تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : للتعاسة وجهان - أقصوصة نزار ب.الزين



نزار ب. الزين
23-06-2011, 01:16 AM
للتعاسة وجهان
أقصوصة : نزار ب الزين*
*****



منذ عشر سنوات و حتى اليوم يتردد نفس الحوار على الهاتف ، بين أنطوني و ابنته ماريا :
- "داد*".. أرجوك أخرجني من هذه المكان اللعين ...
= طبيبك يرفض خروجك يا ابنتي ، و ليس بوسعي مخالفته ، تصبحين على خير ...
بعد خمس دقائق ، باكية معاتبة.....
- "داد*"... لماذا أغلقت مسرة الهاتف في وجهي ؟
= قلت لك تصبحين على خير .؟.!.....
- أخرجني من هنا يا أبي ، أكاد أختنق !
= سأسأل طبيبك غدا صباحا ...
- طبيبي يكرهني ، كل يوم يضع الكهرباء في راسي فيسبب لي ألما شديدا ، أنقذني من براثنه ، و أخرجني من هنا يا أبي ، لم أعد أطيق صبرا !!!
= ماريا عزيزتي اخلدي إلى النوم ، فأنا أيضا بحاجة إلى النوم ، تصبحين على خير ...
بعد أربع دقائق ....
- "دادي" اريد أن أخبرك ، قبل قليل زارتني أمي و أكدت لي بأنني في تمام العافية ، و لا داعي لوجودي هنا ؛ و تقول لك أعدني إلى البيت في الحال يا أبي !!!
= ماريا يا ابنتي ...والدتك في ذمة الله منذ عشر سنوات .. ألا تذكرين الحادث الذي أودى بحياتها و بحياة ثلاث من إخوتك؟ ألا تذكرين أختيك "جيرالدين و مارلين" ؟ ألا تذكرين شقيقك "مارك" ؟
تصرخ :
- لا أذكر شيئا ، لا أريد أن أذكر شيئا ، فقط أخرجني من هنا !
ثم ...
يزداد صراخها ،
ثم ....
يتحول إلى عويل و هي تردد :
- دعوني و شأني عليكم اللعنة ،
ثم .....
يخمد صوتها مرة واحدة !.
*****
أنطوني في الستينيات من عمره ، متطوع على الدوام لكل المهام بما فيها توزيع طعام الغذاء على زملائه في نادي المسنين ، ودود حتى لتخاله صديق الجميع ، مرح ... ينثر النكات أينما حل ، فيُضحك و يَضحك من أعماق الأعماق حتى لتخاله من أسعد الناس ...
إلا أن "تريز" التي تزوجها منذ سنتين ، تعكس الصورة تماما ؛ فتؤكد للمقربين أنه أتعس خلق الله ، فهو لا ينام إلا قليلا ، و أنها كثيرا ما ضبطته وهو يبكي بصمت ...و على الأخص في أعقاب مهاتفة "ماريا" ابنته نزيلة مشفى الأمراض العقلية.
***************
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع : www.FreeArabi.com
***************
*داد : أب - دادي : أبي
مصطلح أمريكي يقال عند مناداة أو مخاطبة الوالد
***************

آمال المصري
23-06-2011, 04:02 AM
مأساة حقيقية أن يعيش ليرسم السعادة على وجوه الآخرين

القلب ينزف مرارة لفقد الغوالي ...
وفلذة كبد تعاني إثر صدمة الفقد
استهلال رائع وسردية موفقة نقلت لنا الصورة حية حتى الحالة بعد صدمات الكهرباء التي يعقبها اخماد الصوت
وإلى هنا يتم النص ولا يحتاج للمزيد
إلا أن أديبنا ولكي يكتمل الوجه الآخر للتعاسة جاءنا بالفقرة الثانية والتي خَبَّرنا فيها بحالة البطل بعد كل مهاتفة من ماريا
أستاذنا الرائع ...
دام يراعك المبدعة .. ودمت بألف خير
خالص التحايا

كاملة بدارنه
23-06-2011, 11:44 AM
أسلوبك المشوّق في السّرد أستاذنا نزار؛ يجعلني أتابع نصوصك بكلّ شغف، وكذلك المواضيع الإنسانيّة التي تتناولها في هذه النّصوص القيّمة.
هي القمّة في الإنسانيّة أنّ التّعاسة التي تلّف الأفراد، تحوّلهم إلى ناثرين لورود السّعادة، رغم ما يعتورهم، ويسبّب لهم البكاء سرّا!
كتبت فأبدعت
تقديري وتحيّتي

( ثلاثة من إخوتك)

ربيحة الرفاعي
24-06-2011, 01:42 AM
تلقط بحس انساني عال ومهارة أديب أكثر المشاهد ألما وعمقا
وترسمها بحرفك المتمكن ألوانا تعلم وتربي
ما أجمل أن نحيل آلامنا الى طاقة إيجابية تشع في من حولنا وابتسامات نرسمها على شفاه لها آلامها

سردية موفقة ومشوقة ، ونص انساني جميل

أبدعت أيها الكريم

دمت بألق

نزار ب. الزين
24-06-2011, 03:19 AM
مأساة حقيقية أن يعيش ليرسم السعادة على وجوه الآخرين
القلب ينزف مرارة لفقد الغوالي ...
وفلذة كبد تعاني إثر صدمة الفقد
استهلال رائع وسردية موفقة نقلت لنا الصورة حية حتى الحالة بعد صدمات الكهرباء التي يعقبها اخماد الصوت
وإلى هنا يتم النص ولا يحتاج للمزيد
إلا أن أديبنا ولكي يكتمل الوجه الآخر للتعاسة جاءنا بالفقرة الثانية والتي خَبَّرنا فيها بحالة البطل بعد كل مهاتفة من ماريا
أستاذنا الرائع ...
دام يراعك المبدعة .. ودمت بألف خير
خالص التحايا

*************
أختي الفاضلة رنيم
لقد ألقيت الضوء على جوانب النص كلها
فرفعت من قيمته و أثريته
فلك الشكر و الود ، بلا حد
نزار

نزار ب. الزين
24-06-2011, 03:34 AM
أسلوبك المشوّق في السّرد أستاذنا نزار؛ يجعلني أتابع نصوصك بكلّ شغف، وكذلك المواضيع الإنسانيّة التي تتناولها في هذه النّصوص القيّمة.
هي القمّة في الإنسانيّة أنّ التّعاسة التي تلّف الأفراد، تحوّلهم إلى ناثرين لورود السّعادة، رغم ما يعتورهم، ويسبّب لهم البكاء سرّا!
كتبت فأبدعت
تقديري وتحيّتي
( ثلاثة من إخوتك)

***************************
أختي الفاضلة كاملة
أسعدني إعجابك بنصوصي
و أملي أن أبقى عند حسن ظنك
و ظن كل قرائي
***
نعم ، أنطوني و أمثاله من المكلومين
" يرشون على الموت سكر "
كما يقول المثل الشعبي
***
أختي العزيزة
زيارتك تشريف
و ثناؤك إكليل غار
زيَّن نصي و توَّج هامتي
فلك من الشكر جزيله
و من الود كثيره
نزار

نزار ب. الزين
24-06-2011, 03:53 AM
تلقط بحس انساني عال ومهارة أديب أكثر المشاهد ألما وعمقا
وترسمها بحرفك المتمكن ألوانا تعلم وتربي
ما أجمل أن نحيل آلامنا الى طاقة إيجابية تشع في من حولنا وابتسامات نرسمها على شفاه لها آلامها
سردية موفقة ومشوقة ، ونص انساني جميل
أبدعت أيها الكريم
دمت بألق

*************
<< ما أجمل أن نحيل آلامنا الى طاقة إيجابية
تشع في من حولنا وابتسامات نرسمها على شفاه لها آلامها >>

رائعة هذه العبارة أختي الفاضلة ربيحة
و تعبر عن حالة المسكين "أنطوني" بدقة متناهية
و لكن هل يتمكن كل إنسان من تحويل آلامه إلى طاقة إيجابية ؟
لا أظن ….
***
أختي الكريمة
ثناؤك أضاء نصي و أدفأني
فلك الشكر و الود ، بلا حد
نزار