تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : 1-انطباع في مخيلة صقر قريش



د. حكمت صالح
24-07-2004, 05:50 PM
هَرَبْتُ بِجِلْدِيَ الذَّاوِي ……
إلَى الْوَادِي الظَّلِيلِ الْفَيْءْ [1]
وَكُنْتُ قَطَعْتُ آلافاً مِنَ الأَمْيَالِ ...
عَبْرَ مَفَاوُزِ الرَّفْضِ [2].
قَطَعْتُ مَضَائِقَ الدُّنْيَا
لأَزْرَعَ فِي فَيَافِي الضَّفَّةِ الأُخْرَى
مِنَ الأَرْضِ [3]
مَوَاوِيلاً وَأُغْنِيَّاتِ لَحْنِ الدِّفْءْ [4].
فَكَانَ أَنِ اسْتَطَالَ ذِرَاعِيَ الْمَبْتُورْ [5]
نَمَا ، كَالنَّبْلِ يُبْعَثُ مِنْ وَرَاءِ السُّورْ [6]
وَكَانَ أَنِ امْتَشَقْتُ مُهَنَّدِي فِي غَيْهَبِ الْغَسَقِ [7]
وَرُحْتُ اُسَائِلُ الْحُرَّاسَ فِي الطُّرُقِ [8]
عَنِ الْمَعْشُوقَةِ الْحَسْنَاءْ [9].
وَاُبْحِرُ فِي زَوَايَا عَالَمِ الْغُرَبَاءْ [10]
وَأَلْوِي الرِّيحَ بِالرُّمْحِ الَّذِي مَا انْفَكَّ يَلْوِينِي [11]
يُخَثِّرُ فِي جِرَاحِي الْمُثْخَنِ النَّفَحَاتِ
فِي أَكْمَامِ ثَغْرِي – الْبُرْءْ [12].
عَرَفْتُ مَحَاكِمَ التَّفْتِيشِ قَدْ بَتَرَتْ يَمِينِي
دُونَمَا أَنْوِي لأَفْعَلَ شَيْءْ [13].
هَرَبْتُ إِلَى فَيَافِي الضَّفَّةِ الأُخْرَى [14]
صَهِيلُ الْخَيْلِ طَارَدَنِي [15]
وَكُثْبَانُ الصَّحَارَى سَدَّتِ الدَّرْ بَا [16]
عَلَيَّ ، فَيَا نُخَيْلاَتِ الْبَرَارِي
كَيْفَ عَاشِقُكِ الْمُتَيَّمُ يَذْبَحُ الْقَلْبَا [17]
عَلَى شَفَرَاتِ دَرْبِ الشَّوْكْ
لاَ…لاَ تَسْتَثِيرِي ذِكْرَيَاتِ الْمَرْءْ [18]
لَسَوْفَ تُمِيتُهُ حَيّاً
وَتُحْيِيهِ ، لِكَيْ مَا يَسْتَعِدَّ لِمَوْتَهٍ اُحْرَى [19].
وَبِالأَحْرَى [20]
اُرِيدُ عُبُورَ هَذَا الْحَاضِرِ الْمُتأَزِّمِ الْمُسْوَدِّ
فِي عَيْنِي [21]
لِكَيْ يَبْيَضَّ .. أَوْ أَبْرَا [22].
وَأَعْبُرُ فَوْقَ جِسْرِ عُصُورِ أَنْدَلُسِ الأَعَارِيبِ [23]
فَأَرْفُلُ فِي إِهَابِ الْبَهْجَةِ الْفَضْفَاضِ
مَأْخُوذَ التَّلاَبِيبِ [24].
تُعَانِقُنِي شِفَاهُ فُسَيْفِسَاءِ زَخَارُفِ " الْحَمْرَاءْ " [25]
وَفِي بَهْوِ الْبِلاَطِ …
وَحَوْلَ صَحْنِ الْقَصْرِ
أَوْ أَتَلَمَّسُ الإِبْرِيزَ وَالْمِينَاءْ [26]
بِوَاجِهَةِ الْمَحَارِيبِ [27].
هُنَا بِمَدِينَةِ " الزَّهْرَاءْ " [28].
وَأَجْدِفُ فِي قَوَارِبِ عُمْرِيَ الْمَغْرُوزِ بِالتُّرْبَةْ [29]
وَأَطْوِي سِفْرَ عُمْرِيَ .. حِقْبَةً .. حِقْبَةْ [30].
أَمُرُّ بِسُورِ قُرْطُبَةٍ … تُحَيِّينِي [31]
جُمُوعُ النَّاسِ تَرْحِيبَا [32].
اُوَدِّعُهُمْ … فَتَبْكِينِي [33]
قُلُوبُهُمُ..
أَمَازِيغاً…أَعَارِيبَا [34]
وَيَبْكُونِي...[35]
مَآذِنَ…آهِ ، وَا أَسَفَاهْ [36]
وَيَبْكُونِي...[37]
مَنَابِرَ…آهِ ، وَأَسَفَاهْ [38]
وَيَبْكُونِي...[39]
مَحَارِيبَا [40].
إِذَنْ ؛ فَعَلاَمَ أَطْرَبَنِي ضُحىً [ زِرْيَابُ ]
ثُمَّ ـ إذَا تَوَارَتْ شَمْسُ أَيَّامِي
وَرَاءَ الْقَلْعَةِ الشَّمَّاءِ …
يَبْكِينِي؟ [41].
أَلاَ .. مَا أَضْيَعَ الْعُمْرَا *؟ [42]
وَما أَقْسَاهُ يُضْنِينِي [43]
مُرُوراً بِالْخَنَاجِرِ وَالسَّكَاكِينِ [44]
أَلاَ آهٍ … أَلاَ آهْ [45].

( للقصيدة تتمة)

© الشاعر الاسلامي الدكتور حكمت صالح

د. سمير العمري
15-11-2004, 01:12 AM
رائعة بحق أخي د. حكمت.

لغة متميزة تلك التي سكبتها هنا عبقاً.


دمت بهذا الألق


تحياتي وتقديري
:os:

لحظة صدق
18-11-2004, 01:24 PM
كلمات أكثر من رائعة ترجمت احساس القلب ونبض المشاعر
ما اصدق الكلمة اذا جاءت بهذه الصياغة العذبة

فسلمت على هذا البوح الراقي
تحية من القلب ملؤها التقدير والاحترام
دمت بخير

مها

نعيمه الهاشمي
11-07-2005, 08:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله


الدكتور والشاعر الكبير صالح حكمت

ما زلنا نتتظر الدرر

دمت في أمان الله وحفظه