المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القارئ المقصود



مُنتظر السوادي
18-07-2011, 01:47 PM
جاء في سِمط اللآلئ "أَنَّ بَكْراً وَتَغْلِبَ لَمَّا سَئِمُوا الْحَرْبَ وَطَالَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ اتَّخَذَ مُهَلْهِلُ بْنُ رَبِيعَةَ عَبْدَيْنِ، فَكَانَ يُغِيرَ بِهِمَا عَلَى قَبَائِلِ بَكْرٍ. فَسَئِمَ الْعَبْدَانِ أَيْضاً ذَلِكَ. فَأَجْمَعَا عَلَى قَتْلِ سَيِّدِهِمَا. فَلَمَّا تَيَقَّنَ مُهَلْهِلٌ أَنَّهُمَا قَاتِلاهُ، قَالَ: إِنْ كُنْتُمَا لابُدَّ فَاعِلَيْنِ فَأَبْلِغَا الْحَيَّ وَصِيَّتِي. ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُول:

مَنْ مُبْلِغُ الأَحْيَاءَ أَنَّ مُهَلْهِلاً

للهِ دَرُّكُمُو وَدَرُّ أَبِيكُمُــو

فَقَتَلاهُ. ثُمَّ رَجَعَا إِلَى الْحَيِّ، فَقَالا: إِنَّ مُهَلْهِلاً مَاتَ، وَدَفَنَّاهُ فِي مَوْضِعِ كَذَا. قَالُوا: فَهَلْ وَصَّى بِشَيْءٍ، قَالا:نَعَمْ. قَال: وَأَنْشَدَا الْبَيْتَ فلَمْ يَدْرِ الْقَوْمُ مَا مَعْنَى ذَلِكَ حَتَّى أَتَتْ ابْنَتُهُ، وَكَانَتْ غَائِبَةً عِنْدَ زَوْجِهَا فِي بَعْضِ الأَحْيَاءِ. فَأَنْشَدُوهَا مَا قَالَ أَبُوهَا. فَقَالَتْ: إِنَّ أَبِي يُخْبِرُكُمْ أَنَّ الْعَبْدَيْنِ قَتَلاهُ. ثُمَّ قَالَتْ إِنَّمَا أَراَدَ:

مَنْ مُبْلِـغُ الأَحْيَاءَ أَنَّ مُهَلْهِلاً

أَمْسَى صَرِيعاً فِي الضَّرِيحِ مُجَدَّلا

للهِ دَرُّكُــمُ وَدَرُّ أَبِيكُــمُ

لا يَبْرَحِ الْعَبْدَانِ حَتَّى يُقْتَـلا

إن المهلهلَ الذي عَرَفَ أنه سَيَمُوت، كتب وصيتَه شعرا، وبلغة إيحائية. وفي ذهنه مُخاطَب مُعَيَّن، عالِمٌ بأسرار شِعْرِه. ولَمْ يكن هذا المخاطبُ سوى ابنتِه. فلو كَتَبَ الوصيةَ بلغةٍ واضحة لَفَهِمَ العبدان المدلولَ، وكَتَمَا السِّرَّ... وبِهذا ستكون الوصيةُ عاجزةً عن أداء رسالتها.

ربيحة الرفاعي
19-07-2011, 03:36 AM
ولكن القاريء المقصود تعني بالنتيجة تكبيل النص بأصفاد تبعده عن أي متلق غير ذلك المقصود
وفي هذا إضعاف للنص وبما قتل له
ومن الكفيل بأن يصل النص لذلك القاريء أصلا ، ليستغني به الكاتب عن بقية القراء

مختار بديع لطرح فكرة على جانب كبير من الأهمية

دمت بألق

مُنتظر السوادي
19-07-2011, 11:17 AM
القارئ المقصود : هو القارئ الذي يجعله المؤلف نصب عينه أثناء كتابة النص , وهذا يعني ان المعنى المراد من النص من قبل الؤلف لم يفهم على اتم وجه الا من قبل ذلك القارئ , اي ممكن ان نقول ان النص فيه تشفير من نوع خاص ولا يفك شفرته سوى ذلك القارئ , وهذا لا يمنع من ان يكون النص ذا معنى ظاهر يفهمه المتلقي العادي , وربما يكون القارئ المقصود فئة معينة .
والقارئ المقصود مصطلح نقدي حديث كما تعلمون , لكن جئت بالمثال من التراث لتوضيح الفكرة , والمثال خير من التعريف .
الناقدة الجليلة ربيحة
شكرا جزيلا لمرورك وتسجيل ملاحظتك , وهذا مثال آخر حدث معي , كتبت رسالة ادبية مطلعها " عزمتُ السَّفرَ بعدَ أنْ صَمتَ البَدرُ , فتأهبتُ وَجمعْتُ من فاكِهةِ السَّمرِ وقُوتَ السَّهرِ ما يُطربُ الخلفاءَ , و يؤنسُ الغُرباءَ , ويُغري الأتقياءَ ؛ وَدَّعْتُ عِتبةَ السَّأمِ , وَمَزقْتُ لباسَ القِنُوطِ ؛ وعانقْتُ الآمالَ عناقَ العَاشِقينَ " .
عرضتها على صديق شاعر له شعر جميل ومتذوق للشعر , قرأ صمت البدر !؟ قال هنا نضع علامة استفهام , ولِمَ قال البدر لا يصمت ولا يتكلم , فلم أُجبه .
اما القارئ المقصود فهو قد فهمها ببساطة .

أعاود شكري وامتناني واعتزازي بمرورك الرائع