تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأسير



عبدالله سليمان الطليان
04-07-2011, 11:08 PM
تبقى الصورة ثابتة وراسخة المعالم يحاول جاهدا وئدها ونسيانها لكنها جاثمة على عقله تؤرقه وتقض مضجعه , عندما يخرج الى عمله يجد انه تحرر قليلا مع انغماسه فيه , الذي يمسح الصورة من مخيلته لفترة فيتجرد من الصمت الذي طالما جرفه نحو الأفكار التي هي غارقة في الألم والحزن المزمن , جسدا طفولى قدم الى الحياة فاكتمل في النمو لكنه أصبح أسيرا للإعاقة التي أخذت منه التواصل مع محيطه إلا من الإشارة , قيد ته عن الحركة إلا بكرسي متحرك هو السبيل نحو فك العزلة والوحدة التي تكبله أحيانا , فيشعر بوجوده وكيانه .
تتسرب إليه أحيانا أحلام اليقظة التي تبحر به الى شاطئ الأمل الذي يضم فيه حلم الخلاص فتغمره النشوة وتحلق به نحو السعادة التي تبقى به بعيدا حتى يعود الحلم مسرعا هارباً من قسوة الكلمات والعبارات التي تحاول ان تصطاده فتعيد نبش الذاكرة أليوميه وإخراج المعاناة وتعليقها أمامه لكي يتفحصها من جديد , في يوم ما هام بخطى متكاسلة في الشوارع فوقع بصره على ذلك الجسد الجالس في نهاية الشارع مستندا الى جدار صاحب ثياب متسخة وممزقه فاقد البصر ذو يدا واحدة يستجدى المارة فتوقف واخذ يعيد النظر ويرسم المشهد بشكل أدق ممعن في التفاصيل التي راحت تجول في فكره فيسأل نفسه أين هذا من حال ابني ؟ كيف تتعامل أسرته معه ؟ لماذا يترك في هذا الحال ؟ هل يستجدى بإعاقته ؟ لماذا يهمل في هذا الشارع ؟ تراكمت التساؤلات في رأسه وأخذت تفك قيد معاناته وتزيل شي من الألم الذي يستوطن في داخله فكانت مثل الذخيرة التي زادت في عتاده جعلته يتحمل المواجهة مع حال ابنه الذي أراد بكل ما أوتي من قوه في البحث عن إخراجه من حالته التي ذهبت أدراج الرياح لكنه بعدما أدرك ان انه ليس الوحيد الذي يعيش في هذه الحياة الذي نزل القدر في واقعه , فهناك من بعض البشر من بني جنسه وجد أن الإعاقة تضرب إطنابها في أسرهم وبشكل قد تكون فيه اشد إيلاما من واقعه وتبعث على الشفقة والعطف , عندها رمى أفكاره اليائسة والمتذمرة في صحراء النسيان وامتطى الحقيقة التي أخذته الى واحة الإيمان بقضاء الله وقدره في خلقه وانه سوف يلقى الثواب الأوفى أن هو سار في درب الاحتساب والصبر على المبتلى الذي هو اختبار لقوة إيمان المسلم .

ياسر ميمو
04-07-2011, 11:20 PM
نعم صدقت أيها الأديب الفطن


إنه الصبر الجميل



الذي يتحصن به قلب المؤمن




فلا يشكو الله للخلق



بل يشكو الخلق للخالق




لا يتذمر ولا يسخط




بل يسلم أمره لله في الأمور ويعتبر




شكراً جزيلاً لك على هذه الموعظة الحسنة

عبدالله سليمان الطليان
07-07-2011, 04:24 PM
ياسر ميمو

انه اختبار لقوة إيمان المؤمن

تقديري

كاملة بدارنه
07-07-2011, 08:09 PM
"من رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبته"
قصّة كثيرين من المبتلين بابتلاءات جسديّة، ولكنّهم صابرون.
شكرا لك أخ عبدالله على هذه القصّة ...
لكن حبّذا لو راجعت النّصّ قبل نشره فهناك أخطاء نحويّة، وبحاجة إلى علامات التّرقيم التي تساعد في إيصال الفكرة، ومتعة القراءة!
تقديري وتحيّتي

عبدالله سليمان الطليان
09-07-2011, 05:07 PM
الفاضلة كاملة بدارنه
اشكرك جزيل الشكر على مرورك
ملاحظتك في محلها
تحياتي

آمال المصري
23-02-2012, 10:50 AM
كم من أسير ابتلاء إذا نظر في مصائب غيره لهانت وتضاءلت أمام عينيه ابتلاءاته
ولحمد الله أنها ماجاءت في دينه وإلا لكانت المصيبة عظمى
نص جميل أديبنا الفاضل كان بحاجة لمراجعة لغوية وعلامات الترقيم ليبدو بحلة أروع
مرحبا بك في ربوع الواحة
تحاياي

عايد راشد احمد
23-02-2012, 07:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله

استاذنا الفاضل

رحمة الله فوق كل ابتلاء

رائع مضمون القصة

تقبل مروري وتحيتي

ربيحة الرفاعي
21-08-2015, 07:41 PM
قصة جميلة الفكرة ، إنسانية المحتوى
هادفة ومؤثرة
غير أن تزاحم الجمل والعبارات بلا فواصل ولا علامات ترقيم جعلت النص ثقيلا عصي القراءة

بعض أخطاء إملائية ونحوية شابت النص وددت لو حظيت من كاتبنا ببعض مراجعة


دمت بخير

نداء غريب صبري
21-09-2015, 03:44 PM
قصة إنسانية مؤثرة
تمنيت لو أهتم أخي بمراجعتها لتظهر بثوب جميل يليق بها

شكرا لك
بوركت

ناديه محمد الجابي
02-07-2022, 05:21 PM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ»
ومن رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبته (https://alqabas.com/article/401264)
نص جميل المغزى جميل ومؤثر .
تحياتي وودي.
:009::004::009: