تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما وراء الجدران....



ريمة الخاني
07-08-2011, 09:34 AM
ما وراء الجدران....
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTViB6L2eoyJ3PFnpIPrQRFO0jntMMwF S_vbnJ8dLM5qNP_t4Qx&t=1

لم أعد أحتمل السكوت َبعد الآن..
ولم أعد تلك المسكينة ُ السلبية التي تسمع ُوتترك الأمور َتجري على عواهنها..
دون َأن أضع إصبع َ الاتهامِ على من سبب الجرح لأرتاح!.
لنسمه فضولا ..أو إيجابية...أو أي اسم أخر .
صار لدي توق ورغبة ٌجامحة ,لأخرق َجدران العتمة بقوة, وأنشر حرفي وصوتي الذي اختنق من المسار الواحد! من الصعبِ بمكان أن تملك كلمة حرة ولا تجد من يسمعها!
لقد اخترقت أجواءنا نغمات ُالفساد... فدققنا الأبوابَ بمسامير صمتنا وغفلتنا فصُلبتنا على خشبة النفاق..

ناشدنا الجيران كي يقلعوا عن تلك النظافة الرهيبة والتي كانت تغرقنا بشلالات أكثر متعة من مياه نياغرا!
وموسيقى الليل تغرقنا أكثر في غضبنا الشرس..

كان صمتنا على رمي القاذورات من الشبابيك,التي كانت تعبر حواجز الأمن البصرية تعتم الرؤية النفسية بقوة...
كل هذا أمام صمت الجواب كان يصيبنا بالإحباط , وبعد الشكوى غير المجدية والتي كانت تظهر جميع الجيران كحمامات سلام مزهرة..لذنا بالصمت القاهر قسرا...
هل نذهب بأنفسنا للشرطة؟؟
.مازال السؤال يغرغر في حلقنا حتى سمعنا ذاك الصوت المؤلم مؤخرا...
**********
في ذاك الصباح كان يتعالى صياحها ,وكأنه سجين ٌ يئن تحت سوط ِالجلاد..
كان يقطع نياط القلب ويجرحه بسكين فولاذية قاسية, يستقي من حبال هدوء الليل مرا وعلقما فهذا أمر لم نعد ندري كيف سيكون الخروج منه !
كل يوم نسمع زعيقها وصراخها حتى بات السؤال على شفاهنا العطشى لمعرفة ما وراء تلك الجدران ماذا هناك؟ !!.
هل مازال فعلا وفي زمننا هذا .. زوجة ًعصية وبهذا الحمق؟
تعود أولادي أن يضعوا في بداية صدور أول صوت آذانهم على الجدران ليلملموا بعض حروف توضح لهم أسباب خلافات هذا اليوم الجديد!هل أمنعهم؟كيف أكبح جماح فضولهم؟وهل لي ألف عين وعين؟
- ليعتقها لوجه الله إن لم تلبي حاجته ! فعلا شيء غريب وهل هناك أثمن من الكرامة ؟ .
هكذا صرخ زوجي أبو نضالوهو يحاول فك تلك الرموز فخشيت أن يدفعه الأمر لفعل مندفع.. لم نعد نحتمل هذا الصوت اليومي أبدا...
-نعم..
عندما تموت الكرامة يموت صاحبها معها!
*************
ساقني اجتماع الجارات في اليوم التالي إلى رؤيتها وكنت أتشوق لمعرفتها عن قرب فقد كنت أحدث الساكنات هنا مثلها تماما, والحديث معها مازال يثير فضولي الكبير..وقد بدا يأكل قلبي أكلا....يا لهذه الخصلة الغريبة..
كانت في غاية الروعة و الأناقة والهدوء !
دارت حينها ثرثرة نسائية لطيفة..وبعد؟
-من هو الذي يغرقنا بمياه لا حاجة لنا بها ولا يستأذن أبدا؟والله أمر عجيب و معيب!
-بل من هو الذي يعلو صراخه في العمارة ولا يستحي أبدا؟
صمتن برهة واستطردت إحداهن:
-ربما كانت صغيرة سن لم تتفهم بعد طباع زوجها, أو ربما هي مقصرة فعلا وغير واعية لواجباتها الزوجية..يا للخيبة.
-ما أعرفه أن الزيجات في هذه الآونة تتجه لصغيرات السن فهن أقل وعيا لا نفسهن وأكثر أمانا لأزواجهن, ستغدو الزوجة هنا أكثر طواعية لزوجها , لقد نف الرجال من جيل منفتح ملوث النفس والأخلاق...
-أمر مزعج فعلا وغريب ,أن يصبح مجتمعنا المحافظ لبنة هدم لجيل يبني فتقع فيه زوجة غير واعية لحقوقها وواجباتها... وتسجد طواعية لمرآتها وأنانيتها!

-لا أظن أن هناك على صغر سن المتزوجات حديثا من تجهل تلك الأمور بتفاصيلها ,الحياة باتت كالكف المفتوح أوضح مما نتوقع ... ورغم هذا ما يخفى بات أكثر! أعربوا لي هذه الجملة من فضلكم,
رغم هذا مازلنا فضوليين جهلاء بما يجب أن نكون عليه من تنظيم ووعي فالزوجة ُأم ومربية قبل أن تكون عشيقة وحبيبة وووو على الرجال يقع لوم كبير فلا تبرؤوهم..
-أرجوك اسألي الأهل كيف يربون..مؤكد أنهم يعيدون القصة ذاتها من جديد وكرامة البنت لاتهمهم بقدر نقود الرجل وإمكاناته الذي تجعل من نفسه سلطانا قاسيا .يتجاوز مبدأ القوامة .
-الرجال الآن أكثر وعيا لمتطلباتهم , وأكثر انكسارا أيضا وبذات الوقت لظروفهم الصعبة, وأنا احترم الرجل الحازم وإلا فكيف نربي؟
-هل سيربي أولاده أم زوجته؟ ألا تملك المرأة كرامة تستطيع الفصل بين كينونتها وأمور أطفالها؟؟؟
-لماذا لا نسال عن الواجبات قبل الحقوق؟ لماذا نزوجهن صغارا ثم نطالبهن متأخرين بإثبات شخصية عافها الزمان واندثرت؟ وعندما يكبرن نخشى عليهن من العنوسة وتختلف المقاييس والتفاصيل متى نتوازن؟
ونطق الجبل أخيرا:
-هاأنذا أمامكن لست بحاجة لشهادة تعينني رغم رفضه لعودتي للدراسة,فهو مكتف ماديا ... قبل رحيل أهلي كانوا يكررون على مسامعي:
زوجك هو شهادتك..
******
عدنا لمنازلنا وعاد الصياح من جديد, هبطت الدرج مندفعة غاضبة..ودققت الباب بقوة و بقلق فتحت لي ووجهها محمر وصوتها متهدج قائلة:
-مالك؟هل هناك ما يريب؟نعم أنا من تسيل من بيتي مياه النظافة...
تلعثمت وارتبكت...
-هل هذا يرضيك ويرضي كرامتك الأنثوية ما يحصل هنا وما نسمعه الآن؟؟
-ما معنى كرامة؟ ...اطمئني أنا بخير
-!
أم فراس 27-9-2009

ياسر ميمو
07-08-2011, 12:27 PM
نص مميز لكاتبة أكثر من متميزة




رمضان كريم أستاذتي الفاضلة




حماك الباري

ربيحة الرفاعي
09-08-2011, 02:45 AM
مع أني لا أحبذ الميل للحوارية في النصوص النثرية والقصص القصيرة
لكني وجدت هنا نصا تملكني حتى حرفه الأخير

مذهلة كنت بالتقاطك الفكرة وإخضاعها لتشريح أديبة تعرف مكامن الوجع في النفس الانسانية

تحيتي لذكاء طرحك

دمت بالق

خليل حلاوجي
09-08-2011, 08:11 PM
قبل عشرات السنين كتب شيخنا السوري من الجولان جودت سعيد كتابا مثيرا عنوانه

رياح التغيير

استبشر بما هو كائن الآن

وعن الجمعة الماضية كتبت في الواحة عن

سوريا صوم الثورة


نعم

شباك الوعي... يفتح الآن

ريمة الخاني
13-08-2011, 10:35 AM
نص مميز لكاتبة أكثر من متميزة




رمضان كريم أستاذتي الفاضلة




حماك الباري

اهلا لحضورك الكريم
وفقك الله ورعاك

نداء غريب صبري
14-08-2011, 01:51 AM
نص جميل وحلم كبير

شكرا لك أخيتي

بوركت

ريمة الخاني
15-08-2011, 12:15 PM
مع أني لا أحبذ الميل للحوارية في النصوص النثرية والقصص القصيرة
لكني وجدت هنا نصا تملكني حتى حرفه الأخير

مذهلة كنت بالتقاطك الفكرة وإخضاعها لتشريح أديبة تعرف مكامن الوجع في النفس الانسانية

تحيتي لذكاء طرحك

دمت بالق

تشرفت بحضورك الرائع اخيتي
دمت بخير وألق

ريمة الخاني
18-08-2011, 03:21 PM
قبل عشرات السنين كتب شيخنا السوري من الجولان جودت سعيد كتابا مثيرا عنوانه

رياح التغيير

استبشر بما هو كائن الآن

وعن الجمعة الماضية كتبت في الواحة عن

سوريا صوم الثورة


نعم

شباك الوعي... يفتح الآن

شكرا لمرورك الكريم أستاذنا واديبنا العزيز
دمت بخير

د. سمير العمري
19-08-2011, 08:23 PM
حين أقرأ لك الشعر ثم هنا حين قرأت لك هذه القصة أدركت أن جهد عشر سنين لم يذهب هدرا بحق ، فمقارنة منصفة بين ما تكتبين الآن أيتها المبدعة وبين ما كنت تكتبين حين أقبلت على الواحة يدرك قيمة دور الواحة ولن يجحده إلا جائر مداهن.

قصة رائعة جدا لغة وسبكا وقصا وفكرة وأسلوبا أشكرها لك فلا فض فوك أيتها الأديبة المحلقة!

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي

ريمة الخاني
20-08-2011, 01:07 PM
نص جميل وحلم كبير

شكرا لك أخيتي

بوركت

شكرا لك أيتها الرائعة
لك محبتي

ريمة الخاني
20-08-2011, 01:10 PM
حين أقرأ لك الشعر ثم هنا حين قرأت لك هذه القصة أدركت أن جهد عشر سنين لم يذهب هدرا بحق ، فمقارنة منصفة بين ما تكتبين الآن أيتها المبدعة وبين ما كنت تكتبين حين أقبلت على الواحة يدرك قيمة دور الواحة ولن يجحده إلا جائر مداهن.

قصة رائعة جدا لغة وسبكا وقصا وفكرة وأسلوبا أشكرها لك فلا فض فوك أيتها الأديبة المحلقة!

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي

السلام عليكم
اهلا بك دكتور وسعيدة بحضورك ومتابعتك الحثيثة وكلمة حق:
انا ابنة النت ووليدته ونتاجه ولن أنكر بل أكرر دوما وفاء, أن للنت ولمواقعه وكتابه الكبار فضلا علي حتما ..ومن بين المواقع موقعكم العزيز...
ومن الطبيعي اننا أنا وانت وجميع الأدباء هنا لم يخلقوا أدباء!!!
وغوغل العزيز سوف يقدم تقريرا وافيا حول ذلك..
رغم هذا لاأنكر دور كتاب الحياة الواقعية الأدبية التي احياها ميدانيا في دفعي للأمام أيضا....

وليس كل من كتب كتب..هي منة من الله ونعمة وفضل أولا وأخيرا ليقضي الله أمرا كان مفعولا...
ننتظرك في سوريا لنرحب بك ثانية ومن جديد...
الف تحية ورمضان كريم

مصلح أبو حسنين
23-08-2011, 12:49 AM
نص رائع قصا وسبكا وحوار جميل

بوركت أيتها الأديبة وبورك القلم

كل عام وأنت بخير

ريمة الخاني
26-08-2011, 02:51 AM
نص رائع قصا وسبكا وحوار جميل

بوركت أيتها الأديبة وبورك القلم

كل عام وأنت بخير

بارك الله بك وبمرورك الكريم
لك تحيتي وشكري

آمال المصري
08-08-2013, 06:56 AM
التقاط ذكي لفكرة ثرة ولغة طيعة وتعابير حقا بديعة أخذتني للمتابعة حتى النهاية
بوركت شاعرتنا واليراع
وكل عام وأنت بخير
تحاياي

كاملة بدارنه
10-08-2013, 11:52 PM
قصّة رائعة بأسلوب عرض الفكرة والحدث
بوركت
تقديري وتحيّتي