احمد خلف
07-07-2011, 08:29 PM
أبو حنيفة وتلميذه (http://www.majalisajbour.com/vb/showthread.php?t=2428)
أبو حنيفة (http://www.majalisajbour.com/vb/showthread.php?t=2428)وتلميذه (http://www.majalisajbour.com/vb/showthread.php?t=2428)أبو يوسف: مرض أبو يوسف مرضًا شديدًا، فعاده أستاذه أبو حنيفة (http://www.majalisajbour.com/vb/showthread.php?t=2428)مرارًا.
فلما صار إليه آخر مرة، رآه ثقيلاً، فاسترجع، ثم
قال: لقد كنتُ أُؤَمّله بعدي للمسلمين، ولئن أُصيبَ الناسُ به ليموتَنّ علمٌ كثير.
ثم رُزق أبو يوسف العافية، وخرج من العِلَّة. فلما أُخبِر بقول أبي حنيفة (http://www.majalisajbour.com/vb/showthread.php?t=2428)فيه، ارتفعت نفسُه،
وانصرفت وجوه الناس إليه، فعقد لنفسه مجلسـًا في الفقه، وقصـَّر عن لُزوم مجلس أبي حنيفة.
وسأل أبو حنيفة (http://www.majalisajbour.com/vb/showthread.php?t=2428)عنه فأُخبر أنه عقد لنفسه مجلسًا بعد أن بلغه كلام أستاذه فيه.
فدعا أبو حنيفة (http://www.majalisajbour.com/vb/showthread.php?t=2428)رجلاً وقال له: صـِرْ إلى مجلس أبي يوسف، فقل له:
ما تقول في رجل دفع إلى قَصَّار ( صباغ ) ثوبًا ليصبغه بدرهم، فصار إليه بعد أيام في طلب الثوب،
فقال له القصار: ما لك عندي شيء، وأنكره.
ثم إن صاحب الثوب رجع إليه، فدفع إليه الثوب مصبوغًا، أَلَه أجرُه؟
فإن قال أبو يوسف: له أجره، فقل له: أخطأت.
وإن قال: لا أجرَ له فقل له: أخطأت!!!
فصار الرجل إلى أبي يوسف وسأله،
فقال أبو يوسف: له الأجرة. قال الرجل: أخطأت.
ففكر ساعة، ثم قال: لا أجرة له.
فقال له: أخطأت!
فقام أبو يوسف من ساعته، فأتى أبا حنيفة. فقال له: ما جاء بك إلا مسألةُ القصَّار. قال: أجل.
فقال أبو حنيفة: سبحان اللّه! من قعد يُفتي الناس، وعقد مجلسًا يتكلم في دين اللّه،
لا يُحسن أن يجيب في مسألة من الإجارات؟!
فقال: يا أبا حنيفة، علِّمني.
فقال: إنْ صبغه القصار بعدما غَصَبه فلا أجرة له، لأنه صبغ لنفسه،
وإن كان صبغه قبل أن يغصبه، فله الأجرة، لأنه صبغه لصاحبه.
ثم قال: مَن ظن أن يستغني عن التعلُّم فَلْيَبكِ على نفسه.
(من كتاب "تاريخ بغداد" ؛ للخطيب البغدادي).
أبو حنيفة (http://www.majalisajbour.com/vb/showthread.php?t=2428)وتلميذه (http://www.majalisajbour.com/vb/showthread.php?t=2428)أبو يوسف: مرض أبو يوسف مرضًا شديدًا، فعاده أستاذه أبو حنيفة (http://www.majalisajbour.com/vb/showthread.php?t=2428)مرارًا.
فلما صار إليه آخر مرة، رآه ثقيلاً، فاسترجع، ثم
قال: لقد كنتُ أُؤَمّله بعدي للمسلمين، ولئن أُصيبَ الناسُ به ليموتَنّ علمٌ كثير.
ثم رُزق أبو يوسف العافية، وخرج من العِلَّة. فلما أُخبِر بقول أبي حنيفة (http://www.majalisajbour.com/vb/showthread.php?t=2428)فيه، ارتفعت نفسُه،
وانصرفت وجوه الناس إليه، فعقد لنفسه مجلسـًا في الفقه، وقصـَّر عن لُزوم مجلس أبي حنيفة.
وسأل أبو حنيفة (http://www.majalisajbour.com/vb/showthread.php?t=2428)عنه فأُخبر أنه عقد لنفسه مجلسًا بعد أن بلغه كلام أستاذه فيه.
فدعا أبو حنيفة (http://www.majalisajbour.com/vb/showthread.php?t=2428)رجلاً وقال له: صـِرْ إلى مجلس أبي يوسف، فقل له:
ما تقول في رجل دفع إلى قَصَّار ( صباغ ) ثوبًا ليصبغه بدرهم، فصار إليه بعد أيام في طلب الثوب،
فقال له القصار: ما لك عندي شيء، وأنكره.
ثم إن صاحب الثوب رجع إليه، فدفع إليه الثوب مصبوغًا، أَلَه أجرُه؟
فإن قال أبو يوسف: له أجره، فقل له: أخطأت.
وإن قال: لا أجرَ له فقل له: أخطأت!!!
فصار الرجل إلى أبي يوسف وسأله،
فقال أبو يوسف: له الأجرة. قال الرجل: أخطأت.
ففكر ساعة، ثم قال: لا أجرة له.
فقال له: أخطأت!
فقام أبو يوسف من ساعته، فأتى أبا حنيفة. فقال له: ما جاء بك إلا مسألةُ القصَّار. قال: أجل.
فقال أبو حنيفة: سبحان اللّه! من قعد يُفتي الناس، وعقد مجلسًا يتكلم في دين اللّه،
لا يُحسن أن يجيب في مسألة من الإجارات؟!
فقال: يا أبا حنيفة، علِّمني.
فقال: إنْ صبغه القصار بعدما غَصَبه فلا أجرة له، لأنه صبغ لنفسه،
وإن كان صبغه قبل أن يغصبه، فله الأجرة، لأنه صبغه لصاحبه.
ثم قال: مَن ظن أن يستغني عن التعلُّم فَلْيَبكِ على نفسه.
(من كتاب "تاريخ بغداد" ؛ للخطيب البغدادي).