تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ( تلاوة على جثة الروح )



نافع سلامة
07-07-2011, 05:38 PM
إِِلَى اللهِ الحَلِيْمِ شَكَـوْتُ دَائِـي=علَى بَلْوَى وشَاعَتْ فِـي دِمَائِـي
فلَيسَ سِـواهُ يَملِـكُ أيَّ نَفْـعٍ=بِدَفْعِ الضُّـرِ أو جَلْـبِ الـدَّواءِ
ومَنْ فِي الخَلْقِ يَخلُو مِن مُصَابٍ=أرُونِي سَالِمـاً مِـنْ دُوْنِ دَاءِ؟
خُلِقْنا كُلُّنَـا مِـن طِيْـنِ أرْضٍ=ومِن رُوْحِ الإلَهِ علَـى السَّـوَاءٍ
فَلا أحَدٌ علَـى البَلْـوَى كَبِيـرٌ=ولا صِغَـرٌ بِعَـيـنِ الاِبْـتِـلاءِ
هِيَ الدُّنيا سَـوَادٌ فـي بَيَـاضٍ=خَلِيْطٌ مِـن بُكَـاءٍ فِـي غِنَـاءِ
وأفْضَـلُ غَانِـمٍ فِيهَـا فُــؤَادٌ=تَـدَارَكَ ذَنْبَـهُ قَبْـلَ الفَـنَـاءِ
وعَزَّزَ دَمْعَهُ فِـي العَيْـنِ دَمْـعٌ=جَرَىَ فِي القَلْـبِ أوَّابَ الدُّعَـاءِ
فَمَن كَسَبَ ارْتِيَاحَاً فِي مَعِيْـشٍ=يُعَانِي مِن مَعِيشٍ فِـي الثَّـرَاءِ!
ومَن سَلِمَتْ بِهِ الأيّـامُ صُبْحَـاً=فَهَل تَدرِي أيَسْلمُ فِي المَسَـاءِ؟
وكُلُّ صَغِيْرةٍ في الدِّيْـنِ بلْـوَى=وإنْ كَانَـتْ كَـذَرَّاتِ الـهَـوَاءِ
وكُلُّ كَبِيْرةٍ فِـي المَـالِ فَـدْوَى=ولَو لَـم تُبْـقِ شَيْئـاً للبَقَـاءِ
فَـلا تَجْـزَعْ لغَيْـرِ اللهِ رُكْنَـاً=إذَا دَارَتْ عَليْكَ رُحَـى القَضَـاءِ
ولَنْ يُِفْتِِيْـكَ فِـي أمْـرٍ مَرِيْـرٍ=سِِوَى مَن ذَاقَ مِن نَفْسِ الوِعَاءِ
فَدَقِّقْ فيْكَ عَـنْ نِعَـمٍ خَـوَافٍ=إذَا لَم تَلقَ نُعْمَى فِـي العَـرَاءِ
وحَسْبُكَ بَسْمَة مِن وَجْـهِ حِـبٍّ=عَلَتْ فَوْقَ الشِفَـاهِ بَـلا رِيَـاءِ
وحُضْـنٌ دَافـئٌ تَـأوِي إلَيْـهِ=بقَصْـرٍ مِـن لازُورْدٍ أو ظِبَـاءِ
لِخَمْسٍ لَم أذُقْ حُضْنَـاً لأُمّـي=ولَم أسْمَعْ لطِفْلٍ صَـوْتَ بَـاءِ
ولم أجْلِسْ إلَى أهْـلٍ وصَحْـبٍ=ولم أغْمِضْ ورَأسِي فِي صَفَـاءِ
تَنَزَّلَ دَمْعُهَـا فِـي كُـلِّ حَـيٍّ=عَلَى وَلَدٍ تَوَغّـلَ فِـي التَّنَـاءِ
أُهَاتِفُهَا فَتَصْرُخُ :هـا صَغِيْـرِي=ألم يَئِنِ الرِّجُوْعُ إلَـى سَمَائِـي
ألـم تَشْبَـعْ فِرَاقَـاً واغتِرَابَـاً=فَقَد عَاثَتْ جِرَاحيَ فِـي أنَائِـي
وقَدْ نَضَبَتْ عَلَيْكَ عُيُوْنُ قَلْبِـي=ومَا عِنْدِي سِوَى نَزْفِ الدِّمَـاءِ
تَعَالَ فَلَم يَعُـدْ فِـي العُمْـرِ إلاَّ=عِظَـامٌ يَابِسَـاتٌ مِـنْ خَـوَاءِ
يُتَمْتِـمُ دَاخِلِـي بُرْكَـانُ وَيْـلٍ=أحَتَّـى الأمُّ يَغْمُرُهَـا شَقَـائِـي
ألاَ يَكْفِـي حَبِيْبَـاً ذَابَ هَجْـرَاً=ويَأكُلُـهُ الحَنِيْـنُ مَـعَ البُكَـاءِ
تُمَزِّقُنِي (تَعَـالَ) فَكَيْـفَ يَأْتِـي=حَبِيْسٌ خَلْفَ قُضْبَـانِ العَمَـاءِ؟
وقَيَّـدَهُ الكَفِيْـلُ بِألْـفِ لَـيْـلٍ=وسَمَّرَهُ (الشِّـؤُوْنُ) بألْـفِ لاَءِ
تُوَارِيْـهِ الشَّـوَارِعُ مِثـلَ قِـطٍّ=جَنِيْـبٍ يتَّقِـي شَـرَّ الـمُـوَاءِ
لهَا اللهُ العُرُوْبَةُ فِـي عُرُوْقِـي=يُمزِّقُ صَدْرَهَـا كَـفُّ الإخَـاءِ
ألَسْنَـا كُلُّنَـا أبْنَـاءُ وَحْــيٍّ=وِلِدْنَا ذَاتَ نُـوْرٍ مِـن حِـرَاءِ؟
ويَنْظِمُنَـا كِتَـابُ اللهِ عُـقْـدَا=عَلَى صَدْرِ البَسِيْطَـةِ والجِـوَاءِ
تَرَكْتُ النِّيْلَ لاَ مِن قَحْـطِ حَـالٍ=ولا مِنْ فَرْطِ بَطْـشٍ أو بُغَـاءِ
فَلا أرْضٌ وجَفَّ الـرِّزْقُ مِنْهَـا=ولا وَطَنٌ وعَنْـهُ العَـدْلُ نَـاءِ
هُوَ الطِّيْشُ البَلِيْدُ و وَهمُّ حُلْـمٍ=تَلاعَـبَ بالقَنَاعَـةِ والرِّضَـاءِ
فَبِعْتُ إلَى الدُّجَى نَـوَّارَ حَقْلِـي=وفأْسِيَ واشْتَرَيْتُ خُطَى البَـلاءِ
حَنَانُ اللهِ كَيْـفَ ارْتَبْـتُ فِيْـهِ=ومَن يَرْتَابُ فِي أُفِـقِ البَهَـاءِ!
عَصَافِيـرٌ غَـوَادٍ كُـلَّ فَـجْـرٍ=إلَـى نَهْـرٍ تَدَثَّـرَ بالهَـنَـاءِ
وفَـلاّحٌ يَفُـوْحُ الرِّيـفُ مِنْـهُ=كَأُغْنِيَـةٍ وفَـاحَـتْ بالنَّـقَـاءِ
يَحُـثُّ حِمَـارَهُ وبِكُـلِّ لُطْـفٍ=يُعاتِبُهُ بِ (هاءٍ) أو بِ (حَـاءِ)
تَقَلَّـدَ فَأْسَـهُ المَبْلُـوْلَ طِيْنَـاً=عَلَى كَتِفٍ وشَـدَّ عَلَـى العَيَـاءِ
وُجُوْدٌ لَوعَمَلْـتَ العَقْـلَ فِيْـهِ=رَأيْـتَ اللهَ لا رَيْــبٌ بِــرَاءِ
عَبِيْرُ الصُّبْحِ يُنْشِيْـكَ ابْتَهَاجَـا=ويَغْسِلُ عَن حَيَاتِكَ مِثْـلَ مَـاءِ
وأشْجَـارٌ إذَا ألقَيْـتَ سَمْـعَـاً=لهَا ألقَتْ عَليْـكَ مِـنَ الثَّنـاءِ
فَلا تَقْصُصْ عَلَى العَيْنَيْنِِ نَخْـلاً=كَفَاهَا العُشْـبُ شَوْقَـاً لِلـرَّوَاءِ
ويَنْبٌوْعٌ تَشَعَّـبَ فِـي الرَّوَابِـي=كَبَرْقٍ شَاعَ فِي عَرَضِ السَّمَـاءِ
إلَى حَقْلٍ هُنَاكَ وخُـذْ عُيُونِـي=أيَا بَحْرَ الحَنِيْنِ، و صِلْ بَقَائِـي
وأَحْسِنْ رَكْعَتَيـنِ وَرَاءَ كُـوْخٍ=تُصَلِّي خَلْفَهُ شَمْـسُ الفَضَـاءِ
وسَلّمْ لِي علَـى زَهْـرٍ حَنُـوْنٍ=تَقَابَـلَ والنَّسِيْـمُ بِـلا جَفَـاءِ
تَجَاسَرَ خَلْفَهُـمْ شَجَـرٌ عَتِيْـقٌ=وكَشَّـرَ للـرِّيَـاحِ ولِلغُـثـاءِ
فَقَد عَزَّ اللِقَـاءُ ومَـا بِأمْـرِي=شِرَاعِي الآنَ فِي مَرْمَى الهَـوَاءِ
وهَا فَوْقَ المَوَاجعِ جِسْمُ رُوْحِي=لهَـا المَوْلَـىَ مُمَزَّقـةُ الـرِّدَاءِ
ويَجْرُفُهَا الضَّيَاعُ كَمِثْـلِ رَمْـلٍ=إلَى قَـاعِ الحَيَـاةِ بِـلا عَنَـاءِ
ويَمْضَغُهَا الظَّلامُ ولَيْسَ عِنْـدي=ولَـو حِـرْزَاً كَشَمْـعٍ لِلضِّيـاءِ

محمد البياسي
07-07-2011, 05:52 PM
أخي نافع
أهلاً بك أيها الرائع في الواحة
عدتَ والعود أحمدُ

مرور سريع ولي عودة إن شاء الله




احترامي ومحبتي أيها العريق

نادية بوغرارة
07-07-2011, 06:24 PM
لِخَمْسٍ لَم أذُقْ حُضْنَـاً لأُمّـي=ولَم أسْمَعْ لطِفْلٍ صَـوْتَ بَـاءِ
ولم أجْلِسْ إلَى أهْـلٍ وصَحْـبٍ=ولم أغْمِضْ ورَأسِي فِي صَفَـاءِ
تَنَزَّلَ دَمْعُهَـا فِـي كُـلِّ حَـيٍّ=عَلَى وَلَدٍ تَوَغّـلَ فِـي التَّنَـاءِ
أُهَاتِفُهَا فَتَصْرُخُ :هـا صَغِيْـرِي=ألم يَئِنِ الرِّجُوْعُ إلَـى سَمَائِـي
ألـم تَشْبَـعْ فِرَاقَـاً واغتِرَابَـاً=فَقَد عَاثَتْ جِرَاحيَ فِـي أنَائِـي
وقَدْ نَضَبَتْ عَلَيْكَ عُيُوْنُ قَلْبِـي=ومَا عِنْدِي سِوَى نَزْفِ الدِّمَـاءِ
تَعَالَ فَلَم يَعُـدْ فِـي العُمْـرِ إلاَّ=عِظَـامٌ يَابِسَـاتٌ مِـنْ خَـوَاءِ
يُتَمْتِـمُ دَاخِلِـي بُرْكَـانُ وَيْـلٍ=أحَتَّـى الأمُّ يَغْمُرُهَـا شَقَـائِـي
ألاَ يَكْفِـي حَبِيْبَـاً ذَابَ هَجْـرَاً=ويَأكُلُـهُ الحَنِيْـنُ مَـعَ البُكَـاءِ
تُمَزِّقُنِي (تَعَـالَ) فَكَيْـفَ يَأْتِـي=حَبِيْسٌ خَلْفَ قُضْبَـانِ العَمَـاءِ؟
وقَيَّـدَهُ الكَفِيْـلُ بِألْـفِ لَـيْـلٍ=وسَمَّرَهُ (الشِّـؤُوْنُ) بألْـفِ لاَءِ
تُوَارِيْـهِ الشَّـوَارِعُ مِثـلَ قِـطٍّ=جَنِيْـبٍ يتَّقِـي شَـرَّ الـمُـوَاءِ
لهَا اللهُ العُرُوْبَةُ فِـي عُرُوْقِـي=يُمزِّقُ صَدْرَهَـا كَـفُّ الإخَـاءِ
ألَسْنَـا كُلُّنَـا أبْنَـاءُ وَحْــيٍّ=وِلِدْنَا ذَاتَ نُـوْرٍ مِـن حِـرَاءِ؟
ويَنْظِمُنَـا كِتَـابُ اللهِ عُـقْـدَا=عَلَى صَدْرِ البَسِيْطَـةِ والجِـوَاءِ


====
حمدا لله على سلامة العودة للواحة ،

الأخ الشاعر نافع سلامة ،

قصيدة جميلة انتقلت بنا من حال إلى حال ، و لكني مكثت في الجزء

المقتبس أعلاه ، حيث عاطفة الأمومة و وجع البعاد .

تقبل مروري .

نبيل أحمد زيدان
07-07-2011, 07:53 PM
الأخ الفاضل نافع سلامة الموقر
فَــــــلا تَـــجْــــزَعْ لــغَــيْـــرِ اللهِ رُكْـــنَــــاً
إذَا دَارَتْ عَـلـيْــكَ رُحَـــــى الـقَــضَــاءِ
ولَــنْ يُِفْتِِـيْـكَ فِــي أمْــرٍ مَـرِيْـرٍ
سِِوَى مَن ذَاقَ مِن نَفْسِ الوِعَاءِ
قصيدة رائعة حملت على الغربة
عناء الحرمان العاطفي والشوق
لما تركه الإنسان خلفة من أشياء
هي اكبر قيمة مما توجه له
وعطفت على قضية انسانية
جل عميقة هي تحكم الإنسان
بالإنسان ولا انسى ابيات الحكم
والصور الشعرية الجميلة
قصيدة لها ألق النجوم فاضلي
دمت بخير

تركي عبدالغني
08-07-2011, 04:53 AM
نبض مورق بالفضيلة

وتدفق من رحم الحكمة

وهم تحمله نتفق معك في جله

تحيتي
لنبضك

محمد ذيب سليمان
08-07-2011, 01:50 PM
لِخَمْسٍ لَم أذُقْ حُضْنَـاً لأُمّـي
ولَم أسْمَعْ لطِفْلٍ صَـوْتَ بَـاءِ
ولم أجْلِسْ إلَى أهْـلٍ وصَحْـبٍ
ولم أغْمِضْ ورَأسِي فِي صَفَـاءِ
تَنَزَّلَ دَمْعُهَـا فِـي كُـلِّ حَـيٍّ
عَلَى وَلَدٍ تَوَغّـلَ فِـي التَّنَـاءِ
أُهَاتِفُهَا فَتَصْرُخُ :هـا صَغِيْـرِي
ألم يَئِنِ الرِّجُوْعُ إلَـى سَمَائِـي
ألـم تَشْبَـعْ فِرَاقَـاً واغتِرَابَـاً
فَقَد عَاثَتْ جِرَاحيَ فِـي أنَائِـي
وقَدْ نَضَبَتْ عَلَيْكَ عُيُوْنُ قَلْبِـي
ومَا عِنْدِي سِوَى نَزْفِ الدِّمَـاءِ
تَعَالَ فَلَم يَعُـدْ فِـي العُمْـرِ إلاَّ
عِظَـامٌ يَابِسَـاتٌ مِـنْ خَـوَاءِ
يُتَمْتِـمُ دَاخِلِـي بُرْكَـانُ وَيْـلٍ
أحَتَّـى الأمُّ يَغْمُرُهَـا شَقَـائِـي
ألاَ يَكْفِـي حَبِيْبَـاً ذَابَ هَجْـرَاً
ويَأكُلُـهُ الحَنِيْـنُ مَـعَ البُكَـاءِ
تُمَزِّقُنِي (تَعَـالَ) فَكَيْـفَ يَأْتِـي
حَبِيْسٌ خَلْفَ قُضْبَـانِ العَمَـاءِ؟
وقَيَّـدَهُ الكَفِيْـلُ بِألْـفِ لَـيْـلٍ
وسَمَّرَهُ (الشِّـؤُوْنُ) بألْـفِ لاَءِ
تُوَارِيْـهِ الشَّـوَارِعُ مِثـلَ قِـطٍّ
جَنِيْـبٍ يتَّقِـي شَـرَّ الـمُـوَاءِ
لهَا اللهُ العُرُوْبَةُ فِـي عُرُوْقِـي
يُمزِّقُ صَدْرَهَـا كَـفُّ الإخَـاءِ
ألَسْنَـا كُلُّنَـا أبْنَـاءُ وَحْــيٍّ
وِلِدْنَا ذَاتَ نُـوْرٍ مِـن حِـرَاءِ؟
ويَنْظِمُنَـا كِتَـابُ اللهِ عُـقْـدَا
عَلَى صَدْرِ البَسِيْطَـةِ والجِـوَاءِ
تَرَكْتُ النِّيْلَ لاَ مِن قَحْـطِ حَـالٍ
ولا مِنْ فَرْطِ بَطْـشٍ أو بُغَـاءِ
فَلا أرْضٌ وجَفَّ الـرِّزْقُ مِنْهَـا
ولا وَطَنٌ وعَنْـهُ العَـدْلُ نَـاءِ
هُوَ الطِّيْشُ البَلِيْدُ و وَهمُّ حُلْـمٍ
تَلاعَـبَ بالقَنَاعَـةِ والرِّضَـاءِ
فَبِعْتُ إلَى الدُّجَى نَـوَّارَ حَقْلِـي
وفأْسِيَ واشْتَرَيْتُ خُطَى البَـلاءِ
حَنَانُ اللهِ كَيْـفَ ارْتَبْـتُ فِيْـهِ
ومَن يَرْتَابُ فِي أُفِـقِ البَهَـاءِ!
عَصَافِيـرٌ غَـوَادٍ كُـلَّ فَـجْـرٍ
إلَـى نَهْـرٍ تَدَثَّـرَ بالهَـنَـاءِ
وفَـلاّحٌ يَفُـوْحُ الرِّيـفُ مِنْـهُ
كَأُغْنِيَـةٍ وفَـاحَـتْ بالنَّـقَـاءِ
يَحُـثُّ حِمَـارَهُ وبِكُـلِّ لُطْـفٍ
يُعاتِبُهُ بِ (هاءٍ) أو بِ (حَـاءِ)
تَقَلَّـدَ فَأْسَـهُ المَبْلُـوْلَ طِيْنَـاً
عَلَى كَتِفٍ وشَدَّ عَلَـى العَيَـاءِ
وُجُوْدٌ لَوعَمَلْـتَ العَقْـلَ فِيْـهِ
رَأيْـتَ اللهَ لا رَيْــبٌ بِــرَاءِ
عَبِيْرُ الصُّبْحِ يُنْشِيْـكَ ابْتَهَاجَـا
ويَغْسِلُ عَن حَيَاتِكَ مِثْـلَ مَـاءِ
وأشْجَـارٌ إذَا ألقَيْـتَ سَمْـعَـاً
لهَا ألقَتْ عَليْـكَ مِـنَ الثَّنـاءِ
فَلا تَقْصُصْ عَلَى العَيْنَيْنِِ نَخْـلاً
كَفَاهَا العُشْـبُ شَوْقَـاً لِلـرَّوَاءِ
ويَنْبٌوْعٌ تَشَعَّـبَ فِـي الرَّوَابِـي
كَبَرْقٍ شَاعَ فِي عَرَضِ السَّمَـاءِ
إلَى حَقْلٍ هُنَاكَ وخُـذْ عُيُونِـي
أيَا بَحْرَ الحَنِيْنِ، و صِلْ بَقَائِـي
وأَحْسِنْ رَكْعَتَيـنِ وَرَاءَ كُـوْخٍ
تُصَلِّي خَلْفَهُ شَمْـسُ الفَضَـاءِ
وسَلّمْ لِي علَـى زَهْـرٍ حَنُـوْنٍ
تَقَابَـلَ والنَّسِيْـمُ بِـلا جَفَـاءِ
تَجَاسَرَ خَلْفَهُـمْ شَجَـرٌ عَتِيْـقٌ
وكَشَّـرَ للـرِّيَـاحِ ولِلغُـثـاءِ
فَقَد عَزَّ اللِقَـاءُ ومَـا بِأمْـرِي
شِرَاعِي الآنَ فِي مَرْمَى الهَـوَاءِ
وهَا فَوْقَ المَوَاجعِ جِسْمُ رُوْحِي
لهَـا المَوْلَـىَ مُمَزَّقـةُ الـرِّدَاءِ
ويَجْرُفُهَا الضَّيَاعُ كَمِثْـلِ رَمْـلٍ
إلَى قَـاعِ الحَيَـاةِ بِـلا عَنَـاءِ
ويَمْضَغُهَا الظَّلامُ ولَيْسَ عِنْـدي
ولَـو حِـرْزَاً كَشَمْـعٍ لِلضِّيـاءِ



أيها الحبيب
لقد اجريت بعض الدمع

عاطفية حد الوجع .. بعد حكمة آسرة

ودور الأم ههنا يلزمنا ياوقف انحناء واحتراما لما تحمل من حب وحنو
وألم على ولدها المغترب وقد طالت غيبته

ثم دور العروبة والأخوة الذين يكبلون العامل لديهم بما ذكرت

فللد درك كيف وصفت فاحسنت

شكرا لك

نهلة عبد العزيز
08-07-2011, 07:24 PM
اخى الكريم

عزفت على جروحنا بأوتارٍ من ذهب
بوحٍ باذخ بالآلم
ادهشتني بحروفك المتميزه
رعاك الله
لك ودي و عطر وردي


نور المصري

سكينة الصميدعي
08-07-2011, 09:15 PM
وهَا فَوْقَ المَوَاجعِ جِسْمُ رُوْحِي
لهَـا المَوْلَـىَ مُمَزَّقـةُ الـرِّدَاءِ
ويَجْرُفُهَا الضَّيَاعُ كَمِثْـلِ رَمْـلٍ
إلَى قَـاعِ الحَيَـاةِ بِـلا عَنَـاءِ
ويَمْضَغُهَا الظَّلامُ ولَيْسَ عِنْـدي
ولَـو حِـرْزَاً كَشَمْـعٍ لِلضِّيـاءِ
...............................................
اقسى الضياع هو ضياع الروح في الحياة.. لان اقسى غربة هي.. غربة الجسد..ارجو من الله ان لاتتغرب.. تحياتي الدامعة

أحمد العميري
16-07-2011, 08:01 AM
قراءة ثالثة ...
تلاوة لامست بها شغاف القلب و سويداءه
و تكلمت بلسان حال كل مغترب ناءٍ عن أهله و أوطانه
الله للغربة و أحمالها الثقال
كم كلمت من قلوب و فرقت من محبين
قصيدة عميقة و سامية بمعانيها , من أجمل ما قرأت في الغربة
أعادك الله يا أخي سالما غانما إلى أهلك و ديارك


شابهتَ " الزركلي " في رائعته " نجوى " حين قال :
العين بعد فراقها الوطنا=لا ساكنا ألفت و لا سكنا
ريانة بالدمع أقلقها=ألا تحس كرى و لا وسنا



***

أستاذي " نافع "

مجرد تطفل صغير على رحابة صدركم :



و كُـــلُّ صَـغِـيْـرةٍ فـــي الــدِّيْــنِ بــلْــوَى

و إنْ كَــــانَــــتْ كَـــــــــذَرَّاتِ الــــهَـــــوَاءِ

عذرا منك أستاذي , فهذا البيت ربما لم أفهمه جيدا

هل تقصد بالصغيرة : صغائر الذنوب ؟




وحُـــضْـــنٌ دَافــــــئٌ تَـــــــأوِي إلَـــيْــــهِ

بــقَــصْــرٍ مِــــــن لازُورْدٍ أو ظِـــبَـــاءِ

. هذا البيت أظن عجزه مكسورا

. إذا كانت ( ظباء ) معطوفة على ( لازورد )

فهل يكون المعنى : ( بقصر من لازورد أو من ظباء ) ؟

أم أنك قصدت عطف ( ظباء ) على ( قصر )

في كلتا الحالتين لا أرى أيّ مناسَبة في المعنى



محبتي و احترامي لذوقك الرفيع

وضحة غوانمة
07-08-2011, 08:55 PM
اقتباس كامل النص


وماذا قد أقولُ، وماذا بقيَ في جعبة الحروفِ بعد هذه الوارفة
يا الله يا الله ما أوجعَها، وما أبدعها، وما أكملَ نسجَها،
وما أمتن سبكها، وما أعمقها، وما أكثر ما فيها من حكمة!!

الشاعر المبدع نافع سلامة
هي الغربة من مرّها تقاطرَ في قصيدكَ شهدُ المعاني، ورونق الحروف
ردّكَ الله إلى دياركَ وأهلكَ اللهم آمين
أوصافُكَ تعلِنُ أنّ ملامح الديارِ ساكنةٌ في ناظريك،
وأنّ النفسَ في عتبٍ على النفسِ، وأنّ الروحَ باقيةٌ هنالكَ في ربى الوطنِ..

لا فضَّ فوكَ، ولا عدمنا نبض يراعكَ المحلّق برغم الوجع العميق

تقديري

نداء غريب صبري
13-08-2011, 12:35 AM
الغربة جحيم
والحياة بعيدا عن الوطن ليل لا ينتهي

حزينة باكية
أعاد الله لوطنك وأنعم على كل غريب بالعودة لأحضان وطنه

بوركت

ماجد الغامدي
13-08-2011, 08:22 PM
قصيدة رائعة مليئة بالروح الإيمانية والحكمة والشاعرية المتألقة

مرحباً بك أستاذنا الكريم وجمعك الله بمن تحب وأنعم على كل مريضٍ بالشفاء

تحياتي وإعجابي