تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ثلاث كلمات باردة



السيد سعيد علام
04-06-2011, 12:45 AM
لم يستبقا الباب ، وهاما معا .. يحتويها وتلفحها انفاسه الحارة .. راودته بفتنتها وقناعة العيش على البقاء ، الا انها عجزت عن استبقاءه بجوارها – سنويا أو أكثر – الا بضع اسابيع وبضع أيام إضافية وضعت سقاته فى رحله ، علهما يفوزان بملامح فرحة .. تتشكل بإحشائها ، يباغتهما دم كاذب لها .. فلن يجود بها الزمن المراق بغربته الطويلة والمتقطعة عنها ، لاكتناز اموال لا تضمن فرحتهما بعد تقاعده البعيد عن السفر بعدما سولت له نفسه جمع الحسنيين .
كل الآشياء الجميلة بعد رحيله .. ترحل ، كل شئ منه يتحول ثقيلا لا حياة فيه ، وهى بدونه ما بين نهار طويل تشغله بزيارات متوالية تلقى الترحاب المجدول بالضجر ، وتفاهات بابتسامات زائفة وكلمات بلاستكية .. وليل طويل/بارد باضغاث احلام وفواجع كوابيس تتناساها .. تلقى فى غيابات جبّ وحدة يعود فيه الصوت خاوياً من صداه بقسوة شتائية المسافات مع جسده اللحد المتلاشى من المكان .. تتشبث بذكرياته وكلماته ، وأثمن دقائقها التى كانت معه ، وتتناثر روحها العارية/المصلوبة فى صمت القبور من وجع الرحيل المتواصل .. يئن الحنين داخلها ، تعثر على عيونه بين جدران البيت ، وباقى اجزائه فى دخان تنفثه من صدرها .. تخشى - من نفسها - من مغناطيس يد رجل فى سلام عابر او بالترصد ، تستكين فيها إلا انها تقهرها على النزع خشية لواحظ العيون .. او حرارة جسد ملاصق بكرسى المواصلات لجسدها البارد/المتلهف .. تستكين مستلذة حتى تنزعه من التصاقه حين يهّم ويدلى بدلوه فى الجسد المعذب بفراقه ليشتريه بلحظات بخسه من المتعة العابرة .. فسرعان ما تزهد ذنب النفس الامارة بالسوء وتعرض عنه وتستغفر ، فلن تخونه بالغيب أو دونه .
تضيع الملامح بالنزف مع انتفاضاتها بين جمادات .. تنام وتصحو على أمنية أن تعود طفلة ترتع وتلعب .. تطارد الفراشات فى الحقول ، لا يشغلها نظرات / لا تتعبها اشواق .. بعيدا عن لعنة الجسد والاموال .. لتبقى كلمات ثلاثة باردة/خاوية فى ومضته الهاتفية الدولية الغالية/القصيرة : وحشتينى .. اخبارك .. الحوالة .
ويبقى لها الانتظار وشبابها يولى / وله هجر الجسد .

أماني عواد
04-06-2011, 08:17 PM
الاستاذ سعيد علام

قد نهدر سعادتنا دون علمنا اثناء سيرنا لكسب المال

سلم مدادك

نادية بوغرارة
04-06-2011, 09:00 PM
يا له من عنوان !!!

ثلاث كلمات باردة :

وحشتيني ... أخبارك ... الحوالة ..

تراها تستحق هذه الحياة أن نهدر أجمل ما فيها مهما كانت المكاسب المادية المأمولة ؟؟

قصة تتكرر كثيرا في مجتمعاتنا ، و أحيانا يتعدى ضحاياها لأبعد من الزوجة ،

و حتى إن أتى المال و تحقق الأمل ، يأتي ليجد السعادة و الحب قد رحلا ،

ما أجمل قصتك !!

تقبل مروري .

مرمر القاسم
04-06-2011, 09:30 PM
ثلاثة كلمات شابهت الصقيع ..
لغة راقية و اسلوب شدني حتى صرت أضارد الحروف من سطر إلى سطر ،

شكرا أستاذي على رقيّ الأدب و شكرا على تسليط الضوء على ما يتوجب علينا تفهمه و مراعاته ،
قوافل زهر

مريم الفدعاني
05-06-2011, 12:38 AM
سلمت على هذه القصة والاحساس الجميل ..هاهي الحياة شيء مقابل شيء وعلى العاقل أن يدرك ذلك ويعيد اولوياته قبل فوات الاوان..وكما قال القدماء السعادة شيء لا تملكه بين يديك ولكن تملكه في ذاتك ...تقبل مروري المتواضع...

كاملة بدارنه
05-06-2011, 09:19 PM
يئن الحنين داخلها ، تعثر على عيونه بين جدران البيت ، وباقى اجزائه فى دخان تنفثه من صدرها .. تخشى - من نفسها - من مغناطيس يد رجل فى سلام عابر او بالترصد ، تستكين فيها إلا انها تقهرها على النزع خشية لواحظ العيون .. او حرارة جسد ملاصق بكرسى المواصلات لجسدها البارد/المتلهف
وصف رائع وواقعي لامرأة تنهش الوحدة جسدها ...
قصّة وفكرة جميلتان بأسلوب أجمل الأخ السيّد السّعيد
كنت أتمنّى أن يكتمل الجمال بخلوّ النّص من الأخطاء الإملائيّة والمطبعيّة. أرجو المراجعة قبل النّشر
تقديري وتحيّتي

خالد الجريوي
05-06-2011, 10:42 PM
لم يستبقا الباب ، وهاما معا .. يحتويها وتلفحها انفاسه الحارة ...
...
....... بعدما سولت له نفسه جمع الحسنيين ..

..................................

أستاذنا الأديب
ما شاء الله
ومضه نراها يوميا أمامنا
ولكن كلماتك جسدتها غاية في الروعة والأناقه وسمو الحرف
...
نعم
هذه ظاهره عامه شامله في مجتماعتنا العربيه
نبحث دوما عما يشبع البطن تاركين وراءنا جوع الروح للحب والتلاقي
نسأل الله العافيه
وأسأل الله أن يحفظ قلبك النقي ومدادك الرائع

.. أديبنا الكبير ..
لم أجد في المقطعين أعلاه أي تشابك مع مضمون القصه الرائعه (اللهم إلا جذب كلمات من القرآن أو الحديث الشريف) لأعطاء النص صورة أجمل .. لكنني ومن وجهة نظري المتواضعه جدا لا أرى فيهما أي جذب بل أراهما زيادة على النص
.....
آسف لتطفلي .. دم بخير سيدي

ربى يوسف
06-06-2011, 09:00 AM
كثيرة هذه الحالات في مجتمعنا .. يبدؤون بهذه الخطوة ليجوا سعادتهم

إلا أن الحقيقة أن السعادة تتلاشى في هذه الحياة ويُهدر الشباب وتعيش في داخلنا الأشواق

التي تؤلم الجسد وتنهكه ... ويصبح حلم العودة إلى الماضي يحتل جزءاً جيداً من التفكير .. للهروب هو


قصة اعجبتني جداً وجعلتني أعيش معها .. لغة قوية جداً وتعابير رائعة

بدايتها اقتباس من قصة سيدنا يوسف عليه السلام أعجبتني .. وأسلوبك كله رائع


سلم قلمك وإبداعك سيدي الكاتب سعيد علام .. كل تقديري واحترامي

ربيحة الرفاعي
06-06-2011, 12:10 PM
لم يستبقا الباب ...
كان استهلالا مميزا باستعارته عناصر الصورة الأصلية من النص القرآني، وبإنعطاف قليل أبعد عن ذهن القاريء نية الاستغفال والاستغلال ودنس الخيانة وانطلق به نحو صورة للألم مغايرة ولعذاب من نوع آخر، حيث نيران الفقد وحمى الغربة تأكل الأرواح قبل الأجساد، وتحتل النفس مؤرقة معذبة .

معالجة مبتكرة لفكرة متداولة
ونص جميل شابته بعض أخطا وددت لو أنك تفضلت بمراجعته قبل النشر لتفاديها

دمت بألق

آمال المصري
24-02-2015, 09:17 AM
كثير هم من يبحثون عن السعادة بعيدا عن مصادرها
ولم يلتفتوا إلى أن الروح لاتسعد إلا بالرضا والقناعة وليس بجمع المال حتى تضيع الحياة سدى
نص رائع بفكرته ولغته الحية الباذخة وروعة الحكي
دمت مبدعا أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

خلود محمد جمعة
23-06-2015, 10:51 AM
عندما تصل برودة الغربة الى القلوب ستتجمد العواطف في حقائب من المال والكلمات الجليدية
جميلة ومؤثرة تطرح قضية اجتماعية هامة بطرح طيب
بوركت وكل التقدير

ناديه محمد الجابي
31-12-2018, 08:09 PM
قصة جميلة راقية واقعية تفتح الباب واسعا للكثير من الحكايات المماثلة
سحرتني اللغة وجذبني السرد الماتع لأديب متمكن
الفكرة جميلة ، والتصوير معبر قادر على إيصال الرسالة
راقت لي القصة حد الدهشة، واستمتعت بالمرور من هنا بصدق
دمت بكل خير.
:0014::pr::0014: