المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رِسَالةٌ إِلَى أُمِّي ...



ربيع بن المدني السملالي
25-07-2011, 02:15 PM
رِسَالةٌ إِلَى أُمِّي...


بقلم / ربيع بن المدني السملالي


أمِّي الحبيبة ...
...واللهِ ما أدْري من أين أبدأُ وماذا أقولُ ...فقلمي مُضطربٌ كأشدِّ مايكونُ الإضطرابُ ...و قلبي مفعمٌ بالحبِّ والودِّ والإخلاصِ والرحمة والعطف لكِ ...على الرّغم من تصرّفاتي السَّمجة تُجَاهَكِ...فأنا معترفٌ أنَّ الخطأَ والزَّللَ والنسيانَ هم الغالبون على من خلقَهُ اللهُ من عجلٍ ...نعمْ من عجلٍ ...أخطأتُ في حقِّك ونسيتُ قولَ المصطفى صلى الله عليه وسلم أنَّكِ أحقُّ النَّاسِ بحسن صحابتي ... ضيَّعتُ آكدَ الحقوقِ ...وقاربتُ الفتنةَ... فتنة العقوق ...برُّ الوالدين عليَّ دين ...وأنا هاملٌ له بالصَّد وطولِ البين ...أبتغي الجنةَ بزعمي وهي مقرونةٌ برضا أمي بعد توحيدِ اللهِ جلَّ في عُلاه ... مشاعرُ الحبِّ والعطفِ والحنانِ تعلو وجهَك الكريم ...سَهِرْتِ لأنامَ ...وجعتِ لأشبعَ ...و إن أصابني مرضٌ أو آفة ...فلا تسأل عن عظيم ما تكابده وتعانيه ...من همٍّ وحزن وغم وأسف وما الله به عليم ...فكم عاملتُك يا أمي بسوء الخلق والأخلاق ...لسانُ حالي يقول ما رأيتُ منكِ خيرًا قط ...أمَّا أنتِ ...أنتِ يا أمي ...فقد دعوتِ اللهَ -عز وجل- في السرِّ والعلن ألا يؤاخذني بما فعلتُ من سفه ونزقٍ وسفسطةٍ ...
فوا أسفاَ ألاَّ أُكبَّ مُقَبِّلاً لرأسكِ ... والصَّدْرِ الَّذَيْ مُلِئاَ حزمَا
والدتي العزيزة ...
كأنَّ الشاعرَ -المتنبي- عناني بأبياته الشَّهيرة ...
وما قتلَ الاحرَارَ كالعفوِ عنهم ... ومن لكَ بالحرِّ الذي يحَـفظُ اليدا
إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتَهُ ...وإن أنتَ أكرمتَ اللّـئيم تمـردا
فلا كثَّر اللهُ في المسلمين من أمثالي ... نعم من أمثالي....
أمِّي ...
ها أنا قد نيَّفْتُ على الثلاثين ...
وأصبحتُ أعي معنى بر الوالدين ...
عندما أصبحتُ أبًا لأبي قتادة وأمِّ الفضل حفظهما الله بحفظه ...
وهذا هو مربطُ الفرس وبيتُ القصيد في هذه الرسالة ...
لا يعرفُ الرَّجلُ قيمةَ والِدَيـْهِ حقَّ المعرفةِ حتى يصبِحَ أبًا ولا تعرفُ المرأةُُ وزنَ والِدَيْها حتى تُصبحَ أُمًّا ...
هذا إذا كان هذا الرَّجلُ يسمعُ وتلك المرأةُ تعقِلُ ...وإلاً فهما كالأنعام... بل هما أضلّ ...
سامحيني... أمِّي ...
عُذْراً ...والدتي ...
أنا المذنبُ الخطَّاء والعفو واسع ... ولو لمْ يكنْ ذنبٌ لما وقعَ العفوُ
وأحسن منه قول الله جلّ وعلا ...
{رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً } الإسراء25
في تفسير الجلالين :
(ربكم أعلم بما في نفوسكم) من إضمارِ البرِّ والعقوقِ (إن تكونوا صالحين) طائعين لله (فإنه كان للأوابين) الرجَّاعين إلى طاعته (غفورا) لما صدرَ منهم في حقِّ الوالدين من بادرةٍ وهمْ لا يُضمرون عقوقـًا ...


وكتبَ ربيع بن المدني في 13-05-2009

آمال المصري
25-07-2011, 05:56 PM
والله إنك لتملك قلبا مفعما بالحب والعطف وقلما حييا أحيا فينا ما نغفل عنه كثيرا
وخاصة ونحن على مشارف شهر الفضيلة والرحمة
عسى أن يكون تذكرة لمن يغفل واجباته تجاهها
بوركت أستاذي وبورك اليراع لرسالتك الهادفة وقلمك الطيع
تحيتي الخالصة

ربيع بن المدني السملالي
26-07-2011, 01:38 AM
والله إنك لتملك قلبا مفعما بالحب والعطف وقلما حييا أحيا فينا ما نغفل عنه كثيرا
وخاصة ونحن على مشارف شهر الفضيلة والرحمة
عسى أن يكون تذكرة لمن يغفل واجباته تجاهها
بوركت أستاذي وبورك اليراع لرسالتك الهادفة وقلمك الطيع
تحيتي الخالصة

أختي الأستاذة الكريمة رنيم / سعدت بتعليقك الجميل وسررت به بارك الله فيك وجزاك خيرا ...
تحياتي لك

فاطمه عبد القادر
26-07-2011, 02:16 AM
لا يعرفُ الرَّجلُ قيمةَ والِدَيـْهِ حقَّ المعرفةِ حتى يصبِحَ أبًا ولا تعرفُ المرأةُُ وزنَ والِدَيْها حتى تُصبحَ أُمًّا ...
هذا إذا كان هذا الرَّجلُ يسمعُ وتلك المرأةُ تعقِلُ ...وإلاً فهما كالأنعام... بل هما أضلّ ...



السلام عليكم أخي العزيز ربيع
جزاك الله كل الخير على هذة اللرسالة العظيمة لأم تعبت وسهرت وعانت,,, ونسينا
رسالة كبيرة المعنى ,فالله قد أوصانا بهم ولم يوصهم بنا لعلمه وهو العالم أننا ننسى وهم لا ينسوننا أبدا
شكرا لقلم جاد بالخير الكبير
ماسة

ربيع بن المدني السملالي
26-07-2011, 11:17 AM
لا يعرفُ الرَّجلُ قيمةَ والِدَيـْهِ حقَّ المعرفةِ حتى يصبِحَ أبًا ولا تعرفُ المرأةُُ وزنَ والِدَيْها حتى تُصبحَ أُمًّا ...
هذا إذا كان هذا الرَّجلُ يسمعُ وتلك المرأةُ تعقِلُ ...وإلاً فهما كالأنعام... بل هما أضلّ ...



السلام عليكم أخي العزيز ربيع
جزاك الله كل الخير على هذة اللرسالة العظيمة لأم تعبت وسهرت وعانت,,, ونسينا
رسالة كبيرة المعنى ,فالله قد أوصانا بهم ولم يوصهم بنا لعلمه وهو العالم أننا ننسى وهم لا ينسوننا أبدا
شكرا لقلم جاد بالخير الكبير
ماسة
أهلا وسهلا بأختي الأستاذة الكريمة فاطمة / إضافة قيّمة بارك الله فيك / أعجبتني هذه العبارة ( فالله قد أوصانا بهم ولم يوصهم بنا لعلمه وهو العالم أننا ننسى وهم لا ينسوننا أبدا ) فإن كانت من بنيات أفكارك فهنيئا لك أيتها الموفقة ، لك أخلص التحايا ...

نداء غريب صبري
26-07-2011, 03:51 PM
شكرا لك أخي
حروفك هذه ذكرتنا بالغالية التي سرقتنا منها الأيام
وأبعدتنا عنها أحزان غرقنا فيها
ونسينا أن في حجرها شاطيء أمان ينتظرنا

بوركت

ربيحة الرفاعي
27-07-2011, 12:30 AM
نعرف بعد تذكرة كهذه قدرها، ونزمع العدْوَ إليها تائبين، لكنا لا نلبث أن نرتمي في أحضان دنيا تشغلنا من زوج ومال وبنين، فنتمهل ونستمهل ونؤجل ونتشاغل ونخلد لدنيانا آمنين...
والويل لمن يسبقه إليها ما يمنعه عن التوبة بين يديها واستغفارها والتماس عفوها
فلا شيء بعدها يطفيء اللهيب ويشفي القلب

رائع مقالك لا حرمت أجره
وانعم الله عليك وعلينا برضاها واجر برها

دمت بألق

ربيع بن المدني السملالي
29-07-2011, 05:09 PM
نعرف بعد تذكرة كهذه قدرها، ونزمع العدْوَ إليها تائبين، لكنا لا نلبث أن نرتمي في أحضان دنيا تشغلنا من زوج ومال وبنين، فنتمهل ونستمهل ونؤجل ونتشاغل ونخلد لدنيانا آمنين...
والويل لمن يسبقه إليها ما يمنعه عن التوبة بين يديها واستغفارها والتماس عفوها
فلا شيء بعدها يطفيء اللهيب ويشفي القلب

رائع مقالك لا حرمت أجره
وانعم الله عليك وعلينا برضاها واجر برها

دمت بألق

كلمات في الصميم /
حيّاك الله وبيّاك أيتها الموفقة /
سطع نور الشّرف في هذه الصفحة يا ربيحة فبارك الله في سعيك ...

ربيع بن المدني السملالي
11-08-2011, 07:55 PM
شكرا لك أخي
حروفك هذه ذكرتنا بالغالية التي سرقتنا منها الأيام
وأبعدتنا عنها أحزان غرقنا فيها
ونسينا أن في حجرها شاطيء أمان ينتظرنا

بوركت

أختي الفاضلة نداء / شكرا لهذه الإطلالة المشرفة وبارك الله في أدبك وعلمك ، يشرفني جدا أن أراك هنا ...

عبد الله راتب نفاخ
12-08-2011, 09:51 AM
أيها الكريم القدير ..
مشاعر صادقة انسكبت انسكاباً ..
و أروع ما فيها هذا الصدق و إخراج الظاهر كصورة الباطن
حياك الله أيها الكريم
و دمت بكل الود

ربيع بن المدني السملالي
14-08-2011, 05:13 PM
أيها الكريم القدير ..
مشاعر صادقة انسكبت انسكاباً ..
و أروع ما فيها هذا الصدق و إخراج الظاهر كصورة الباطن
حياك الله أيها الكريم
و دمت بكل الود

أستاذي الفاضل واخي العزيز عبد الله / يسرني جدا حضورك الكريم فلا تبخل علينا به جزاك الله خيرا

نورة العتيبي
23-02-2012, 07:41 PM
استاذي الكريم ربيع
تألمت جدا عند قراءتي لمقالك عن الأم
فمهما بلغنا من برها لم نفيها حقها
كما قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما:
( إني حملتُ أمي على ظهري فطفتُ بها فهل لحقت جزاءها؟ فقال: ولا زحرةٍ من زحراتها )
ونسأل الله لها الجزاء ويغفر لنا تقصيرنا في برها
رحم الله أمي وأسكنها الفردوس الأعلى من الجنة
سلم يراعك
ودمت بحير

لطيفة أسير
23-02-2012, 08:39 PM
حري بمن أنجبتك أن ترفع هامتها
والمؤمن الحق دوما في لوم لنفسه لأنه يعي أنه قاصر
عن سداد المعروف تجاه أعز الناس إليه : الوالدين
أكرمكم الله أستاذي الكريم ووفقكم لبر والدتكم الكريمة
تحيتي وتقديري الكبيرين أخي ربيع السملالي

ربيع بن المدني السملالي
23-02-2012, 10:31 PM
استاذي الكريم ربيع
تألمت جدا عند قراءتي لمقالك عن الأم
فمهما بلغنا من برها لم نفيها حقها
كما قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما:
( إني حملتُ أمي على ظهري فطفتُ بها فهل لحقت جزاءها؟ فقال: ولا زحرةٍ من زحراتها )
ونسأل الله لها الجزاء ويغفر لنا تقصيرنا في برها
رحم الله أمي وأسكنها الفردوس الأعلى من الجنة
سلم يراعك
ودمت بحير

نعم صدقت أختي الكريمة نورة بارك الله فيك ، نسأل الله أن يوفقنا للبرّ بأمهاتنا
دمت في حفظ الله
تحياتي لك

أماني عواد
24-02-2012, 11:11 AM
الاستاذ ربيع السملالي

ومن غيرها احق ان يراق لاجلها مدادنا
وم غيرها احق باجتياح جل صفاحاتنا ومساحات قلوبنا التي نجهل

سلمك لها لها وسلمها لك

د. سمير العمري
12-03-2012, 07:01 PM
بارك الله في قلبك أيها النقي التقي الوفي!

لله در نفسك الأوابة وبرك الذي أرجو الله أن يجعله ثقيلا في ميزان حسناتك ، ورحم الله أمك ورحم أمي ورحمني وإياك ببركة البر بهما!

أشكر لك النص مبنى ومعنى!

دمت بخير وعافية!


تحياتي

عايد راشد احمد
12-03-2012, 11:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله

اديبنا واستاذنا واخي الكريم

رسالة تحمل البر والوفاء لمن اوصانا عليها الله ورسوله

رائع السرد والمضمون

وبارك الله لك وفيك

تقبل مروري وتحيتي

ربيع بن المدني السملالي
13-03-2012, 12:52 AM
حري بمن أنجبتك أن ترفع هامتها
والمؤمن الحق دوما في لوم لنفسه لأنه يعي أنه قاصر
عن سداد المعروف تجاه أعز الناس إليه : الوالدين
أكرمكم الله أستاذي الكريم ووفقكم لبر والدتكم الكريمة
تحيتي وتقديري الكبيرين أخي ربيع السملالي

شكراً لك أديبتنا الراقية بلابل السلام سُررت بحضورك الجميل ، جمّلك الله بزينة الإيمان والتّقوى
دمت بخير وعافية
تحياتي التي لا تشيخ

وليد عارف الرشيد
13-03-2012, 06:49 AM
أوَ كنَّا نتخاطر حينها وقبل أن نتعارف ؟؟؟ ففي الضفة البعيدة في المشرق وغير بعيدٍ عن تاريخ نصك الرائع كنت أخط لها قصيدتي : عيونك إرهاصٌ لقافيتي
رائعٌ أستاذي يا صاحب القلب والقلم ... لا عليك فهما جلدت نفسك بسياط التأنيب فلن تزيد هذه الطاهرة النقية إلا دعاءً لك بالخير والتوفيق والنجاة، عافاهن الله وغفر لهن ورحم من اجتباهن إنه سميعٌ مجيب
بوركت ودمت كبيرًا
مودتي وتقديري كما تعرفهما وأكثر

محمد ذيب سليمان
13-03-2012, 10:07 AM
ما اجملها من رسالة ...
خطها يمينك بكل ما تملك من حب لها
وتعريفا بقدرها ومكانتها ...
لعلها تقع في يد من اخذته الحياة بزخرفها ونسي والديه في زحمتها
لعله يعود اليها نادما متحسرا

شكرا لك

ربيع بن المدني السملالي
13-03-2012, 03:27 PM
الاستاذ ربيع السملالي

ومن غيرها احق ان يراق لاجلها مدادنا
وم غيرها احق باجتياح جل صفاحاتنا ومساحات قلوبنا التي نجهل

سلمك لها لها وسلمها لك

شكر الله لك أستاذة أماني ...
مرور جميل وموفق لله درّك
سلّمك الله من كل سوء وجميع المسلمين والمسلمات
تحياتي

نادية بوغرارة
13-03-2012, 03:38 PM
الأم عاطفة لا تعرف الحدود ، و حنان لا يومن بالقيود ، و أمومة أودعها الرحمن بين جنبيها تمنح منها

للبارّ فيغنم ، و للعاقّ فـيعود .

حياك الله أخي الكريم ربيع السملالي ،

و جعلك من البارين .

ربيع بن المدني السملالي
31-03-2012, 02:00 PM
بارك الله في قلبك أيها النقي التقي الوفي!

لله در نفسك الأوابة وبرك الذي أرجو الله أن يجعله ثقيلا في ميزان حسناتك ، ورحم الله أمك ورحم أمي ورحمني وإياك ببركة البر بهما!

أشكر لك النص مبنى ومعنى!

دمت بخير وعافية!


تحياتي

وفيك بارك الله أخي وأستاذي الحبيب الدكتور سمير ، سررت بهذا الحضور البهي ، وكلامك الطّيّب ..
جزاك الله عنّا خيرا ، ورحم الله والدتك رحمة واسعة ، ورحم الله والدتي حية وميّتة ، فهي لازالت على قيد الحياة ..
دمت بخير وعافية
تحياتي لك ومودتي الخالصة

أحلام المغربي
01-04-2012, 01:58 PM
و حين أمرُّ من قبرها يأخذني الحنين ،يغلبني الدمع ،أشتاق لوجهها الصبوح .
و أتذكر ... أتذكر كم كنت مقصرة ..
ومع أول صلاة أدعو لها ألف دعاء ، و لنفسي بالمغفرة والتواب ...
رسالتك ربيع الواحة الأخضر ،خاطب الوجدان بلغة الحب و الحنان .. بكل سلاسة و سحر بيان ..
فطوبى لنا بجاحظ مغرب يملأ سلال الواحة بعبير الكلام
مع تحيات وسلام
أحلام المغربي

ماهر يونس
05-04-2012, 06:37 PM
رِسَالةٌ إِلَى أُمِّي...


بقلم / ربيع بن المدني السملالي


أمِّي الحبيبة ...
...واللهِ ما أدْري من أين أبدأُ وماذا أقولُ ...فقلمي مُضطربٌ كأشدِّ مايكونُ الإضطرابُ ...و قلبي مفعمٌ بالحبِّ والودِّ والإخلاصِ والرحمة والعطف لكِ ...على الرّغم من تصرّفاتي السَّمجة تُجَاهَكِ...فأنا معترفٌ أنَّ الخطأَ والزَّللَ والنسيانَ هم الغالبون على من خلقَهُ اللهُ من عجلٍ ...نعمْ من عجلٍ ...أخطأتُ في حقِّك ونسيتُ قولَ المصطفى صلى الله عليه وسلم أنَّكِ أحقُّ النَّاسِ بحسن صحابتي ... ضيَّعتُ آكدَ الحقوقِ ...وقاربتُ الفتنةَ... فتنة العقوق ...برُّ الوالدين عليَّ دين ...وأنا هاملٌ له بالصَّد وطولِ البين ...أبتغي الجنةَ بزعمي وهي مقرونةٌ برضا أمي بعد توحيدِ اللهِ جلَّ في عُلاه ... مشاعرُ الحبِّ والعطفِ والحنانِ تعلو وجهَك الكريم ...سَهِرْتِ لأنامَ ...وجعتِ لأشبعَ ...و إن أصابني مرضٌ أو آفة ...فلا تسأل عن عظيم ما تكابده وتعانيه ...من همٍّ وحزن وغم وأسف وما الله به عليم ...فكم عاملتُك يا أمي بسوء الخلق والأخلاق ...لسانُ حالي يقول ما رأيتُ منكِ خيرًا قط ...أمَّا أنتِ ...أنتِ يا أمي ...فقد دعوتِ اللهَ -عز وجل- في السرِّ والعلن ألا يؤاخذني بما فعلتُ من سفه ونزقٍ وسفسطةٍ ...
فوا أسفاَ ألاَّ أُكبَّ مُقَبِّلاً لرأسكِ ... والصَّدْرِ الَّذَيْ مُلِئاَ حزمَا
والدتي العزيزة ...
كأنَّ الشاعرَ -المتنبي- عناني بأبياته الشَّهيرة ...
وما قتلَ الاحرَارَ كالعفوِ عنهم ... ومن لكَ بالحرِّ الذي يحَـفظُ اليدا
إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتَهُ ...وإن أنتَ أكرمتَ اللّـئيم تمـردا
فلا كثَّر اللهُ في المسلمين من أمثالي ... نعم من أمثالي....
أمِّي ...
ها أنا قد نيَّفْتُ على الثلاثين ...
وأصبحتُ أعي معنى بر الوالدين ...
عندما أصبحتُ أبًا لأبي قتادة وأمِّ الفضل حفظهما الله بحفظه ...
وهذا هو مربطُ الفرس وبيتُ القصيد في هذه الرسالة ...
لا يعرفُ الرَّجلُ قيمةَ والِدَيـْهِ حقَّ المعرفةِ حتى يصبِحَ أبًا ولا تعرفُ المرأةُُ وزنَ والِدَيْها حتى تُصبحَ أُمًّا ...
هذا إذا كان هذا الرَّجلُ يسمعُ وتلك المرأةُ تعقِلُ ...وإلاً فهما كالأنعام... بل هما أضلّ ...
سامحيني... أمِّي ...
عُذْراً ...والدتي ...
أنا المذنبُ الخطَّاء والعفو واسع ... ولو لمْ يكنْ ذنبٌ لما وقعَ العفوُ
وأحسن منه قول الله جلّ وعلا ...
{رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً } الإسراء25
في تفسير الجلالين :
(ربكم أعلم بما في نفوسكم) من إضمارِ البرِّ والعقوقِ (إن تكونوا صالحين) طائعين لله (فإنه كان للأوابين) الرجَّاعين إلى طاعته (غفورا) لما صدرَ منهم في حقِّ الوالدين من بادرةٍ وهمْ لا يُضمرون عقوقـًا ...


وكتبَ ربيع بن المدني في 13-05-2009

الله الله يا الربيع!
عندما أحتاج أن أستعيد توازن حواسي وأستنشق الجمال، أسعى لأبحث عن نصوصك..
وهنا تهت في ملكوت حرفك النقي البهي
فشكرا لله أني كنت هنا
محبتي وتقديري الكبيرين

ربيع بن المدني السملالي
29-06-2012, 01:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله

اديبنا واستاذنا واخي الكريم

رسالة تحمل البر والوفاء لمن اوصانا عليها الله ورسوله

رائع السرد والمضمون

وبارك الله لك وفيك

تقبل مروري وتحيتي
بارك الله فيك أخانا الكريم ، سررت بك وتشرّفت كالعادة ، شكرا لحضورك الجميل

دمت موفقا
تحياتي

ربيع بن المدني السملالي
23-07-2012, 02:06 AM
أوَ كنَّا نتخاطر حينها وقبل أن نتعارف ؟؟؟ ففي الضفة البعيدة في المشرق وغير بعيدٍ عن تاريخ نصك الرائع كنت أخط لها قصيدتي : عيونك إرهاصٌ لقافيتي
رائعٌ أستاذي يا صاحب القلب والقلم ... لا عليك فهما جلدت نفسك بسياط التأنيب فلن تزيد هذه الطاهرة النقية إلا دعاءً لك بالخير والتوفيق والنجاة، عافاهن الله وغفر لهن ورحم من اجتباهن إنه سميعٌ مجيب
بوركت ودمت كبيرًا
مودتي وتقديري كما تعرفهما وأكثر

شكرا لك أستاذ وليد ، سررت بكلامك الجميل

أدامك الله سندا أيّها الأصيل

تحياتي وخالص الودّ