تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصص قصيرة جداً ( 3 )



ياسر ميمو
04-07-2011, 11:46 PM
( المرحومة )







كان يراها في ليالي الشتاءِ الباردة تجلسُ على باب المسجد و إلى جانبها ترقدُ طفلتها الصغيرة

وقد دلت ثيابها الرّثة عن حالتها المُزرية و روى وجهها الملائكيُ حكاية طفولتها البائسة كانت

ترفعُ بصرها إلى الأعلى و تمدُ يدها إلى الأسفل لُتُفهم الناس بفطرتها أن أصل الرزقِ من السماء

فلا مِنةً و لا فضل لأهل الأرض فيما يتصدقون به و كلما اقتربوا منها اسمعتهم بصُوت قد ٍمُزِج

بدمعٍ القلب (( مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ))

لتخاطبُ فيهم ضمائرهم ونخوتهم وبقية إيمانهم لكن أكثرهم ما كان ليستجيب لذلك العرض الإلهي

المُربح ما دام القلب في غُلف والنفس غارقةُ في مُستنقع الأنا أما هو فقد كان كثيراً ما يُسارع إلى

إعطاءها ما يقدرُ عليه من المال خشيةً أن يُحشر يوم القيامة دون ظلٍ يظله مع الذين قد سمعها يوما ً

تدعو عليهم بعد أن يئست من رجوع مروئتهم إلى الحياة ................مُجدداً








( الجدة )






أراد أن يُدخل البهجة والسرور إلى قلب جدته المريضة و أن يُؤنس وحدتها و وحشتها فبدأ يسألها

عن صحتها وهو أعلم منها بالإجابة عن ذلك فالتقارير الطبية الأخيرة لم تحمل ما يُبشر بتحسن

صحتها وتعافيها والمرض قد بات يفتكُ بجسدهاالضعيف كما تفتكُ الوحوشُ الضارية بالظبي الصغير

المُستسلم لحتفه ووضع في حُسبانه أنه سينصت طويلاً لحديثها عن معاناتها مع المرض لكنها لم تشكو إليه

سوء حالها بل نظرت إليه بعين المُمتَحن الواثق من لُطفِ المُمتحِن وقالت :

يا بُني إني قد بلغتُ من الكبر عتيا ولا أحسبُ نفسي إلا تحت رحمة ربي و إني ما قضيتُ العمر

إلا مُحبة لعبادته راغبةً بهاغير مُدبرة وهل يُعذب الملكُ الرحيم عبداً أحبه فأخلص في الحب وما زال

على العهدِ حتى تفارق الروح جسده و إني الآن أجدُ نفسي أشد اشتياقاً إليه وقُرباُ منه وما أن فرغت

من حديثها حتى سارع إلى تقبيل يديها باكياً على نفسه مُتحسراً عليها إذا ما وصلت لهذه الحال

وليس لها من زاد الحب للذات الإلهية ما يكفي لسفر.......طويل

















( الصدق )








أثقلَ بعض الناس عليه باللومِ والعتابِ بعد أن رفض نصحهم له بركوب قاربِ الكذبِ من أجل النجاةِ

من تلك المحنةٍالعظيمةٍ التي ألمت به ما دام في الضرورات إباحةٌ للمحظورات إذ أختار له أباه مهنةٍ

قد رأى المستقبل المُشرق لأبنه وهو لها كاره فأشاروا عليه أن يتظاهر بالمثول لرغبته إرضاءً له

و من ثم العدول عن تلك المهنة تحت ستارٍ من الحجج الكاذبة الواهية فيتقي بذلك غضبه و يحقق

رغبته بامتهانِ مهنةٍ أخرى قد ارتضاها لنفسه فرأى في الأخذِ برأيهم طعناً في أخلاقه وخطيئةً

في سجلاته وخيانةً لأهله لن يعرف معها ضميره راحة البال فآثر الصدق في الأمر وما أن

صارح أباه بالرفض لتلك المهنة حتى حلّ عليه سخطه وبدأ يعامله بقسوةٍ وجفاء لم يعرف لهما

مثيل حتى رسلٌ السلام لم يكن لينفع أن يبعثهم إليه ليرضى إلا أن ذلك لم ينل من عزيمته وإصراره

على مصالحة أبيه و إقناعه بالعدول عن طلبه فحاول مرة تلو الأخرى دون جدوى إلى أن جاء يوماً

إلى من أشاروا عليه بالأمسِ بالكذب مبتسماً وقال لهم : أولم أُخبركم أنه سيرضى و أن الصدق

أنجى......إن الصدق أنجى

آمال المصري
11-07-2011, 05:29 PM
قصص قصيرة جدا تحمل الحكمة والموعظة ربما احتاجت لبعض الاختزال والالتزام بعلامات الترقيم والمراجعة قبل النشر
لتظهر في حلة أروع
أحبذ دائما أن تنفرد كل قصة بموضوع منفصل لينال حقه في النقد والقراءة
ويتبقى أن أترك هنا إعجابي وتسجيل الحضور

أختار له أباه مهنةٍ ... لِمَ جرت ( مهنةٍ) بالكسرة هنا
تحيتي الخالصة

ياسر ميمو
11-07-2011, 05:46 PM
قصص قصيرة جدا تحمل الحكمة والموعظة ربما احتاجت لبعض الاختزال والالتزام بعلامات الترقيم والمراجعة قبل النشر
لتظهر في حلة أروع
أحبذ دائما أن تنفرد كل قصة بموضوع منفصل لينال حقه في النقد والقراءة
ويتبقى أن أترك هنا إعجابي وتسجيل الحضور

أختار له أباه مهنةٍ ... لِمَ جرت ( مهنةٍ) بالكسرة هنا
تحيتي الخالصة






أهلاً بالاستاذة الفاضلة والمتألقة رنيم مصطفى

فكرت أن أزيد جرعات التكثيف لهذه القصص

لكني ارتأيت تركها كما هي

تجري بانسياب كنبعٍ ماء في أعلى الجبل يحط في أسفل الوادي

كما أني وسبق و أن قلت لا أجيد موضع تبيان علامات الترقيم


فعذراً إن قصرت في وضعها

كما أني وضعتها هكذا كل ثلاث على حدا لأني أحببتها هكذا

باقة صغيرة من الورد أتمنى أن ينال رحيقها إعجاب الجميع

وبالنسبة للنقد فإني ممتن جداً لمن يفهم النقد جيداً ثم لا يبخل عليّ بكرمه

اساساً أنا في هذا الصرح الأدبي العربي المشرق ...........لأتعلم

و أشكرك كثيراً على تصويبك لي للخطأ الذي وقعت به


فهي ليست ( مهنةٍ ) بل ( مهنةً )




لك كل الود.........و أكثر



حماك الباري أيتها الكريمة

أماني عواد
11-07-2011, 09:14 PM
الاستاذ ياسر ميمو

قصص ذات عبرة واسلوب جميل

سلمت وسلم مدادك

ياسر ميمو
11-07-2011, 09:56 PM
الاستاذ ياسر ميمو

قصص ذات عبرة واسلوب جميل

سلمت وسلم مدادك




أهلاً بالأستاذة الأديبة أماني


أشكرك على ذوقك ولطفك و أدبك


حماك........الباري

ياسر ميمو
12-05-2012, 12:27 AM
السلام عليكم


السادة الأدباء الأحبة الأفاضل

كنت قد أجريت على قصتي المتوفاة والجدة هذه ما رأيته مناسباً

أقدمهما في حلتهما الجديدة , عسى أن تنزلا عندكم منزلة القبول

تحياتي








( المتوفاة )


كان يراها في ليالي الشتاءِ الباردة , ترقد على باب المسجد , و إلى جانبها طفلة

صغيرة , قد دلت ثيابها الرّثة على حالتها المُزرية , و روى وجهها الملائكيُ

حكاية طفولتها البائسة , ترفعُ بصرها إلى الأعلى , و تمدُ يدها إلى الأسفل

لُتُفهم الناس بفطرتها , أن أصل الرزقِ من السماء , فلا مِنةً و لا فضل فيما

يتصدقون به , ترتل بصوتٍ مرتجف( مَن ذَاالَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ)

تخاطب ضمائرهم , توقظ نخوتهم , تنادي بقية إيمانهم , لكن أكثرهم يغض الطرف

عن عرض السماء المربح , فالقلب في غُلف , والروح في مرض , والنفس

أسيرة الأنا , أما هو فكثيراً ما سارع إلى الإحسان إليها , بعد أن سمعها ذات

ليلة تدعو عليهم دعوةً , تفتحت لها أبواب .....السماء






( الجدة )





أراد إدخال السرور إلى قلب جدته , و إيناس وحدتها و وحشتها , فبادرها بالسؤال عن صحتها

وهو أعلم منها بالإجابة , فالمرض بات يفتكُ بجسدها الضعيف , كما تفتكُ الوحوشُ الضارية

بالظبي الصغير المستسلم لحتفه , فنظرت إليه بعين المُمتَحن الواثق من لُطفِ المُمتحِن

وقالت : يا بُني إني بلغتُ من الكبر عتيا , و إني قاطعة مع الدنيا مواثيق الإعراض والهجر

وما أرجو في بقية العمر إلا رحمة الحبيب , بمن لزم عهد الإخلاص ,ما فارقت الروح جسده

و إني الآن أشد اشتياقاً إليه من أي حالٍ قد مضى , فلا تسل عن امرأةٍ , قد أمست منزلتها عندكم

منزلة الضيف , ما يلبس أن يغادر , فانكب يقبل يديها , وقد جرى .... دمعه

يسأل نفسه بحسرة وندامة , , هل لها من زاد الحب , للذات الإلهية , ما يكفي لسفر.......طويل





تمتا بعون الله

بشرى العلوي الاسماعيلي
12-05-2012, 01:23 AM
الأديب ياسر ميمو
كأننا نحلق في آفاق فكرك
فنوغل في عمق الجمال
تسحبنا الرؤى إلى أعماق أعماق الدهشة الممتدة
ما بين كل حرف و حرف فنتوه في مساحات الفتنة و الانبهار
تقديري الكبير

ياسر ميمو
12-05-2012, 05:49 PM
الأديب ياسر ميمو
كأننا نحلق في آفاق فكرك
فنوغل في عمق الجمال
تسحبنا الرؤى إلى أعماق أعماق الدهشة الممتدة
ما بين كل حرف و حرف فنتوه في مساحات الفتنة و الانبهار
تقديري الكبير



السلام عليكم ورحمة الله

أديبتنا المكرمة بشرى

أبادلك التحية والتقدير

و أشكرك على هذا الإطراء الجميل

دمت بحمى الرحمن أيتها الأصيلة

مصطفى حمزة
12-05-2012, 08:47 PM
أخي الأكرم الأستاذ ياسر
أسعد الله أوقاتك
اسمح لي بملاحظات عامّة قد تصدق على القصص الثلاث
- الفكر نبيلة ، وفيها حثّ على الفضيلة ، وهي تستحضر ( حتى بالأسلوب ) كتابات المنفلوطي .
- تفتقد إلى عناصر مهمة في القصّة القصيرة جداً ، أهمّها التكثيف ، والتلميح دون التصريح ، وعدم التفسير والتعليل ، والبعد عن الوعظ الصريح ، وكذلك الومضة القويّة المؤثّرة الفاضحة ، واختيار اللفظة الفاخرة والصورة الموحية .
- سقطت أخطاء لغويّة عدّة في النصوص .
تحياتي وتقديري

ياسر ميمو
12-05-2012, 09:58 PM
أخي الأكرم الأستاذ ياسر
أسعد الله أوقاتك
اسمح لي بملاحظات عامّة قد تصدق على القصص الثلاث
- الفكر نبيلة ، وفيها حثّ على الفضيلة ، وهي تستحضر ( حتى بالأسلوب ) كتابات المنفلوطي .
- تفتقد إلى عناصر مهمة في القصّة القصيرة جداً ، أهمّها التكثيف ، والتلميح دون التصريح ، وعدم التفسير والتعليل ، والبعد عن الوعظ الصريح ، وكذلك الومضة القويّة المؤثّرة الفاضحة ، واختيار اللفظة الفاخرة والصورة الموحية .
- سقطت أخطاء لغويّة عدّة في النصوص .
تحياتي وتقديري



وعليكم السلام ورحمة الله

أديبنا الفاضل مصطفى

تحية عطرة وبعد :

مجرد وجود خيط رفيع يكاد لا يُرى , بين ما أكتب و ما أبدع المنفلوطي , قد أدخل لنفسي نشوة لا ينقطع أثرها

و أما بقية قولك في النص فهو موضع اهتمامي وتقديري وترحيبي

كنت أرى وما زلت أن ال ق.ق.ج تمنحك القدرة على إيصال معنى أو شعور

وما رميت من قصتي ( المتوفاة ) و ( الجد ) إلا إيصال الأخير

ولربما كان ذلك سبب غياب ما أحببت أن يظهر , و ظهور ما أحببت أن يغيب

ولا أبرر , بل أوضح , و أفصح ما يجول في خاطري ساعة التفكير في رأيك

وأما ما في النص من أخطاء , فأعني على تصحيحها , فلست من أهل اللغة والنحو , و إن كنت من مريديها

سعادتي بنقدك الهادف والبناء كبيرة جداً

لك مني أرق التحايا و أعطرها

أحمد عيسى
12-05-2012, 10:05 PM
الأخ الكريم والقاص الجميل : ياسر ميمو

أولاً : أنا أشكرك دائماً على قدرتك الجميلة على العطاء والكتابة المستمرة وهي لا شك مزية
ثانياً : اسم لي أن أتناول القصة الأولى كمثال ، وأن أضيف أو أفصل على ما قاله الأستاذ مصطفى حمزة من خلال القصة الأولى
ولنبدأ في عرضها :

( المرحومة )



كان يراها في ليالي الشتاءِ الباردة تجلسُ على باب المسجد و إلى جانبها ترقدُ طفلتها الصغيرة

وقد دلت ثيابها الرّثة عن حالتها المُزرية و روى وجهها الملائكيُ حكاية طفولتها البائسة كانت

ترفعُ بصرها إلى الأعلى و تمدُ يدها إلى الأسفل لُتُفهم الناس بفطرتها أن أصل الرزقِ من السماء

فلا مِنةً و لا فضل لأهل الأرض فيما يتصدقون به و كلما اقتربوا منها اسمعتهم بصُوت قد ٍمُزِج

بدمعٍ القلب (( مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ))

لتخاطبُ فيهم ضمائرهم ونخوتهم وبقية إيمانهم لكن أكثرهم ما كان ليستجيب لذلك العرض الإلهي

المُربح ما دام القلب في غُلف والنفس غارقةُ في مُستنقع الأنا أما هو فقد كان كثيراً ما يُسارع إلى

إعطاءها ما يقدرُ عليه من المال خشيةً أن يُحشر يوم القيامة دون ظلٍ يظله مع الذين قد سمعها يوما ً

تدعو عليهم بعد أن يئست من رجوع مروئتهم إلى الحياة ................مُجدداً

ولنبدأ في وضع الملاحظات ، وهي من وجهة نظري ولك أن تأخذ منها ما تحب :
1- كان يراها - تجلس على باب المسجد - ترقد طفلة - دلت ثيابها - روى وجهها الملائكي - ترفع بصرها - تمد يدها - تفهم الناس - تخاطب فيهم
الأساليب الخبرية لا تصنع نصاً أدبياً ، وكنت أحب لو نوعت بين الخبري والانشائي ,وزدت من جرعة الصور البلاغية
2- ( مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ))
تخاطبُ فيهم ضمائرهم ونخوتهم وبقية إيمانهم لكن أكثرهم ما كان ليستجيب لذلك العرض الإلهي
المُربح ما دام القلب في غُلف والنفس غارقةُ في مُستنقع الأنا
استخدام الآية في قلب النص والأسلوب الوعظي المباشر يخرج بالنص من الجانب الأدبي الى الجانب الوعظي ويضع النص في غير محله ،
والتكرار في بعض الألفاظ التي تقود الى نفس المعنى يضعف النص / مثل قولك ضمائرهم ونخوتهم وبقية ايمانهم
وكذلك التكرار في هذا السطر :
وقد دلت ثيابها الرّثة عن حالتها المُزرية و روى وجهها الملائكيُ حكاية طفولتها البائسة كانت
3- هناك بعض الكلمات تحتاج الى مراجعة من ناحية لغوية مثل :
اسمعتهم - لتخاطبُ - إعطاءها - خشيةً - مروئتهم
وأعتقد أن الصحيح : أسمعتهم - لتخاطبَ - اعطائها - خشية (بدون تنوين ) - مروءتهم
4- هناك تراكيب ثقيلة تضعف بنية النص مثل :
خشيةً أن يُحشر يوم القيامة دون ظلٍ يظله مع الذين قد سمعها يوما ً تدعو عليهم بعد أن يئست من رجوع مروئتهم إلى الحياة
5 - طريقتك في الكتابة والتي تصر عليها دائماً وتعتمد فيها على بتر السطر الواحد دون أن تنتهي الجملة لتكملها في سطر آخر :
مثل : قد دلت ثيابها الرّثة عن حالتها المُزرية و روى وجهها الملائكيُ حكاية طفولتها البائسة كانت
ترفعُ بصرها إلى الأعلى و تمدُ يدها إلى الأسفل لُتُفهم الناس بفطرتها أن أصل الرزقِ من السماء
6 - وهو الأهم : أين التكثيف ؟ هذه قصة قصيرة جداً يجب أن كون مكثفة وتبتعد عن الأسلوب الوعظي الارشادي المباشر وأن تفضل الصيغ البلاغية الانشائية على الجمل الخبرية وأن تكتبها بطريقة عادية دون بتر الأسطر وأن تترك الحكم وآيات القرآن الكريم والأحاديث الى خارج النص أو حاشيته لا في متنه ، هذا باختصار ما أردت قوله

هل نحاول معاً أن نكتب المرحومة مرة أخرى
سأسمح لنفسي بهذا ولتعذرني فهي محاولة ليس أكثر
ولنرى


على عتبة المسجد من الخارج وقفت طويلاً ونظرت الى .. فراغ ..
حسنة قليلة ..
تقولها وتصمت ، لأن صراخ ابنتها الصغيرة على حضنها أوقف صوتها ، رأيتها تمسح دموع ابنتها بمنديل قديم ، ثم ترفع صوتها قليلاً ، عل أحداً من المارين يتمكن من رؤيتها ، حتى لقد خيل لي أنني وحدي من يراها ، ترى هل اختفت هي من أمامهم ؟ أم العكس ؟ أقترب منها لأضع في يدها قرشاً أو أكثر كما تعودت ، وأنصرف وأنا أسمع ألوان الدعاء تحيط بي من كل جانب ..
حسنة قليلة ، ولا تكمل
لأن عتبة المسجد اليوم بها كل شيء ..
سواها


هذه محاولة مني وأنا مقل أساساً في أي محاولة للقصة القصيرة جداً ، لأن عشقي الأول والأخير للقصة القصيرة بشكلها الذي نعرف
فما رأيك ؟
قلمك واعد ، وفكرك يحدد لك مسارك بوضوح
فقط لا تنزعج منا ان قدمنا لك نصحاً
ولك ما تشاء حتى ترضى

تقديري

ياسر ميمو
12-05-2012, 10:11 PM
الأخ الكريم والقاص الجميل : ياسر ميمو

أولاً : أنا أشكرك دائماً على قدرتك الجميلة على العطاء والكتابة المستمرة وهي لا شك مزية
ثانياً : اسم لي أن أتناول القصة الأولى كمثال ، وأن أضيف أو أفصل على ما قاله الأستاذ مصطفى حمزة من خلال القصة الأولى
ولنبدأ في عرضها :

( المرحومة )



كان يراها في ليالي الشتاءِ الباردة تجلسُ على باب المسجد و إلى جانبها ترقدُ طفلتها الصغيرة

وقد دلت ثيابها الرّثة عن حالتها المُزرية و روى وجهها الملائكيُ حكاية طفولتها البائسة كانت

ترفعُ بصرها إلى الأعلى و تمدُ يدها إلى الأسفل لُتُفهم الناس بفطرتها أن أصل الرزقِ من السماء

فلا مِنةً و لا فضل لأهل الأرض فيما يتصدقون به و كلما اقتربوا منها اسمعتهم بصُوت قد ٍمُزِج

بدمعٍ القلب (( مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ))

لتخاطبُ فيهم ضمائرهم ونخوتهم وبقية إيمانهم لكن أكثرهم ما كان ليستجيب لذلك العرض الإلهي

المُربح ما دام القلب في غُلف والنفس غارقةُ في مُستنقع الأنا أما هو فقد كان كثيراً ما يُسارع إلى

إعطاءها ما يقدرُ عليه من المال خشيةً أن يُحشر يوم القيامة دون ظلٍ يظله مع الذين قد سمعها يوما ً

تدعو عليهم بعد أن يئست من رجوع مروئتهم إلى الحياة ................مُجدداً

ولنبدأ في وضع الملاحظات ، وهي من وجهة نظري ولك أن تأخذ منها ما تحب :
1- كان يراها - تجلس على باب المسجد - ترقد طفلة - دلت ثيابها - روى وجهها الملائكي - ترفع بصرها - تمد يدها - تفهم الناس - تخاطب فيهم
الأساليب الخبرية لا تصنع نصاً أدبياً ، وكنت أحب لو نوعت بين الخبري والانشائي ,وزدت من جرعة الصور البلاغية
2- ( مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ))
تخاطبُ فيهم ضمائرهم ونخوتهم وبقية إيمانهم لكن أكثرهم ما كان ليستجيب لذلك العرض الإلهي
المُربح ما دام القلب في غُلف والنفس غارقةُ في مُستنقع الأنا
استخدام الآية في قلب النص والأسلوب الوعظي المباشر يخرج بالنص من الجانب الأدبي الى الجانب الوعظي ويضع النص في غير محله ،
والتكرار في بعض الألفاظ التي تقود الى نفس المعنى يضعف النص / مثل قولك ضمائرهم ونخوتهم وبقية ايمانهم
وكذلك التكرار في هذا السطر :
وقد دلت ثيابها الرّثة عن حالتها المُزرية و روى وجهها الملائكيُ حكاية طفولتها البائسة كانت
3- هناك بعض الكلمات تحتاج الى مراجعة من ناحية لغوية مثل :
اسمعتهم - لتخاطبُ - إعطاءها - خشيةً - مروئتهم
وأعتقد أن الصحيح : أسمعتهم - لتخاطبَ - اعطائها - خشية (بدون تنوين ) - مروءتهم
4- هناك تراكيب ثقيلة تضعف بنية النص مثل :
خشيةً أن يُحشر يوم القيامة دون ظلٍ يظله مع الذين قد سمعها يوما ً تدعو عليهم بعد أن يئست من رجوع مروئتهم إلى الحياة
5 - طريقتك في الكتابة والتي تصر عليها دائماً وتعتمد فيها على بتر السطر الواحد دون أن تنتهي الجملة لتكملها في سطر آخر :
مثل : قد دلت ثيابها الرّثة عن حالتها المُزرية و روى وجهها الملائكيُ حكاية طفولتها البائسة كانت
ترفعُ بصرها إلى الأعلى و تمدُ يدها إلى الأسفل لُتُفهم الناس بفطرتها أن أصل الرزقِ من السماء
6 - وهو الأهم : أين التكثيف ؟ هذه قصة قصيرة جداً يجب أن كون مكثفة وتبتعد عن الأسلوب الوعظي الارشادي المباشر وأن تفضل الصيغ البلاغية الانشائية على الجمل الخبرية وأن تكتبها بطريقة عادية دون بتر الأسطر وأن تترك الحكم وآيات القرآن الكريم والأحاديث الى خارج النص أو حاشيته لا في متنه ، هذا باختصار ما أردت قوله

هل نحاول معاً أن نكتب المرحومة مرة أخرى
سأسمح لنفسي بهذا ولتعذرني فهي محاولة ليس أكثر
ولنرى


على عتبة المسجد من الخارج وقفت طويلاً ونظرت الى .. فراغ ..
حسنة قليلة ..
تقولها وتصمت ، لأن صراخ ابنتها الصغيرة على حضنها أوقف صوتها ، رأيتها تمسح دموع ابنتها بمنديل قديم ، ثم ترفع صوتها قليلاً ، عل أحداً من المارين يتمكن من رؤيتها ، حتى لقد خيل لي أنني وحدي من يراها ، ترى هل اختفت هي من أمامهم ؟ أم العكس ؟ أقترب منها لأضع في يدها قرشاً أو أكثر كما تعودت ، وأنصرف وأنا أسمع ألوان الدعاء تحيط بي من كل جانب ..
حسنة قليلة ، ولا تكمل
لأن عتبة المسجد اليوم بها كل شيء ..
سواها


هذه محاولة مني وأنا مقل أساساً في أي محاولة للقصة القصيرة جداً ، لأن عشقي الأول والأخير للقصة القصيرة بشكلها الذي نعرف
فما رأيك ؟
قلمك واعد ، وفكرك يحدد لك مسارك بوضوح
فقط لا تنزعج منا ان قدمنا لك نصحاً
ولك ما تشاء حتى ترضى

تقديري



وعليكم السلام ورحمة الله

القاص المتميز والأديب الطيب أحمد

حتى أجيبك بشكلٍ أفضل

هل رأيك في النص الأول ( المتوفاة ) كان بناء ً على النص في نسخته القديمة

أم هو الرأي ذاته بعد أن أجريت ما ارتأيته من تعديلات ( النسخة الثانية )

لأن نقدك كان يخاطب النص الأول فحسب

لك مني فائق التحية والتقدير والمودة

حماك...... الباري

أحمد عيسى
12-05-2012, 10:23 PM
عفواً أخي الفاضل أنا لم أشاهد سوى النص الأول في الصفحة الأولى
ولا أعلم عن غيره
وهو الذي اقتبسته في ردي
واذا كنت قد عدلت بعض ما ذكرت في نصك المعدل
فان هذا خير وبركة
ولتعتبر الملاحظات عامة
وغير مختصة بنص معين

أشكرك على صدرك الرحب
دمت بكل الخير

ياسر ميمو
12-05-2012, 10:59 PM
عفواً أخي الفاضل أنا لم أشاهد سوى النص الأول في الصفحة الأولى
ولا أعلم عن غيره
وهو الذي اقتبسته في ردي
واذا كنت قد عدلت بعض ما ذكرت في نصك المعدل
فان هذا خير وبركة
ولتعتبر الملاحظات عامة
وغير مختصة بنص معين

أشكرك على صدرك الرحب
دمت بكل الخير



وعليكم السلام ورحمة الله

أديبنا المكرم ..... أحمد

ملاحظاتك الهامة ستكون حاضرة , عند أي نص جديد يجول في خاطري

لا تبخل عليّ أيها الكريم بالنصح والإرشاد

أيامك إيمان..... وسعادة

ربيحة الرفاعي
15-01-2013, 09:31 AM
مجموعة قصصية جميلة كانت باقة كما أردتها
ولا زيادة على ما أشار إليه مبدعنا الستاذ حمزة مصطفى

دمت بألق

تحاياي

ياسر ميمو
15-01-2013, 09:44 AM
مجموعة قصصية جميلة كانت باقة كما أردتها
ولا زيادة على ما أشار إليه مبدعنا الستاذ حمزة مصطفى

دمت بألق

تحاياي


وعليكم السلام ورحمة الله

تحية للأستاذة القديرة والمتميزة ربيحة

أشكرك على حسن المتابعة

دمت بخير و ألق

ناديه محمد الجابي
15-01-2013, 08:02 PM
هى فعلا باقة من الورد.. لم أقرأ فيها قصصا
قدر ماقرأت خواطر , وقد وضعت فيها عصارة
أفكارك , وكأنى أرى قلبك من الداخل وقد أضىء
برحيق الأخلاق .
لك تحياتى والورود .

ياسر ميمو
16-01-2013, 02:41 AM
هى فعلا باقة من الورد.. لم أقرأ فيها قصصا
قدر ماقرأت خواطر , وقد وضعت فيها عصارة
أفكارك , وكأنى أرى قلبك من الداخل وقد أضىء
برحيق الأخلاق .
لك تحياتى والورود .



وعليكم السلام ورحمة الله

تحية عربية بحجم القمر لأديبتنا الفاضلة ناديا

رأيك في كونها خواطر لا قصص موضع احترامي وتقديري

و إن خالفتك الرأي في ذلك

أشكرك على لباقتك و أدبك


وباقات من....... الزهر

عبد السلام هلالي
16-01-2013, 02:53 AM
أخي ياسر ،
ثلاثية نبيلة الغرض تتقاطر حكمة و موعظة ، جزاك الله عن قارئيها خير الجزاء.
أما من الناحية الأدبية ، فلن ألبس عباءة الناقد أو المتمكن من أصول الكتابة . إنما كقارئ و بعيدا عن التفاصيل أقول أني قرأت لك ما هو أحسن ولعل آخرها كان نص " الزوجة " الذي أبدعت فيه.
اعذر تطاولي هو رأي قارئ لا أكثر .
تحيتي وتقديري

ياسر ميمو
16-01-2013, 05:44 AM
أخي ياسر ،
ثلاثية نبيلة الغرض تتقاطر حكمة و موعظة ، جزاك الله عن قارئيها خير الجزاء.
أما من الناحية الأدبية ، فلن ألبس عباءة الناقد أو المتمكن من أصول الكتابة . إنما كقارئ و بعيدا عن التفاصيل أقول أني قرأت لك ما هو أحسن ولعل آخرها كان نص " الزوجة " الذي أبدعت فيه.
اعذر تطاولي هو رأي قارئ لا أكثر .
تحيتي وتقديري


وعليكم السلام ورحمة الله

سامحك الله أستاذي الفاضل عبد السلام

ولماذا الإحراج فرأيك دائماً موضع ثقتي واهتمامي

سعادتي بحضورك لا حدود له

دمت بخير و ألق أيها النبيل

نداء غريب صبري
09-02-2013, 03:16 PM
قصص جميلة أخي ياسر
أمتعتني قراءتها واعجبني أسلوبها

شكرا لك

ياسر ميمو
10-02-2013, 09:48 AM
قصص جميلة أخي ياسر
أمتعتني قراءتها واعجبني أسلوبها

شكرا لك


وعليكم السلام ورحمة الله


أستاذة ..... نداء

الحمد لله أنها نالت رضاك واستحسانك

وباقات من ..... الكاردينيا