تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الرسالة الثالثة



مُنتظر السوادي
11-08-2011, 03:14 AM
الرسالة الثالثة
امتَطَيتُ صَهوةَ الصَبرِ بعدَ أنْ صَمتَ البَدرُ , فتأهبتُ وَجمعْتُ من فاكِهةِ السَّمرِ , وقُوتَ السَّهرِ مَا يُطربُ الخلفاءَ , و يُؤنسُ الغرباءَ , ويُغري الأتقياءَ ؛َ وَدَّعْتُ عَتبةَ السَّأمِ , وَمَزَّقْتُ لباسَ القنُوطِ ؛ وعانقْتُ الآمالَ عناقَ الرَاحِلِينَ .
جاءَ الليلُ يجرُّ عرباتِه البائسةَ مُتمَلْمِلاً , قَد أَثقلَهُ إِكليلُ زَفافِ الأَرضِ , وقد أَخفى زِينَتَهُ , أنا وحيدٌ في المحطةِ , أزهَارُ البَساتينِ بانتظارِ مَوكِبِ العَرسِ , نَادَى الظَّلامُ : الرحلةُ حَانَ خوضُها , وأُذْكيتْ شَرارتُها , فشمرتُ عن رأسٍ لم يَعْرفِ المِشطَ مُذْ أنْ هَرَبَ بَصيصُ الغَيثِ , مُذْ أنْ جَفَّ نهرُ الفَرحِ , وَمُذ أنْ تَسَلقَ البؤسُ إِلى خيوطِ السَّرَابِ لينسُجَ ثَوبَاً لأَحلامِي , رَكَبَ كُلٌّ وحبيبتَه , الوُرودُ بِأيمانِهم , والمَرحُ والسُّرورُ يُداعِبُ أعطافَ جَدَائِلِهم , العطرُ يغمرُ أفواهَهم وَكَلِماتِهم , يداً بيدٍ وَقلباً ... , الغَزَلُ رَقَائِقُ غَمَامٍ يَنْسَابُ من قُلُوبِهم , همسٌ ولمسٌ وغمزٌ يتَبَادلونَه بِلُطْفٍ , فــــــأرقَ القَلبَ شوقٌ , وَأَضرَمَ في النَّفسِ حَشرجَةً , سَرَّحَتُ عيني بعيداً , أرقِبُ سَماءَ الذّكرياتِ ونسيمَها , وَأيامَ كنَّا نلهو في الأَنهَارِ خَلفَ الأَحلامِ الطُّفُوليَّة , والأَسماكِ الورديةِ , وإذ بِحُورِيتينِ في مخيلتي لا تَعْرِفَانِ الأفولَ , ألهمتْني الأُولى حُبَّاً مُستعراً , فَرسمْتُ دَربي ألحَاناً وأنرتُه إنشَادَاً , والثانيةُ صَمتتْ دَلالاً وكبرياءً سِوى بَسمةِ أملٍ ارتسمتْ على شَفَتيها , فتشبثَتْ بِجدائلِها رُوحِي الغَرقى ؛ عِندَها صَعدتُ مغنياً - وأنا عَالِقٌ بِهَاتينِ النَّجمَتينِ - بعدما صَاحَ نَجمٌ : الليلُ سيقلُكم حيثُ أَحلامُكم .
قعدتُ قُربَ مِطفأةِ الأسى , ظَللتُ وَحيداً حتَّى قَارَبْنَا بَوابَةَ الفَجرِ , الرُّكابُ قد فارقَهم السّكوتُ , فضحكاتٌ تعلو ضحكاتٍ , والمرحُ يَلثمه المَركبُ كَالرَّاحِ , والبسماتُ تضيء الأرواحَ , وأنا آهاتٌ تردفُ حَسراتٍ , وَظُلُمَاتٌ تذرفُ لوعات , وأفكارٌ تأخذُ أكيالَاً منَ الأوقَاتِ , فَكأَنَّي طفلٌ أَيتَمَهُ الإصبَاحُ , وَرَاحَ يَبْحَثُ عَن أَشْلَاءِ الأفرَاحِ . أجلسْتُ جُنبي " ريَّا " لكنَّها تنظرُ من نافذةِ الليلِ إلى فَجرٍ لم يَزلْ فِي التَرائبِ , شَعْرُها يُغطي كلَّ ما تقعُ عليهِ عيناي , أحاورُها وأُناغيها لكنَّ الصمتَ رداؤها , عزفتُ لها قصيدةَ المَجنونِ وَلَمْ تَصِخْ ؛ يَا " ريَّا " .. الصُبُّ متَّى موعدُه ؟ فَتأججَ صدُودُها , واحمرتْ خُدودُها , تَوقفَ اللَّيلُ فِي محطةٍ الإنتظارِ بينَ الغيومِ الزاهرةِ بأوتارِ النجومِ الغَانياتِ , وَنَشيدِ الزَّهرِ وَأَلوَانِ الفَّرَاشَاتِ , العَذارى والفتيةِ يتبادلونَ بسماتٍ ممتلِئةً بِالحُبِّ , وَكؤوسَاً منِ عذبِ الكلامِ , - وأنا في غَيهبٍ معتقٍ في الجُبِّ – و " ريَّا " كَأنَّ الصَّومَ قِلادَتُها , وَالصُّدودَ بُرجُهَا , وَلا تَزدادُ في عينيَّ إلا جَمَالاً وَفِي قَلْبِي إلا حُبَّاً , وَعشقُها يَملأُ أَركانَ الكَونِ , أُغَازِلُها فَيُورِدُ فِي شَفَتَيهَا الحَياءُ , عِندَ قَدميها يُرَفرِفُ فُؤادِي الأَسِيرُ مَذبُوحاً , فَتَضحَكُ نَاظرةً إلى ذَبيحِ عينيها .
آهٍ مَا أَقساكِ , ذَبُلَتْ آمالي , وَتلاشتْ عِدَّتي , هَباءٌ سَفري , فَصَبرٌ جميلٌ , وَاللهُ المستعانُ على سِحْرِ العُيون .

منتظر 2/2 / 2011

مُنتظر السوادي
11-08-2011, 03:22 AM
أساتذتي
النقاد الاجلاء
كتبت هذا النص ثم حار الفؤاد من أي جنس هو ؟
سألت . . . أجاب احدهم : نصوص تستعصي على التجنيس ؟
فادمعت كلمتي

ساعدوني وارشدوني

تلميذكم

محمد ذيب سليمان
11-08-2011, 11:03 AM
لست ناقدا

ولكن النص أخذني معه بعيدا واغناني عن المسألة

كنت متابعا ادور فيه ومعك اناقش واعود اليك كلما استعصى علي الفهم

لم أجد له بوابة فدخلته من كل مكان وآويت نفسي بين حناياه منتظرا ان أجد لي ريا أخرى

فانا احب الأحلام وامتطي ركابها والوذ اليها كلما استعصى علي الليل

شكرا لك

مُنتظر السوادي
11-08-2011, 03:50 PM
لست ناقدا

ولكن النص أخذني معه بعيدا واغناني عن المسألة

كنت متابعا ادور فيه ومعك اناقش واعود اليك كلما استعصى علي الفهم

لم أجد له بوابة فدخلته من كل مكان وآويت نفسي بين حناياه منتظرا ان أجد لي ريا أخرى [ ليتك اخترت اسماً غير ريّا كي تسعد قليلا , اما ريا الصمت قلادتها والدلال هي ثوبه ]فانا احب الأحلام وامتطي ركابها والوذ اليها كلما استعصى علي الليل

شكرا لك

استاذي القدير

حلم جميل

تحلمه وخذني معك علّنا نجد من يصغي لحكايات أقلامنا

نمتطي نسمة الليل , ونزجرها بشهاب لامع , لتنقل أرواحنا الحالمة , الى جنة يانعة

فلندع التجنيس ولنغور في قعر الخيال ثم نحلق لو ساعدتنا الاجنحة الجريحة اليها


الاستاذ القدير

كم هو رائع ردك الجميل , فقد أذكى في الخيال ناراً

شكرا لك من أعماق الانتظار

منتظر

فاطمه عبد القادر
12-08-2011, 01:27 AM
نَادَى الظَّلامُ : الرحلةُ حَانَ خوضُها , وأُذْكيتْ شَرارتُها , فشمرتُ عن رأسٍ لم يَعْرفِ المِشطَ مُذْ أنْ هَرَبَ بَصيصُ الغَيثِ , مُذْ أنْ جَفَّ نهرُ الفَرحِ , وَمُذ أنْ تَسَلقَ البؤسُ إِلى خيوطِ السَّرَابِ لينسُجَ ثَوبَاً لأَحلامِي , رَكَبَ كُلٌّ وحبيبتَه , الوُرودُ بِأيمانِهم , والمَرحُ والسُّرورُ يُداعِبُ أعطافَ جَدَائِلِهم , العطرُ يغمرُ أفواهَهم وَكَلِماتِهم , يداً بيدٍ وَقلباً ... , الغَزَلُ




السلام عليكم أخي منتظر
كنت هنا وقرأتك
رأيت فيها كلمات غاية في الجمال والرقة
وعبارات محلقة ساحرة فاخرة
وفهمت أنك تأسى على نفسك التي لم تجد ضالتها بعد ,وتغبط العشاق المتنزهين على تخوم السعادة الأنسانية, وهي الحب الجميل .
الترابط والتدرج كان شبه مفقود في النثرية ,هي عبارات رائعة وكلمات ساحرة ولكنها مختلطة اختلاطا يصعب على القارىء الأمساك بزمامها
ولكنها محاولة لا تخلو من إبداع حقيقي ,,وخيال ساحر
باختصار هي لوحة فاتنة ,لكنها مشوشة
شكرا لك أخي ,كان هذا طلبك ,انتقاد القطعة
ماسة

عبد الله راتب نفاخ
12-08-2011, 10:05 AM
رائعة كلماتك أيها القدير ..
و التصوير و الخيال لم يقلل من جمالهما قدم اللغة ..
أيها الغالي
دمت راقياً فصيحاً

كاملة بدارنه
12-08-2011, 05:46 PM
لوحة لغويّة ومشاعريّة رائعة أخ منتظر
فاضت استعارات جميلة
تقديري وتحيّتي

نداء غريب صبري
13-08-2011, 12:53 AM
صور جميلة ومشاعر عذبة
ولوحة لإنسان سكب نفسه في حروفه

أبدعت أخي

بوركت

مُنتظر السوادي
15-08-2011, 12:23 AM
نَادَى الظَّلامُ : الرحلةُ حَانَ خوضُها , وأُذْكيتْ شَرارتُها , فشمرتُ عن رأسٍ لم يَعْرفِ المِشطَ مُذْ أنْ هَرَبَ بَصيصُ الغَيثِ , مُذْ أنْ جَفَّ نهرُ الفَرحِ , وَمُذ أنْ تَسَلقَ البؤسُ إِلى خيوطِ السَّرَابِ لينسُجَ ثَوبَاً لأَحلامِي , رَكَبَ كُلٌّ وحبيبتَه , الوُرودُ بِأيمانِهم , والمَرحُ والسُّرورُ يُداعِبُ أعطافَ جَدَائِلِهم , العطرُ يغمرُ أفواهَهم وَكَلِماتِهم , يداً بيدٍ وَقلباً ... , الغَزَلُ




السلام عليكم أخي منتظر
كنت هنا وقرأتك
رأيت فيها كلمات غاية في الجمال والرقة
وعبارات محلقة ساحرة فاخرة
وفهمت أنك تأسى على نفسك التي لم تجد ضالتها بعد ,وتغبط العشاق المتنزهين على تخوم السعادة الأنسانية, وهي الحب الجميل .
الترابط والتدرج كان شبه مفقود في النثرية ,هي عبارات رائعة وكلمات ساحرة ولكنها مختلطة اختلاطا يصعب على القارىء الأمساك بزمامها
ولكنها محاولة لا تخلو من إبداع حقيقي ,,وخيال ساحر
باختصار هي لوحة فاتنة ,لكنها مشوشة
شكرا لك أخي ,كان هذا طلبك ,انتقاد القطعة
ماسة


نعم وانا انتظره واحبه بل اعشقه
شكرا لمرورك وكلماتك , وساخذ بها ان شاء الله

كانت قراءتك لنفس الكاتب قراءة موفقة ,

جزيل الامتنان لمرورك
وانا انتظرك في قادم الكتابات

التلميذ

مُنتظر السوادي
15-08-2011, 12:27 AM
رائعة كلماتك أيها القدير ..
و التصوير و الخيال لم يقلل من جمالهما قدم اللغة ..
أيها الغالي
دمت راقياً فصيحاً

استاذي الحبيب
شكرا لمرورك على كلماتي
تبقى انت الاغلى

التلميذ

مُنتظر السوادي
15-08-2011, 12:44 AM
لوحة لغويّة ومشاعريّة رائعة أخ منتظر
فاضت استعارات جميلة
تقديري وتحيّتي

استاذتي المبدعة

شكرا جزيلا لمرورك

لك الود والثناء

مُنتظر السوادي
15-08-2011, 12:46 AM
صور جميلة ومشاعر عذبة
ولوحة لإنسان سكب نفسه في حروفه

أبدعت أخي

بوركت

ايها النداء الجميل

مرور جميل
وحرف جميل

لك كل الشكر والامتنان على القراءة والمشاركة والتفاعل

تحيتي
لك

ربيحة الرفاعي
15-08-2011, 02:00 AM
العَذارى والفتيةِ يتبادلونَ بسماتٍ ممتلِئةً بِالحُبِّ , وَكؤوسَاً منِ عذبِ الكلامِ , - وأنا في غَيهبٍ معتقٍ في الجُبِّ – و " ريَّا " كَأنَّ الصَّومَ قِلادَتُها , وَالصُّدودَ بُرجُهَا , وَلا تَزدادُ في عينيَّ إلا جَمَالاً وَفِي قَلْبِي إلا حُبَّاً , وَعشقُها يَملأُ أَركانَ الكَونِ , أُغَازِلُها فَيُورِدُ فِي شَفَتَيهَا الحَياءُ , عِندَ قَدميها يُرَفرِفُ فُؤادِي الأَسِيرُ مَذبُوحاً , فَتَضحَكُ نَاظرةً إلى ذَبيحِ عينيها
نص نثري جميل بسبك قوي وحلّة من اللغة زاهية ، اسكنتها جميل الصورة وماتع التركيب فانثالت شاعرية الحس عذبة المعاني شجية النبض

دمت بألق

مُنتظر السوادي
15-08-2011, 10:03 AM
نص نثري جميل بسبك قوي وحلّة من اللغة زاهية ، اسكنتها جميل الصورة وماتع التركيب فانثالت شاعرية الحس عذبة المعاني شجية النبض

دمت بألق

أستاذتي الناقدة الكريمة

تلألأ النص لما تشعشع ضوء من البدر , فابتسم الحرف , ورقص المد , وتحركت الصورة في قوافل الترحيب

شكرا جزيلا

لكلماتك الرائعة

تلميذكم

د. سمير العمري
25-08-2012, 06:14 PM
وما الذي يحيرك في نص هو من النثر الأدبي الأصيل جاء راقيا وقد استوى على سوقه يعجب القراء؟

أنت هنا أوفيت اللغة حقها والأسلوب جودته والنثر ألقه فلا فض فوك أيها الأديب المحلق!

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي