سعيدة لاشكر
08-06-2011, 11:06 PM
انتهى الكلام
صمتت بعد مسيرة كلام
فما عاد شيء يقال
انتهى معين الحديث من جوفها .. لأن لا حديث يستطيع أن يصف حالها
جلست على أول مقعد تصله .. لتمتص الصدمة بكل سكراتها
أهي نار تشتعل بجسدها كله .. أم أنه الجليد تلبد بأطرافها حتى منعها الحركة
جمود عجيب .. إنما بين التوقف الكلي لمعالم الحياة .. هناك بجحر عميق .. روحها تتحرك بسؤال جوهري بطيء ..: "أهذا حلم أم حقيقة ؟؟؟؟"
جاءها الصوت المألوف . جنبها .. متواري تغطيه طبقة سميكة .. تجعلها تسمعه بعيد وكأنه بئر سحيق:
- ... قطاري يغادر الساعة العاشرة مساءا للعاصمة .. ثم منه للطائرة نحو أوروبا.. سأهاجر ربما أعود بعد سنوات .. أو لن أعود بالمرة
ترين جيدا أن المشاكل بيننا متجذرة ولا يمكن حلها .. كل شيء ضدنا ويستحيل أن نقف أمام الحياة والقدر لكي نكون مع بعض .. عادينا الكل .. تصارعنا .. تخاصمنا مع الجميع .. واضح أن قدرنا أن نفترق .. نريح الكل .. ومن يدري ربما نستريح من العذاب ونبدأ صفحة جديدة مع أناس آخرين .. نجد فيهم الطمأنينة التي لم نعرفها ................
لم يعد الكلام ينفع ..
حين تصفعني .. لا يهم بعدها أن تخبرني السبب .. فما كان ليخفف ألم الصفعة .. ولا ليمحو أثار أصابعك على وجهي .. ما تهم الأسباب حين تقع الكوارث العظيمة ؟
خرجت غير آبهة بشيء .. تمشي دون وجهة .. دون مقصد
تجتر الألم .. تتجرع الحزن العميق .. وتحس بنصل سكين حاد يشق صدرها .. بمهل .. بروية
ياه يا الحزن كم أنت غريب .. ألا يجدر بهذه الحياة أم تتوقف الآن ؟ ألا يجدر بالعالم أن يشعر ما تعاني فيتأثر .. فيتحطم ؟؟
هاهي الذكريات الجميلة تفرض نفسها بقوة .. ذكريات يستحيل أن تنسى ..
أهذه هي النهاية ؟
أحقا كل شيء انتهى ؟
لم أعد سأراك بحياتي .. وأنت كل حياتي ..
كيف سأتعود غيابك .. وأنا إن لم أرك ليوم واحد كل شيء يظل رتيب .. ممل ..
كيف سألغيك من يومي .. من حلمي .. من .. كيف سألغيك من روحي وقلبي .. كيف تسحقني .. وأنت من تحبني .. كيف تدمرني .. وأنت من عاهدتني أن نظل معا للأبد
أين العهد .. أين المستقبل .. أن الحلم .. أين انت
هوى كل شيء
آآه يا الحزن كم أنت مؤلم .. تنخر اللحم والعظم بقسوة
مازالت تسير وتسير .. تجر قدميها ساعات .. كما تجر أطنان حزنها
دون هدف .. دون غاية .. فما عاد هناك هدف .. وما عادت هناك غاية تصبو إليها
وصلت أخيرا لمحطة القطار .. دون تخطيط
وقفت هناك بالعراء .. تنتظر .. لا تدري ما تنتظر
نعم هاهو أخيرا يظهر بين الجموع .. يودع أهله ويلتفت هنا وهناك .. ألعله ينتظر أن تودعه .. وهو أشد من يعلم كرهها للوداع .. مستحيل
انطلقت صافرة القطار .. معلنة رحيل آخر استنشاق للهواء
استقل الركاب .. وعلى الدخان ليحجب السماء .. و .. ويغطي آخر درات للحلم
تحرك القطار ... وقلبها يغوص بالتراب .. هناك حلمها يغادرها للأبد .. هناك الأمل والحب والذكرى
هناك تدفن بسمتها الأولى .. تدفن دقات قلبها حين علت معلنة حب مثالي صافي ..
يتحرك القطار .. فتهوي معه جميع الآمال والأمنيات .. وما معناها الحياة دون حلم
وقفت هناك .. تشيع رمز حقيقي بنته لسنوات .. والرموز لا تموت .. والرموز لا تكسر كما التماثيل .. لتتساوى والتراب .. تظل عالية .. لا يطالها نسيان .. ولا جلطة .. تظل بالروح للأبد مترسخة
تمنت لو تركض خلفه القطار .. لو أنها تقف أمامه فيسحقها .. قبل أن يحطمها الألم
فبكت .. كما لم تبكِ يوما انسابت الدموع غزيرة .. حائرة .. مشتتة .. .. هوت الدموع ساحقة .. لتشكل أخدود عميق تحجر على قلبها ..
انحنت جمعت أشلاءها المبعثرة
مسحت دموعها
ووقفت هناك بالعراء
عارية من كل إحساس
لتعود من حيت أتت
ناسية غرض هناك
ناسية روحها المرفرفة
ناسية ضحكة .. كانت صاخبة
كانت صادقة
؛
صمتت بعد مسيرة كلام
فما عاد شيء يقال
انتهى معين الحديث من جوفها .. لأن لا حديث يستطيع أن يصف حالها
جلست على أول مقعد تصله .. لتمتص الصدمة بكل سكراتها
أهي نار تشتعل بجسدها كله .. أم أنه الجليد تلبد بأطرافها حتى منعها الحركة
جمود عجيب .. إنما بين التوقف الكلي لمعالم الحياة .. هناك بجحر عميق .. روحها تتحرك بسؤال جوهري بطيء ..: "أهذا حلم أم حقيقة ؟؟؟؟"
جاءها الصوت المألوف . جنبها .. متواري تغطيه طبقة سميكة .. تجعلها تسمعه بعيد وكأنه بئر سحيق:
- ... قطاري يغادر الساعة العاشرة مساءا للعاصمة .. ثم منه للطائرة نحو أوروبا.. سأهاجر ربما أعود بعد سنوات .. أو لن أعود بالمرة
ترين جيدا أن المشاكل بيننا متجذرة ولا يمكن حلها .. كل شيء ضدنا ويستحيل أن نقف أمام الحياة والقدر لكي نكون مع بعض .. عادينا الكل .. تصارعنا .. تخاصمنا مع الجميع .. واضح أن قدرنا أن نفترق .. نريح الكل .. ومن يدري ربما نستريح من العذاب ونبدأ صفحة جديدة مع أناس آخرين .. نجد فيهم الطمأنينة التي لم نعرفها ................
لم يعد الكلام ينفع ..
حين تصفعني .. لا يهم بعدها أن تخبرني السبب .. فما كان ليخفف ألم الصفعة .. ولا ليمحو أثار أصابعك على وجهي .. ما تهم الأسباب حين تقع الكوارث العظيمة ؟
خرجت غير آبهة بشيء .. تمشي دون وجهة .. دون مقصد
تجتر الألم .. تتجرع الحزن العميق .. وتحس بنصل سكين حاد يشق صدرها .. بمهل .. بروية
ياه يا الحزن كم أنت غريب .. ألا يجدر بهذه الحياة أم تتوقف الآن ؟ ألا يجدر بالعالم أن يشعر ما تعاني فيتأثر .. فيتحطم ؟؟
هاهي الذكريات الجميلة تفرض نفسها بقوة .. ذكريات يستحيل أن تنسى ..
أهذه هي النهاية ؟
أحقا كل شيء انتهى ؟
لم أعد سأراك بحياتي .. وأنت كل حياتي ..
كيف سأتعود غيابك .. وأنا إن لم أرك ليوم واحد كل شيء يظل رتيب .. ممل ..
كيف سألغيك من يومي .. من حلمي .. من .. كيف سألغيك من روحي وقلبي .. كيف تسحقني .. وأنت من تحبني .. كيف تدمرني .. وأنت من عاهدتني أن نظل معا للأبد
أين العهد .. أين المستقبل .. أن الحلم .. أين انت
هوى كل شيء
آآه يا الحزن كم أنت مؤلم .. تنخر اللحم والعظم بقسوة
مازالت تسير وتسير .. تجر قدميها ساعات .. كما تجر أطنان حزنها
دون هدف .. دون غاية .. فما عاد هناك هدف .. وما عادت هناك غاية تصبو إليها
وصلت أخيرا لمحطة القطار .. دون تخطيط
وقفت هناك بالعراء .. تنتظر .. لا تدري ما تنتظر
نعم هاهو أخيرا يظهر بين الجموع .. يودع أهله ويلتفت هنا وهناك .. ألعله ينتظر أن تودعه .. وهو أشد من يعلم كرهها للوداع .. مستحيل
انطلقت صافرة القطار .. معلنة رحيل آخر استنشاق للهواء
استقل الركاب .. وعلى الدخان ليحجب السماء .. و .. ويغطي آخر درات للحلم
تحرك القطار ... وقلبها يغوص بالتراب .. هناك حلمها يغادرها للأبد .. هناك الأمل والحب والذكرى
هناك تدفن بسمتها الأولى .. تدفن دقات قلبها حين علت معلنة حب مثالي صافي ..
يتحرك القطار .. فتهوي معه جميع الآمال والأمنيات .. وما معناها الحياة دون حلم
وقفت هناك .. تشيع رمز حقيقي بنته لسنوات .. والرموز لا تموت .. والرموز لا تكسر كما التماثيل .. لتتساوى والتراب .. تظل عالية .. لا يطالها نسيان .. ولا جلطة .. تظل بالروح للأبد مترسخة
تمنت لو تركض خلفه القطار .. لو أنها تقف أمامه فيسحقها .. قبل أن يحطمها الألم
فبكت .. كما لم تبكِ يوما انسابت الدموع غزيرة .. حائرة .. مشتتة .. .. هوت الدموع ساحقة .. لتشكل أخدود عميق تحجر على قلبها ..
انحنت جمعت أشلاءها المبعثرة
مسحت دموعها
ووقفت هناك بالعراء
عارية من كل إحساس
لتعود من حيت أتت
ناسية غرض هناك
ناسية روحها المرفرفة
ناسية ضحكة .. كانت صاخبة
كانت صادقة
؛