غيداء الأيوبي
21-06-2011, 04:27 PM
معارضة الشاعر الرائع زيد خالد علي في قصيدته الجبارة المهمة الصعبة
لُغَةُ الرَّبِيِع
نَطَقَ الرَّبِيِعُ بِمَبْسَمِ الأَنَغَامِ=فَابْتَلَّ رِيِقُ الشِّعْرِ بِالأَنْسَامِ
كُلُّ الْحُرُوفِ تَنَفَّسَتْ مِنَ رَوْضِهَا=فَاسْتَنْشَقَتْ لُغَةٌ مِنَ الأَكْمَامِ
وَتَفَجَّرَتْ مِنْ بَطْنِهَا وَكَأَنَّهَا=وَرْدٌ يَمُجُّ عُصَارَةَ الأَعْوَامِ
بِرَحِيِقِهَا رَقَّ الْكَلامُ عُذُوبَةً=تَرْوِي عُطَاشَى الْحَرْفِ كَأْسَ مُدَامِ
بَيْنَ الْغُصُونِ تَمَايَلَتْ وَكَأَنَّهَا=لَبِسَتْ خَلاَخِيِلاً بِدُونِ عِظَامِ
رَنَّتْ فَغَنَّى الطَّيْرُ فَاشْتَدَّ الرَّوَى=فَتَصَارَعَ اللَّحْنَانِ دُونَ خِصَامِ
أَمَّا أَفَانِيِنُ الشِّعُورِ فَلَوَّنَتْ= لُغَةَ الوُرُودِ بِلَوْحَةِ الرَّسَّامِ
لَوْنُ احْمِرَارِ الْوَرْدِ خَرَّ مُتَيَّماً=جُورِيَّةٌ سَاحَتْ عَلىَ الأَقْلاَمِ
لَوْنُ ابْيِضَاضِ الْيَاسَمِيِنِ بِرِيِشَةٍ=رَسَمَتْ رَقِيِقَ الحِسِّ سِرْبَ حَمَامِ
لَوْنُ اصْفِرَارِ الشَّمْسِ فِي عَبَّادِهِ=أَسَرَ الضِّيَاءَ بِرَوْنَقِ الإِلْهَامِ
أَمَّا اخْضِرَارُ الرُّوحِ فَزَّ رَبِيِعُهُ=بِقَصِيِدَةٍ خَضُلَتْ بِمَرْجِ هُيَامِ
وَأَنَا هُنَا بَيْنَ الْجَنَائِنِ حَائِرٌ=مِنْ أَيْنَ أَقْطِفُ وَرْدَةَ اسْتِسْلاَمِي
أَحْبُو بِحِضْنِ الْغُصْنِ كَيْ أَشْتَفَّهُ=فَتَشِفَّ طِفْلِيَ رِقَّةُ الأَرْحَامِ
وَأَرُومُ مِنْ فَيْضِ الزُّلاَلِ مَشَاعِراً=فَيَهِيِجُ فِي رُوحِ الْعِنَاقِ مَرَامِي
الْعَقْلُ فِي بَحْرِ اللَّآلِئِ عَائِمٌ=وَأَنَا الْغَرِيِقُ بِفِكْرَةِ الْعَوَّامِ
أَبْتَلُّ بِالْحَرْفِ الْمُعَتَّقِ بِالْوَرَى=وَالْخَمْرُ فِي كَأْسِ القَرِيِضِ أَمَامِي
وَلَذَائِذُ الْكَلِمَاتِ تُنْعِشُ سَكْرَتِي=فَيَغِيِبُ فِي دُنْيَا الفَصِيِحِ زِمَامِي
تِلْكَ الْحَرُوفُ تَجَسَّدَتْ أَرْوَاحُهَا=مِثْلَ الْحِسَانِ بِجَنَّةِ الأَنْعَامِ
تَسْكُبْنَ أَوْعِيَةَ الرَّحِيِقِ كَأَنَّمَا=تَسْكُبْنَهَا بِأَصَابِعِ الأَحْلاَمِ
فَتَدِرُّ خَيْرَاتَ اللَّيَانِ كَأَنَّهَا=رَضِعَتْ مِنَ الْفِرْدَوْسِ دُونَ فِطَامِ
وَأَنَا بِمَرْأَى السَّاحِرَاتِ أَظُنُّنِي=قَدْ قُلْتُ مَا لَمْ يَمْتَلِكْهُ كَلاَمِي
غيداء الأيوبي
تحيتي وأجمل الأزهار
لُغَةُ الرَّبِيِع
نَطَقَ الرَّبِيِعُ بِمَبْسَمِ الأَنَغَامِ=فَابْتَلَّ رِيِقُ الشِّعْرِ بِالأَنْسَامِ
كُلُّ الْحُرُوفِ تَنَفَّسَتْ مِنَ رَوْضِهَا=فَاسْتَنْشَقَتْ لُغَةٌ مِنَ الأَكْمَامِ
وَتَفَجَّرَتْ مِنْ بَطْنِهَا وَكَأَنَّهَا=وَرْدٌ يَمُجُّ عُصَارَةَ الأَعْوَامِ
بِرَحِيِقِهَا رَقَّ الْكَلامُ عُذُوبَةً=تَرْوِي عُطَاشَى الْحَرْفِ كَأْسَ مُدَامِ
بَيْنَ الْغُصُونِ تَمَايَلَتْ وَكَأَنَّهَا=لَبِسَتْ خَلاَخِيِلاً بِدُونِ عِظَامِ
رَنَّتْ فَغَنَّى الطَّيْرُ فَاشْتَدَّ الرَّوَى=فَتَصَارَعَ اللَّحْنَانِ دُونَ خِصَامِ
أَمَّا أَفَانِيِنُ الشِّعُورِ فَلَوَّنَتْ= لُغَةَ الوُرُودِ بِلَوْحَةِ الرَّسَّامِ
لَوْنُ احْمِرَارِ الْوَرْدِ خَرَّ مُتَيَّماً=جُورِيَّةٌ سَاحَتْ عَلىَ الأَقْلاَمِ
لَوْنُ ابْيِضَاضِ الْيَاسَمِيِنِ بِرِيِشَةٍ=رَسَمَتْ رَقِيِقَ الحِسِّ سِرْبَ حَمَامِ
لَوْنُ اصْفِرَارِ الشَّمْسِ فِي عَبَّادِهِ=أَسَرَ الضِّيَاءَ بِرَوْنَقِ الإِلْهَامِ
أَمَّا اخْضِرَارُ الرُّوحِ فَزَّ رَبِيِعُهُ=بِقَصِيِدَةٍ خَضُلَتْ بِمَرْجِ هُيَامِ
وَأَنَا هُنَا بَيْنَ الْجَنَائِنِ حَائِرٌ=مِنْ أَيْنَ أَقْطِفُ وَرْدَةَ اسْتِسْلاَمِي
أَحْبُو بِحِضْنِ الْغُصْنِ كَيْ أَشْتَفَّهُ=فَتَشِفَّ طِفْلِيَ رِقَّةُ الأَرْحَامِ
وَأَرُومُ مِنْ فَيْضِ الزُّلاَلِ مَشَاعِراً=فَيَهِيِجُ فِي رُوحِ الْعِنَاقِ مَرَامِي
الْعَقْلُ فِي بَحْرِ اللَّآلِئِ عَائِمٌ=وَأَنَا الْغَرِيِقُ بِفِكْرَةِ الْعَوَّامِ
أَبْتَلُّ بِالْحَرْفِ الْمُعَتَّقِ بِالْوَرَى=وَالْخَمْرُ فِي كَأْسِ القَرِيِضِ أَمَامِي
وَلَذَائِذُ الْكَلِمَاتِ تُنْعِشُ سَكْرَتِي=فَيَغِيِبُ فِي دُنْيَا الفَصِيِحِ زِمَامِي
تِلْكَ الْحَرُوفُ تَجَسَّدَتْ أَرْوَاحُهَا=مِثْلَ الْحِسَانِ بِجَنَّةِ الأَنْعَامِ
تَسْكُبْنَ أَوْعِيَةَ الرَّحِيِقِ كَأَنَّمَا=تَسْكُبْنَهَا بِأَصَابِعِ الأَحْلاَمِ
فَتَدِرُّ خَيْرَاتَ اللَّيَانِ كَأَنَّهَا=رَضِعَتْ مِنَ الْفِرْدَوْسِ دُونَ فِطَامِ
وَأَنَا بِمَرْأَى السَّاحِرَاتِ أَظُنُّنِي=قَدْ قُلْتُ مَا لَمْ يَمْتَلِكْهُ كَلاَمِي
غيداء الأيوبي
تحيتي وأجمل الأزهار