المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على ابواب بغداد



عادل الدرة
30-05-2011, 02:39 PM
على أبواب بغداد




مـؤجـلٌ فـرحـي يــا مـوســمَ الـفــرحِ
والحـزن مُغتبقـي والـهـمُّ مصطبـحـي

مـؤجــلٌ فـرحــي فـالـمـوتُ يتـبـعـنـي
كالظـلِّ كـالـروحِ كـالآهـاتِ كالشـبـحِ

كــلُّ الفـصـولِ شـتـاءٌ بــرد ه وجـــعٌ
والخبـزُ مُـرٌّ وخمـرُ الآهِ فــي قـدحـي

كالغـيـمِ يعـلـو سمـائـي ثــمَّ يُمطـرنـي
حـزنُ الوجـوهِ فلـمْ أصـرخْ ولـمْ أبــحِ

يـالـيـلُ ظلمـتـنـا مـهـمــا أردتَ لــنــا
الـفـجــرُ آتٍ إلـيـنــا طــيّــبَ الـمـنــحِ

أدري بــأنّـــكَ مـغــتــالٌ لضـحـكـتـنـا
أظافـرُ السـوءِ لـم تذهـبْ ولــم تَـطُـحِ

تـظــلُّ كـرمـتـنـا عـنـقـودهـا وطــــنٌ
رغــمَ السفـيـهِ ورغــمَ الـقـادمِ الـوقـحِ

بــغـــدادُ فـاتــنــةٌ تـبــقــى جـدائـلـهــا
عطـرَ الغيـومِ وطـعـمَ الـكـرْمِ والبـلـحِ

تبـقـى الحبيـبـةَ فــي قـلـبـي أخـبّـؤهـا
عـن عيـنِ حـاسـدةٍ جـربـاءَ لــم تَـنُـحِ

أهـدابـهـا وطـــنٌ لـلـحـسـنِ أجـمـعِــهِ
فــمُ الـزمـانْ سـيـروي نــادرَ الـمُـلَـحِ

وكـفّــهــا كـــــرمٌ لـلــنــاسِ تــبــذلُــهُ
كـبـذلِ شـهــمٍ عـلــى عـلاِّتــهِ سَـمِــحِ

اللهَ مــن عـاشـقٍ فـــي حـبـهـا دنـــفٍ
بالـحـبِّ بالصـبـر بـالإيـمـانِ مـتـشـحِ

بـغـدادُ كالـمـوصـلِ الـحـدبـاءِ ثـاكـلـةً
كالـقـدسِ هيمـانـةً فــي أختـهـا رفـــحِ

ياسـدرة المبـتـدى كـفّـاي قــد يبـسـتْ
بـآسـمِ الـعـراق هيامـاتـي ومفتـتـحـي

لــه غـنـائـي عـلــى الـجُـلّـى أكـابــدهُ
هــو الحبـيـبُ لــهُ حـبّـي وممـتـدحـي

مواجـعُ الـروحِ فــي عيـنـيَّ أرسمـهـا
جرحـاً بصـدرٍ مـع الآمــالِ منـشـرحِ

يامنـيـة النـفـسِ يــا بـغـدادَ يــا رئـــةً
أغازلُ النهرَ في حزني وفـي مرحـي

وحبُّـك الـروح فـي الأضـلاعِ أحملهـا
إنْ بُحـتُ بالعشـقِ يومـاً فيـكِ لـمْ أبُـحِ

فـأنـتِ أكـبـرُ مــن شـعـرٍ ومــن كـلـمٍ
ومـــن بـقـايـا قـوامـيـسٍ ومـصـطـلـحِ

ضـفــافُ دجـلــةَ لا تُـنـسـى مفاتـنـهـا
لـعـاشــق دنــــفٍ لـلـحــبِّ مـجـتــرحِ
===
بـغـدادُ فاتـنـةٌ مـــن حسـنـهـا بُـهِــروا
ومـن هـوى ضفتيهـا غـارت الصـورُ

ومنْ جمـال ربـوع المجـدِ قـد طلعـتْ
تـلـكَ السـنـونُ وغـنّـتْ تلـكـمُ الـسـيـرُ

بغـدادُ جوريـةُ فــي الأرض عـاطـرةٌ
ما جفَّ يومـاً علينـا ضوعهـا العطـرُ

حــوريـــةٌ فـــــي الأرض تـكـسـبـهـا
نـضـارَ وجــهٍ ولـيـلُ الـريـح معتـكـرُ

مضى زمانٌ ووجهُ الريح إنْ عصفت
هوجـاً علـى قدميـهـا الـريـحُ تنكـسـرُ

كالغصـن مـيّـادةٌ فــي حسنـهـا تــرفٌ
على الضفـاف جمـالُ الغيـدِ والسـررُ

(أمـطــارُ أسـئـلـةٍ) تـغـتـالُ ذاكـرتــي
أيـن الليـالـي وأيــنَ العـشـقُ والـوتـرُ

مـــاذا جنـيـنـا مـــن الآثـــام يخنـقـنـا
حــبــلُ الفـجـيـعـةِ والآثــــامُ تـغـتـفـرُ

كمْ صرخةٍ فـي ثنايـا الـروح ترسلهـا
روحٌ بـهـا الـجـرحُ ينـبـوعٌ ومنفـجـرُ

أعـشـابُ ذاكـرتـي فــي ريقـهـا ظـمـأٌ
صحراؤهـا يبسـتْ قـد عافهـا المطـرُ

مـلامـحُ الـفـجـر قـــد زادت بـلادتـهـا
فالليلُ يغفـو علـى الاضـلاع والحجـرُ

سـلاسـلُ اللـيـل قــد شُــدّتْ بأضلعـنـا
والريـحُ منـهـا غـبـارُ الـمـوتِ ينتـثـرُ

أمـرّغ الصـوتَ فـي عـشْـبٍ وأحمـلـهُ
فيسقط ُ القلـبُ فـي الامـواج يحتضـرُ

فـــــلا فــنـــارٌ لـبــحّــار شــواطــئــهُ
تـنـأى وليـسـتْ عـلـى ظلمـائـهِ قـمــرُ

للبـحـر رائـحـة ٌ مــا خانـهـا صــدفٌ
تغشـى الوجـوهَ لهـا الشـطّـانُ تنتـظـرُ

هــذا الـعـراق بـحــارٌ فـــي مـواهـبـهِ
من باطن البحر قـد تستخـرج الـدررُ

بــغــدادُ ثـاكـلــةٌ أبـنـاؤهــا ذ ُبــحــوا
دمـاؤهـم سُـفـحـت كالـغـيـث تنـهـمـرُ

فـألــفُ أمّ عـلــى أبنـائـهـا صـرخــتْ
حتـى خُرسـنـا ومـلّـتْ موتـنـا الحـفـرُ

حتـى الـشـوارعُ مـلّـتْ مــن مذابحـنـا
والقـاتـلـون عـلــى أنّـاتـنــا ســكــروا

دولارهـــم هُـبَــلٌ يـنـكــبُّ عـابـدهــمْ
عــلـــى عـــبـــادةِ دولارٍ ويـعـتــمــرُ
===
بـغــدادُ فـاتـنـةٌ فـــي هـامـهـا الألــــقُ
تبقى برغم الـذي خاطـوا ومـا رتقـوا

كــم مــرّةٍ عـبــرتْ أذنـــابُ فـاجـعـةٍ
طـوتْ يديـهـا وعــاد الفـجـر والفـلـقُ

وعـادت الأرضُ تزهـو مـن منابرهـا
وينكـفـي مُـدبـراً فــي لـيـلـهِ الـخــرِقُ

مــرَّ التـتـارُ هـنـا والــرومُ جحفـلـهـمْ
تاهـتْ بـهِ مـن غبـارِ خيولنـا الطـرقُ

فــشــهــرزادُ حـكــايــاهــا مـنــمّــقــةُ
مــن ألـــفِ ليلـتـهـا زهـــوٌ ومـؤتـلـقُ

كـمْ شهـرزادٍ ستـروي مــن مواجعـنـا
عـلــى الـمـسـامـعِ آلآمــــاً وتـخـتـنـقُ

كــمْ ألـــفِ لـيـلـةَ للـسـمـارِ تحـزنـهـمْ
كـمْ آهـةٍ مـن زوايــا الــروحِ تنطـلـقُ

يـالـصَّ بـغــداد آلافٌ هـنــا ظـهــروا
وأنـتَ تلميـذهـمْ بالمـكـر ِ قــد حـذقـوا

والـسـنـدبـادُ لــــه أحــفــادُ غـربــتــهِ
بكـلّ أرض بهـذي الأرض قـد شنقـوا

ياشـهـرزادُ تعـالـي وآكتـبـي قصـصـاً
جميعـهـا وجــعٌ حـفّـتْ بـــهِ الـحــرقُ

حـتــى خـرافــةُ لـــم تـبـلـغْ كــواذبُــهُ
مـمّــا رأيــنــا خــيــالاً ضــمّــهُ ورقُ

ودجـلـةُ الخـيـر لا تـجــري منابـعـهـا
إلاّ دمــاً مــن رقــاب الــوردِ يـنـدلـقُ

والنـخـلُ مــن دمـنـا تُـــروى منـابـتـهُ
والـغـيـمُ يـمـطـرُ سـجّـيـلاً فـنـحـتـرقُ

كأننـا لـم نـكـنْ فــي الأرض كوكبـهـا
ولا آسـتـقـام لــنــا فــجــرٌ ولا ألــــقُ

ولا آستـنـارتْ بـطـاحٌ مــن كواكـبـنـا
فــي عـتـمـةِ الـلـيـل والآلامُ تنـسـحـقُ

مـاذا جـرى يـازمـان الـلـؤم تسحقـنـا
وآهـة الصبـر فـي الأضـلاع تمتـشـقُ

يــا شـهــرزادُ عـلــي بـابــا متـوّجـنـا
وينظـمُ الــوردَ تيجـانـاً لـمـن سـرقـوا

ويسكـبُ الزيـتَ فـوق الأهـل منتقـمـاً
طعامـهـم غـصـصٌ أتـوابـهـم خُـــرقُ

والـسـارقـون بـكــلّ الأرض منـتـجـعٌ
مـتـى تُـرانـا مــن الآهـــات ننــعـتـقُ

اللهَ مــن وطـــن كـالــروح يسكـنـنـي
الـقـلـبُ مسـكـنـهُ والـعـيـنُ والــحــدقُ

ربيحة الرفاعي
30-05-2011, 05:37 PM
بغداد سيدة التاريخ ، وعروس شرق العروبة ، وحارسة بوابتها الشرقية
لها في سجلات النضال العربي صفحات مقيدة بحروف من نور
وجرحا ينزف في قلب المكة من محيطها لخليجها

وهي حقيقة بهذه القصيدة بأجزائها الثلاث
والتي كان كل جزء منها يكفي لقصيدة وافية


يـالـيـلُ ظلمـتـنـا مـهـمــا أردتَ لــنــا
الـفـجــرُ آتٍ إلـيـنــا طــيّــبَ الـمـنــحِ
وددت لو كان لهذا البيت تركيب آخر يقرب معناه للفهم
ويمنح تحديه ما يستحق من قوة

حــوريـــةٌ فـــــي الأرض تـكـسـبـهـا
نـضـارَ وجــهٍ ولـيـلُ الـريـح معتـكـرُ
أرجو مراجعة صدر البيت هنا

اللهَ مــن وطـــن كـالــروح يسكـنـنـي
الـقـلـبُ مسـكـنـهُ والـعـيـنُ والــحــدقُ
الله ما أجمله ختاما للقصيدة بأحلى ما فيها
بيت من الشعر بقصيدة ، وصورة للحب تفوق الصور


أبدعت شاعرنا

دمت بألق

محمود فرحان حمادي
30-05-2011, 07:15 PM
مشاعر مفعمة بوداد الحب والعشق الوطني
وشاعرنا عادل الدرة الذي افتتن بحب بغداد
وثمل مرارا من فيض دجلتها
يوافينا بدرر ناصعة ماتعة
لله درُّ الحديثة كم هي ولود بالكبار
ولله درُّ الدرة وما حمل من درر
بورك بهاء الحرف الندي الثر
تحياتي

عادل الدرة
30-05-2011, 09:00 PM
ربيحة الرفاعي المحترمة
بالنسية للبيت (حورية في بحار الارض تكسبها) صدقتِ
سقطت كلمة بحار أثناء الطبع
ألف شكر لك للتنبيه
تحياتي

عادل الدرة
31-05-2011, 09:30 PM
محمود فرحان حمادي المحترم
مرورك شرف للقصيدة
وملاحظاتك وسام لها
تحياتي

وطن النمراوي
01-06-2011, 12:28 AM
مروري أولا لتحية أستاذي الفاضل عادل الدرة
و لأعبر له عن سعادتي بلقائه و حرفه الجميل الرصين هنا
ثم لتحية هذه الهادرة بالحب لبغداد و الصارخة بوجه المفسدين اليوم و الناطقة بلسان شهرزاد تخبر عن تأريخ بغداد و العراق العظيم
لله درك لقد أبدعت أبدعت حماك الله فيما نسجت هنا من قصيدة تستحق التعليق على أبواب بغداد
فلقد نطقت بلسان ملايين العشاق حبا لها
و صرخت عن ملايين الشرفاء بوجه الظلم و الفساد رفضا
و لقد سبكت و أتقنت البناء و أجدت الوصف و تنقلت بين متغزل بحسنها إلى متوجع يبث حزنه على ما آل إليه الحال
ثم مفاخرا بها و بتأريخها و مذكرا و ناصحا أطلقت الصرخات
نسجت من الكلمات العذبة و الصور الفنية ثوبا من نور و ألقيته على كتفي بغداد
قافية رائعة و مشاعر صادقة لا يجيدها إلا شاعر متمكن من الشعر و تلبَّسه الحب لبغداد من رأسه حتى أخمص قدميه
فبوركت و بورك حرفك و سلمت و العراق و بغداد
نصرنا الله قريبا على المحتل و أعوانه العملاء و سراقه و المفسدين
لتنشد لبغداد حينها أنشودة النصر المبين و نتشارك الفرحة.
لك التحيات و التجلة و التقدير و مثلها لحرفك المتألق حبا للعراق.

عادل الدرة
02-06-2011, 03:09 PM
وطن النمراوي
مرورك أسعدني كثيرا
ولمست من خلال سطورك موهبة النقد
تقبلي تحياتي

عادل الدرة
13-06-2011, 05:00 PM
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

د. سمير العمري
08-09-2011, 05:29 PM
قصيدة بل ثلاث قصائد عابقة بالمشاعر المتدفقة ولاء وانتماء وحبا وإباء فلا فض فوك!

وبعد مدح لكثير من مواطن النص أجدني من باب محض النصح أوضح بأن النص يحتاج مراجعة لبعض مواضع كي يكتمل بهاؤه ويستوي أداؤه فليتك تفعل.

حفظ الله العراق وسوريا وفلسطين وكل قطر عربي حبيب من كل سوء وحرر الأوطان من كل مختل ومحتل.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي

عادل الدرة
14-12-2011, 10:22 PM
الاستاذ سمير العمري المحترم
أشكر لك ملاحظاتك على القصيدة فأنت أستاذنا
تقبل تحياتي

محمد ذيب سليمان
14-12-2011, 11:19 PM
ايها الشاعر المجيد

صاحب الصوت الهادر
لك وبكل الود نستمع لصوتك ولنخوتك

بغداد واي وطن هي ...؟؟؟

لا يستطيع احد في الكون ان ينكر من هي بتاريخها

وبذكرياتها الماجدة ... وما الت اليه

سلمت ايها الكبير

عادل الدرة
15-12-2011, 08:30 AM
الاستاذ محمد ذيب سليمان الرائع
مرورك نوّر صفحتي بكلماتك الرائعة
تحياتي من القلب