المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظر قصة قصيرة حمادي بلخشين



حمادي بلخشين
03-07-2011, 08:47 AM
نظر!


حين كان عائدا من جلسة خمريّة أعقبتها ليلة حمراء. توقف الأستاذ نور الدين الصالحي قليلا ريثما أشعل لفافة.

شدّة سكر الأستاذ نور الدين الصالحي، هي التي جعلت علبة الثقاب تفلت من بين يديه لتستقرّ بين رجليه المضطربتين، حتى قبل أن يتمكن من إشعال لفافته. حين أنحنى الرجل الثمل كي يستعيد علبته، ألتقط معها ورقة نقدية من فئة العشرة دنانير كانت العلبة المنفلتة قد وقعت فوقها بالضبط!

أحتاج الأستاذ نور الدين الصالحي إلى وقت طويل قبل أن يتعرّف على لقيته( خصوصا و قد أهمل نظارته الطبية في البيت).
حين تأكد من حقيقة الورقة المالية حدث نفسه جذلا " لطالما سمعت بمن يصطاد بأسته"
ثم وهو يضرب مؤخرته!
"فها نحنذا نصير مثله!"

بيد مرتجفة فتح الأستاذ نور الدين الصالحي ــ الذي لم يكن صالحا قط ـ محفظته.. حدث نفسه فيما كان يدس فيها لقيته:
ــ وهكذا ضمّنا سكرة الغد!

ــــ 2 ــــ

بعد حوالي مائة متر قطعها الأستاذ نور الدين الصالحي بشكل متعرّج و باعث على الضحك، مرّ به جاره رضوان صابر.. كان الأخير في طريقه إلى المسجد.. تردّد رضوان صابر طويلا قبل أن يتقدم من الأستاذ نور الدين الصالحي محييا ثم ملتمسا و بكل استحياء سلفة قدرها عشرة دنانير!
قهقه الأستاذ نور الدين الصالحي طويلا.. أخذ يخبط فخذيه تعجبا من غرابة الإتفاق بشكل جعل رضوان صابر يتمني لو أن الأرض قد انشقت تحته ولم يطلب مليما واحدا من جاره اللئيم.

حين استعاد الأستاذ نور الدين الصالحي هدوءه سأل جاره بين قهقهتين خفيفتين!
ــ قلت عشرة دنانير؟!
ردّ جاره باستكانة:
ــ أجل.
سأله ثانية :
ــ أحقا تحتاج الى عشرة دنانير؟
طأطأ رضوان صابر رأسه ثم قال بصوت أشد خفوتا:
ــ أجل.
كرر سؤاله ثالثة:
ــ أعني عشرة دنانير بالضبط؟
تردّد رضوان صابر قبل أن يردّ
ــ أجل!
تحسس الأستاذ نور الدين الصالحي جيبه، تهللت أساريره بشكل أنعش الأمل في قلب مخاطبه الذي فوجئ به وهو يقول معتذرا:
ـــ آسف.. يا جاري العزيز فالحال زيّ بعضها!.

ــــــــــــــ 3 ـــــــــــــــ

وهو ينصرف عن جاره الخائب، تساءل الأستاذ نور الدين الصّالحي:
" أي كوميديا إلهية تدار أمامي؟!"
ثم وهو يتجنب عمودا كهربائيا كاد يصطدم به:
" بطريقة علمية.. بناء على ما تقدم يمكننا استنتاج ما يلي:
أولا: كان رضوان صابر سيمرّ حتما بنفس المكان الذي عثرت فيه على الدنانير العشرة، فلم سبقته إليها؟
ثانيا: أنا لا احتاج وعثرت على الدنانير العشرة، وهو يحتاج و لم يعثر عليها، ممّا ينفي حتميّا وجود أي تدبير الهي فيما يدور في الكون.
ثالثا: هو حرم رغم صلاحه، و انا أعطيت رغم فسوقي. وهذا يثبت دون ادنى ريب غياب مفهوم أساسي هو الثواب والعقاب.
رابعا: ضعف نظري عامل معيق كان سيحول حتما بيني و رؤية الدنانير العشرة فكيف اصبح عاملا مساعدا كي أمنح الدنانير دون جاري؟
خامسا: لقد أثبت الخالق (هذا لو فرضنا جدلا وجوده) بمنحي ما لا استحق انحيازه التاريخي ضدّ طبقة البروليتاريا!

ــــــ 4 ـــــ
و لأن الأستاذ نور الدين الصالحي لم يعاين غير مشهد واحد من واقعة ذات مشهدين اثنين فقد غابت عنه أيضا خمس حقائق هي التي حملته على ما ذهب إليه:

الحقيقة الأولى :أن جاره رضوان صابر كان أشد حاجة الى المال مما تصّور. لأنه لم يكن يحتاج الى عشرة دنانير فقط بل كان يحتاج في حقيقة الأمر الى خمسين دينارا كاملة لدفع معلوم كراء متأخر. و لكنه استحيى في آخر لحظة من طلب ذلك المبلغ الكبير، هكذا دفعة واحدة، خصوصا و قد ووجه بسخرية غير متوقعة.

الحقيقة الثانية: إنتفاء العبث الإلهي عن تلك الحادثة، لأن رضوان صابر سيعثر بدوره و قبل أقل من دقيقة واحدة على مبلغ أرفع بكثير من المبلغ الذي علق بأست الأستاذ نور الدين الصالحي!

الحقيقة الثالثة: عدم تفطن الأستاذ نور الدين الصالحي فيما كان يحلل الأحداث التي مرت به و بالتحديد لحظة اتهامه بغياب مفهوم الثواب و العقاب الى فقدانه ورقة مالية من فئة خمسين دينارا.

الحقيقة الرابعة: ان فقدان الأستاذ نور الدين الصالحي للخمسين دينارا يرجع و بشكل أساسي الى ضعف نظره الذي جعله لا يتفطن الى انزلاق الورقة المذكورة من حافظة نقود فتحها ليدس الدنانير العشرة!
الحقيقة الخامسة التي تدحض الإنحياز الإلهي ضد طبقة البلوريتاريا: أن نفس تلك الورقة الفقيدة هي التي عثر عليها رضوان صابر بعد أقل من دقيقة واحدة من انصرافه عنه!

أوسلو 26/4/2010

كاملة بدارنه
03-07-2011, 10:43 AM
السّلام عليكم أستاذنا الكاتب حمادي
لا شكّ أنّ القصّة اجتماعيّة ناقدة، وتحوي بين سطورها فلسفة معيّنة جاءت على لسان البطل السّكّير، ومن ثمّ تدخّل الرّاوي لدحض (فلسفة) هذا السّكّير...
اسمح لي أستاذ حمادي بإبداء الرّأي في بعض النّقاط:
لقد ظهرت شخصيّة نور الدّين الصّالحي، الذي كان اختيار الاسم لها موفّقا جدّا في عكس السّخرية ، بصورة سلبيّة - مثلما جاء على لسان الرّاوي - إنّه رجل شديد السّكر (شدّة سكر الأستاذ...)
مع تقدّم الأحداث وبوقت قصير( الوقت الذي احتاجه ليمشي مئة متر) نراه فيلسوفا، يحمل آراء الفكر الوجودي، ويتحدّث وكأنّه (نيتشه)، ويحلّل مواقف، لا أدري لم ارتبطت جميعها بالله وسلطته، وعدله وغيره؟! هل كان ذلك لأنّ من طلب أن يقرضه مبلغا من المال جاره الذّاهب إلى المسجد ؟
وهو يحتاج و لم يعثر عليها، ممّا ينفي حتميّا وجود أي تدبير الهي فيما يدور في الكون.

وهذا يثبت دون ادنى ريب غياب مفهوم أساسي هو الثواب والعقاب.

لقد أثبت الخالق (هذا لو فرضنا جدلا وجوده) بمنحي ما لا استحق انحيازه التاريخي ضدّ طبقة البروليتاريا!
هنا أرى صعفا في السّبك، فلا يمكن لسكّير أن يحلّل هذا التّحليل؛ ليعرض فكره الرّافض لوجود الله، بعد أن اعترض على التدبير والعدل الإلهي في الكون
والثّواب والعقاب ( ربّما أجبتني بأنّ هذا التّخبّط يعكس أنّه مخمور) ... لكن تبقى الفكرة المطروحة على لسانه لمفكّرين ملحدين!
في الفقرة الأخيرة... يسمع صوت الرّاوي محلّلا لما تلفّظ به البطل، ومخفّفا من حدّة فكرِ سكره، مدافعا عن العدل الإلهي وغيره... وكأنّي به يريد إنقاذ سفينة الإيمان بعد أن أغرقها بالكفر على لسان سكّير، لا يعاقب؛ بحجّة عدم وعيه وإدراكه لما يقول.

أظنّ أنّ الأستاذ حمادي يستطيع أن يعرض أيّة قضيّة، ويعالجها، دون أن يأتي بفكر _ ربّما يؤمن به، وربّما لا _ على لسان بطل تصعب محاسبته؛ لحماية نفسه من النّقد؛ لأنّ ما جاء من أفكار يمسّ بمبادئ كثير من المؤمنين بالله وعدله !
أتمنّى ألّا يزعجك رأيي
تقديري وتحيّتي

حمادي بلخشين
03-07-2011, 02:58 PM
الأخت الكريمة كاملة
مساك الله بالخير
أما بعد

من أهمه شيء غلب على فكره حتى لو كان نائما، فمابالك لو كان في حالة سكر قد تفقد التمييز ولكن تبقي المرء في حالة من الوعي تتيح له جمع المقدمات و استخلاص النتائج بل و كتابة نصوص أدبية و جمل موسيقية خالدة أو ابيات شعر جديرة بالإحترام.. خصوصا اذا كان من المفكر او الفنان من عتاة السكيرين، فالسكير يظل يحتفظ بافكاره و معتقداته خصوصا اذا كان مفكرا و ربما استاذ فلسفة او مثقفا ماركسيا كما يفهم ضمنيا من سياق القصة .. و اذا كان بطلنا من هذا الصنف فان الهم الوجودي سيكون محور تفكيره خصوصا و قد جوبه بمفارقات حركت لديه حس البحث و اكدت معتقداته السلبية في الغيبيات
كتبت لي:

... لكن تبقى الفكرة المطروحة على لسانه لمفكّرين ملحدين!
أقول :
وهل خلت الأرض من الملحدين حتى تستغربي صدور هذا الفكر من احدهم... فسواد مثقفي المسلمين و "مبدعيهم " و غالبيتهم العظمى من الملحدين .. ثم انني لا ادافع عن الأستاذ نور الدين و التمس له الأعذار بل الحال و كما ذكرت حرفيا"

يسمع صوت الرّاوي محلّلا لما تلفّظ به البطل، ومخفّفا من حدّة فكرِ سكره، مدافعا عن العدل الإلهي وغيره... وكأنّي به يريد إنقاذ سفينة الإيمان بعد أن أغرقها بالكفر على لسان سكّير لأجل ذلك فان القول بان نصي " يمسّ بمبادئ كثير من المؤمنين بالله وعدله "! من قبيل اثبات الشيء فهل انا بصدد الدفاع عن سفين الإيمان او محاولة اغراقها
أنا لا اختفى وراء بطل للتعبير عن راي فكتاباتي غير الأدبية مباشرة تقول للأعور يا اعور و لو لجأت الى المباشرة لجاء نص الحال في قالب موعظة فجة
انا لا يزعجني رايك بتاتا
ما يزعجني حقا هو عجزي عن الرد بسبب وجود خلل في المبني او المعني و هذا ما لم المسه في نصي
تحياتي وو رودي

:0014::0014:

عبدالرحمان بن محمد
04-07-2011, 02:21 AM
سأكون هنا لو شاء خالق السكير أن أكون
فالنص يحتاج حقا صفاء ذهن
وليس كذهن السكير
أو كذهن من قال فيه الرب إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر...

آمال المصري
24-02-2012, 07:41 PM
العطاء والمنع من صفات الله عز وجل يهب ويعطي لمن يشاء بغير حساب , ويمنع من عطائه من يشاء من العباد , وليس قترا منه المنع ولكن لحكمة بالغة وتقدير عليم منه سبحانه ولصالح قد لايدركه الكثير
دل لذلك الحديث الذي أخرجه الترمذي في جامعه وابن حبان في صحيحه بإسناد صحيح عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه، عن النبي أنه قال: ((إن الله إذا أحبَّ عبداً حماه عن الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء))

وهنا لم يكن عطاء نور الدين ومنع رضوان دليل خلل في القوانين الإلهية وإلا لضربنا بها عرض الحائط ثراء اليهود وفقر الكثير من المسلمين
حبذا لو لم يظهر النص على شكل نقاط أعتقد لكان أفضل للمظهر القصصي
مرحبا أديبنا الفاضل في الواحة
تحاياي

حمادي بلخشين
25-02-2012, 10:22 AM
الأخ الكريم عبد الرحمن بن محمد شكرا على المرور
لك خالص المودة

حمادي بلخشين
25-02-2012, 10:30 AM
جلت حكمة الله ان اعطى و ان منع لا يسأل عما يفعل
اردت ابداء ما يدور في رؤوس سواد نخبنا من اوهام حول الغيبيات
الأخت الكريمة آمال المصري لك فائق التقدير و خالص التحية

محمد ذيب سليمان
26-02-2012, 09:43 AM
السّلام عليكم أستاذنا الكاتب حمادي

أظنّ أنّ الأستاذ حمادي يستطيع أن يعرض أيّة قضيّة، ويعالجها، دون أن يأتي بفكر _ ربّما يؤمن به، وربّما لا _ على لسان بطل تصعب محاسبته؛ لحماية نفسه من النّقد؛ لأنّ ما جاء من أفكار يمسّ بمبادئ كثير من المؤمنين بالله وعدله !
أتمنّى ألّا يزعجك رأيي
تقديري وتحيّتي

السلام عليكم
حينما كنت اتابع القصة كان بالضبط يراودني هذا المقطع الذي جاءت به الأخت كاملة بدارنة
مع ان صياغتها ستكون الأجمل ولهذا اقتطفته
مع ما جاءت به من مدلولات الأسماءالواردة
شكرا لكم

حمادي بلخشين
26-02-2012, 06:24 PM
كنت اعتقد و لا زلت انني على اختلاف بيّن مع نور الدين الصالحي
اخي الكريم محمد ذيب سليمان
شكرا على المرور

عايد راشد احمد
26-02-2012, 06:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا الفاصل

القصة تريد من خلالها ان تقول شيئا ورسالة

وهنا ستكون فيه وجهات نظر مع او ضد وهذا امر طبيعي لا يمكننا ان نختلف عليه

لكن لي وقفة عند احد مداخلاتك ان الادباء والفنانيين وماشابه من المسلمين بهم صفات جمتهم جميعا فيها وهدا امر لا اقره

والا فالكثيرين هنا علي شاكلة وصفك

تقديري

حمادي بلخشين
27-02-2012, 05:16 PM
اخي الكريم عايد راشد
إن الغالبية العظمى من القامات الأدبية و الفكرية و الفنية و العلمية من ابناء المسلمين من الملحدين و في احسن الحالات ممن يرى الدين مسألة شخصية لا شأن لها بشؤون الدولة... هذه حقيقة ثابتة لا يؤثر فيها رفضنا أو قبولنا لها
تحياتي و اسفي

ربيحة الرفاعي
19-03-2012, 02:37 AM
نص يطرح فكرة عميقة بنظرة فلسفية لم يسعفها الاطار القصصي ربما لزخمها أو اضطرار الرواي للظهور موضحا وشارحا

ولعل هذا ما جعلني ألمس شيئا من ضعف في السرد لم اعتده فينصوص أديبنا بلخشين

اهلا بك ايها الكريم
في وواحتك

تحيتي

حمادي بلخشين
19-03-2012, 10:45 AM
الأخت الكريمة ربيحة حياك الله و رعاك و صبحك بالخير و مساك
شكرا على المرور و التوقيع
تحياتي و خالص مودتي

د. سمير العمري
26-11-2014, 07:44 PM
قرأت النص فوجدت أنني يجب أن أتعامل معه كمقالة ساقت مثلا تدلل به على فكرتها لا كقصة بمقومات النص القصصي. إن تناولها كقصة أدبية يظلم ما جاء فيها بشكل كبير ذلك أن المقومات لم تتوفر وهناك الكثير مما يؤخذ على الأحداث وعلى الشخصية وعلى عرض الأحداث.

والحقيقة أنني تعرفت من قبل على أسلوب الأخ حمادي القصصي والذي اشهد له فيه دوما بالبراعة ، ولكني اليوم أتعرف على جانب فكري ذكي الطرح بما وجدتني أبتسم له استحسانا. وأنا أرى أن النص واضح الهدف وهو يشهد للأديب بالبراءة من خلق نور الدين الصالحي ومنهجه وعقيدته بل هو على النقيض ولذا اجتهد أن يرد عليه تأويله بما يمثل ردا على الملحدين أو الذين يشكون في عدل الله تعالى ، وهنا أود أن أشكر الأديب المفكر على نيته واستقامة فكره وغيرته على المنطق والحق ولكني أستأذنه في أن أوضح ما يلي:

إن الله تعالى لا يكافئ ويعاقب في الحياة الدنيا رحمة بالعباد جميعا وحفظا للحياة وإنما يكون في الدنيا ابتلاء لا ثواب ولا عقاب إلا في حالات نادرة وكبيرة وتأتي في سياق لا يرتبط مباشرة بما حدث. ولو أن الدنيا قامت على أساس ثواب الصالحين فيها وعقاب الفاسدين لفسدت منذ أمد بعيد بل ولانتفى معها معنى الدين ومعنى الصواب والخطأ ومعنى العبادة ومعنى صفات الله وأسمائه.

أقول ليس من الضروري أن تضيع الدنانير الخمسين من الفاسد ليجدها الصالح ولا من الضروري أن يفتقر الصالح ويغتني الفاسد ، ولا كل ما سقت بذكاء كي توضح أن العدل الرباني موجود وأن العقاب والثواب موجود. هو كله موجود والله يدبر الأمور كلها تعالى بما يدفع الناس بعضهم ببعض وبما يحفظ مكانته كإله يعلم ما لا نعلم ويحكم بما لا ندرك ولا نحيط من علمه بشيء. وإنما يكون العدل المطلق بالمفهوم العام عند البشر والثواب والعقاب بما يفهمه الناس يوم القيامة والحساب فيومها توفى كل نفس ما كسبت ولا سظلم أحد فيها.

وأما في هذه الحياة الدنيا ففيها الدفع كما ذكرت وفيها الابتلاء وفيها قانون "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون". وفيها "إن الله أذا أحب عبدا ابتلاه". وفيها الكثير مما يطول ويطور من رد العقل وقبله رد الشرع قرآنا وسنة.

أشكر لك النص كمقالة وأمدح فيك هذا الفهم والذكاء في الطرح وهذه الغيرة المحمودة ولكن لا يكون التفكير ماديا جدا في الحياة لأن في ذلك مدخل الشيطان من جهة ومدخل العقل البشري القاصر من جهة أخرى.

دمت بكل الخير والبركة!

تقديري

خلود محمد جمعة
01-12-2014, 09:32 AM
أراك كتبت القصة وحللتها
رسالة دينية اجتماعية
احتاجت بعض تكثيف
كل التقدير

ناديه محمد الجابي
21-11-2015, 08:50 PM
قرأت النص فوجدت أنني يجب أن أتعامل معه كمقالة ساقت مثلا تدلل به على فكرتها لا كقصة بمقومات النص القصصي. إن تناولها كقصة أدبية يظلم ما جاء فيها بشكل كبير ذلك أن المقومات لم تتوفر وهناك الكثير مما يؤخذ على الأحداث وعلى الشخصية وعلى عرض الأحداث.

والحقيقة أنني تعرفت من قبل على أسلوب الأخ حمادي القصصي والذي اشهد له فيه دوما بالبراعة ، ولكني اليوم أتعرف على جانب فكري ذكي الطرح بما وجدتني أبتسم له استحسانا. وأنا أرى أن النص واضح الهدف وهو يشهد للأديب بالبراءة من خلق نور الدين الصالحي ومنهجه وعقيدته بل هو على النقيض ولذا اجتهد أن يرد عليه تأويله بما يمثل ردا على الملحدين أو الذين يشكون في عدل الله تعالى ، وهنا أود أن أشكر الأديب المفكر على نيته واستقامة فكره وغيرته على المنطق والحق ولكني أستأذنه في أن أوضح ما يلي:

إن الله تعالى لا يكافئ ويعاقب في الحياة الدنيا رحمة بالعباد جميعا وحفظا للحياة وإنما يكون في الدنيا ابتلاء لا ثواب ولا عقاب إلا في حالات نادرة وكبيرة وتأتي في سياق لا يرتبط مباشرة بما حدث. ولو أن الدنيا قامت على أساس ثواب الصالحين فيها وعقاب الفاسدين لفسدت منذ أمد بعيد بل ولانتفى معها معنى الدين ومعنى الصواب والخطأ ومعنى العبادة ومعنى صفات الله وأسمائه.

أقول ليس من الضروري أن تضيع الدنانير الخمسين من الفاسد ليجدها الصالح ولا من الضروري أن يفتقر الصالح ويغتني الفاسد ، ولا كل ما سقت بذكاء كي توضح أن العدل الرباني موجود وأن العقاب والثواب موجود. هو كله موجود والله يدبر الأمور كلها تعالى بما يدفع الناس بعضهم ببعض وبما يحفظ مكانته كإله يعلم ما لا نعلم ويحكم بما لا ندرك ولا نحيط من علمه بشيء. وإنما يكون العدل المطلق بالمفهوم العام عند البشر والثواب والعقاب بما يفهمه الناس يوم القيامة والحساب فيومها توفى كل نفس ما كسبت ولا سظلم أحد فيها.

وأما في هذه الحياة الدنيا ففيها الدفع كما ذكرت وفيها الابتلاء وفيها قانون "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرّ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون". وفيها "إن الله أذا أحب عبدا ابتلاه". وفيها الكثير مما يطول ويطور من رد العقل وقبله رد الشرع قرآنا وسنة.

أشكر لك النص كمقالة وأمدح فيك هذا الفهم والذكاء في الطرح وهذه الغيرة المحمودة ولكن لا يكون التفكير ماديا جدا في الحياة لأن في ذلك مدخل الشيطان من جهة ومدخل العقل البشري القاصر من جهة أخرى.

دمت بكل الخير والبركة!

تقديري

قصة جميلة بما فيها من فكر وفلسفة وأراء دينية
لكن الأجمل من القصة في الحقيقة هو ذلك الرد الرائع
للدكتور: سمير وفيه دراسة وتفنيد لكل كلمة وفكرة وردت في النص
فشكرا لكما وبارك الله فيكما. :001: