المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الياسمينُ المستباحْ!!!



فارس أحمد عبدالله
28-06-2011, 12:33 AM
جَعَلَتْ مِنَ الشيءِ الَّذي
لا شيءَ مِثْلَ الشيءِ فيهِ حِكايَةً
ثمَّ انتَشَتْ في داخلي
وَتَصَوَّرَتني دُميةً
مِن ظِلِّ أُغنِيةٍ حَزينةْ
رََسَمَتْ خِيانتَها على جسدي
أخَذَتْ وجودي حُجَّةً لِوجودِها
مِن دونِ أُغنيةِ المَساءِ ولَحنِهِ
مِنْ قصةٍ وَهميةٍ ذُرِفَتْ دُموعُ العاشقينَ لأجلِها
قدْ أعلنتْ عَنِّي مُتَيَّمَ شَعرِها
وتَصاعَدَتْ مِثلَ الدُّخانِ تصاعدتْ
لا شيءَ مِثلَ الشيءِ في أحداقِها
يا بعضَ أُنثى لَوََّنَتْ أحداقَها
يا نصفَ أنثى لُوِّنَتْ أحداقُها
يا لستُ أدري كيفَ مخلوقٌ مِنَ النيرانِ أضحى في خيالي
كالمَلاكْ!!!
..........
طَعمُ الوجودِ بلا وجودْ
لحنُ الصباحْ
عِطرُ الصباحْ
والياسمينُ المُستباحْ
كَمْ كنتَ أبْلهَ يا أنا!!
كانتْ تخبِّئُ كلَّ أوجاعِ الزمانِ بلونِها
كانتْ تخبِّئُ غدرَها
وجحودَها وضياعَها وبرودَها
والذلُّ أدمى وجهَها
حتَّى ظنَنْتُ بأنَّها إنسيةٌ ونديةٌ ملكيةٌ ورديةٌ
جنِّيةً كانتْ ودربَ هلاكْ!!
كانتْ ملاكْ !!
لا فرقَ مثلَ الفرقِ بينَهُما
حرفٌ تغيَّرَ قدْ تبدَّلَ فيهِ شكلُ نِهايتي
فتخيَّلي يا أنتِ!!
أمْ أنَّها الحمّى وأنّي نائمٌ منذُ البدايةِ داخلَ الكهفِ العتيقْ
والزرقةُ الحمقاءُ في عينيكِ أفعى قد أتتني علَّني أصحو على موتٍ جديدْ
لأقولَ للعمرِ المديدِ على ضِفافِ النهرِ ريحُ العهرِ تملَؤها
بَقايا ثغرِكِ
فوقَ الهضابِ عَرَفتُكِ
بينَ الهِضابِ عرفتُكِ
لما الشفاهُ تبدَّلتْ ألوانُها
وتغيَّرتْ ألحانُها
لمّا الخجولَةُ قدْ تغذَّتْ أصلَها
وتصاعدتْ كالخُبثِ طالتْ خُبثَها
لأقولَ للعمرِ المديدِ بأنّني حقّا فَرِحْتُ بموتِها
لِمَ تكذبينَ على البشرْ؟!
سطّرتُ ألفَ مصيبةٍ مِنْ قبلكِ
وعشِقتُ ألفَ مصيبةٍ في عهدِكِ
وعرفتُ ألف مصيبةٍ من بعدكِ
عينايَ لا ليستْ لكِ
شفتايَ لا....
قلبي أنا جُلَّ البلاءُ على رباهْ
عَلِمَ البشرْ
لكن إليكِ رسالتي
فلتحفظي عن ظهرِ قلبٍ ما أقولْ
قولي أحبُّكِ بعد ما كانا
فاسمي أنا قد صارَ عنوانا
إنْ كانَ فيكِ الحبُّ إنسانا
فلتشهدِ الدُنيا بزيفٍ في المقولْ
كلّمتكِ بعدَ الرجا
وبحثتُ يوماً بعدَ يومٍ عن طريقٍ علّني
ألقَ لنفسي مخرجا
حتى أتاني ظُهرُ يومٍ عاصفٍ
فرأيتُكِ ترجين غيري مثلما جئتي إليَّ ذليلةً
فَتَركتُكِ , عُدتي إليَّ ذليلةً
فَتَركتُكِ
هذي الحكايةُ كلُّها
فلتجلسي
ولتيأسي
ولتخرسي
طعمُ الوجودِ بهِ الوجودْ
لحنُ الصباحِ أتى الصباحْ
ولتَمْلُكي أنتِ جنونَ الياسمين المُستباحْ

النواري محمد الأمين
28-06-2011, 01:20 AM
وأشد ما يبهر اللغة، والمعاني التي تغري بالـتأمل.
بوركت، أيها النقي، ككلماتك.
لك اصفى الود

محمود فرحان حمادي
28-06-2011, 08:36 AM
جميلة خمائل هذا النص البهي
بألقه المقتدر وخياله الخصب الرحيب
لقد استطاع الشاعر هنا من تقديم انموذج بديع للأصالة الشاعرية
بما يملك من مفردة طيعة وخزين لغوي رائع
بورك بهاء هذا الحرف
تحياتي

فارس أحمد عبدالله
28-06-2011, 05:03 PM
شكرا لكم
على ما قلتم
وأتمنى أن أكون دائما عند
حسن ظن الجميع

ربيحة الرفاعي
07-07-2012, 12:38 AM
شاعرية تحلق بأجنحة الخيال الواسع في مساحات اللغة البهية والحرف الندّي
وأداء جميل حمل الحس ماتعا والقول ملفتا مستوقفا

أهلا بط شاعرنا في واحتك

تحاياي

د. سمير العمري
18-11-2012, 12:42 PM
نص شعري يتميز بجرس جميل حدا وحس منساب بقوة شلال وبرقته ، وأداء شعري مميز لولا بعض مواضع قليلة جدا استوقفتني.

أشكر لك ما قرأت!

دمت بخير ورضا!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير واحة الفكر والأدب.


تحياتي