مشاهدة النسخة كاملة : كيف تحفر قبرك في سبعة أيام
الحسين المسعودي
30-05-2011, 11:47 PM
كيف تحفر قبرك في سبعة أيام
أعرف أنكم لن تصدقوني، و أنا قبلكم لن أصدق نفسي، فقد كثرت ترهاتي و أكاذيبي، ولكن، يشفع لي اهتمامي لأمور معاشكم و دنياكم.
أملي أن تقرأوا كلماتي ثم احكموا بعدها بما تجودون .
*****
وأنا أتوسد ظل شجرة البرتقال،وأفرك عيني التي بدأ النوم يدغدغها خوفا من نسياني ميعادي، فقد تزينت و تعطرت و كويت ملابسي استعدادا لهذا اليوم،نظرت إلى قهوتي السوداء التي أنهكها الإنتظار،ففقدت عنفوانها و شاخت و هي ترمق نظراتي المترددة،ثم نظرت إلى سيجارتي المحملة بآثامي و شروري، فاعترتني رغبة في تبادل القبلات . كانت أولى قبلاتي معها يوم صنفت في قائمة الرجال،ثم أخذت كتابي أتصفحه" كيف تحفر قبرك في سبعة أيام".
مرت الأيام السبعة حثيثة تتهادى، وبدأت أحفر قبري بيدي.
كانت الأرض متينة صلبة تستعصي على الحفر.حفر صغيرة ترسم حدود قبري . مد القبر يده:
-"تعال...تعال... هنا ستجد راحتك من شرورك و آثامك...".
لكن الأرض بور ، أبت أن تحفر ، فضربة أو ضربتان في اليوم لن تريحاني من آثامي، فغيرت الفؤوس و المعاول، و استبدلتها بكل آلات الحفر المتطورة علني أقدر على حفر قبري.
صوت القبر يلاحقني و يدوي في أذني:
-" تعال أيها الحبيب ، أقبل علي، أنا نهايتك الأزلية،عليك بالحفر في كل وقت و في كل مكان ، لا تترك في نفسك مكانا إلا حفرته،و لا فأسا إلا جربته."
عشر سنوات من الحفر ،جسدي بدأ يأخذ شكل قبر يسع آثامي.
أدمنت تقبيل سيجارتي وزيارة قبري بعد وجبات الأكل، وفي كل الأزمنة و الأمكنة،أصبح هاجسي أن أعد المعاول و الفؤوس.
ضاعفت من ساعات الحفر اليومية، معالم قبري بدأت تتراءى،فتوقفت.
لم أعد أطيق الحفر،ولم أعد أطيق زيارة قبري،تركت عادة الحفر أياما،فرحت أسرتي،فلم أعد أخرج صباحا كعادتي للحفر،كبرت على زملائي و جيراني و معارفي،فمنهم من فرح لإقلاعي و منهم من يداري غله،و منهم من ينهال علي بشآبيب من النصائح:
-"عليك بشرب الحليب في كل وقت لتستعيد عافيتك.."
-"عليك بالرياضة للتخلص من بقايا الحفر في جسدك..."
-"عليك بقراءة القرآن كلما اشتد حنينك إلى زيارة قبرك..."
لم أعد أخرج من البيت، و لم أعد أكلم أحدا،أموت نهارا و أحيى ليلا، أتحسس مواطن الحفر في جسدي ،صوت القبر لا يبارحني في أحلامي و يقظاتي ،أتسلل من حراسة زوجتي و ولدي الصغيرين إلى مخزن فؤوسي و معاولي ، أشتم رائحة القبر فيها، فيشتد شوقي لتقبيلها.أحمر شفاهها يغريني ، و رائحتها التي تتلاشى في السماء أطيافا سريالية و قوامها الممشوق يدفعاني إليها دفعا ، فأرتمي في أحضانها من جديد دون أن أعلن عن رغبتي في الحياة،لأجد قبري يمد يديه فيشدني شدا و أنا أصرخ بصوت يمزقة سعال عنيف :
-"لا أريد أن أموت...لا أريد أن أموت...لا أحب الظلام...أوقدوا الشموع،".
فأفقت لأجد زوجتي تضمني إليها ضم الخائف و أنا ألعن السيجارة و صانعيها و بائعيها و مدخنيها و...و...
مازن لبابيدي
31-05-2011, 01:34 PM
الكاتب المبدع الحسين المسعودي
شدتني هذه القصة بقوة منذ مدخلها إلى آخر حرف فيها ، لروعتها فكرة ولغة وصياغة .
تقترب هذه القصة قليلا من الخاطرة ، وفيها حبكة قوية تشد القارئ لمتابعتها كلمة كلمة .
تشبيه التدخين بحفر القبر جاء بأسلوب بديع انتقل من الإبهام إلى التوضيح تدريجيا مما جعلني كقارئ أتشرب الفكرة وأرى الصورة بالوضوح الذي أراده الكاتب .
فكرة الامتناع والصراع واقعية وتدل على دراية كبيرة للكاتب بمشكلة الإدمان على التبغ ، وقد تركت النزاع دون حسم لأنه عادة ما يكون كذلك .
اللغة قوية ومتمكنة وتعرب عن أديب كبير .
أخي الحسين المسعودي ، كنت سعيدا جدا بقراءتي لك وسأتابعك بكل تأكيد .
تقديري وتحيتي
سامح محرم السعيد
31-05-2011, 02:09 PM
هذا إبداع حقيقي ، وسرد نقي ، وقلب تقي ..
وخيال خصب دل علي عمق التجربة ، وقدر المأساة ، وذل المعاناة .
وعنوان جامع مانع ، واضح غامض ، مشرق بنور الأمل ، ومٌظلم بعتمة العاقبة ..
مرحباً بك بيننا أديباً كبيراً من اللحظة الأولي..
طوق ياسمين ودمتض بخير
كاملة بدارنه
31-05-2011, 04:15 PM
قصّة رائعة بأسلوبها ولغتها وحبكتها
هي الإرادة القويّة التي تقف في وجه كلّ إدمان، والمعرفة المسبقة للمعاناة خلال فترة الفطام، والمقدرة على التّحمّل .
كثيرون من يبدأون الرّحلة الاستشفائيّة من مرض التّدخين أو المخدّرات أو الخمرة، فلا يستطيعون الإكمال؛ رغم الإشراف الطبّي والنّفسي المساندين.
صوّرت لنا أستاذ الحسين حالة ولع وولَه المدخّنين بدقّة!
وجيّد أنّك اختتمت بجملة: -"لا أريد أن أموت...لا أريد أن أموت...لا أحب الظلام...أوقدوا الشموع،." التي تذكّر المدخّن بالنتيجة الصّعبة .
بورك القلم
تقديري وتحيّتي
الحسين المسعودي
01-06-2011, 10:25 PM
الكاتب المبدع الحسين المسعودي
شدتني هذه القصة بقوة منذ مدخلها إلى آخر حرف فيها ، لروعتها فكرة ولغة وصياغة .
تقترب هذه القصة قليلا من الخاطرة ، وفيها حبكة قوية تشد القارئ لمتابعتها كلمة كلمة .
تشبيه التدخين بحفر القبر جاء بأسلوب بديع انتقل من الإبهام إلى التوضيح تدريجيا مما جعلني كقارئ أتشرب الفكرة وأرى الصورة بالوضوح الذي أراده الكاتب .
فكرة الامتناع والصراع واقعية وتدل على دراية كبيرة للكاتب بمشكلة الإدمان على التبغ ، وقد تركت النزاع دون حسم لأنه عادة ما يكون كذلك .
اللغة قوية ومتمكنة وتعرب عن أديب كبير .
أخي الحسين المسعودي ، كنت سعيدا جدا بقراءتي لك وسأتابعك بكل تأكيد .
تقديري وتحيتي
أستاذي الفاضل مازن لبابيدي
أسعد الله مساءك
أنا الأسعد أن يزور متصفحي شاعر مثلك ، و أن يمطر قلمه ثناء على محاولتي المتواضعة فأبرأ خرسها، من خلال قراءتكم النافذة
دمتم وفيا وناصحا و متألقا
الحسين المسعودي
01-06-2011, 10:51 PM
هذا إبداع حقيقي ، وسرد نقي ، وقلب تقي ..
وخيال خصب دل علي عمق التجربة ، وقدر المأساة ، وذل المعاناة .
وعنوان جامع مانع ، واضح غامض ، مشرق بنور الأمل ، ومٌظلم بعتمة العاقبة ..
مرحباً بك بيننا أديباً كبيراً من اللحظة الأولي..
طوق ياسمين ودمتض بخير
أستاذي الفاضل السعيد:
أسعد الله مساءك
بداية وشهادة حق ،فإني كلما تابعت تعليقاتك و قراءاتك و إبداعاتك أتساءل بيني و بين نفسي :من أي فيض يغرف السعيد كلماته ،فتارة أجدها رقيقة حد البراءة ، وتارة أخرى أجدها صلبة حد الجلمود ،و أحايين تمزج بين الاثنين في تناغم تام كما في تعليقك على محاولتي المتواضعة .
انت الأديب أخي ومنك ومن باقي المبدعين المتألقين أستفيد، ويكفيني حبا أني بين ظهرانيكم.
دمت متألقا ومبدعا أخي السعيد
الحسين المسعودي
01-06-2011, 10:57 PM
قصّة رائعة بأسلوبها ولغتها وحبكتها
هي الإرادة القويّة التي تقف في وجه كلّ إدمان، والمعرفة المسبقة للمعاناة خلال فترة الفطام، والمقدرة على التّحمّل .
كثيرون من يبدأون الرّحلة الاستشفائيّة من مرض التّدخين أو المخدّرات أو الخمرة، فلا يستطيعون الإكمال؛ رغم الإشراف الطبّي والنّفسي المساندين.
صوّرت لنا أستاذ الحسين حالة ولع وولَه المدخّنين بدقّة!
وجيّد أنّك اختتمت بجملة: -"لا أريد أن أموت...لا أريد أن أموت...لا أحب الظلام...أوقدوا الشموع،." التي تذكّر المدخّن بالنتيجة الصّعبة .
بورك القلم
تقديري وتحيّتي
الأديبة و الأخت الفاضلة كاملة بدرانة:
أسعد الله مساءك
بوركت قراءتك لمحاولتي المتواضعة ، أصبحت الآن أنتظر إشراقتك مع كل محاولة ،وشكرا لك على وفائك و رعايتك لهذا القلم الواهن.
دمت متألقة و وفية
صفاء الزرقان
01-06-2011, 11:18 PM
يالروعة هذه القصة
انها تعكس ذكاء رائعاً فقد استطعت جذب القارئ و نقله الى عالم اخر
بحيث اصبح جزءا من القصة وتفاعل معها
وهو امر جميل لان من ادمن التدخين لا يقبل اي نصيحة مباشرة كي يقلع عنه
رغم انه متيقن من ان التدخين من اكبر ما يقرض العمر و يودي الى التهلكة
فاوصلت الرسالة باسلوب رائع ومباغت فدخلت الى المدخن من حيث لا يدري
و وضعته وجها لوجه مع الحقيقة
جميل وجود الزوجة كدرع يمثل الامان من الفزع لزوجها
شفى الله كل مدمن
دمت بخير
ربيحة الرفاعي
01-06-2011, 11:48 PM
قصة عبرة بدخول ذكي ومبتكر وسرد متمكن واثق ،كأنما يستفز القاريء بنقره المتتابع على الفكرة ويتحداه أن يبتعد إن استطاع
وخاتمة بديعة أحسنت بها نقل رسالتك وتوصيل هدفك للمتلقي بسلاسة في صرخة المستغيث " لا اريد ان اموت"
قصتني أمسكت بي ببراعة
دمت بألق
الحسين المسعودي
02-06-2011, 09:36 PM
يالروعة هذه القصة
انها تعكس ذكاء رائعاً فقد استطعت جذب القارئ و نقله الى عالم اخر
بحيث اصبح جزءا من القصة وتفاعل معها
وهو امر جميل لان من ادمن التدخين لا يقبل اي نصيحة مباشرة كي يقلع عنه
رغم انه متيقن من ان التدخين من اكبر ما يقرض العمر و يودي الى التهلكة
فاوصلت الرسالة باسلوب رائع ومباغت فدخلت الى المدخن من حيث لا يدري
و وضعته وجها لوجه مع الحقيقة
جميل وجود الزوجة كدرع يمثل الامان من الفزع لزوجها
شفى الله كل مدمن
دمت بخير
الفاضلة صفاء الزرقان:
أسعد الله مساءك
سعدت بزيارتك لمتصفحي و سررت أكثر بقراءتك المبدعة لها،فلو يدرك المرء مضار التدخين ما استمر في تناوله أو الاقتراب منه.
دمت متألقة و مبدعة
الحسين المسعودي
02-06-2011, 09:39 PM
قصة عبرة بدخول ذكي ومبتكر وسرد متمكن واثق ،كأنما يستفز القاريء بنقره المتتابع على الفكرة ويتحداه أن يبتعد إن استطاع
وخاتمة بديعة أحسنت بها نقل رسالتك وتوصيل هدفك للمتلقي بسلاسة في صرخة المستغيث " لا اريد ان اموت"
قصتني أمسكت بي ببراعة
دمت بألق
كعادتك أختي الفاضلة تزيدين محاولاتي رونقا و بهاء.
أسعد الله مساءك ودمت وفية لمتصفحي
أماني عواد
02-06-2011, 11:12 PM
الاستاذ الحسين المسعودي
هي قسمة عادلة من خالق الكون ان تحظى الاشياء الضارة ببعض اللذة, وتحظى الاشياء الغير لذيذة بالفائدة , لتكون لنهايتنا اسبابا ولحياتنا حكمة ,في ظل توازن عظيم لا يوجده الا عظيم
سلم الله عمرك
الحسين المسعودي
05-06-2011, 08:45 PM
الاستاذ الحسين المسعودي
هي قسمة عادلة من خالق الكون ان تحظى الاشياء الضارة ببعض اللذة, وتحظى الاشياء الغير لذيذة بالفائدة , لتكون لنهايتنا اسبابا ولحياتنا حكمة ,في ظل توازن عظيم لا يوجده الا عظيم
سلم الله عمرك
الفاضلة أماني عواد :
أسعد الله مساءك
قراءتك سيدتي لهذه المحاولة المتواضعة أضاف إليها بعدا فلسفيا و حكمة لم تكن حاضرة زمن كتابتي .
بورك قلمك أختي الفاضلة و بوركت قراءاتك .
تحياتي
خالد الجريوي
05-06-2011, 10:47 PM
ما شاء الله
سرد شيق أنيق
وحرف في غاية الروعة
وفكره قويه
حفظ الله قلبك سيدي
تحياتي وتقديري
أحمد عيسى
05-06-2011, 11:16 PM
الأخ الأديب : الحسين المسعودي
قصة مبدعة بدت كأنها خاطرة لكنها حملت حواراً داخلياً وصراعاً نفسياً حاداً ، وأعتقد أنها استكملت عناصر القصة مع تميزها بفكرة جميلة ومبدعة
سعدت بما قرأت لك
كل الود
الحسين المسعودي
06-06-2011, 02:36 PM
ما شاء الله
سرد شيق أنيق
وحرف في غاية الروعة
وفكره قويه
حفظ الله قلبك سيدي
تحياتي وتقديري
أخي و أستاذي خالد الجريوي رعاك الله و أسعد مساءك:
أسعدتني بزيارة متصفحي ، و قد قرأت لك فوجدتك شامخا مبدعا . و أنا على يقين أني سأسعد بصحبتكم.
دمت أديبا كبيرا.
الحسين المسعودي
06-06-2011, 09:34 PM
الأخ الأديب : الحسين المسعودي
قصة مبدعة بدت كأنها خاطرة لكنها حملت حواراً داخلياً وصراعاً نفسياً حاداً ، وأعتقد أنها استكملت عناصر القصة مع تميزها بفكرة جميلة ومبدعة
سعدت بما قرأت لك
كل الود
المبدع المتألق أحمد عيسى
أسعد الله مساءك
يسعدني حقا أن أقرأ رأيك في هذه المحاولة المتواضعة،و أنا أدرك من أنت في سماء الإبداع.
شكري لك ،محفوف بالمحبة
ناديه محمد الجابي
12-02-2013, 01:41 AM
قصة رائعة .. فكرة عميقة صورها الكاتب بدقة ومهارة
جاذبا معه القارىء .. ليصل إلى هدفه دون الوقوع فى
الوعظ والأرشاد . استمتعت بما كتبت فشكرا لك .
براءة الجودي
12-02-2013, 05:28 AM
فهمت في النهاية العلاقة بين حفر القبر السيجارة , فقد صدقت وعبرت بطريقة ذكية عنها التدخين والمخدرات عموما تنخر وتحفر في جسد الإنسان فتضره
اشكرك على هذه القصة الرائعة ... تحياتي
عماد بكّر الحضرمي
13-02-2013, 02:47 AM
ارتشفتُ سيجارتك عفوا (قصتك) بكل شغف وتلذذتُ بكل نفس فيها وحفرتْ في نفسي عميقا خنادق لمراقبة أشجار الأدب العملاقة التي تزين واحات هذا الملتقى الجميل بوجودك فيه أيها الأديب البارع.لك جميل التحايا وبالغ السلام.
محمد ذيب سليمان
13-02-2013, 03:25 AM
ما اجمل الفكرة وما ابدعه من دخول ونسيج وبناء
لم يترك لأنفاسي ان تبتعد ولو قليلا عن النص
شكرا ايها الرائع
مودتي
أسماء منصور
13-02-2013, 05:56 AM
ميلة لاقصى مدى
الترقب النسيج الخليط
كل شئ رائع هنا
مودتى
آمال المصري
19-03-2013, 12:50 PM
تسلل ذكي بعد استهلال بديع وجذب المتلقي بمهارة لتوصيل الرسالة بجدارة
كل هذا من خلال نص شائق متألق الحرف والفكرة
بوركت أديبنا الفاضل واليراع المبدعة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
نداء غريب صبري
16-04-2013, 01:21 AM
أسلوبك مشوّق
وقصتك رائعة أخي
أمتعتني قراءتها
شكرا لك
بوركت
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir