بالنجاح
وأبعد عنكم شبح الاحتلال البغيض الكافر
وفقكم الله لما فيه الخير
تحياتي


هذا من طهر قلبك أيها الأخ الحبيب

أقدر إحساسك ومشاعرك

وليتك بيننا لتشاركنا هذا العرس الأسبوعي

ومن هنا أدعو من يستطيع ان يرسل لنا عدة نسخ من كتابه ان يفعل

ليكون محل الدراسة في الندوة وهذا يشرفنا ويزيد من معرفتنا

أشكرك أخي محمود على مرورك وثنائك

.

رفعت زيتون
28-05-2011, 11:08 PM
.
معالجة الموت في قصة أطفال لرفيقة عثمان
ندوة اليوم السابع
القدس:26-5-2011 من جميل السلحوت:
ناقشت ندوة اليوم السابع الألإسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني
في القدس قصة الأطفال”الأرنب المفقود”للكاتبة رفيقة عثمان،
تقع القصة الصادرة عن دار الهدى في كفرع قرع والتي زينتها رسومات أيمن خطيب
في 22 صفحة من الحجم الكبير بدأ الحديث

نزهة أَبو غوش فقالت: مفهوم الموت عند الأَطفال:
كل طفل في هذا العالم الرحب، معرَّض لفقدان شخص عزيز عليه، أَي أَنه بشكل أَو بآخر معرض للموت.
يرى الدكتور وائل أَبو هندي، أَخصائي نفسي للأَطفال، بأن الطفل ما قبل المدرسة، رغم تعرضه لمفهوم الموت في من حوله،
لا يكون المفهوم لديه واضحًا، ولا مكتملا، ويتباين من طفل إِلى آخر أَشدَّ التباين؛ وبعد دراسة أُجريت على أَطفال في الأُردن،
تبين للباحث بأَن الأَطفال في سن السادسة والسابعة استطاعوا جميعًا إدراك الموت كما يدركه الكبار.
يخمِّن الباحث أَن أَطفال فلسطين، والعراق أَكثر إدراكًا لمفهوم الموت في سن مبكرة،
لأَن الموت حدثٌ يومي متكرر في كل بيت وكل حارة. ويرى آخرون أَيضا بأَن تقبل الموت عند الأَطفال يختلف حسب الجنس،
والتجربة،وطريقة الحياة الثقافية، والتربوية التي يحياها الطفل في أُسرته ومجتمعه. أَجمع الأَخصائيون النفسيون
بأَن موت شخص عزيز في الأُسرة يخلق مشاعر مختلفة عند الطفل مثل: الغضب، الخوف، الشعور بالذنب،
ويمكن أَن يقود الطفل للإكتئاب أَثناء سن البلوغ، وإِذا لم نعالج صدمة الموت لدى الطفل بالشكل الصحيح،
وفي الوقت المناسب، سيكون له الأَثر السلبي على شخصيته على المدى البعيد.
يفضِّل الاخصائيون النفسيون إِعداد الطفل لمواجهة قضية الموت قبل أَن يحدث فعلا، والحديث عنه بصراحة وبلغة يفهمها الطفل،
وإِبلاغه بحقيقة أن كل إِنسان معرض للموت، حتى الأُم والأَب والأُخوة، وأَن الموت يعني الذهاب دون رجعة،
وهذا لا يمنعنا بأَن لا نفكر بالفقيد، وأَلا نشتاق إليه، ونتحدث عنه. يمر الطفل بعدة مراحل بعد سماعه عن موت عزيز:
الصدمة أَولا، ثمَّ الإِنكار، ثم الذبذبة ما بين التقبل والرفض، ثم التقبُّل. بناءً على ما ذكر أَعلاه،
أجمع الأًخصائيون النفسيون على ضرورة مساعدة الطفل في مواجهة الموت،
من خلال إِعطائه الفرصة للتعبير عن احساسه وعواطفه ، وأَن نشبع حبَّ الإستطلاع لديه،
وإِشباع ما لديه من أَسئلة، نحو:” ماذا يشعر بعد الموت؟ ماذا يشعر داخل القبر؟ هل سيعود يومًا ما؟
ما هو الموت؟ هل يفقد الميِّت جميع حواسه؟”( أبو هندي، 2011).
علينا أَن نُفهم الطفل على أَن الأَمر خارج عن إِرادة أَيِّ انسان، وعن إرادة الميت نفسه.
مشاركة الطفل في المراسيم برفقة شخص بالغ يثق به، ويشعر معه بالأَمان،
وله علاقة بالفقيد له أَهمية، كما أَن الوداع له أَثر كبير على الطفل في تجاوز المحن،
ولمسة اليد للمتوفى تعطي إحساسًا بالرضي. الإِرتباط بشحص بديل للمتوفى يساعد الطفل على التكيُّف، ليعيش حياة أَفضل.
إِن استخدام الوسائل المختلفة للتعبير عن الذات، وتفريغ المشاعر، مثل الكتب والقصص،
والرسومات، والأَلعاب الخيالية غير المباشرة عن الفقدان،تساعد الطفل للتعبير عن نفسه،
وتقوي تكيفه عن الموت. كلنا يعرف بأَن الكتاب هو مرجعية مهمة لمساعدة الأَطفال لحل مشاكلهم المختلفة،
ولأَسفنا الشديد فإِن أَدبنا العربي يفتقد للقضايا المهمة التي تشغل بال أَطفالنا، مثل قضية الموت،
والمرض، والفقر، والعنف والاغتصاب، وانفصال الوالدين . بناءً على ما ذكر في الدراسة المبسَّطة سابقًا،
رأَيت أَن أَربط ما بين هذه الدراسة، وبين كتاب الأَطفال” الأَرنب المفقود” ،الذي صدر حديثًا للكاتبة رفيقة عثمان،
باعتباره قصة للأَطفال تعالج قضية الموت، وتقبُّله عند الأَطفال.
فقد الطفل وليد أَرنبه المحبوب، الذي عاش معه ومع أَفراد الأًسرة مدة طويلة…
لم يتقبل وليد خبر غياب صديقه الأَرنب، فصار يلوم نفسه” ليتني رافقته في جولته كي أَحميه، وأًحافظ عليه ص10″.
بعد أَن عرف وليد بوفاة صديقه الأَرنب، أُصيب بصدمة، ولم يستوعب الخبر؟
وهذا ينطبق تمامًا مع المرحلة الأُولى التي يمر بها الطفل بعد سماع خبر الوفاة التي تحدثت عنها الدراسة،
في الصفحة التاسعة للكتاب نرى مرحلة الإِنكار التي تحدثنا عنها أَيضًا في الدراسة.
“لا أُصدِّق أَن الأَرنب أَرنوب قد مات، لعله يصحو من جديد ص14″ لقد عالجت الكاتبة رفيقة عثمان تقبُّل الموت عند الأَطفال،
والتكيف معه من خلال عدة أُمور كما وضحت لدينا في الدراسة أَعلاه، فكانت كالتالي:
– معالجة مشاعر الطفل من خلال التعبير عن مشاعره، وأَحاسيسه بصدق، وعفوية من خلال البكاء والحزن على صديقه الأَرنب،
بمعية أُسرته وأُسرة الأَرنب نفسه.
– مرحلة الوداع ” تحسسه، ووداعه”.. لن أَنساك يا صديقي العزيز أَبدًاص16″.
– وقوف الأَب وأَفراد الأًسرة ومواساة وليد، ثم المشاركة بالمراسيم، ووضع الأَزهار البرية على الضريح.
– تذكر الأَرنب المفقود من خلال الصور التذكارية التي التقطها وليد لصديقه الأَرنب قبل وفاته،
وتصفح صفحات (الألبوم) بمعية أُسرة الفقيد الأَرنب، وأُسرة وليد.
– القيام بزيارة الضريح بعد الدفن أَمَّا البديل الذي ساعد وليد على التقبل، فهو اللعب مع أَبناء الأَرنب الصغار،
وأُمهم، الذين أَصبحوا أَصدقاءَ له. نلاحظ في نهاية القصة وصول الطفل وليد للمرحلة الأَخيرة،
بعد رفضه، وإِنكاره، من خلال مصاحبة الأَرانب الصغار، ومرافقتهم إِلى ضريح والدهم،
الذي يظهر في الرسومات وهو يروي الأَزهار فوقه. وأَخيرًا أَود أَن أَنصح مربي، ومربيات الأطفال،
والآباء، قراءتها لأَطفالهم، واستخدامها كأُسلوب علاج لهم، من أَجل حياة أفضل،
كما أَرجو من كل أُدبائنا العرب الذين يعنون بأَدب الأَطفال بأَن ينهجوا نهج الكاتبة رفيقة عثمان في جُرأَتها،
بتناول قضية مهمة مثل قضية الموت، وذلك بعد دراسة عميقة مسبقة، وبالتعاون مع أَخصائيين نفسيين، وتربويين،
واجتماعيين، من أَجل الوصول لعمل متقن لا يلمس أَحاسيس الأَطفال بشكل سلبي.


وقال رفعت زيتون: اللغة: تميّزت اللغة بالبساطة، وعمر الأطفال، ومقدرتهم اللغويَّة مع وجود بعض المفردات
التي كانت أعلى من مستوى الأطفال.مثل: (يربِّت، نفق، ضريح، الخ….)، وهذا الأمر يخدم فكرة التطوُّر،
والانفتاح على اللغة، ويتيح فرصة التساؤلات التي هي أساس المعرفة. اعتمدت الكاتبة على المحسنات البديعيَّة،
والجرس الموسيقي المُحبَّب لدى الأطفال، وذلك مما يشدُّ الطفل، ويشوِّقه للإلتصاق أكثر بالقصَّة، وكمثال على ذلك:
(أذنان طويلتان، عينان جميلتان)، (أزمنة، وأمكنة)، (أُمَّه، وأباه، أُخته، وأخاه)،
حتى في الأسماء المُستخدمة ركزت الكاتبة على استخدام الجرس الموسيقي، فكانت الأسماء (أسيل، وهديل، نبيل)،
وهذا يعيدنا إلى قصص أجدادنا عندما كانوا يبدأون بسرد القصَّة باستخدام السجع في قولهم مثلا: (كان ياما كان في قديم الزمان).
الأُسلوب والأفكار:
1. كان الأسلوب بسيطا، أو مُبسَّطًا لدرجة كافية، ليفهمها الأطفال، وهذا اعتبره نجاحًا في الوصول إلى الهدف بأقصر الطرق، وأسهلها.
2. الناحية الفنيَّة: استخدمت الكاتبة صفحة يتخللها السرد، ومقابلها عُرضت الصور،
كن مُوَفَّقًا، حيث أنَّ الصور كانت دليلا شارحًا لما بين السطور، فحتى الأطفال حديثي القراءة،
يمكنهم فهم القصَّة من خلال قليل من القراءة مع تلك الصور.
3. لا تخلو القصَّة من التشويق، وهذه من ضرورات بناء القصة.
4. الشخوص: الشخوص الرئيسيَّة في القصَّة: كان الأطفال، والأرانب وهذا أقرب إلى ما يحبُّه الأطفال،
فقصص الحيوانات هي أكثر القصص التي يهتمون بها، وكذلك قصص تحتوي على شخصيَّات أطفال آخرين.
5. كان هناك جرأة لدى الكاتبة في تناول موضوع الموت، ولكنها استطاعت أن تُعالجه بحكمة،
وبصراحة بحيث وضعت الأطفال أمام حقيقة لا بد من معرفتها دونما تزييف.
6. كانت النهاية سعيدة رغم أنها كانت تتحدث عن الموت، وهذا ذكاء من الكاتبة، وتلبِّي حاجة الشعور حتَّى لدى الأطفال.
7. عودة إلى الصور، والألوان فقد كانت مُعبِّرة، وقريبة للواقع، إلا في صورة واحدة حيث ظهر الأرنب بحجم الطفل وليد.
– لبَّت القصَّة قيمًا تربويَّة، والحاجات النفسيَّة للطفل، وذلك من خلال الأهداف التي سأذكرها فيما يلي:
وجدت في القصَّة أهدافًا، وأفكارًا تؤدي بمجملها إلى تعلُّم، واكتساب الكثير من القيم التربويَّة، والاجتماعيَّة ومنها:
1. مواساة الغير، ومعايشة معاناتهم، وهذا من باب العلاج الاجتماعي 2
. استمرار الود حتى بعد الرحيل، والوفاء لمن عرفناه خلال حياتنا 3
. حميميَّة العلاقة الأسريَّة في جميع الأمور، حيث أكَّدت الكاتبة اجتماع العائلة كبيرها، وصغيرها في الأمور كلها،
هذا الهدف، والسابق يعتبران هدفين مُعالجين تربويًّا.
4. ضرورة العمل الجماعي، وظهر هذا في عمليَّة البحث، والدفن، والتذكر..
5. الإخلاص حتَّى للحيوان.
6. حب الحيوانات، ورعايتها، وهذه سُنَّة شريفة. كل ما ذُكر من أهداف، تسير في طريق المعالجة النفسيَّة، والتربويَّة للأطفال،
هذا كل شيء، ويبقى سؤالان: – بما أن القصَّة كانت عن الحيوانات، وتحديدًا الأرانب، وبما أن الكاتبة مزجت بين الإنسان،
والحيوان في علاقة، وانسجام يلائم فكر الطفل، فلماذا لم يسمع بالحوار لهذه المخلوقات،
والمشاركة في الأحداث كما هو الحال في كثير من قصص الأطفال، وأفلام الرسوم المتحرِّكة.
– لماذا كانت القصَّة مثاليَّة بمعنى أن القصَّة تؤتي أُكلها خاصَّة مع الأطفال عندما يكون هناك أخطاءً يتعلم الصغار منها
وقد حلت القصة من هذه الأخطاء ؟
وأخيرًا أتقدَّم للكاتبة بالتهنئة، وأقول كل ما كتبته، أو أغلبه كان بعد أن جعلت ابنتي تقرأ القصَّة،
وهي في الصف الثاني الابتدائي، وبعد حوار طفولي بيننا.

وقال جميل السلحوت: في قصتها الجديدة للأطفال “الأرنب المفقود” تقدم الكاتبة رفيقة عثمان شيئا جديدا للأطفال،
وقصتها التي يتلخص موضوعها حول أرنب يعيش مع أسرة في بيت، ويخرج الى الغابة مع أبناء جنسه،
ويموت هناك مما أحزن صديقه الطفل وليد وأفراد أسرته على فراقه فقاموا بدفنه، وواصلوا الاعتناء بأبنائه وببقية الأرانب.
وقد تساءلت عن سبب اختيار كاتبتنا الأرنب ليكون بطلا لقصتها؟ ولماذا لم تختر كلبا أو قطا، أوطيرا جميلا،
أو ماعزا أو خاروفا لهذا الدور؟ وفي تقديري أن الكاتبة تدرك تماما أن الكتابة عن الحيوانات الأخرى قد استهلك،
فكثيرون كتبوا عنها، كما أن هناك موقفا دينيا على سبيل المثال من أكثر الحيوانات وفاءا وهو الكلب،
حيث يُعتبر حيوانا نجسا، كما أن هناك أكثر من موقف حسب الثقافة الشعبية من القطط، فاختارت كاتبتنا”الأرنب” ليكون البطل،
ومعروف أن الأرنب حيوان أليف ضعيف ناعم لا يؤذي أحدا، ويتكاثر بسرعة،
وتشكل لحومه إحدى مصادر البروتين الحيواني للإنسان. وقصة”الأرنب المفقود” قصة مسلية مشوقة،
وقد احتوت على قيم تربوية للأطفال منها: – الرفق بالحيوان. – مصادقة الحيوانات البيتية الأليفة.
– التذكير بالحياة والموت. – استمرارية الحياة. – ضرورة دفن الحيوانات النافقة.
وقد ذكرتني هذه القصة بأغنية شعبية كنا نرددها في طفولتنا، وهي تسخر من المبالغة في الأمور وتهويلها فتقول:
( ارنبنا اسم الله عليه نايم ومسبل ذينيه جابر يلله يحرق والديه واحرمنا من الشيخ ارنب ارنبنا في الحاكوره
مقرمع كل البندوره جابر ضربه فاشوره قضت على الشيخ ارنب قل يومن روح سعيد ولاقى الارنب شهيد
قال لموا البواريد تا نوخذ ثار الأرنب وأجت الدوله والدرك مقسمين اربع فرق جابر ملعون الطرق وأجرم في حق الأرنب
ونزل الضابط والشاويش وعملوا ع الأرنب تفتيش وانت يا جابر لا تحكيش وادفع …
حق الارنب يا ابن عمي يا سعيد وانت قرابه مش بعيد واصبر عليّ لبعد العيد تنحوش حق الارنب ومن الجورة
ودير ياسين جين النسوان اعزين حسبنه ها الحج امين واثريته الشيخ ارنب اجت صفيه وانيسه عملن للأرنب ونيسه
وعملن للأرنب ونيسه عملوا له رز وجريشه )

وقال موسى أبو دويح: بطل القصّة الطّفل وليد الّذي تكوّنت بينه وبين الأرنب الأب صداقة حميمة،
وبقيّة شخوص القصّة الأب والأمّ والأخ نبيل والأختان هديل وأسيل. ونلاحظ هنا أنّ أسماء الأولاد ذكورًا وإناثا
جاء على وزن (فعيل) وهو من المشتقات صفة مشبّهة، وهو اسم له جرس وقعه على الأذن جميل.
وأمّا مجموعة الأرانب فهي الأرنب الذّكر الّذي سمّته الكاتبة (أرنوب) وأنثاه وأولادهما الصّغار.
القصّة مصوّرة، وصورها واضحة معبّرة، يستطيع الطّفل الّذي بلغ ثلاثة أعوام أن يتعرّف عليها بسهولة.
حاولت الكاتبة أن تعالج موضوع الموت بالنّسبة للأطفال، وأستطيع أن أقول إنّها نجحت في معالجتها للموضوع،
حيث بيّنت أنّ الجميع حزن لموت (أرنوب)، وبخاصّة وليد الّذي حزن عليه كثيرًا، وبكى وسالت دموعه على خدّيه،
ولم يصدّق ما رأته عيناه، حتّى سأل أباه فأخبره أنّ الميت لا يعود. والحزن والبكاء على الميت أمران مشروعان،
ومن شأنهما أن يخفّفا من وقع المصيبة.
ودليل مشروعيتهما قول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم عند وفاة ولده إبراهيم:
إنّ القلب ليحزنَ وإنّ العين لتدمعَ، ولا نقول إلا ما يرضي ربّنا، وإنّا على فراقك يا ابراهيمُ لمحزونون.
وعالجت مسألة العزاء وتخفيف المصاب بقولها: “تجمّع الأصدقاء والأحبّاء حول وليد وأمّه وأبيه،
وحول عائلة الأرانب؛ لمواساتهم بفقدان أرنوب المحبوب” صفحة 20.
فمجئ المعزّين بعد دفن الميت لبيت العزاء يخفّف كثيرًا من هول المصيبة، ويقلّل من ألم الفراق.
وتطرح أثناء العزاء أمور تنسي النّاس الموت وتبعد آلامه وأحزانه عنهم. فكلّ شئ يبدأ صغيرًا ثمّ يكبر،
إلا المصيبة فإنّها تبدأ كبيرة ثمّ تصغر، حتّى يطويها النّسيان.
لغة القصّة واضحة سهلة تناسب الأطفال الصّغار حتّى دون الخامسة وتشكيل الكلمات جاء جيّدًا وخاليا من الأخطاء إلا:
1. في صفحة 2 (لينامُ في أمان)، والصّحيح لينامَ فعل مضارع منصوب بلام التّعليل أو لام كي. 2
. في صفحة 12 (فرافق أمّه وأباه وأخته وأخاه)، والأحسن وأختيه وأخاه؛ لأنّ الصّورة تظهر أختين ثنتين لا أختا واحدة.
وختامًا القصّة هادفة ومعبّرة وتعلّم الأطفال كيف يستقبلون موت الأحباب،
وتعالج مسألة يتهرّب منها كثير من النّاس.

وبعد ذلك جرى نقاش مطول شارك فيه:د.تيسير عبدالله، ابراهيم جوهر، ديمة السمان، نسب حسين،
د.اسراء أبو عياش، جمعة السمان، بثينة شقيرات، صقر السلايمة، سامي الجندي وآخرون.

( من الشيخ جميل سلحوت \ القدس في 26 - 5 - 2011)

.

كاملة بدارنه
29-05-2011, 12:30 PM
شكرا لك شاعرنا النّشيط الأخ رفعت على ما تزوّدنا به من نشاطات أدبيّة وثقافيّة مثريّة وبنّاءة.
إنّ عرض تلخيص لندوة اليوم السّابع فيه الكثير من المنفعة للحركة الأدبيّة .
فقيام الإخوة الأدباء المشاركين في النّدوة بتناول إصدار وتحليله ونقده حسب أسس النّقد العلميّة، فيه الفائدة للكاتب والقارئ.
وجميل أن يكون أدب الأطفال من الموضوعات التي نوقشت في النّدوة؛ خاصّة وأنّ هناك الكثير من النتاج المطروح في السّوق للأطفال، لا يمتّ لعالم الطّفل بصلة، أو ربّما كانت القصّة الموجّهة للطفل، ومتعته، وتفكيره سببا في أذيّة الطّفل نفسيا؛ سيّما وأنّ قراءة أو سماع هذه القصص تكون في جيل الرّوضة- مرحلة تكوين الذّات، والتي تحدّد نوع وميزات شخصيّة الطّفل مستقيلا. لذلك، يجب الفحص وأخذ الحيطة والتّدقيق في اختيار القصّة الملائمة، وأحيانا يتطلّب الأمر استشارة اختصاصيّ في علم النّفس؛ لأنّ القصّة لم يقتصر دورها على المتعة والثّروة اللّغوية، وتطوير مهارات تفكيريّة فحسب؛ إنّما باتت وسيلة علاجيّة، يستطيع الطّفل من خلال تماهيه مع البطل، أن يتحرّر من مشاكل وضغوطات كثيرة ، فيما يسمّى "التّطهير" حسب (أرسطو)؛ وإلّا كانت النتيجة عكسيّة، وتزيد الطّين بلّة!


ومن هنا أدعو من يستطيع ان يرسل لنا عدة نسخ من كتابه ان يفعل

ليكون محل الدراسة في الندوة وهذا يشرفنا ويزيد من معرفتنا
وتلبية لدعوتك أخ رفعت بإرسال عدّة نسخ من كتاب من إنتاجنا، سأقوم إن شاء الله بإرسال عدد من النّسخ لمجموعتي القصصيّة " زخّات المطر" التي صدرت في تشرين الأوّل 2010، (نشر قسم من القصص في واحتنا) للمناقشة والتقييم .
تقديري لما تقومون به وتحيّتي

رفعت زيتون
29-05-2011, 04:15 PM
شكرا لك شاعرنا النّشيط الأخ رفعت على ما تزوّدنا به من نشاطات أدبيّة وثقافيّة مثريّة وبنّاءة.
إنّ عرض تلخيص لندوة اليوم السّابع فيه الكثير من المنفعة للحركة الأدبيّة .
فقيام الإخوة الأدباء المشاركين في النّدوة بتناول إصدار وتحليله ونقده حسب أسس النّقد العلميّة، فيه الفائدة للكاتب والقارئ.
وجميل أن يكون أدب الأطفال من الموضوعات التي نوقشت في النّدوة؛ خاصّة وأنّ هناك الكثير من النتاج المطروح في السّوق للأطفال، لا يمتّ لعالم الطّفل بصلة، أو ربّما كانت القصّة الموجّهة للطفل، ومتعته، وتفكيره سببا في أذيّة الطّفل نفسيا؛ سيّما وأنّ قراءة أو سماع هذه القصص تكون في جيل الرّوضة- مرحلة تكوين الذّات، والتي تحدّد نوع وميزات شخصيّة الطّفل مستقيلا. لذلك، يجب الفحص وأخذ الحيطة والتّدقيق في اختيار القصّة الملائمة، وأحيانا يتطلّب الأمر استشارة اختصاصيّ في علم النّفس؛ لأنّ القصّة لم يقتصر دورها على المتعة والثّروة اللّغوية، وتطوير مهارات تفكيريّة فحسب؛ إنّما باتت وسيلة علاجيّة، يستطيع الطّفل من خلال تماهيه مع البطل، أن يتحرّر من مشاكل وضغوطات كثيرة ، فيما يسمّى "التّطهير" حسب (أرسطو)؛ وإلّا كانت النتيجة عكسيّة، وتزيد الطّين بلّة!


وتلبية لدعوتك أخ رفعت بإرسال عدّة نسخ من كتاب من إنتاجنا، سأقوم إن شاء الله بإرسال عدد من النّسخ لمجموعتي القصصيّة " زخّات المطر" التي صدرت في تشرين الأوّل 2010، (نشر قسم من القصص في واحتنا) للمناقشة والتقييم .
تقديري لما تقومون به وتحيّتي

أشكرك لاهتمامك وثنائك

وإنه من دواعي سرورنا أنا يكون أول تفاعل للواحة من اديبة كبيرة لها قدرها

على الساحة الأدبية الفلسطينية وكذلك في الواحة الجميلة

ولسوف انتظر هذه الكتب رغم ان لدي نسختين منها

وفي حال وصولها سوف أقدمها للندوة لتوزيعها ومن ثم تحديد موعد لمناقشتها وإبلاغك بذلك

وطبعا وجودك يومها في الندوة سوف يثري النقاش فنحن كثيرا ما نستضيف الكاتب نفسه

لمناقشة كتابه مهما كان نوعه ومن كل النواحي على حسب مقدرة الأعضاء ولا ندّعي غير أننا

من هواة الأدب وبعضنا متخصص فيه كالأستاذ أبراهيم جوهر والأستاذ جميل السلحوت والاستاذ

الجليل موسى أبو دويح والدكتورة ديما السمان وغيرهم من الأدباء والكتاب والشعراء

أختي الكريمة كاملة بدارنه أنا بانتظار الكتب وبانتظار أن تقرري الحضور وعائلتك ومن شئتِ من الحضور

وسنكون في استقبالك وسوف نسعد بنقاش كتابك .. تحيتي لك
.

ربيحة الرفاعي
30-05-2011, 02:12 AM
وتلبية لدعوتك أخ رفعت بإرسال عدّة نسخ من كتاب من إنتاجنا، سأقوم إن شاء الله بإرسال عدد من النّسخ لمجموعتي القصصيّة " زخّات المطر" التي صدرت في تشرين الأوّل 2010، (نشر قسم من القصص في واحتنا) للمناقشة والتقييم .
تقديري لما تقومون به وتحيّتي


أشكرك لاهتمامك وثنائك
وإنه من دواعي سرورنا أنا يكون أول تفاعل للواحة من اديبة كبيرة لها قدرها
على الساحة الأدبية الفلسطينية وكذلك في الواحة الجميلة
ولسوف انتظر هذه الكتب رغم ان لدي نسختين منها
وفي حال وصولها سوف أقدمها للندوة لتوزيعها ومن ثم تحديد موعد لمناقشتها وإبلاغك بذلك
***
وسنكون في استقبالك وسوف نسعد بنقاش كتابك .. تحيتي لك

يا لفخر الواحة بعلمين من خيرة مبدعيها
يأتلقان تفاعلا مع فعاليات المشهد الثقافي في زهرة المدائن
فتزداد واحتهما بهما زهوا على زهو


سعداء بما نتابع هنا من تغطية الرائع رفعت زيتون لليوم السابع
وما سيكون من مشاركة الكريمة كاملة بدرانة وهي ربة القلم الساحر لغة وفكرا

تحيتي وإكباري

دمتما بألق

نادية بوغرارة
30-05-2011, 02:37 AM
أختي الكريمة كاملة بدارنه أنا بانتظار الكتب وبانتظار أن تقرري الحضور وعائلتك ومن شئتِ من الحضور

وسنكون في استقبالك وسوف نسعد بنقاش كتابك .. تحيتي لك
.

========
سعداء بهذا التواصل و بهذا التخطيط و البرمجة لنشاط ندوة من ندوات اليوم السابع في القدس الشريف، على صفحات واحتنا الأديبة .

في انتظار تحقيق هذا الإنجاز و الاستمتاع بمعرفة تفاصيله و بالصور إن أمكنكم .

الأخت كاملة بدارنة

الأخ رفعت زيتون

دعواتي لكم بالتوفيق،

فخورون بكم .

:hat:

رفعت زيتون
30-05-2011, 09:43 AM
يا لفخر الواحة بعلمين من خيرة مبدعيها
يأتلقان تفاعلا مع فعاليات المشهد الثقافي في زهرة المدائن
فتزداد واحتهما بهما زهوا على زهو


سعداء بما نتابع هنا من تغطية الرائع رفعت زيتون لليوم السابع
وما سيكون من مشاركة الكريمة كاملة بدرانة وهي ربة القلم الساحر لغة وفكرا

تحيتي وإكباري

دمتما بألق

أشكرك مديرتنا لهذه المتابعة والتشجيع

والحقيقة أنني محظوظ في انضمامي لهذه الثلة من الأدباء قبل عام

رغم أن هذه الندوة قد بلغت من العمر حوالي العشرين عاما

وطبعا هناك جدول أوعمال للكتب التي ستقوم الندورة بمناقشتها

حسب دور معين وأتمنى أن يكون دور كتاب الأخت كاملة قريبا

وتحديدا في إجازتها المدرسية الصيفية بعد شهر تقريبا

حتى يتسنى لها الحضور

شكرا لكم جميعا

.

رفعت زيتون
30-05-2011, 02:32 PM
ديوان "جمرة الماء”

في ندوة اليوم السابع
مايو 20, 2011
شكرا لك شاعرنا الأخ رفعت على تلخيص وعرض ندوة اليوم السّابع عن ديوان جمرة الماء
إنّها نشاطات ثقافيّة هامّة جدّا، وتكمن الأهميّة في الدرجة الأولى في الاهتمام بالأدب والإبداعات المحليّة التي نعتزّ بها، وتأثير هذا الأدب على الحياة في شتّى المجالات
مناقشة نتاج أدبيّ معيّن تضيء زوايا كثيرة، وتفتح آفاق لعرض الآراء والأفكار المتعلّقة من نقد وتحليل وفكر ولغة وأساليب وغيرها ... والفكرة توّلد الفكرة وتوسّع النّقاش وتنوّعه... وبالتّالي تكون الفائدة أعمّ .
نتمنّى لكلّ من يساهم ويشارك في هذه الفعاليّات دوام المثابرة والنتاج الأدبي المثمر والنّاجح
وللأخ رفعت كلّ التّقدير على المشاركة وتزويد قرّاء الواحة بمثل هذه المعلومات

كأنّي مررت على ردّك دون تعقيب

فاعذريني

وتقبلي شكري وامتناني لمتابعتك

ولسوف أنقل لأهل الندوة هذه الانطباعات الجميلة

وكذلك تحياتكم للمقدسيين

شكرا أختاه

.

رفعت زيتون
31-05-2011, 09:29 AM
========
سعداء بهذا التواصل و بهذا التخطيط و البرمجة لنشاط ندوة من ندوات اليوم السابع في القدس الشريف، على صفحات واحتنا الأديبة .

في انتظار تحقيق هذا الإنجاز و الاستمتاع بمعرفة تفاصيله و بالصور إن أمكنكم .

الأخت كاملة بدارنة

الأخ رفعت زيتون

دعواتي لكم بالتوفيق،

فخورون بكم .

:hat:



الأخت الكريمة نادية

اشكر اك هذه المتابعة والاهتمام بالموضوع منذ البداية

مما شجعني على نقل ملخص الندوات الاسبوعية

ولسوف احاول نقل بعض القديم

إذا وجدتُ بعض المششاركات المفيدة لكتاب كبار

أشكرك وصباحك سعيد

.

مازن لبابيدي
01-06-2011, 07:21 AM
شاعرنا الحبيب أخي رفعت زيتون
بارك الله فيك هذا الجهد المميز والهمة العالية
قصرت في متابعتكم بسبب ظروف وأحوال ، لكن يشهد الله أن قلبي معكم دائما
لقد أثبت التاريخ كما المنطق أن الكلمة لا تقل أهمية عن غيرها من أشكال المقاومة والكفاح بل ربما تفوقها أو معظمها .
أرجو أن تبلغ تحاياي القلبية لجميع المشاركين

مودتي وتحيتي

رفعت زيتون
03-06-2011, 01:30 PM
شاعرنا الحبيب أخي رفعت زيتون
بارك الله فيك هذا الجهد المميز والهمة العالية
قصرت في متابعتكم بسبب ظروف وأحوال ، لكن يشهد الله أن قلبي معكم دائما
لقد أثبت التاريخ كما المنطق أن الكلمة لا تقل أهمية عن غيرها من أشكال المقاومة والكفاح بل ربما تفوقها أو معظمها .
أرجو أن تبلغ تحاياي القلبية لجميع المشاركين

مودتي وتحيتي


الأخ الشاعر الكبير مازن لبابيدي

لم تقصّر أبدا بل على العكس فأنا من يجب أن أشكرك على هذه اللفتة

وأنتم في ظرف لا يعلمه إلا الله ,

اعانكم الله وفرّج كربكم وحماكم من كلّ سوء

أما بخصوص هذه الصفحة فهي صفحة تعريفية بالأدباء الفلسطينين عموما والمقدسيين خصوصا

والتعريف بإنتاجهم لتسليط الضوء عليه وهو نوع من اختراق هذه الجدران العنصرية التي

وضعوها حول مؤسساتنا وأدبائنا وإنتاجاتهم .. ولوسف أنقل المواد ما ستطعت ذلك

اشكرك أخي وأوجه لكم جميعا تحيات أعضاء ملتقانا في تلك الندوة


.

رفعت زيتون
04-07-2011, 04:20 PM
.

الأفعى والتفاح

مجموعة قصصية للأديبة القاصّة إبنة الشمال الفلسطيني

أنوار سرحان

هذه الأديبة المثقفة والكبيرة والتي تدرك كيف وأين تطلق رصاصات حرفها بعدما حددت الهدف بدقة
ومثلما تتقن إطلاق رصاصات الحروف
فإنها كذلك تتقن زراعة الزهور في مواسم غير الربيع تماما مثل الربيع
لتبدو الحياة أزهى وأجمل


كان لنا هذا اللقاء مع كتابها القصصي
وقد دار الحوار التالي من مجموعة الأدباء والشعراء المقدسيين وبحضور الأديبة الكريمة

------------------------------------------------------
الثنائيات الإجتماعية ولغة الشعر في النثر في مجموعة(الأفعى والتفاح)القصصية

القدس”16-6-2011 استضافت ندوة اليوم السابع الأسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس هذا المساء
الأديبة الفلسطينية الشابة أنوار أيوب سرحان، ابنة قرية نحف الجليلية لمناقشة مجموعتها القصصية” الأفعى والتفاح”
الصادرة عام 2007 عن منشورات معين حاطوم-دالية الكرمل.

ومما قاله جميل السلحوت:

في باكورة اصدارها الأدبي”الأفعى والثعبان” تطل أنوار أيوب سرحان على القارئ طلة بهية، تنبئ بأننا أمام أديبة شابة واعدة.

فمنذ بداية المجموعة تصدمنا الكاتبة بالعنوان”الأفعى والتفاح” وتكتب تحته”سيناريوهات لجرائم محتملة”،
وكأني بها تعيدنا إلى غابر الأزمان في صراع المرأة مع الحياة، وما تعانيه مع الفكر الذكوري التسلطي،
فحسب الأسطورة الدينية التوراتية، فان الأفعى هي التي أغوت حواء بأكل تفاحة الجنة،
وقامت حواء بدورها بإغواء آدم، فطردهما الرب من الجنة،
ولعن الأفعى التي عاقبها بأن تسير على الأرض زحفا بدون أرجل….
فهل أرادت الكاتبة من هذا العنوان أن تعيد إلى الأذهان بأن النظرة الى المرأة لم تتغير،
وأن اتهامها بالغواية هو من أجل تجريمها وتبرئة الذكور من وزر أعمالهم؟
وأعتقد أنها تقصد ذلك من خلال ما كتبته تحت العنوان”سيناريوهات لجرائم محتملة”.

ولا أعلم لماذا اختارت الكاتبة عدم تصنيف نصوصها هذه تحت صنف أدبي معروف،
مع أنها في غالبيتها قصص؟ فهل أرادت أن تترك ذلك للقارئ أم ماذا؟

قضية المرأة:

يتضح من خلال النصوص أن كاتبتنا تحمل هموم وقضايا بنات جنسها،
لذا فقد سخرت قلمها للدفاع عن المرأة، وفضح بعض العادات والتقاليد التي تحط من قدرها ومكانتها الإنسانية،
بل إنها تعدت ذلك إلى خصوصية معاناة الشعب الفلسطيني خصوصا من بقوا في ديارهم،
وما يعانونه من اضطهاد وعنصرية في مختلف مجالات الحياة، والعربي مشبوه دائما، انظر قصة”فوبيا…
وغربة وغزل”ص11 فالساردة كانت مع حبيبها في جلسة نورمانسية في مطعم،
لكن عيون ونظرات الزبائن اليهود بقيت تلاحقهما، ثم يأتي شرطي ويحشر الجميع في زاوية قرب المطعم
بحجة وجود جسم مشبوه، وهناك تسمع شتيمة العرب”يبدو أن أحد العرب القذرين قد وضع عبوة ناسفة في المطعم”ص12 ،
وهناك منعوها بالقوة من الرد على هاتفها النقال، إلى أن جاءت النادلة تقول:”نأسف لإزعاجكم،
بإمكانكم العودة الى أماكنكم، كانت تلك عبوة حفاظات للأطفال يبدو أن إحدى الزبائن قد نسيتها…
ليس هناك ما يقلق” ومع طرافة النهاية التي سبقتها تصرفات مرعبة، إلا أن هذا واقع مع الأسف،
وكأني بالكاتبة هنا تريد أن توصلنا إلى أن الإنسان الفلسطيني يعاني قهرا قوميا وطبقيا، لكن معاناة المرأة
تتضاعف من خلال العادات والتقاليد التي تحط من شأن الأنثى، وتجعل الذكور يمارسون عليها اضطهادا آخر أيضا.

وفي قصة”الدّخلة والقربان”نقد وتذمر شديد من العادات والتقاليد السائدة في العلاقة بين العروسين،
من الخطبة حتى الزفاف والدّخلة، ففي الكثير من المناطق لا يسمحون للعروسين بالانفراد وحدهما
حتى ولو كان عقد زواجهما مكتوب، فالأمّ تحذر ابنتها:”إيّاك أن تسمحي له بلمسك…كوني أمامه محافظة…
الرجل لا يحب إلا الفتاة الرصينة…إيّاك أن تضعفي أمامه فيتركك.”ص15 ومع أن العروسين كل منهما يشتهي الآخر،
إلا أن العادات والتقاليد تمنعهما من الإقتراب من بعضهما حتى ليلة الدّخلة،
وعند ليلة الدّخلة فإن الحياء يمنع العروسين من الإنكشاف على بعضهما،
خصوصا العروس التي تكون في خوف شديد من عدم حصول ما يثبت عذريتها تلك الليلة،
فهي مطلوب منها أن تلقي كل المحاذير التي تربت عليها في لحظة واحدة،”تبوأت مقعدي عند طرف السرير المزدوج…
دون أن أخلع فستاني…ذلك الفستان الذي تقضي الفتاة عمرها تحلم بارتدائه
…وما أن ترتديه حتى يكون عليها أن تخلع معه كل أثواب الحياء”ص16
وعليها أن تسلم نفسها للمعاشرة الزوجية دون تردد، ويؤرقها خوفها من عدم وجود
ما يثبت للعريس وللآخرين عذريتها، وتتذكر ما قالته لها احدى صديقاتها في المدرسة”
هناك بنات لا تثبت عذريتهن حتى لو لم يمسسهن أحد”ص17 وهناك سيتنادى الأهل والإخوة والأقارب
للدفاع عن الشرف، “ستغدو دعارات اخوتي وسقطاتهم كلها طهرا أمام جريمتي”17،
فهل الشرف حكر على النساء فقط؟ وهنا نلاحظ كيف تلصق بها تهمة جريمة لم ترتكبها،
لكنها قد تخسر حياتها. ومن العادات والتقاليد في ليلة الدخلة عدم ترك العروسين وشأنهما في تلك الليلة،
وكأن المعاشرة الزوجية بين العروسين شأن يهم الجميع، وعدم حصول المعاشرة ستتبعه أقاويل كثيرة، وفي القصة هنا…
لم تحصل المعاشرة الزوجية، لكن العريس استجاب للعادات والتقاليد،
وأنقذ الموقف بطريقة أخرى”خلع حذاءه ومدّ سكينه الى قدمه، فجرحها عند طرف الكعب
وراح يرش على الثوب بضع قطرات من دمه النازف”ص18، ومع جمال السرد في هذه القصة،
إلا أنني لم أفهم نهايتها، أو بالأحرى لم أجد ضرورة لها.

وفي قصة”وينطفئ ذاك النور” نقد لاذع لتزويج الفتيات من شيوخ طاعنين في السنّ قد يكبرون آباءهن عمرا،
وعندما يموت الزوج تبدأ الإشاعات تطارد أرملته، وتشارك النساء أيضا في بث الإشاعات،
وهنا تعامل الأرامل والمطلقات بعدم السماح لهن بالعمل وعدم السكن وحدهن مع أطفالهن
بل يجب أن يكن تحت رعاية الأهل والإخوة، انظر قصة”سأسجد لهما”ص48
فالمرأة مجبرة على التعايش مع الزوج مهما كان سيئا وشريرا وظالما معها ولها،
وإذا ما وافق الأهل على الطلاق فعلى المرأة أن تبقى رهينة البيت، بل إنهم يحرمونها من أبسط حقوقها
وهو حقها في الأمومة ورعاية أطفالها، من خلال تجريدها من هذا الحق.

اللغة والأسلوب: تملك الكاتبة لغة أدبية جميلة، تتحلى بالبلاغة التي تبرز مفاتن اللغة
من خلال التشبيهات والاستعارات والكنايات وغيرها من الفنون البلاغية.

ولفت الانتباه أن الكاتبة اتخذت أسلوب السرد القصصي بلغة الأنا ليكون أقرب حميمية
في التعبير عن الذات، وعند المتلقي أيضا، مع أن”الأنا” هنا ليست خاصة بالكاتبة بل هي كل فتاة عربية
….لكن الكاتبة وقعت في أكثر من موضع في تفسير بعض الجمل، أو تفسير ما تقصده وهذا ليس في صالح النص.

وقال الشاعر رفعت زيتون:

الأفعى والتفاح، قصص قصيرة وبعناوين مختلفة جمعتها الكاتبة تحت عنوان واحد وهو “الأفعى والتفاح”
الذي لم يكن له حضور خاص كما توقعنا في إحدى تلك القصص ولكن هذا العنوان ربما أرادته الكاتبة عنوانا عامّا وشاملا
يصلح لكل تلك القصص، خصوصا أنني وجدت الكثير من هذه الثعابين والأفاعي البشرية تنتشر داخل تلك القصص .

القصص جاءت قصيرة ومشوقة وبلغة عربية سهلة وممتنع، خالطها بعض العامية
وكذلك اللغة المحكية في بعض الأحيان وبلهجة أهل شمال فلسطين .

وكانت معظم القصص مشوقة جدا، وتشدّ القارئ إلى أن يسير قدما في دروبها إلى أن يصل نهاية
جعلته يضع الكثير من سيناريوهاتها، إلا أنه أي القارئ غالبا ما فشل في التوقع لأن النهاية
كانت دائما مفاجئة ومباغتة بل ومدهشة، فكانت حبكة قصصية تدلّ على تمكن الكاتبة
وقدرتها على إيصال ما تريد بطريقة جميلة وبفنيّة عالية .

هذه الحبكة والنهايات الجميلة والأسلوب الرائع قد أخفى بعض الهنات القليلة التي وجدت هنا
وهناك على اعتبار أن الخلط بين اللهجة المحكية والفصحى من هذه الهنات .

عالجت الكاتبة وبجرأة واعية وبأدب كبير الكثير من القضايا الاجتماعية،
ومنها المعقد والذي يقدم عليه الكتاب بحذر شديد، وقلّما تصل مراكبهم إلى شواطئ الأمان
لأن بحر هذه القضايا بحر لجيّ عالي الموج ، ولكن هذه الكاتبة الماهرة قد كانت ربان مركب يطيعه الموج
فوصلت إلى الشواطئ بأمان، ووجدت أهلها بانتظارها مرحبين ومستقبلين إياها بالأزاهير .

ومن القضايا التي تطرقت إليها الكاتبة : قضية منع ترميم المباني القديمة نتيجة الإجراءات الاحتلالية ف
ي أغلب المدن والقرى العربية في عكا ويافا وحيفا والقدس وقضية نظرة المجتمع للمرأة المطلقة،
أو التي تنوي الطلاق وما تتعرض له من الزوج والأهل، وقد كانت القصة الخاصة بهذه القضية مؤثرة جدا
وأظهرت فيها الألم بحوار ذاتي واجتماعي دار بين المرأة وأهلها، وبين المرأة وذاتها
إلى أن توصلت إلى نتيجة أن تختار أهون المرّين بل وأنها وصلت إلى حد تمنّيه .

وقضية أخرى عالجتها الكاتبة وهي قضية الوهم المفرط عندما يسوء فهم موقف ما
ثمّ يتطور هذا الفهم إلى أن يصل إلى ما يشبه الغول يأكل الأخضر واليابس في نفوسنا، ويكاد أن يطيح بنا
إلى أن يتبين لنا أنه مجرد وهم كما جاء في قصة ” انتفاض ” وهذه القصة اشتملت على الكثير من الفنّ في سردها
وكذلك أنها تطرقت إلى قضايا أخرى سياسية، فكان الجمع بينها دليلا آخر على قدرة هذه الكاتبة الكتابية .

تحدثت أيضا الكاتبة سرحان عن معاناة الثّكالى وبطريقة توحي بما يشيه الطبّ النفسي
والعلاج بوضع المريض بحالة وجدانية تحاكي حدثا كان في السابق ليستفيق المريض،
ويقرّ بشيء ما كان يقتنع به كما كان مع الأم التي فقدت ابنها .

وبعد: فقد قرأتُ مجموعة قصصية نالت إعجابي وإعجاب الجميع،
ولا أخفي بعض التحفظ على بعض القضايا والتي أوضحت الكاتبة بعضها في ردّها
الذي دلّ على سعة صدرها ومقدار كمّ الثقافة والوعي الذي تمتلكه الكاتبة.

أمّا هذه الملاحظات فكان منها أولا الخلط بين المحكي والعامي والفصحى دون وضع المحكي بين أقواس أحيانا،
وثانيا صورة الأب والزوج والأخ رغم عدم إنكاري لوجود مثل هذه الأنماط والشخصيات في المجتمع،
ولكنها ليست بالنمط العام وتمنيت أن تكون هناك قصة تتحدث مثلا عن تضحيات الأب
ومحبة الزوج ( ولو أن ذلك ذكر مرة واحدة في قصة ( الدخلة والقربان),

ثالثا تكرار اللعن تقريبا في كل القصص فظهرت الفتاة دائما لاعنة وشاتمة،
وهذا حتى يجعلنا نفكر أن البطلة في أغلب القصص كانت تقريبا شخصية واحدة،
وأخيرا التطرق لبعض القضايا الدينية وذكر أئمة المساجد وتقديمهم على النحو الذي ظهر في القصة .

وأقول في النهاية أن الكاتبة أنوار سرحان هي كاتبة كبيرة وقدمت عملا كبيرا ،
أرجو أن لا يكون الأخير بل وأتمنى أن يكون مقدمة لأعمال كبيرة أخرى، مع أمنياتي لها أيضا بالتقدم والنجاح
وحتى الوصول إلى العالمية . وأقول أنني كسائر إخواني وأخواتي في الندوة قد تشرفت بك.

وقال الناقد ابراهيم جوهر:

الثنائيات الاجتماعية ولغة الشعر في النثر

يفاجئ عنوان مجموعة نصوص الأديبة أنوار سرحان قارئه داعيا إياه للتوقف وإمعان النظر ؛
في الكلمتين البارزتين (الأفعى والتفاح) وفي الجملة التقريرية الغريبة التي ألحقت بهما كتفسير وصفي لهما:( سيناريوهات لجرائم محتملة ) .

إنها تعيد القارئ الى بدء الخلق والخليقة وقصة الإغواء والنزول من الجنة والعلاقة بين آدم وحواء وفق الكتب الدينية ،
ولكنها أضافت جملتها التحذيرية : سيناريوهات لجرائم محتملة ، للتحذير ، والدعوة الى التغيير ، والتوعية والتثقيف .

ثم إن القارئ المتفحص يستطيع أن يجد ما يدل على هوية المكان المقصود والناس
عن طريق التقاط الألوان الدالّة على الفلسطيني وفلسطين .، ولون الأرض والسماء …

يصح الحكم ابتداء على مضامين نصوص الأديبة أنوار سرحان الاجتماعية جميعها بتنوّع شخصياتها
وأحداثها وأسلوبها المتفاوت من نص الى آخر بأنها تشكّل بانوراما اجتماعية للعلاقة بين المرأة (كنوع) والرجل (بفكره الذكوري ) ،
لأنها لم تتحامل تحاملا أعمى على الرجل كرجل فقدمته في لفتات هادفة في حالات غير قامعة ولا ظالمة .
كما قدمت المرأة نفسها في حالات أخرى مشابهة غير حالتها العامة المظلومة والمضطهدة .

وجدت صورتين كليتين للمرأة وللرجل ، وتتفرع كل منهما الى صور فرعية :

صورة المرأة :

الأولى : المرأة المغلوبة المقهورة المظلومة المجبرة على القبول والزواج ممن لا تود وتريد وتختار ,

والصورة الثانية : المرأة المغلوبة ، القاهرة ، المنتقمة .

والصورة الثالثة : المرأة المغلوبة المسايرة الراضخة التي تعود الى سكة الطاعة والتبعية والرضى بالزوج
الذي ترفضه فيصدها المصير الظالم الذي سيتلقفها ، فتعود لتسجد لهما …

وفي المقابل نجد صورة مقابلة على النقيض تماما ؛المرأة الواثقة ، القوية ، الجريئة ، المتحررة .

أما الرجل فوجدت الكاتبة وقد صوّرته في حالاته الثقافية التالية :

الرجل الاب القاسي الزاني ،

الرجل الأخ الزاني ، وهما يتنافحان صونا للشرف بمفهومه المجتمعي الذي يتيح لهما ممارسة شذوذهما ،
ويقودهما للحرص غير المبرر على رحمهما الخاص بهما . أنهما شخصيتان / نمطان متمفصلان اجتماعيا وغير متّسقين نفسيا .

ونجد من صور الرجل : صورة الزوج المتفهم المحب الحاني الذي يرفض بعض المفاهيم الاجتماعية (فالمهم أنت وأنا ) ،

كما نجد بالمقابل صورة الحبيب السلبي البارد غير القادر على حماية محبوبته ولو بتهدئة مخاوفها وانفعالاتها .

لا تتحامل الكاتبة هنا على الرجل بل على الفكر الذكوري الذي يضع قوانينه الخاصة الظالمة للأنثى ،
وما ألفاظ القسوة في اللغة إلا للإشارة الى قسوة الحياة التي يقيدها الفكر الذكوري المتناقض غسر المتسق مع ذاته ، وتناقض أفعاله أقواله .

جاءت نصوص الكاتبة التي تنوّعت بين القصة القصيرة ، والقصيرة جدا ،
وقصة البوح والتحليل بلغة فيها من الشعر أسلوب المجاز ، والرمز ، والبوح الداخلي . وقد استخدمت الحوار بلغة فصيحة حيث وجب ذلك ، وبلغة محكية (لهجة شمال فلسطين ) الأليفة الدالة على ثقافة الشخصية وهوية المكان . ولم تكن نافرة عن السياق الفني العام للقصة ، بل خادمة لمضمونها .

تمثلت جرأة الكاتبة المحمودة في جرأة الطرح للواقع الاجتماعي المسكوت عن بعض قضاياه ،
وفي استخدام بعض الصفات والألفاظ التي باتت اليوم شائعة (!!) في بعض الفضائيات وفي أحاديث المجالس الخاصة .
لم تسفّ ولم تذهب وراء إغراء اللفظة وإيحاءاتها كما فعلت سامية عيسى في روايتها المقززة (حليب التين ) مثلا ،
ولكنها استخدمت الألفاظ المقصودة هنا بما يخدم التعبير عن الحالة الموصوفة المعنية بالمعالجة .
لم تكن اللفظة مقصودة في حد ذاتها لذاتها بقدر أكبر مما تعبر عنه من واقع قائم لا يستطيع المنصف تجاهله وإخفاءه .

توسلت الكاتبة بالسخرية ، في الموقف ، والحوار ، والتعليق ، والوصف .
واعتمدت على المفارقة في الحدث والنهاية . وعلى الرمز الذي ينبئ باستمرار الحالة الموصوفة .
من هنا ظل الابناء يولدون بإشارة الى مكان جرح الأب لقدمه ، وبأقدام مفلطحة ، دلالة على استمرار الواقع ،
وعدم صلاحية الأقدام للسير والتقدم ، لأن القدم المفلطحة تتعب في السير ولا تصلح للمسافات الطويلة ….

بنت الكاتبة فكرها الأدبي هنا على ثنائيات متقابلة : المرأة والرجل ، العربي واليهودي ، أنا والآخر ،
الحب والكره ، الموت والحياة ، الضحك والبكاء . كما ابتدأت ب(الأفعى والتفاح) : السماء والارض …
فأرادت رسم خطين متوازيين يحملان جسما وقضية يسير نحو هدف محدد مثل القطار السائر فوق خطي سكة الحديد في طريقه المعلوم …
ولكن كلا من خطيها كان يأخذ باتجاه مغاير لاتجاه الآخر !! وكأنها تسأل : متى يتحدان معا ؟!!

ومما يلفت الانتباه في أسلوب الكاتبة اعتمادها على الروي بضمير (الأنا ) لأنه الأقرب ، والأكثر حميمية ،
وهو الذي يدفع القارئ الى الاقتراب أكثر من الحالة الأدبية .

في العناوين الداخلية للنصوص برزت ظاهرة العنوان المكون من جملة طويلة ،
وجاء بعضها وصفا وليس عنوانا (مثل : تلك العجوز الصبية التي ضحكت منهم جميعا ، و: أشدّ غرابة من عدد حروفها ) .

والمعروف أن العنوان والجملة الافتتاحية وما يليها يشكلان أهم شروط التشويق .
لأنهما أشبه (بالفاترينا ) التي تجذب المشتري للولوج الى محل (النوفوتيه) .

في القصة الأولى(فوبيا وغربة غزل) جاءت المقدمة على الشكل التالي :
(( نظرت الى عينيه بلهفة …ما أجمل عينيه البراقتين ، ولكم أعشق التجاعيد الناعمة حولهما .
من الغريب أنني أكره البشرة المشدودة وأجد في التجاعيد دليلا الى الحياة كما أنني أموت في ضحكته التي لا تكاد تفارق وجهه الا نادرا ……)) ؛

هنا بدأت الكاتبة بجملة فعلية أولا ، وأتبعتها ب(مونولوج)يبدأ بالتعجب ،

ثم :تعود الى الجملة الفعلية (حدقت فيه طويلا …) ،

ثم : وصف جو المكان وتأثيره على نفسية الراوية (أنغام التايتنك المنبعثة من داخل المطعم…) .

ثم : نقل المشاعر والتمنيات المتولدة من المكان وفيه:( فتتمازجان بسحر يجعلني أتصور نفسي أعانقه عند البحر …) .

وفي نهاية الصفحة ، يتغير المسار النفسي والقصصي المعبأ بالمشاعر والأمنيات واجواء الفرح والسعادة فجأة …،
وكأن الكاتبة ترسل رسالة تقول فيها : السعادة لا تدوم هنا ! لا تحلم أيها العربي بالهدوء والحب والحياة !

تستدرك بقولها : (لكن حركة غريبة في المطعم قطعت عليّ متعتي وأفسدت جلستنا الرومانسية …)
ثم تتابع الحدث المتوتر ومشاعر الخوف وانسحاب الحبيب من الدفء وطمأنة محبوبته
لنكتشف في النهاية المتوترة أن (جسما مشبوها ) الذي أثار الحركة هو (كانت تلك عبوة حفاظات أطفال يبدو أن إحدى الزبائن قد نسيتها …)
إنه (الفوبيا ) والرعب الذي يكشف هشاشة المجتمع المدجج بالأسلحة ، ويبرز النظرة الى العربي المتهم دائما .

أشارت الكاتبة ايضا الى مستويات اللغة المنطوقة الظاهرة ، وتلك المختفية الكامنة هنا ،
تقول قال متظاهرا باللطف : أف !! متى يحل السلام وتنتهي هذه الحالات ؟؟
إلا أن عينيه قالتا عكس ذلك : متى ينتهي وجودكم في هذه الأرض لنحيا بسلام؟؟!!) .

أما النهاية فجاءت استمرارا للحالة العبثية الغريبة التي يعانيها المواطن العربي في بلاده …
فلا يهم ما الذي كانت تقوله الراوية وهي تشتم ، ولا ماذا يسمى هذا الشتم في المصطلحات العلمية .

في النص الثاني (الدخلة والقربان) وهي القصة التي تقترب من الجرأة المشار اليها أكثر من غيرها من حيث موضوعها ،
جاءت البداية بجملة فعلية ، فوصف واستدراك سرت في جسدي رعدة غريبة لم أعهدها من قبل …
رعدة مدغدغة مثيرة أول الأمر ، لكنها سرعان ما شحنت بخوف وقلق حاد اعترياني ….) .
البداية بلغتها الحميمية تتشبث بالقارئ وتمسك بتلابيبه لكي لا يفارقها …. أنها لغة القص الجديدة التي تأخذ من الشعر حيويته وروحه ،
ومن البوح الجميل وصفه وتعبيره ، ومن المسكوت عنه المدحور موضوعا يعبر عنه .

أدب الشباب ، أو الأدب الجديد بات يعبر اليوم عن الجوانب الداخلية للنفسية ،
ويرصد انفعالاتها وردود أفعالها الداخلية وعلاقاتها مع الواقع أكثر من الأسلوب التقليدي الكلاسيكي البارد المتأنق الذي يعتمد الشكل الخارجي .

هنا نجد لغة متوترة دالة تعتمد على القارىء ليكمل إيحاءاتها وفق خبرته وعلاقته وإحساسه باللغة .
اللغة هنا تصير شخصية ليست حيادية بل مشاركة في الفعل .

ولعل وقفة متأنية مع البدايات القصصية لنصوص أنوار سرحان تكشف المزيد من أسلوبها الذي يفرضه الحدث .
مثلا ، نجدها تبدا قصة(تلك العجوز الصبية …) بالتوجه المباشر على طريقة الخطاب للقراء : (لن تسعفكم ذاكرتكم …)

واعتمدت الصوت معبرا عن الحالة ، وأتت بأسلوب الشعر الحديث الى ميدان النثر فوجدناها تضع الكلمة أو الجملة في سطر منفرد ،
لأن البياض أضحى ذا دلالة و صار لغة تشير وتعني وتتكلم ….(قصة أشد غرابة من عدد حروفها ) مثلا .

نجد في أدب الكاتبة ما يعبر هنا عن أدب الشباب المتمرد الغاضب الباحث عن وطن حقيقي يروق له ويبنيه بوعيه وإرادته .

إنه صوت جريء واع يعرف ما يريد وماذا يريد ، ولا ييأس ولا يستكين لأنه يمتلك روح الشباب المعطاء .

تحية للكاتبة وزملائها وزميلاتها وهم يرسمون عالما من الجمال .

وقالت القاصة نسب اديب حسين:

تأتينا الكاتبة أنوار أيوب سرحان بباكورة أعمالها الأدبية المجموعة القصصية “الأفعى والتفاح” الصادرة عن منشورات معين حاطوم 2010.

تشمل المجموعة 13 قصة قصيرة، يغلب على القصص أسلوب المشرف الكلي، وجميع أبطال المجموعة هن شخصيات نسائية.

تركز المجموعة على قضيتين رئيسيتين يغلب طرح الأولى أكثر من الثانية،
وهما قضيتا المرأة والمشاكل التي تواجهها في ظل مجتمع ذكوري، وقضية فلسطينيي الداخل، ه
ذا الشق يظهر جليًا في قصة “فوبيا.. وغربة غزل” لنرى أي نظرات اتهام وشك من الممكن أن تواجه بهما فتاة عربية
بين مجتمع يهودي، وكيف من الممكن ان تتهم بالارهاب لمجرد كونها عربية.
فيما تطرح قصة “هذه..أغنيتي” قضية التعايش بين العرب واليهود،
وهي قصة قوية جدًا تتناول شخصية فتاة طالما حلمت بالسلام والتعايش وتفرح بالمنصب الذي ما حلمت به عربية
في هذي البلاد كمديرة للنادي العربي اليهودي للسلام، وحولها الموسيقى تتردد “شالوم شالوم يعني سلام.. ما في أحلى من هالكلام”.
فجأة تكتشف البطلة أنها قضت حياتها لتحقق حلمًا مزيفًا،
فها هي تحتفل بهذا التعايش في بيتٍ عربي قديم أصبح مطعمًا ويُدعى الجاعونة على اسم القرية العربية قبل أن تحول الى روش بينا،
هنا تدرك البطلة الزيف القائم في هذا التعايش الذي إن كان فإنه سيكون على حساب الشعب الفلسطيني الباقي على أرضه،
فسيتوجب على هذا الشعب أن يتناسى كل ما فقد ويرضخ ويستسلم، وبقبوله التعايش سيكون راقصًا على أنقاض نكبته،
وهنا ترفض البطلة المشاركة في هذا وتقف صامتة ممتنعة عن الكلام والاستمرار في الاحتفاء بولادة هذا الحلم الزائف.

تسلط الكاتبة الضوء بقوة في قصة “انتفاض” على الروح الراضخة المستسلمة لواقع الحال،
في وسط الطبقة الشعبية من أتباع (الحيط الحيط ويا رب السترة) والتي تعبر عنها ما جاء في الفقرة التالية صفحة 44:

( من قال إني أريد الانتفاض؟ وماذا أفعل بطفلي؟ من سيربيه؟؟ من سيراعي أموره؟ هذا اذا سمحوا له أن يعيش أصلا…
أتصور الدولة ترمي به الى الشارع.. يا الهي!! ساعدني يا رب ماذا أفعل؟ وكيف أخرج من هذا المأزق؟

لم أستعدّ لانتفاضة، ولم أتوقع أية ثورة.. أين أنت يا ولدي؟ ليتني قبلتك قبل أن أغادرك..
لم أتوقع أن تكون المرة الأخيرة. من سيربيك من بعدي؟؟ لا شك أن الدولة ستحرمك من كل حقوقك. وستطعن في مواطنتك.
هل ستسامحني وتفخر بي أم تعتبرني سبب تعاستك في هذا الكون؟ من قال إني أريد الانتفاض؟؟
من قال إني أعادي اسرائيل؟ دعوني أربي ولدي ولا ترموا به للشارع.. لا أريد منكم شيئًا آخر…)

هذه الروح المستسلمة قد تثور وتنتفض كما حصل في القصة اذ لا يزال هناك مجال لهذا،
لكنها سرعان ما ستعود وتخمد في مواجهة واقع الحياة اليومية الذي لا يترك متسعًا لغير هذا في سبيل تحقيق حياة هادئة وآمنة.

أما عن المرأة وقضيتها، فإن أنوار تطرق عدة أبواب في هذا المجال، ففي قصة “الدخلة والقربان” تتناول قضية مهمة
وهي مسألة الحاجز النفسي التي تعاني منه الفتاة في ليلة دخلتها،
إذ تحتم العادات والتقاليد عدم اجتماع الخطيب بخطيبته منفردين في فترة الخطوبة،
وما يرافق ذلك من تحذيرات للفتاة، وفجأة يتطلب منها أن تتخطى جميع الحواجز دفعة واحدة في ليلة الدخلة،
مما يربك الفتاة ويوترها. وهنا ظهر موقف جميل بحق الرجل الذي تفهم الأمر وترك لعروسه مسافة من الزمن
تمكنها من تخطي تلك الحواجز. لكن لي مأخذ على هذه القصة،
أن الكاتبة أشارت في نهايتها ص 19 الى أن جميع اولاد البطلة يولدون بعلامة حمراء غريبة تبدو كالجرح الغائر عند طرف الكعب بالذات
.. في نفس الموضع الذي كان قربان دم ليلة دخلتها ذاك الجرح الذي افتعله زوجها بيده، قد يكون هناك معنى رمزيًا خلف هذا الوصف،
لكن من ناحية أخرى في قول الكاتبة أن الاطفال (يولدون) مع هذه العلامة فهي تقدم معلومة غير صحيحة علميًا،
إذ لا يمكن أن يرث الأبناء ذاك الجرح الذي افتعله والدهم.

في قصة “سأسجد لهما” تطرح الكاتبة مسألة الطلاق وما يترتب عن هذا من رضوخ،
إذ يتحتم على البطلة الاستسلام للإهانة والمذلة في بيت زوجها على العودة الى بيت أبيها،
حيث ستفقد عملها وابنتها والبقية الباقية من حريتها. في هذه القصة تظهر أن مشكلة المرأة ليست سلطة الرجل وعنجهيته فقط،
لا بل المرأة ذاتها هي عنصر هام في هذه المشكلة، فها هي المرأة المغلوبة
على أمرها لا تجد مساندة أو دعما من الأم أو من الأخت أو من زوجة الأخ،
وكل هذا يساهم في استمرار شقائها وعيشها بمذلة. هذه الاشارة نجدها أيضًا في قصة “وينطفئ ذاك النور”
حين يزداد لغط النساء على امرأة أرملة إثر إقدام أحد جيرانها على مساندتها والاهتمام بتلبية حاجاتها.
ويأتيها ذاك الأب الذي كان قد تزوج من امرأة غير أمها بعد أن حملت منه بطفل غير شرعي،
يأتيها هو وذاك الطفل الذي أصبح أخًا راشدًا للتنظير عن الشرف متوعدان ساخطان إثر ما سمعا من لغط،
متزودان بسكين لتطهير شرف عائلة تناسيا أنهما لطخاه هما منذ سنين.

رأيت أن قصص “فوبيا.. وغربة غزل”، “صدرها الذي ألح..”، “هذه أغنيتي”، “انتفاض”،
و”سأسجد لهما” من أقوى قصص المجموعة في طرحها، وفي تركيب الحبكة والتسلسل القصصي فيها.
فيما وجدت بعض الضعف في سياق قصة “وينطفى ذاك النور” التي انتهت نهاية ضعيفة.
كما شعرت أن هناك حلقة مفقودة في قصة “آرت دي كوكو”، إذ تم بناء القصة بطريقة جميلة،
وراحت الأحداث تتقدم بطريقة مشوقة، لكني فقدت التسلسل القصصي حين أشارت صديقة البطلة صفحة 63
الى أنهم لم يدخلوا المطعم بعد، بعد قد ذُكر سابقًا ص56 أن البطلة وصديقاتها قد جلسْن في المطعم
ورحن يتحدثن ويضحكن. تنتبه البطلة لشاب يلجمها بنظراته وتتذكر مشاركته في مظاهرة ضد اسرائيل وتوعده اليهود..
وتخشى البطلة تخطيط الشاب للانتقام، لكنني لم أفهم الحالة الهستيرية التي أصابتها بسبب نظراته،
هل تخشى أن يراها عدوة له لمجرد تواجدها سعيدة في حضرة صديقة يهودية؟ ه
ل خطط حقًا للانتقام أم لا؟ أي رسالة تود نقلها الكاتبة إلي من خلال هذا النص؟ أسئلة لم أعثر لها على جواب في مساحة هذه القصة.

العنوان: الأفعى والتفاح ـ سيناريوهات لجرائم محتملة..

وقفت مطولا أمام هذا العنوان لمجموعة قصصية تطرح قضية المرأة ومن جوانب عدة..
في هذه القصص تظهر سيناريوهات لجرائم ضد النساء يمكن لها أن تكون على يد رجل من بيئتهن.
المرأة المضهدة هنا من قبل الرجل الذي يزداد سلطة وقد يكون هذا انتقامًا، بالعودة للسيناريو الأول للقصة التوراتية،
وفيما يبدو أن الكاتبة ترى أن الأفعى والتفاح هما أول من أوقعا بالمرأة وكانا سبب العقاب الأول وهو الطرد من الجنة.

وقال الأستاذ موسى أبو دويح:

جاء في الكتاب ثلاثة عشر عنوانًا أو نصًّا -كما سمّاها الكاتب التّونسيّ كمال القيروانيّ-
أو قصّة قصيرة؛ تحوم كلّها حول المرأة ومشاكلها: في الخِطبة
وإجبار الفتاة على الزّواج بمن لا ترغب فيه، أو حتّى بمن تكره وتبغض،
والطّلاق، ونظرة المجتمع إلى المطلّقة، والتّفريق بينها وبين أطفالها بحجّة أنّهم غرباء،
ولا يلزم أهل الزّوجة بتربية أبناء الغرباء الأباعد كما قال الشاعر:

بنونا بنو أبنائنا وبناتنا بنوهنّ أبناء الرجال الأباعد

وسفر المرأة وحدها بدون محرم وغير هذا من المشاكل المتعلّقة بالمرأة في هذه الأيّام.

وهذه المشاكل وأمثالها مستفحلة في كلّ المجتمعات، وأكثر الظّلم يقع على المرأة؛ لأنّها الطّرف الضّعيف والضّلع القصير.
وإن كانت في بعض الحالات تقضي على زوجها إرضاءً لعاشقها.

هذه المشاكل ستبقى في المجتمعات، بل وتزداد يومًا بعد يوم،
فنصف عقود النّكاح تفسخ بالطّلاق في عامها الأوّل في كثير من البلاد العربيّة.
ولا حلّ صحيحًا لهذه المشاكل إلا بما جاء به الإسلام. وما دام النّظام الإسلاميّ مغيّبًا عن التّطبيق في المجتمع؛
فإنّ هذه المشاكل ستبقى بلا حلول، وسيكتب عنها الكتّاب الكثير، والنّتيجة هي هي.

فنظام الإسلام لا تجبر فيه المرأة على الزّواج، بل لها كامل الحقّ في اختيار الزّوج الّذي ترغب في الاقتران به،
ورفض أيّ شخص لا تريده. والإسلام جعل كفالة ورعاية وحضانة الصّغار لأمّهم.
وتعدّد الزّوجات فيه حلّ لمشكلة العنوسة المتفشّية في مجتمعاتنا في هذه الأيّام.
والطّلاق فيه حل للمشاكل الناشئة بين الزّوجين الّتي تجعل عيشهما معًا متعذّرًا. ثمّ إنّ المطلّقة سرعان ما تتزوج ما دام هناك تعدّد للزّوجات.

الكاتبة متمكّنة من اللّغة العربيّة الفصيحة، تكتبها بسلاسة ووضوح، والأخطاء في الكتاب تكاد تكون نادرة،
إلا بعض الهفوات في الاستعمالات الفصيحة مثل:

صفحة 18: (المهمّ أنتِ وأنا!!) والأصحّ أنا وأنت

صفحة 32: (وتكبدنا فيها خلق لغة مشتركة) والأحسن وضع لغة مشتركة؛ لأنّ الخلق لله (ألا له الخلق والأمر) (الأعراف: 54).

صفحة 33: (وها أنّ جميع الحضور يحتفون) والأحسن وها هم جميع الحضور يحتفون.

صفحة 42: (وأغرتني بوجود أشخاص مهمّين في الاحتفال عربًا ويهودًا)
والصّحيح ويهودَ بدون تنوين لأنّها ممنوعة من الصرف (علم على وزن الفعل).

وفيها (في ذلك اللقاء الهامّ) والصّحيح المهمّ.

صفحة 56: في السّطر الأوّل اقتبست الآية الكريمة خطأً
والصّحيح ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (المائدة: 90).

وفي صفحة 65: (عبر أحدايثها) والصّحيح عبر أحاديثها. وفيها (حتّى خلتَ روحها) والصّحيح خِلتُ روحها.

وختامًا الكاتبة كاتبة موهوبة، تجيد الكتابة بأسلوب جيّد أخّاذ، يجبر القارئ على مواصلة القراءة. أتمنّى لها التّوفيق والنّجاح.

وقالت رفيقة عثمان:

مكانة المرأة الاجتماعية في القصص

كتبت الكاتبة أنوار قصصاً واقعية، تتمحور حول قضايا شائكة وحساسة تعرّضت وما تزال تتعرّض لها.
عكست الكاتبة صورةً لمكانة المرأة في المجتمع العربي عامةً، وفي المجتمع الفلسطينيّ خاصّةً، حيث كان المجتمع السلطويّ،
والأبويّ والذكوريّ سبباً في تدنّي مكانتها الاجتماعية،
وقمعها والاستيلاء على الحيّز الضيّق من حرّيتها تحت شعار الكرامة والشرف وما إلى ذلك من حجج واهية.

صوّرت الكاتبة الصراعات التي تعيشها المرأة نتيجة الصراعات السياسية القامعة لكونها تمثّل أقلية قليلة في المجتمع من جهة،
ولكونها امرأة ضعيفة في مجتمع.

وقال خليل سموم:

كلمة لا بدّ منها في البداية:

قبل الشروع في قراءة ما كتبتُ حول هذه المجموعة القصصية لا بدّ من لفت نظر الزملاء والضّيوف لنقاطٍ خمس:

1- كتابتي حول هذا العمل الفنيّ جاءت على شكل ملاحظات، عددها 37 ملاحظة، سأقرأها بسرعةٍ حتى لا أطيل عليكم في الوقت.

2- ربما تجدون تشابهاً في بعض الملاحظات، وتكراراً في بعض العبارات، وقد حدث ذلك عمداً بقصد التأكيد عليها.

3- ربما تجدون أنّ هذه الملاحظات ينقصها بعض الترتيب والتسلسل الموضوعيّ فعذراً لذلك.

4- وعذراً كذلك إذا وجدتم بعضاً من ملاحظاتي واستنتاجاتي في غير محلّه.

5- ونقطة أخيرة يجب التأكيد عليها هنا، وهي أنني أعتبر قارئاً عادياً فحسب ولستُ ناقداً.
فكلّ ما هنالك أنني قرأت هذا العمل الفني وتأثرتُ به فأبديتُ بعض الملاحظات عليه،
وخرجت ببعض الاستنتاجات منه وذلك بقدر ما سمحت لي به ثقافتي الفنية والعامة المتواضعتان.

الملاحظات

1 مجموعة قصص غالبيّتها ذات موضوعٍ اجتماعيّ بحت، وباقيها اجتماعيّ يتداخل فيه ويتشابك به بعضٌ من السياسة.

2- معظم هذه القصص ذو لغةٍ عربية فصحى سليمة، بسيطة، مفهومة للغالبية العظمى من القراء .

3- سرد الحدث في جميع هذه القصص هو الغالب مع عدم إغفال الحوار عند الضرورة.

4- الحبكة في كلّ قصّة من هذه القصص محكمة، وهي تجعلك تنشدّ إلى القصة بكلّيّتك.

5-عنصر التشويق في جميع هذه القصص متواجدٌ بوفرة، فما أن تقرأ الجملة الأولى من كل قصة
حتى تجد نفسك مجروراً لنهاية القصة، وما أن تنتهي من قراءة قصة حتى تدفقك إلى تاليتها،
وما أن تنتهي من قراءة الكتاب حتى تتمنى لو أنه لم ينتهِ.

6- استعملت الكاتبة في غالبية قصصها ضمير المتكلم ، وفي الباقي ضمير الغائب.

7- لقد سيطر عنصر الحركة على كل قصة من القصص مما أضفى عل كل منها حيويةً ، نضارةً وإشراقاً.

8- أسلوب الكاتبة هنا سلس وهو سريع مركّز، ليس به حشوٌ ولا استطراد.

9- تبتدئ كل قصة من هذه القصص مباشرة ومن جملتها الأولى بسرد الحدث دون مقدّمات وصفيّة زائدة عن الحاجة.

10- الأفكار الواردة في جميع القصص واضحة ولا غموض فيها ،
وهذه الأفكار بالرغم من أنها عميقة إلا أن الكاتبة بسّطتها عندما ترجمتها إلى أفعال صادرة عن شخصياتها.

11- لقد وظفت الكاتبة عنصر السخرية اللاذعة بنجاحٍ في قصصها هذه، وذلك في محاولة منها لإقناع القارئ بقوة بوجهة نظرها.

12- وقد وظفت الكاتبة المنطق والعاطفة في جميع قصصها للوصول إلى هدفها، وكان منطقاً مقنعاً وعاطفة نبيلة.

13- الشخصية الرئيسية في كل قصة من قصصها بلا استثناء كانت امرأة.

14- ركّزت الكاتبة في كل قصة من قصصها على شخصية رئيسية واحدة،
وهذا مما يساعد القارئ على أن يركّز اهتمامه على هذه الشخصية، والكاتبة بهذا لم تعمل على تشتيت ذهنه بين شخصيات رئيسية متعددة لكل قصة.

15- في قصص الكاتبة لم يطغَ الشكل على المضمون، ولم يطغَ المضمون على الشكل،
بل جاء الشكل والمضمون متكاملين متناسقين وفي وحدة عضوية قوية أخرجت العمل الأدبي فناً راقياً في خدمة التقدم الاجتماعيّ.

16- لقد بلغ عدد قصصها في مجموعتها هذه ثلاث عشرة قصة. لكنها جاءت –بلا استثناء- متناسقة من حيث الموضوع.
وقد حصل هذا بسبب وضوح الهدف تماماً عند الكاتبة.

17- جميع هذه القصص مستقاة من الواقع، مع إضافة قليل من الرتوش اللازمة والضرورية.

18- لم تكتفِ الكاتبة في قصصها هذه بعرض الواقع كما هو، فلم تكن مثل آلة التصوير فقط،
لكنها نقدت هذا الواقع بطريق غير مباشر، وبذكاء، فجاءت قصصها واقعية نقدية.

19- لم تكن الكاتبة في قصصها هذه مغالية حتى التطرف اللا واقعي في وصفها لوضع المرأة اللا معقول واللا إنساني في مجتمعنا،
بل كانت واقعية جدًا، فهذا ما هو واقعٌ بالفعل.

20- إنّ الظلم الواقع على المرأة في مجتمعنا، والذي ركّزت عليه الكاتبة في قصصها هذه، ليس ظلمًا من القدر، بل هو ظلم الإنسان للإنسان،
ليس لشيء إلا لكون أحدهما رجلاً والآخر امرأة.

21- في قصصها هذه، لا توجه الكاتبة إصبع الإتهام للرجل لكونه رجلاً ، بل لكونه ظالماً لها ولبنات جنسها،
ولم يبدُ منها أنها تعتبره عدوًّا يجب القضاء عليه، وعلى الأقل السيطرة عليه. لا،
إنها تأمل فقط أن يكون هناك احترام متبادل بين الرجل والمرأة، وأن يحقق كل منهما حقه في المجتمع،
وكأني بالكاتبة تكاد تقول للرجل- على لسان كلّ امرأة-: يا أيها الرجل، بدلاً من أن تعمل كل ما في وسعك للسيطرة عليّ كامرأة،
تعال نتّحد معّا ونعمل سويةَ من أجل إعلاء شأن الإنسانية.

22- في كلّ قصةٍ من هذه القصص صرخة عاليةٌ تخرج من الكاتبة موَجّهةً إلى مجتمعنا لكي يعامل المرأة كإنسان بغض النظر عن الجنس.

23- كاتبتنا عند كتابتها هذه القصص كانت حزينةً ولا زالت، وذلك بسبب وضع المرأة اللا إنساني في مجتمعنا،
ولكن بمجرّد ترجمتها هذا الواقع إلى كتابةٍ فنية، ونقده بطريقةٍ ذكية وغير مباشرة، يدل على أنها غير متشائمة
من إمكانية تغيير هذا الواقع المرّ للمرأة، بل هي عكس ذلك، متفائلة بتغييره.

24- لقد انحصرت معظم مواضيع قصص هذه المجموعة في قضية المرأة،
وهذا يجب أن لا يدعو إلى الإستغراب، إذ إنّ المرأة هي نصف المجتمع، ولن ينهض أيّ مجتمع نهضة كاملة إلا بنهوض المرأة.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى عندما تكون الكاتية امرأة فمن الطبيعيّ والأسهل لها أن تتناول في كتاباتها قضايا المرأة
كونها تعرف تفاصيل قضاياها بدقة ، وتكون متحمّسةً أكثر من الرجل لمناصرة هذه القضايا كونها امرأة.

25- لقد حاولت بعض شخصيات هذه القصص- وكلهنّ نساء- تحدّي وضعهنّ البائس،
لكنهنّ فشلن في كلّ في محاولاتهنِّ وذلك بسبب النظرات القاهرة التي كانت أقوى بكثيرٍ من تحدّيهن الإيجابي.

26- لم تكن المؤلفة محايدةً في قصصها هذه، فقد كانت في كلّ قصة مناصرةً لشخصيةٍ دون أخرى،
لكن من ناصرت؟ لقد ناصرت المقهورات والمسحوقات والمكبوتات والمظلومات والمأزومات والمهزومات والطيبات والبسيطات.

27- إنّ جميع هذه القصص هادفة، فلم يكن هدفها الإمتاع لمجرّد الإمتاع فقط، وكذا لم يكن هدفها التسلية المؤقتة،
بل كان هدفها خلق التأثير الإيجابي، التقدّمي، الملتزم والإنسانيّ عند القارئ.

28- هذه المجموعة من القصص هي مثال جيّد لما يجب أن تكون عليه وظيفة النص الأدبيّ،
وهي المشاركة في قضايا المجتمع.

29- الكاتبة في قصصها هنا جريئةٌ في التعبير عن مشاعرها، وجريئةٌ في طرح موضوعاتٍ حيويّةٍ،
وجريئةٌ كذلك في عرض وجهات نظرها التقدّمية.

30- لقد تعدّدت المواضيع الإجتماعيّة التي تناولتها المؤلفة في قصصها هذه، وهذا دليل اتساع وتكامل أفكارها الإنسانيّة.

31- الكاتبة من خلال بعض قصصها هنا- احتمت كذلك بالواقع المرّ الذي تعيشه كفلسطينيّة ويعانيه كذلك شعبها الفلسطيني،
مما يدلّ على أنها تكتنز في داخلها وطنية أصيلةٌ صارمةٌ، هذا علاوةً على اعتزازها بقوميتها العربيّة.

32- كاتبتنا هذه من عامة الشعب، حسّاسة، غيّورة على مصالح الناس المشروعة، تقدّمية في أفكارها،
لذا كانت قصصها هذه إنسانيّةً بحتة.

33- لا بدّ لقارئٍ يتفهم هذه القصص جيّداً من أن يتأثر بها، وعندما تؤثر القصة في القارئ إيجابيّاً فهذا دليل نجاحها.

34- في ثنايا هذه القصص هدفٌ نبيلٌ، وقد جاء تلميحاً لا تصريحاً وتصويراً وتقريراً.

35- هذا العمل الفني الذي أبدعته الكاتبة يدلّ على مهارتها الفنية وهو قويّ ،
وممتعٌ رغم مأساويّة أحداثه، وتنبع قوته ومتعته من إحكام ثبات كلّ قصة ووحدة هذا البناء، ومن التسلسل المنطقي في الحبكة.

36- وبنظرةٍ إجماليّةٍ إلى هذه المجموعة القصصيّة، فإننا نقول إنها عملٌ أدبيٌّ متميِّز، أبدعته كاتبةٌ ناضجةً فكريًّا،
والتي هي أقرب إلىأن تكون كذلك ناضجةً فنيّاً.

37- كاتبتنا هنا مبدعة، رغم أنها لم تتجاوز في طريقها الكتابيّ سوى بداية البداية. وهي ملتزمةٌ في أفكارها،
غيّورة على مصالح المقهورين اجتماعيّاً وسياسيًّا. لهذا فإننا نتوقّع لها مستقبلاً مشرقاً في الكتابة الفنية الإبداعية.

38- وبعد ذلك جرى نقاش شارك فيه عدد من الحضور منهم الروائية ديمة جمعة السمان، نزهة أبو غوش،
جمعة السمان، طارق السيد، راتب حمد وآخرون.

وفي النهاية قالت الأديبة أنوار ايوب سرحان صاحبة المجموعة:

أن تشارك في ندوة اليوم السّابع، يعني أن تُمنَح وردةً ملوّنةً يظلّ عبقها سارياً في روحك،
إذ أبحر مبدعون في عوالم نصوصك كلٌّ بمجاديفه وأدواته وأروك جمالاً وبهاءً، تتّفق مع أحدهم أو تختلف،
لكنك تظلّ تتنفّس سعادةً أدبية ألقى بها إليك.. شكراً للرائعين في ندوة اليوم السابع لقراءاتهم العميقة لمجموعتي “الأفعى والتفّاح”..
شكراً لكلّ هذا الاحتفاء الذي تشرّفت به نصوصي.. شكراً عميقاً وجزيلاً.

----------

كل الشكر لأديبتنا الكبيرة أنوار سرحان

.

نادية بوغرارة
04-07-2011, 05:39 PM
و نحن أيضا نحيي الكاتبة الواعدة أنوار سرحان ، و نرجو لها مسيرة أدبية موفقة ،

و نأمل أن نجد اسمها على صفحات الواحة عضوا نفخر به و يسرنا حضوره .

شكرا للأخ رفعت زيتون على هذا النقل المميز الذي جعلنا نشعر كما لو كنا هناك معكم .

كل التقدير .

ربيحة الرفاعي
06-07-2011, 06:52 PM
تغطية شاملة لحلقة اليوم السابع التي ناقشت مجموعة الكاتبة أنوار سرحان " الأفعى والتفاح" جعلت ممن يطلع عليها فعلا يشعر وكأنما قرأ المجموعة وحضر الندوة وأحاط بكل ما طرح فيها من وجهات نظر حول المجموعة وكاتبتها، حتى أني وجدت لي موقفا من فكر الكاتبة الكريمة ورؤيتها يقوم على تحفظي على القضية الرئيسة التي ناقشتها قصصها واستحوذت على الحصة الأكبر منها ، وهي قضايا المرأة وما يزعمون من قمع ذكوري وامتهان للمراة وهضم لحقوقها ...
ولأننا هنا نتحدث في ندوة اليوم السابع في حد ذاتها وليس في هذه الحلقة تحديدا منها، فلن أخوض في نقاش حول هذا الشأن الذي أتعبونا بنقاشه منذ عهد هدى شعراوي وقاسم أمين وثلتهما، حتى صنعوا جيلا منا مشروخا لا يعرف جنسه

إنما هي فكرة ألحت علي بينما اقرأ تفاصيل النقاش حول المجموعة الأدبية الابداعية " الأفعى والتفاح" وهذه الثنائيات الاجتماعية المطروحة بقلم متمكن لاقى فيما أرى قراءة أكثر من واعية

تحايانا لكل المشاركين

وفخرنا الكبير بك مشاركا وحاضرا بوصفك الشخصي وبصفتك الرسمية كأحد كبار إداريي الواحة

دمت بألق

نداء غريب صبري
25-07-2011, 06:21 PM
لماذا انقطعت اخبار اليوم السابع الطيبة اخي رفعت

بانتظار جديدك

بوركت

رفعت زيتون
28-07-2011, 12:20 AM
.

الاخت نداء الكريمة

لم تنقطع الاخبار

وكل اسبوع هناك الجديد

ولكنه بعض التقصير مني

ولسووف آتي بالجديد تباعا ان شاء الله

اختي ربيحة وأختي نادية اشكركما على متابعتكما

.

د. سمير العمري
10-09-2011, 02:16 PM
هنا أجد قطوفا مباركة من الأرض المباركة حيث تهفو القلوب.

بورك الجهد المثمر وبوركت أيها الحبيب على المشاركة وعلى النقل ، وكم نتوق للمشاركة معكم هناك فلنا أيضا في القدس نصيب.

تحياتي لكم جميعا ودعواتي بالتوفيق.

رفعت زيتون
05-10-2011, 03:06 PM
هنا أجد قطوفا مباركة من الأرض المباركة حيث تهفو القلوب.

بورك الجهد المثمر وبوركت أيها الحبيب على المشاركة وعلى النقل ، وكم نتوق للمشاركة معكم هناك فلنا أيضا في القدس نصيب.

تحياتي لكم جميعا ودعواتي بالتوفيق.


الأخوة والاخوات الكرام

شكرا لتفاعلكم الرائع مع الموضوع

ولثنائكم على هذه الندوة التي أصبح عمرها أكثر من عشرين عاما

ولسوف أعود لنقل مداخلات الأعضاء في كل اجتماع

وربما جعلت ذلك مقتضبا بحيث آخذ النقاط الأهم في كل مداخلة

شكرا لكم.