باسم عبدالله الجرفالي
25-07-2011, 11:06 AM
الخشية من الانتقاد
النقد والانتقاد في نظري مختلفان ، فالنقد أعمّ وأشمل من الانتقاد ، فهو يضع اليد على مكامن الجمال والضعف سويا في عمل أو شخص أو فئة أو ما سواها ، أما الانتقاد فهو متخصص بالمثالب والمساوئ ، وإبرازها بصورة تسقط المُنتقَد وترديه إلى أسفل سافلين .
نحن نخشى الانتقاد بطبعنا ، ولكن العجب أن نخشاه على من نحب وليس على أنفسنا ، سواء كان المحبوب منظّمة أو مذهبا أو فئة أو أشخاصا وحتى الأندية الرياضية .
تجدنا نحارب من أجل حكومة ما ، وحزب ما ، ومذهب ما ، وجماعة ما ، وشيخ طريقة ما ، وناد ٍ رياضي ما ، وطبّاخ ما ، وهلم جرا من هذه المعارك التي يصبغها المقاتلون فيها بصِبغٍ تتناسب مع ميولهم وأهوائهم ، فيدافعون فيها عن مريديهم بأبهى الحجج ، ويسقطون فيها على مخالفيهم أشنع التُّهم .
في أيامنا هذه تجد المناضلين المنافحين عن حياض الثورات العربية يرفعون أعناقهم ، وينادون ناعقين كالغربان تمجيدا للخراب والفساد بحجج الدفاع عن الديمقراطية حينا ، الذود عن الدين حينا آخر ، والبحث عن لقمة الجياع أحيانا أخرى ، وعَدِّد ما شئت بعدها من الشعارات التي أصمت الآذان ، والتي لا يقبل أي أحد من السابقين الخدش في درة الثورة المصونة ، أو التعرض لمساوئها ، وفضح المستفيدين منها – من المؤكد أن طبقة الشعوب الدنيا لن تستفيد من الثورات سوى الفتات والبقية لرؤوس الأنظمة الجديدة شاءوا أم أبوا - .
ومنذ زمن مضى وما زال نرى المنافحين عن الإسلاميين عموما ، والمشايخ خصوصا ، باسم الدين ، والذب عن أعراضهم - ( من ذبّ عن عرض أخيه بالغيب . . . ) - ، وعدم القبول بافتضاح المتلاعب فيهم والمتناقض ، سواء كان ذلك بقصد أم بغيره ، مستدلين في دفاعهم عن المشايخ بحديث ابن عساكر القُدْسِي : ( لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في منتقصهم معلومة ) ، وبالدليل السابق عن البقية ، والسبب هو المشاركة في الانتماء لنفس التوجه ، ولو كانوا أهل حق لدافعوا عن معارضي هذه الفئة في محافل أخرى ؛ إذ أنهم - أيضا - مسلمون يصح في حقهم : ( من ذبّ عن عرض أخيه بالغيب . . . ) ، ولكن لا حياة لمن تنادي .
وتجد نفس الفئة تهاجم رموزا من الإسلاميين – مشايخ - بحجة الخروج عن المذهب الفقهي المعتاد ، وأنهم ضلّال مضلّون ، سواء كان هذا الخروج الفقهي مسبوقا إليه أم لا ، مع العلم أن بعض الرموز المقدٍّسة عندهم برّر قتل ثلث أهل بلد ما كي يسقطوا حاكمه ونظامه ؛ كي يهنأ بعده الثلثين ، وجعل إراقة دماء ملايين المسلمين أمرا هينا ، يمكن الفَصْل فيه مع احتساء فنجان قهوة بعد صلاة العصر .
وتجد البعض ينافح من أجل حكومة ما ، فإن شرّقت به شرّق ، وإن غرّبت به غرّب ؛ شاهرا سيفه صليتا في وجه منتقديها ، موجها إليهم التّهم بالخيانة والخروج والعمالة ، وحدّث من هذه التّهم التي يصل الحكم عليها في كثير من البلدان القتل ، وقد تجد تلك الحكومة تأتي بالعجائب من القرارات ، وتُحْكِم قبضتها على المال العام لتستحوذ بأغلبه دون الشعب ، وتمارس أبشع أنواع الطبقية بين أفراد الدولة الواحدة ، فتجد الخدمات الراقية في جزء ، وافتقارا لأساسيات الحياة في جزء آخر .
فلِمَ نخشى الانتقاد ؟
إن كل فئة أو شخص يخشى الانتقاد هو ضعيف لا يستحق البقاء والديمومة ، ومن رضي به غير خائف منه كُتِب له العلو والسمو .
الكلّ خطّاء ، ولكن خير الخطّائين التوابون .
لماذا لا نعترف بأخطائنا إن وُوجِهنا بها ؟
لماذا لا نغير مسارنا إن اقتنعنا بخطئنا ؟ - ألف خط تحت القناعة –
نردد كثيرا المقولة المشهورة : ( كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وقّافا عند كتاب الله ) ، فلِمَ لا تكون منهج حياتنا ؟
أم أننا منزّهون نحن ومن نحب ونهوى من الزلل ؟
وهل حق غيرنا ممن لا نهوى من الاجتهاد ناقص ولا يصل لحق من نهوى ونريد ؟
وهل خلل من نهوى ونريد مغفور ؟ وخلل سواه معظّم يستحيل غفرانه ؟
وعين الرضا عن كل عيب كليلة * * * ولكن عين السخط تبدي المعايبا
باسم الجرفالي
24 / 8 / 1432هـ
النقد والانتقاد في نظري مختلفان ، فالنقد أعمّ وأشمل من الانتقاد ، فهو يضع اليد على مكامن الجمال والضعف سويا في عمل أو شخص أو فئة أو ما سواها ، أما الانتقاد فهو متخصص بالمثالب والمساوئ ، وإبرازها بصورة تسقط المُنتقَد وترديه إلى أسفل سافلين .
نحن نخشى الانتقاد بطبعنا ، ولكن العجب أن نخشاه على من نحب وليس على أنفسنا ، سواء كان المحبوب منظّمة أو مذهبا أو فئة أو أشخاصا وحتى الأندية الرياضية .
تجدنا نحارب من أجل حكومة ما ، وحزب ما ، ومذهب ما ، وجماعة ما ، وشيخ طريقة ما ، وناد ٍ رياضي ما ، وطبّاخ ما ، وهلم جرا من هذه المعارك التي يصبغها المقاتلون فيها بصِبغٍ تتناسب مع ميولهم وأهوائهم ، فيدافعون فيها عن مريديهم بأبهى الحجج ، ويسقطون فيها على مخالفيهم أشنع التُّهم .
في أيامنا هذه تجد المناضلين المنافحين عن حياض الثورات العربية يرفعون أعناقهم ، وينادون ناعقين كالغربان تمجيدا للخراب والفساد بحجج الدفاع عن الديمقراطية حينا ، الذود عن الدين حينا آخر ، والبحث عن لقمة الجياع أحيانا أخرى ، وعَدِّد ما شئت بعدها من الشعارات التي أصمت الآذان ، والتي لا يقبل أي أحد من السابقين الخدش في درة الثورة المصونة ، أو التعرض لمساوئها ، وفضح المستفيدين منها – من المؤكد أن طبقة الشعوب الدنيا لن تستفيد من الثورات سوى الفتات والبقية لرؤوس الأنظمة الجديدة شاءوا أم أبوا - .
ومنذ زمن مضى وما زال نرى المنافحين عن الإسلاميين عموما ، والمشايخ خصوصا ، باسم الدين ، والذب عن أعراضهم - ( من ذبّ عن عرض أخيه بالغيب . . . ) - ، وعدم القبول بافتضاح المتلاعب فيهم والمتناقض ، سواء كان ذلك بقصد أم بغيره ، مستدلين في دفاعهم عن المشايخ بحديث ابن عساكر القُدْسِي : ( لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في منتقصهم معلومة ) ، وبالدليل السابق عن البقية ، والسبب هو المشاركة في الانتماء لنفس التوجه ، ولو كانوا أهل حق لدافعوا عن معارضي هذه الفئة في محافل أخرى ؛ إذ أنهم - أيضا - مسلمون يصح في حقهم : ( من ذبّ عن عرض أخيه بالغيب . . . ) ، ولكن لا حياة لمن تنادي .
وتجد نفس الفئة تهاجم رموزا من الإسلاميين – مشايخ - بحجة الخروج عن المذهب الفقهي المعتاد ، وأنهم ضلّال مضلّون ، سواء كان هذا الخروج الفقهي مسبوقا إليه أم لا ، مع العلم أن بعض الرموز المقدٍّسة عندهم برّر قتل ثلث أهل بلد ما كي يسقطوا حاكمه ونظامه ؛ كي يهنأ بعده الثلثين ، وجعل إراقة دماء ملايين المسلمين أمرا هينا ، يمكن الفَصْل فيه مع احتساء فنجان قهوة بعد صلاة العصر .
وتجد البعض ينافح من أجل حكومة ما ، فإن شرّقت به شرّق ، وإن غرّبت به غرّب ؛ شاهرا سيفه صليتا في وجه منتقديها ، موجها إليهم التّهم بالخيانة والخروج والعمالة ، وحدّث من هذه التّهم التي يصل الحكم عليها في كثير من البلدان القتل ، وقد تجد تلك الحكومة تأتي بالعجائب من القرارات ، وتُحْكِم قبضتها على المال العام لتستحوذ بأغلبه دون الشعب ، وتمارس أبشع أنواع الطبقية بين أفراد الدولة الواحدة ، فتجد الخدمات الراقية في جزء ، وافتقارا لأساسيات الحياة في جزء آخر .
فلِمَ نخشى الانتقاد ؟
إن كل فئة أو شخص يخشى الانتقاد هو ضعيف لا يستحق البقاء والديمومة ، ومن رضي به غير خائف منه كُتِب له العلو والسمو .
الكلّ خطّاء ، ولكن خير الخطّائين التوابون .
لماذا لا نعترف بأخطائنا إن وُوجِهنا بها ؟
لماذا لا نغير مسارنا إن اقتنعنا بخطئنا ؟ - ألف خط تحت القناعة –
نردد كثيرا المقولة المشهورة : ( كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وقّافا عند كتاب الله ) ، فلِمَ لا تكون منهج حياتنا ؟
أم أننا منزّهون نحن ومن نحب ونهوى من الزلل ؟
وهل حق غيرنا ممن لا نهوى من الاجتهاد ناقص ولا يصل لحق من نهوى ونريد ؟
وهل خلل من نهوى ونريد مغفور ؟ وخلل سواه معظّم يستحيل غفرانه ؟
وعين الرضا عن كل عيب كليلة * * * ولكن عين السخط تبدي المعايبا
باسم الجرفالي
24 / 8 / 1432هـ