تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : زائرة الليل .



حسين الطلاع
02-07-2011, 07:56 AM
زائرة الليل :
ــــــــــــــــــ
ما لي لا أرى زائرة الليل ؟ .
أم كانت من النائمات ؟
أعْلفَ لها الكَرَى ، فَكَال لها من شهوته ما يضمن ميلها إليه كيلا مجزيا ! .
فتورّكتِ الدّمِثَ الوثير ،،، فاستحسنها فزادته حسنا ، واستدفئها فجادت عليه .
ثم نادى الجفنَ حتى كلّ ،،، وسحرهُ حتى فَتَرَ ،،، وتلا عليه رُقية العشق حتى كاد أن يُطْبق .
وثم ،،، أسلَمَتْهُ نفسها كما اعتادت واعتادَ ، وكما كان عرضا كان قبولا ،،، فنعم بها قبل أن تنعم به .
فاستلقت حتى راحت في غور بعيد ،،، حيث لُجَة الكرى ، وسكرة الهجع .
فصارت تتقلّب ذات اليمين لينسدل على خدّها بعض ظلام من شعرها ،،، وذات اليسار لِيُجيز الخدّ الآخر خُصلة كليل بلا أقمار .
والنحر ما بين ذلك يتحدى حتى كسب الرهان ، فما زال به يستميله حتى تسجّت خصلة كأفعى سوداء على ثوب أبيض .
ثم ذهبت تداعب أحلاما ، وتداعبها أحلامُ .
فجاء اللص الظريف يرهف أذنه ليسمع نغم الشفاه ،،، وهي تمتم تارة عنعنة ، وتارة لا يدري ما هو ! ، غير أنه هذيان ، هذيان سَكْرى عاقرت النوم كأنه الخندريس حتى ثَمِلَتْ ، ولا حدّ يقام عليها !!! .
وراح يجوب الدار ، علّه يسرق ما تيسرت سرقته ، وخفّ حمله .
فاعترضه السحر ، وحال دون إتمام ما يوجب قطع اليد ،،، فجعل يخفف الجريرة حتى نفدت كل موجبات الحدود ،،، إلا من نظرة يختلسها وهي تتقلب وتمتم كأنها تحكي الخِشف في تصويره الأمن والأمان قرب أمه ،،، وكأنها الطفل الرضيع يحكي دنياه بتشبُّثه بصدر أمه .
فصار يهجس فيما بينه وبين نفسه ! .
فمن هاجس يقول : يا بُنيّ ،،، لا تُصعّر وجهك للمال !!! دونكه فخذه .
ومن آخر يقول : أنا ناصح لك ،،، ما لك وللنظرات التي لا تغني ولا تسمن من جوع ؟
وبينا هو في ذلك ، إذ انقلبت ، فراعه وسواس الذهب بمعصمها ، والذي ما وُضِع إلا ليضيع بريقه ! حيث أثبت بريقها أنه البريق ، وأثبت جمالها أنه الجمال .
فأدرك أنها أثمن من الذهب والجوهر ،،، فخاف وهي في ذمة النوم وستر الظلام أن ينالها نائل .
فآلى أن يجنّد نفسه ليحرسها ، ثم عسكر على مقربة منها يرمقها ،،، وهو يوحي إليها :
نام الورى ،،، فنامي .
إن حام حولكِ أذى تلقّفْتُهُ .
وإن همّ شرٌّ دحرته .
أنا الفداء وأنا ذبحكِ العظيم .
ولا أبالي .
ــــــــــــــــــــ انتهى ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
حسين الطلاع
26/6/2011
المملكة العربية السعودية - الجبيل







: الدمث هو الناعم السهل المريح .
: كلّ أي تعب .
: الغور هو المخفض البعيد والمقصود هنا في جوف النوم .
: العنعنة هي بالأصل لغة في إحدى قبائل العرب ،،، وهي أيضا في الرواية عنعنة كقولنا عن فلان وعن أبيه وعنه أنه قال وهكذا ،،، والمقصود هنا أنها كلام النائم كأنه يعنعن بكلام غير مفهوم .
: الخندريس من أسماء الخمر .
: الجريرة كناية عن الجريمة وهي الجناية التي يجرها الفاعل إلى نفسه وذويه وعشيرته .
: الخِشف هو ولد الظبية الصغير .
: التصعير هو الصد عن ، أو عدم الإلتفات إلى ، أو كقولنا أشاح بوجهه عن كذا ،،، والمقصود هنا لا تشح بوجهك عن المال بل خذه .
: الوسواس ،،، هو بالأصل صوت تضارب الحلي والذهب ببعضه البعض فيصدر صوتا مغريا لأن الذهب مغري ،،، ومنه اشتقت وسوسة إبليس لأنه يغري كالذهب لتزينه المنكرات .

نادية بوغرارة
04-07-2011, 10:05 AM
....



جاء اللص الظريف يرهف أذنه ليسمع نغم الشفاه ،،، وهي تمتم تارة عنعنة ، وتارة لا يدري ما هو ! ، غير أنه هذيان ، هذيان سَكْرى عاقرت النوم كأنه الخندريس حتى ثَمِلَتْ ، ولا حدّ يقام عليها !!! .
وراح يجوب الدار ، علّه يسرق ما تيسرت سرقته ، وخفّ حمله .
فاعترضه السحر ، وحال دون إتمام ما يوجب قطع اليد ،،، فجعل يخفف الجريرة حتى نفدت كل موجبات الحدود ،،، إلا من نظرة يختلسها وهي تتقلب وتمتم كأنها تحكي الخِشف في تصويره الأمن والأمان قرب أمه ،،، وكأنها الطفل الرضيع يحكي دنياه بتشبُّثه بصدر أمه .
فصار يهجس فيما بينه وبين نفسه ! .
فمن هاجس يقول : يا بُنيّ ،،، لا تُصعّر وجهك للمال !!! دونكه فخذه .
ومن آخر يقول : أنا ناصح لك ،،، ما لك وللنظرات التي لا تغني ولا تسمن من جوع ؟
وبينا هو في ذلك ، إذ انقلبت ، فراعه وسواس الذهب بمعصمها ، والذي ما وُضِع إلا ليضيع بريقه ! حيث أثبت بريقها أنه البريق ، وأثبت جمالها أنه الجمال .
فأدرك أنها أثمن من الذهب والجوهر ،،، فخاف وهي في ذمة النوم وستر الظلام أن ينالها نائل .
فآلى أن يجنّد نفسه ليحرسها ، ثم عسكر على مقربة منها يرمقها ،،، وهو يوحي إليها :
نام الورى ،،، فنامي .
إن حام حولكِ أذى تلقّفْتُهُ .
وإن همّ شرٌّ دحرته .
أنا الفداء وأنا ذبحكِ العظيم .
ولا أبالي .

=============

كنا هناك نتوجس خيفة من لصك الظريف،

فإذا به يُحيّرنا أمره ، هل انتهى لحراسة الذهب أم صاحبته ؟؟ و كلاهما لم يكن متوقعا ..

كنتَ وفيا للغة كعادتك ،

وأمتعتنا بحكي توفرت فيه باعتقادي جميع مقومات القصة القصيرة - في الجزء المقتبس -

المبدع حسين الطلاع ،

لا شك أن نصوصك تحمل أسلوبك المتفرد المميز الذي لا يُحسنه غيرك ،و الذي يخبر عنك .

شكراعلى الإضافات .

في انتظار جديدك .

نجوى الحمصي
04-07-2011, 06:28 PM
نثر رائع من سطورك حد الرمق الاخير
سلس متسلسل لعيون القلب وذائقته
قرأَتْهُ وتعايشت معه قصة لن تمحى منها
سلمت يمناك أيها القدير
حسين الطلاع
وصح البنان من تكوينك
إمتاع ماتناثرمن درر حرفك الثمين

حسين الطلاع
06-07-2011, 04:39 PM
....



=============

كنا هناك نتوجس خيفة من لصك الظريف،

فإذا به يُحيّرنا أمره ، هل انتهى لحراسة الذهب أم صاحبته ؟؟ و كلاهما لم يكن متوقعا ..

كنتَ وفيا للغة كعادتك ،

وأمتعتنا بحكي توفرت فيه باعتقادي جميع مقومات القصة القصيرة - في الجزء المقتبس -

المبدع حسين الطلاع ،

لا شك أن نصوصك تحمل أسلوبك المتفرد المميز الذي لا يُحسنه غيرك ،و الذي يخبر عنك .

شكراعلى الإضافات .

في انتظار جديدك .


الله الله ما أجمله من رد
زميلة قلم ومتذوقة حرف
أعجبني ردكِ الظريف الذي فاق ظرافة اللص
ولا تقلقي ،،، هو جاء ليسرق في بادئ الأمر ،،، غير أن جمالها حال دون ذلك ، ولا غرابة
فقد حول الحسن والجمال رجلا من لص إلى شرطي ،،، ويال العجب
أريد أن أقول شيئا
امي حفظها الله فلاحة من أصل أردني ،،، وهي حكيمة ، لطيفة ، حنونة ، تؤثر الغير على نفسها ، وهذا طبع الشعوب النبيلة العربية الأبية
وبرغم أنها ( أمية ) لا تقرأ ولا تكتب إلا أنها أكاديمية حياة ومجتمع
رأيتها مرة إثر موت ديانا سبنسر تبكي
وبغض النظر عن ديانة ديانا ،،، وبغض النظر عن كونها بريطانية ، إلا أن أمي قالت لما سألتها : ما الذي يبكيكِ يا أمي ؟
قالت بسليقتها وفطرتها ولهجتها : الجمال مرحوم يا وليدي
فلكِ يا نادية أن تتخيلي مدى رقة أمي وحنانها ،،، وكثيرا ما أتعلم منها وبكل فخر واعتزاز
وهي آنسة !!!
طبعا تعريف الآنسة لغة : هي المرأة التي تؤنس جليسها بكلامها وهيأتها أيضا ، سواء كانت فتاة إبنة 18 عام أم عجوزا إبنة 100 عام ، متزوجة كانت أم بنتا
هذا هو أصل الآنسة وهو الصحيح
عموما
الجمال مرحوم كما قالت أمي
وعليه رحم اللص الفتاة وهي نائمة آمنة مطمئنة ،،، فجعل يحرسها ويفديها أيضا
وبناء على تعريف الانسة أقول
آنستي نادية : سرني جدا حسن اطلاعكِ وتحريضك على الغوص بأبعاد حكاية اللص
فلا تحرمينا التكرار
حفظكِ الله ورعاكِ
حسين الطلاع

ربيع بن المدني السملالي
24-07-2012, 08:33 PM
الله ، الله

أين أنتَ يا رجل اشتقنا لك ولأدبك الأصيل ، أتمنى أن تكون في أفضل حال

دمت بخير وعافية

تحياتي

وليد عارف الرشيد
24-07-2012, 09:23 PM
جميل هذا النص بفكرته وتنفيذه و بريشة فنان محترف صلغ لغته المبدع القدير الأستاذ حسين بمهارة ورقي وأصالة فجمع الحسن والبيان
ضاع لصك يا سيدي فلا حصل على الذهب ولا هو بطائلٍ أجر حراسته .. لكنه أمر الجمال
محبتي وتقديري مبدعنا الجميل
همسة : واستدفأها

ربيحة الرفاعي
25-07-2012, 03:20 AM
ناثر لحرفك عبقه ولطرحك خصوصيته ولأصالة لغتك رونقها المميز
وكنا هنا ضيوفا على طريف نصك نرقب اللص يتجرد من أسلحته ليركع في محراب الجمال مستسلما طائعا

قراءة ماتعة قضينا في باحة هذا الأدب الجميل

أهلا بك أديبنا في واحتك

تحاياي

حسين الطلاع
29-08-2012, 08:04 AM
نثر رائع من سطورك حد الرمق الاخير
سلس متسلسل لعيون القلب وذائقته
قرأَتْهُ وتعايشت معه قصة لن تمحى منها
سلمت يمناك أيها القدير
حسين الطلاع
وصح البنان من تكوينك
إمتاع ماتناثرمن درر حرفك الثمين




الأستاذة الأديبة : نجوى
أعتذر للتأخير والغياب .
فهو أمر ليس بمتناول اليد .
أشكر لك أستاذتنا الطيبة هذه المشاركة الجميلة ، وهذا الإطراء العذب الجميل .
كما سرني جدا استمتاعكِ بالقطعة .
لا تحرمينا تكرار الزيارة
كوني بخير
حسين الطلاع

آمال المصري
11-03-2013, 06:56 AM
كانت المتعة هنا متضاعفة مابين نص نثري حكائي أنيق ولغة جزلة خصبة
دمت أديبنا وشاعرنا الفاضل وأدبك الراقي ونبضاتك الأصيلة
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

نداء غريب صبري
09-04-2013, 07:19 PM
أخي الأديب المبدع حسين الطلاع

أشعر عندما أقرأ نثرك كأني بين صفحات واحد من أمهات الكتب
فلغتك قوية وأصيلة وصورك عربية جدا جدا

شكرا لك

بوركت