المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهنأ العيش



احمد خلف
12-06-2011, 08:05 PM
أهنـا عيــش
‏ حج عبد الله بن عباس بالناس، ونزل ذات يوم منزلاً، وطلب من غلمانه طعاماً فلم يجدوا شيئاً،
فقال لهم:‏ ‏ اذهبوا إلى هذه البرية، لعلكم تجدون راعياً أو خيمة فيها لبن أو خبز،
فمضوا حتى وقفوا على عجوز في فناء خبائها، فسلموا عليها،
وقالوا لها:‏ ‏ أعندك طعام نبتاعه؟
قالت: أما للبيع فلا، ولكن عندي ما يكفيني أنا وأبنائي،
فقالوا:‏ ‏ وأين بنوك؟
قالت:‏ ‏ في مرعى لهم، وهذا أوان أوبـَتهم،
قالوا:‏ ‏ وما أعددت لهم؟
قالت:‏ ‏ خبزة تحت المـَلـَّة،
قالوا:‏ ‏ أوليس عندك شيء آخر؟
قالت:‏ ‏ لا، قالوا:‏ ‏ فجودي لنا بشطرها،
قالت:‏ ‏ أما الشطر فلا أجود به، وأما الكل، فخذوه،
فقالوا:‏ ‏ تمنعين النصف، وتجودين بالكل،
قالت:‏ ‏ نعم، لأن إعطاء الشطر نقيصة، وإعطاء الكل فضيلة، فأنا أمنع ما يضعني، وأمنح ما يرفعني
ثم أعطتهم الخبز، ولم تسألهم من هم؛ ولا من أين جاؤوا؟
فرجعوا إلى ابن عباس وأخبروه بخبر هذه المرأة، فعجب منها وقال:‏ ‏ احملوها إليَّ الساعة،
فبادروا إليها، وقالوا لها:‏ ‏ إن صاحبنا يريد أن يراك،
فقالت:‏ ‏ ومن صاحبكم؟
قالوا:‏ ‏ عبد الله بن عباس،
قالت:‏ ‏ وأبيكم هذا هو الشرف الأعلى، وماذا يريد مني،
قالوا:‏ ‏ إكرامـَك ومكافأتك،
فقالت:‏ ‏ والله لو كان ما فعلته معروفاً، ما كنت لآخذ عنه بديلاً، فكيف وهو شيء يجب أن يشارك فيه الناس بعضهم بعضاً،
وألحـُّوا عليها حتى ذهبوا بها، فلما وصلت إلى عبد الله سلمت عليه، فرد عليها السلام، وقرب مجلسها، وقال لها:‏ ‏ ممن أنت يا خالة؟
قالت:‏ ‏ من قبيلة بني كلب،
قال:‏ ‏ وكيف حالك؟
قالت:‏ ‏ آكل الخبز المليل وأكتفي منه بالقليل، وأشرب الماء من عين صافية وأبيت ونفسي من الهموم خالية،
فازداد منها استغراباً،
وقال: لو جاء بنوك الآن وهم جياع، ما كنت تصنعين لهم؟ ‏
‏ قالت: يا هذا لقد عظمت عندك خبزتي حتى أكثرت فيها الكلام، أشغل فكرك عن هذا فإنه يفسد المروءة ويورث الخسة،
فقال لغلمانه: أحضروا أولادها، فأحضروهم فقربهم إليه
وقال:‏ ‏ إني لم أطلبكم لمكروه، وإنما أحب مساعدتكم بمال،
فقالوا:‏ ‏ نحن في كفاف من الرزق، فوجـِّه مالك نحو من يستحقه،
فقال:‏ ‏ لا بد أن يكون لي عندكم شيء تذكروني به، وأمر لهم بعشرة آلاف درهم، وعشرين ناقة مع فحلها.

نادية بوغرارة
12-06-2011, 08:39 PM
الكرم من شيم الأحرار ، يجودون بما عندهم ، كلّه .

في زمن الشح و البخل و الخسة ، أين نحن من تلك المرأة و أولادها ؟؟!!

شكرا لك على هذه القصة / العبرة .

علياء محمود
12-06-2011, 09:16 PM
الكريم لا يضام...

ويبدو ان صفة الكرم اصبحت من الصفات المفقودة في عصرنا الحالي
فالجري وراء المال افقد كل جماليات الصفة ..
جزاك الله خيرا على هذه العبرة..

زهراء المقدسية
13-06-2011, 01:45 PM
آكل الخبز المليل وأكتفي منه بالقليل، وأشرب الماء من عين صافية وأبيت ونفسي من الهموم خالية،


مفارقة عجيبة نأكل مما لذ وطاب وحولنا النعم الكثيرة
وننام والهموم تحاصرنا وتعيينا

أكرم بها من إمرأة رضيت بما لديها فطابت وهنأت نفسها

بوركت على قصة فيها من العبر الكثير

احمد خلف
15-06-2011, 11:27 AM
الكرم من شيم الأحرار ، يجودون بما عندهم ، كلّه .

في زمن الشح و البخل و الخسة ، أين نحن من تلك المرأة و أولادها ؟؟!!

شكرا لك على هذه القصة / العبرة .

الأديبة الأريبة نادية
كل الشكر للمرور وكتابة ما فاضت به القريحة واليراع
والأمة بخير.......فلكل زمان كرماء......لهم نقف بإجلال
إن الكريم الذي لا مال في يده**مثل الشجاع الذي في كفه شلل
والمال مثل الحصى ما دام في يدنا** فليس ينفـــــع إلا حين ينتقل

احمد خلف
15-06-2011, 11:32 AM
الكريم لا يضام...

ويبدو ان صفة الكرم اصبحت من الصفات المفقودة في عصرنا الحالي
فالجري وراء المال افقد كل جماليات الصفة ..
جزاك الله خيرا على هذه العبرة..


اشكرك للمرور أولاً
وثانياً لم تعقم النساء عن الإتيان بالكرماء
وثالثاً للكرم خلة وطبع......يخاله البخيل ...إسرافاً
يقــضى على المرء في أيام محنته
حتى يرى حسناً مــا ليس بالحــسن
إن الكرام إذا مــا أيســروا ذكروا
من كان يألفــهم في الموطن الخـشن

ونكرم ضيفنا ما دام فينا **** ونتبعه الكرامة حيث مالا

احمد خلف
15-06-2011, 11:41 AM
مفارقة عجيبة نأكل مما لذ وطاب وحولنا النعم الكثيرة
وننام والهموم تحاصرنا وتعيينا


أكرم بها من إمرأة رضيت بما لديها فطابت وهنأت نفسها



بوركت على قصة فيها من العبر الكثير



أختي الفاضلة
جميلٌ ما سطرت من كلام وتساؤل
وبك بارك ربي للمرور
ولقد أنرت الموضوع لمجرد التعليق
ومن ذا الذي يخلو من الهم؟؟ظ
ولست أرى السعادة جمع مال *** ولكن التقي هو السعيد

تزوج معاوية من ميسون البحدلية و كانت بديعة في جمالها فاسكنها القصر منعمةَ مكرمة و لكنها اشتقالت إلى حياتها في البادية فقالت

لبيت تخفق الارياح فيه *** احب الي من قصر منيف
ولبس عباءة وتقر عيني *** احب الي من لبس الشفوف
واكل كسيرة من كسر بيتي *** احب الي من اكل الرغيف
واصوات الرياح بكل فج *** احب الى من نقر الدفوف
وكلب ينبح الطراق دوني *** احب الي من قط اليف
وخرق من بني عمي نحيف *** احب الي من علج عنوف
خشونة عيشتي في البدو اشهى *** الى نفسي من العيش الظريف
فما أبغي سوى وطني بديلا *** فحسبي ذاك من وطن شريف

ربيحة الرفاعي
15-06-2011, 02:31 PM
فقالوا:‏ ‏ نحن في كفاف من الرزق، فوجـِّه مالك نحو من يستحقه،
فقال:‏ ‏ لا بد أن يكون لي عندكم شيء تذكروني به، وأمر لهم بعشرة آلاف درهم، وعشرين ناقة مع فحلها.[/CENTER]

برغم ما لرضاهم بكفاف ما لديهم من دور في هانيء العيش الذي به ينعمون، فلعل السبب الأقوى هو زمان يقابل فيه الاكرام بالاكرام ، ويجازى الاحسان بالاحسان ويعامل الناس بما يستحقون
فهذا مما يبعث على الاحساس بالرضى والطمأنينة والأمل
وليس كالأمل مدعاة للهناء

اختيار طيب أيها الكريم

دمت بألق

مرمر القاسم
17-06-2011, 04:45 PM
رؤيـا

إِنْ كُنْتَ نَهْرَاً كَدَّرَتْهُ وُحُولُهُ=فَالبَحْرُ قَلْبِي، والسّمَاحُ سَفِيْنِي!

وضحة غوانمة
حزيران/ 2011




من قصيدة رؤيا ،

معذرة من الأستاذ أحمد خلف تعليقي أردته في موضوع ( قالوا و اعجبني ) كيف جاء هنا لا أدري
لو تكرم المشرف على القسم بحذف التعليق و شكرا
ومرة أخرى عذرا من الأستاذ أحمد خلف

احمد خلف
19-06-2011, 05:19 AM
برغم ما لرضاهم بكفاف ما لديهم من دور في هانيء العيش الذي به ينعمون، فلعل السبب الأقوى هو زمان يقابل فيه الاكرام بالاكرام ، ويجازى الاحسان بالاحسان ويعامل الناس بما يستحقون
فهذا مما يبعث على الاحساس بالرضى والطمأنينة والأمل
وليس كالأمل مدعاة للهناء

اختيار طيب أيها الكريم

دمت بألق


الفاضلة ربيحة الرفاعي حفظها الله ...
تشكري للمرور على كل المواضيع
وإنني أُكبر فيك هذه الروح الشغوفة بالأدب ....
لا عدمنا هكذا مشاركات