**هَواتِف في مَهَبِّ الرِّيح **

[نادية بوغرارة]

http://sub3.rofof.com/img4/012fgqed21.jpg





خواء

....ودعتُه و دمعة سكنت مقلتيّ ،غالبتُها كي لا تفضحني،

و خيم الصمت طقوس الرحيل ، كانت أنفاسي كأنها أوراق الخريف تتساقط تباعا ...متعبة ، ذابلة

تتبعت الملامح ، كل الحركات ، كل اللفتات ، أتزود لليالي البرد و البعد .

أغلقت جميع كتبي إلا صفحة أشعاري له ،

و خنقت فيّ الدموع ، كي لا يكون آخر عهده بي ، البكاء ؟

و على شرفة جنتنا ، كانت مدينة الأشواق تبتعد شيئا فشئيا ، و يصغر معها الحلم و يضيق معها الأمل ،

ترانا نلتقي من جديد ؟؟

[نادية بوغرارة]

http://lh6.ggpht.com/moon.blak/R9CAaaxkO1I/AAAAAAAAAOc/oxf9GEfhMDY/s800/woman15xk4%5B1%5D.jpg






قُبَيْلَ اليقظة

هل كان حقا ذلك الهامس من داخلي، ينظُرُ فيَ ،فَأراني ، وينطقُ فيّ ،فأَسمَعُني؟؟

هل كان حقا ذلك الهاتف في أعماق إنصاتي ،يبهرني بعلمه بالأشياء، و باستباقه جملي؟؟؟

هل كان حقا ذلك الماهر في جعل الأشياء ما بيننا تبدو مختلفة،

و في مرايانا تُرى بألوان خاصة ؟؟؟

هل كان حقا ذلك الذي تربع على عرش دفاتري،

يسافر فيها سُلطانا على الحروف ، يمحو منها ما يشاء، و يكتب فيها ما يريد ؟؟

كانت ليلة هادئة ، صامتة ، حزينة ، تلك التي عانقنا في حلكة ليلها موجا من الألحان العذبة ،

فسرت موسيقاها كأنها خيوط قدر تشبكنا...

حين نادى : هنا قصائد لا تنتهي، وامتدادات لشواطئ النسيان ،

هنا بناء جديد لقاموس متآكل ..

ذلك الصوت الذي يجري في دمي ،

أحقا في دمي ؟؟؟

[نادية بوغرارة]

تـنـتـابُـني كـلّما يَمّمتُ شطرَ قوافـيـكَ الـمـمـدودة فـي ضـلـوعي ،

و تغْـمـرُني ،

و تـأسرنـي في روضـة شِعرِك ، لا أبــالي ..

مغمورة أنا ،

ولكنّـي في شغـافِـك مـهْـرجانٌ مُـشْـتَـعـل .

[نادية بوغرارة]

ربّــاه !! كـم هـالـني ذاك الـقـادم بألـغـاز الـمـجـرّات ،

وأحـجـيـات الـمـطـر ،

مــتـوجـسة كـنـت من مـحـيّـاه ،،،

كم طـاف بـي مـنْ مرافئ الـتّـعـب إلـى عوالمِ فـنـونـِه،

حـتـى غَــدَوْتُ في كَـونِـه الـحـالــم " ألِسْ " ،

و هـو ، كـلـه ، " بِـلاد الـعَجـائـب ".

[نادية بوغرارة]

أنـا الشّـمـاء فـي لُـغـة الـثّـرَيـا

و وهْـجـي إلـى تـلـكَ الكَواكـب يـنـتـمـي ،

أجـوب الـكـون أزرعُـهُ انـثـيـالـي ،

و أنـثُـر مِـن عَـناقـيـدِ بـوْحـي أغْـنِـيَـةً ،

تـلُـمُ شعْـثَ الـحزانـى ،و تعالج تـغـريـب الـسّفـر .

[نادية بوغرارة]

كـلّـنـا فـي الـعِـشْـقِ شرْق ،

والـهَوى فـي الـرّوح لا ،لا يَـعُـقُّ ،

منذ انْـسِـجـامِ الألْـحـانِ في مـقـامـاتِ الأمـانـي ،

أصـبـحَ بـابُ الـهُــدْبِ مَـمْـنـوعًــا ،،،

يُهابُ ، فلا يُدَقُّ .

[نادية بوغرارة]

لـعـيـونـك كـل الأغـانـي ،

يـا مَـبـسـمـا بـالـسّعْدِ جــاء ،

أنـت مَـعْـلَـمـةٌ كـتَـبَـها الـتّـاريـخ حلْـما لا يَـزورُ إلاّ أهْـلَ الـصّفـا ،،،

و الأصْـفـيـاء ..

زَيْـتـونَةٌ أنْـت ،

يُـحـبّـك مَـوجُ الـبَـحـر ، وشَــدْوُ الـطّـيـور ،

و يَـعْـشَـقُـك الضّـيـاء .

[نادية بوغرارة]

رعَـيْـتُ الـوَردَ مـنْ أمَـدِ انْـسـيـابي ،

فَـأَبَـيْـتَ إلا أنْ تَـجْـرحَنـي بِشَـوْكِـهِ

وتُـصـيـبَ فـيّ الـوُدّ،

فَـطـرَحْـتُ منَ الـعَـهْـدِ الـذّي ضَـمَّـنـا، عَـيْـنَـهُ ،

وبَـدَأْتُ فـي فَـصْـلِ الـخِـتَـامِ، الـعَـد ّ .

[نادية بوغرارة]

تَـتَـأبّـى أمـام لَـواعِـج الـفِـراق دُمـوعـي ،

تـراها تَـعَـوّدتْ عـلـى صَوتِ ابـتِـعـادِ الـخَـطْـو ،

حَـدَّ الـتّـطْـبـيـع !!

يا أيـها الـدّمعُ ،

ألا تَـعْـلـمُ أنّ وَجعـي يَـكـونُ أعْـظَـم ،

حـيـن يِـراكَ عَصيّــا .

[نادية بوغرارة]

رأيْـتُـكَ تَـسْـكُـنُ بالـخصْبِ الـقَــريــبِ ،

فـيّ ،

لـذلـك ،

مـا هَـمّـنـي أنْ أرانـي أُساق للسُّكنى في القَــحْــطِ الـبَـعـيـد .

[نادية بوغرارة]

حال دون موت النّدى، رطْبُ القوافي في رُباك ،

وارتـدّ إلـى قـصْـر الحَـمـائـم شَـدْوُها ،

والصّدى أسمعَ سجّان المَرسَم ،

فأطلق سَراحَ كلّ الألْوان .

[نادية بوغرارة]

يا ثَـورةً في ضَمـيـر الـنّجـم أرقُـبُـها ،

قومي لـنَـتْـبـعَ شـهْبـك،

ونَرْجُم المَأهول بالظُلَم ،

قـومي فـإني فـي ذُرى الأحْـرار ،

وفي سَماءِ المَجْدِ قدْ وجَدتُ فمي .

[نادية بوغرارة]

حُزني عَـلَـيْـكَ كحُزنِ غـيـماتٍ رَحلـتْ بُـعـيْـدَ الهَـطْـل ،

خاويةً ،إلى ُمـدنِ الحَرائِق ،

تَعْصرُ دَمعَها وتَغوي جذوةَ النّار كي تُـطـفِـئـها

لا النّار انْطفأَتْ ،

ولا الغـيْـمـاتُ عادتْ إلى الـوطَـن .

[نادية بوغرارة]

نــاديـتُ شطــآن الـوداع ،

وجـمّـعـت مـن مـحار الـتـكـتّـمِ زادا لـمسـيـرة ألـف بُـعْــد،

وعتّقتُ في لوحة الذّكـريـات مـلـيـونَ آصـرة ،

و مضيتُ لا أكترثُ بالنّسيان .

[نادية بوغرارة]

لـمّا تهـيّـأتُ لـفـصـول ربـيـعـك ،

بـسـطـتُ يـدي لأصافـح زهــورك ،

فـتـسـاقـطـت أصـابـعـي تـذكّـرني بـخـريـفـي .

[نادية بوغرارة]

تُـراودُني أحْـلام الـخَـمـائـل فأراني فَراشة تـتـودد للـزّهور،

تشدو وتَرقص ، وتـدور وتـدور ...

وإيقاع الـنّـبـض يـخـفـت وصَـبا الـتّـحـلـيـق في أفـول ،،

نـسـيـتُ فـي عُذوبَة يـومي ،

أنّ عُـمـر الـفـراشـات ...

لا يـطـول .

[نادية بوغرارة]

هـا أنـا ، مـاثِـلَـةٌ بـيْـن قَـواميـس انـْزيـاحاتِـك ،

تُـشـكّـلُـنـي مَـساراتُ رَسْمـكَ حيـنـا فـي مِسـاحَـةِ قُـرْب

وحـيـنـا فـي زاويَـةِ الـبـعـاد ،،

يُـسَـلْـسِـلُنـي وراء قُـضْـبـانِ روحِـك ،

نــذرٌ

وأمنـيـة

و نَواقيس خَـوْف .

[نادية بوغرارة]

نـايـاتُ عُـنـفـواني في مَـسْـرَحِ هُـدْبِـكَ

تَلْـهَـجُ بالأمـاني ،

كلّما طافَ بي رَوْح مِـنْـك يَـحْـمـلـنـي عـلى جَـنـاح الـذّكرى ،

فـيَـنْـطَـلِـقُ مـن داخـلـي سَيْـل عَـزْف تَـتَـرَقْـرَقُ في صفـحـاتـه

نَـبَـضاتُ الـشّوق ،

وتَـرسو بضِفّـتَـيْـهِ منـاديـلُ الانْـتِـظـار .

[نادية بوغرارة]

نعم ، إن الأحـلام زادُ الـعاشقـيـن ،

والصّحوُ لـوْ تدريـنَ يـا لَـهْفة العشّاق كمْ يـجْـرفُ في جَـداوله مِـنْ أنـيـن ،

عودي إلى حُـلْـمِـكَ ففـيـهِ مـن كـلّ عـاتِـيَـة نَـجـاة ،

ومن كل مَـظْـلَـمَـةٍ رضـاء ،

وإنّ بِه مَمْلَكَة لـيْس فيها مَكــان لِمجْـروحٍ أو حَـزيــن .

[نادية بوغرارة]

دواويني قـصـيدةُ عُـمـر ، والآه فـيـها هي الـقـافيـة ،

فيا أيـها الـشعـر بي رفـقا ،

ما أبـقـيـت لي عـلى ضـفـتـي مِصـراعـيْك ،،،

مـن بــاقـيـة

[نادية بوغرارة]

أيها الـساهر فـي شرفـات الـتـمـنـي ،

مازال الـحـلـمُ فـي يـد اللـيـل خمـيـلـة تـَنـتـابُـها رعْـشـةُ الأمـل .

والنغم في أوركـستـرا الـتـجـلـي

تـرنيـمـة يـَشهدُها نـور الـقـمـر .

[نادية بوغرارة]

ما أقـسى أنْ تَـتـحـوّل أحـلامـنـا الـجـمـيـلـة عـنـد الـيـقـظـةِ

إلى سَراب !!!

ومـا أتْـعَـسَ الـقَـلْـبَ الـذّي تُـرَدّ في وَجـهـهِ

طلـبـاتُ الرّوح ،

ولا تُـفـتَـحُ أمـامَ دَفْـقِ مَـشـاعِـرِه سـوى

أبـواب الـعتـاب .

[نادية بوغرارة]

سلام ..

تُشجيه ترنيمة الرحيل ، الغياب ، الوداع ..

تحفر من حروفه في القلب أخدودا تتحرّق فيه كل الكلمات و تنصهر المعاني .

سلام ..

يردده الهمس ،موتور القوى ، مرتجف الضلوع ، فيخفق القلب له كخفق مودِّع .

تراهم هناك يصلهم السلام ، الأمان ، السكينة ؟؟

قدرنا أن نجمّع في كل تحنان تراتيل الدمع ، نخفيها كي لا يراها من نودّعهم،

نترك لهم في كل سلام وصلة غناء ولوحة مبتسمة .

سلام .