المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحت مشرط شعراء الواحة



عمار الزريقي
06-07-2011, 08:05 PM
هذه المساحة سوف نخصصها لتشريح قصيدة منتخبة من روائع الشعر العربي نضعها تحت مشرط شعراء ونقاد الواحة لمدة أسبوعين لتحليلها لفظاً لفظاً وبيتاً بيتاً بهدف تبيين مكامن القوة والضعف في القصيدة وللإجابة على سؤال : هل في الإمكان أبدع مما كان ؟ أو ما إذا كانت ثمة كلمة أو تركيب أفضل لعبارة أو بيت ما ، و ما هي الأخطاء التي وقع فيها الشاعر ؟
وأصدقكم القول أني كنت في البداية مصرّا على أن نقتصر على تناول شعراء معاصرين (من الواحة حصرياً)، وخضت نقاشاً طويلا لإقناع إدارة الملتقى في هذا الصدد. ولكني اقتنعتُ مؤخراً بتناول نصوص لشعراء كبار من رموز الشعر العربي القديم تجنباً لما قد ينشأ من حساسية أو مجاملة إزاء تناول قصائد لشعراء الواحة ، ورأيت أن تناول قصائد لشعراء كبار أدعى إلى الحيادية الموضوعية العلمية والمصداقية ، وأقرب إلى تحقيق الفائدة والمتعة، وأدنى إلى القاعدة النقدية "موت المؤلف" حتى لا يكون هناك فرصة للمحاباة .
سننطلق من قصيدة (لكل امرئ من دهره ما تعودا) للمتنبي ، وربما يحلو لي هنا أن أقتطف بعضاً من قصيدة للبردوني عنوانها "وردة من دم المتنبي" لتكون فاتحة هذا التناول:

من تَلَظّي لُمُوعِهِ كاد يعمى = كـــــاد من شهرة اسمه لا يسمى
جاء من نفسه إليها وحيـــداً = رامياً أصــــلهُ غباراً ورســــما
حامـلاً عمـره بكيــــه رمحاً = ناقشاً نهجه على القلب وشمــا
خالعـــاً ذاتــه لريح الفيافــي = ملحقاً بالملوك والدهر وصــما
ولكي تعم الفائدة على شعراء الواحة ، سيقوم المشاركون من الشعراء والنقاد بتناول القصيدة بدءاً بالبيت الأول ثم الذي يليه من جوانب عدة :
- تحليل الأبيات لغوياً: لتوضيح وشرح بعض الألفاظ والتراكيب التي تحتاج إلى تفسير، أو التي فيها شيء من الغموض.
- موسيقياً: تقطيع الأبيات عروضياً وتوضيح البحر وزحافاته المقبولة والمستقبحة.
- بلاغياً: استعراض ما احتوته القصيدة من وجوه البديع والبيان وغيرها
- فنياً: البناء العام للقصيدة
- فكرياً: المحتوى الفكري أو الرسالة التي يقدمها النص للقارئ ومضامين الحكمة
- عاطفياً: تعقّب الخط البياني الذي يسير عليه عنصر الوجدان في النص صعودا وهبوطا
- الهنات والأخطاء
- عناصر أخرى: التناص والاقتباسات وغيرها

ملاحظة هامة:أرجو من الإخوة الشعراء والنقاد الذين سيشاركون في إثراء الموضوع أن لا يزيد عدد الأبيات التي يتناولونها عن ثلاثة أبيات.

إلى النص:
ـــــــــــــــــــــــــ ــــ

لِكُلِّ امْرِىءٍ مِنْ دَهْرِهِ ما تَعَوّدَا = وعادَةُ سيفِ الدّوْلةِ الطعنُ في العِدى
وَإنْ يُكذِبَ الإرْجافَ عنهُ بضِدّهِ = وَيُمْسِي بمَا تَنوي أعاديهِ أسْعَدَا
وَرُبّ مُريدٍ ضَرَّهُ ضَرَّ نَفْسَهُ = وَهادٍ إلَيهِ الجيشَ أهدى وما هَدى
وَمُستَكْبِرٍ لم يَعرِفِ الله ساعَةً = رَأى سَيْفَهُ في كَفّهِ فتَشَهّدَا
هُوَ البَحْرُ غُصْ فيهِ إذا كانَ ساكناً = على الدُّرّ وَاحذَرْهُ إذا كان مُزْبِدَا
فإنّي رَأيتُ البحرَ يَعثُرُ بالفتى = وَهذا الذي يأتي الفتى مُتَعَمِّدَا
تَظَلّ مُلُوكُ الأرْض خاشعَةً لَهُ = تُفارِقُهُ هَلْكَى وَتَلقاهُ سُجّدَا
وَتُحْيي لَهُ المَالَ الصّوَارِمُ وَالقَنَا = وَيَقْتُلُ ما تحيي التّبَسّمُ وَالجَدَا
ذَكِيٌّ تَظَنّيهِ طَليعَةُ عَيْنِهِ = يَرَى قَلبُهُ في يَوْمِهِ ما ترَى غَدَا
وَصُولٌ إلى المُسْتَصْعَباتِ بخَيْلِهِ = فلَوْ كانَ قَرْنُ الشّمسِ ماءً لأوْرَدَا
لذلك سَمّى ابنُ الدُّمُستُقِ يَوْمَهُ = مَمَاتاً وَسَمّاهُ الدُّمُستُقُ موْلِدَا
سَرَيْتَ إلى جَيحانَ من أرْضِ آمِدٍ = ثَلاثاً، لقد أدناكَ رَكضٌ وَأبْعَدَا
فَوَلّى وَأعطاكَ ابْنَهُ وَجُيُوشَهُ = جَميعاً وَلم يُعطِ الجَميعَ ليُحْمَدَا
عَرَضْتَ لَهُ دونَ الحَياةِ وَطَرْفِهِ = وَأبصَرَ سَيفَ الله منكَ مُجَرَّدَا
وَما طَلَبَتْ زُرْقُ الأسِنّةِ غَيرَهُ = وَلكِنّ قُسْطَنْطِينَ كانَ لَهُ الفِدَى
فأصْبَحَ يَجْتابُ المُسوحَ مَخَافَةً = وَقد كانَ يجتابُ الدِّلاصَ المُسرَّدَا
وَيَمْشِي بهِ العُكّازُ في الدّيرِ تائِباً = وَما كانَ يَرْضَى مشيَ أشقَرَ أجرَدَا
وَما تابَ حتى غادَرَ الكَرُّ وَجْهَهُ = جَريحاً وَخَلّى جَفْنَهُ النّقعُ أرْمَدَا
فَلَوْ كانَ يُنْجي من عَليٍّ تَرَهُّبٌ = تَرَهّبَتِ الأمْلاكُ مَثْنَى وَمَوْحَدَا
وكلُّ امرىءٍ في الشّرْقِ وَالغَرْبِ بعده = يُعِدّ لَهُ ثَوْباً مِنَ الشَّعْرِ أسْوَدَا
هَنيئاً لكَ العيدُ الذي أنتَ عيدُهُ = وَعِيدٌ لمَنْ سَمّى وَضَحّى وَعَيّدَا
وَلا زَالَتِ الأعْيادُ لُبْسَكَ بَعْدَهُ = تُسَلِّمُ مَخرُوقاً وَتُعْطَى مُجدَّدَا
فَذا اليَوْمُ في الأيّامِ مثلُكَ في الوَرَى = كمَا كُنتَ فيهِمْ أوْحداً كانَ أوْحَدَا
هوَ الجَدّ حتى تَفْضُلُ العَينُ أُختَهَا = وَحتى يكونُ اليَوْمُ لليَوْمِ سَيّدَا
فَيَا عَجَبا مِنْ دائِلٍ أنْتَ سَيفُهُ = أَمَا يَتَوَقّى شَفْرَتَيْ مَا تَقَلّدَا
وَمَن يَجعَلِ الضِّرغامَ بازاً لِصَيدِهِ = تَصَيَّدَهُ الضِّرغامُ فيما تَصَيَّدا
رَأيتُكَ محْضَ الحِلْمِ في محْضِ قُدرَةٍ = وَلوْ شئتَ كانَ الحِلمُ منكَ المُهنّدَا
وَما قَتَلَ الأحرارَ كالعَفوِ عَنهُمُ = وَمَنْ لكَ بالحُرّ الذي يحفَظُ اليَدَا
إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ = وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا
وَوَضْعُ النّدى في موْضعِ السّيفِ بالعُلى = مضرٌّ كوضْع السيفِ في موضع النّدى
وَلكنْ تَفُوقُ النّاسَ رَأياً وَحِكمةً = كما فُقتَهمْ حالاً وَنَفساً وَمحْتِدَا
يَدِقّ على الأفكارِ ما أنْتَ فاعِلٌ = فيُترَكُ ما يخفَى وَيُؤخَذُ ما بَدَا
أزِلْ حَسَدَ الحُسّادِ عَنّي بكَبتِهمْ = فأنتَ الذي صَيّرْتَهُمْ ليَ حُسّدَا
إذا شَدّ زَنْدي حُسنُ رَأيكَ فيهِمُ = ضرَبْتَ بسَيفٍ يَقطَعُ الهَامَ مُغمَدَا
وَمَا أنَا إلاّ سَمْهَرِيٌّ حَمَلْتَهُ = فزَيّنَ مَعْرُوضاً وَرَاعَ مُسَدَّدَا
وَمَا الدّهْرُ إلاّ مِنْ رُواةِ قَصائِدي = إذا قُلتُ شِعراً أصْبَحَ الدّهرُ مُنشِدَا
فَسَارَ بهِ مَنْ لا يَسيرُ مُشَمِّراً = وَغَنّى بهِ مَنْ لا يُغَنّي مُغَرِّدَا
أجِزْني إذا أُنْشِدْتَ شِعراً فإنّمَا = بِشِعْري أتَاكَ المادِحونَ مُرَدَّدَا
وَدَعْ كلّ صَوْتٍ غَيرَ صَوْتي فإنّني = أنَا الطّائِرُ المَحْكِيُّ وَالآخَرُ الصّدَى
تَرَكْتُ السُّرَى خَلفي لمَنْ قَلّ مالُه = وَأنعَلْتُ أَفْراسي بنُعْماكَ عَسجَدَا
وَقَيّدْتُ نَفْسِي في ذَرَاكَ مَحَبّةً = وَمَنْ وَجَدَ الإحْسانَ قَيْداً تَقَيّدَا
إذا سَألَ الإنْسَانُ أيّامَهُ الغِنى = وَكنتَ على بُعْدٍ جَعَلْتُكَ موْعِدَا

نادية بوغرارة
06-07-2011, 09:23 PM
أحسن الله إليك و أثابك خيرا كثيرا ،

الأخ عمار الزريقي ،أشكر لك هذه المبادرة الطيبة متكاملة العناصر ،

شيقة العرض ، قوية البدء ...

في هذه المدرسة و مثلها ، أحبّ أن أكون بأول المقاعد .

:hat:

نادية بوغرارة
06-07-2011, 10:05 PM
لِكُلِّ امْرِىءٍ مِنْ دَهْـرِهِ مـا تَعَـوّدَا = وعادَةُ سيفِ الدّوْلةِ الطعنُ في العِدى

لكلْ لمْ رئنْ منْ دهْ رهي ما تعوْ ودا = وعا دَ تُسيْ فدْ دوْ لتطْ طعْ نفلْ عدى

//0 /0 //0 /0 /0 //0 /0 //0 //0 = //0 / //0 /0 /0 //0 /0 //0 //0
3 2 3 2 2 3 2 3 3 = 3 1 3 2 2 3 2 3 3

هذا مطلع القصيدة و هو بيت مصرع و بحر القصيدة هو بحر الطويل

مفتاحه : طويل له دون البحور فضائلٌ == فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن

رقميا = 3 2 3 4 3 2 3 3

سمي بالطويل لأنه أكثر البحور حروفا،وهو تام فلا يرد مجزوءًا ولا منهوكا و قد يرد مشطورا .

ما يطرأ على تفعيلاته :

فعولـن=23 يمكن أن تصبح : فعولـُ = 13 (القبض)
مفاعيـلـن =3 1 ه 2 يمكن أن تتحول إلى :
مفاعِلـن =213 (القبض)
أو إلى : مفاعيلُ= 123 (الكف )
أو إلى: مفاعي (فعولن) =23 (الحذف)

ملاحظة :

لا يجتمع القبض والكف في مفاعيلن أبدا .


========

عروض و ضرب بحر الطويل :

عروض بحر الطويل ترد دائما مقبوضة مفاعلن = 3 1 2 = 3 3

الضرب يأتي :

1 مفاعيلن = 3 2 2

2 مفاعلن= 3 1 2

3 مفاعي= 3 2

-ذكر الأخفش لبحر الطويل ضربا رابعا وهو مفاعيلْ=3 2 ه

-عند الخليل العروض مفاعلن=33 دائما ، والأخفش يجيز أن تزاحف على فعولن=23 .

-قد تدخل علة الخرم على أول البيت فتؤول فعولن= 23 إلى عولن=22 فيقال له أثلم .

-عندما يكون الضرب مفاعي= 23 تقبض فعولن التي قبلها لتصبح فعول =13، وفعولن قبيحة هنا.


المرجع : دروس الأستاذ خشان في العروض ( بتصرف ) .

أرجو أن يكون ما قمت به هو المطلوب .

محمد ذيب سليمان
06-07-2011, 10:31 PM
أرى أن يتم تثبيت الموضوع لما له من أهمية سواء للناقد أو للمتابع

فهو يثري الطرفين ولنتابع ونستفيد من أولي المعرف الأكفاء

شكرا لك أيها الحبيب

عمـــار على هذا الطرح الجميل



أتمنى أن تقتصر المداخلات على أصحاب الرأي وأن نبتعد عن مداخلات المجاملة ونكتفي بالمتابعة والإستفادة

أحمد العميري
06-07-2011, 11:19 PM
ما شاء الله
تقودنا و تسوقنا للعلم طوعا و كرها .. من حيث ندري و لا ندري
طوعا من حيث ندري ... حبا باللغة و الانتفاع و طلبا للمعرفة
و كرها من حيث لا ندري ... يجذبنا الموضوع بجمال سنده و متنه و شرحه
و أرى أنك جئت بالسند و المتن .. و ما على أكابر أساتذتنا إلا الإتيان بالشرح و النفع
من باب الطمع , و حتى يتم السند و يكتمل .. أرى أن نتزود بادئ ذي بدء بلمحة موجزة عن القصيدة و سبب إلقائها و نظمها
و بالشكل اليسير الموجز حتى لا نخرج عن الصلب و ننحرف عن الغاية

أستاذي " عمار "
جعله الله في ميزان حسناتك و نور الله به صحائف أعمالك
بارك الله فيك

تركي عبدالغني
07-07-2011, 02:10 AM
لِكُلِّ امْرِىءٍ مِنْ دَهْـرِهِ مـا تَعَـوّدَا = وعادَةُ سيفِ الدّوْلةِ الطعنُ في العِدى

ايها اجميل تحية إكبار لموضوعك

أنا سأناقض فكرة تقديس القدماء

الصدر كان رائعا
أما العجز فضعيف
كان الأولى أن يتم المتنبي فكرة الحكمة في الصدر
لأنها علاوة على الحكمة فهي تركيب شعري من الطراز الأول إلا أنه أفقدها بريقها بقيمة ليست جميلة تتوارى فيها معاني الإنسانية من جهة ومن جهة أخرى تعكس شكلا عدوانيا أقل موسيقية من الصدر

وكأن المتنبي كان قد رفعني وحلق بي في الصدر فألقاني فجأة دونما تحضير ولا تحذير

عموما يبقى شاعر العرب

وأبرز علم من أعلام الشعر العربي

وتحملوا مداخلتي فأنا حكمت من خلال ذائقتي الخاصة

عمر ابو غريبة
07-07-2011, 06:50 PM
أتفق مع أخي تركي فلا قداسة لشاعر ولا أحد معصوم
ولكلٍّ سقطاته.ولكني أختلف معه في تضعيف عجز المطلع وإن كان دون جمال الصدر وهذا امر شائع.
فمن الواجب علينا إذا أردنا إنصاف الشاعر أن نحيط بطبيعة عصره وموقفه ونفسيته.
فهو يخاطب أميرأً عربياً يحامي عن بلد ثغر مواجه للروم وفي حرب دائمة معهم ناهيك عن الثورات الداخلية من أعراب وغيرهم
وعلاقاته المتوترة مع باقي الإمارات الإسلامية المتناحرة.فكان من الطبيعي أن يمدحه المتنبي بالطعان وقهر العدى فالزمن للسيف
وأجزم أن سيف الدولة لو كان محل الخليفة المأمون المشتهر بالعفو والكرم في عصر مستقر لعدّل المتنبي قوله إلى:
لِكُلِّ امْرِىءٍ مِنْ دَهْـرِهِ مـا تَعَـوّدَا = وعادَةُ سيفِ الدّوْلةِ العفوُ والندى
ولو كان المخاطب خليفةً أموياً لما جرؤ المتنبي على القول:
أجزني إذا أنشدتَ شعراً فإنما=بشعري أتاك المادحون مرددا
ودع كل صوتٍ غير صوتي فإنني=أنا الطائر المحكي والآخر الصدى
إذن لطرده الخليفة على أهون عقوبة مستنكراً عليه لهجته في حضرته.
وعلينا النظر في حالة الشاعر النفسية عند نظم قصيدته فقد كان الرجل هدفاً
لحسد بطانة سيف الدولة من أبي فراس الحمداني وأستاذه ابن خالويه والسري الرفاء
وغيرهم الكثير .وقد أثروا في سيف الدولة فتغير على شاعره المفضل ولذلك قال:
أزل حسد الحساد عني بكبتهم=فأنت الذي صيّرتهم ليَ حُسدا
فالغرض كان رد كيد أعدائه والدفاع عن نفسه ورفع شأنها أمامهم وأمام صديق وممدوحه المنقلب.
ولهذا نراه يستغني عن كل مقدمة ويدخل في الصلب الموضوع منذ المطلع لينتهي أولا من واجب المدح
الروتيني ويفرغ إلى غرضه الأساسي .إذ أنه من غير اللائق أن ينشد الأمير دون التطرق إلى شيئ من مكارمه.
نفسية المتنبي هنا تختلف بالتأكيد عما كان عليه في الحدث الحمراء فالعلاقة مع سيف الدولة في أوجها ولذلك جاء مطلعه هناك
موافقا لهوى الأخ تركي وحسب طلبه:
على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ=وتأتي على قدر الكرام المكارمُ
وأحسب أن هذه الدالية كانت القشة التي قصمت ظهر البعير في علاقة المتنبي بسيف الدولة.وهي وإن تشابهت مع لاميته الشهيرة:
واحر قلباه ممن قلبه شبمُ=ومن بجسمي وحالي عنده سقم
فكلتاهما شكوى من الحساد ولكن المتنبي كان عنيفاً وحاداً هنا بخلاف الميمية التي جاءت حزينة متفجعة مستعطفة لقلب الأمير.
محبتي وتقديري لمن سبقوني من الأخوة وللأستاذ عمار على جهده المتميز

ربيحة الرفاعي
08-07-2011, 01:59 AM
كانت مقدمة وافية تلك التي تفضلت بها الأديبة والشاعرة نادية بوغرارة
وقد كان طيبا ما قرأنا من نقد راقٍ للبيت الأول وتركيبه وتوظيف معانيه وما حمل من قيم

وأظننا نستطيع الآن الانتقال إلى البيت التالي
مع رجائي :-
* أن يقوم أول من يتفضل بمشرطه إليه
بـــتقطيع البيت
والاشارة الى ما فيه من زحاف إن وجد

* أن يقف المداخلون الأفاضل عند كل ما يجدون من
ضرورة شعرية
عسف اللغة والاعراب إن وجد
عيب في توظيف المفردة
ضعف في التركيب
وان يسلطوا أضواءهم الكاشفة على كل ما يلحظون من أمر كان يستحق عناية أو كان ليأتي أفضل او اجمل مما جاء

* أن يقف المداخلون الأفاضل عند كل ما يجدون من
صور بلاغية وشعرية متفوقة
توظيف مميز لمفردة أو معنى
وأن يسلطوا أضواءهم على مواقع الجمال والإبداع في البيت بكل اشكالها

محمد ذيب سليمان
09-07-2011, 12:13 AM
البيت الثاني وهو من البحر الطويل ومفتاح البحر الطويل
طويل له دون البحور فضائل ** فعولن مفاعيل فعولن مفاعلن

والبيت هو
وَإنْ يُكذِبَ الإرْجافَ عنـهُ بضِـدّهِ وَيُمْسِي بمَا تَنـوي أعاديـهِ أسْعَـدَا

و إن يكْ / ذ بل إر جا / ف عن ه / ب ضد د هي ** ** و يم سي / ب ما تن وي / أ عا دي / ه أس ع دا
ب - - / ب - - - / ب - ب / ب – ب – ** ***** ب - - / ب - - - / ب - - / ب - ب -
فعولن ... / مفاعيلن ... / فعولُ .. / مفاعلن ******* فعولن ... / مفاعيلن ... / فعولن / مفاعلن

هذا هو التقطيع التقليدي للبيت الشعري وقد اوضحت هنا كيف يتم تقطيع الكلمات بصورة مفصلة جدا
وأما فيما يلي فسيكون تقطيع الكلمات بطريقة أقل تفصيلا بحيث تكون كل تفعيلة حروفها متصلة

هذا هو البحر الطويل - كما اسلفت الأخت نادية- وتاتي تفعيلاته على الصورة التاليه
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن في كل شطر

وقد رأينا في البيبت هنا زحافا هو القبض
ولنتعلم "" القبض " أولا ثم نطبق عليه
القبض : هو حذف الخامس الساكن وهو الياء من "مفاعيلن " فتصبح " مفاعلن "

والنون من " فعولن " لتصبح "فعولُ " ولا لزوم فيها
وعروضة هذا البحر لا تستعمل تامة بل تقبض دائما أما ضربها فلا لزوم لقبضه

وفي هذا البيت لاحظنا التفعيلة الثالثة في الصدر جاءت على صورة "فعول " اي مقبوضة ولا تلزم الشاعر

وكذلك التفعيلة الرابعة في الصدر (العروضة) والتفعيلة الرابعة في العجز ( الضرب) جاءت على صورة " مفاعلن " مقبوضة وهو السائد وجاءت
مطلقة حيث تماثل كل من الصدر والعجز في القافية وهذا يلزم الشاعر في باقي أبيات القصيدة

مولود خلاف
09-07-2011, 12:53 AM
وأن يُكْذِبَ الإرجافَ عنه بضدّه ويمسي بما تنوي أعاديه أسعدا

الإرجاف: خوض العامة في الإخبار عن الملوك بالسيئ.

لسان العرب:

أَرْجَفَ القومُ إذا خاضُوا في الأَخبار السيئة وذكر الفتَنِ. قال اللّه تعالى: والمُرْجِفُونَ في المَدينةِ؛ وهم الذين يُوَلِّدُونَ الأَخبارَ الكاذبةَ التي يكون معها اضطرابٌ في الناس. الجوهري: والإرْجافُ واحد أَراجِيفِ الأَخْبارِ، وقد أَرْجَفوا في الشيء أَي خاضُوا فيه.

يقول: من عادته أيضاً أن يكذب إرجاف أعدائه عنه بضد ما أرجفوا، فإذا نووا على إيقاع شر به
عاد ما تمنوه عليهم، فيصير هو أسعد من أعدائه. بما نووا عليه. وروى: بما تحوي وتنوي

مولود خلاف
09-07-2011, 01:04 AM
فيما يخص البيت الأول : معنى البيت الأول ليس بالجديد فقد سبقه إليه عدة شعراء نورد منهم مثلا :

قول حاتم الطائي:

ذَرِينِي وَحَالِي إنَّ مَالَكِ وَافِرٌ ==== وكُلُّ امْرِئٍ جَارٍ عَلَى مَا تَعَوَّدا

أو قول الحطيئة:
فَجَاؤُا عَلَى مَا عُوِدُوا وأتَيْتُمُ ==== عَلَى عَادَةٍ، والمَرءُ مِمَّا تَعَوَّدَا

أحمد رامي
10-07-2011, 01:39 AM
المهل المهل
أرى أنكم انتقلتم مسرعين إلى البيت الثاني



تحيتي للأستاذ عمار ولجميع من أدلى بدلوه

ربيحة الرفاعي
10-07-2011, 11:24 PM
المهل المهل
أرى أنكم انتقلتم مسرعين إلى البيت الثاني

تحيتي للأستاذ عمار ولجميع من أدلى بدلوه

لك ما شئت ايها الكريم
ولما كنا قا انتقلنا وانتهى الأمر فلنقل اننا هنا نرحب بأي قول في اي من البيتين الأول والثاني

والأهم ...
ونظرا للظروف القائمة في اليمن الشقيق، واضطرار الرائع عمار الزريقي للتغيب لفترات تطول أحيانا
فليتك تتفضل مشكورا بالمشاركة في إدارة هذه الندوة المفتوحة

دمت بألق

أحمد رامي
10-07-2011, 11:54 PM
يشرفني أنك وثقت بي هذه الثقة التي أرى أني دونها
غير أن المسألة هي مسألة تكليف لا تشريف وأنا أعلم ذلك علم اليقين
وكنت أدعو لأخي الأستاذ عمار بالعون في مهمته
لن أقول قبلت ولكن سأقول لنتعاون جميعا
وحيث أن ظروفي أصعب قليلا من ظروف أستاذنا الزريقي
فلا أجد وقتا كافيا لذاك ... إضافة إلى ضعف النت عندنا بسبب الأحداث الذي
يسبب أحيانا أن أعيد ما كتبت من تعليق مرارا فأغضب وأترك التعليق في أغلب الأحيان
وما أصعب أن يعيد المرء تعليقا فيه شرح واستشهاد ومناقشة أو تحليل
نصحوني أن أنسخ كل ما أكتب ، فوجدت الأمر غاية في الصعوبة مع ذاكرة مهلهلة .
فأقترح أن تديريها أنت يرحمك الله وكلنا إلى جانبك كل حسب ظروفه


تحيتي لك
مع باقة نرجس

نداء غريب صبري
11-07-2011, 04:31 PM
لِكُلِّ امْرِىءٍ مِنْ دَهْـرِهِ مـا تَعَـوّدَا = وعادَةُ سيفِ الدّوْلةِ الطعنُ في العِدى
تقطيعها
//*/* //*/*/* //*/* //*//* //*/ //*/*/* //*/* //*//*
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن = فعولُ مفاعيلن فعولن مفاعلن
وقد جاءت العروضة ( التفعيلة الرابعة ) من صدر البيت مفاعيلن مقبوضة (مفاعلن) لزوما ، وكذلك جاء الضرب مقبوضا أيضا (مفاعلن)
لكن التفعيلة الأولى من العجز جاءت مقبوضة وكان للشاعر برأيي المتواضع أن يتجنب مزاحفتها بدون تأثير على بناء البيت او معناه لو قال وعادات سيف الدولة ...
فهل يمكن أن نقول بأن استخدام عادة أقوى من عادات ؟

شكرا أستاذي عمار الزريقي لموضوع الرائع ومدرستك الشعرية الكبيرة هذه

جزاك الله خيرا

وبوركت

محمد فؤاد محمد
13-07-2011, 04:43 AM
مررت وسأعود إن شاء الله

عمار الزريقي
14-07-2011, 04:03 PM
لك ما شئت ايها الكريم
ولما كنا قا انتقلنا وانتهى الأمر فلنقل اننا هنا نرحب بأي قول في اي من البيتين الأول والثاني

والأهم ...
ونظرا للظروف القائمة في اليمن الشقيق، واضطرار الرائع عمار الزريقي للتغيب لفترات تطول أحيانا
فليتك تتفضل مشكورا بالمشاركة في إدارة هذه الندوة المفتوحة

دمت بألق

أشكر لك هذه المتابعة الكريمة كما أشكر تقديرك لظروفنا التي كما تعلمين يسودها الظلام لأيام متصلة لا ترى النور إلا لواذاً
تحياتي ومودتي أيها الأخت الكريمة.

عمار الزريقي
14-07-2011, 04:08 PM
يشرفني أنك وثقت بي هذه الثقة التي أرى أني دونها
غير أن المسألة هي مسألة تكليف لا تشريف وأنا أعلم ذلك علم اليقين
وكنت أدعو لأخي الأستاذ عمار بالعون في مهمته
لن أقول قبلت ولكن سأقول لنتعاون جميعا
وحيث أن ظروفي أصعب قليلا من ظروف أستاذنا الزريقي
فلا أجد وقتا كافيا لذاك ... إضافة إلى ضعف النت عندنا بسبب الأحداث الذي
يسبب أحيانا أن أعيد ما كتبت من تعليق مرارا فأغضب وأترك التعليق في أغلب الأحيان
وما أصعب أن يعيد المرء تعليقا فيه شرح واستشهاد ومناقشة أو تحليل
نصحوني أن أنسخ كل ما أكتب ، فوجدت الأمر غاية في الصعوبة مع ذاكرة مهلهلة .
فأقترح أن تديريها أنت يرحمك الله وكلنا إلى جانبك كل حسب ظروفه


تحيتي لك
مع باقة نرجس

مرحبا بأخي الشاعر الكريم أحمد رامي
أشكر لك هذا الحضور وأقدر عرضك التعاون في إدارة الموضوع ، مع تقديري لظروفك *
أتمنى لك التوفيق .
مودتي.

الطنطاوي الحسيني
14-07-2011, 06:27 PM
متابعون ولنا مداخلة ان شاء الله تعالى
جزيت خيرا اخي الفاضل الشاعر الجميل الرزيقي المبدع
دمت مبدعا وجزى الله خيرا شعرائناالكرام هنا

عمر ابو غريبة
14-07-2011, 10:45 PM
قبض فعولن شائع في الطويل ولا غبار عليه
واقتراح الأخت نداء موجود في إحدى روايات القصيدة:
وعاداتُ سيف الدولة الطعن في العدى
أما ما قاله الأخ مولود فصحيح ولا يغض من قدر الشاعر
فهو معنى يشبه الحكمة الشائعة بين الناس ولا يعني بأية حال سرقة
أدبية كما تشدد خصوم المتنبي أو شراحه.
لعل من المفيد هنا أن نذكر عطفاً على عدم استحسان العجز من قبل الأخ تركي
أن المتنبي أنشد قصيدته هذه في حضرة سيف الدولة يوم عيد أضحى مهنئاً
فلا غرابة إذن أن يذكر الطعن في يوم نحر بالإضافة إلى ما ذكرناه في موضعه.

الطيب كرفاح
15-07-2011, 09:16 PM
لِكُلِّ امْرِىءٍ مِنْ دَهْـرِهِ مـا تَعَـوّدَا **وعادَةُ سيفِ الدّوْلةِ الطعنُ في العِدى

لقد اهتم المتنبي كغيره من القدماء بمطلع القصيدة فورد مصّرعا وتخير له رويا نطعيا شديد الوقع في الأذن كشدة صوت تقارع السيوف موافقا لتعظيم الممدوح المهتم بشؤون الحرب مع الروم وهذا ما يؤكد ضرورة توافق اللغة الشعرية مع الموقف والمشهد..كما لم يحِد الشاعر في هذا المطلع عن نزعته العقلية فكان الصدر حكمة مفادها أن العادة إذا ترسّخت صارت ماركة مسجلة تميز صاحبها عن غيره وهي فكرة يتقبلها الذهن عموما حتى ولو وُجد هناك استثناء . وهذا التمهيد الحكمي امتطاه أبو الطيب ليوصله إلى مبتغاه وهو مدح سيف الدولة بالعظمة وقهر الأعداء وكان الربط بين شطري البيت منطقيا محكما يتعايش فيه االعقل والوجدان حيث لا يمكن الفصل بين هدوء الشاعر في الصدر أثناء تقرير الحكمة وانفعاله في العجز حين تقديس الخليفة لتقديسه مجاهدة أعداء الدين والأمة.. هذا عن التزاوج والتناسق المحكم بين ما هو فكري وما هو عاطفي في المطلع وبالتأكيد ستكون لهذه الظاهرة بصمتها في الكثير من أبيات الدالية..

ماجد الغامدي
19-07-2011, 01:10 AM
صديقي العزيز عمار

اصبحنا نتمنى المشارط لنكتفي شر السواطير :)

نتابعكم باستمتاع ولكن لم يسعفنا الوقت للإنغماس في عطركم

تحياتي لجميع الأحبة هنا

أحمد رامي
20-07-2011, 04:20 PM
لكل امرئ من دهره ما تعودا ...... وعادة سيف الدولة الطعن في العدى

نلاحظ أنه أخر المبتدأ الذي هو معنيّ بالحكاية إلى آخر الشطر الأول
ثم ابتدأ بها شطره التالي مباشرة ..
الكناية ، والتشبيه الذي حذف أحد طرفيه مع الأداة
وإدخال الـ على الخبر ، وما اسمها وما تفيد ؟؟؟؟؟
كلها تساؤلاتٍ أجوبتها تعلي أو تخفض البيت

فهل من مفصل شيئا من البلاغة ؟

محبتي لكم

هاشم الناشري
20-07-2011, 06:57 PM
لكل امرئ من دهره ما تعودا ...... وعادة سيف الدولة الطعن في العدى

نلاحظ أنه أخر المبتدأ الذي هو معنيّ بالحكاية إلى آخر الشطر الأول
ثم ابتدأ بها شطره التالي مباشرة ..
الكناية ، والتشبيه الذي حذف أحد طرفيه مع الأداة
وإدخال الـ على الخبر ، وما اسمها وما تفيد ؟؟؟؟؟
كلها تساؤلاتٍ أجوبتها تعلي أو تخفض البيت

فهل من مفصل شيئا من البلاغة ؟

محبتي لكم


أخي الشاعر الكبير والناقد الحصيف / أحمد رامي

تحية لك من الفؤاد ، أسئلتك تنم عن علم غزير وفهم
للبلاغة وافر ، وهذا تواضع منك لتنمي فينا الجرأة
وحب المشاركة وطلب الفائدة .

وأستأذنك أخي في الإجابة عن بعض هذه الأسئلة
وسوف أستخدم أظن حتى يصحح لي.

1-الكناية: أظنها كناية عن الشجاعة و الإقدام
حيث ورد لفظ الطعن خبراً عن الممدوح وهو من لوازم
الشجاعة.
2- التشبيه الذي حذف أحد طرفيه هو ( استعارة)
حيث شبّه الممدوح بالسيف أو بالسيف والرمح معا
وحذف المشبّه به وترك المشبّه فتحول التشبيه إلى
استعارة. ويقال :
كل استعارة تشبيه وليس كل تشبيه استعارة.

3- ادخال الـــ على الخبر :
هذه أظنها (لام الجنس). حيث يفيد التعريف بها
إفادة قصر الطعن على الممدوح أو ادعاء مبالغة
لكمال الممدوح.

وهناك ملمح آخر في التعبير بالجملة الاسمية التي
تفيد الثبوت والاستمرار.

واعتذر لكم ولأبي الطيب المتنبي لأنني لست مؤهلاً
للحديث عن مثله.

بارك الله جهودكم ونفع بكم .
ويسعدني توجيهكم وتصحيح إجاباتي .

احترامي ومحبتي لكم وللواحة .

عمار الزريقي
21-07-2011, 03:50 PM
لِكُلِّ امْرِىءٍ مِنْ دَهْـرِهِ مـا تَعَـوّدَا **وعادَةُ سيفِ الدّوْلةِ الطعنُ في العِدى

لقد اهتم المتنبي كغيره من القدماء بمطلع القصيدة فورد مصّرعا وتخير له رويا نطعيا شديد الوقع في الأذن كشدة صوت تقارع السيوف موافقا لتعظيم الممدوح المهتم بشؤون الحرب مع الروم وهذا ما يؤكد ضرورة توافق اللغة الشعرية مع الموقف والمشهد..كما لم يحِد الشاعر في هذا المطلع عن نزعته العقلية فكان الصدر حكمة مفادها أن العادة إذا ترسّخت صارت ماركة مسجلة تميز صاحبها عن غيره وهي فكرة يتقبلها الذهن عموما حتى ولو وُجد هناك استثناء . وهذا التمهيد الحكمي امتطاه أبو الطيب ليوصله إلى مبتغاه وهو مدح سيف الدولة بالعظمة وقهر الأعداء وكان الربط بين شطري البيت منطقيا محكما يتعايش فيه االعقل والوجدان حيث لا يمكن الفصل بين هدوء الشاعر في الصدر أثناء تقرير الحكمة وانفعاله في العجز حين تقديس الخليفة لتقديسه مجاهدة أعداء الدين والأمة.. هذا عن التزاوج والتناسق المحكم بين ما هو فكري وما هو عاطفي في المطلع وبالتأكيد ستكون لهذه الظاهرة بصمتها في الكثير من أبيات الدالية..

أرحب بك أخي الشاعر القديير الطيب كرفاج :
سرني كثيرا حضورك هنا
كما سرني هذا الرد الذي كنت أنوي أن أكتبه بقلمي فسبقتني إليه ، جزيت خيرا .
هناك من قال : إن هناك انحدارا في المنحنى البياني للبيت الأول لأن عجز البيت لا يوازي صدره في القوة ، فتفضلت مشكورا بعرض ما في جعبتي من الرأي حوله . وإني لأراه مكافئا للصدر لأن المقام مقام مدح . ولو كان غير ذلك لسلمنا بما قيل عنه .
أشكرك
وأتمنى لك التوفيق

عمار الزريقي
21-07-2011, 04:23 PM
أظن أنه آن الأوان للانتقال للبيت التالي فما هو إلا امتداد للبيت الأول ولا يمكن دراسته بمعزل عن سابقه.

لكل امرئٍ من دهره ما تعودا = وعادة سيف الدولة الطعن في العدا
وأن يكذب الإرجاف عنه بضده - ويمسي بما تنوي أعاديه أسعدا

شكري وتقديري لكل من تفضل بالمشاركة وإثراء والموضوع
وأرجو المعذرة لانقطاعي المسبب عن الحضور معكم والذي يعزى إلى انقطاع التيار الكهربائي بصورة محبطة ومستمرة ، حيث تعيش صنعاء تحت ظلام دامس منذ أكثر من شهرين

نداء غريب صبري
21-07-2011, 11:19 PM
وأن يكذب الإرجاف عنه بضده - ويمسي بما تنوي أعاديه أسعدا
وأن يك - ذِبِل إرجا - فعنه - بضده - ويمسي - بما تنوي - أعادي هِأسعدا

//*/* //*/*/* //*/ //*//* //*/* //*/*/* //*/* //*//*
فعولن مفاعيلن فعولُ مفاعلن

وها هو شاعرنا يقبض التفعيلة الثالثة من البيت الثاني
وكأنه يقدم قصيدة تكون درسا لمتعلمي العروض
مثلما يقدم في البيت درسا في أصول الصياغة بتدوير الفكرة وتلافي تدوير الجملة


أحسنت اختيار القصيدة التي نبدأ بها دروسنا أخي الشاعر عمار الزريقي
فكل بيت من ابياتها يصلح محاضرة

بوركت

رفعت زيتون
24-07-2011, 10:05 AM
.


ما أجمل وأشهى هذه الوجبات

التي تبدأ بالفاكهة وتنتهي بالشراب اللذيذ

متابعون لكم فلا تهنوا ولا تبخلوا علينا

وعندي اقتراح بعدم تكرار المعلومة

والاسهاب أكثر في الحديث

عن جماليات النصوص

وبلاغتها وقوتها وكذلك تبيان مواضع الضعف بالحجج

وكذلك بالاستشهاد بشواهد أكثر إثراءً للموضوع

وسوف نكون دائما معكم

.

ربيحة الرفاعي
29-07-2011, 01:52 AM
وَأَن يُكذِبَ الإِرجافَ عَنهُ بِضِدِّهِ -- وَيُمسي بِما تَنوي أَعاديهِ أَسعَدا
يكذب الإرجاف بضده، مفندا ومخيبا ما أضمر وتمنى عدوه
وصانعا بما أتوا عكس ما أرادوا، بدلاله قوله في الشطر الثاني أنه يمس اسعد بما ينوي أعاديه
فقد صار ما ينوي أعاديه هنا أداة لجعله سعيدا

والسؤال هنا
أليست يمسي منصوبة بأن؟؟
وكيف تأتي أسعد بمعنى سعيد
أهي صيغة تفضيل ؟ وماذا عن الألف؟

بانتظار مشاركاتكم
لنستفيد

محمود فرحان حمادي
29-07-2011, 09:17 AM
في حلب، وعلى فرسين، في عيد الأضحى
أنشد المتنبي قصيدته هذه، وسيف الدولة الحمداني يمشي الخيلاء بصداها
فالموقف محاط بأمور كبيرة
ولابد من أن تُسمع قعقعة السيوف ولابد للفخر والشجاعة من أن تكون حاضرة بكل معانيها
في البيت الثاني
ان يكذب عطف على الطعن
والارجاف الأخبار الكاذبة المبالغ فيها والكثيرة
ويروى بما تحوي أعاديهِ
والمتنبي يصف حال سيف الدولة في عنفوانه وهو يكذب الارجاف الصادر من أعدائه
فيكذبهم بظفره ونصره بعد أن أشاعوا فشله
وهم ينوون معارضته فيتحككون به فيكون ذلك سببًا لتقدمه في السعادة
لأنه يؤتى الظفر عليهم، ويملك رقابهم، وأموالهم فيصير أسعد مما كان
رمضان كريم ولي عودة تحياتي

محمد البياسي
29-07-2011, 02:19 PM
وَأَن يُكذِبَ الإِرجافَ عَنهُ بِضِدِّهِ -- وَيُمسي بِما تَنوي أَعاديهِ أَسعَدا


المعنى عند العكبري : ( يريد أن أعداءه يُرجفون وهو يكذّبُ إرجافهم بضد ما يقولون.
فهم يرجفون بقصوره: وهو يكذبهم بوفوره، ويرجفون بهزيمته، وهو يكذبهم بظفره
وهم ينوون معارضته فيتحرشون به، فيصير بذلك أسعد، لأنه يظفر عليهم، فيأخذ ما يملكون
ومن روى (تحوي) أراد أنه أملك لما في أيديهم منهم، لأنه متى أراد احتواه واستحقه ) .

معنى البيت رائع

1- يردُّ افتراءهم بضدّه
2 - ويمسي مسروراً بما بيّتوا

صورتان حملتا المعنيين , ولكنْ : هل كان المتنبي موفقاً في هذا البيت ؟ بالطبع لا !

أولاً -
اجتماع ألفاظه كان ركيكاً في الشطر الأول بسبب ( يكذب), مع أن ألفاظه كلَّها لم تكن غريبة ولا وحشية .
وكان بإمكانه أن يقول : ( وأن يدفعَ الإرجافَ عنهُ بضدِّه ) , فهكذا يستقيم البيت من ناحية اللفظ السليم .
ولا يخفى أن لفظ كلمة (يكذب) ركيك , وأن القارئ سيقرؤها أولاً بتشديد الذال , ثم سينتبه إلى أنها خفيفة , ثم سيفكرّ : هل الياء مفتوحة أو مضمومة , وهكذا , مما يجعل الكلمة برأيي تفسد موسيقى البيت ولفظه وتذهب به بعيداً عن معناه في القراءة الأولى .
ولكن : يكذب , أكثر بلاغة , لأن فيها نوعاً من الجناس المعنوي : يكذّبُ الكذبَ
فاختار المتنبي هنا البديعَ , وفضّله على سلامة اللفظ والنطق , وعلى وضوح الصورة .

ثانياً:
عطف مصدر مؤوّل ( وأن يكذب = تكذيبه ) على اسم صريح ( الطعن ) فيه بعض غموض وخاصة :
- أن المعطوف والمعطوف عليه وقعا في بيتين مختلفين , لا في بيت واحد
- أن بين الصريح والمؤوّل اعتراضاً بجار ومجرور
- أن البيت الثاني شابه غموض في المعنى وركاكة في لفظِ كلمةٍ افتتاحية .


مودتي

محمد البياسي
30-07-2011, 06:48 PM
وَرُبّ مُريـدٍ ضَـرَّهُ ضَـرَّ نَفْسَـهُ .... وَهادٍ إلَيهِ الجيشَ أهدى وما هَـدى


قال المعري: " الهاء في (ضره) لسيف الدولة، وفي (نفسه) للمريد
وهادٍ: من قولهم: هديته الطريق. والجيش: نصب بهاد وضرَّه: بمريد.
وأهدى: من الهدية.
يقول: رب إنسان أراد أن يضره، ضر نفسه ! وعاد كيده إليه
وهذا من قوله تعالى: { ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله }" فاطر/43".

أي عاد رميه إليه ، ورب قائد هدى إليه جيشاً، فكأنه بعث إليه هديّة وغنيمة ".

____________

أي : ربّ إنسانٍ أراد أن يضرّه فضرّ نفسه
وربّ قائدٍ يريد أن يهدي جيشه ويقوده إليه لمحاربته ولكن فعلَه لم يكنْ هدىً بل إهداءَ هديةٍ وغنيمةٍ لسيف الدولة
في البيت من البلاغة ما يصل بك إلى حد الذهول
كل كلمة في مكانها , فلا حشوَ غيرَ لازم ولا زيادة
لا كلمة وحشية أو غريبة
لا كلمة تسبب الارتباكَ في النطق لتباعد مخارج حروفها ولا تزاحمَ في الحروف أيضاً من مخرج واحد
وتكرار كلمة هدى واشتقاقاتها كان إبداعاً وقوة ولم يكن ضرورة وضعفاً
فقد أتى بكل لفظ منها بمعنى مستقل بنفسه :
- وَهادٍ : من معاني الهادي في اللغة : الحادي والمتقدم , أي القائد
- هدى : دلَّ وأرشد
- أهدى : من الهدية .

التركيب جمع بين القوة والسلاسة بسبب تناغم الألفاظ وانسجامها وترتيبها ترتيباً محكماً

والإيقاع جاء رائعاً بسبب سهولة الألفاظ وجريانها على اللسان جريان الماء على الصفوان .

ولا يخفى أيضاً ما في البيت من سخرية
لأن هادي الجيش يريد قيادة الجيش لمحاربة سيف الدولة ولكنه يجهل أنه بفعله هذا يسوق إلى سيف الدولة غنيمة .

نداء غريب صبري
30-07-2011, 11:27 PM
والسؤال هنا
أليست يمسي منصوبة بأن؟؟
وكيف تأتي أسعد بمعنى سعيد
أهي صيغة تفضيل ؟ وماذا عن الألف؟

بانتظار مشاركاتكم
لنستفيد

يقول ابن جني في شرح البيت
وكان ينبغي أن يفتح (ياء) (يُمسيْ) لأنه منصوب، ولكنه سكَّن (الياء)، وهو من حَسَنِ الضَّرورات، وقد مضى ذكره.

شكرا لأنكم جعلتمونا نبحث في الشروح

بوركتم

محمد البياسي
30-07-2011, 11:52 PM
يقول ابن جني في شرح البيت
وكان ينبغي أن يفتح (ياء) (يُمسيْ) لأنه منصوب، ولكنه سكَّن (الياء)، وهو من حَسَنِ الضَّرورات، وقد مضى ذكره.

شكرا لأنكم جعلتمونا نبحث في الشروح

بوركتم


هناك شاهد شهير لـ ( تأبط شراً) في تسكين الياء المنصوبة :

سدّدْ خِلالَكَ مِنْ مالٍ تُجمِّعُهُ=حتى تُلاقيْ الّذي كلُّ امرئٍ لاقِ


سكّنَ ياء ( تلاقي ).

وتأبط شراً شاعر جاهلي من الصعاليك .


مودتي

محمد البياسي
30-07-2011, 11:58 PM
وَأَن يُكذِبَ الإِرجافَ عَنهُ بِضِدِّهِ -- وَيُمسي بِما تَنوي أَعاديهِ أَسعَدا
يكذب الإرجاف بضده، مفندا ومخيبا ما أضمر وتمنى عدوه
وصانعا بما أتوا عكس ما أرادوا، بدلاله قوله في الشطر الثاني أنه يمس اسعد بما ينوي أعاديه
فقد صار ما ينوي أعاديه هنا أداة لجعله سعيدا

والسؤال هنا
أليست يمسي منصوبة بأن؟؟
وكيف تأتي أسعد بمعنى سعيد
أهي صيغة تفضيل ؟ وماذا عن الألف؟

بانتظار مشاركاتكم
لنستفيد

هناك شاهد شهير لـ ( تأبط شراً) في تسكين الياء المنصوبة :

سدّدْ خِلالَكَ مِنْ مالٍ تُجمِّعُهُ=حتى تُلاقيْ الّذي كلُّ امرئٍ لاقِ


سكّنَ ياء ( تُلاقي ).

وتأبط شراً شاعر جاهلي من الصعاليك .

و أسعد : صيغة تفضيل , والألف للإطلاق , وأسعدَ : خبر يمسي منصوب .


مودتي

عمار الزريقي
31-07-2011, 02:52 PM
شكرا لكم
لم أكن أعلم أنكم ستبررون تسكين يمسي ، وقد حبست أنفاسي حتى أتيتم بالشواهد
شكرا للأخت نداء والأخ محمد فقد أفدتمونا .
نكتفي بهذا الحد في ما يخص البيت الثاني .
وننتقل إلى البيت الثالث :
ورب مريد ضره ضر نفسه = وهاد إليه الجيش أهدى وما هدى

محمد البياسي
31-07-2011, 02:55 PM
شكرا لكم
لم أكن أعلم أنكم ستبررون تسكين يمسي ، وقد حبست أنفاسي حتى أتيتم بالشواهد
شكرا للأخت نداء والأخ محمد فقد أفدتمونا .
نكتفي بهذا الحد في ما يخص البيت الثاني .
وننتقل إلى البيت الثالث :
ورب مريد ضره ضر نفسه = وهاد إليه الجيش أهدى وما هدى


وَرُبّ مُريـدٍ ضَـرَّهُ ضَـرَّ نَفْسَـهُ .... وَهادٍ إلَيهِ الجيشَ أهدى وما هَـدى


قال المعري: " الهاء في (ضره) لسيف الدولة، وفي (نفسه) للمريد
وهادٍ: من قولهم: هديته الطريق. والجيش: نصب بهاد وضرَّه: بمريد.
وأهدى: من الهدية.
يقول: رب إنسان أراد أن يضره، ضر نفسه ! وعاد كيده إليه
وهذا من قوله تعالى: { ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله }" فاطر/43".

أي عاد رميه إليه ، ورب قائد هدى إليه جيشاً، فكأنه بعث إليه هديّة وغنيمة ".

____________

أي : ربّ إنسانٍ أراد أن يضرّه فضرّ نفسه
وربّ قائدٍ يريد أن يهدي جيشه ويقوده إليه لمحاربته ولكن فعلَه لم يكنْ هدىً بل إهداءَ هديةٍ وغنيمةٍ لسيف الدولة
في البيت من البلاغة ما يصل بك إلى حد الذهول
كل كلمة في مكانها , فلا حشوَ غيرَ لازم ولا زيادة
لا كلمة وحشية أو غريبة
لا كلمة تسبب الارتباكَ في النطق لتباعد مخارج حروفها ولا تزاحمَ في الحروف أيضاً من مخرج واحد
وتكرار كلمة هدى واشتقاقاتها كان إبداعاً وقوة ولم يكن ضرورة وضعفاً
فقد أتى بكل لفظ منها بمعنى مستقل بنفسه :
- وَهادٍ : من معاني الهادي في اللغة : الحادي والمتقدم , أي القائد
- هدى : دلَّ وأرشد
- أهدى : من الهدية .

التركيب جمع بين القوة والسلاسة بسبب تناغم الألفاظ وانسجامها وترتيبها ترتيباً محكماً

والإيقاع جاء رائعاً بسبب سهولة الألفاظ وجريانها على اللسان جريان الماء على الصفوان .

ولا يخفى أيضاً ما في البيت من سخرية
لأن هادي الجيش يريد قيادة الجيش لمحاربة سيف الدولة ولكنه يجهل أنه بفعله هذا يسوق إلى سيف الدولة غنيمة .

ربيحة الرفاعي
05-08-2011, 12:05 AM
في البيت من البلاغة ما يصل بك إلى حد الذهول
كل كلمة في مكانها , فلا حشوَ غيرَ لازم ولا زيادة
لا كلمة وحشية أو غريبة
لا كلمة تسبب الارتباكَ في النطق لتباعد مخارج حروفها ولا تزاحمَ في الحروف أيضاً من مخرج واحد
وتكرار كلمة هدى واشتقاقاتها كان إبداعاً وقوة ولم يكن ضرورة وضعفاً
فقد أتى بكل لفظ منها بمعنى مستقل بنفسه
التركيب جمع بين القوة والسلاسة بسبب تناغم الألفاظ وانسجامها وترتيبها ترتيباً محكماً

والإيقاع جاء رائعاً بسبب سهولة الألفاظ وجريانها على اللسان جريان الماء على الصفوان .

ولا يخفى أيضاً ما في البيت من سخرية
لأن هادي الجيش يريد قيادة الجيش لمحاربة سيف الدولة ولكنه يجهل أنه بفعله هذا يسوق إلى سيف الدولة غنيمة

قراءة للبيت كافية ووافية
أحاطت بجمالياته وبلاغته وتماسكه وذكاء توظيف مفردته وإيقاع الكلم وتناغمه

وتأملا في هاد إليه الجيش أهدى وما هدى، قرأت في تقديم إليه تمكينا من حملها مع أهدى كما مع هادٍ
فهي هاد إليه الجيش (أهدى وما هدى)
وهي هاد أهدى إليه الجيش ( وما هدى)


دمتم بألق

نداء غريب صبري
09-08-2011, 01:50 AM
وَمُستَكبِرٍ لَم يَعرِفِ اللَهَ ساعَةً = رَأى سَيفَهُ في كَفِّهِ فَتَشَهَّدا

هي هنا شهادة بالله خوفا وليست إيمانا
والمستكبر هنا مستكبر عن الايمان بالله
فهل يصح ان نفهم البيت على انه الإستكبار كان أمام الله والخوف كان من سيف الدولة؟

عمار الزريقي
09-08-2011, 03:50 AM
وَمُستَكبِرٍ لَم يَعرِفِ اللَهَ ساعَةً = رَأى سَيفَهُ في كَفِّهِ فَتَشَهَّدا

هي هنا شهادة بالله خوفا وليست إيمانا
والمستكبر هنا مستكبر عن الايمان بالله
فهل يصح ان نفهم البيت على انه الإستكبار كان أمام الله والخوف كان من سيف الدولة؟

أحسنت أختنا الكريمة نداء

البيت امتداد لسابقه
ف(مستكبر) معطوف على (مريد)
أظن أن تساؤلك في محله
فالمستكبرالذي لا يعرف الله في ساشر أوقاته حين يرى سيف الدولة شاهرا سيفه يذعن ويتنازل عن غروره وكبريائه ويعود إلى رشده فيتشهد لأنه يرى الموت عين اليقين .

الطيب كرفاح
25-08-2011, 09:43 AM
أحسنت أختنا الكريمة نداء

البيت امتداد لسابقه
ف(مستكبر) معطوف على (مريد)
أظن أن تساؤلك في محله
فالمستكبرالذي لا يعرف الله في ساشر أوقاته حين يرى سيف الدولة شاهرا سيفه يذعن ويتنازل عن غروره وكبريائه ويعود إلى رشده فيتشهد لأنه يرى الموت عين اليقين .

هذا ما يقصده المتنبي يقينا وكأن الله اتخذ من سيف الدولة آية رعب يقذف بها في قلوب المسكبرين الغاوين كي يرعووا ولنا في هذا المعنى مثل شعبي نصه : "العربي يشهّد غير ليلة الرعد"..ولننظر كيف يواصل الشاعر مدح الخليفة بكل ما يضفي عليه هالة القوة والبطش حتى لايطمع في النيل منه طامع.وهنا يتجلي حقا الدور الذي أداه الشعر قديما ( شعر البلاط طبعا ) كوسيلة من وسائل الحرب النفسية ضد الأعداء من ناحية وكوسيلة ترسيخ أنفاس الحاكم في نفوس الرعية من ناحية أخرى في غياب وسائل الإعلام الحديثة المنوطة بهذه المهمة..

د. سمير العمري
25-08-2011, 08:08 PM
هذا موضوع راق ومفيد حقا ، وأراه فكرة مميزة لتناول نقدي واع في الواحة يمكن أن ينتصر للمنهج النقدي الصائب والمنصف بدون محاباة وبدون تحامل ، وتناول النص لا الشخص ، وبعيدا عن أي تفثيلات فإني أكتفي الآن بالشكر أولا ثم بنقل الموضوع إلى قسم النقد ومتابعته هناك فهو موضوع نقدي بامتياز ومكانه هناك.

أشكر لك أيها الحبيب عمار هذا الجهد والذي أرجو أن يتواصل مع نخبة الأدباء والشعراء والنقاد هنا في أفياء واحة الخير.



تحياتي

د. سمير العمري
27-08-2011, 05:18 PM
لِكُلِّ امْرِىءٍ مِنْ دَهْـرِهِ مـا تَعَـوّدَا = وعادَةُ سيفِ الدّوْلةِ الطعنُ في العِدى
ايها اجميل تحية إكبار لموضوعك
أنا سأناقض فكرة تقديس القدماء
الصدر كان رائعا
أما العجز فضعيف
كان الأولى أن يتم المتنبي فكرة الحكمة في الصدر
لأنها علاوة على الحكمة فهي تركيب شعري من الطراز الأول إلا أنه أفقدها بريقها بقيمة ليست جميلة تتوارى فيها معاني الإنسانية من جهة ومن جهة أخرى تعكس شكلا عدوانيا أقل موسيقية من الصدر
وكأن المتنبي كان قد رفعني وحلق بي في الصدر فألقاني فجأة دونما تحضير ولا تحذير


أنا رأيت في الأمر ما رأيت يا تركي فالعجز جاء باترا للسياق الجميل في الصدر ومفاجئ الوقع وبنظم ركيك.

والحقيقة أنني أرى أن الشطر عادة إما حامل أو محمول أو كليهما ، وهنا جاء الصدر حاملا لعجز أرهقه وألهثه وأفسد رونقه على الأقل في ذائقتي المتواضعة.

ولو كنت مكانه لمهدت للمعنى بإكمال الحكمة ووضع المقارنة ثم طرح هذا المعنى الذي سيكون وقتها جميلا ومبررا.

وردا على توضيح الأخ الحبيب عمر أبو غريبة فإن الأمر هنا ليس رفض العجز فهو ضروري وجميل في سياقه ولكن كأني بالمتنبي تسرع به فأفسد السياق ، ولعلني أجتهد في وضع بديل مقترح هنا بما يوافق ما اقول:


لِــكُـــلِّ امْـــــرِىءٍ مِــــــنْ دَهْــــــرِهِ مـا تَـــعَـــوّدَا=فَإِمَّا سَدادٌ مَا تَعَوَّدَ أَو سُدَى
وَأَكْثَرُ عَادَاتِ المُلُوكِ سَلامَةٌ=وعادَةُ سيـفِ الدّوْلـةِ الطعـنُ فـي العِـدى


تحياتي

نداء غريب صبري
28-08-2011, 02:04 AM
وردا على توضيح الأخ الحبيب عمر أبو غريبة فإن الأمر هنا ليس رفض العجز فهو ضروري وجميل في سياقه ولكن كأني بالمتنبي تسرع به فأفسد السياق ، ولعلني أجتهد في وضع بديل مقترح هنا بما يوافق ما اقول:

لِــكُـــلِّ امْـــــرِىءٍ مِــــــنْ دَهْــــــرِهِ مـا تَـــعَـــوّدَا=فَإِمَّا سَدادٌ مَا تَعَوَّدَ أَو سُدَى
وَأَكْثَرُ عَادَاتِ المُلُوكِ سَلامَةٌ=وعادَةُ سيـفِ الدّوْلـةِ الطعـنُ فـي العِـدى

دخلت إلى هنا لأضع تعقيبا على تعليق لي سابق
ولم يكن في نيتي متابعة الردود او التعقيب عليها

لكن هذا البديل المقترح صعقني بروعته ومنافسته وتفوقه على المتنبي
فما أروعك يا شاعر الزمان

شكرا لك أميرنا

بوركت

نداء غريب صبري
28-08-2011, 02:17 AM
وَمُستَكبِرٍ لَم يَعرِفِ اللَهَ ساعَةً = رَأى سَيفَهُ في كَفِّهِ فَتَشَهَّدا
هي هنا شهادة بالله خوفا وليست إيمانا
والمستكبر هنا مستكبر عن الايمان بالله
فهل يصح ان نفهم البيت على انه الإستكبار كان أمام الله والخوف كان من سيف الدولة؟

فهمت مما قرأت من تعليق على هذه النقطة أني لم انجح بتوصيل فكرتي من كون الإستكبار الذي ذكره المتنبي كان أمام الله والخوف كان من سيف الدولة
فأنا أجد في الصورة ما لا أحب لأني كلما قراتها تذكرت قوله تعالى {لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ..}
ولم تعجبني الصورة لأن الشاعر أوردها في معرض التعبير عن الاعجاب بسيف الدولة وليس استنكارالاستكبار أمام الله والخوف منه

فهل خانت الحكمة المتنبي في هذه الصورة؟

بوركتم

أحمد رامي
28-08-2011, 06:26 AM
، ولعلني أجتهد في وضع بديل مقترح هنا بما يوافق ما اقول:


لِــكُـــلِّ امْـــــرِىءٍ مِــــــنْ دَهْــــــرِهِ مـا تَـــعَـــوّدَا=فَإِمَّا سَدادٌ مَا تَعَوَّدَ أَو سُدَى
وَأَكْثَرُ عَادَاتِ المُلُوكِ سَلامَةٌ=وعادَةُ سيـفِ الدّوْلـةِ الطعـنُ فـي العِـدى

تحياتي

أحسنت أحسنت أحسنت
وأقسم أنك أحسنت أكثر منه


دخلت إلى هنا لأضع تعقيبا على تعليق لي سابق
ولم يكن في نيتي متابعة الردود او التعقيب عليها

لكن هذا البديل المقترح صعقني بروعته ومنافسته وتفوقه على المتنبي
فما أروعك يا شاعر الزمان

شكرا لك أميرنا

بوركت


أعجبني اللقب ، وقد بهرني مثلك البديل وكنت قرأته قبل ذهابي لصلاة الفجر ولم يكن هناك من وقت لأرد عليه
ولما عدت وجدتك سبقتني .




فهمت مما قرأت من تعليق على هذه النقطة أني لم انجح بتوصيل فكرتي من كون الإستكبار الذي ذكره المتنبي كان أمام الله والخوف كان من سيف الدولة
فأنا أجد في الصورة ما لا أحب لأني كلما قراتها تذكرت قوله تعالى {لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ..}
ولم تعجبني الصورة لأن الشاعر أوردها في معرض التعبير عن الاعجاب بسيف الدولة وليس استنكارالاستكبار أمام الله والخوف منه

فهل خانت الحكمة المتنبي في هذه الصورة؟

بوركتم



أنت في عقر دار الصواب ، وهذا ما رمى إليه ذلك الثعلب .

تحيتي ومحبتي للجميع


:0014::0014:

عمار الزريقي
31-08-2011, 03:15 PM
ألم يأن أن ننتقل إلى البيتين التاليين :
هُوَ البَحْرُ غُصْ فيهِ إذا كانَ ساكنـاً = على الدُّرّ وَاحذَرْهُ إذا كان مُزْبِـدَا
فإنّي رَأيـتُ البحـرَ يَعثُـرُ بالفتـى = وَهذا الذي يأتـي الفتـى مُتَعَمِّـدَا

شكري وتقديري لكل من شرفونا بمداخلاتهم الطيبة
وأخص الأستاذذ الدكتور سمير العمري .

تقبلوا تحياتي
عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير

عمار الزريقي
31-08-2011, 04:00 PM
هُوَ البَحْرُ غُصْ فيهِ إذا كانَ ساكنـاً = على الدُّرّ وَاحذَرْهُ إذا كان مُزْبِـدَا
فإني رأيت البحر يعثر بالفتى = وهذا الذي يأتي الفتى متعمداً
البيتان متلازمان ، لاعتقادي أن البيت الثاني يصعب تناوله بمعزل عن سابقه ، لذا سنتناولهما كوحدة واحدة .

لعل أهم ما شدني في هذا السياق هو أن العرب تقول (عثر الدهر بفلان) إذا أصابه بنكبة ومعنى يعثر بالفتى بهلكه عن غير قصد لأن العثرة بالشيء لا تكون عن قصد .
فهل هذا المعنى هو ما أراد المتنبي إسقاطه على سيف الدولة في البيت؟؟ .

الطنطاوي الحسيني
02-09-2011, 05:47 PM
اخواني الافاضل في هذا الجو الاخوي الجميل
والشعري الاصيل كل عام وانتم بكل خير ورحمة ونصر
اما ما سأل عنه شاعرنا الكبير الزريقي
اقصد ان المقصود من البيتين حسب فهمي القاصر
أن سيف الدولة كالبحر هادئا وثائرا
فلا تسأله شيئا او تتحدث اليه بشيئ الا في ساعات صفوه وهدوئه
وحذاري من ساعات غضبه وثورته الواجب الابتعاد عن هذه المواطن لآنه يفور ويصل لمن يغضب عليه (الفتى)
هذا مبلغ علمي ولم أكن متابعا فصححوني ان اخطأت
كل عام وانتم بكل خير ورحمة وبركة

ربيحة الرفاعي
22-12-2011, 03:23 AM
نعود بهذا الموضوع للمقدمة
عله يجد من شعراء الواحة ما ينفع ويمتع

تحيتي

عمار الزريقي
22-12-2011, 01:39 PM
كتبت كثيرا حول هذا الموضوع في مذكراتي الورقية ولم أجد فرصة لطباعتها هنا
بل لم أجد فرصة لدخول النت إطلاقا فقد ألفنا الحياة بدون كهرباء

يسعدني تفاعلكم كثيرا

لكم مودتي

ربيحة الرفاعي
22-12-2011, 09:08 PM
هُوَ البَحْرُ غُصْ فيهِ إذا كانَ ساكنـاً = على الدُّرّ وَاحذَرْهُ إذا كان مُزْبِـدَا
فإني رأيت البحر يعثر بالفتى = وهذا الذي يأتي الفتى متعمداً

الغوص إمعان في الولوج لا يتأتى إلا عن يقين من طمـأنينة ونجاة، وفي اختيار المفردة هنا ذكاء توظيف، يقول فيه الشاعر أن هدوء سيف الدولة ورضاه، علامة أمن ودليل أمان ليأتيه المؤمل الخير عنده واثقا مطمئنا
وفي اختيار البحر محورا للصورة انتقائية واعية لما يحمل هذا الرمز من دلالات كلها متصل بالصورة التي أراد رسمها لنافع كريم في رضاه مانع مهلك في غضبته على من عاداه

يحيى سليمان
30-12-2011, 10:11 PM
لمن هذان البيتان أختي الشاعرة المكرمة والقريبة ربيحة

يحيى سليمان
30-12-2011, 10:43 PM
المتنبي فعلا هو مجنون
أحب هذا الرجل كان بصيرا

ذكي تظنيه طليعة عينه *** يرى قلبه في يومه ما ترى غدا

ربيحة الرفاعي
31-12-2011, 04:24 AM
لمن هذان البيتان أختي الشاعرة المكرمة والقريبة ربيحة

هي ذاتها قصيدة المتنبي " لكل امريء من دهره"

وليتك تشاركنا إعمال مشرطك في الأبيات التالية

صبري الصبري
24-01-2012, 07:58 AM
جزاكم الله خيرا أخي عمار
لكم التحية والمحبة

نداء غريب صبري
12-02-2012, 12:21 AM
سبحان الله
أما زلتم في هذه القصيدة

فكرت في غيابي ان الكثير من القصائد دخلت تحت مشارط شعراء واحتنا

وهذا ايضا من حسن حظي

بوركتم

عمار الزريقي
15-03-2012, 12:26 PM
سبحان الله
أما زلتم في هذه القصيدة

فكرت في غيابي ان الكثير من القصائد دخلت تحت مشارط شعراء واحتنا

وهذا ايضا من حسن حظي

بوركتم

عودة حميدة
ما زلنا ننتظر مشاركات الكرام كرام الواحة

مكي النزال
15-03-2012, 12:34 PM
عودة حميدة
ما زلنا ننتظر مشاركات الكرام كرام الواحة

تنتظرون ماذا؟
قصائد تنقدونها؟

عمار الزريقي
15-03-2012, 12:44 PM
تَظَلّ مُلُـوكُ الأرْض خاشعَـةً لَـهُ تُفارِقُـهُ هَلْكَـى وَتَلقـاهُ سُجّـدَا
وَتُحْيي لَهُ المَـالَ الصّـوَارِمُ وَالقَنَـا وَيَقْتُلُ مـا تحيـي التّبَسّـمُ وَالجَـدَا

من له بفك مفردات هذين البيتين؟؟
هل قصد المتنبي أن ملوك الأرض إن أدبرت عن سيف الدولة هلكت وإن أقبلت إلأيه سجدت؟؟
أهذا مدح أم قدح؟؟؟
ألا يجدر بالكريم أن يحسن إلى من يقبل إليه ويكرمه؟؟

ثم كيف تحيي له المال الصوارم والقنا؟؟
وكيف يقتل ماتحيي التبسم والجدا؟؟

د. سمير العمري
15-03-2012, 06:11 PM
تَظَلّ مُلُـوكُ الأرْض خاشعَـةً لَـهُ تُفارِقُـهُ هَلْكَـى وَتَلقـاهُ سُجّـدَا
وَتُحْيي لَهُ المَـالَ الصّـوَارِمُ وَالقَنَـا وَيَقْتُلُ مـا تحيـي التّبَسّـمُ وَالجَـدَا

من له بفك مفردات هذين البيتين؟؟
هل قصد المتنبي أن ملوك الأرض إن أدبرت عن سيف الدولة هلكت وإن أقبلت إلأيه سجدت؟؟
أهذا مدح أم قدح؟؟؟
ألا يجدر بالكريم أن يحسن إلى من يقبل إليه ويكرمه؟؟

ثم كيف تحيي له المال الصوارم والقنا؟؟
وكيف يقتل ماتحيي التبسم والجدا؟؟


الحقيقة أن هذين بيتان رائعان في التصوير وفي المعنى.

هنا أراد المتنبي مدح سيف الدول حد المبالغة فقال في البيت الأول أنه الملك المهاب المطاع فكل ملوك الأرض تخشع له وتنحني في حضرته سجدا (مبالغة في وصف الخضوع) ، وأما من أراد التمرد عليه وعدم الخضوع فلا تكون المفارقة طوعية ومتاحة بل يكون جزاء كل من قرر المفارقة تمردا أن يفارق بالقتل بسيفه هالكا.

وأما البيت الثاني فقصد فيه أنه يحصل على المال غنائم من ضرب الصوارم والقنا دليلا على كثرة إقباله على الضراب وكثرة انتصاراته بها ، ويقتل أي يفني ويضيع هذا المال الذي أحياه بالسيوف تبسم الطالبين استجداء وأملا فهو الذي لا يرد طالبا دليلا على منتهى كرمه.

بذا كان المدح يتعلق بشجاعة سيف الدولة وعلو مكانته وهيبته التي يفرضها على الجميع بكرمه حين لا يرد سائلا وبسطوته حين يفتك بمن يخالفه أو حتى يفكر أن يفارقه تمردا وبكثرة انتصاراته في الحروب وبكثرة ماله الذي يكسبه ، فهو المهاب الشجاع الأبي الكريم الغني كما وصفه في هذين البيتين.

طبعا روعة البيتين يأتي أيضا من البناء القوي بسبك متين وتصوير بليغ قال الكثير من فنون المدح غير المبتذل.


تحياتي

عمار الزريقي
15-03-2012, 07:48 PM
الحقيقة أن هذين بيتان رائعان في التصوير وفي المعنى.

هنا أراد المتنبي مدح سيف الدول حد المبالغة فقال في البيت الأول أنه الملك المهاب المطاع فكل ملوك الأرض تخشع له وتنحني في حضرته سجدا (مبالغة في وصف الخضوع) ، وأما من أراد التمرد عليه وعدم الخضوع فلا تكون المفارقة طوعية ومتاحة بل يكون جزاء كل من قرر المفارقة تمردا أن يفارق بالقتل بسيفه هالكا.



وأما البيت الثاني فقصد فيه أنه يحصل على المال غنائم من ضرب الصوارم والقنا دليلا على كثرة إقباله على الضراب وكثرة انتصاراته بها ، ويقتل أي يفني ويضيع هذا المال الذي أحياه بالسيوف تبسم الطالبين استجداء وأملا فهو الذي لا يرد طالبا دليلا على منتهى كرمه.




شكرا استاذنا الفاضل د سمير العمري

أليس هذا تأصيلا لثقافة القهر والاستعباد والإقصاء والتنكيل بكل من يعارض أو يخالف في الرأي ؟؟؟
ألا يعد هذا تمجيدا لثقافة الغطرسة والاستعلاء وتكريسا لسيكولوجيا السيطرة والانصياع التي يحفل بها مجتمعنا الشرقي؟؟
كيف لنا أن نمجد الثورة ونحمد ثقافتها في ظل هذا التأصيل؟؟


هل لنا ان نقول ان ما ورد في البيت الثاني يعد أيضا تمجيدا لثقافة الفيد والنهب وقانون الغاب؟؟
دمتم

د. سمير العمري
15-03-2012, 10:44 PM
أضحك الله سنك أيها الحبيب! إنما شرحت معنى البيتين كما وردا ولم أؤيد المتنبي فيما قال بل لقد رأيته كما أراه دوما مبالغا في المدح بقدر ما ينال من أجر.

والأمر كما وصفته أنت فيه التعالي وفيه الصلف والإقصاء والتنكيل بالعباد وفيه قانون الغاب ، ولكن ربما علينا أن نتفهم اختلاف الظرف في حينه باعتباره قانونا آخر كان يحكم الحياة في حينه ، ولكن هذا لا يبرر أن المدح هذا يمثل بشكل أو بآخر ذما للمنهج.

تحياتي

رياض بن يوسف
02-04-2012, 04:52 PM
أليس هذا تأصيلا لثقافة القهر والاستعباد والإقصاء والتنكيل بكل من يعارض أو يخالف في الرأي ؟؟؟
ألا يعد هذا تمجيدا لثقافة الغطرسة والاستعلاء وتكريسا لسيكولوجيا السيطرة والانصياع التي يحفل بها مجتمعنا الشرقي؟؟
كيف لنا أن نمجد الثورة ونحمد ثقافتها في ظل هذا التأصيل؟؟


هل لنا ان نقول ان ما ورد في البيت الثاني يعد أيضا تمجيدا لثقافة الفيد والنهب وقانون الغاب؟؟
تحية أخوية

المقصود بملوك الأرض هنا قادة الروم و البيزنطيين خاصة فقد كانت معظم معارك سيف الدولة معهم و الذي يراجع سيرة حياته يدرك أنها سلسلة طويلة من المعارك مع الروم و البيزنطيين و شعر المتنبي يحفل بالإشارة إلى ذلك و حتى إلى الأسماء كالقائد الرومي الدمستق الذي سخر منه في قصيدته الشهيرة " على قدر أهل العزم" التي خلد بها معركة الحدث.و أغلب معارك سيف الدولة مع الروم انتهت بانتصاره كما واجه غير الروم كالأكراد و الأتراك و حتى القرامطة ، حفاظا على حدود دولته أو توسيعا لها أحيانا..و المقصود بالمال الذي تحييه الصوارم و القنا هو ما نسميه غنائم الحرب.
أعتقد أن وضع النص في سياقه التاريخي يساعدنا على فهم أفضل للشعر.
مدتي الأخوية للجميع

د. سمير العمري
14-04-2012, 08:35 PM
تحية أخوية

المقصود بملوك الأرض هنا قادة الروم و البيزنطيين خاصة فقد كانت معظم معارك سيف الدولة معهم و الذي يراجع سيرة حياته يدرك أنها سلسلة طويلة من المعارك مع الروم و البيزنطيين و شعر المتنبي يحفل بالإشارة إلى ذلك و حتى إلى الأسماء كالقائد الرومي الدمستق الذي سخر منه في قصيدته الشهيرة " على قدر أهل العزم" التي خلد بها معركة الحدث.و أغلب معارك سيف الدولة مع الروم انتهت بانتصاره كما واجه غير الروم كالأكراد و الأتراك و حتى القرامطة ، حفاظا على حدود دولته أو توسيعا لها أحيانا..و المقصود بالمال الذي تحييه الصوارم و القنا هو ما نسميه غنائم الحرب.
أعتقد أن وضع النص في سياقه التاريخي يساعدنا على فهم أفضل للشعر.
مدتي الأخوية للجميع

أشكرك أيها الفاضل الكريم على التوضيح ، ولا أحسب أن هذا المعنى غاب عن بال الحبيب عمار ، وهو بالتأكيد لم يغب عن بالي ، ولكن هناك وجه آخر رصده شعر المتنبي وحقائق التاريخ فالصورة ليست مثالية ولا يجوز بحال أن نغض الطرف عن خطايا قائد لأنه فعل بعض حسنة أو حسنات ، أو نفعل كما في هذه الأيام حين بات عدم الإكثار من الخطايا وحده كافيا للتهليل للحاكم ومدحه بأنه الأفضل والأجدر والأعدل.

وفي هذا السياق دعني أقول بأن الحسنات هي مثل الشهد والخطايا هي مثل السم ، والحسنات قد يذهبن السيئات ولكن الخطايا هي مثل السم الزعاف نقطة واحدة منه تكفي لتسميم نهر من عسل.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

هائل سعيد الصرمي
01-05-2012, 06:05 AM
ما أعرفه أن المتنبي دخل على سيف الدولة في الظهيرة وهو ممتد على فراشه فأنشده الشطر الأول
لكُلِّ امْرِىءٍ مِنْ دَهْـرِهِ مـا تَعَـوّدَا
قال له سيف الدولة لو أكملت الشطر الثاني لقطعت عنقك
فقال المتنبي إنما أردت أن أقول: وعادَةُ سيفِ الدّوْلةِ الطعنُ في العِدى
قال له ما كنت تريد ذلك , فما هذا وقت طعن ولا طعان إنما كنت تريد أن تقول :
وعادة هذا البغل أن يتمددا
قال المتنبي ما أشد فرستك وألمح بديهتك
وأتمها قصيدة
والله أعلم بصحة هذه الرواية

ربيحة الرفاعي
03-02-2013, 08:39 AM
هذا ميدان لخيل الشعراء تعدو على مساحات مفتوحة من قصائد المبدعين

فأين الصولات التي ننتظر يا فرسان الشعر

فاتن دراوشة
15-02-2013, 10:50 PM
ذَكِــــــــــــــــــيٌّ تَــــظَــــنّـــــيـــــ هِ طَــــلــــيـــــعَـــــة ُ عَــــــيْــــــنِـــــــ هِ
يَـــــرَى قَــلــبُــهُ فــــــي يَـــوْمِـــهِ مــــــا تــــــرَى غَــــــدَا
وَصُــــــــــولٌ إلـــــــــــى الـمُـسْـتَــصْــعَــبــا تِ بــخَـــيْـــلِـــهِ
فــلَـــوْ كـــــانَ قَـــــرْنُ الــشّــمــسِ مــــــاءً لأوْرَدَا
لـــذلــــك سَــــمّــــى ابــــــــنُ الــدُّمُــســتُــقِ يَــــوْمَــــهُ
مَــــمَـــــاتـــــاً وَسَـــــــمّــــــــاهُ الـــدُّمُــــســــتُــــ قُ مـــــــوْلِــــــــدَا

ذكيٌّ تظنّيه طليعة عينه ... يرى قلبه في يومه ما ترى غدا

تظنيه: أصله تظننه، وهو تفعُّل من الظن، وتظنيه: مبتدأ: وطليعة عينه: خبره، والجملة: صفة لذكي.
يقول: هو ذكي يعرف الأمر قبل موقعه، فكأن ظنه طليعة لعينه، فهو يرى بقلبه اليوم ما تراه أيها الإنسان بعينك غدا.

وصولٌ إلى المستصعبات بخيله ... فلو كان قرن الشّمس ماءً لأوردا

روى: المستصعبات بالكسر، والفتح. والكسر: على أنه من الفعل اللازم، استصعب: أي صعب. والفتح: من قولك استصعبت الأمر: وجدته صعباً.
يقول: لا يتعذر عليه ما يريده، حتى لو كان قرن الشمس ماء لأورد خيله منه.

لذلك سمّى ابن الدّمستق يومه ... مماتاً، وسمّاه الدّمستق مولداً

الهاء في يومه لابن الدمستق، وفي سمّاه لليوم، وقوله: لذلك إشارة إلى البيت الذي قبله: أي أنه أسر ابن الدمستق، لأنه يصل إلى كل أمر صعب بخيله، فسمى ابن الدمستق اليوم الذي أسر فيه مماتاً؛ لأنه دنا من الموت، ويئس من الحياة، وسمّاه أبوه: مولداً؛ لأنّه قد نجا من القتل والموت، فكأنه ولد في ذلك اليوم، أو كأنه عاد إلى الدنيا، بعد أن خرج منها.



في هذه الأبيات نرى الشّاعر يبرز أهمّ وأسمى خصال سيف الدّولة وهي الصّفة التي يراها الميزة الأهمّ للقائد النّاجح
فهو يجده ذكيّا، ويأتي بصورتين رائعتين تؤكّدان صفة الذّكاء، فظنّه الذي لا يخيب بالأمور وبالنّاس هو طليعة عينه الثّاقبة
التي تميز الخبيث من الطيّب، والغثّ من السّمين، كما وأنّ لديه نظرة مستقبليّة ثاقبة لما ستكون عليه الأمور، وهذه المزايا
تنسب إليه الفراسة والبصيرة الحيّة ورجاحة العقل، والتعقّل والحكمة مجتمعة معًا، وبذلك نراه في عين واصفه المتنبّي
قائدا مثاليا ناجحا لا يعرف المستحيل طريقه إلى عزمه وإصراره.
ونراه في البيت التّالي يؤكّد ما وصف به سيف الدّولة من خلال الإتيان بمثال حيّ على قهر الصّعاب وتذليل العقبات
وتحقيق أصعب الغايات وأبعدها منالا، فخيله يمكنها أن ترد الماء ولو كانت نبع الماء تقع على قرن الشّمس التي لم يستطع
غيره وصولها، فهو قاهر المستحيل، لا يؤمن بأنّ المستحيل قادر على قهر عزمه.
والثّقة الطّاغية بالنّفس، لا يمكنها أن تنبع من شخص ضعيف، بل هي ثمرة قوّة نابعة من فهم عميق للأمور، وحكمة هائلة
وذكاء شديد.
ثمّ يأتي المتنبّي بعد هذه الصّورة الشّعريّة التي وصفت القدرة والقوّة التي وهبها الذّكاء والتبصّر لسيف الدّولة
بمثال حيّ من الواقع ألا وهو انتصاره على الدّمستق بأسر ابنه، فالإبن يعي حجم العار والمُصاب والهزيمة
ويرى بأسره موتا له، لكونه جلب الذلّ والضّعة له ولوالده ولشعبه. في حين يراه الأب بعين الأب العمياء أنّه نجاة من الموت
لكون ابنه لم يُقتَل.
وهنا نرى الحكمة تعود لتأخذ مساحة في أبيات القصيدة، من خلال التّحليل الحكيم للواقعة.

ربّما يكون المتنبّي قد بالغ بشدّة فيما رمى إليه من خلال أبياته، ومن خلال تمجيد ورفع قيمة سيف الدّولة القائد.
لكنّه من خلال هذه الأبيات وضع أسسا هامّة للشّخصيّة القياديّة، فالقائد المثاليّ الذكيّ والحاذق والمتبصّر والواعي
لما يدور حوله، والمحلّل لشخصيّة محاوره، والذي لا يؤمن بالمستحيلات واليأس، هو ذلك القائد القادر على تحقيق
النّصر لشعبه، والأخذ بأيدي أمّته إلى برّ الأمان.
وقد رأينا العديد من القادة الذين تميّزوا بالحنكة والدّهاء ونفاذ البصيرة ممّن تركوا على صفحات التّاريخ بصمات لم ولن تُمحى.

ربيحة الرفاعي
28-02-2013, 07:44 PM
سَرَيْتَ إلى جَيحانَ من أرْضِ آمِدٍ = ثَلاثاً، لقد أدناكَ رَكضٌ وَأبْعَدَا
يقول ابن جني في تفسير البيت أن جيحان نهر ويفسر البيت على أن مراده "أدناك سيرك من النهر وأبعدك من آمد " وهو قول يجعل البيت ضعيف المعنى فكل من سار من موضع إلى موضع ذاك وصفه كما يرى الواحدي، ولذا فهو ينطلق في تفسير البيت من قول الشاعر "ثلاثا" ويجعل المفردة القائم الرئيس يحمل الفكرة فيقول "وصلت إلى جيحان بسيرك ثلاثاً من أرض آمد وهذه مسافة لا يقطعها أحد بسري ثلاث"
وفي "أدناك ركض" أي أدناك من جيحان "وأبعدا" أي أبعدك عن آمد ما يدْعم قول الواحدي ويدعّم جمالية البيت بتوظيف عجزه في بيان مراد الشاعر من صدره

فاتن دراوشة
16-03-2013, 09:17 AM
تشتاق هذه السّاحة لهمّة صاحبها

تُرى أين هو مشرطك البهيّ أخي عمّار

ليتك تعود إلى متابعة هذه المساحة الرّائعة

وليت الأخوة فرسان النّقد يساهمون في إتمام هذا العمل المتميّز بجهودهم

محبّتي لكم جميعا وبوركت مشارطكم المبدعة

خليل حلاوجي
03-07-2013, 10:29 PM
أكل هذا الإبداع ... هنا ... مسطور


ونحن عنه : غافلون ؟

فاتن دراوشة
18-07-2013, 02:38 PM
نعم أستاذي خليل مشروع أدبيّ رائع خذله صاحبه وأغمضت عنه عيون من بوسعهم نصرته

ليته يجد من يتمّمه ويتابعه لتعميم الفائدة

مودّتي

نداء غريب صبري
06-11-2013, 12:56 AM
متى يعود هذا الموضوع الرائع لنشاطه؟

كنا مستمتعين ومستفيدين بمتابعته

بشار عبد الهادي العاني
07-11-2013, 12:12 AM
متى يعود هذا الموضوع الرائع لنشاطه؟

كنا مستمتعين ومستفيدين بمتابعته

دعوة جميلة , لكل الإخوة للمشاركة في هذا الموضوع , فما رأيكم دام فضلكم ؟
أنتظر التشجيع , لكي نتابع الموضوع ..
تحيتي وتقديري....

ربيحة الرفاعي
08-11-2013, 02:57 PM
الموضوع مفتوح لإبداعكم أدباء الواحة
وغياب الشاعر عمار الزريقي لا يعني إغلاقه بأي حال
فلنعد إحياءه معا

ولنواصل من حيث وقف الصحب
فهل من مضيف جديدا؟

محمد حمود الحميري
24-07-2014, 09:41 PM
لِكُلِّ امْرِىءٍ مِنْ دَهْـرِهِ مـا تَعَـوّدَا = وعادَةُ سيفِ الدّوْلةِ الطعنُ في العِدى

ايها اجميل تحية إكبار لموضوعك

أنا سأناقض فكرة تقديس القدماء

الصدر كان رائعا
أما العجز فضعيف
كان الأولى أن يتم المتنبي فكرة الحكمة في الصدر
لأنها علاوة على الحكمة فهي تركيب شعري من الطراز الأول إلا أنه أفقدها بريقها بقيمة ليست جميلة تتوارى فيها معاني الإنسانية من جهة ومن جهة أخرى تعكس شكلا عدوانيا أقل موسيقية من الصدر

وكأن المتنبي كان قد رفعني وحلق بي في الصدر فألقاني فجأة دونما تحضير ولا تحذير

عموما يبقى شاعر العرب

وأبرز علم من أعلام الشعر العربي

وتحملوا مداخلتي فأنا حكمت من خلال ذائقتي الخاصة

أنا لست مؤهلاً للحديث هنا

ولكني أستطيع القول بأنني وَجدتُ الصَّدرَ هنا رائعًا ، وأروع من صدر المتنبي .
فهل ثمة عجزٍ هنا ؟:002:
بالتأكيد .. لا
إذن :
فلماذا تركتم الموضوع مفتوحًا أعلام الواحة ؟!!!!!!!!!!!
كنتُ هنا أحلق فألقيتموني فجأة دونما تحضير ولا تحذير .. تمامًا كما فعل المتنبي .

مثلي كجائع وقع على مائدة دسمة ، وبينا هو يأكل بشراهة فُجع ببقية الصحاف فارغة .
فعلًا لقد وجدتُ قمة المتعة هنا ، ولكنها لم تكتمل .
أتمنى من السادة أعلام الواحة مواصلة الموضوع لما فيه من الفائدة للكاتب والقرئ على حد سواء .

محمد محمد أبو كشك
14-03-2015, 12:23 PM
طبعا الفكرة ممتازة فعلنا نوقظ هذه النافذة الرائعة

محمد محمد أبو كشك
14-03-2015, 12:27 PM
طيب هل أقترح قصيدة نضعها تحت المشرط حيث غاب صاحب النافذة فأستأذنكم في ايقاظها حتى يعود ان شاء الله
انا شخصيا أحب الشعر التاريخي القديم ويطرني جدا شعراء الأندلس فما رأيكم في ابن زيدون؟
طيب طالما قلت ابن زيدون فلعلكم خطر ببالكم ما خطر ببالي هيا :

أ
أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا، وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ، حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدهر آمينَا
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛ وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا، فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم، هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا
كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه، وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا
نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا، يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا
حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَتْ سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا
إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛ وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ً قِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما كُنْتُمْ لأروَاحِنَ*ا إلاّ رَياحينَ*ا
لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛ أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!
وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاً مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا
وَاسألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟
وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة ً مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا
رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا
أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجهُ مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا
إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّة ً، تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا
كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته، بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا
كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ، زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا
ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً، وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟
يا رَوْضَة ً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا
ويَا حياة ً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا، مُنى ً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا
ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِهِ، في وَشْيِ نُعْمَى ، سحَبنا ذَيلَه حينَا
لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً؛ وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا
إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَة ٍ، فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا
يا جنّة َ الخلدِ أُبدِلنا، بسدرَتِها والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا
كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا، وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا
إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا
سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا، حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا
لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا
إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ تلقينا
أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا
لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا
وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ، لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا
نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً، فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا
لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا
دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً، فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا
فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا
وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه، بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا
أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً، فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا
وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا
إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا

محمد محمد أبو كشك
14-03-2015, 12:33 PM
إذا أخذنا البيت الأول كما أحب صاحب النافذة فلا يمكن ان نغفل براعة الاستهلال الزيدونية
لا يمكن ان نغفل الطباق الرائع بين معظم كلمات البيت,,,التنائي التداني ,,لقيانا ,,تجافينا
لا يمكن ان نغفل حسن اختيار البحر البسيط
التصريع الرائع
المقابلات
المقارنات بين الحالين التلاقي والتنائي
تقريرية البيت وصوغه في الزمن الماضي بدءً بأضحى
فالشاعر استعمل اسلوبا يناسب ذهنا خاليا فلم يحتج لقسم ولا لتوكيد
نشعر بعنصر الترصيع ايضا في البيت
التقديم والتأخير للاهتمام مثلا في ناب عن طيب لقيانا تجافينا تشعر بانه اخر الفاعل وراء شبه الجملة ليبين اهتمامه وشغفه بما قدمه في شبه الجملة وابعاده ولو لحظيا للفاعل وهو تجافينا
واعجبني جدا انه لم يتهم المحبوبة بالتجافي وحدها بل قسم المشكل على الطرفين قائلا : تجافينا
الالفاظ كانت خيالية راااااااااائعة
تدانينا,,تجافينا,,ناب عن ,,اضحى ,,,بديلا ,الخ
هل افتقد البيت الخيال ,,لا بأس صبرا انه ابن زيدون ولابد يعوضنا في قادم الابيات

انتظر التالي من اساتذتي اما معقبا او مختارا بيتا تاليا

محمد محمد أبو كشك
15-03-2015, 06:17 PM
البيت الثاني امتلأ جناسا في نظري وكم احب ذلك
تعال نفتش فيه
صبح....صبحنا
حان ....حين
ومن ناحية اللفظ نراه استعمل ألا الاستفتاحية للتنبيه الى فكرته البديعة
كما نرى انه جاء بقد ليؤكد الصورة قبل الفعل الماضي
انظر الى البيان والتشبيه البليغ في صبح البين
صبحنا استعارة مكنية جميلة

وامتد خيال الشاعر في استحضاره ل صبح البين وللداعي

محمد محمد أبو كشك
15-03-2015, 06:19 PM
ننتظر من يقوم بمشرطه معنا يا جماعة هلموا لا تتركوني وحدي وأخص باللدعوة الاستاذة ربيحة حيث كانت اول من دعاني هنا الى الموضوع هلموا يا جماعة

محمد محمد أبو كشك
15-03-2015, 06:24 PM
أذكر حيث اننا نحلل الان قصيدة ابن زيدون ( نونيته الشهيرة ) أضحى التنائي
وصلنا للبيت الثاني وننتظر من يحلل البيت الثالث او من يراجع معنا الابيات السابقة
هيا اذن
والقصيدة من جديد:

أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا، وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ، حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدهر آمينَا
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛ وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا، فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم، هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا
كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه، وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا
نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا، يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا
حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَتْ سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا
إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛ وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ً قِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما كُنْتُمْ لأروَاحِنَ*ا إلاّ رَياحينَ*ا
لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛ أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!
وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاً مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا
وَاسألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟
وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة ً مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا
رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا
أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجهُ مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا
إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّة ً، تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا
كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته، بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا
كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ، زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا
ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً، وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟
يا رَوْضَة ً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا
ويَا حياة ً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا، مُنى ً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا
ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِهِ، في وَشْيِ نُعْمَى ، سحَبنا ذَيلَه حينَا
لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً؛ وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا
إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَة ٍ، فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا
يا جنّة َ الخلدِ أُبدِلنا، بسدرَتِها والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا
كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا، وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا
إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا
سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا، حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا
لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا
إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ تلقينا
أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا
لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا
وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ، لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا
نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً، فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا
لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا
دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً، فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا
فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا
وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه، بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا
أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً، فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا
وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا
إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَ

ربيحة الرفاعي
19-04-2015, 11:06 PM
جميل أن يعود شاعرنا الرائع محمد محمد أبو كشك لهذه النافذة الإبداعية فيعيد فتحها

لكني أظننا لم ننته من قصيدة المتنبي
وهي جديرة بالغوص عميقا وراء جمال حرفها بأسلوبك اللافت
فماذا لو استكملنا رحلتنا فيها قبل الانتقال لقصيدة أخرى في صفحة جديدة!


دمت بروعتك

تحاياي

محمد محمد أبو كشك
20-04-2015, 05:44 PM
جميل أن يعود شاعرنا الرائع محمد محمد أبو كشك لهذه النافذة الإبداعية فيعيد فتحها

لكني أظننا لم ننته من قصيدة المتنبي
وهي جديرة بالغوص عميقا وراء جمال حرفها بأسلوبك اللافت
فماذا لو استكملنا رحلتنا فيها قبل الانتقال لقصيدة أخرى في صفحة جديدة!


دمت بروعتك

تحاياي

عود أحمد أستاذتنا ربيحة ونورتم المهرجان والواحة
ولكن وجدتني وحدي صراحة فيدكم معي وامرك ان شاء الله تشرق النافذة بكم جميعا معي
وتحيتي لكم استاذتنا

محمد محمد أبو كشك
28-04-2015, 06:22 PM
السلام عليكم
طيب بناءً على ما اشارت اليه ام ثائر فاتقمص شخصية صاحب النافذة مؤقتا حتى يعود ان شاء الله
ورأيتكم وصلتم في قصيدة ابي الطيب الى البيت


فَوَلّـى وَأعطـاكَ ابْنَـهُ وَجُيُـوشَـهُ
جَميعاً وَلم يُعـطِ الجَميـعَ ليُحْمَـدَا

وهو البيت الذي سابدأ به النافذة من جديد تكريما لصاحبها ولأمر أم ثائر
ولأهمية النافذة


طيب جميل جدا فهمت من البيت أن عدو سيف الدولة والذي هو القائد الدمستق وهو لقبه البيزنطي على ما اظن !!حيث تولى هاربا من هول جيش سيف الدولة تاركا ولده وجيشه اسرى في يد سيف الدولة
وهو لم يفعل ذلك نظرا لكرمه ولكن لانه مضطر فليس له ان يحمد على عطيته هذا الدمستق بل انه اجبر على ذلك اجبارا
البيت كان عاديا في رأيي سرديا لا صورة فيه ولكن كناية ربما وجدنا كناية عن تقهقر وفزع الروم
ربما ايضا نجد حسن ترتيب فقد بدأ بولده ثم ب جيوشه
نرى طباقا هنا بين اعطاك ولم يعط
نرى كثرة استخدامه لحروف العطف الفاء والواو والواو والواو ( 4 مرات حروف عطف في بيت واحد!!!!!
سردي يا أبا الطيب هنا!!! على غير عادتك ابا الطيب !!
لكن يشفع له هنا ان الاسلوب روائي فهو يقص علينا سير المعركة وخطها
بديهي جدا ان يستخدم الاسلوب القصصي .واعجبني استدراكه وعودته لتفسير بعد ايجاز وهو تبيان كيفية عطاء الدمستق فبعد ان قال اعطى بين طريقة العطاء باطناب وتفسير بعد ايجاز
البيت عادي جدا جدا ليس على مستوى ابي الطيب الا ان رأيتم فيه رأيا غير ما اراه ..
فليت من يرى امرا في البيت ان يبينه معي !!
وليأخذ ناقدنا القادم دوره في شرح البيت التالي كما رتب لذا صاحب النافذة بحيث نتعاون جميعا في نقد القصيدة بيتا بيتا والقصيدة في الصفحة الاولى من النافذة
وهي تقريبا نفس فكرة نافذتي مفاتيح كبار الشعراء بشكل آخر ولكن احببت تلبية رغبة ام ثائر في اعادة النافذة العمارية (تحت مشرط شعراء الواحة)

خالد أبو اسماعيل
29-06-2025, 11:42 PM
المعنى مسروق من حاتم الطائي:
ذريني ومالي إن مالك وافر ... وكل امرئٍ جارٍ على ما تعودا
سرقه بلفظه:
وكل امرئ (جارٍ على) ما تعودا
لكل امرئ (من دهره) ما تعودا