باسم عبدالله الجرفالي
08-07-2011, 08:21 AM
جمعة القصاص المصرية ؛ هل ستذكرنا بيوم الجمل وصفّين ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
تناقلت وسائل الإعلام المطالبة بإحياء مظاهرة مليونية في ميدان تحرير القاهرة ؛ مطالبة بالقصاص في يوم الجمعة 8 / 7 / 2011 م ، وفي هذه المظاهرة تغيرت مبادئ سابقة كانت المطالبة بها قد أصمّت آذان المتابعين للشأن المصري ، وتحولت إلى أخرى ، كانت المطالبة السابقة هي ( الدستور أولا ) ، واليوم حلّ محلّها فكرة ( الثورة أولا ) ، وهي ما كانت لأجله وستبقى كذلك ( الثورة من أجل الثورة ) .
فنقلا عن العربية نت فأن المطالب الثورية ليوم القصاص كالتالي :
" وحددوا عدة مطالب على رأسها إعادة هيكلة جهاز الشرطة ، والقصاص للقتلى الذين سقطوا خلال الثورة ، والإسراع في محاكمة رموز النظام السابق ، والإفراج عن المعتقلين من شباب الثورة ، ومحاكمتهم أمام محاكم مدنية بدلاً من المحاكم العسكرية " .
وأنا ارى في هذه المطالب ما يذكرنا بمطالب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه التي سببت يوم الجمل وصفّين ، وهي إقامة الحدّ على قتلة الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه من قِبل الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
أيها العقلاء :
لنفرض جدلا أن المجلس العسكري المصري لم يستطع المُضِيَّ قُدُما لينفذ هذه المطالب ، ولنفرض أيضا أنه تخاذل وخذل الشعب ، وتحايل حتى يسقط تلك المطالب مع مرور الزمن وتقادم العهد ؛ فماذا تظنوا الوضع حينها ؟
من المعهود في طبيعة البشر التالي :
- الفتور والتنازل عن بعض المطالب إن حصل البعض وطال بهم الأمد .
- التشدد والتعنت والمطالبة برد الصاع صاعين للغرماء .
ومن وجهة نظري أن الوضع سيهدأ لو لم تدخل في هذه المظاهرة - المطالبة بالقصاص - فئتان :
الأولى : جماعة الإخوان المسلمين .
الثانية : سلفيو مصر .
وقد ذكرت العربية أنهما سيشاركان في التظاهرة ، مع العلم أن جماعة الإخوان المسلمين قد تخلّفت عن مظاهرة سابقة تم الإعداد لها من قبل الثائرين لعدم تقاطع أهداف تلك المظاهرة مع مصالح الجماعة .
وعند الرجوع لتاريخ الجماعتين مع النظام السابق ؛ تجزم أن الفتور والتنازل لن يكون مطروحا في أجندة هاتين الفئتين ، وهو ما يبشّر بسوء الطالع – للمعتقدين بتأثيره على الحياة - ، وسوداوية المرحلة .
سيناضل منظّروا هاتين الفئتين للأخذ بالثأر ، وإقامة الحدّ ، والاقتصاص من الظالمين ، غير مبالين بمصالح المرحلة ، ولا الظروف التي تمرّ بها البلاد والمنطقة – إن كانت هناك معوقات - ، وستكون المطالبة شرعية ، وهي أخذ الحق من الظالم ، ونصرة المظلوم ، وهو مبدأ لا تختلف عليه الإنسانية جمعاء ، وهو تماما ما حدث مسببا موقعتي الجمل وصفّين ، حينما طالب معاوية بن ابي سفيان من الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بإقامة الحد على قتلة الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ولم يراعِ _ معاوية رضي الله عنه – ظروف المرحلة التي ألزمت الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه تأخير إقامة الحدّ .
ومن خلال هذه المعطيات والملابسات نتساءل :
هل ستحيي الثورة المصرية يوم الجمل وصفّين ؟
باسم الجرفالي
7 / 8 / 1432 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تناقلت وسائل الإعلام المطالبة بإحياء مظاهرة مليونية في ميدان تحرير القاهرة ؛ مطالبة بالقصاص في يوم الجمعة 8 / 7 / 2011 م ، وفي هذه المظاهرة تغيرت مبادئ سابقة كانت المطالبة بها قد أصمّت آذان المتابعين للشأن المصري ، وتحولت إلى أخرى ، كانت المطالبة السابقة هي ( الدستور أولا ) ، واليوم حلّ محلّها فكرة ( الثورة أولا ) ، وهي ما كانت لأجله وستبقى كذلك ( الثورة من أجل الثورة ) .
فنقلا عن العربية نت فأن المطالب الثورية ليوم القصاص كالتالي :
" وحددوا عدة مطالب على رأسها إعادة هيكلة جهاز الشرطة ، والقصاص للقتلى الذين سقطوا خلال الثورة ، والإسراع في محاكمة رموز النظام السابق ، والإفراج عن المعتقلين من شباب الثورة ، ومحاكمتهم أمام محاكم مدنية بدلاً من المحاكم العسكرية " .
وأنا ارى في هذه المطالب ما يذكرنا بمطالب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه التي سببت يوم الجمل وصفّين ، وهي إقامة الحدّ على قتلة الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه من قِبل الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
أيها العقلاء :
لنفرض جدلا أن المجلس العسكري المصري لم يستطع المُضِيَّ قُدُما لينفذ هذه المطالب ، ولنفرض أيضا أنه تخاذل وخذل الشعب ، وتحايل حتى يسقط تلك المطالب مع مرور الزمن وتقادم العهد ؛ فماذا تظنوا الوضع حينها ؟
من المعهود في طبيعة البشر التالي :
- الفتور والتنازل عن بعض المطالب إن حصل البعض وطال بهم الأمد .
- التشدد والتعنت والمطالبة برد الصاع صاعين للغرماء .
ومن وجهة نظري أن الوضع سيهدأ لو لم تدخل في هذه المظاهرة - المطالبة بالقصاص - فئتان :
الأولى : جماعة الإخوان المسلمين .
الثانية : سلفيو مصر .
وقد ذكرت العربية أنهما سيشاركان في التظاهرة ، مع العلم أن جماعة الإخوان المسلمين قد تخلّفت عن مظاهرة سابقة تم الإعداد لها من قبل الثائرين لعدم تقاطع أهداف تلك المظاهرة مع مصالح الجماعة .
وعند الرجوع لتاريخ الجماعتين مع النظام السابق ؛ تجزم أن الفتور والتنازل لن يكون مطروحا في أجندة هاتين الفئتين ، وهو ما يبشّر بسوء الطالع – للمعتقدين بتأثيره على الحياة - ، وسوداوية المرحلة .
سيناضل منظّروا هاتين الفئتين للأخذ بالثأر ، وإقامة الحدّ ، والاقتصاص من الظالمين ، غير مبالين بمصالح المرحلة ، ولا الظروف التي تمرّ بها البلاد والمنطقة – إن كانت هناك معوقات - ، وستكون المطالبة شرعية ، وهي أخذ الحق من الظالم ، ونصرة المظلوم ، وهو مبدأ لا تختلف عليه الإنسانية جمعاء ، وهو تماما ما حدث مسببا موقعتي الجمل وصفّين ، حينما طالب معاوية بن ابي سفيان من الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بإقامة الحد على قتلة الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ولم يراعِ _ معاوية رضي الله عنه – ظروف المرحلة التي ألزمت الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه تأخير إقامة الحدّ .
ومن خلال هذه المعطيات والملابسات نتساءل :
هل ستحيي الثورة المصرية يوم الجمل وصفّين ؟
باسم الجرفالي
7 / 8 / 1432 هـ