المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلةٌ ... في السّراب



رفعت زيتون
03-07-2011, 10:12 PM
..

رحلةٌ... في السّراب
..


أَتيْتَ لِتمْضِيَ مِثْلَ سَرابٍ،
لِمنْفىً بَعيدْ.

وليْلٍ ثـقيلٍ، وكهْفٍ حَقيرٍ،
وعُمْرٍ بِغيْرِ الضـِّـياءِ مَديدْ.

لتُصْبِحَ غيْرَكَ.. ويْحَكَ،
سوْفَ تَسيرُ بِذاتِ الطـَّريقِ القَديمِ،
إِلى بَطْنِ وهْمٍ وراءَ التِّلالِ؛
ستمْضِي هُنالِك دونَكَ..
دونَ ابْتسامٍ بِوجْهِ الصَّباحِ،
ودونَ البلابِلِ تشدو كَما قَدْ أَلِفْتَ؛
هُناكَ الحِجارةُ تعْزِفُ لحْنَ الفِراقِ،
وثغْرُ التـُّـرابِ يغنـِّي النـَّـشيدْ.

ستحْملُـكَ الخُطُواتُ بَعيدًا؛
لتدْنوَ مِنْ سِرِّ لغْزِ الحكايةِ،
في درْبِ خوْفٍ،
كثيرِ التَّرَقُبِ..
درْبٍ غريبٍ بِلا طيْفِ ليلى
ولا ماءَ فيهِ؛
لِتصْبِحَ صِفرًا جديدًا كأَوّلِ صفرٍ،
وتسْكنَ سطْرَ رِوايةِ ليْلٍ،
وغُرْبةَ نفْسٍ، وبيْتَ ظلامٍ
وعتْمٍ شديدْ.

وترْكَبَ قهْرًا جَناحَ خَيالٍ،
لدُنْيا خَيالٍ؛
هُناكَ لدَيْكَ الفَراغُ كبيرٌ،
ووقْتٌ كثيرٌ لتُحْصيَ كُلَّ النـُّجومِ،
وأنتَ تُجالسُ نـَدمانَ ليْلكَ،
مِنْ غيْرِ راحٍ،
وقهوةُ صُبْحكَ، أَعْذبُ مِنْها
شَرابُ الصـَّـديدْ.

أَتيْتَ لِكَيْ يشْتَريكَ التُّرابُ بِبخْسٍ،
وفي ذلِكَ البيْعِ قالَ أُولو العلْمِ قوْلًا عَجيبًا
فأَنْصِتْ إِليهِمْ - ودونَ اكْتِئابٍ - :
" فحتَّى تَدورَ الكَواكبُ حوْلَ الشـُّـموسِ "،
كذلِكَ قالوا!
" وَكَيْ يَسْتقيمَ التـَّـوازُنُ في الكوْنِ "
تَقَرَّرَ أَنـَّـكَ لا بُـدَّ مِنْ
أَنْ تَكونَ الفقيدْ.

ولا بُـدَّ أَنْ تعْبُرَ الجِـسْرَ
فوْقَ الدُّموعِ تعُدُّ الخُطى،
وسيُنْكرُ ذاتُ الطَّـريقِ خُطاكَ،
ويَنْسى الحَصى إذْ مَرَرْتَ عليهِ،
وتَغْدو حَديثَ الصَّحيفةِ يوْمًا،
وتُمْسي حُروفًا،
يُحيكُ عـُراها عَيِيُّ لِسانٍ،
كَما يشْتَهي هُوَ،
لا مِثْلَما أَنتَ كُنتَ تُريدْ.

ولوْ شِئْتَ أَنتَ فماذا ستَجْني؟
وماذا سَينْفَعُ إِنْ كانَ نعْيُكَ
قَدْ كتَبوهُ بِماءِ لُجَيْنٍ؟
بربـِّـكَ قُـلْ لي: بماذا يُفيدْ؟

شَبيهَ السَّرابِ،
تَلاشى الزَّمانُ، وعهْدُكَ وَلَّى،
فَلا تَعْتَبَنَّ عَلى ساعَةِ الوقْتِ إِنْ غادرَتْها
ظِباءُ الدَّقائقِ، بحْثًا عَنِ العُشْبِ فِي وطَنٍ
تَتسابقُ فِيهِ الغُيومُ؛
لِتنْثُرَ قطْرَ النَّدى والمحَبَّةَ
حوْلَ الورُودْ.


فدُنياكَ أدْبَرَ فِيها النَّعيمُ،
وأُسْقِطَ في يَدِ يوْمكَ هذا،
وخصْمُكَ جيْشٌ عَديمُ السِّلاحِ،
يفوقُكَ حزْمًا،
يُصِرُّ على الانْتصارِ،
تخفَّى وَراءَ الثَّواني،
ويأْتي على ظهرِ فجأَتهِ بِثباتٍ،
بِقوْلٍ صَريحٍ، ورأْسٍ عَنيدْ.

فعِمْتَ ظَلامًا،
وعَتْمُكَ داجٍ، ولَيْلُكَ مُنذُ السُّوَيْعَةِ ساجٍ،
ويوْمُكَ هذا: كَثيرُ الحكايا،
كثيرُ الزِّحامِ، وفيهِ التـَّسارعُ يرْسمُ خوْفًا،
ويَفتحُ بابًا لِكُلِّ احتِمالٍ،
لِذلكَ عِشْهُ، وخُذْ ما تُريدْ.

تَقَدَّمْ،
فذلِكَ آخِرُ عهْدِ البُطولةِ،
ثُمَّ تَعالَ لِنشدوَ قهْرًا
نشيدًا أَخيرًا - إِذا كانَ وقْتُكَ يَسْمحُ -
قبْلَ غُروبكَ تحْتَ ثَرى وهْمِكَ الأَبَديِّ!
فخُذْ نـايَ حُزْنكَ حتـَّى تُغنـِّـي،
وغَـنِّ قليلًا، وغَنِّ كثيرًا،
ظنَنْتَ بِأَنّ الأَنينَ سَيبْقى لِنايٍ رقيقٍ
- كَما أَخْبَروكَ - !
فخُضْتَ الحُروبَ، ولكِنْ،
بِسيْفٍ كسيرٍ، وغمْدٍ شريدْ.

ستعْرِفُ أَنـَّـكَ لا شيْءَ كُنْتَ،
ولمْ تَبقَ نايٌ - كما قَدْ ظنَنْتَ -
وخيلُكَ سوْفَ تملُّكَ يوْمًا، وتُلقيكَ أَرْضًا،
فتفْقِدُ ذِكرى، وتُدْرِكُ أخْرى،
ويَقْتربُ الفهْمُ مِنْ عَقْلكَ البَرْزخيِّ،
وإِذْ ذاكَ ينْزِلُ فوْقَ البَصيرةِ
غيْثُ الحَديدْ.

تقدَّمْ فأَنْتَ زعيمُ الرِّوايةِ هذا المساء،
ومِحْورُ كُلِّ الحوادِثِ أَنتَ،
وأَنتَ السُّطورُ، وأَنتَ القصيدْ.

وَهاؤُمْ كِتابَكَ؛
فاقْرأْ وقلِّبْ بِنفسِكَ
أوْراقَ عُمركَ كيْفَ تَشاءُ،
وخُذْ مقْعدًا بيْنَ حَرِّ النَّهارِ،
وقُرِّ الليالي ،
تجُرُّ المَخاوِفَ خلفَكَ ظِلًّا،
وقلبُكَ إذْ ذاكَ يبْلغُ بابَ الحناجِرِ،
ثمَّ سَيهْوي إذا ما أُصيبَ
بسهْمِ الوعيدْ .


ستقْرأُ أَنـَّـكَ رُحْتَ، وجِئْتَ،
وأنَّكَ يوْمًا قبَضْتَ، ويوْمًا بسَطْتَ،
وفوْقَ الغُيومِ علَوْتَ .. علَوْتَ،
وتحْتَ الحَضيضِ العميقِ هبَطْتَ،
فهَلْ ما تَزالُ تُخابِطُ رأْسَ غُرورِكَ؟
قلْ لي!
أَلمْ تَـكُ يوْمًا عليكَ رقيبًا؟
أَجِبْني ...!
فإِنْ لمْ تُجِبْني؛ فإِنَّ سرابَكَ
هذا المساءُ عليكَ شَهيدْ.

فَيا قيْصرًا دُونَ عرْشٍ ومُلكٍ،
وجيْشِ نِفاقٍ،
ستلبِسُ ثوْبَ الرَّقيقِ صَغيرًا،
وقَدْ تَتعرَّى،
وقَدْ تَتمنّى ثِيابَ العبيدْ.

وتهْجُرُ عيْناكَ كُلَّ اتـِّـساعٍ،
وتُوطَنُ ضِيقًا،
فهلْ أخْلفَ الخُلْدُ وعْدَكَ صُبْحًا،
وخَانكَ مِثْلَ المَوالي؟
وهَلْ خانَ خزْنَةَ مالِكَ
ثَمَّ حِسابُ الرَّصيدْ؟

عرفْتَ الحقيقةَ عِندَ بُلوغِ التَّراقي،
وإِنَّكَ بعْدَ الهُنيْهَةِ راقٍ،
وإِنَّ أمامكَ رحْلةَ صَمْتٍ وشَكٍّ،
وللسَّفرِ المُسْتديمِ حَقيبةُ حُزْنٍ،
فخُذْ ما تَبقَّى مِنَ الذِّكْرياتِ
وبعْضِ التَّصاويرِ،
حسْبُكَ هذا،
فَفي عالَمِ البُعْدِ والرَّاحلينَ،
لعلَّكَ تَحْتاجُ أجْنِحةً كَيْ تُسافِرَ
عبْرَ الليالي إليْنا،
سينْتظِرُ الليلُ علَّكَ تأْتي...
فهَلْ سوْفَ تأْتي؟
وهَلْ يا رَهينَ الغِيابِ
بِيومٍ قَريبٍ إليْنا تَعودْ؟

جَليسَ التُّرابِ، وَراءَ الحِجابِ،
غزَوْتَ وفُزْتَ ونِلْتَ الغَنائِمَ،
مَرحى..
فأينَ المغانِمُ؟
وَلَّتْ لِغيْرِكَ!
وانْظُرْ ملِيًّا، فَذلِكَ خصْمُكَ
يجْلسُ حوْلَكَ غيْرَ بَعيدْ.

مكانـُـكَ أَصْبحَ في عَبَثِ الفقدِ،
دونَ وقودٍ سِوى نارِ شوْقٍ
لصوْتِ العَصافيرِ عنْدَ الصـَّباحِ
تُنادي مَصابيحَ فجْرِ النـَّهارِ
ليفْرشَ فوْقَ ستائِرِ بيْتِكَ ثوْبَ الضِّياءِ؛
فأَيْنَ السَّتائِرُ تلْهو صَباحًا؟
وتِلكَ النَّوافِذُ؟!
أَيْنَ النَّسيمُ بِصوْتٍ خَريدْ؟!

ألا ليْتَ شِعْرِكَ، لوْ كُنْتَ تعلَمُ
أَنَّ فتيلَ السِّراجِ يُساوي كُنوزًا،
لكُنْتَ احْتَفظْتَ بِبعْضِ الكُنوزِ،
لِتُشْعلَ شمْعةَ أُنْسٍ،
إذا ما جُفونُك ألقَتْ عَليكَ
رِداءَ الظَّلامِ السَّميكِ العتيدْ .

هنالِكَ في عتْمةِ الخوفِ
حتْمًا تَضيعُ العُهودُ،
ويُنْكرُ خِلٌّ خليلَ الحياةِ؛
هُناكَ ستسْلو المَشيبَ، وتسْلو
غُرورَ الشَّبابِ، وعهْدَ الطُّفولةِ
ثمَّ ستنْسى سِنِيَّ الرَّضاعِ،
وينْساكَ ثَمَّ سَريرٌ وثوْبٌ؛
فلَهْفي عَليكَ !
وآآآآآآآهٍ، وآآآآآهٍ!
أتيْتَ وَحيدًا،
وتمْضي كَطيْفٍ غَريبٍ وَحيدْ.

ولنْ تَستطيعَ قِراءَةَ حظِّكَ هذا المَساءُ،
فَفي عتْمةِ الليلِ يغدو التَّصَفُّحُ صعْبًا،
وحتَّى السُّطورُ ستفْقِدُ كُلَّ الحُروفِ عليها،
إذا غابَتِ الشَّمسُ خلْفَ النَّهارِ،
ونامَ اليَبابُ، وغَشَّى النـُّعاسُ
جُفونَ الصَّعيدْ.

فقُلْ لي بِربِّكَ، يا آدَميُّ،
أَذلِكَ أصْبحَ عُنوانَ بيْتكَ ..؟
قُلْ لي !!
أَجِبْني: لِكَيْ لا تَضيعَ الرَّسائِلُ مِنــّــا،
وأَجْرُ التـِّلاوَةِ في رمضانَ،
وورْدُ التَّهانِيَ في كلِّ عِيدٍ ،
أَجبْني إذا ما أَتاكَ البَريدْ!

تُراكَ سترْقبُ عُرْسَ هِلالِكَ
في ليْلِ عِيدٍ؛
أَظُنُّ الهِلالَ سيَنْكثُ كُلَّ الوعودِ،
ولنْ يُرْسِلَ النُّورَ فوْقَ الحُقولِ
التي قَدْ تعرَّتْ،
وأضْحى التـَّـعرَّي ضَرورةَ عهْدٍ
فَبيعَتْ كثوْبٍ بِسعْرٍ زهيدْ.

غريبَ الدِّيارِ،
ترجَّلْ لِتنْفُضَ عنْكَ الغُبارَ
ووعْثاءَ درْبِكَ، ثُمَّ تبوَّأْ مكانَكَ،
واسْتَفْتِ أضْغاثَ قلبِكَ قبْلَ النَّوازِلِ
تَعْرُكُ حلْمَكَ،
ولا تَكُ في مِرْيةٍ مِنْ هَزيمةِ كُلِّ الصُّخورِ
أَمامَ مطارِقِ موْجِ البِحارِ،
ولا تأْسَفنَّ على مرْكبٍ في دُجاهُ تهاوى،
ولا تبْكِيَنَّ الشِّباكَ إذا التَهَمتْها
صِغارُ الطـَّحالِبِ؛
أقْصِرْ، وكفْكِفْ حَريقًا تَرقْرَقَ
مِنْ عيْنِ قهْرِكَ،
إنْ شَبَّ سَوْفَ يُذيبُ
جَليدَ الجليدْ.

أراكَ ذُهلْتَ،
وأطْرقْتَ صمْتًا ..
كأنَّ الذّهولَ يَسيرُ بِظِلِّ الحقيقةِ دوْمًا،
تحدَّثْ قليلاً وقُلْ أَيَّ شيْءٍ!
أَما كُنْتَ تغْضَبُ إِنْ كانَ ينْقُصُ
فِنْجانَ شايِكَ شيْءٌ قليلٌ مِنَ السُّكـَّـرِ الحُلوِ؟
أوْ كانَ شيْئًا قليلا يَزيدْ؟

وكُنْتَ تَمورُ، وكُنْتَ تَموجُ
وتبْلغُ أعْلى الجِبالِ انْفِعالًا،
وتجْلبُ ظُلمًا عليها بِرَجْلِكَ،
تزْأَرُ،
تصْهلُ،
ترْكبُ صهْوَ جُنونِكَ نَحوَ السَّماءِ،
تَخوضُ البِحارَ كَجِنٍّ مَريدْ!

أَراكَ صَمَتَّ!
فهَلْ غادَرَ الشُّعراءُ قلْبَ القَوافي،
وجَفْنَ الحِسانِ، وعِشْقَ الدِّيارِ؟
أَغادَرتِ الفاتِناتُ سُطورَ القَصائِدِ؟
قُلْ لي: وهَلْ قطَّعَ البوْنُ
حبْلَ الوَريدْ؟

فماذا تَقولُ، أما زِلْتَ تذْكُرُ أحْداقَ ليلى،
وتِلكَ الليالي، وطرْفًا جَميلًا،
ووجْهًا كبدْرٍ يُضيءُ السَّماءَ؟
وثَغْرًا يَزيدُ الحُروفَ اشْتِعالًا،
وشَـعْرًا يُغازلُ شيْطانَ شِـعْرِكَ؟
آآآآآآهٍ!
وفرْشًا تَراءَى كَموْجٍ رقيقٍ،
يُراقِصُ كُلَّ المراكبِ حُبًّا
إذا مالَ خصْرٌ؛
تَراهُ يَميدْ.

أما زلْتَ تذْكرُ؟
كيفَ ستذْكرُ؛ والعِيرُ سارَتْ بِركْبِكَ
خلْفَ التِّـلالِ البعيدةِ؟!
خلْفَ مُروجٍ مِنَ الشَّوْكِ،
تمْشي سَريعًا، تُثيرُ الغُبارَ، ليُعْلَنَ في الــنَّاسِ
قُرْبُ نِهايةِ أُمِّ المعارِكِ
ثمَّ يُنادى خُذوهُ أسيرًا..
فتهْرُبُ كُلُّ القبائِلِ خوْفًا،
وتَهْوي الحُصونُ أمامَ الجُنودْ.

أراكَ تَخونكَ كُلُّ الطـِّـباعِ،
كَما الحِسُّ خانَكَ، والشـِّعْرُ حتَّى،
وكُلُّ القوافي، وأَحْداقُ ليلى
التي ما أَتمـَّـتْ لِيوميْنِ عِدَّةَ حُبِّكَ؛
فانْظرْ تَراها تُهيـِّـئُ كلَّ الأَرائِكِ
فرْشًا مُريحًا لقيْسٍ جَديدْ!

ستذْرِفُ بعْضَ الدُّموعِ عليكَ،
لتُثْبِتَ أَنَّ هَواها جَديرٌ بِكُلِّ احْترامٍ،
فيطْبَعُ قيْسٌ - هذا الجَديدُ -
عَلى الخَدِّ قُبْلةَ عطْفٍ
يُخفِّفُ فيها مَواجعَ ليلى،
فتَبْكيكَ أكثرَ بيْنَ يَديْهِ، فيطَبْعُ أُخْرى،
فَتصْرُخُ ليْــــلاكَ هَلْ مِنْ مَزيدْ!

وأَنْتَ هُناكَ،
تـُفتـِّـشُ عَنْ كسْرِ خُبزٍ..
فتسمعُ صوْتَكَ يأْتيكَ همْسًا ..
يُخيِّـبُ ظنـَّكَ،
يسْأَلُ دونَ جَوابٍ مِنْكَ،
يقولُ :
" - تُفتـِّـشُ عنْكَ ؟! "
فتذْكـُرُ أَنـَّـكَ كُنْتَ أَتيْتَ، لِتغْدوَ طَعامًا
لِضرْسٍ أَكولٍ، وأَنَّكَ خُبْزٌ لِهذا المَساءِ،
وأَنَّكَ أَنْتَ لذيذُ الثَّريدْ.

وأَنَّكَ كُنْتَ أَتَيْتَ،
ليأْكلَكَ الكهْفُ عامًا طويـــــلًا،
ويتْرُكَ جزْءًا دليلَ افْتِراسٍ،
لِيُثْبِتَ أَنـَّـكَ لا شيْءَ كُنْتَ؛
تمامًا كَما أَمْسَتِ النـَّـايُ، صِرْتُمْ سَواءً،
هَباءً .. هَباءً..
فتَضْحكُ مِنْ سُخْرياتٍ تَوالتْ عَليكَ..
وتَبْكـــــــــي ..
وتَبْكـــــــــــــــي .. وتَبْكي ..!
وتَكْتُبُ فِيكَ قَصيدةَ حُزنٍ، وتَسْألُ أَيْنَ المِدادُ؟
وأَيْنَ اليراعُ، ودفْترُ شِعْرِكَ؟َ
تصْرُخُ في وجْهِكَ البَرْزخيِّ ..
يُجيبُكَ صمْتُ المكانِ، كَرعْدٍ بِصوْتٍ
عَنيفٍ، قَويٍّ شَديدْ .

" - تَريَّثْ ..
لِتُدْرِكَ بعْضَ الحَقيقةِ ،
وانْظرْ تَراكَ
جَناحَ بعوضَةِ ماضٍ تلاشى ،
وقَدْ أخْبَروكَ ..
أَتْذْكُرُ؟َ!
وَيْحكَ ..
(ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحيدْ) ".

وَلكِنَّ طبْعَكَ يغْلبُ روْعَكَ - يا آدميُّ -
فتسْأَلُ أَلْفَ سُؤَالٍ،
لِماذا؟
وماذا؟ وكيْفَ؟ وأَيْنَ؟
وبرْدُ الصَّقيعِ يضُمُّكَ قهْرًا
لصدْرٍ غَليظٍ، وصَخْرٍ بليدْ.

يُغيظُكَ قُبْحُ التُّرابِ،
وفي سَدَفِ الليلِ يعْلو الحنينُ
لِصوْتِ العَصافيرِ خلْفَ النَّوافِذِ،
في كُلِّ صُبْحٍ،
وحوْلكَ لا شيْءَ إلّا
سُكونٌ، وبرْدٌ، وأَذْرعُ عتْمٍ،
تُشكِّلُ ثالوثَ عهْدٍ جديدْ.

وذَرٌّ جُفاةٌ يُبلْبِلُ طبْعَ الهُدوءِ بِهمسٍ
يُؤَكِّدُ قُربَ احتدامِ الوَطيسِ؛
وعيْناكَ ترْقُبُ سيْرَ الجُنودْ.

أَمامكَ جنْدٌ، وخلْفكَ سَدٌّ
يَسوقُ الوقاحَةَ،
يغْرِسُ فيكَ مَخالبَ شتَّى،
يُحطِّمُ كُلَّ قُصورِ الأَماني،
يُبعْثرُ حُلمَكَ،
يخْنُقُ صوْتَ بلابِلِ فجْرِكَ،
يغْدو بغيْرِ صَداهُ، فيَهْوي
بِوادٍ سَحيقٍ، وفَجٍّ بَعيدْ.

جِدارُكَ هذا جِدارٌ ثقيلٌ،
سَلَتْهُ الظِّلالُ،
غَليظٌ، كثيفٌ، أَصَمُّ ، كَفيفٌ،
وكِلْتا يَديْهِ تُريدانِ صيْدَكَ،
فاحذرْ!
يَـدٌّ تسْتَعِدُّ لِرَمْيِ الشِّباكِ،
وأُخْرى لِشَدِّ وِثاقِ القيودْ.

- " تَمهَّلْ ..
كأَنَّكَ تحْلمُ "
تقولُ لنفْسِكَ
- " مهْـــــــلًا .." ،
كأَنَّ دُخانًا جميلًا تفشَّى،
تحوَّلَ طيْرًا رقيقًا مُحِبًّا،
يُشابِهُ أَمَّكَ إِذْ كُنْتَ طِفْلًا،
يسُرُّكَ مَدَّ بَصيرةِ ظنِّكَ،
يبْدو بِحجْمَ رَجائِكَ،
يضْربُ وجْهَ الظَّلامِ بِكَفِّ جَناحٍ،
ويدْعو لِتنْزِلَ مائِدَةُ النِّورِ بيْنَ يديْكَ؛
فيضْحَكُ سِنُّ هِلالِ سَمائِكَ،
تفْرَحُ أَنتَ، وتضْحَكُ، ترْقُصُ،
تمْسَحُ دمْعَ عُيونِكَ، تهذي ..
تناديكَ ..
" - مهــْـــــــــلًا .. " تقولُ ..
كأَنَّك تسْمعُ نايَ نُجومِكَ
تَعْزِفُ لحْنًا جَديدًا
لِفَجْرٍ مُنيرٍ، وعيدٍ سَعيدْ.

وفي زحْمَةِ الفرْحِ،
تسْمعُ صوْتًا وَراءَ الضَّبابِ،
قَريبًا، بَعيدًا،
رَقيقًا كخَيْطٍ يُزاحِمُ سَمَّ الخِياطِ،
يُردِّدُ خلْفَ الجـِدارِ حَديثـًا قَديمًا....
يَقولُ :
" - سَرابًا غَدوْتَ..!
كأَنـَّـكَ ما كُنْتَ يوْمًا .. وَداعًا!
أَراكَ هُناكَ قَريبًا .. وَراءَ الضَّبابِ،
وَخلْفَ جِدارٍ غَليظٍ كهذا ..!
سَلامٌ عليكَ وأَلْفُ سَلامٍ،
على الحُلْمِ يوْمَ أَتيْتَ..
ويوْمَ مضَيْتَ..
ويوْمَ سَيأْتيكَ فجْرٌ جَديدْ ".

..
.
بقلم :
م . رفعت زيتون
3 \ 7 \ 2011

(شكر خاص للأديبة الكبيرة كاملة بدارنة على ملاحظاتها القيّمة )
.

خالد الجريوي
04-07-2011, 09:14 AM
مهندسنا الكبير
وأديبنا الكبير
حمدا لله على سلامتك
...
صدقت
فقد أوفيت
وشرحت من كل الجوانب

وهذا المقطع
فَيا قيْصرًا دُونَ عرْشٍ ومُلكٍ،
وجيْشِ نِفاقٍ،
ستلبِسُ ثوْبَ الرَّقيقِ صَغيرًا،
وقَدْ تَتعرَّى،
وقَدْ تَتمنّى ثِيابَ العبيدْ.

وتهْجُرُ عيْناكَ كُلَّ اتـِّـساعٍ،
وتُوطَنُ ضِيقًا،
فهلْ أخْلفَ الخُلْدُ وعْدَكَ صُبْحًا،
وخَانكَ مِثْلَ المَوالي؟
وهَلْ خانَ خزْنَةَ مالِكَ
ثَمَّ حِسابُ الرَّصيدْ؟

من أروع ما قرأت

حفظ الله قلبك أخي
كن بخير دائما

وضحة غوانمة
04-07-2011, 09:18 AM
ما تمنيتُ أن يسبقني أحد في مصافحة هذا البحر من الجمال

مرور أوّل وحجز مقعد، ولي عودة بما يليق..

:001:





.

كاملة بدارنه
04-07-2011, 10:21 AM
رحلة... في السّراب
رحلة في درب ذلك المجهول الذي حار في كنهه، وفكّ رموزه البسطاء والعلماء والحكماء...
إنّها رحلة الفرد وحيدا، مجرّدا من كلّ ما كان في الدّنيا التي يغادرها ضعيفا " ستمضي هنالك دونك – دون ابتسام... ودون البلابل) وإلى أين؟ ... إلى " ثغر التّراب" والنّشيد الذي ينشده... ويا له من نشيد!
رحلة تبدأ بأولى الخطوات في طريق المغادرة إلى البعيد، بوصف رائع؛ رغم ما يعتري القلب من رجيف وخفقان أثناء القراءة؛ ليذكّره بتوقّف هذا النّبض يوما ما، حين يصبح "صفرا جديدا"، وينساه كلّ شيء، ويدبر عنه... ولا ينفعه النّعي وإن كتب "بماء لجين"!
ولن يبقى أنين نايه، ولا النّاي... ولا يجديه وقت عرض الكتاب الذي يعرض عليه كلّ صغيرة وكبيرة... والذي عرضه شاعرنا بأسلوب رائع - رغم ما نشعر به من الرّوع والرّهبة – ويذكّرنا بتلك اللحظة، وعظمها ووقارها...
وما أجمل ما جاء من صور الذّكرى الحياتيّة، التي لا تجدي نفعا في هذا الموقف، حين لا يجد شمعة أنس تؤنس ظلام وحدته التي قبع فيها... حتّى ليلاه لا تنفعه ذكراها؛ لأنّها لم تعد له!
والأنكى من ذلك، حقيقته التي يراها جناح بعوضة ماض انتهى...
يا لهذه الحكمة، وتفاهة الإنسان وحياته! خاصّة، بعد أن لا يبقى حوله سوى ثالوث عهد جديد من" سكون وبرد وأذرع عتم" ... وليت السّكون يبقى؛ بل يبلبله الذّر بهمسه!
أوّاه! ... صورة تقطّع القلب خوفا، وربّما تعجّل المنيّة لمن لا يحتمل، أو لا يتخيّل هذا .. لكنّها أدبيّا صورة رائعة.. الذّرّ الذي لا نعيره اهتماما لصغره له دور عظيم!
بعد كثافة الصّور المنذرة، والمرعبة يظهر شريط مخفّف حدّة الموقف... الحلم بالدّخان الذي تحوّل طيرا برقّة الأمّ وهو طفل، يضرب بجناحه الظّلام؛ داعيا نزول مائدة من نور تأتي بالبهجة... لكنّها، لا تطول حيث يسمع الصّوت المخاطب والمذكّر بأنّه غدا سرابا... وكأنّه ما كان... والسّلام على كلّ شيء... إنّها النّهاية الحتميّة ... إنّه الموت!
للّه درّك شاعرنا الكبير الأخ رفعت على هذا الدّيوان الشّعريّ الفلسفيّ الذي عرض فلسفة الحياة والموت؛ مثبتا صفريّة الحياة الدّنيويّة ، حيث يغدو الإنسان سرابا، مخلّفا كلّ شيء وراءه!
إنّها رحلة سرت في دربها ، وأمامي شريط سينمائيّ يذكّرني بأمور كثيرة... عشت من خلاله مدّا وجزرا في الفكر والعاطفة إلى أن رسوت على شاطئ عبثيّة الدّنيا الفانية، وخلود حياة البقاء الموعودين بها... وأرجو ألّا يكون أملنا جميعنا سرابا بل سلاما ...
شكرا لهذا الإبداع ولصاحبه
تقديري وتحيّتي

نبيل أحمد زيدان
04-07-2011, 12:40 PM
الأخ الفاضل رفعت زيتون الموقر
وقفت على أبوابك أتأمل روعة الحرف
في مسيرة الإنسان عبر الوجود ولأول مرة
لا أتململ من قصيدة طويلة كانت كل صورة
تقلني إلى أخرى بلا شعور وكأني جزء من القصيد
وأنا كذلك فانتهت من التجريد للتعميم لتكون
بحرفها ومعناها ومبناها درة ولها أن
يكللها التثبيت استحقاق
دمت بحفظ الله ورعايته

د. مختار محرم
04-07-2011, 12:48 PM
يا الله
ما كل هذا البهاء يا مهندس الشعر!
ديوان جميل في قصيدة
لا يمكنني استحضار ذاتي الآن
يستحق هذا النص البقاء أطول والعودة مرات
وسأعود..
محبتي

نادية بوغرارة
04-07-2011, 01:18 PM
إييييييييه

كأنها رسالة بميزان الشعرو رونق الأدب ، رسالة فيها من الطهر و الأصالة و اليقين

ما يجعلها تذكرة تقع في القلب دونما استئذان .

كنتُ و أنا أقرأ تصغر الدنيا في عيني كلما كبُرت القصيدة و زِدت في سطورها

توغلا ،،فما الدنيا لنغتر بها ؟؟؟

ما أجمل ما أبدعت لنا قريحتك ، و ما أبدع ما صففت لنا من جواهر .

الأخ الشاعر رفعت زيتون ،

بورك الإبداع و دمت و صفاء روحك .

زهراء المقدسية
04-07-2011, 03:16 PM
قرأتها أمس ليلا وقت نشرها
خشيت أن أبخسها حقها بقراءة سريعة ورد مجامل سريع
لتغدو لحظتي معها جزءا من ذاك السراب في حياة الإنسان

في بعض مقاطع القصيدة أبكيتنا أيها الشاعر
ونحن نعيش عبر قصيدتك الرحلة الحلم والسراب

لا كلمات تنقذ ولا عبارات توجز

قصيدة من المعلقات أبدعت وأجدت
بوركت وبورك هذا النبض

سهى رشدان
04-07-2011, 09:26 PM
قرأتها ........وأقول لك رائعه جداجدا
من اروع ما قرأت في ليلتي هذه ......
أحييّك على هذا الجمال الذي لن يفوقه جمال
انت قدير حقّاً وحضورك مميّزٌ جدا
أدهشتني بروعة صورها وحروفها المرصعه بجواهر الابداع
تحياتي لك وكل تقديري وسلامي الحار

محمد ذيب سليمان
05-07-2011, 12:28 AM
آآآآآآآآآه ثم آآآه

منذ الأمس وانا اقرأ واعيد القراءة وأقول لعيلا أعود

ولكنني أعود لممارسة طقوس أو استرجاع ما تعلمناه ولكن بصورة مختلفة

فالحديث الإخباري لا يرقى الى الشعر الذي يصور الحالة ويتخلل القلبوالروح

فتتجاوب معهما العين وتدمع على حال نحن نعيشس

أخي الحبيب ... رفعت

أي طارق وطاريء وقف على عتباتك واخذك الى هناك لترسم الحدث بصورته

الشعرية هذه ؟؟
واعجب كيف استطعت ان تتابع ذلك فما عرضت يهز الأبدان ويثير خلايا الجسد

نعم نحن تعلمناه من الكتب ومن مدرسينا وشيوخنا ولكن ذلك لم يصل الى ما يصله الشعر

كنا معك وحتى حينما غادرنا بقيت هناك بعض نفس تتأمل وترسل للعين اشارات

شكرا لك

حازم محمد البحيصي
05-07-2011, 12:53 AM
إن نصا كهذا أقل ما يقال عنه هو فجر شعر جديد
وبرهان حرف مديد

الله الله

أمتعت بحق وأخذتنا وإياك إلى نفائس الحروف

دمت مبدعا

تحيتي لك

عمر ابو غريبة
05-07-2011, 12:47 PM
الشاعر المقدسي الجميل رفعت زيتون
معلقة مهيبة
زادها مهابة وجلالا تناصها مع القرآن المجيد في أكثر
من موضع بل في قافيتها المركزية الدال التي تذكرك
بدال سورة ق التي تقشعر لها الأبدان
" - تَريَّثْ ..
لِتُدْرِكَ بعْضَ الحَقيقةِ ،
وانْظرْ تَراكَ
جَناحَ بعوضَةِ ماضٍ تلاشى ،
وقَدْ أخْبَروكَ ..
أَتْذْكُرُ؟َ!
وَيْحكَ ..
(ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحيدْ) ".
رائع
وربما لو استبدلت بتراك :فأنت لتخلصت
من حرج جزم تراك جواباً للطلب انظر
محبتي وعجابي

رفعت زيتون
06-07-2011, 12:54 AM
مهندسنا الكبير
وأديبنا الكبير
حمدا لله على سلامتك
...
صدقت
فقد أوفيت
وشرحت من كل الجوانب

وهذا المقطع
فَيا قيْصرًا دُونَ عرْشٍ ومُلكٍ،
وجيْشِ نِفاقٍ،
ستلبِسُ ثوْبَ الرَّقيقِ صَغيرًا،
وقَدْ تَتعرَّى،
وقَدْ تَتمنّى ثِيابَ العبيدْ.

وتهْجُرُ عيْناكَ كُلَّ اتـِّـساعٍ،
وتُوطَنُ ضِيقًا،
فهلْ أخْلفَ الخُلْدُ وعْدَكَ صُبْحًا،
وخَانكَ مِثْلَ المَوالي؟
وهَلْ خانَ خزْنَةَ مالِكَ
ثَمَّ حِسابُ الرَّصيدْ؟

من أروع ما قرأت

حفظ الله قلبك أخي
كن بخير دائما



هذا لأنك أنتَ رائع أخي خالد

وأنتَ يسكنك الجمال كله

وكما قال الشاعر

والذي نفسه بغير جمال

لا يرى في الحياة شيئا جميلا

وأنتَ كل يوم تثبت أن قلبك عامر بالحب

أشكرك أخي الحبيب

.

سوسن محمد
06-07-2011, 07:58 AM
لازال الضباب يلف ذلك الطريق الطويل

ولازالت نهايته مجهولة لي

طريق شاق وقاس سلكته روحي

واّن لها الراحة هنا أو هناك

وقمر ما زال ضوءه خافتا

وطريق مظلم أتلمس أحشائه تحت بصيص ضوء ذلك القمر

ووجه مشرق اطل على صفحة ذلك القمر

وسرعان ما اختفى

حلم هو اندثر سريعا

لمعة سراب خاطفة أشرقت بجوانب نفسي

وتركته مظلما بعد زواله

وأيام تترقبها سراب

نسج العنكبوت خيوطه حول أطراف ذلك الحلم

دوحة أحلامي امتلأت بخفافيش
جاءت لتقتات فتات بقايا سراب وحلمها

تقبل مروري بين ظلال سرابك

تركي عبدالغني
06-07-2011, 01:07 PM
مررت لتسجيل إعجابي

والخروج

ولكن وردة لا أنساها لك على متصفحك الجميل

بوركت والوطن

محمود فرحان حمادي
06-07-2011, 01:42 PM
شلالُ شعرٍ بثوب الفخر وافانا
لا فضَّ فوك يا ملك الشعور والبيان
ولله درك وأنت تميس بهذا البهاء الأصيل
رفع الله مقامك وزينه بأكاليل قشيبة من الرعاية والحفظ
تحياتي

ربيحة الرفاعي
06-07-2011, 11:33 PM
أهي عظمة المشهد الذي أبكيتنا بلقطاته المرّة
أم أنها روعة الحروف التي نسجت بها صورا لأكثر حلقات وجودنا غموضا
أم أنها ذلك الضباب الذي احتل مشاعرنا وزلزل أفئدتنا باحتوائه غريبك واحتوائنامعه في مملكة ظلامه

لم تخرحج المعلقات قبل قصيدتك هذه من بين ضفتي الخليل
ولا قرأت قبلها معلقة على تفعيلة
فيا لك من شاعر يقلب الموازين بإبداعه


أتعبتني القصيدة
فكبلت نبضي وأعجزت حروفي

ولا أجد عليها ردا
فاعذرني

دمت بألق ومديد عمر

محمد الشحات محمد
07-07-2011, 04:15 AM
تسجيل إعجابٌ و تحية

أبدعتَ ، و أمتعت

أُعاودُ قراءتها مراتٌ و مرات

رفعت زيتون
11-07-2011, 02:30 PM
ما تمنيتُ أن يسبقني أحد في مصافحة هذا البحر من الجمال

مرور أوّل وحجز مقعد، ولي عودة بما يليق..

:001:





.




أهلا بالأخت وضحة

دائما أنتِ سبّاقة وإن سبقك أحد

أهلا بك الآن ودائما بانتظار عودتك

.

نداء غريب صبري
11-07-2011, 04:14 PM
كم هو قوي ومرعب هذا النص
جعلت الحياة في عيني أصغر مما هي
والموت حاضرا أكثر

جزاك الله خيرا أخي

بوركت

رفعت زيتون
13-07-2011, 01:36 AM
رحلة... في السّراب
رحلة في درب ذلك المجهول الذي حار في كنهه، وفكّ رموزه البسطاء والعلماء والحكماء...
إنّها رحلة الفرد وحيدا، مجرّدا من كلّ ما كان في الدّنيا التي يغادرها ضعيفا " ستمضي هنالك دونك – دون ابتسام... ودون البلابل) وإلى أين؟ ... إلى " ثغر التّراب" والنّشيد الذي ينشده... ويا له من نشيد!
رحلة تبدأ بأولى الخطوات في طريق المغادرة إلى البعيد، بوصف رائع؛ رغم ما يعتري القلب من رجيف وخفقان أثناء القراءة؛ ليذكّره بتوقّف هذا النّبض يوما ما، حين يصبح "صفرا جديدا"، وينساه كلّ شيء، ويدبر عنه... ولا ينفعه النّعي وإن كتب "بماء لجين"!
ولن يبقى أنين نايه، ولا النّاي... ولا يجديه وقت عرض الكتاب الذي يعرض عليه كلّ صغيرة وكبيرة... والذي عرضه شاعرنا بأسلوب رائع - رغم ما نشعر به من الرّوع والرّهبة – ويذكّرنا بتلك اللحظة، وعظمها ووقارها...
وما أجمل ما جاء من صور الذّكرى الحياتيّة، التي لا تجدي نفعا في هذا الموقف، حين لا يجد شمعة أنس تؤنس ظلام وحدته التي قبع فيها... حتّى ليلاه لا تنفعه ذكراها؛ لأنّها لم تعد له!
والأنكى من ذلك، حقيقته التي يراها جناح بعوضة ماض انتهى...
يا لهذه الحكمة، وتفاهة الإنسان وحياته! خاصّة، بعد أن لا يبقى حوله سوى ثالوث عهد جديد من" سكون وبرد وأذرع عتم" ... وليت السّكون يبقى؛ بل يبلبله الذّر بهمسه!
أوّاه! ... صورة تقطّع القلب خوفا، وربّما تعجّل المنيّة لمن لا يحتمل، أو لا يتخيّل هذا .. لكنّها أدبيّا صورة رائعة.. الذّرّ الذي لا نعيره اهتماما لصغره له دور عظيم!
بعد كثافة الصّور المنذرة، والمرعبة يظهر شريط مخفّف حدّة الموقف... الحلم بالدّخان الذي تحوّل طيرا برقّة الأمّ وهو طفل، يضرب بجناحه الظّلام؛ داعيا نزول مائدة من نور تأتي بالبهجة... لكنّها، لا تطول حيث يسمع الصّوت المخاطب والمذكّر بأنّه غدا سرابا... وكأنّه ما كان... والسّلام على كلّ شيء... إنّها النّهاية الحتميّة ... إنّه الموت!
للّه درّك شاعرنا الكبير الأخ رفعت على هذا الدّيوان الشّعريّ الفلسفيّ الذي عرض فلسفة الحياة والموت؛ مثبتا صفريّة الحياة الدّنيويّة ، حيث يغدو الإنسان سرابا، مخلّفا كلّ شيء وراءه!
إنّها رحلة سرت في دربها ، وأمامي شريط سينمائيّ يذكّرني بأمور كثيرة... عشت من خلاله مدّا وجزرا في الفكر والعاطفة إلى أن رسوت على شاطئ عبثيّة الدّنيا الفانية، وخلود حياة البقاء الموعودين بها... وأرجو ألّا يكون أملنا جميعنا سرابا بل سلاما ...
شكرا لهذا الإبداع ولصاحبه
تقديري وتحيّتي



أيتها الأديبة الكبيرة

الأخت الرائعة كاملة بدارنة

أشكرك مرتين

مرة لهذا الشرف الكبير بتحليلك وربما تلخيصك للقصيدة

ومرة أخرى لملاحظاتك القيمة والتي كانت في مكانها

دمتِ لأخيك ولواحة الخير

تجمعنا المحبّة والأخوة والسعي إلى كل خير

.

سكينة جوهر
13-07-2011, 02:09 AM
شاعرنا الكبير رفعت زيتون

رحلة عبرت بي إلى آفاق الحقيقة الحقة

فوقف عقلي خاشعا أمامها طالبا من الرحيم

الصفح والغفران ...

وطوفت بي في حدائق معانيها الجميلة

وسحر بيانها الفتان فوقف قلمي أمامها

راجيا منكم تقبل ما أوحت به إليه من معان

هي رحلةٌ كل ٌابنِ آدمَ سائرُ

فيها ... وللرحمن يوماً صائرُ

وجمالُها أنْ صُغتَها شعراً وما

ضلَّت عن الحق الأكيدِ مشاعرُ

ولذا أتاكَ بيانُها يسعى وقدْ

برهنتَ أنكَ فيلسوفٌ شاعرُ

ولك خالص التقدير

سكينة جوهر

رفعت زيتون
13-07-2011, 11:31 PM
الأخ الفاضل رفعت زيتون الموقر
وقفت على أبوابك أتأمل روعة الحرف
في مسيرة الإنسان عبر الوجود ولأول مرة
لا أتململ من قصيدة طويلة كانت كل صورة
تقلني إلى أخرى بلا شعور وكأني جزء من القصيد
وأنا كذلك فانتهت من التجريد للتعميم لتكون
بحرفها ومعناها ومبناها درة ولها أن
يكللها التثبيت استحقاق
دمت بحفظ الله ورعايته

الشاعر الرقيق

نبيل زيدان

شرفتني بمرورك وتثبيتك للقصيدة

وشرفتني أكثر بتعليقك عليها ورأيك الذي أسعدني

أسعد الله قلبك أخي الكريم

.

مقبولة عبد الحليم
14-07-2011, 12:07 PM
كنت هنا في هذه الظلال الوارفة لحروف عزفتها روح شفيفة ومشاعر

رقيقة صادقة عميقة والأكثر من كل هذا مبدعة بحق

ملحمة شعرية هذه التي سكبتنا في لحظات لا بد سنعيشها وإن كان الكثير منا قد عاشها قبل آوانها

نعم هي كذلك وأكثر نفس شعري طويل وفكرة مترابطة متراصة سكبتنا ببداية الدرب الى أن وصلنا النهاية

دون أن نشعر وكانها السحر يا رفعت

لست ناقدة ولا خبيرة بالقراءات لكنني أحس بالحرف عندما يسكبه الإحساس الصادق والقلب الشفيف

هي معلقة ومكانها مع المعلقات في غرة كتب الأدب

الشاعر البهي

رفعت زيتون

كنت كقمر في السماء وكل النجوم في فلكك تدور

لقلبك الفرح وبُشرى المواسم:0014:

عمار الزريقي
14-07-2011, 03:56 PM
أحسنت أيها الأستاذ الفاضل
إنك تسمو بالكلمات وتسمو بك الكلمات فتمتعنا حد النشوة
أهنئك على هذا الألق
دم كريما كما عهدناك
مودتي

الطنطاوي الحسيني
14-07-2011, 08:40 PM
ولوْ شِئْتَ أَنتَ فماذا ستَجْني؟
وماذا سَينْفَعُ إِنْ كانَ نعْيُكَ
قَدْ كتَبوهُ بِماءِ لُجَيْنٍ؟
بربـِّـكَ قُـلْ لي: بماذا يُفيدْ؟



ليس لي الا أن أعود مرارا لآنهل منها
ومن معينها وصورها لعلنا نتتلمذ على هذه الروح وهذا الاندفاق الشعري الرائع
بحر خلاب ملكت عبابه
تحياتي وتقديري

سكينة الصميدعي
14-07-2011, 09:47 PM
لطالما ارعبتني هذه الفكرة
ولطالما اعتبرتها مشوقة..
كالغرباء نحن في هذه الحياة .. تحياتي العطرة استاذي الكريم

نهلة عبد العزيز
15-07-2011, 11:20 AM
هل بقي من الثمل شيء ياسيدى ؟


قد استهلكته بين حروفك

هل بقي من الاحساس شيء ؟


فانتَ قد استحوذتَ عليه باكمله

هل بقي من الابداع شيء ؟


فانتَ قد اخضعتَ حصونه

اتاكَ طائعا واستسلم لك بكل حصونه

لله درك اخي ياملك الروعه والعذوبه

جميل ماقرات لك وعطر يومي هذا


كل الود


نور المصري

رفعت زيتون
15-07-2011, 04:23 PM
يا الله
ما كل هذا البهاء يا مهندس الشعر!
ديوان جميل في قصيدة
لا يمكنني استحضار ذاتي الآن
يستحق هذا النص البقاء أطول والعودة مرات
وسأعود..
محبتي


أيها الحبيب

أهلا بك الآن وعندما تعود

وأشكرك على هذا الثناء الجميل

الذي حبوتني به

وهو شهادة كبيرة من شاعر كبير

أنتظرك أخي.

رفعت زيتون
15-07-2011, 04:28 PM
إييييييييه

كأنها رسالة بميزان الشعرو رونق الأدب ، رسالة فيها من الطهر و الأصالة و اليقين

ما يجعلها تذكرة تقع في القلب دونما استئذان .

كنتُ و أنا أقرأ تصغر الدنيا في عيني كلما كبُرت القصيدة و زِدت في سطورها

توغلا ،،فما الدنيا لنغتر بها ؟؟؟

ما أجمل ما أبدعت لنا قريحتك ، و ما أبدع ما صففت لنا من جواهر .

الأخ الشاعر رفعت زيتون ،

بورك الإبداع و دمت و صفاء روحك .



الأخت نادية

هذه بالضبط هي الرسالة

أن هذه الدنيا عندما نراها بحجمها الحقيقي

من خلال لحد ضيق فلسوف يكون أفقها الكبير مجرد جدار

وسماؤها حجر صغير وأرضها بعض التراب

فعلى ماذا نقتتل

هذه هي الرسالة أختاه

فليتنا نقرأ ونعي

أشكرك على مرورك وثنائك

وأهلا بك دائما

.

رفعت زيتون
15-07-2011, 04:33 PM
قرأتها أمس ليلا وقت نشرها
خشيت أن أبخسها حقها بقراءة سريعة ورد مجامل سريع
لتغدو لحظتي معها جزءا من ذاك السراب في حياة الإنسان

في بعض مقاطع القصيدة أبكيتنا أيها الشاعر
ونحن نعيش عبر قصيدتك الرحلة الحلم والسراب

لا كلمات تنقذ ولا عبارات توجز

قصيدة من المعلقات أبدعت وأجدت
بوركت وبورك هذا النبض


أشكرك زهراء

وكم أنا سعيد أن نالت القصيدة إعجابكم

وأن استطاعتِ الحروف أن تستفزّ مشاعركم

وإن كانت القصيدة قد نجحت فأنا أعتبر هذا النجاح

هو ثمرة وجودي بينكم وتعلمي منكم جميعا

فبوكتم جميعا

.

رفعت زيتون
15-07-2011, 04:48 PM
قرأتها ........وأقول لك رائعه جداجدا
من اروع ما قرأت في ليلتي هذه ......
أحييّك على هذا الجمال الذي لن يفوقه جمال
انت قدير حقّاً وحضورك مميّزٌ جدا
أدهشتني بروعة صورها وحروفها المرصعه بجواهر الابداع
تحياتي لك وكل تقديري وسلامي الحار


أشكرك أختي الراقية سهى

سعيد برأيك هذا ولو انه فوق ما اتوقع

ولكن ذوقك الرفيع يأبى إلا أن يتحدث بلغته

شكرا لك مرة ثانية أختي وشرفتني

.

رفعت زيتون
15-07-2011, 05:12 PM
آآآآآآآآآه ثم آآآه

منذ الأمس وانا اقرأ واعيد القراءة وأقول لعيلا أعود

ولكنني أعود لممارسة طقوس أو استرجاع ما تعلمناه ولكن بصورة مختلفة

فالحديث الإخباري لا يرقى الى الشعر الذي يصور الحالة ويتخلل القلبوالروح

فتتجاوب معهما العين وتدمع على حال نحن نعيشس

أخي الحبيب ... رفعت

أي طارق وطاريء وقف على عتباتك واخذك الى هناك لترسم الحدث بصورته

الشعرية هذه ؟؟
واعجب كيف استطعت ان تتابع ذلك فما عرضت يهز الأبدان ويثير خلايا الجسد

نعم نحن تعلمناه من الكتب ومن مدرسينا وشيوخنا ولكن ذلك لم يصل الى ما يصله الشعر

كنا معك وحتى حينما غادرنا بقيت هناك بعض نفس تتأمل وترسل للعين اشارات

شكرا لك



أثلجت صدري بردّك

لأنك بما وصلت إليه أكون أنا قد اجتزت امتحانا صعبا

فهذا التأثر والتأثير لهو دليل نجاح وقبول

أشكرك أستاذي الكريم على شهادتك

وما هي إلا مشاعر تنتابنا أحيانا كلما فقدنا عزيز

أو كلما فكّرنا بتفاهة الحياة

فتطرق أبواب رؤوسنا الافكار

لتصبح قصيدة

أشكرك أستاذي ولك الحبّ

.

رفعت زيتون
15-07-2011, 11:36 PM
إن نصا كهذا أقل ما يقال عنه هو فجر شعر جديد
وبرهان حرف مديد

الله الله

أمتعت بحق وأخذتنا وإياك إلى نفائس الحروف

دمت مبدعا

تحيتي لك


أخي الشاعر المبدع

بل النفيس هو ما تكتبون وما تخطه أقلامكم الجميلة

التي تروينا كلّ يوم كما الغمام

أشكرك على كلماتك ومرورك

تحياتي لك

.

رفعت زيتون
15-07-2011, 11:39 PM
الشاعر المقدسي الجميل رفعت زيتون
معلقة مهيبة
زادها مهابة وجلالا تناصها مع القرآن المجيد في أكثر
من موضع بل في قافيتها المركزية الدال التي تذكرك
بدال سورة ق التي تقشعر لها الأبدان
" - تَريَّثْ ..
لِتُدْرِكَ بعْضَ الحَقيقةِ ،
وانْظرْ تَراكَ
جَناحَ بعوضَةِ ماضٍ تلاشى ،
وقَدْ أخْبَروكَ ..
أَتْذْكُرُ؟َ!
وَيْحكَ ..
(ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحيدْ) ".
رائع
وربما لو استبدلت بتراك :فأنت لتخلصت
من حرج جزم تراك جواباً للطلب انظر
محبتي وعجابي


الأخ الشاعر الكبير

أشكر لك ثناءك وأقدر فيك هذا الحبّ لجميع أهل الواحة

وملاحظاتك في مكانها ، كيف لا وأنت الشاعر الكبير

ذو العين الثاقبة

أجمل تحية لك أخي الحبيب.

رفعت زيتون
15-07-2011, 11:46 PM
لازال الضباب يلف ذلك الطريق الطويل

ولازالت نهايته مجهولة لي

طريق شاق وقاس سلكته روحي

واّن لها الراحة هنا أو هناك

وقمر ما زال ضوءه خافتا

وطريق مظلم أتلمس أحشائه تحت بصيص ضوء ذلك القمر

ووجه مشرق اطل على صفحة ذلك القمر

وسرعان ما اختفى

حلم هو اندثر سريعا

لمعة سراب خاطفة أشرقت بجوانب نفسي

وتركته مظلما بعد زواله

وأيام تترقبها سراب

نسج العنكبوت خيوطه حول أطراف ذلك الحلم

دوحة أحلامي امتلأت بخفافيش
جاءت لتقتات فتات بقايا سراب وحلمها

تقبل مروري بين ظلال سرابك



الأخت الأديبة سوسن

ما أجمل مداخلتك النثرية التي أحرى أن تأخذ مكانها بين النصوص المستقلة

ليقرأها الجميع لبعدها الفني الجميل القائم على الرمز

أشكرك وأهلا بك دائما بين السطور

.

رفعت زيتون
17-07-2011, 02:19 AM
مررت لتسجيل إعجابي

والخروج

ولكن وردة لا أنساها لك على متصفحك الجميل

بوركت والوطن


أخي الشاعر الكبير

شكرا على مرورك وعلى وردتك

وأهلا بك والف سلام من الوطن

.

رفعت زيتون
17-07-2011, 02:22 AM
شلالُ شعرٍ بثوب الفخر وافانا
لا فضَّ فوك يا ملك الشعور والبيان
ولله درك وأنت تميس بهذا البهاء الأصيل
رفع الله مقامك وزينه بأكاليل قشيبة من الرعاية والحفظ
تحياتي


ها هو سلطان الشعر

يصفني بملك الشعور وهو يعلم من هو

فلله درّك أيها السلطان في كلّ شيء

في شعرك وأدبك وخلقك ووفائك

أخي الحبيب لقلبك

:0014:

.

رفعت زيتون
17-07-2011, 02:26 AM
أهي عظمة المشهد الذي أبكيتنا بلقطاته المرّة
أم أنها روعة الحروف التي نسجت بها صورا لأكثر حلقات وجودنا غموضا
أم أنها ذلك الضباب الذي احتل مشاعرنا وزلزل أفئدتنا باحتوائه غريبك واحتوائنامعه في مملكة ظلامه

لم تخرحج المعلقات قبل قصيدتك هذه من بين ضفتي الخليل
ولا قرأت قبلها معلقة على تفعيلة
فيا لك من شاعر يقلب الموازين بإبداعه


أتعبتني القصيدة
فكبلت نبضي وأعجزت حروفي

ولا أجد عليها ردا
فاعذرني

دمت بألق ومديد عمر


وماذا أقول بعد هذا يا شاعرتنا

وقد قطعت كل قول وألجمت ثغر حروفي

دمتِ لنا يا ربيحة الخير

وأقول أنّ هذا الانجاز إن كان قد نجح

فهو من حقكم عليّ فلقد تعلمت منكم الكثير

أجمل تحية لشخصكم.

رفعت زيتون
17-07-2011, 02:33 AM
تسجيل إعجابٌ و تحية

أبدعتَ ، و أمتعت

أُعاودُ قراءتها مراتٌ و مرات


وأنتَ أستاذي الكبير شرّفت

وأسعدتَ قلبي أسعد الله قلبك

واهلا بك كلما مررت من هنا.

رفعت زيتون
17-07-2011, 02:35 AM
كم هو قوي ومرعب هذا النص
جعلت الحياة في عيني أصغر مما هي
والموت حاضرا أكثر

جزاك الله خيرا أخي

بوركت


الأخت الكريمة نداء

بوركتِ على جميل مرورك

وشكرا لهذا الولوج في النصّ

وكما قلتِ هي صغيرة بل وصغيرة جدا

أجمل تحية لك أختاه.

رفعت زيتون
17-07-2011, 02:37 PM
شاعرنا الكبير رفعت زيتون

رحلة عبرت بي إلى آفاق الحقيقة الحقة

فوقف عقلي خاشعا أمامها طالبا من الرحيم

الصفح والغفران ...

وطوفت بي في حدائق معانيها الجميلة

وسحر بيانها الفتان فوقف قلمي أمامها

راجيا منكم تقبل ما أوحت به إليه من معان

هي رحلةٌ كل ٌابنِ آدمَ سائرُ

فيها ... وللرحمن يوماً صائرُ

وجمالُها أنْ صُغتَها شعراً وما

ضلَّت عن الحق الأكيدِ مشاعرُ

ولذا أتاكَ بيانُها يسعى وقدْ

برهنتَ أنكَ فيلسوفٌ شاعرُ

ولك خالص التقدير

سكينة جوهر


الشاعرة الكبيرة

والناقدة سكينة جوهر

لقد أسبغتِ عليّ العطاء فكان فوق ما أستحقّ

أشكر لك مرورك وشعرك وشعورك

وهذه القصيدة التي بدأتِ بها

أتمنى أن تكتمل يوما وأن نراها

في صفحة مستقلة خاصة تضاف إلى إبداعاتك الكبيرة

شكرا أختاه مرة أخرى

,

رفعت زيتون
18-07-2011, 11:18 AM
كنت هنا في هذه الظلال الوارفة لحروف عزفتها روح شفيفة ومشاعر

رقيقة صادقة عميقة والأكثر من كل هذا مبدعة بحق

ملحمة شعرية هذه التي سكبتنا في لحظات لا بد سنعيشها وإن كان الكثير منا قد عاشها قبل آوانها

نعم هي كذلك وأكثر نفس شعري طويل وفكرة مترابطة متراصة سكبتنا ببداية الدرب الى أن وصلنا النهاية

دون أن نشعر وكانها السحر يا رفعت

لست ناقدة ولا خبيرة بالقراءات لكنني أحس بالحرف عندما يسكبه الإحساس الصادق والقلب الشفيف

هي معلقة ومكانها مع المعلقات في غرة كتب الأدب

الشاعر البهي

رفعت زيتون

كنت كقمر في السماء وكل النجوم في فلكك تدور

لقلبك الفرح وبُشرى المواسم:0014:


الشاعرة الرائعة مقبولة

أهلا بك بين السطور من جديد

وأشكرك على هذه المداخلة والإطراء والثناء

وعندما أقرأ ما أقرأ اجدني الوذ بالصمت

ربما خجلا وربما عجزا

كل التحية لك وأعود إلى صمتي

.

رفعت زيتون
20-07-2011, 01:20 AM
أحسنت أيها الأستاذ الفاضل
إنك تسمو بالكلمات وتسمو بك الكلمات فتمتعنا حد النشوة
أهنئك على هذا الألق
دم كريما كما عهدناك
مودتي


أخي الشاعر الكبير

لا زلت يلبسك التواضع

وما هو إلا سمو أخلاقك يجعلك تسبغ بالثناء

بوركتَ أخي وقد شرفتني وأسعدتني

.

رفعت زيتون
25-07-2011, 01:07 AM
ولوْ شِئْتَ أَنتَ فماذا ستَجْني؟
وماذا سَينْفَعُ إِنْ كانَ نعْيُكَ
قَدْ كتَبوهُ بِماءِ لُجَيْنٍ؟
بربـِّـكَ قُـلْ لي: بماذا يُفيدْ؟



ليس لي الا أن أعود مرارا لآنهل منها
ومن معينها وصورها لعلنا نتتلمذ على هذه الروح وهذا الاندفاق الشعري الرائع
بحر خلاب ملكت عبابه
تحياتي وتقديري

أخي الحبيب

الشاعر الطنطاوي

أشكر لك هذا المرور الجميل

وأشكر لك تواضعك أستاذنا وأنت من أنت

اخي الحبيب اهلا بك وسهلا دائما

.

د. سمير العمري
17-09-2011, 06:19 PM
هذا انهمار شعري وشعوري يلامس الوجدان بلفحة وجع ووجد دفين.

قصيدة تجلى فيها الكثير من معالم الجمال والألق فشكرا لك.

لا فض فوك ايها الشاعر المبدع المحلق!

ودمت بخير وعافية!


تحياتي

ربيحة الرفاعي
13-12-2011, 01:08 AM
أعود إلى هنا لرفعها
فهذه الروعة حقيقة بأن تعود للواجهة كلما غيبتها الصفحات

تحيتي