تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بيت يستطرفه النحاة



احمد حمود الغنام
31-07-2011, 09:56 AM
قال الفرزدق يعني يزيد بن المهلب :

وإذا الرجالُ رَأًوْا يزيدَ رأيتَهُمْ ... خُضْعَ الرقابِ نواكِسَ الأبْصارِ

وفي هذا البيت شيء مما يستطرفه النحويون، وهو أنهم لا يجمعون ما كان من فاعل نعتاً على فواعل،لئلا يلتبس بالمؤنث، لا يقولون: ضارب وضوارب،وقاتل وقواتل،لأنهم يقولون في جمع ضاربة: ضوارب،وقاتلة: قواتل، ولم يأت ذلك إلا في حرفين: إحداهما في جمع فارس: فوارس، لأن هذا مما لا يستعمل في النساء فأمنوا الالتباس ، ويقولون في المثل : هو هالك في الهوالك، فأجروه على أصله فقال: نواكس الأبصار،ولا يكون مثل هذا أبداً إلا في ضرورة.

عن الكامل في اللغة والأدب للمبرد

محمود فرحان حمادي
02-08-2011, 10:10 PM
طيب اللهُ مقامك أخي الفاضل
ولا زال منهلا بجرعائك القطرُ
سلمت وبوركت
تحياتي

احمد حمود الغنام
03-08-2011, 10:08 AM
طيب اللهُ مقامك أخي الفاضل
ولا زال منهلا بجرعائك القطرُ
سلمت وبوركت
تحياتي


بارك الله مرورك السخيّ والبهيّ أخي المفضال حمادي ، أسعدك ربي في الدارين وبلغك زيارة الحرمين وبيت المقدس .
مع عاطر تحيتي ،

احمد خلف
03-08-2011, 03:31 PM
السادة الأكارم أنقل لكم من الشبكة العنكبوتية ما يلي
ومما لا شك فيه أن المتنبي شاعر مُفلِق وأديب بليغ، فإذا وقع منه ذلك في قصيدة كبيرة قصدًا أو اضطرارًا، فلا يغضُّ ذلك من شأنه، ولا يقلِّل من فصاحة الكلمة في موضعها وسياقها، وقد اتَّفق أئمة الأدب على أن وقوع اللفظ المتنافر في أثناء الكلام الفصيح لا يزيل عنه وصف الفصاحة، فإن العرب لم يعيبوا معلَّقة امرئ القيس ولا معلقة طرفة، رغم ما بهما من ألفاظ ثقيلة.
يُفهَم من هذا أنه إذا كانت الضرورة الشعرية خروجًا عن القاعدة، فإن هذا أَدْعَى إلى البحث عن الغاية التي يتطاوَل إليها الشاعر بخروجه عنها.
ويرى بعض النقَّاد المحدثين أن الفرزدق ربما قصد أن هؤلاء الرجال إذا ما رأوا الممدوح يصبحون في حالةٍ من الذلَّة والخنوع، أو كما عبَّر هو عنهم بقوله: "خضع الرقاب نواكس الأبصار"، وتلك حال تعتري النساء حين يرين رجالاً مثل (يزيد) في مهابته وجلاله.

والحق أن مسألة (المخالفة) أو الخروج عن مألوف الصيغة، قد أخذت جانبًا كبيرًا من جدل القدماء، واختلافهم بين (مُخرِّج) للرواية، وبين (رافض) لها، ويبدو أن بعض (النقَّاد) كانت لهم نظرة دقيقة في هذا المجال؛ حيث اعتبروا الإبداع الشعري ذا خصوصية صياغية، تتيح لصاحبها إمكانية إبداع تراكيبه على نحوٍ فيه كثيرٌ من التسامح.

وفي حوار يجريه صاحب "الوساطة" مع بعض معاصريه يقول: "وللفصحاء المدلين في أشعارهم ما لم يُسمَع من غيرهم، كقول امرئ القيس (دِيمَةٌ هَطْلاءِ)، وذي الرُّمة (أُدْمَانَة) يعني (أَدْمَاء)، وفي شعر ابن أحمر وأمية (الهَيْنَمان) و(البلقوس) و(القساوِسة) في جمع قِسٌّ، ومثل هذا أكثر من أن يحصى.

ويكفي أن نقرأ كلام الخليل الذي يرى فيه أن: "الشعراء أمراء الكلام، يصرِّفونه أنَّى شاؤوا، ويجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم"، من ضرورات الشعر، وتصريف الكلام ها هنا عنوان كبير يدخل تحته أشياء كثيرة لا بُدَّ أن حرية التركيب واحدة من أهمها.

ويؤيِّد هذا قولُ سيبويه في (باب ما يحتمل الشعر): "وقد يبلغون بالمعتل الأصل، فيقولون: (رادِد) في (رادٍّ)، و(ضَنِنوا) في (ضنُّوا) وذكر البيت"،
فالشاعر عنده لا يخرج عمَّا عليه الاستعمال اللغوي للألفاظ والعبارات إلا ليبلغ بالتعبير مستوًى آخر من مستويات الاستعمال الواقعة في اللغة.

ونقل السيوطي عن أبي حيان: "يعنون بالضرورة أن ذلك من تراكيبهم الواقعة في الشعر، المختصَّة به، ولا يقع ذلك في كلامهم النثري، وإنما يستعملون ذلك في الشعر خاصَّة دون الكلام... لأنه ما من لفظٍ إلا ويمكن الشاعر أن يغيِّره".

والنظرة النقدية الحديثة ترى أن النقد الذي يقوم على تعقُّب ما يسمَّى بالأخطاء أو السقطات في العمل الأدبي لا مبرِّر له قبل الوقوف على غرَض صاحبه وتفهُّمه كاملاً، والإحاطة به من جميع الوجوه.

بناءً على ما سبق قالوا: إن من الألفاظ ما تقرُّه القاعدة ويمجُّه الذوق، وهذا ما دعا ابن الأثير (ت637هـ) إلى تحكيم الذوق في مثل هذه الألفاظ، يقول: "ونحن في استعمال ما نستعمله من ألفاظ واقفون مع الحسن لا مع الجواز، وهذا كلُّه يرجع إلى حاكم الذوق السليم؛ فإن صاحب هذه الصناعة يصرِّف الألفاظ بضروب من التصريف، فما عَذُبَ في فمه منها استعمله، وما لفظه فمه تركه... ومؤلِّف الكلام من كاتب وشاعر إذا مرَّت به ألفاظٌ عرَضَها على ذوقه الصحيح، فما يجد الحسَن منها مُوَحَّدًا وحَّده، وما يجد الحسَن منها مجموعًا جمعه، وكذلك يجري الحكم فيما سوى ذلك من الألفاظ".
والواقع أن الثقة في حكم الذوق الصحيح وتغليبه على القاعدة أحيانًا، له جذوره العميقة في تاريخ الشعر العربي؛ فإن فحول شعراء الجاهلية أبدعوا جياد قصائدهم في غيبة القواعد، وفي حضور الذوق السليم، وكما أن صحة الطبع تغني عن العلم بالعروض، فإن صحَّة الذوق تُضفِي على الشعر قدرًا كبيرًا من الصحة اللغوية والجمال المؤثِّر، فإن اعْتلَّت الأذواق مسَّت الحاجة إلى القاعدة، وإن اعتَلَتِ الأذواق قلَّت الحاجة إلى القاعدة.
ومن أراد الإستزادة فليذهب فضلاً ..لا أمراً إلى الرابط التالي
http://www.mojtamai.com/books/index.php?option=com_k2&view=item&id=3420:%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%A8%D8%AD%D8%AB%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%BA%D8%A9-(%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84)&tmpl=component&print=1

احمد خلف
03-08-2011, 03:42 PM
وجمع ناكسا على نواكس، وكان القياس أن يقول: نكاس أو نكس، فكأنه حمله على تأنيث الجمع الذي ثالثه ألف، وبعده حرفان، او ثلاثة لا يتهيأ تكسيره؛ لأنه نهاية التكسير، وأراد جمعه، فلم يمكنه ذلك، إلا: بأن يجمعه جمع السلامة؛ لأنه لا يغير اسم عن لفظه،
ونصب خضع الرقاب: على الحال؛ لأن إضافته غير محضة، وكذلك إضافة نواكس، لأن المعنى: خضعا رقابهم، نواكس أبصارهم.
الموسوعة الشاملة (الحلل في شرح أبيات الجُمل)

احمد حمود الغنام
04-08-2011, 01:11 AM
بارك الله فيك أخي أحمد خلف على هذه الإضافات الثرية المبينة لبعض نقد الشعر ، فنظرية النقد عمل متكامل لايكفي فيه المعرفة بكلام العرب ، بل يتعداه لمعرفة جوّ الأبيات وبيئة الشاعر وحالته أثناء النظم مع أشياء كثيرة تتحكم بالوزن والقافية والتصرف في اللغة ..
تقبل عاطر تحيتي ،

ربيحة الرفاعي
06-08-2011, 12:06 AM
ما دام النحاة لا يجمعون ما كان من فاعل نعتاً على فواعل، لئلا يلتبس بالمؤنث، فلا شك أن جمع الفرزدق لناكس على نواكس كان من البلاغة التي أمعن فيها بتنكيس أبصارهم وأقدارهم بقوله
وإذا الرجالُ رَأًوْا يزيدَ رأيتَهُمْ ... خُضْعَ الرقابِ نواكِسَ الأبْصارِ

وحسبنا قول الفراهيدي وسيبوية
ويكفي أن نقرأ كلام الخليل الذي يرى فيه أن:"الشعراء أمراء الكلام، يصرِّفونه أنَّى شاؤوا، ويجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم"، من ضرورات الشعر، وتصريف الكلام ها هنا عنوان كبير يدخل تحته أشياء كثيرة لا بُدَّ أن حرية التركيب واحدة من أهمها.
ويؤيِّد هذا قولُ سيبويه في (باب ما يحتمل الشعر): "وقد يبلغون بالمعتل الأصل، فيقولون: (رادِد) في (رادٍّ)، و(ضَنِنوا) في (ضنُّوا) وذكر البيت"


شكرا لهذا الاقتناص الجميل للبيت وما دار حولة

وشكرا للمبدع أحمد خلف مداخلته الرائعة

دمتما بألق

احمد حمود الغنام
28-08-2011, 11:18 AM
ما دام النحاة لا يجمعون ما كان من فاعل نعتاً على فواعل، لئلا يلتبس بالمؤنث، فلا شك أن جمع الفرزدق لناكس على نواكس كان من البلاغة التي أمعن فيها بتنكيس أبصارهم وأقدارهم بقوله
وإذا الرجالُ رَأًوْا يزيدَ رأيتَهُمْ ... خُضْعَ الرقابِ نواكِسَ الأبْصارِ

وحسبنا قول الفراهيدي وسيبوية
شكرا لهذا الاقتناص الجميل للبيت وما دار حولة

وشكرا للمبدع أحمد خلف مداخلته الرائعة

دمتما بألق


مرور سخيّ وبهيّ منك أختي ربيحة ، نفعنا الله بك على الدوام.
تقبلي عاطر تحياتي ،

محمود فرحان حمادي
31-08-2011, 11:54 AM
بارك الله مرورك السخيّ والبهيّ أخي المفضال حمادي ، أسعدك ربي في الدارين وبلغك زيارة الحرمين وبيت المقدس .
مع عاطر تحيتي ،


والله إنه لدعاء عزيز على قلبي
أسأل الله أن يستجيب دعاءك الصادق أيها الأديب
لكأنّك قرأت ما في نفسي
وفقك الله
تحياتي

احمد حمود الغنام
19-09-2011, 05:30 PM
والله إنه لدعاء عزيز على قلبي
أسأل الله أن يستجيب دعاءك الصادق أيها الأديب
لكأنّك قرأت ما في نفسي
وفقك الله
تحياتي


بلغك الله ماتأمله ، ورزقنا الحج لبيته العتيق ..
تقبل عاطر التحية شاعرنا القدير محمود فرحان حمادي ،

نادية بوغرارة
01-04-2012, 03:45 PM
الأخ أحمد الغنام

دائما تأتينا بما ندر من فوائد لغوية ، و أنت خير من يفعل ذلك

لغزارة اطلاعك و لفهمك المستنير .

بارك الله فيك و بلّغك ما تنشده من آمال .

دمت ومواضيعك المميزة .

احمد حمود الغنام
04-04-2012, 05:50 AM
الأخ أحمد الغنام

دائما تأتينا بما ندر من فوائد لغوية ، و أنت خير من يفعل ذلك

لغزارة اطلاعك و لفهمك المستنير .

بارك الله فيك و بلّغك ما تنشده من آمال .

دمت ومواضيعك المميزة .


بوركت من شاعرة ومن أديبة ومن قارئة متميزة أخيتي نادية..
ماشاء الله نرى لك الأثر في جميع زوايا الثقافة ، زادك الله علما وفضلا.
تقبلي عاطر تحيتي ،