المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مخصوم منك يومين



شريف العجوز
09-08-2011, 10:25 PM
الساعة الثامنة ، انتفض بجسده الضئيل من فراشه في اتجاه الحمام ، باقي ساعة واحدة على ميعاد تواجده في العمل .
- مخصوم منك يومين ....
ترن هذه الجملة طوال تحجله عبر غرف الشقة يجمع في ملابسه ، هذا المدير - ذو الأنف الطويل – دائما سبب مشاكله في الحياة ...
- هو كل يوم كده ؟! " صرخت أخته الصغيرة عندما صدمها فوقعت دميتها على الأرض .
- هلبس إيه انهاردة .... يوه ه مفيش وقت يلا أي حاجة و خلاص " حدث نفسه "
ارتدا الحذاء على الدرج ، تعرقل ، تمالك نفسه ، ثبت الحذاء ، كل يوم ينتظر وسيلة مواصلات تقله إلى مقر عمله ، أصبح الأمر ممل .
- مخصوم منك يومين .....
يرتع - بقدميه القصيرتين – الطريق ليصل إلى الموقف حيث أتوبيس النقل العام... ، صعد ، جلس بجوار النافذة فالطريق طويل و الجو حار .
- هات إيدك يا بني ينوبك ثواب " طلبت عجوز مساعدته في الجلوس بجواره
أمسك بيدها ، جلست ، تمالكت أورقها – التي كتب في منتصف الظاهر منها له مديرية الشئون الاجتماعية – أمسكت بعصاها الهشيم
- كتر خيرك يابني و يديك على قد نيتك
أماء برأسه بابتسامة صفراء ثم ولى وجهه نحو النافذة ..، الشوارع تمتلاء بالمارة ، و الحوانيت تفتح جفونها ، الشمس تسلط أشعتها على الرؤؤس .
- هي الساعة كام دلوقتي يابني ... بالظبط
- تسعة إلا ربع يا أمي !!
- طب خد أظبطلي الساعة دي ربنا يخليك .
تناولها متأففاً ، جذب الزر الدائري ، نظر في ساعته ، حرك عقارب ساعة العجوز حتى التوقيت ، ثبت الزر
- أصل الساعة دي غالية علية قوي...
تبع كلماتها بابتسامة أخرى و هو يناولها الساعة ، استطردت و هي تحاول جذب انتباهه ...
- أصلها هدية من عصام ابني قبل ما يسافر العراق ... ربنا يكرمك يا عصام يابني بحق جاه النبي " و هي ترفع أكفها و وجهها عاليا "
الإبتسامة الصفراء لا تفارق وجهه ، يحاول كظم غيظه من تلك العجوز ..
- قطعت يا أخويا الحرب و سننها ... الواد كان مسافر ياكل عيش أمريكا
حلفت ماهو واخد فلوس تاني من الكفيل اللي كان مشغله هناك .
- أف ... كفي عن الثرثرة أيتها العجوز الرجيم " في قرارة نفسه محاولا قطع الحديث "
- منها لله سعاد مراته فضلت تقوله عاوزة كيت و هاتلي كيت و هو يا حبة عين أمه يقولها حاضر ، و أنا يا بني و الله الدوء! مكنتش برضى أطلبه منه عشان عارفة أنه حبيب قلب أمه مش ناقص,و بكفي نفسي بمعاش المرحوم.
أهو دلوقتي شغال مع أسطى حمدي الميكانيكي اللي على أول الشارع ...! أصل عصام أبني إيده تتلف فحرير .
ولى وجهه نحو النافذة ، بعد أن ظن أنها انتهت من حديثها ، أخرج هاتفه الخلوي يتصل بأحد زملاء العمل يطمئن على وصول المدير البدين ، قاطعته العجوز و هي تدقق النظر في الهاتف ..
- أهو عصام إبني معاه تليفون زي ده ...
- تعالى يا حج أقعد هنا مكاني أنا نازل " قاطعها و هو يفط من مجلسه "
تزاحم بين الركاب حتى وصل إلى السائق ، هندم ملابسه ، نفض بنطاله ، عدل من هيئته أخرج هاتفه الجوال يتصل بأحد زملاء العمل ...
_ نازل فين يا بيه ... " قاطعه السائق "
¬_ المحطة اللي بعد الجاية إن شاء الله
¬¬ - من عنيا ...
عاود الاتصال مرات و مرات لا أحد يجيب ، لا يحدث هذا إلا إذا كان المدير قد وصل
- ربنا يستر ... " مسلما أمره لله "
_ بس باين على حضرتك محامي " سأله السائق "
- لا ... لا " أجابه في غير إهتمام و هو يطأطأ رأسه ناظراً إلى الطريق "
- أصل متأخذنيش حضرتك لابس بدلة في الحر ده إزاي ... هو عدم
المؤخذة طبيعة شغلك كده يعني ؟؟!!
- ايوة يا عم.... خلاص بقا ... " أجابه في إستهجان "
ذلك المدير الكرنبي الجسد هو من يفرض عليهم إرتداء القميص و البنطال ، تمنى كثيراً أن يرتدي التي شرت كمثله من الشباب .
- أيوه أنا هنزل هنا لو سمحت !
- أتفضل يا بيه ..... مع ألف سلامة
نزل يهرول إلى عمله ، مهندما ما أضاعه الأتوبيس من أناقة ، صعد
الدرج ، مسح حذائه ، لامع ، دخل مسرعا إلى زميله ...
- قولي عزرائيل وصل ؟؟؟ " بلهفة "
- لا لسه بس خلاص على وصول " رد عليه "
- الحمد لله " و هو يتنهد "
أسرع إلى مكتبه يرتب أوراقه ، أخذ شهيقا عميقا ، أخرج زفيراً طويلاً ، إتكىء
بظهره للوراء ، رفع سماعة هاتف مكتبه ، طلب قهوته ، سمع صوت بسبسة تأتي من خلف النافذة ، فتاة كل يوم تداعبه كعادتها ، قام رد عليها بحركات يده و غمزات عينه ...
- يعني مش كفاية إنك سايب شغلك ؟ كمان بتعاكس بنات الناس ..؟! إنت عاوز تقفلنا الشركة ؟؟ ... مخصوم منك يومين " صاح المدير بصوته الأجش بعد أن دخل مكتبه فجأة "
خر مصدوماً على مقعده.......
القاهرة أيار مايو 2010

آمال المصري
09-08-2011, 11:06 PM
نص رائع جذبني لقرائته دون ملل حتى الخاتمة التي جاءت موفقة
رغم بعض ماذكر بالنص من ألفاظ عامية والتي أعتقد أنها جاءت لازمة مع المضمون والشخوص
إلا أنني استمتعت جدا بالقراءة هنا
دمت بألق
وكل عام وأنت بخير

كاملة بدارنه
10-08-2011, 12:24 AM
فكرة القصّة تثير الاهتمام وممتعة، وجاءت النّهاية ملائمة جدّا
لكن، غلبت على النّصّ الجمل باللغة العاميّة، ودون أن توضع بين قوسين. وكثرة الجمل هذه تضعف النّصّ والذي طغى عليه الحوار أكثر من السّرد! كذلك وردت أخطاء إملائيّة، وحبّذا لو راجعت النّصّ جيّدا قبل نشره.
أرجو تقبّل الملاحظات برحابة صدر ... مع شكري الجزيل
تقديري وتحيّتي

شريف العجوز
12-08-2011, 03:38 AM
أسعدني مرورك جدا أ. رنيم و سعيد جدا ان القصة نالت اعجابك .. سررت بمرورك جدا سيدتي:010:

شريف العجوز
12-08-2011, 03:42 AM
سعيد جدا جدا بمرورك استاذتي كاملة و سعيد جدا بملاحظاتك التي ستكون بعين الإعتبار ..سررت بمرورك سيدتي:010:

فايدة حسن
13-08-2011, 01:32 AM
وكان الخصم يومين ذكرني نصك بمقولة سأغيرها قليلا
تعددت الأسباب والخصم واحد

شريف العجوز
26-08-2011, 12:10 AM
أشتاذتي المبدعة راوية شرف لي مرورك على قصتي و سعيد جدا انها نالت اعجابك :011:

براءة الجودي
27-03-2013, 08:46 AM
حقا قصة جميلة , وتناقش واقع اجتماعي إما يشدد ف النظام دون مراعاة بعض الأحوال والظروف أو تهاون في النظام وعدم تطبيق
تحتاج أمة الإسلام الوسطية ان تتعلم كيف هي لوسطية وتوازن بين الأمور وفي أي المواضع تشد وفي ايها ترخي ..!
فقط لم أحبذ أن تكتب بالعامي في أغلب النص
تحياتي

ربيحة الرفاعي
20-04-2013, 11:31 PM
نص قصّي موفق الفكرة جيد الطرح شائق السرد
لولا ما طغى فيه من اللهجة المحكية في جمل الحوار التي شكلت معظمه

و.. وددت لو تفضل الكاتب بمراجعة النص قبل اعتماد نشره

دمت بخير

تحاياي

نداء غريب صبري
13-07-2013, 08:35 PM
القصة جميلة وفكرتها تمس اهتمام كثيرين منا وأسلوبها ممتع

لكن الاكثار من اللغة العامية فيها أثر بها

شكرا لك اخي

بوركت

آمال المصري
30-12-2015, 02:32 AM
مخصوم منك يومين ...
مقولة شهيرة ترتعب منها فرائص الموظف وتنغص عليه صباحه إذا ما ابتلي بها
حيث لا أعذار له ولا ظروف تحيل بينه وبين انضباط المواعيد
كانت الصورة هنا " كاريكاتيرية " منذ استيقاظه وحتى تم خصم اليومين منه
ولكن غلبت اللهجة العامية على النص وهو يتنافى وأدب القصة إلا في أضيق الحدود عندما يلزم الأمر وتوضع بين الأقواس
بوركت أديبنا
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

سحر أحمد سمير
30-12-2015, 08:17 AM
نص شيق و نهاية مضحكة مبكية ..احتاج إلى التدقيق و المراجعة قبل نشره ..

دمت بخير و عافية .

خلود محمد جمعة
01-01-2016, 03:06 PM
سرد سلس وأسلوب مشوق بفكرة وفقت في طرحها لنهاية جميلة رسمت ابتسامة
مفارقات الحياة وناقضاتها متعبة حد السخرية
قصة جميلة ويراع متألق
بوركت وتقديري

ناديه محمد الجابي
17-11-2023, 11:28 AM
نص ممتع وظريف بسرد شائق ووصف ماتع
الأداء القصي محكم وصفا وحوارا والقفلة ضاحكة
تتمتع بمهارة قصية عالية وقدرة على رسم المشهد بوصف دقيق موحي.
دمت بكل خير.
:v1::nj:D: