تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هاجس الرمل



شريفة العلوي
15-07-2011, 12:39 PM
يسكنني هاجس الرمل وأنا أجفجف طرف فستاني أو أنفض نثار الغبار من غلاف كتابي, قد تكون العلاقة سرمدية بين هذا الجسد الآتي من رحم الطين و هاجس الطين الذي يعزف سيمفونية التقلص داخل الكائن البشري حتى يسترجع شيئا من ممتلكاته المتراكمة تسربا.. والمتسربة تراكما , لتنتزع عبر كل منافذ الحواس أشيائها التي لا تستغني عنها في تفتق الزهرة , وانسيابية ذرات الماء , ومقاومة قرون الاستشعار في نظرات اليعسوب و تثليثه التكويني..
وفي غشاوة المزن حين تنسل من الهامات, وتعصر عيونها القطنية فوق هامات أخرى ,وإذ رذاذ العطس وتثاءب الصدغ , وتفريك شارب القط , في عيون الصبح كلها أمام لعبة الجيولوجيا الترابية تظل قصة واهية ..
حتى ذلك الطفل الذي كان يعبث بمسدس أبيه وهو يلهو بفطرته القديمة في القنص .

وذلك الجندي المعتزل وهو في سويعات فراغه ينظف بندقيته وكأن النظافة بديل لنزعة الاستنزاف و إحراز الهدف الغائب و الإستغياب في حضور المغتاب عينه ..
كل هذا لأن الطين مازالت عالقة بكل شيء ..
إلى متى أظل أحتضن التراب كلما ثقلت عليَ نفسي في حمل أوهام كاهلي ..
و تثاقلت الخطوات في كواحلي ..
والانقياد خلف ولاءات الدخان عن الزمن الجاهلي ..
يقولون بأن الجسد ثقيل والروح خفيفة وكل آثام الظنون و أثلام الجنون ..
واخضرار الفنون و سراديب السجون حتى سياسات المجون لم تأت سوى من روح الطين وفي نصفي ثمرة التفاحة تكمن أسرار الانتصاف وتركيز الاعوجاج .

لن أبرح الطين حتى أحتضنه قد أخاف أن أتدحرج مع الحصاة إذا حاولت مهنة الصعود لأن تلك الحصاة التي تصمد أمام الرياح الهائجة قد تضفِّر في جدائل الرهبة ليلا طويلا أصم وقد لا يسمعني أحد هناك.. قد لا تثبت أمام قدمي روح الطين , أيها الصعود لن أحاول أن أنظر إلى النجوم ليلا كي لا تتضايق القلادة في جيدي ولن أميل إلى اليمين أو يسار كي لا يُغرز مسمار القرط في ودجي ولن ألاعب الشمس بـــ..حب من نظرة أولى كي لا تمس أنفاسها الحارقة بريق عيني..لذا قد يكون احتضاني للطين حكمة اليسر في الهبوط .
ولا يكلفنا الهبوط يوما قيد أنملة .

أعيريني سمعك أيتها الطين وإن كان المطر قد مارس عليك كل أنواع المد والجزر فانا منك لا تورثيني عيوبك فقط, بل أعيريني سمعك في لحظات احتفال الريح بين عينيك لأن الريح لن تأخذني بعيدا عنك,, وإلا لماذا هذا الكوكب الموبوء بتنافس الدوران يعيدني إلى احتضان الطين ,, والنظر إلى العلو لا يصيبني بالدوران !
كلا وألف لا ,, بل يصيبني بالقذى لذا قيل "حبة الرمل" أكثر خطورة من الكثافة السكانية.

عبدالله العبدلي
16-07-2011, 08:28 PM
ياطينُ أنت ملاذ الروح ياطينُ = ففيك من زفرة الأيام تلحينُ
تموسق الحزن في قلبي فأعزفُني = شوقاً لهُ في قصيد الدمع تأبينُ
أراك أزمعت وصلي.. هل ستدفنني = من قبل موتي وأفْقي طفلُ ياطينُ؟!
ألمْ أبلّلْكَ من دمعي ؟ وأنتَ هوى = يشوقك السكر تهذي ثغركِ التينُ
أقضي سويعات أحلامي معفّرةً = خدي فتصفعُ في صفوي الأحايينُ
أرى السماء بأقمارٍ تراودني = عرساً له في اتساع الفأل تزيينُ
لكنما الرمل قد أزرى بخطبتهِ = فتى الفضاء .. فقلب الرمل مجنونُ
كوني على الرمل أفْقاً ياشريفُ به = يحلو التأمل .. يهفو فيه مفتونُ
كتاباتك تدغدغ الشعور حتى ينزف المنظوم والمنثور ..
سأضعك هرما لألحاني في ساعة تأمل فإني قلبي يرتاد الطين في لحظة المطر رغبة للعودة لبراءة الأصل وصفاءه..
بالمناسبة هل قرأتي قصيدتي إليليا أبوماضي : (الطين) و ( ماء وطين )؟
دمت مبدعة مفردة ياشريفة وكوني ( شاعرة الرمل )!

فاطمه عبد القادر
17-07-2011, 12:24 AM
أعيريني سمعك أيتها الطين وإن كان المطر قد مارس عليك كل أنواع المد والجزر فانا منك لا تورثيني عيوبك فقط, بل أعيريني سمعك في لحظات احتفال الريح بين عينيك لأن الريح لن تأخذني بعيدا عنك,, وإلا لماذا هذا الكوكب الموبوء بتنافس الدوران يعيدني إلى احتضان الطين ,, والنظر إلى العلو لا يصيبني بالدوران !
كلا وألف لا ,, بل يصيبني بالقذى لذا قيل "حبة الرمل" أكثر خطورة من الكثافة السكانية.



السلام عليكم استاذة شريفة
الطين سبب وجودنا ,ووسبب استمرارنا ,,ونهايتنا الأكيدة
فهو بكل تأكيد لم يورثنا عيوبه فقط بل حسناته جميعا
شكرا لك يا شريفة العزيزة لفلسفتك الجميلة بالحياة
ماسة

محمد ذيب سليمان
18-07-2011, 10:09 AM
تأخذني أيتها الكريمة

قراءاتك الفلسفية في كامل نصوصك

فلم تكن يوما قشورا أو سطحية بقدر ما فيها من اعمال فكر

وتليا جزئية صغيرة بكثير من الرؤية والروية


سعدت بكونيهنا أعانق رؤيتك والتيهيفي النهاية لا تبتعد عن رؤيتنا للطين

اللهم اتنت من علق الجرس .. وضربه فأسمعنا الرنين

شكرا لك

ربيحة الرفاعي
19-07-2011, 12:12 AM
أي فكر فلسفي عميق حرك الحروف هنا لتنهمر بكل هذا الجمال
ساحرة نصوصك غاليتي وباهر طرحك ومناقشتك لفكرتك

سعدت بقراءتها

تحيتي

دمت بألق

شريفة العلوي
19-07-2011, 01:05 PM
ياطينُ أنت ملاذ الروح ياطينُ = ففيك من زفرة الأيام تلحينُ
تموسق الحزن في قلبي فأعزفُني = شوقاً لهُ في قصيد الدمع تأبينُ
أراك أزمعت وصلي.. هل ستدفنني = من قبل موتي وأفْقي طفلُ ياطينُ؟!
ألمْ أبلّلْكَ من دمعي ؟ وأنتَ هوى = يشوقك السكر تهذي ثغركِ التينُ
أقضي سويعات أحلامي معفّرةً = خدي فتصفعُ في صفوي الأحايينُ
أرى السماء بأقمارٍ تراودني = عرساً له في اتساع الفأل تزيينُ
لكنما الرمل قد أزرى بخطبتهِ = فتى الفضاء .. فقلب الرمل مجنونُ
كوني على الرمل أفْقاً ياشريفُ به = يحلو التأمل .. يهفو فيه مفتونُ
كتاباتك تدغدغ الشعور حتى ينزف المنظوم والمنثور ..
سأضعك هرما لألحاني في ساعة تأمل فإني قلبي يرتاد الطين في لحظة المطر رغبة للعودة لبراءة الأصل وصفاءه..
بالمناسبة هل قرأتي قصيدتي إليليا أبوماضي : (الطين) و ( ماء وطين )؟
دمت مبدعة مفردة ياشريفة وكوني ( شاعرة الرمل )!


إنه طائر الإبداع الذي يرف بأجنحة النور مخاصرا خطّي الأفق
بأي طرف اللغة رنا حرفك هذه الطينية
وبأي شربة هنيئة ارتوى نصي هذا حتى أقسم الجدب أن لا يعاود الحضور إليه ثانية
هو كائن الشعر الذي تهيأ له طلاوة الطين لغة تترنم بها حويصلات الجهات الشتى وتنعم بسماعه الكائنات الجمة
إنه شاعر وذاك القصيد الأوفى بالحضور حين يتساقط الإبداع من سجف الغمام مرافقا لهدل الحمام .

الشاعر المبدع عبدالله العبدلي

أشكرك لهذه الاضاءات المفضية لازدهار الحرف
دمت بكل خير.

عبدالصمد حسن زيبار
19-07-2011, 01:18 PM
أملك القدرة التي تحول مادة الصحراء إلى مادة القصور ,,, أنفاس و خلجات التكوين
هكذا تحدث رجل الرمل و النار

مقطع من رواية : رجل الرمل و النار ( في طور الإنجاز)

أماني عواد
19-07-2011, 09:03 PM
الاستاذة الكبيرة شريفة العلوي


قد تكون العلاقة سرمدية بين هذا الجسد الآتي من رحم الطين و هاجس الطين الذي يعزف سيمفونية التقلص داخل الكائن البشري حتى يسترجع شيئا من ممتلكاته المتراكمة تسربا.. والمتسربة تراكما , لتنتزع عبر كل منافذ الحواس أشيائها التي لا تستغني عنه

العلاقة اشبه بمعادلة كيميائية مزدوجة الاتجاه, يتسرب الطين الى الاجساد عند النشوء , في ذات الوقت الذي يتسرب من االاجساد عند التحلل, في رحلة لا تتوقف, تلتقي بها البدايات بالنهايات , كأنما دورة تتكرر بعظيم قدرة الخالق, قد علمنا كنهها, لكننا نجهل تماما مرت تكرارها

الابداع نعمة حباك بها الله

سلمت وسلم حسك الفلسفي الفذ

ريبر أحمد
20-07-2011, 04:06 PM
أنت مدهشة بالفعل فقد جعلت حبة الرمل بالفعل محط تساؤل قلق حيث أن صغر الحجم يورث الهالة والخطورة
ولا نستصغر الشي ء لحجمه بل لما قد يحدثه من فجوة وربما يحيل بنا إلى خطر فكل الثورات قامت من شرارة صغيرة
وتندلع التفاصيل من خلال ومضة مدهشة
هذا ماتحاولين إخبارنا به وقد نجحت وبذلك تسهمين في خلق الغرابة الفنية التي تنسجم برؤى المتلقي الذي أصابه الاعياء الناجم عن تكرار النصوص التي لا تسهم بالفكرة التي يتوق إليها
عزيزتي نصك يشبهك ولن أزيد أكثر
أشكرك من القلب

شريفة العلوي
22-07-2011, 12:57 PM
أعيريني سمعك أيتها الطين وإن كان المطر قد مارس عليك كل أنواع المد والجزر فانا منك لا تورثيني عيوبك فقط, بل أعيريني سمعك في لحظات احتفال الريح بين عينيك لأن الريح لن تأخذني بعيدا عنك,, وإلا لماذا هذا الكوكب الموبوء بتنافس الدوران يعيدني إلى احتضان الطين ,, والنظر إلى العلو لا يصيبني بالدوران !
كلا وألف لا ,, بل يصيبني بالقذى لذا قيل "حبة الرمل" أكثر خطورة من الكثافة السكانية.



السلام عليكم استاذة شريفة
الطين سبب وجودنا ,ووسبب استمرارنا ,,ونهايتنا الأكيدة
فهو بكل تأكيد لم يورثنا عيوبه فقط بل حسناته جميعا
شكرا لك يا شريفة العزيزة لفلسفتك الجميلة بالحياة
ماسة



الأديبة الرائعة فاطمة عبدالقادر

نعم عزيزتي كما قلت له كل الذي لنا ولنا كل الذي له

تسعدني قراءتك وروعة مرورك

دمت بكل خير.

عبد الله راتب نفاخ
22-07-2011, 04:30 PM
أستاذتي الكريمة ..
تكتبون فلسفة أدبية تحمل من الرق الشيء الكثر ، و تدخلون أعماق النفس لتستخرجوا درر الكلم ..
بارك الله بكم ..
و دمتم بهذا الألق

شريفة العلوي
28-07-2011, 01:49 PM
تأخذني أيتها الكريمة

قراءاتك الفلسفية في كامل نصوصك

فلم تكن يوما قشورا أو سطحية بقدر ما فيها من اعمال فكر

وتليا جزئية صغيرة بكثير من الرؤية والروية


سعدت بكونيهنا أعانق رؤيتك والتيهيفي النهاية لا تبتعد عن رؤيتنا للطين

اللهم اتنت من علق الجرس .. وضربه فأسمعنا الرنين

شكرا لك



الأستاذ الشاعر محمد ذيب

ومرورك على النص إضافة إبداعية تزداد فيه مساحة الرؤى اتساعا

أسعدني كثيرا بأن رؤيتي حول الرمل لم تختلف مع رؤيتك التي أثمن معيارها .

دمت بكل خير.

نهلة عبد العزيز
28-07-2011, 07:39 PM
اغوص في الاعماق

باحثة عن كنوز هذيانك

اجمل ما في النص

انه اغرقنا بتفاصيله جيدا

غاليتي

شريفه العلوي

سحرتينا بقلم ينثر احساس مميز

انحناءه لقلمك


نور الجريوي

شريفة العلوي
28-06-2012, 11:31 AM
أي فكر فلسفي عميق حرك الحروف هنا لتنهمر بكل هذا الجمال
ساحرة نصوصك غاليتي وباهر طرحك ومناقشتك لفكرتك

سعدت بقراءتها

تحيتي

دمت بألق



الكبيرة بقلبها وإبداعها ربيحة الرفاعي

ما يظلل على رمال الحرف تحت هجمة شمس الصيف هو حضورك الوارف ولا حرمني الله من بهائه

دمت لنا بكل خير.