تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مسارح الطيب



عبد القادر الأسود
11-07-2011, 05:59 PM
مسارحُ الطيب

تحية لمدينة حماة.






مهما سَمَوتُ فأنتِ فوق سمائي

لله أنتِ مدينةَ العُظماءِ


ماذا أقولُ وأنتِ مَن قد أنجبتْ

عَبرَ العُصُورِ فَطاحلَ العلماءِ


أرْضَعْتِهم شَمَمَ العُلا وكَسَوتِهم

للنائباتِ شمائلَ الُنبَلاءِ


يا طَفْلَةَ النَهْديْن فاضا كوثراً

فاضت عليه قرائحُ الشعراءِ

* * *

أُمَّ النواعيرِ الشَجيِّ أَنينُها

كم أَّرقتْ بالشَجْوِ حُورَ الماءِ


كم أَلْهَبَ الأشواقَ رَجْعُ حنينِها

وسَرى كَمَسْرى الراحِ في الأعضاءِ


حَمَلَتْ لنا ماءَ الحياةِ جَداولاً

ومَضتْ تَبُثُّ الخِصْبَ في الأنحاءِ


وسَقتْ رياضَ الحُبِّ خَمْرةَ حُبِّها

فتَدَلَّتِ الأغصانُ بالنَعْماءِ


وتَراقَصَ النَوارُ تحتَ ظلالِها

فإذا الُمروجُ تَمُوجُ بالآلاءِ


وكأنّما نامتْ على الأرضِ السما

بنُجومها وببدرِها اللألاءِ

* * *

أُمَّ البطولة والفصاحةِ والحِجا

ومنارةَ السارين في الظلماءِ


وعشيقةَ النهرِ العَصِيِّ على المدى

ومسارحَ الأطيابِ والأشذاءِ


عُذراً فما وفّيتُ قدرَكِ إنما

هي قبضةٌ من نورك الوضاءِ


مها وقفتُ على المديحِ قصائدي

وسَخَوْتُ بالألقابِ و الأسماءِ


تَبْقَيْنَ يا تاجَ المفاخرِ كلِّها

فوقَ المديحِ وفوقَ كلِّ سخاءِ


ويحَ الخُطوبِ فكم أراشتْ سَهْمَها

وارتدَّ سهمُ الغدرِ في الأعداءِ


لك يا حماةُ على الرزايا والبَلا

درعٌ متينٌ من نسيجِ إباءِ


مرَّ الغُزاةُ جحافلاً مُخْتالةً

ومضوا على هُونٍ بلا خُيلاءِ


لله درُّ بَنيك كم ذا علَّموا

نَهِمَ العُيونِ مَزيَّةَ الإغضاءِ

* * *

ومن اشتهى سُكْنى العُقابِ وصيدَه

وله جَناحا بومةٍ عَجْفاءِ


فقد ابتغى صعباً فهاضَ جَناحُه

دونَ السفوحِ وخاب كلُّ رجاءِ

* * *

يا صَفْوةَ الأيام ما زلنا على

عهدِ الوفاءِ فوارسَ الهيجاءِ


عَلِمَت عَروسُ المجد كم جُدْنا لها

يوم الفِدى بقوافلِ الشُهداءِ


ما نحن مَن إنْ يخطبوها أرخصوا

مَهراً ولو خُضْنا بِحارَ دماءِ

عبدالله العبدلي
11-07-2011, 11:11 PM
الله الله !
قصيدة شامخة المعاني متطاولة المباني كحماة وكشاعرها عبدالقادر الأسود ..
دم مبدعا أخي !

خالدالبهكلي
12-07-2011, 04:05 AM
الأخ الشاعر عبدالقادر الأسود
لافض فوك نص بديع
رحلت مع حرفه
دم مبدعا
ولك ودي

عبد القادر الأسود
12-07-2011, 05:00 AM
شكراً لك أيها الأخ العزيز عبد الله العبدلي على كريم حضورك

عبد القادر الأسود
12-07-2011, 05:01 AM
ودمت كريماً ودوداً أخي خالد شكراً لجميل حضورك

أحمد العميري
12-07-2011, 05:24 AM
مسارح الطيب


مهما سَمَوتُ فأنتِ فوق سمائي=لله أنتِ مدينةَ العُظماءِ
ماذا أقولُ وأنتِ مَن قد أنجبتْ=عَبرَ العُصُورِ فَطاحلَ العلماءِ
أرْضَعْتِهم شَمَمَ العُلا وكَسَوتِهم=للنائباتِ شمائلَ الُنبَلاءِ
يا طَفْلَةَ النَهْديْن فاضا كوثراً=فاضت عليه قرائحُ الشعراءِ
**=**
أُمَّ النواعيرِ الشَجيِّ أَنينُها=كم أَّرقتْ بالشَجْوِ حُورَ الماءِ
كم أَلْهَبَ الأشواقَ رَجْعُ حنينِها=وسَرى كَمَسْرى الراحِ في الأعضاءِ
حَمَلَتْ لنا ماءَ الحياةِ جَداولاً=ومَضتْ تَبُثُّ الخِصْبَ في الأنحاءِ
وسَقتْ رياضَ الحُبِّ خَمْرةَ حُبِّها=فتَدَلَّتِ الأغصانُ بالنَعْماءِ
وتَراقَصَ النَوارُ تحتَ ظلالِها=فإذا الُمروجُ تَمُوجُ بالآلاءِ
وكأنّما نامتْ على الأرضِ السما=بنُجومها وببدرِها اللألاءِ
**=**
أُمَّ البطولة والفصاحةِ والحِجا=ومنارةَ السارين في الظلماءِ
وعشيقةَ النهرِ العَصِيِّ على المدى=ومسارحَ الأطيابِ والأشذاءِ
عُذراً فما وفّيتُ قدرَكِ إنما=هي قبضةٌ من نورك الوضاءِ
مها وقفتُ على المديحِ قصائدي=وسَخَوْتُ بالألقابِ و الأسماءِ
تَبْقَيْنَ يا تاجَ المفاخرِ كلِّها=فوقَ المديحِ وفوقَ كلِّ سخاءِ
ويحَ الخُطوبِ فكم أراشتْ سَهْمَها=وارتدَّ سهمُ الغدرِ في الأعداءِ
لك يا حماةُ على الرزايا والبَلا=درعٌ متينٌ من نسيجِ إباءِ
مرَّ الغُزاةُ جحافلاً مُخْتالةً=ومضوا على هُونٍ بلا خُيلاءِ
لله درُّ بَنيك كم ذا علَّموا=نَهِمَ العُيونِ مَزيَّةَ الإغضاءِ
**=**
ومن اشتهى سُكْنى العُقابِ وصيدَه=وله جَناحا بومةٍ عَجْفاءِ
فقد ابتغى صعباً فهاضَ جَناحُه=دونَ السفوحِ وخاب كلُّ رجاءِ
**=**
يا صَفْوةَ الأيام ما زلنا على=عهدِ الوفاءِ فوارسَ الهيجاءِ
عَلِمَت عَروسُ المجد كم جُدْنا لها=يوم الفِدى بقوافلِ الشُهداءِ
ما نحن مَن إنْ يخطبوها أرخصوا=مَهراً ولو خُضْنا بِحارَ دماءِ




لعلك تتقبلها مني على استحياء و خجل أمام حرفك الشجي


لحماة ذكر في ربى العلياء=لحماة دار في ذرا الجوزاء
لحماة يجبى المجد ملء دنانه=لحماة فخر الميت و الأحياء
أرض لها في كل خير سبقة=من ذا كمثل حماة في الإعطاء
تجثو على عاصٍ له من إسمه=حقٌّ و معنىً في دُنا الأسماء
عاصي الخنا و الدار في شطآنه=مثل العروس تميس باستحياء
وسط الشآم تربعت كقلادة=في جيد بكر كاعب حسناء
قامت بنا تحدو الكرامة و العلا=و تسوقنا للعَبِّ في الرمضاء
ثارت على ظلم الطغاة و جورهم=بالفعل لا بالقول و الإصغاء
و رمت دثار الصمت عن أعطافها=و تزمّلت بالقاف بعد الحاء
الله أنطقها و أعطى أهلها=صبرا على البلوى على الأرزاء
و لها بخاتمة المطاف عطيةٌ=و هدية كالدرة اللألاء
ذكر يدوم و شعلة لا تنطفي=في درب من يرنو إلى العلياء



لا فض فوك أخي الفاضل
هي حماة
حماة أبي الفداء و جميلة العاصي و عروسه
حماة النخوة و الرجولة و الشهامة
حماها الله و جعلها آمنة مطمئنة و سائر بلاد المسلمين
مودتي

أحمد

عبد القادر الأسود
12-07-2011, 06:25 AM
آمين أشكرك أخي الكريم على جميل حضورك وجمال هديتك سلمت يداك

نديم العاصي
13-07-2011, 06:20 PM
الله الله أيها المبدع القديرالمكين
سلم هذا القلم الصيب الذي أمطرنا بأجمل الصوروالمعاني
تحية منك عزيزة كريمة أيها الكريم لهذه الدرة السورية وتاريخها وأمجادها وأنت ابن إدلب الخضراء الأبية التي نحييها أجمل التحية ونرفع هامنا افتخارا ببطولاتها وتضحياتها الهائلة في هذه الثورة المباركة وفي غيرها على مر الزمان

لك الشكر والتقدير

عبد القادر الأسود
13-07-2011, 06:47 PM
ولك المجد أيها الشاعر النديم لحماة وعاصيها ، أشكرك على جميل حضورك ونبيل صفاتك

ربيحة الرفاعي
13-07-2011, 07:24 PM
مها وقفتُ على المديحِ قصائدي = وسَخَوْتُ بالألقابِ و الأسماءِ
تَبْقَيْنَ يا تاجَ المفاخرِ كلذها = فوقَ المديحِ وفوقَ كلِّ سخاءِ
ما نحن مَن إنْ يخطبوها أرخصوا= مَهراً ولو خُضْنا بِحارَ دماءِ
لن يرخص مهرها
ولن ينالوها ولو أغلوا في المهر
فحماة العصية على مشاريعهم ستبقى رمز شموخ وعز وفخار
ولن تحني الجبهة يوما لنغل ولا نذل

قصيدة بديعة حست وجرسا وفيها من المعاني ما ينعش الروح ومن الإباء ما يحيي القلب الذبيح

أحسنت القصد شاعرنا والقصيد

دمت بألق

عبد القادر الأسود
13-07-2011, 09:24 PM
أختي الفاضلة ربيحة الرفاعي أشكرك على كريم حضورك وأنهي إلى حضرتك أني أعد معجماً لشاعرات العرب وقد نشرت دراستين منه في مدونتي عن الخنساء وهند هارون
أرجو التفضل بلاطلاع علهيما وتبدي رأيك في مدونتي على الرابط الآتي : abdalkaderaswad.wordpress.com كما أرجو أن تزوديني بسيرتك العطرة مع مختارات من شعرك وصورة شخصية (إذا أحببت)

د. سمير العمري
11-07-2012, 12:55 PM
قصيدة شامخة شموخ حماة الأبية ومتألقة تألق شاعرها الكبير!

أحسنت أحسنت فلا فوض فوك!

تبقين أيها الأخ الكريم حقها الجزم بحذف النون للشرطية لتصبح تبقي.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

نداء غريب صبري
12-07-2012, 11:09 AM
أُمَّ النواعيرِ الشَجيِّ أَنينُها
كم أَّرقتْ بالشَجْوِ حُورَ الماءِ

كم أَلْهَبَ الأشواقَ رَجْعُ حنينِها
وسَرى كَمَسْرى الراحِ في الأعضاءِ

حَمَلَتْ لنا ماءَ الحياةِ جَداولاً
ومَضتْ تَبُثُّ الخِصْبَ في الأنحاءِ

وسَقتْ رياضَ الحُبِّ خَمْرةَ حُبِّها
فتَدَلَّتِ الأغصانُ بالنَعْماءِ

وتَراقَصَ النَوارُ تحتَ ظلالِها
فإذا الُمروجُ تَمُوجُ بالآلاءِ



سحر ام النواعير يعرفه حتى من لم يولد فيها ولم يشم عبير حركة المياه تقذفها الناعورة لتبعث الحياة فينا

قصيدة رائعة أخي

شكرا لك

بوركت