تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر مصطفى بطحيش



مصطفى بطحيش
28-03-2005, 12:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيها الأحبة الكرام أسعد الله مساءكم بكل خير

لعله حسن الحظ أن ألج إلى واحة غناء وقد تصحرت االجنان , تصفحتها فوجدت خيرا كثيرا فقلت :
احط بها رحلي اصيب من خير أفاء الله به , واعرض بضاعة مزجاة علي اجد من يوفى الكيل ويتصدق , فقد اضرت بي

مسغبة


جئتكم سغبآنُ من سهدٍ وَعَيْ = قرَّحَ الساهدُ مني مقلتيّْ
سامرٌ والبدرُ يُغري حسنُهُ = ظاميء والقِطرُ موفورٌ لديْ
كصوادٍ ظامآت للهوى = زاد منها الحُبُ للحُبِّ صَدِيْ
أيها (الوافي) إذا واعدته = بَزَغَ الفجرُ على قَطْرٍ و رَيْ
فانشدْ السقيا إذا الفجر بدا = وارصد الأفلاك إن طال النَأيْ
وتعلل بالقوافي واسقني = من قراح الشعر موفورا نديْ
ساهرٌ و الليل ينأى بالكرى = ظاميءٌ والشعرُ يجري في يدي
أيها الظاميء والشعر جرى = من جِذا الإصباح في فجر بَهِيْ
اسقني كأس القوافي صرفةً = ترتُقُ الأرواح ما أضناها غَيْ
رُدَّ صاح بجِذاها لهفتي = فدواء الظامئ الشعر اُخَيْ
ربَّ شعرٍ بانَ في ذي جِنَةٍ = فزها الداجي به نوراً وَ ضَيْ
فاروِ شِعراً فاقَ من نسغ مضى = ولحوناً جازتْ الآناءَ طَيْ
غَنِّ ( رصداً ) تاقتْ الروحُ لهُ= هكذا (زرياب) أشجى مسمعَي
وابعثْ الروح شباباً نابضاً = فارقاً ما بين موؤود و حَيْ
لاح في باصرتي لاحٍ نعى = جذرَهُ ... ذاوٍ تولاه النَّعِيْ
ويحه هل أورق الدوحُ ولا = *جَذرَ له أو حاكتْ الأغصانُ فَيْ
صاديات النخل من شُحٍ سقت = أعذاقها فاسَّـاقطت رطباً جَنِيْ
شاخَ سَعْفُ النخل لكنْ لم يَشِخْ = وَ زَها الشَّطْبُ على جَدْبٍ فَحَيْ
عللوني بالقوافي ويل مِنْ= قاتل الأقـراءَ عنْ عَمْدٍ و وَيْ

مصطفى بطحيش
08-04-2005, 01:22 PM
لاجـئ


مدنف من صبوة لذت بكم=من هوى أوراه في القلب أري
مذ علتني بعد رشد صبوة =تاه مني الخلد والأهواء غي
عقني الحب وأضناني الجوى=فشكا بأسَ الهوى مني إلي
وتوالى من صباباتي ضنى =لاكه العذال من حي لحي
و أنا أستاف وجدي صاغراً =أي ذل من نكال الحب خي
قاعداً للغيد في كل سبيـــــ =لٍ لعلي ألتقي ذاك الظبي
لابسا ثوب الشباب بعدما =غالني الدهر بأحلام عيي
وغزاني الشيب يلهو مرحِاً =هازئاً بالعمر لا يرفق بي
فاختضبت ساتراً صولاته =بخضاب فاحم اللون دجِيّ
وإذا بالصبح يبدي فاضحاً =صبوتي والستر أولى بي أخي
وإذا بي زوجتي تقادحت =غضبا عيناها قد وافت إلي
فأرتني نجمة الظهر لها =غيهب أقصى الصبا عن مفرقي
وعلتني صحرة أوسع بها =وجفاني الغيد لم أحظ بري
إنما صحراء لا يرقى لها =كيف طوّت واسع الأكوان طي
قلت يا زوجي وقرت لم أعد=أسمع الأصوات صمت أذني
فأجابتني بصوت زاجر =غير صوت الغيد لا تكذب علي
فتغابيت قليلا إنما =شاقني وجد لذياك الأري
ويل من كهل علته صبوة =يا إخاء الضاد والفرقان وي

مصطفى بطحيش
08-04-2005, 03:49 PM
أمَـــــــــلْ

صلبتُ حروفَ قافيتي ..... بأحجيتي !
كموج البحرْ ..... كلون البحرِ
يحلو للصفا حينا ....
ويَسقِي تارةً كأسَ الأجاجِ المُرْ
كطيف سنا بدا في أعينٍ طفلهْ
كبدرٍ عانق الجدولْ
وأرخى تحت جنح الليل
في أمواهه الجزلهْ
سنا قبلهْ
حروفَ قصيدةٍ ثكلى
كواشي مقلة ذرفت سجامَ الهجر
واقلباه ....!
إن يبدي الهوى أو يخفِهِ يُقْتَلْ
نذرت قصيدتي رقيا
إذا ما اُحكِمَتْ عقدُ الحروف بنافثات السحر
حبلى ... مثلما ظهرِ الربى
منذورة للطلْ
لأن حروف قافيتي غدوقٌ
مزنةٌ تهمي
إذا عضَّ الثرى نابُ الظما
كي يجهض السنبلْ
لأن قصيدتي سمراءُ حانيةٌ ....
كأغنية
شكا من وجده الشحرور
يوماً فرقة الجدولْ
لأن قصيدتي كجديلة
تزهو بها طفله
لأن حروفُها نَقَشَتْ
على رِمش الثرى
في مهدها قبلهْ
وبثت روحها
دفقٌ جرى
ينداح عذباً صافي المنهل
غدت في مقلتي نشوى
غدت عطرَ البنفسج
يستبيح الليل يزهو بهجة
رغم الأسى يرفلْ .
وشاحٌ من صليلِ الحقدِ
أضنى حرفي المثقلْ
فمخَّض من ضغائنه
عُذوقاً دُبِّجَتْ بمرارة الحنظل
ألا يا سَعْفَ نخل الكرخ
من نسغ الظما
تشكو جذوعُ النخلْ
أم تشكو القذى
أم جفوة تقتلْ
وما بال المها مذهولة
تبكي الرصافة أم سقت
كأس الضنى
موفورة تثملْ
وأين سقاء ماء النيل من بيارة الليمون ؟!
أين النهر ... ! طود النار !
طود من خنا أكذا سليل الأصلْ !
وما للرمل يذرو شؤمه
كي يقتل السنبل !
لأن حروف قافيتي
فرات سائغ المنهل
على أشلاء أحجيتي
رسمت قصيدتي قبله
على دجلهْ
لانضو عن جراحاتي
شبا نصلهْ
وأنضو عن عذوق النخل
كأسَ مرارة الحنظل.

مصطفى بطحيش
24-06-2005, 08:07 AM
غُــــــلُّ الرعـــــــاة

( رأى أحد المارة فأطلق كلبه , ظنا منه انه حظي بصيد ثمين , احذر فقد يداهمك في أي لحظة الكلاب ! )

أفِلَ النهارُ و لم يعدْ يقوى وغادر
منهكَ الأوصالِ خائرْ
والليلُ عَسْعَسَ يستبدُّ بهِ الجنونُ
مخالساً بَرِمَ الأواصرْ
والريحُ تعصفُ لا تقرُّ وكلما
هدأت عوى فيها مَضاجِـرْ
والجدولُ اليعبوبُ آسنَهُ الوهى
ولغَ الكلابُ بكلِّ طاهرْ
كلبٌ يَهـِرُ ونعجة ٌ لاذتْ
بـِراع ٍ ساترِ الأنيابِ كاسرْ
هذا زمانُ العُهر والخصيان
دولةُ كلِّ طاغيةٍ وغادرْ
جَوِّعْ كِلابَ حِماكَ أطلقْ من ترى
يأتيكَ منه الصيدُ وافرْ
جَوِّعْ واَضْر ِ مِنْ كِلابِكَ
لن يفوتَ قنيصُ ضاريةٍ مُناوِرْ
هل تكتـَسيْ شحماً بِضِرسٍٍ
جانَبَ النَعماءَ من شح ٍ مقاتِـرْ ؟
جَـذرٌ تـَلَـفَّـظـَهُ الأديمُ فلم يقرْ
و نَسغُه أشتاتُ سادرْ
اقسمت انك لستَ تعدو ان تكون
لنعجة خرقاءَ آمرْ
* * *
الليلُ يعبثُ بالأماني والذئابُ كأنها
قِطَعُ الظلامِ تبادرتْ في الأفق تترى
و ( الحِيرةُ ) الثكلى تـَناهبَها الأعاجمُ والنفوسُ كليلةٌ
مابينَ يائسةٍ و سكرى
كلُّ الرُعاةِ تـَفـَطَّـرَتْ أنيابُهم ( سَقَطَ النَّصِيفُ )
فَـكُـلُّهُمْ مِنْ ثـَوبـِهِ المهزولِ يعرى
وَبَدَتْ جُلودُهمُ وأنضجها الغُـلولُ فلم تزلْ
مِنْ ناعِم ِ الأثوابِ تـَشرى
ما ثـَمَّ إلا أنتَ تـَختزلُ الكلامَ بعبوةٍ ندباءَ
تبدو في بني الصفراءِ ذكرى
وعلى جِذاكَ الفجرُ يَبدو مُستطيراً في يَدَيْكَ
بـِرَغمِ أنفِ الليلِ يُورَى
هُزِّ الرِّجالَ لـَعَلَّـهُ يَصحو صلاحُ الدينِ
أو يَمضي على البلقاءِ سعدٌ
نادباً للذُلِّ كِسْرى
أو تـُكَفكِفَ عَبرَةً مِهراقَ تجري مُنذُ دَهرٍ
في شُقوبِ الخَدِّ حَرّى
* * *
الدَّهرُ عادَ كأنما نَكَصَتْ قُريشُ واَدبَرتْ
لم تكترثْ لما دهاها الخَطبُ اِدَّا
وكأنما ابن البداوةِ لم يكن في القادسية
يَعتلي إيوانَ كِسْرى شَدَّ بالفرقان زِنْدا
وكأنَّما اليرموك لم يَكُ شاهداً
وابنُ الوليدِ وفِطنةُ البدويِّ
تـُلوي بالعـُلوج ِ الرومِ وأدا
كيفَ تأتيك الحضارةُ... يا شريداً في الصحارى
زادَ فيك الشَّظْفُ بُعدا؟
يا شتيتاً لم تَزَلْ تزدادُ رَغمَ الفقرِ عِنْدا
سَلْ تُخومَ الكونِ , سَلْ أجرامها
من أينَ تأتيكَ البُطولةُ يا شريدُ ؟
وَهَلْ رضِعتَ البَأسَ صرفاً
في صِبا الأيامِ ... مَهْدا؟
* * *

مصطفى بطحيش
28-08-2005, 03:27 PM
وشاية


تنكبْ جعبة الأدب = وقُلْ للسامرِ التَّعِبِ
يبددْ من عناءٍ ناءَ= منه كاهِلُ النَّصِبِ
إذا فرَّ النهار وَحَلَّ = ليلٌ ثاقِبُ الشُهُبِ
توشى من قناديل = تُلألئُ دُجنَةَ الغَضَبِ
كأنَّ نجومه اللأ لاءُ= لمحُ الكاعِبِ الَّلعِبِ
تُسارِقُ في الدجى خَلَساً = وتمضي دونما سبب
احاديثٌ تشي بالوجد = سِرُّ العاقلِ الارِبِ
تُسامِرُ ما اقامَ الليلُ = رَيْثَ المُشْرِقِ الأهِبِ
ويلجمها بزوغُ الفجر= بُرْدُ صباحه القَشِبِ
* * *
ويُجْرِعُنا النَّديم =سُلافةً لألاءَ كالذهب
دِنانٌ من عتاق الشِّعرِ= خامَرَ راقِصَ الطَرَبِ
يُعَتِّقُها مُقَرطَقَةً = بُزُولاً من سنا الشُهُبِ
جوارٍ راقصاتٌ هزَّها =نفحٌ من الطِيَبِ
تَثَنَّى قدُّها الفتانُ= هَزْواً عابثَ الشَّبَبِ
فيَسْتَعِرُ القريضُ جِذا= نديمٍ للقوافي رُبي
يقول لنجمة الإصباح:= وَيْكِ اليَّ فاقتربي
و اَنَّ الشِّعْرَ منقلبي =غفا نشوانَ في الكتب
وكلُّ قصيدةٍ قمرٌ= يسامرُ طيفُه هُدُبي
* * *
وشى لهَفُ القريض بنا= غداةَ عُكاظُ أَدلَجَ بي
على جنح الأثير له =فضاءٌ صِيْغَ من عَجَبِ
نوافذُ تُنْبِئُ السَّاري= بما قد قِيلَ في الكتب
وما صاغ السُّراةُ وما= بذهن الحالم السَّرِبِ
ببيت العنكبوت مضى =يجول ولاتَ من أربِ
يجولُ العالمِيْن ولا= يغادرني لمُنْقَلَبِ
فـ واعقلاهُ واعجبي= أسابقُ بارقَ السُّحُبِ
* * *
لنهر ( الرَّيْنِ ) هاكَ يدي= نديمٌ لاءَ في خَلَدي
مِنَ ( الشَّهباءِ ) حاضرةٌ= يتوِّجُ حُسنُها بلدي
بِكَفِّي مُهجةٌ بُذِلتْ =حملتُ اليكَها بيدي
نديمٌ من ربا بغدادَ = بدَّ وضاقَ بالبَدَدِ
أصافِحُ فيك مجدَ أبي= زها في سالفِ الأمد
إخاءٌ موغلٌ تا=ريخُ أجدادي ومعتقدي
إذا أنَّ الفراتُ بكى= بِدِجْلَةََ شامخُ التَّلَدِ
دهى ( الزَّوراءَ ) نازلةٌ= فأعْذَقَ بالحَشا نكدي
بكتْ بغدادُ فانتبذَ= الرجال لها يداً بيد
إليكِ ... إليكِ جئتُ يداً= فَشَلَّ الخائنون يدي
أباحَ العَلقمِيُّ دَمي= وجاس بها بكل ردي
تداعى لها العلوجُ جحا=فلاً أغراهُمُ كمدي
بُكاءُ القُدسِ ناعِيَةٌ= لرأسٍ حُزَّ من جَسَدِ
فما اَبِهَ الرُّعاةُ لها= وكُفَّ الدّمعُ بالجَّـلَدِ
سِوارٌ مِنْ خنا نَصَبَ= الخُناةُ وأجهضوا مددي
فَخَفَّ الحاقدون لها= وخَفَّ اليهِمُ قَوَدي
بنو الصفراء موعدكمْ = فأنجزُ فيكمُ وَعَدي
* * *

مصطفى بطحيش
26-09-2005, 10:50 PM
من .... أنا!

يا صديقي ... لست أدري من أنا
كلُّ ما أدريه ... أني ههنا
فأنا - أي يا صديقي -
حمأةٌ .... مسنونةٌ ...
صلصالُ ... في طيف سنا
كل ما أدريه .... أني لم أكنْ
فغدوت ...
كيف يغدو...آنُ كُنْ ؟!

يا صديقي ...
كنت طيفا في فضاء النور سابح...
كنت قولاً يا صديقي ...
بين غاد .... بين رائح
كنت أصغي
عذبَ شجوٍ
غير أني - يا صديقي -
ويح قلبي
كيف يسلو شجوَ صادح!

((قد وشى الواشون بي - جهلا ولم آتِ -
إلى أسماع حاكمْ
قيل : إني مفسدٌ في الأرض ....
سفاحٌ و ظالمْ))
ليت شعري ...
كيف يلغو ؟
كيف يجلو ما سيغدو ؟!
أم غدوتُ القولَ حرفاً
في ذَرَا الإِنباء هائمْ !

يا صديقي !
إنني عُلِّمْتُ - ويلي - كل اسم ِ
ثم هامت مقلتي ... في كل رسم ِ
فطويت الكون حرفاً
في صحيف النفس اُسْمِي
كم غدت أفلاك هذا الكون رمزا
في دواتي ... ثمَّ وسم ِ

غابت الأسماء عنهم - يا صديقي -
ثم أمسوا ....
في شراك القول ِ ... راعَ القومَ بَأسُ
ثم جاءت رحمة تمحو وتأسو
فأنابوا - يا صديقي -
مهطعينا
أحنوا الهامات لي طوعا وجاءوا
ساجدينا
وعصى الطاووسُ صُلفاً
ومضى في الغابرينْ

إنني خيرٌ .... أنا نارٌ
وذاكَ الخلق طين

قال : فاهبط مبعداً في الصاغرين

قال: فانظرني ليوم ٍ يبعثون,
إنني آليت أن أغويه كيداً، أن يكون الطين خير المُقربين

قال : فاخرج , بئس نِزْلُ النار مثوى الكافرين
........
فغدا الطاووس رَجْمَاْ
أزَّه كيدٌ ووسُّ

ثم جئت الروض شَوْراْ
وحبيبي ساهم العينين أغيدْ
جنة الفردوس بيتٌ ومراحٌ
غيرَ سدرٍ باسقُ الأفنان أخضدْ
فنضوت السدر - ويحي -
علني أسمو وأخلُدْ
فبدت لي سوأتانا
ليتني ما كنت أنضدْ
أي ظلم قد عراك اليوم .... نفس؟
أي بؤس قد ثواه فيك ... وَسُّ؟
فغدوت لائماً للنفس أحثو
من ثرى الحصباء ،
يذرو الرأسَ وعثُ
في شقاء من لظى الحراء اُكبِدْ
يا صديقي .... لست أدري من أنا !
كل ما أدريه أني ههنا
كل ما أدريه أني نَبْوةٌ
في زمان و مكان ... رهجُ كُنْ
تلك أوراق اعتمادي .... لعكاظ
أجزل الساقي .....
فبات القلب دنْ .

مصطفى بطحيش
03-11-2005, 05:53 PM
يا عيدُ كم يحلو لك التأبيدُ = ويعود من رجع الخواء وعيدُ
يا عيد كم يذكي هجيرَ أواره = في القلب بأسٌ سالفٌ مرصود
يا عيد كم يغذو ابتهالات الوجو=هِ البائســات بمهجتي التنكيد
ولكم يبيت على الطوى نحب الأرا=مل والعيونُ الباكياتُ شهود
بادرتني يا عيدُ صبحا بائساً = يضني الفؤادَ الجاحدُ المكنودُ
لو كنت من بأس الصروف رحمتني= ونسأت عام الحزن أي يا عيد
عام تهتكت الستائر واستبد = بكل ما أبقى الرشيد يهود
عام وبغداد الأسيرة لم تنم = وخبا بدجلة صوته المعهود
والنخل لم تثمر عذوق إبائه = والشمأل الزرقُ العيونِ الهودُ
بلقاء ظربك لم يكن وابو المحا = جن لم يكن خيالك المقصود
والسيف اغمده الرعاة ولم يعد = يذكي الرجولة بل هو الرعديد
والراية السوداء كيف تخنثت = أين الألى زحموا النجومَ الصيد
أين ابن جلا أين طلاع الثنا = يا أين هم أم أفتأ الترديد
بغداد كم غاز طويت وكم هوى = بين الأزقة فارس صنديد
حتام ابن العلقمي يعود والـ = تتر الرعاة إلى العراق تعود

مصطفى بطحيش
12-12-2005, 01:10 AM
قرأت قصيدة العنقاء ( سبحة ) , فأعجبتني واوحت لي بهذه القصيدة :

في البال مِنْ امسٍ مضى ذكرى
صوفيةٌ وتمائمٌ تترى
***
صوفية جلست و سُبْحَتَها
وتربعت وبجنبها أخرى
***
نظرت لها والعينُ ساهمةٌ
ودموعها فاضت بها حرّى
***
فتجاوبت من عين جارتها
دمعاً يطُرُّ لألئً طرا
***
كلتاهما بيَدٍ مُعَرَّقَةٍ
حفر الزمان بظهرها عُمْرا
***
بأصابعٍ تنساب في وئدٍ
تحصي دراهمَ أَلْبَسَتْ قسرا
***
إبهامُ لا تنفك مدبرةً
طوراً وتقبل انْ عَيَتْ طورا
***
ولآلئٌ نُظِمَتْ بمِعْقَدِها
ينسلُّ في احشائها جهرا
***
تسعون مصفدةً يؤرقها
تسعٌ تلتها حبةٌ أخرى
***
لكنها تبدو وان عَظُُمَتْ
وكأنها مخمورة سكرى
***
دار الحديث وما سمعت له
همساً ولكن لم يكن سرا
***
وعلمت من تلك العجوز ولم
اخفِ الحديث فصغته شعرا

مصطفى بطحيش
10-01-2006, 08:00 AM
جثم الدجى وملامح الساعات موت
والتثاؤب لا يزولْ
يا صاحبي ماذا أقول !
يا صاحبي ها قد تسمرت القوافي
والحروف تـَـآتـِـــىء ٌ ذُبـِـحـَـتْ على شفة الذهولْ
والنخل أعجاز ويبكي السَّــعفُ ..
والليلُ العويلْ
ويكاد هذا العام يغدو عام فيلْ؛
كل عام تصبحون سفاسفاً
كل عام... يا هباب النفط...
يغدو عام فيلْ.
من بين أعجاز الخواء
تفردت... أعطاف نخلـــــهْ
روَّت جذور إبائها بدم الشهيد
وأطلقت لثراه قبلـــهْ
كيف تكتم حبها..!
جودي .....وبعض الحب نحلــــهْ
إن يكن هجَرَ الأحبة فلتكوني أنت أهلــه
هذا تراب المجد كم رواه من آساد قَبْلَـــهْ!
قل له يا نخل :
كيف نعلم الظلامَ أن يغدينَ مثلــــهْ ؟
قل له يا نخل :
كيف نسوسهنْ ؟
يا نخل قل لــــهْ..!
إن يكن فات الرشيد فنسله أوفى مَحَلـَّــهْ
و(المحيجن) رمحه الثقفي
يذكي المجدَ نصلـَــــهْ
يا أهيل( القائم) الأبطال يا آساد (حلـــَّــــهْ)
لا يزال الهود في كيد
إلى أن ينبري للذود( دجلـــــهْ)
" إن للباطل جولـــة "
من شفاه البؤس يا وطني
يلم المجدُ شملهْ
كل عام تصبحون كنجمة تأبى الدجى
...تزداد شعلـــهْ

* * *

مصطفى بطحيش
14-01-2006, 04:51 PM
أنا مع التطوير فانتخبوني

مرحبا يا أيها الأحبة الكرام !
مرحبا يا لكنة الضاد الغريبة
أيها الجمـــــــــع ( الغفور )
سماحة !
أنا صابئٌ .... قلبي لكم كأس الهوى
عمري أسرت نجومه وشموسه
وسكبتها شهد السنين
فأورقت بخميلكم أشعاري.
أنا متعب يا إخوتي
من همستي
من خلجة الأوتار
أنا مذ رأيت النور لم أك مكبلاً
من يا ترى صفد الحديد
فأفلتت من قيده أقماري ؟
هذا مرشحكم ضبابي الهوى !
وأنا العريب
وقد عفقت بلحنه أوتاري.
* * *
بشرى لكم ... بشرى لكم
فلقد غدوت مرشحاً
سأكون عنكم نائماً
هيا أقبلوني !
فأنا أخذت الضوء ...
ضوء الشمس
لا ضوء المصابيح التعيسة ... والنيون
ولقد غدوت على يقين ... أنني أنا ناجح
مليون في المليون !
بالأمس كنت مرشحاً
لكن ضوئي ( صنعة الشهباء )
لم يك باهراً
فسقطت مذبوحاً على
عمش الظنون
صوري الظليلة لم تكن سببا ..... ولا أصواتكم
والضوء ( أخضرُ ) كان يسعد ناظري
ألأنني أشكو عمى الألوان ؟!
لكن ... لا يؤرقني عمى التلوين !
صوري احتفظت بها
لأن خيالها لا يجهد الأحداق
( أبيضُ ... أسودٌ)
ولقد علمت من ( الرفاق )
أنَّ فنَّ الظل خير فنون
وأنا - معاذ الله من قولي أنا -
فأنا التراث ... وكلهم عرفوني
قررت أن أمضي وأنشر صورتي ...
لكنهم - أي صحبتي - منعوني ..!
وأنا نزلت على الرغائب مكرهاً
وجعلت صورتي التي باركتموها
تحفة ... وحفظتها
ونشرت صورتي الحديثة ... ما ترون ؛
( أنا الحداثة كلها ..... وأنا مع التطوير .... فانتخبوني )
أنا سيد العلم الحديث
مهندس ... بين الحواسب ماهر
لكنكم أنتم رغبتم أن أكون معطلاً عنها
فغاب العمر في ( دش ) ... وتلفزيون
انا للحياة مهندس الآمال .... فانتخبوني
* * *
نبض الحياة جواهر !
وأنا الجواهر صنعتي
بل قبلتي ... عنواني
الحب !
أين الحب ؟!
هذا كذبة العصر القديم ... وشقوة الإنسان
أنا للجواهر قد رهنت محبتي
فهي الحياة ... وفائق الأثمان
أنا يا أهيل الحي برٌ ... صادق
أبغي الحضارة ... رفعة الإنسان
أنا إن ( كذبت )
فإن كذبي مكرهٌ ...
لكن سأغدو صادقاً في مجلس الأعيان
أنا مؤمن بالله ... أهل للنبوة ... إنما
قد خُتِّمَت بنبينا العدنان
فلقد حججت لبيته المعمور
ثمَّ فريضة قضيت ... وثَمَّ معاني
لكنني قد أبت روحاً خالصاً
وأزحت عني حطَّة الأبدان
سأغير التاريخ إن حزت الحصانة
بل سأمحو باليَ الأديان !
سيحدث التاريخ عني ... عنكُمُ ...
فأنا الخليل ... وأنتُمُ أقراني .
* * *
يا أيها الأفاك لا
لا تؤمن النفس التي تأبى الخضوع لمحكم الفرقان
أين التقى والكذب فيك محجة ؟
هل يلتقى في قلبنا ضدان ...؟
أنت الخليل ! كذبت ...
بل أنت الذليل ... ( كبيرهم ) في معبد الأوثان
* * *
يا من غدوت مرشحاً
و غدوت أنت محدث ومطورُ
وحججت للبيت العتيق
وحجك المبرور ذا لا يثمر
يا من ظننتَ الجود منك توهماً ونسيتَ أنك مقترُ
وزعمت أنك نَبْوَةٌ أزرى بها هذا الزمان الأغبرُ
ونزلت من علياء عرشك
آيةً نحو الثرى تتحدرُ
وعميت عن ألوان ضوءك يا معنَّى
( أخضرٌ ) أم ( أحمرُ )!
عبث التملق و التوهم مجدب لا خير فيه فيثمرُ
وبيان حسن سلوكك المزعوم ذاك مزورُ
ومحطم الأصنام وهو كبيرهم
عجباً أيعقل أن يكون فيعذرُ ! ! !
يا صاحب التحديث و التطوير
من ذا يدرك الأفكار تلك الثاقبات
ويبصرُ ! .

مصطفى بطحيش
22-01-2006, 01:52 AM
أيها القلب بُحْ وَ ارْمِ عَنْكَ الضنـى=كُلّمَا العُمْرُ ضاقَ مِنْ رُوْحٍ وَ رَاحْ
/
كلّما رُحْتُ أجدُلُ الشِعْرَ مِـنْ هَـدْ=أة الداجياتِ ...هاجَ شَوقٌ بـراحْ
/
طارَ بِيْ طائرُ الشـوقِ أو شَكَتْنـي=بُهْرةُ الليلِ كيف لا تقلو الصبـاح!
/
ضمني الليلُ في الحشا واستطالَ ال=أسى يُتْرِعُ القلـبَ أكـوابي نُـواح
/
حـائـرٌ أو أنـاجـيه أيُّ بــؤسٍ=لفّني والهـوى والدياجـي وِشـاح
/
قل لنا أيّها البـؤسُ أيـنَ نمضـي=كيف نشكو الأسى و الشَكاةُُ افتضاح
/
قل لنا يا ظلامَ الدُجى هـل تُـرى =الصبحُ يَمْحُوْ الأسى أمْ جـَوىً والْتِيـاح
/
قُلْ لنا قُـلْ لنـا أيـنَ نَمْضـي إذا=طاوِيَ الكَشْحِ بـاتَ للهُمَامِ جَنـاح
/
أين نَمْضِي إذا استَبَـدَّتْ عَـوادي=ضاعَ أوْ مضى العُمْرُ ما فيهِ صلاح
/
إنّما العُمْـرُ بيَـْنَ آمـالَ يَمْضِـيْ=والحِمَىْ أقـْدارُنا لا تُسْتَبـاح
/
ضيّـعَ السُّـراةَ الأمانـيْ بَلْ نَجَـاْ=دائـبُ البَذْلِ إنَّما العُمْرُ كِفاحْ

مصطفى بطحيش
07-04-2006, 12:21 AM
ارهفتُ للنوارس الحزينه
تودعُ المساءْ

للموج إذ يقبّل الشواطئ الرصينهْ
للبحر في الافق البعيد
عانق السماءْ

فهمستْ تلثغُ بالحكايهْ
تعزف من شغافها
تعجمُ بالروايهْ

هفهافة الحانها
كنسمة السَحَرْ

في ليلة صيفية
تداعب القمرْ

تضحك للشرفات والمرايا
تساهر الصبايا

يرنين للقمرْ
يمضين للقمرْ

لكنما حبيبتي
هناك في الجبال الشُّمِّ
جارة القمر

تنسج من رموشها ... لي وطناً
وثوبها الضياءْ
طُرّته السوسنُ والسنابلْ
وهمسة الجداولْ
رقراقةً
تهفو الى اللقاءْ

و القرية اشرأبت
تزاحم النسورَ
نحو طُرّة الضياءْ
ترنو الى السماءْ

والغيم بحر هائج
امواجه الضبابْ

يعصف بالسكينهْ
يختال في شوارع المدينهْ

ولم تزل تردد الحكايهَْ
نوارس حزينهْ .

مصطفى بطحيش
19-05-2006, 07:09 PM
رسالة الى قيس


لله يومَ سَرَوا عَيْناً أُداريها =دَمْعَاً تُغالِبُني رُحْماً أُوارِيْها
/
يا قَيْسُ كيفَ هُمُ بعدَ الرّحِيل وَهَلْ=مِنْ نِجْمِةٍ تَغْفُو اشواقُنا فيها
/
هذا سُهَيْلُ خَجولٌ لا يُسامرني=وَكَأَنَّ في تِرْدَادِ اللّحْظِ تَنْويها
/
لَكَأَنّهُ كَلِفٌ تَكْوِيهِ نارُ جَوىً=لَكَأَنَّ في خَفَقانِ القَلبِ تَدْلِيْها
/
وَيْحِيْ أراهُ دَنَا مِنِّي لِيَهْمِسَ لي=وَيْحَ النٌّجومِ إذا باتَتَ أُناجِيْها
/
ما كُنْتُ اَحْسَبُها أقْعَى السُّهادُ بها=حتى غَدَوْتُ سَمِيراً في لياليها
/
بَيْنِي وبَيْنَ نُجُومِ اللّيْلِ عَهْدَ قِلَى=ما كُنْتُ احْسَبُني يوماً أواسيها
/
ما كان ظَنِّيْ أنّ النَّجْمَ طالَ بها=وَجْدٌ وطالَ بأهلِ الحُسْنِ تَوْلِيْهَا
/
حتى سَمِعْتُ لها هَنّاً إذا ارْتَحَلوا=وسَمِعْتُ صَوْتَ حَسِيْسِ النّارِ تَكْوِيْها
/
يا قَيْسُ لَوْ اَعْلَمْتَ النَّجْمَ اَيْنَ هُمُ =أحْبَابُها نُزُلٌ فالشَّوْقُ يُرْدِيْهَا
/
ما يَوْمَ صَفَّدَها وَجدٌ بِمُرْتَحِلٍ =عَنْهَا يَقُوْمُ لَهُ يَوْمٌ فَيُعْفِيْها

مصطفى بطحيش
29-05-2006, 01:17 AM
في نسيج العنكبوت

أَلـَـمٌ .... تَوَسَّــدَ مُهجتي ....وهوى بها ..

أَلـَـمٌ .... على جُـزُرِ الصَّـقـيـعِ ...رَمَـى بها..

أَلـَـمٌ .... إذا سَـكَـتَ الكـلامُ ....وَشـَى بها..

أَلـَـمٌ ..... يُـبَـدِّدُ ...لـَيْـــسَ تـَدْري ما بها

أَلـَـمٌ .... هـَـزِيـعُ الصَّــمْتِ ....أَضْـرَمَــهُ بـهـا ..

وَبَــقِـيَّــةٌ مِـنْ سِــحْـرِ هــارُوت تُـحِـيْـلُ رَبـيـعَـهـا ....بـَـرْداً وَ قـَرْ .

نـَـمْ فـي عُـيـونِ البُـؤْسِ مُـنْـفَـطِـرَ الـنُـهى

نـَـمْ في الخِـواءِ مَحَـارَةً حـَيْـرى

وَنـَـمْ كالموتِ يَهْـزَأُ بالأمانـِيِّ الذَّبـيـحَـةِ تـَحْـتَ أسـيافِ القـَـدَرْ

نـَـمْ في سُـطـُور قـَصيـْـدةٍ سـَغْـبى على شَـفَـةِ الظُـنونِ ذَبَـحْـتـَـها

فـَتـَـوَشـَّـحَـتْ بالجَـدْبِ بـارِ قـَـةُ المَـطـَرْ

ثـُكـْـلى تـُؤَرِّ قـُـها الشـُّكوكُ كـَـليـْـلـَـةٌ فيها الحُـروفُ

كـَأَنـَّها خُـلِـقـَتْ بـِذاكـِـرَةِ الضَّـجـَـرْ

هـُـنا في نـَسِــيْـجِ العَـنـْـكـَبـوتِ نُـبـَدِّدُ الكـَلِماتِ فـي يـَـأسٍ

وتـُطـْـلِـقـُـنا الظـُـنونُ رَصاصةً

تـَـأْتـِي على صَـرْحِ الهوى تـَـلِـجُ الفـؤادَ وتـَـسْـتـَـقِـرْ

هـُـنا في نـَسِــيْـجِ العَـنـْـكـَبـوتِ نـُسـامِـرُ الأَشْـباحَ في صَمْتٍ

وتـَـصْـلُـبُـنا النـََوافِـذُ خـَـلْـفـَها مُـزَقاً تـُـبَـدِّدُ لا تـَذَرْ

مِـنْ خـَـلْـفِ نافِـذَتـي قـَتـَـلْـتُ حبيبتي ..!!

هـُـنا في نـَسِــيْـجِ العَـنـْـكـَبـوتِ قـَـتَـلْـتـُها ...!!

مِـنْ خَـلْـفِـها آلافُ أَمْـيالٍ ... تـَرَكـْـتُ حبيبتي حَـيْرى

تـَرَكـْـتُ عُـيونـَها كالليل يـَجْـتاحُ المَحاجـِـرَ

كالخيالِ ...كـَنـَسْـمَـةٍ عَـبَرَتْ مســـاءً سَــرْمَـداً

وَ كـَـبـُـؤْرَةٍ لـلنـُـورِ فــي حُـلـَـكِ الظـَّلامِ المـُـسْــتـَمـِرْ

هـُـنا في نـَسِــيْـجِ العَـنـْـكـَبـوتِ نُـبَـدِّدُ الآهـاتِ

و الأحلامَ نَـفْـتـَـرِشُ الـعَـناءَ سَــــفِـيْـنـَةً تـَجْـري بنا وتـَسُـوقـُها

ريحُ التـَّـوَهُـمِ ....فـَـوقَ أمـواجِ الضَّـجـَـرْ

عَـبَثٌ وَ وَهْـمٌ كـَالسَّـرابِ عَـناؤُنا

يا أَنـْـتِ يا نُـسُجَ العناكِبِ كـَمْ ذَبَـحْـتِ قُـلوبَنا

يا أَنـْـتِ يا نُـسُجَ العناكِبِ كـَمْ سَـرَقـْـتِ النـُّـوْرَ ...نـُوْرَ عُـيُـونِـنا

يا أَنـْـتِ يا نُـسُجَ العناكِبِ كـَمْ زَرَعْـتِ الصَّـمْـتَ رَغْـمَ أُنُـوفِـنـَا

يا أَنـْـتِ يا ..... كـَمْ فـي سُـطُـورِكِ نـَـنْـتـَحِـرْ

وَهْـمٌ هـيَ الكـَلِماتُ ....إلا مِنْ شِـفاهِ حبيبتي ....

عِـنـْـدَ التـَّـلَـعْـثـُمِ أَسْـتـَـبِـيْـنُ بـِها الخـَبَـرْ .

* * *

مصطفى بطحيش
04-07-2006, 05:22 PM
أسير العرقد



حرف تنكب رجع الصدى=وعاتٍ من الموج يكسو المدى
/
فما ثمَّ في حلكة الداجيـ=ـات سوى أنجماً للسراة هدى
/
ولولا النجوم لضل السراة = وكنا ظننا الدجى سرمدا
/
هو الخير إن أعذقت باسقاتُ = النخيل فتغدو الصحارى جَدا
/
أسيران إني وشطب النخيل = وسعف النخيل غدا عرقدا
/
وامضي ويرتد طرفي حسيراً = وأيدي الرعاة بأيدي العِدا
/
ألا فارم ما أمعن الليلُ شهبا = تعرّش حول الحِمى سؤددا
/
وسدد مراميكَ فجرا يلوُحُ = فما ثمَّ إلا الصباح غـدا
/
وما ثم بعد البروق سوى الغيث = يسقى الرياض ويروى الصدى.

مصطفى بطحيش
15-08-2006, 07:57 AM
ضمنا للدوحِ حرفٌ فثوينا =أيُّ عُرفٍ وشَذىً طافَ علينا
/
جدولٌ ينسابُ عذباً ونَوارٌ =خَجِلٌ الوجنات زادَ الحُسْنَ حُسنا
/
وطيورٌ في رُبا الحُسْنِ تُغني =كلُّ طيرٍ مبدعٍ يَسْبِكُ معنى
/
أيها الغِرِّيدُ فاشدو ان سمعي =لك مصغٍ يستطيبُ القولَ لحنا
/
مُتْرَعٌ بالحُبِّ كأسي حيثُ أمضي =إخوة في الله إنْ يوماً مضينا
/
ما قلوتُ الأهل يوماً ليس يقلو =مِنْ مَدِينٍ ؛ أغدَقَ الأهلونَ دَيْنا
/
هو شوقٌ وجَوىً والمرءُ ينأى =ليتها ... لو تدركُ الوصلَ يَدانا
/
مرغمٌ حيناً وحيناً في كفاحٍ =واجوزُ النَّجْمَ للعلياء حينا
/
كلنا في زحمة الانواء نمضي =مُزُناُ ولتعصفْ الريحُ جنونا
/
باركَ الرحمنُ مِنْ طلعٍ نضيدٍ=مفدقٍ يستلهم الخير مزونا
/
يا صديقي إن في حرفك حسنٌ =يا لحرف يستقي الصفحَ معينا
/
أيها الماضون للعلياءِ اني =قد تخذت الواحة الجذلى عرينا
/
فاستقلوا النَّجمَ اِنْ عَسْعَسَ ليلٌ =مُكْفَهِرٌ أضْرَِمُ الدُّنْيا مُجُونا
هي رد على ابيات لهذا الرجل الذي يجود عطاء وخيرا , ارسلها في رسالة خاصة
وارجو ان ينشرها هنا
تحية لكم

مصطفى بطحيش
18-08-2006, 11:03 PM
ما للنِساءِ الماجداتِ بَواكِيا = مِنْ فَرْحَةٍ بالنَّصْرِ أمْ بأسٍ بِيا
/
أمْ مِنْ ظلامِ الليلِ عَسْعَسْ مُقْبِلاً = فَمَضَى النَّهارُ وَغَاْبَ مِنْ أَوْضَارِيا
/
رأسٌ يَميلُ بها الصُّداعُ فَسَاعَةً = نَحْوَ اليَمِيْنَ وَسَاعَةً لِشِمالِيا
/
لَبِسَتْ ثيابَ الحَرْبِ وامْتَشَقَتْ لها = سَيْفِي وأبْدَتْ غَضْبَتِي ومَضَائِيا
/
كالنَّعْجَةِ الحَمْقاءِ نَدَّ بها الهَوَى = نَهْبَ الذِّئابِ تغُوْصُ في سِرباليا
/
زَأَرَتْ ولم يُخْفِ الزَّئِيْرُ يَعَارَها = لَمَّا تَمَثَّلَ بالفَصَاحَةَ ثاغيا
/
هي لَفْحَةٌ , نارُ المَجُوسِ ضِرامُها = أنَّي خَلَطْتُ سَعِيْرَها بِنَقائِيا
/
خَمَدَتْ لِمَوْلِدِ اَحْمَدٍ لمَّا أتَى = وَتَصَدَّعَ الإيْوانُ مِنْ زلزاليا
/
ثُمَّ ارْتَدَتْ ثَوباً تَطَاوَلَ شَأْوُهُ = لِتَنالَ ما لمْ تَسْتَطِعْ بِلِقائِيا
/
كالأُفْعُوانِ ثِيابُها , وَسِمامُها = ذافَتْ تَرومُ مَذَلَّتِيْ وَشَقائِيا
/
في الأَعْظَمِيَّةِ هَلْ يَحِلُ لها دَمِيْ؟ = وَتَذُبُّ في بَيْرُوتَ عَنِّيْ ما بِيا!
/
نارُ المَجُوسِ تَأَلَّقَتْ في الشَمْعَدا = نِ وَقَيْصَرٌ يَقْتاتُ مِنْ اكباديا
/
غُلِبَتْ بِأَدنى الأَرْضِ رُوْمَا فَانْبَرَى = الفُرْقانُ يُمْضِيْ ذِكْرَهَا بِصَلاتِيا
/
لكِنَّمَا صَغُرَ المَجُوْسُ لِيُذْكَرُوا = فَمَضَواْ بِكَشْحٍ للعَداوَةِ طَاوِيا
/
تَبَّتْ يَداهُمْ خَيْرُ مَدْحٍ إِنَّمَا = أَسْتَغُفِرُ الرّحْمَنَ مِنْ أَقْوالِيا
/
أُخْتاهُ إنَّ الفَجْرَ في رَحِمِ الدُّجَى = ما هذهِ الدُّنْيا الغَرُورُ مُقامِيا
/
ما الكَهْفُ يَسْجِنُنِيْ وَرُوحِيْ حُرّةٌ = لا تَنْحَنِي للقَيْدِ في أَوْصَالِيا
/
وَغَدِيْ كَمَا شاءَ الإلهُ أَصُوغُهُ = مُتَسامِقاً في خُطْوَتِيْ وَيَرَاعِيا
/
الفَجْرُ ... ياللفَجْرِ في كَفِّيْ وَفي = ضَحِكاتِهِمْ وَعِراكِهِمْ أشْبالِيا
/
أُخْتاهُ إِنَّ الصُبْحَ أقسَمْنا لَهُ = وَسَيَنْحَنِيْ قَسَمَاً بِعِزِّ اِلاهِيا
/
قَسَمَاً سَيَأتِي الصُّبْحُ طَوْعَاً إِنْ يَشَأ = فَإِذا أَبَىْ فَمُكَبَّلاً بِرِكابِيا
/
حَقاً عَلى الرّحْمَنِ يُنْجِزُ وَعْدَهُ = وَيُبِرُّ مِنْ شَعْثِيْ وَمِنْ اَطْمارِيا
/
مادامَتِ اللُّبْواتُ مِنْ أَشبالِهِنَّ = رِضاعُهُمْ شَمَمُ الرُّجُوْلَةِ ثاوِيا
/
أُخْتاهُ كُفِّيْ الدَّمْعَ تِلْكَ طَلائِعُ الـ = أَحْرارِ شَابَ لَها الدُّجَىْ مُتَوارِيا
/
نَهَضَتْ وَحَطَمَتِ القُيُوْدَ وَأَسْرَجَتْ = خَيْلاً وَأَسْيَافاً تَلُوْحُ مَوَاضِيا
/
هذا غَدِيْ نَبْضُ اليَقِيْنِ وَهِمَّتِيْ = وَأُبُوِتِيْ وَفُتُوَّتِيْ وَدُعائِيا
/
فَاسْتِوْثِقِيْ بِاللهِ وَامْضِيْ لُبْوَةً = يَشْتَدُّ مِنْ اِعْصَارِها اِعْصَارِيا

مصطفى بطحيش
02-09-2006, 10:52 PM
ايها الاحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لعلكم لاحظتم اختفاء بعض القصائد دون أخرى !
ولدى متابعة هذه المشكلة الفنية تبين ان التنسيقات القديمة للقصيدة كانت تجري دون استخدام العلامة " = " بين شطري الابيات الشعرية

اما الآن فلابد من استخدام هذه العلامة لاجراء تنسيقات القصيدة , ولعل هناك اسباب اخرى سنتابعها حثيثاً .

كل ما نرجوه من الشعراء الاكارم ابلاغنا عن قصائدهم التي اختفت مع تنسيقاتها ليقوم الاخوة المشرفون بمعالجة المشكلة

ولك اجمل تحية

مصطفى بطحيش
07-03-2008, 11:53 PM
حصار غزة

ما بالُ غَزَّةَ ما تزالُ محاصَرَهْ = والقُدْسُ بَلْ بَيْسانُ بَلْ و النَّاصِرَةْ
بلها فِلِسْطينٌ سوارٌ مِنْ خَنَا =نَصَبَتْ لها كُلُّ الوُجُوْهِ الماكِرَةْ
بَلْ شِعْبُ مَكَّةَ آلَ هاشِمَ فاصْبِروا= وَعلى الذينَ بَغَواْ تَدُوْرُ الدَّائِرَةْ
بَلْ كُلُّ أُمٍ كَيْ تَكُوْنَ عَقِيْمَةٌ = لا تَعْرِفُ الإخْصابَ إلا عاهِرَةْ
تَباً أبا لَهَبٍ كأنكَ لَمْ تَزَلْ = تَمْتاحُ مِنْ غَيِّ القُرُوْنِ الغابِرَةْ
وَكَأَنَّ شَخْصَ أبي جَهالَةَ لَمْ يَزَلْ =في كُلِّ قِطْرٍ ماثِلاً وَبِحاضِرَةْ
رَشَدَتْ قُرَيْشُ " فلا تُقِرُّ ظَلامَةً " =وَغَوَتْ وَأَعْضَلَتْ الفُضُوْلَ مُجَاهِرَهْ
ثُمَّ انْثَنَتْ عِنْدَ الحُجُونِ مُرُوْءَةً =فَغَدَتْ مِثالاً في الدُّهُورِ مُسافِرَةْ
أمْرٌ قَضَواْ في الليْلِ نَسْفَ ظَلامَهُ =فَمَضَى الصَّباحُ يُزيحُ عَنْهُ السَّاتِرَهْ
لكِنْ أبو جَهْلِ الحَداثَةِ لَمْ يأنْ =فَجْرٌ وإصباحٌ لَهُ لِيُعاقِرَهْ
عَصْرُ القِماقِمِ كُلَّ عامٍ قِمَّةٌ = مبتورةٌ وَعَصا (الخواجا) زاجِرَةْ
شَدَقاكَ إنْ فَتَرا فَلا تَدَعْ الرَّحَى =تَمْضِيْ لِهديٍ غَيْرِ هَدْيِكَ سائِرَةْ
قُلْ ما تَشاءُ سِياسَةً كَذِباً وَلـ=ـكِنْ لا تَجُزْ بِخُطاكَ حَدَّ الدائِرَةْ
سُتُّوْنَ عاماً والمُرُوْءَةُ مَيْتَةٌ = غَشِيَتْ وُجُوْهَ القَوْمِ مِسْحَةُ فاْقِرَهْ
إنْ حَكَّ ظِفْرُكَ وَجْهَ طاغِيَةٍ بدا =تَحْتَ القِناعِ تَرَبُّصٌ وَمُؤامَرَةْ
لولا أبو جَهْلٍ لَمَا كانَ الحِصا=رُ وَلَمْ يَكُنْ لولاهُ جَرْحُ الخاصِرَةْ
جَعَلَ العُرُوْبَةَ مُوْمِساً للعابِرِيْـ=ـنَ رِياضَها وعراقها ... والقاهِرَةْ
الوَجْهُ وَجْهُ أبي جَهَالَةَ إنَّمَا =يَنْسَلُّ في الشِّرْيانِ نبضُ أصاغرةْ
لَمْ يَكْفِهِ هُبَلاً وَلَمْ يَكْفِ إسا=فُ فَزَادَ في الأوثانِ عِجْلَ السَّامِرَةْ
ماذا جَنَتْ حَتَّى تُحَرَّقَ غَزَةٌ = وتُقَطِّعَ الأطفالَ مِدْيَةُ فاجِرَةْ؟
هَلْ أصبَحَ الإرهابُ جَيْشَ طُفولَةٍ =يا كونداليزا تَقْطَعِينَ أواصِرَهْ؟!
في كُلِّ رَحْمٍ طاهِرٍ بَطَلٌ سَتُنْـ=ـجِبُهُ وَتُرْضِعُهُ البُطُولةَ طاهِرَةْ
وَيُخَبِّئُ الزَّيْتونُ بَينَ جُذُوْعِهِ =غَضَباً فَيُنْشِبُ في الإسارِ أظافِرَهْ
لَمْ تَأتِ غَزَّةُ مِنْ شَتاتِ السَّادِرِيـ=ـنَ وَلَمْ تَكُنْ أصقاعَ اَرْضٍ سادِرَهْ
لم يغصبوا وطنا ولكن سفَّهوا = هُبَلاً ونائِلَةً وَعِجْلَ السامرة

مصطفى بطحيش
05-06-2008, 03:23 PM
من جذوع النخل والزيتون
عصفوراً لدى الفجرِ ولدتُ
وَرَضَعْتُ الصَّمْتَ نسغاً
فَرَعِفْتُ
وغدا الصمتُ خنوعاً طالَ
فاستمرأتُ رَعْفي
ثم شبَّتْ بي خصالٌ
لست ادري أغِراسُ الحَيِّ
أم آلاءُ كَنْفي !
كان جدي
كان قومي
كان بأسي
كان مثلَ الطود انفي
كان لي قصراً منيفاً
ثم هاؤم أبتني بيتي بِرُكنٍ وادعٍ
في قَعْرِ كَهْفِ
ألفُ عامٍ لَمْ يَعُدْ لي مِنْ شَباةٍ
غيرَ حرفي
وخيولي أذعنت للريح
أسكتها الذهولُ
لم اعدْ ارتادُ ظَهراً
إنما مازالَ كأسي سلسبيلُ
وشعاع الفجر أغفى
لم يعد يوريه قرعٌ أو صهيلُ
والسنابك قصَّفتها هَجْعَةُ الإعصارِ
أدمى الليلُ خُفّي
لم يَعُدْ لي غَيْرَ رَجْعٍ مِنْ صدى
مِنْ حَمْحَماتٍ
وَدُعاءٍ, يا إلهي :
أعْلِ رَغْمَ الشَّامِتينْ
شَأنَ مولايَ أميرِ المؤمنينْ
أضْرِمِ الحَرْبَ ضَروسًا
بينَ كُلِّ الكافرينْ
ثُمَّ اَخْرِجْ مِنْ ضِرامِ الحَرْبِ
كُلَّ المسلمينْ
مثلما نَسْتَلُّ سَقْطَ الشَّعْرِ مِنْ قُرْصِ العَجين
ثُمَّ سَخِّرْ رَغْمَ اَنفي
قُرْصَ هذي الشَّمسِ واجْعَلْهُ بكفي
بَعْدَها لا بَأسَ إنْ متُّ وفتُ :004:

مصطفى بطحيش
09-10-2008, 02:15 AM
تنكَّبْ أساكَ



أكون صدى الجرحِ

أو لا أكونْ

فيمتد بي راعشاً

كالوترْ

هنا في يديَّ جراحُ التثاؤبِ

أدمى الجوانحَ

ليلٌ وَقَرْ

هنا دمعة من أنين المساءْ

رثاءْ

هنا كان صبحاً مضى وانتحرْ

هنا شتت الليلُُ

نورَ العيونْ

* * *

فأسْرِجْ حروفاً

تنيرُ المَدَى

قناديلَ إما

مُحاقٌ عبرْ

لتستلِّ من بين هذي الرُّفاتْ

نبضَ الحياةْ

كذلك تغفو هي الكائناتْ

كذلك حدَّثَ عنها الخبرْ

كذلك يوري

الحياةَ الردى

***

تجن الرياحُ

تميس السنابلْ

تغني الحقولُ إذا جرَّحَتْها المعاولُِ

ارجوزة للصباحْ

وتمتد في اغنيات البلابلْ

وتمضي الرياحُ

لُقاحْ

فقُلْ للدياجير

ما انتَ قائلْ

* * *

تنكَّبْ أساكَ

الأسى لا يزالُ مداداَ

وصهباءَ يصحو لهاالآبقونْ

وعِشْ بعض نزفك قبل الغيابْ

ورتلْ لدى الحيِّ

بعض الشجونِ

فإن الكلامَ تشابَهَ

عند العبادْ

من عهدِ ( عادْ )

وإنا سنصغي

إذا شاءَ ربُّ البلاد …

إلى ربنا مهتدون.

مصطفى بطحيش
08-11-2008, 12:43 AM
(1)

عبرت إلى مواجع حزنيَ الممتد في كبدي
بلا موعدْ
كعصف الريح أج رمادةَ المَوْقِدْ
أنا يا بلبلَ الأحزانِ مصلوب على الشطآنِ
لست بمبحرٍ في اليم والجلاد قبطاني
ولن ارتاد فلك الشمس قبل سقوط أدراني
أكاد أموت من كمدي وأنسى منه عنواني
وبحر مواجعي يُزْبدْ
ألوذ بهدوة الداجِي ... و بالمَرْبدْ
***
رَوَيْتُ ترابَها كي تزدهي الأرضُ
عسى أن يزهر الروضُ
وتغدو عاصفات الريح نفحةَ فاغم الزَهَرِِ
وتمتد الأكف البيض تجني يانع الثمر
فعاجلني الردى قدري
تموت براعمي في ليل أقبيتي
ويخبو لحن أغنيتي
على أعتاب سجاني
أعود لشاطئي محزونُ كبل خطوتي الرَمْضُ
فلا وترابك الطهرُ
و شطؤ زروعك الغضُ ...
أنا نبضُ !
***
تركت مواجع الامس
وعصفَ الريح للبؤس
وكل بضاعة في السوق مزجية
أنا ابن اليوم والأحلام وردية
وتلك بضاعتي (الأصنام) مشرية
من الشرق إلى الغرب
وكل مواطن الأعراب ... اصلية

افصلها على القيس
ولا أخشى عليها ضرائب (المكس)
***
يتبع
(2)
هنا صنم
عجينة طينه صلصالنا البلدي!
سليل الخصب
(عشتاروت) جدته
وقالوا: جده (بعل),
يموت فتجدب الأصقاع
لا قمح ولا مطر فيغسل سحنة الفقر
وتمسك ماءها الغدران
مثكلة فلا يجري
سنون سبعة تمضي
عجاف من شقا العمر
ويحيى سبعة اخرى
ليغدق خيره الجدولْ
ويزهو في الربى السنبلْ
كذلك كان يمضي حينه (بَعْلُ)
مضى دهر
مضى في إثره دهر
وجاء حفيده الألفُ
سنونٌ كلها عجفً
ووجه الأرض مكتفُّ
وبات صعيدنا جرزاً
إلى الابد !
(3)

وهذا الجِبْتُ عَبْدُ ( البابِ)1
(عكا) قبلة الآباء و (التلمودُ)2 دعواهُ
تَحَدَّرَ من (اَحِشْوِيْروشُ)3 وهجُ النارِ يرعاهُ
شلاماً أيها القوم
وأخلد فيكم النوم
وتسعة عشرةٍ عامٌ
وتسعة عشرةٍ شهرٌ
وتسعة عشرةٍ يومُ
وكل نساء هذي الارض فاكهة
ويحلو الشمُّ والقضمُّ
ولا تحلو لك الأمُّ
وهذا العمر فاحياه
كما تهوى
فسعد الروح مَسْعَدُهُ
وإن تشقى فشقياه
وما اُخراه إلاهُ
شلاماً أيها العُرْبُ
وكيف تؤجج الحرب
وابن العمِّ حاخامُ
فلا نامت شوارع غزة يوماً
على سلم
ولا أطفالها ناموا
وفار الرجس
في ارجاء ارض الطهر رباه !


1- الباب اسم مؤسس البابية ادعى النبوة ثم تأله وله اتباع في عكا في فلسطين
2- اَحِشْوِيْروشُ ملك ملوك الفرس اعطى اليهود صك الخلاص من السبي البابلي ( التوراة \ سفر استير )
3- التلمود تفاسير وشروح التوراة

(4)



و ذا فرعون هذا العصر


رب ربوبه ( ستُّ)4

زكي الأصل عرق كله جِبْتُ
ويحكى ان (هِيْرودُسْ)5
أتاه طائف في الحلم
مزقه وأحرقه
وذر رماده في طينةِ العُهر
وعمدها بماء النيل و النهر
فلم تبتل بالماء
فبلل من دم الاطفال طينَته
وشَكَّلَ (سِتُّ) هيأتَهُ
وانضج شكلَه الوقتُ
كذلك صار فرعوناً
وهيرودوسُ سحنته
وقدم غزةً - إرضاء (صالومي) - هديته
وبارَكَ جودَه الأعرابُ والصمتُ !





1- سِتْ اله الشر في الميثولوجيا المصرية

2- هيرودس ملك يهودي قتل نبي الله يحيى إرضاءً لعاهرة

مصطفى بطحيش
19-12-2008, 09:30 PM
انْطَلَق الحِذاءُ فَوَدَّعَكْ
.................... كَمْ شاقَهُ أنْ يَسْفَعَكْ
هذا الحذاءُ مُسَوَّمٌ
.................... والنَّعلُ يُشْبِهُ مَطْلَعَكْ
هذا الحِذاءُ حِذاءُ حُرٍ
.................... لا يُضارِعُ مِدْفَعَكْ
هذا الحذاء "قياسُ عَشْرٍ"
.................... جاء يُضْجِرُ مِضْجَعَكْ
خَنَعَ الوُلاةُ وذُلِّلوا
.................... فمضى الحذاء ليُخْنِعَك
خَضَبَ الفراتَ دمُ العرا
....................ق ولم يُنَكَّفْ مدمعك
رَوَّعت كُلَّ مُكَرَّمٍ
.................... فأتى الحذاء يُرَوِّعَك
علم الحذاء مَنْ الرقيع
.................... وقد أتاك ليَرْقَعَك
لو كان يدري كلُّ نعلٍ
.................... كان جاء ليصفعك
كم ذا سرقت من الطفو
....................لة فرحها ... ما ابشعك
ونهبت ارض الرافدي
....................ن وليس تُشْبِعُ مطمَعَك
أحرز حذاءَ (أبي يزي
....................دٍ ) مُحْرَزاً ... خُذْهُ معك
يكفيك يا زيدي ان
...................ك في السوامق موضعك
نعلاك في وجه الغزاة
.................... وللزعامة اصبعك

مصطفى بطحيش
26-12-2008, 09:06 PM
( رسالة الى احمد حسين احمد ومحمود امين )


الشمسُ ألْقَتْ آخرَ الجَمَراتِ في وَجْهِ النّهارِ وأخلدتْ للحُلْمِ في حُضْنِ المساءْ, والافقُ معصوبٌ تَمَدَّدَ كالقتيل وقد تَضَمَّخَ بالوَعيدْ وبالدِّماءْ, والغيمُ منهمكٌ يُلَمْلِمُ ما تَبَقَّى مِنْ دُخانِ الأمسِ في عِرْضِ السَّماءْ, قُمْ أضرمِ المَوّالَ في مِزَقِ الهشيم من الرَّجاءْ, الرِّيحُ تُغْري بالغِناءْ.

يا عندليبا حرفنا الموجوعِ هيا حلقا ألقاً إلى قمم الجبالِ وكللا ثلجَ الغَوارِبِ بالأنينْ, الثلجُ عَفَّرّ طُهْرَهُ صَمتُ المواجع فاحفرا للثلج درباً في القلوب وعطرا هذا الفضاءَ بما تَيَسَّرَ مِنْ شُجونْ, لُغَةٌ تُساوِرُ بالقريضِ وبالجًنونْ, لُغَةٌ كَهَفْتِ الطَّلِّ تنضحُ حُسنَها وتذوبُ وجداً في شفاهِ الياسمينْ, تبقى القصائدُ مَعْلماً للدرب تقفو خَطوَنا إما مضينا في دُروبِ الراحلينْ, فاستمطرا حُلُماً فيورق في اليبابْْ, الحَلقُ جَفَّ ولن يتوبَ عن اللُّهاثِ وقد أراقَ شَرابَهُ لَمَّا بدا لَمْعُ السَّرابْ , ومُحالُ أنْ يسترجعَ المَيْتَ الرِّثاءْ.

الحلم كان حقيقةً, لكنما سُقِكتْ على درب المسافر في فيافي التيه أذْرَتْها العواصفُ والسّفَرْ, و تبددتْ خلف الثواني الهاربات من الضجرْ, كِسَفَ العِطاشِ ... ولم يبللْها القَطَرْ, فتحلقا يا صاحبَيَّ واوقدا حرفاً نُسامِره على طُرَرِ المساءْ, الوقت ينذرُ بالصقيعِ وباقتراب هبوب عاصفة الشتاءْ, والليلُ كالجسد المُسَربلِ بالخَدرْ, فعلامَ نلتحفُ الحَذَرْ , القلبُ ينبضُ بالدماءْ.

مصطفى بطحيش
28-12-2008, 10:49 PM
يا أيها البَطَلُ الذي صَمَدَ
...........................في غزةٍ لم يَخْشَ ضَيْمَ عِدَاْ
ثِقْ بالذي أولاكَ نُصْرَتَهُ
..............................ما خصَّ فيها دُونَهُ أحَدَاْ
ثِقْ إنَّ هذا النَّصْرَ مُنْعَرَجٌ
............................للمؤمنينَ وكُلَّ مَنْ صَمَدَا
إنّ الشّهيْدَ بِكَنْفِ خالِقِهِ
............................لا حَزْنَ يُنْغِصُهُ ولا كَمَدَا
هي وَقْفَةٌ ليست مُنَى جَزِعٍ
.............................يومَ النّقِيْعِ تَخَوَّفَ الرَمَدَا
إنّ الأسودَ إذا وَطِئْتَ حِمَىً
..........................كانت لَها لا تَعْرِفُ الرّشَدَا
تُصْلِيكَ مِنْ أحداقِها شَرَراً
.......................وتُسِيْلُ مِنْ بينِ النُّيوبِ رَدَى
اليومَ يومُ الذّائدينَ لَهُمْ
............................مَدَدٌ بألفٍ مُرْدِفٍ رَصَدَا
وثلاثةٌ أخرى مُنَزّلَةٌ
..........................لم تَعْصِ أمرا لم تَخُنْ أبَدَا
إنْ تَصْبِروا لله يُنْجِدُكُمْ
..........................لا يُخْلِفُ الرحمنُ ما وَعَدَ

مصطفى بطحيش
24-02-2009, 06:52 PM
دَعْ اللومَ إما أَغْدَفَ الليلَ مُزْمَعُ = وخَلِّ عزاءَ النَّفسِ أنقى وانصَعُ
لَعَمْرُكَ إنّ المَرْءَ إما بِذِيْ حِجَاْ = وإمّا سَفيهٌ في السَّفاسِفِ يَرْتَعُ
تُناوِشُني الأرْذالُ أمْريْ فأتّقيْ = طِغاماً لها الأيّامُ تَدنو وتَخْضَعُ
فيا عَجَباً إنْ كانَ للوَعْلِ مُتَّقىً = سِوى أَخْشَبٍ كالطَّوْدِ يَسْمُو وَيَمْنَعُ
ويا عجباً اَنْ تَعْقِلَ البازَ رايةٌ = فتمضي بُغاثُ الطَّيْرِ تَفْري وَتَقْطَعُ
أُكابِدُ مِنْ وَعْرٍ وَما الوَعْرُ غايَتِيْ = ولكِنَّ شُمَّ الأُكْمِ حِصْنٌ وَمَطْمَعُ
أُحابِيْ كِراماً هَدَّمَ البُغْضُ صَرْحَهُمْ= وَاَزْجُرُهُمْ حِيْناً وَأُغْضِيْ وَأَشْفَعُ
تَسَنَّمْتُ حتّى مَعْقِلَ الشَّمْسِ جَهْرَةً = كأنّ ذُرى العَلياءِ مأوى وَمَضْجَعُ
وَما سادَ في السّاداتِ خِسٌ وَما وَنَىْ = بِمَكْرُمَةٍ أَحْوىْ مِنَ الجَّهْدِ أَسْفَعُ
فِإنْ عَثَرَتْ بي مُهْرَتيْ هل تلومُني! = لِحَجْلٍ وَلَيْسَ الحَجْلُ أجْدى وَأَنْجَعُ
مَضَيْتُ على ساقٍ بِدَرْبٍ مُكِلَّةٍ = وَقَدْ كَلَّ مِنِّيْ الدَّرْبُ والكَلُّ يَهْجَعُ
ولم اَلْفَ بي في مُهْجَتيْ غَيْرَ ناهِضٍ = وَلَمْ اَلْفَ إلفِيْ غَيْرَ مُضنى وَمُوْجَعُ
يُعاتِبُنِيْ قومي وَقَدْ بانَ بَيْنُهم = وَمِثْليْ لِذِي عُتْبى يَرُقُّ وَيَصْدَعُ
ولكنَّ طَبْعي لا يجافي إذا جفا = وَلِيْفٌ ويقسو إنْ تمادى وَيَقْدَعُ
تمادَوا فَحَاقَ الشَّرُ أَعْوَرُ زائغًٌ = وَعاثَ خَسِيْسٌ بالذي كُنْتُ ادفَعُ
قَدَدْتُكِ مِنْ صَخْرٍ وَرُحْتُ أَرُوْضُهُ = فلا لانَ لي صَخْرٌ ولا الجَهْدُ ينفعُ
وأُبْتُ بِخُفٍ لا حُنَيْنَ مضى بِهِ = كما جاءَ لكنِّي بأشقى وأَضْيَعُ
أضامُ وتمضي خُطوتي غَيرَ آبهٍ = واعثُرُ حيناً بالخبيء وأَوْقَعُ
واَمضي إلى شمّاءَ لستُ بمُبْدِلٍ = عَواراً بها للعينِ تبكي وتدمعُ
عَشَوْتُ إذا أبدلتُ صافٍ بمُعْكِرٍ= وأبْصَرْتُ إنْ ينفي الخَسائِسَ أرْفَعُ
مَضَيْتُ وَلَنْ اُثْنِيْ اَعِنَّةَ غايتي= مُجِداً وعفوُ اللهِ أوفى وَ أَوْسَعُ
سَتُنْبِؤُكَ الأيامُ عني فإنْ يَكُنْ = حَديثيْ لِذِيْ سَمْعٍ فَصَمْتِيَ اَسْمَعُ

مصطفى بطحيش
06-03-2009, 10:46 PM
أخانَكَ القولُ أَمْ أعشى بكَ النّظَرُ = أَمْ كانَ مَعْدِنَ (أهلِ الأَيْكَةِ) الصَّخَرُ
أَمْ جَلَّتِ الليلَ في عَيْنَيْكَ صادِقَةٌ = و سَجَّرَ الفَجْرَ في قَلْبِ الدُّجَى السَّحَرُ
وَجاءَ هُدْهُدُ بَلْقِيْسٍ بِمَا كَسَبَتْ = يَدٌ مُضَرَّجَةٌ واسْتَوْثَقَ الخَبَرُ
والْتَمَّ مَجْلِسُ أَهْلِ العِلْمِ وائْتَزَرَتْ = بالجَّاهِلِيَّةِ فيما دُوْنَهُ المَدَرُ
وَاعْشُوشِبَتْ بِكَ ارضُ اللهِ لَسْتَ ترى= أنَّ الذِينَ قَسَتْ صَحْراؤهُمْ بَشَرُ
أمْ كانَ مَنْ سَلَفُوا أَرْخَوا أَعِنَّتَهُمْ = في زَحْمَةِ السَّبْقِ لَمّا قَصَّرُوا... كَفَرُوا!
أمِ الذِينَ إذا ما أُطْلِقَتْ يَدُهُمْ = رُحْمَاْ بِذِيْ عَمَشٍ إنْ أبْصَرُوا غَدَرُوا !
أمْ أنّ جاهِلَةَ الجَهْلاءِ قَدْ بُتِتَتْ =إنْ أحسَنَتْ بُهِتَتْ وَاِنْ تُسِئْ سَقَرُ
أَمَا ظَنَنْتَ بِأنَّ الفِعْلَ سابِقَةٌ = في فَيْئِها عِبَرٌ تَهْدِيْ لِمَنْ نَظَرُوا
والمَرْءُ إمّا قَضَى مِنْ أَمْرِهِ وَطَرَاً = هَلْ يُدْرِكُ الأمْرَ إمّا فاتَهُ الوَطَرُ؟
فالخَيْرُ وارِفَةُ الرَّمْضاءِ يَقْصِدُها = بَيْنَ الهَواجِرِ مَنْ قاظُوا وَمَنْ عَبَرُوا
والشَّرُّ مِثْلُ لَهِيْبِ النَّارِ إنْ نَشَبَتْ = بَيْنَ الهَشِيْمِ وَ أوْرَى الفِتْنَةَ الشَّرَرُ
إنْ اَعْوَرَتْ بِذَوِيْ الألبابِ باصِرَةٌ = ماذا يُفِيْدُهُمُ إنْ أَدْرَكَ البَصَرُ
وَاِنْ شَكَتْ عَيْنَها العَوْراءَ شاكِيَةٌ = ما كانَ يُدْريكَ اَنَّ الفِطْرَةََ العَوَرُ
امَا نَظَرْتَ الى المَشْكُوِّ عِلَّتَهُ = لَعَلَّ مِنْ عَسَفِ الشّاكي عَشَاْ النَّظَرُ
كُلُّ الخَلائِقِ إمّا اَثْخَنَتْ وَمَضَتْ = أَصَابِعُ الغَدْرِ في أَرْجائِهِمْ عَقَرُوا

مصطفى بطحيش
09-03-2009, 10:14 PM
"يكادُ المُرِيْبُ يَقولُ خُذُوْني" = وأُغْضِيْ كأنَّ المُرِيْبَ اعْتَرَفْ
كأنَّ المُريبَ عَصَاً في حَشَا = هُ تَخُطُّ على وَجْهِهِ ما اقْتَرَفْ
تَسُوْقُ خُطاهُ فَيَمْضِي أسيراً = لِيَفْضَحَ مِنْ أمْرِهِ ما سَلَفْ
يُوارِي فَيُبْدِيْ – كَصُبْحٍ جَلِيٍ = بِعَيْنَيْكَ – مِنْ قَوْلِهِ ما اخْتَلَفْ
وَيُقْسِمُ أنَّ الدُّجى نَيِّرٌ = كَأنَّ النَّهارَ اسْتَوى وانْتَصَفَ
كأنَّ المُحالَ أتَى طائِعاً = وَأَسْلَمَهُ خَطْمَهُ وَانْصَرَفْ
وانَّ النُّجُومَ بأفلاكِهِ = تَدُورُ وَتَسْكُنُ إمّا وَقَفْ
مَضَى فانْتَضَى الشَّمْسَ في كَفِّهِ = وَبَزَّ الأيائِلَ لمَّا رَعَفْ
يُخاتِلُ مِنْ خَشيَةٍ أنْ تَرى = خُطاهُ بِحالٍ سِوى ما وَصَفْ
فَيَمْشيْ وَيَعْثِرُ في حالِكٍ = مِنَ الوَهْمِ في أصْغَرَيْهِ عَسَفْ
هُُنا هَدّمَ الوَهْمُ أرْكانَهُ = هُنا الكِذْبُ لمّا رآهُ رَجَفْ
هُنا الحَتْفُ طَوَّى كِتابَ التَجَنِّيْ = صَحائِفُ خَتَّمَها ما نَزَفْ
وَرَاحَ إلى مَعْقِلِ الغابِرِيْنَ = وَعَفَّرَ مِنْهُ التُّرابُ الصَّلَفْ
وآنَسَ وِحْشَتَهُ ما جَنَاهُ = مَرِيْداً عَصِياً وَهِرْماً عَجَفْ
فَكُنْ مَنْ تَشَاءُ وَرِعْ مَنْ تَشاءُ = وَقُلْ ما تَشَاءُ إذا لَمْ تَخَفْ
إذا لَمْ تُصافِ وَأَنْتَ الطَّليْقُ =غَرِيماً بِذِيْ رَوْعَةٍ أو وَجَفْ
أتاكَ الغَرِيْمُ وَأَنْتَ الأسيرُ = تَقَوَّدَ مِنْ حَقِّهِ وانْتَصَفْ

مصطفى بطحيش
14-03-2009, 10:53 PM
الوَعْدُ ألقى في هَجِيْرِ الوَقْتِ مَيْسَمَهُ النَّديْ
و لوافِحُ الأقياظِ تُؤْذِنُ بالتَزَوّدِ للصَدِيْ
فَلِمَ التَّلَحُّفُ بالدُّجى المُتَرَدِّدِ؟!
الفَجْرُ إرهاصُ الغَدِ.

يَمْضي الرّبيعُ ولا يُبَدِّدُ رَوْنَقَهْ
مِنْ وَرْدَةٍ في المُنْحَنَى أوْ زَنَْبَقَهْ
وَمواسمُ الثَّمَرِ المُدَلّلِ
في االحُقُوْلِ المُغْدِِقَهْ
رَشَفَاتُها كأسُ النَّديْمِ مُعَتَّقَهْ.

الفَجْرُ جَزَّ بِمِدْيَةِ الأسْحارِ ناصِيَةَ الدُّجَىْ
مِمَّا ذَوىْ التَّسْهادُ في لَيْلٍ سَجَىْ
والصُّبْحُ وَعْدٌ للمُؤَمِّل يُرْتَجَىْ
أوَلَيْسَ للسّاريْ مُراحٌ مِنْ وَسَنْ؟!
جُنْحٌ وقلبٌ ذو حِجَىْ.

اَطْلِقْ حُرُوفَكَ للمَدى
فَمِنَ الرِّياحِ لواقِحٌ أوْ قُلْ صَدَى
صِنْوانِ في الاشياءِ صَمْتُ السّاكِنِيْنَ أوُ الرَّدَىْ
وَبَياضُ حَرْفِكَ للقُلوبِ البيضِ
صُبْحٌ يقتفيه مَنْ اهْتَدَىْ !

مصطفى بطحيش
18-03-2009, 11:52 PM
أيّها النَّوْرَسُ مالَكْ
أضْرَمَ الشَّجْوُ ابْتِهالََكْ

في الفضاءِ الرَّحْبِ تُزْجِي
في ذُرِىْ المَوْجِ سُؤالَكْ

تَغْزِلُ النَّجْوى صَباحاً
وَمَدَى الأَبْحُرِ يُوْرِيْ
في حَنَاياكَ اشْتِعالَكْ

أيُّها المَوْجُوعُ
مَنْ اَدْعَجَ جَنْحَيْكَ ظلامٌ!
أَمْ بقايا مِنْ دَياجيرٍ تَعَرَّتْ!
عندما أفشَيْتَ للفَجْرِ مَآلَكْ

وَشْوَشَ الفَجْرُ صباحاً فاضِحاً
أمْضاكَ صِرْداً
أَمْ صَحَاْ جَفْنَيْكَ صَخْب ٌ
مِنْ ضَجيْجِ الأَمْسِ
و الصَّحْبُ رَثَىْ لَكْ

فَرَكِبْتَ الرِّيْحَ مَلاحاً فَرِيْداً
و إسارُ البَحْرِ في عَيْنَيْكَ قَيْدٌ
في شَواطِيْهِ ارْتِحَالَكْ

وَعَشِقْتَ المَوْجَ تَهْويْ لِعِناقٍ
كُلَّمَا أَلْمَحَ لَحْظٌ مِنْ حَبِيْبٍ
أَوْ سَجَىْ لَكْ

وَ تَمَاهَيْتَ غَراماً بَيْنَ أمواجٍ عَرَايَا
أَيُّهَا العاشِقُ فَاصْحُوْ
ما جَرَىْ لَكْ

ثُمَّ طارَتْ فِيْكَ أوْشَاجُ المَعَالِيْ
فَاسْتَقَلْتَ الجَوَّ تَجْرِيُ
مُسْتَبِداً ما بَدَاْ لَكْ

اَيُّها المَلاحُ تَسْمُوْ
كُلَّما يَشْتَدُّ للرِّيْحِ عَوِيْلٌ
وَتُغَنِّيْ كُلَّما المَوْجُ
وَشَىْ لَكْ

اَيُّهَا النَّوْرَسُ فأمْضِيْ
اِنَّمَا الكَوْنُ غِناءٌ
وَدُعاءٌ وَرَفِيْفٌ مِنْ اَمانِيْ
لا تُدانِيْ مَنْ تَهَالَكْ .

مصطفى بطحيش
04-07-2009, 01:44 PM
شهلاء

نفرت نفور غزالة شهلون = ومضت تروع سبيلها الخمسون
فرت تؤوب الى الصبا وكأنها= نهداء لم يعول بها تشرين
وكأنها خضباء دانية الجنا =كادية ان امسك العرجون
وكأن... لم يأت الخريف محذراً = قر الشتاء يلفه ‏كانون
ذهب الخريف بكل نور واعد =هيهات أن يتجدد النسرين
ومضى القطار بغير شطء يرتجى = غير العويل وضرّسته سنون
سُفِكَتْ سني الخصب لوعةَ لائب= في كفها تسقي العطاش مزون
وبدت سلاقع لا زروع ولا جنى =حتى ولا درب بها وظعون
يا قائلا جفت عروق الدلب قم = "وارفع عصاك" فللحظوظ عيون
يبصرك في الترحال حظك ان يكن = لك في الحقول سنابل وحظون
يا ماسك الاكظام ما لك صامت = وتلف صمتك ريبة وظنون
ما للهجير يؤج ضوعك عنوة = و يبيح سرك للمدى ويخون
تصفو فتضرمك الدواهي كلما = عبست بوجه الضاحكات حيون
ما بال طلعك في القصائد مثمر = والنخل نخلك مجدب وغضون
تروي الجذور فتخضئل وتزدهي = والفرع تجرد وضره فيلين
نسغ الحياة لدى العطاء فينطوي = جيل ويحيا للعطاء بنون
يا نخل ظلك وارف فابن به = وطنا وجذعك باسق ومكين
ما ذاك ما نكب العذوق وما لها= رفلت بغير الزغنج الزيتون
جفت عروقك فانتضحتُ لها دما= وجرت دماؤك فابتدا التعثين
عثان عودك من نقيعك فاصطل= لايورق المتيبس التدخين
من ذا بسعفك يبتني وطنا له =يا نخل ابلى سعفك التعفين
حتى لجذعك لا يحيك ظلاله =يا نخل سعفك للهيب مؤون
يا جارع الترياق سمك ناقع =وجناك يا متخيرا غسلين
حرى دماؤك تستحث أجيجها= الأقياظ تضطرم الفؤاد اتون
يا ايها الغريد رنم للمدى =ترنيم صوتك للمدى افنون
حبلى بناتك امهن بتول لم= يطأ البنات وامهن قرين!

مصطفى بطحيش
15-10-2009, 02:03 AM
ومضينا

ومضينا وخطانا عاثراتٍ = صفحة الذكرى ضرامٌ وحريقْ
كان حلماً واعداً في مقلتينا = ثم أمسى خلفنا الروض غريقْ
كان لمحاً لاءَ في غفلة عمرٍ = وسراجاً في الدياجي وبريقْ
وطيوفاً من فتون وزهورٍ = واعدات وسلافات رحيق
فشربنا في كؤوسٍ من صفاءٍ = شعشعاً من منهل الشمس عتيق
وركضنا خلف أقمارٍ أضاءت = ثم أغفت بعد حينٍ لا تفيق
ثم طال الليل والأحداق سهدى = لم تكحل بجذا فجر رشيق
يا شقيق الروح أضرمت شجوناً = ونشيداً من عنا الروح رقيق
فسلاماً طاب منك الوصل حيناً = وسلاماً أضرم الروض حريق
وسلاماً لسويعات التساقي = كان كأساً من صفاء فأريق
وسلاماً إن مضينا مثل أغرا= بٍ تولوا كل ماض في طريق

مصطفى بطحيش
02-11-2009, 01:41 AM
امسكي خطمك وامضي
إنني عفت الركابا

امسكيه وكفى
قبحاً ولعناً وسبابا

كانت الأحلام من ترشاف أنس
شابه السحر فطاب

و أباريقٍ حسانٍ
والأمانيُّ الشرابَ

و سلافات التصافي
حينما الكون اصطخابا

كل وعد نقتفيه
مثل عصفورين طارا
فعلا الجنحُ السحاب

غردا للشمس أنشودة عشق
والمزينات انسكابا

ثم حطا بين أوراق الدوالي
سكر العنقود
والكرم ارتقابا

نجم النَّورُ قِداحاً
مسه السحرُ فذابَ

وشوش الجندول كل الدوح
اصحُ واكتسِ الثوبَ الشبابا

فتدلى كقناديل اضاءت
عسجديُّ الثوب
والأحشاءُ درٌ وجمانٌ
سلب الرمانُ أسرارَ العذارى
وكوى الحسنُ اللبابَ

لبس اللوز ثياب العرس
حيناً ثم ألقاه وشابَ

كل فج فيه نخطو
يلبس البُردَ القشابَ

ثم طاف الغدرُ
في الأرجاء قحطاً ويبابا

لا تقل لي يا حبيبي
كان أمساً من رواء
ثم لاب

كان بدراً في الدياجير فغاب

مصطفى بطحيش
05-11-2009, 04:51 PM
سبحت باسم مسبب الأسباب = وحمدته في فُرجتي كعذابي
سبحانك اللهم أهلٌ للثنا=ء مفرِّجٌ لِمُغَلَّقِ الأبواب
كُلٌ يسبح باسم ربٍ صاغه = والربُّ ربي قاهرُ الأرباب
طأطأت من وضرٍ أتيت ومن يد= عبثت بغير محجة وكتاب
و رسفت في قيد يكبل خطوتي =قيدٌ صَفَدْتُ لغدوتي وإيابي
أمضي أكابد في جناني مارداً =لم ينحن يوماً وليس يحابي
يا خالقي وبإصبعيك تقلبي =أنى اتجهتُ فأنت فوق طلابي
أنى اتجهتُ فثمَّ وجهك قِبلتي =وأسيرُ يحصي خطوتي مرقابي
وأنا مهبُّ الريح يضري ماردي= فأرده فيزيد في أوصابي
مازال بي بأسٌ فأكظم غيظه = و يكاد يَمْزِقُ غيظُه أثوابي
أخشاه في يوم يند وينزوي =طوعاً لجارحةٍ وميلَ غضاب
يصفو فتضريه وداعة ناسك = خلف المسوح مشرعِ الأنياب
ومخاتلٍ تحت العمائم رابضٍ = ليبيعني بخساً إلى الأنصاب
وخؤونٍ استعرت لظى أشداقه = عطشى لصيب فاض أو مزراب
هذا الحجيج طريدة فاظفر بها = درت نعاجك فأحظ بالأحلاب
لا ترعو واغنم زمانك إنما = هي فرصة تمضي بغير إياب
أسبل عليك من التقى أثوابَه = واغنم بها ما شئت من أسلاب
وإذا افتضحت فلا تكن جزعا فتب = واحظ بعفو الغافر التواب
فالرب يجزي للسليب سلابه = فضلاً ويجزي العفو للسلاّب!
ويزيد درب الصادقين وعورة = ويلين درب الكذب للكذاب!
وأذا أتاك الرب خيراً كنتَه = سبباً وحذقا فزت بالأسباب!
هل كان ربك غير ظن صغته = وهوى رسمت بغير نور كتاب
كلاً يمدُّ الله عبداً آبقاً = من فضله ويمدُّ للأواب
والكذب بين الكاذبين سجية = والصدق بينهم كريه نابي
وكذا الكذوب بأرض صدق أخيفٌ= والصادقون أماثل الأتراب
من أين ابدأ خطوةً لا تنحني = يا ربُّ أو تزوَرُّ في أعقابي
هَبْ لي سبيلاً لا تُمَلُّ وترتقي = درباً تُصعِّد للعلا أصحابي
يا ربُّ هَبْ لي رحمةً أنجو بها =وألوذ يوم تقطع الأسباب

مصطفى بطحيش
17-11-2009, 07:38 PM
هذا موسمُ الفَرْحِ
فحَلِّقِي يا قُبُّراتُ...غني الأناشيدَ
وزغردي للربيعِ

يا حارساتِ الحقولِ
أغفى أخيفُ العَراءِ نَبِّئي اللوزَ
مضى وقتُ الهُجوعِ

وَسَرى في الرُّبى دفءُ الحياةِ
فهوى الجليدُ
رِغامَ الشِّتاءِ الصَّريعِ

وَصَحَا سَلسَلُ البقاءِ فَهُبِّي
رَدِّدِيْ الرَتْمَ مُنَغَّمَ التَّوقيعِ

أيقظي النَّورَ تولَّى شتاءٌ
زمجرتْ فيه العواصفُ
واستسلمتْ قطراتُ النَّدى للصقيعِ

مُدِّيْ الجوانح واغتسلي بشعاعٍ
تسللَ قبلَ انصرامِ الدياجيرِ
في راحلاتِ الهزيعِ

حلقي إلى سامِقاتِ الأماني
غَنِّي أنشودَةَ الوَجدِ دِفئاً
وطلاً يُضَمِّخُ وَجْهَ الصَّباحِ البديعِ

أيتها القُبُّراتُ تعالينَ نُنْشدُ لحناً
توضَّأ بالفرحِ تحيى له
نازفاتُ الوجيعِ

أقبلنَ نرتادُ حُضنَ الحُقولِ
نقبسُ من عابقاتِ الأزاهيرِ
سِرَّ الذُيوعِ

غَرِّدْنَ للأقحوانِ
فيضحكُ بعدما أطبقَ فَرَقاً
من قُطْرُبِ الداجياتِ المُريعِ

وقهقه من ضِحْكِهِ كَرَوانٌ
توارى استراقَ الخميلِ
تَعَانَقَ في صَفحَةِ اليُنبوعِ

يا عاطرَ اللوزِ هذا أوانُ الغِواية
فاغوِ الصبايا يغنينَ
للقمحِ والأمنياتِ
فتهفو السنابلُ شوقاً
إلى الأنجمِ الواعداتِ
تميس ممالَ الهوى و الولوعِ

وضِعْ يا بنفسجُ حزناً
كلونِ التياعِ المَشُوقِ
ونَوْحِ القماري
على غُصْنِ سِدْرٍ نضِيْدٍ
وأيكٍ خَضِيدٍ
بِشَظْفِ الصّحاري
ولونِ اختضابِ الاماسي
بَكَتْ آفلاتِ النهارِ
وصمتِ الدياجير بينَ الربوعِ

واعبقْ أيها المنثورُ دلاً
كغيدٍ كساها الدلالُ افتتاناً
فأضفتْ على الدَلِّ حُسْنَ الصَّنيعِ

يا زنبقُ اشمخْ و تِهْ كالصبايا
يناجينَ في الأمسياتِ المرايا
لعلَّ الحكايا ...تُصَفِّدُ نَبْضَ الثواني
وتمضي بفيفِ الأماني
بجنحَي خيالٍ مطيعِ

ويا (بَخْتَرِيُّ) برَوَّاسِ حسنك
باها نَوارٌ و باها جوارٌ
تبخترتَ ميلَ الهوى
أم تَخَلَّعْتَ بالحسنِ مَيْلَ الخليعِ!

ويا نرجِسُ ازهُ نقاءً ونسكاً
تَبَتَّلْتَ حتى عَلاكَ اصفرارٌ
تُحدِّثُ عنكَ الحكايا
وتختال بين الصبايا
رسولَ الهوى بين رعشة جنحٍ
وخَفقِ ضُلوعِ

وها مُتَّ عِشقاً
أأغواكَ نَهدٌ أخفاك حنواً ؟
وما كانَ ذَنبُك في العِشْقِ
غَيْرَ الشُرُوعِ!

ويا (عاشقَ الشَّمسِ) أبْلَيْتَ نُسكاً
تضوعْتَ طيباً وأشرقتَ صُبحاً
مُحِبٌ تَبَتَّلَ عِشقاً
فأهدى له الرَّبُّ حُسنَ الحبيب
وقد شاخ وجداً بمحرابِ عشقٍ
أسيرَ الركوعِ

وما الجُلُّنارُ سوى الغيدِ لما
عَشِقنَ استراقاً وذُبْنَ اشتياقاً
فطافَ على الخَدِّ حَرُّ النَّجيعِ

وما زلتَ يا نَوْرُ تغري
فمالَ الفؤادُ وذابَ التياعاً
كما ذابَ في النارِ
صَبُّ الشُّموعِ

وها جِئتُ يا قُبُراتُ
أغني المواجيدَ بين الضُلوعِ

لكنه لا جناحَ لديَّ
فرفَّ القصيدُ بجنحٍ تغنى
وَرَعْشَةِ رُوحٍ تُحَلِّقُ
في ساكناتِ الهجوع.

مصطفى بطحيش
25-02-2010, 10:51 AM
غذي الخطى تاهت بك الدرب = عرفاء جال برأسك العجب
وتسلحي بالوهم منعتقاً = فالصدقُ حطم فلكه الكذب
وتذرعي بالسحر خطوته =رغم الأنوف و أمره غصب
وتطيري زجراً مشرقة = لا الشرق حفّ بها ولا الغرب
وامضي بدرب لا انتهاء لها =فإذا انطوى شعب بدا شعب
الغابة العذراء ساجية = ومضى بلب سباعها اللعب
لم يبق فيها غير ناهشة =فإذا مشت يوماً مشى الرعب
فتضمخي بدماء غافية = في كل يومٍ لازمٌ لزب
وتلحفي ثوب التقى عَرَضاً=فيحل فوق اليابس الرطب
وتضوعي عِرفاً تطيع له =كلّ الفرائس عِرفك العُجْبُ 1
السابقون إلى العلا ركبوا = درب الحصافة وارتقى الدرب
و السامقون مضوا بحظوتهم = وتخلقوا و المرتقى صعب
و القمة الشماء هاجعة = والصقر جاوره بها ضب
فدعي الذرى فالشمس ساطعة =والريحُ تفضح ضوعَك الغربُ
وتغربي في التيه لاهثة = فبغير بأس يلهث الكلب
وتذرعي بالرمل حاثية = شدقيك لا ينتابه النضب
ودعي النجوم لفلكها سبحت = فإذا هوت يوماً هي الشهب
وامضي بدرب تنهشين بها = ويعافها أفعالك الذئب
لبن الضباع إذا صفا نهشت = بالثدي بعد فطامها النجب
نهشت بثديي أمها شغفاً = وذريعة المغرومة الحُبُّ
وحنت فعضت أذن فرعلها 2 = سهواً يبوح بحنوه القلب!
عرفاء غاض العنق فانفتلت =فالالتفاتة عندها ورب
طبع الضباع النهش ليس لها =في طبعها رأي ولا ذنب!

1- تروي الذاكرة الشعبية عن الضبع انها تأسر فريستها برائحتها وتستدرجها إلى وكرها
2- الفرعل ابن الضبع

مصطفى بطحيش
05-03-2010, 10:07 PM
رميت جمار إعلاني = فأصمى سمع سجاني
"بلاد العرب اوطاني = من الشام لبغدان"

بلاد العرب نبض دمي = واغنيةٌ بملء فمي
تطاول شامخ القمم = وترغم كل خوان

بلادي منبت النجب = ومنعرج لكل أبي
سما عن حالك السحب = فلا كلٌ ولا وان

اذا مس التراب عِدا = تأجج في النفوس فدا
فلا تخشى الليوث ردى = تمزق كل طغيان

كأن الشهب من بلدي = إذا ما داعي التلد
دعا الأبطال للرصد = لتحرق كل شيطان

أنا يا أمتي وامقْ = أسابق لهفة العاشق
لأخطو خطوك الواثق = وابلغ مجدك السامق

فلا الأغلال تثنيني = ولا كيد الشياطين
ولا بؤس الزنازين = وأشباح الردى الصاعق

إذا ما صُفِّد الجسد = وكبل خطوتي الزرد
وتاه بكهفي الأمد = فحرفي لافح صاعقْ

نأت بي ظلمة الكهف = لِمَا أشرعت في كفي
يراعي مهجتي حصفي = ونجم سمائي الطارق

فضاءَ الكهفُ من شمسي = وجانب مقلتي نعسي
وشاغل مبغضي رسي = وسرٌ ذاعه آبقْ

ضممت بأذرعي إقرأ = فراح الحرف بي يرقأ
وعاذل خطوتي يخسأ = ويعلو للذرى شاني

أنا شطءٌ سقاه أبي = سليل المجد والحسب
وحرٌ في السماء ربي = ليحرق كل شيطان

حميت بأضلعي كتبي = ولما داعي النجب
دعاني دونما سبب = أجبت نداء بغدان

مصطفى بطحيش
08-03-2010, 11:54 PM
ألقيتِ في اليم والأمواجُ وادعةٌ=شِصاً وكان بعمق الماء مرماكِ
فقلت ُواعجبي من صائدٍ وله=وشائج القُربِ في بحرٍ واسماكِ
أم كان غاب عن الشطآن عاصفةً؟=و أقصرت عن ضرام النار عيناك؟
أي يا ابنة البحر لو تدرين أشرعتي=مزقتُها وثوت في البيد أفلاكي
أضرمت نار قلى في الفلك فأشتعلت =يا نفس فاضطرمي في نار مجناك
كم ادعيتِ مُحالَ الخُلدِ وانتُقِضَتْ=أقوالُكِ الغُرِّ واستنكرتُ دعواك!
أما (جهنم ) باتت جنة ً وعلت=أسوارُها ورمت للريح أشواكي
و اشّقَقَ الصّخرُ من فرط الجَدا وجرى=ماءً فيا كوثرَ الفردوسِ رَيّاك
والبدر غاب فليلٌ سرمدٌ ودجى=يبرقع الفجر أحلاكاً بأحلاك
فقلت: ( لولا بنيتِ الصرحَ وارتفعت =للشمس كفُك مدماكاً فمدماك!
و خلني للمدى والريحِ أغنيةً =و القبراتِ ونايي الثاكل الباكي
و خلني لقراحِ الحقل أزرعه=أمرغ الكف في الاوهاد أنساك
من يوم أبدلتُ في شرع الهوى نُسُكي=كفراً وأبدلتُ بالأوشاج أشراكي
أستمطرُ الغيث دمعاً ساقه حَزَني=اروي به ظمئي ... أنْ شَحَّ رياك!
أروي شقوب فؤادي بل يباب دمي=فيعشب الطين في نجدي و دكداكي
يا طين روِّ شغاف القلب بي ظمأٌ=يا طين جف دمي في ناب سفاكي
لولاكِ ما مرت الأنداء في مدني!=ولا عشقتُ لزوب الطين لولاك!
وما تَفَلَّتَ حبلُ الموت من عنقي=وأنزلَتْهُ عن الأعواد كفّاك!
فخلِ غيثكِ حلماً ازرقاً ودعي=قحطي و إياك أن ترويه إياك
فإنني اليوم آثرت الشِّناق ولم=اخفِ ضرام دمي أو حيف أسلاكي
خليتُ للبحر شكوى نورسي ومضت=تدور في شظف الأنواء أفلاكي
في كل صبح أرى في الحقل قبرةً=تشدو لفاغمةٍ أو عندلاً شاكي
فيعبق الحقل تغدو الريح أغنيةً=حمقاء تُصمينَ عنها رهف أذناك
يوشوش الأحمق المغرور سنبلةً=والسنبلات مِياسَ الأحمق الحاكي
يحكي لها عن فصول العشق ثرثرةً:=ما كنتِ تدرين لولا العشقُ أدراك
فتنحني لمهبِّ الريح طائعةً=فالحمقُ أثمرها والرُّشد أضراك
أرسلتُ في مقلتيك العشق أغنيةً=هدباء فائتلقت بالرغد عيناك
أرسلتِ عصفك في الأحداق أحرقَهُ=وذرَّهُ ورماه في المدى فاك
فصغتُ من قسمات الريح حنجرةً=أشدو لما هدمت بالقبح كفاك
فاشتد في اليم وهج النار واحترقت=من لفحها سفني وازورَّ ممشاك
واستوطن القحط في حقلي وفي مدني=واستعمر القبحُ واعتادته عيناك
لو تنظرين إلى المرآة لانتفضت=وأنكرت قبح ما أبداه مرآك
فغادري مدني أو فامكثي عبثاُ=سيان عندي فلست اليوم أهواك
آمنت بالحمق والأنواء فاتسقت=خرائبي فدعيني الله يرعاك
ولذت بالظمأ المسكون في كبدي=من جنَّةِ الخُلد فيها عذب رياك! )
ها يا ابنة البحر هذا فصل أغنيتي=وسوف تذرو فصولُ الريحِ أشواكي.

مصطفى بطحيش
22-03-2010, 11:58 PM
كُفِّيْ عَنِ التَّرْحالِ يا عُصْفُورَةَ الشَّجَنِ = وتَفَيَّئِيْ في مُقْلَتِيْ مِنْ قَسْوَةِ الزَّمَنِ
وَتَسَرْبَلِيْ بقَصيدَتي وتَوَشَّحي ألَقَاً = وتَقَافَزي في أضْلُعي واشْدِي على فَنَني
و اخْضَلِّ يا عُصْفُورَتي في غَيْثِ أغْنِيَتِي = سِراً فَكَمْ فُضِحَ الهوى في مُقْلَةِ العَلَنِ
وتَضَمَّخي بالياسَمِيْنِ نقاوَةً وشَذىً = واتْلِيْ تَمائِمَ سِحْرَكِ المَسْكُونِ في بَدَنِي
كَمْ تَرْحَلِينَ وكُلَّما طارَ الجَنَاحُ بِكِ = رَفَّتْ ضُلُوْعي في المَدى وهَوَيْتُ في وَهَني
لا تَعْبَئِيْ بالعُرْيِ مِنْ عَهْدٍ مَضَى فَلَقَدْ = لَعِبَتْ مَناشِيْرُ الحَياةِ بأصْلِهِ العَفِنِ
كَمْ تِيْنَةٍ جَحَدَتْ ظِلالَ غُصُونِها فَهَوَتْ = أحطابَ مَوْقَدَةٍ بلا قَدْرٍ ولا ثَمَنِ
والحَوْرُ في عَلْيائِهِ ثَمَراتُهُ عَجَبٌ = مأوى البَعُوضِ وللبَعُوضِ مَواطِنُ الأسَنِ
لو أثْقَلَتْهُ ثِمارُهُ لَدَنا بها ولَمَا = بَلَغَ السِّمَاكَ تَطاوُلاً و شَواهِقَ العَنَنِ
يَمْضيْ مَخَافَةَ جَنْيِهِ في الجَوِّ مُرْتَفِعاً = حتّى إذا جازَ السَّماءَ إلى الغُيُوْمِ جُنِيْ
ولَكَمْ أظَلَّ بِفَيْئِهِ الزَّيْتُونُ واحْتَرَقَتْ = مِنْهُ الدُّموعُ لكي تُضيءَ ظُلامَةَ الدُجُنِ
مُتَرَبِّعٌ فَوقَ الجُذُوْرِ كَأَنَّهُ مَلِكٌ = في مُلْكِهِ وجُذُورُهُ في غابِرِ الزَّمَنِ
عَبَثَ الزَّمانُ بجَوْفِهِ لكِنَّهُ خَضِلٌ = تَحْكِيْ الجُّذُوْعُ لِقائِلِيْهِ نَوائِبَ الإحَنِ
هو هكذا نَبْضُ الحياةِ ثِمارُ وارِفَةٍ = أو لا فِظِلُّ غُصُوْنِها فَيْءٌ بِلا مِنَنِ
حُطِّيْ هنا في القَلْبِ لا تَخْشَيْ عَواذِلَهُ = رَكِبُوا مَسَالِكَ عُمْيِهِمْ في مَرْكَبِ الظَّنَنِ
واحْكِيْ عَنِ الأحْزانِ في عَيْنَيْكِ ما فَعَلَتْ = عَنْ صَوْتِكِ المُتَهَدِّجِ المَخْفُورِ بالشَّجَنِ
عَنْ رَعْشَتَيْ جِنْحَيْكِ كَمْ تَبْدِيْنَ خائِفَةً = وَعَنِ السُّهادِ بِمُقْلَتَيْكِ وَمَسْحَةِ الحَزَنِ
عَمَّا وَرَاءَ التَّلِّ مِمَّا غابَ عن بَصَريْ = و بِجانِحَيْكِ بَلَغْتِهِ وَسَبَقْتِ بي فِطَنِي
وأتَيْتِ تَسْتَبِقِيْنَ نُوْرَ الشَّمْسِ ضاحِكَةً = ضَحِكَتْ مَبَاهِجُ مُهْجَتِيْ لِحَدِيْثِكِ الشَّدِنِ
ماذا وراءَ التَّلِّ هل مِنْ قِصَّةٍ عَجَبٍ؟! = فَرَمَيْتِ باكِرَةً رِداءَ الحَزْنِ والوَسَنِ
أَمْ هل به نَجَمَ الرَّبيعُ فَجِئْتِ حامِلَةً = بُشْراهُ في إشْراقَةٍ وأَداءِ مُؤْتَمَنِ
أَمْ هل كَلَلْتِ مِنَ المدى فَوَقَفْتِ مًجْهَدَةً = وَعَبَثْتِ ما عَبَثَ المدى غَضَناً على غَضَنِي
أَوَ ما سَئِمْتِ العَيْشَ يا أُغْرُوْدَتيْ سَفَراً = يَمْضِيْ بلا شَطٍ يَتُوْهُ بِغَيْرِ ما وَطَنِ
حُطِّيْ هُنا لا تَأْبَهِيْ لِدُخانِ يابِسَةٍ = لولا نَقِيْعُ يَبابِها لَمْ تَحْظَ بالدَّخَنِ
في فِيْفِيَ المُمْتَدِّ واحاتُ الهوى ظُلَلٌ = فاغْزِيْ مَلاعِبَ صَبْوَتِيْ واسْتَوْطِنِيْ مُدُنِيْ
و بِهِ الخُيُولُ الجامِحاتُ صَهِيْلُها نَزَقٌ = جَلّتْ سَنابِكَها الخُطُوْبُ و وَطْأَةُ المِحَنِ
و به الرَّبيعُ قِداحُهُ مِنْ كُلِّ مُبْهِجَةٍ = فَأَراكِ تَنْتَقِلَيْنَ مِنْ فَنَنٍ إلى فَنَنِ
و به حَدِيْثُ الرُّوْحِ نَبْضُ قَصِيْدَةٍ رَعَشَتْ = كَحَدِيْثِكِ السِّحْرِيِّ في أَسْمَاعِ مُفْتَتِنِ
و به الغُيُوْثُ سِقاؤُها بِجِنانِهِ غَدَقٌ = فإذا ثَوَيْتِ بِجَنَّتِيْ فاسْتَمْطِرِيْ مُزُنِيْ
و به الغِوَىْ ... ما بالُ صَوْتِكِ غابَ عن أُذُنِيْ = أَمْ قَدْ غَفَوْتِ قَرِيْرَةً وأَنِسْتِ في وُكَنِيْ
فَهَمَسْتُ ... يا عُصْفُوْرَتِيْ لُغَةُ الشَّجَاْ عِبَرٌ = تُوْحِيْنَهَا فَأُضِيْفُهَا شَجَناً إلى شَجَنِيْ
أَبْحَرْتُ في عَيْنَيْكِ وَحْدِيْ طَوْعَ باصِرَتِيْ = وَغَداً بِبَحْرِهِما سَتَخْتَرِقُ المَدَىْ سُفُنِيْ
طالَ الحَدِيْثُ ... ومِلْءُ إيْحاءاتِهِ قِصَصٌ = لُغَةٌ سَمَتْ عَنْ عُمْيِنا وَسَمَتْ عَنِ الرَّطَنِ !

مصطفى بطحيش
05-07-2010, 07:36 AM
سمراءُ يا عبقَ الحقولِ أنِسَ الصباحُ إلى الأصيل
في راحتيك تَبَتَّلَ الحِناءُ أمْ فَضَحَ الجُناةَ دمُ القتيلِ
وبوجنتيك الشمسُ تبتدرُ النهارَ ويستجيرُ من الأفولِ
الصبحُ يحفلُ بالدجى في مقلتيكِ الفرحُ في الجفن الكحيل
وعلى شفاهك تستريح وتعبثُ البسماتُ بالثغر الجميل
ويغرد الحسونُ إن نطقَ الكلامُ وان سَكَتِّ ولمُ تقولي
قولي احبكَ واهمسي أو فاجعلي المرسالَ في الطرفِ الكسول
أو فاعبثي بالأقحوان وبالنَّوارِ وبالخمائل والأثولِ
لغة العنادلِ و القماري والحمائمِ في النِّجادِ وفي السهول
أما دَرِيتِ عن الهجير ولفحة الرمضاء والظل الظليل
أما دريتِ عن السنابل ميسَها للطل للقطرِ الخضيل
أما تخللت النسائم شعركَ المكنون والجيد الخجول
أما ترنم بالقصيدة بلبلٌ غريدُ للنخل القتول
أما تمايل للهوى غصنٌ خضيلٌ كالأضالع للشمول
بوحي لترب الأرض سِرَّكِ إن تشائي أو فقولي للخميل
فغداً ستحبل بالسنابل إن همستِ و بالعذوق على النخيل
لا تعبئي بالقيظ والأنواء إن عبرت على الخد الأسيل
لا تأبهي لعمى القبيلة والظلام وللجهالة والجهول
رفي بأجنحة الحصافة للذرى ومواطن الثلج الهطول
وامضي الحكاية زهرةً بريةً عبقت على قهر الفصول
سمراء في يدك السنابل والجداول والغلال من الحقول

مصطفى بطحيش
18-08-2010, 01:09 AM
وفجرِها والليالي العَشْرِ والّلينِ =وجذعِ زيتونةٍ في طورِ سْينِيْنِ
و المورياتِ إذا ما الفجرُ سَجَّرَهُ = في غفلة الليل ميّادُ الأراضين
والصافناتِ إذا ما اجتاحها قلقٌ= يَنْضُوْ سنابكَها شوقُ الميادين
ترعرعت و نقيعُ الحربِ مؤنسُها = فكيف يؤنسُها فيءُ البساتين
كأنما الجمرُ يكوي في حوافرها = وفي أَعِنَّتِها أغلالُ سِجِّيْنِ
تَمَكَّنَ الدمعُ من أحداقِها حَزَناً = أمسٌ تتيهُ به مِنْ حاضرٍ هُوْنِ
تكادُ ترمقُني في طرفها عَتَبٌ = واغضضُ الطّرفَ حَسْراتِ المغابين
أ أنكرَتْكَ ظهورُ الخيلِ أم جَفِلَتْ= وخانَ بأسَكَ منقوعُ الذيافين
وجفَّ نسغُكَ من قيظٍ ألَمَّ به = وأنْشَبَ الجدبُ أنيابَ الخماسين
أم المزن جَلَتْها الريحُ وارتحَلَتْ = وامْسَكَ الفيءُ بعدَ العَهْدِ هارونِ
أنا ابن زيتونةٍ والأرضُ تعرفُني = وليس يرهبني فحُّ الثعابين
تكاد تشرق نوراً والورى ظُلَمٌ = يوري بقابسه من نور زيتوني
في جذعيَ النخلُ يروي قصتي أثلاً = وفي العذوقِ خلاصاتُ المضامين
لو هزَّتِ الجذعَ عذراءٌ هما رُطَباً = و أورقَ السعفُ في قَرِّ الكوانين
كأن مريمَ ذكراهُ التي انتبهتْ = وأبدلتْ قسوةَ الصحراءِ باللين
لم تشرقِ الشمسُ إلا في سَرَعْرَعِهِ = فكيف تغري سدوفُ الليلِ باللين
وكيف ترحلُ عن معنٍ حصافَتُه = وتستفيقُ بلا نبضٍ شراييني
وكيف نمضي بلا نجمٍ نسامرُهُ = وينطوي دونما أقمارِهِ جُوْنِيْ
ويمسكُ النهرُ عن كأسي عذوبَتَه = وكيف تحيا بلا لحنٍ حساسيني
وهل تعيشُ بلا قُدْسٍ مدائنُنا = ودونَ غَزَّةَ تحيا دونَ لِطْرُوْنِ
ودونما شهرزادٍ يزدهي سَمَرٌ = جَزَّتْ ضفائرَها أحقادُ (نيرون)
وسَرَّحَ الليلُ في الأنفاسِ عَتْمَتَهُ = كأنما الصُّبحُ أوهامٌ بمجنون
أكادُ احبسُ عن صدري تنفسَّه = وتحبسُ الصُّبْحَ أنفاسُ الدُّجى دوني
لم يُخْلَقِ الليلُ دهراً سرمداً و غَضَا = في بردتيه شعاعُ الفجرِ يحدوني

مصطفى بطحيش
31-12-2010, 07:45 PM
الطائر الشريد

مصطفى بطحيش




دجى الليلُ أضْرِمْ وَقِيْدَ السَّمَرْ = و عَزِّ الفؤادَ ببعض العِبَرْ
وحِكْ للدياجير حُزنَ القصيدِ = وشاحاً طَريراً وشُفِّ الصُّوَرْ
وخَلِّ الرياحَ تُثيرُ الشجونَ= وتعبثُ في جَمْرِكَ المُنْسَجِرْ
ورَتِّلْ مزاميركَ الثاكلاتِ = وحاوِرْ إذا ما عَجِمْتَ المَدَرْ
تسربلتَ بالحزنِ ناياً ثكولاً = يعابثُ فيكَ الاناةَ الضَّجَرْ
فَرَدِّدْ على وقْعِ نبضِ الحياةِ = فما اللَّحنُ غيرَ ارتعاشِ الوَتَرْ
مضى الصيفُ وانْسَرَبَتْ في يديهِ= وألقى عن الراحتينِ الثَّمَرْ
وأوقدَ من خوفِ قَرِّ الرحيلِ =شموساً يُذيبُ لظاها الحَجَرْ
ونَضَّبَ في الجَذْعِ أوْشالَهُ =وألقى زُهُوَّ الصِّبا وائْتَزَرْ
وعاثَتْ على مِنْكَبَيْهِ الهمومُ =ونَضَّبَتِ الوجنتين الفِكَرْ
وشابتْ بفُوْدَيْهِ سودُ الليالي =واعيا لدى السامرينَ السَّمَرْ
وصَرَّتْ جَداجِدُهُ في خُشوعٍ= وشيَّعَ منه المُقامَ السَّفَرْ
مضى مرغماً واستبدَّتْ رعودٌ= وودَّعَ منه الفُلولَ المَطَرْ
فرُحْتُ أقُصُّ على إثرِهِ =خُطى راحلٍ استبينُ الخَبَرْ
أويتُ إلى رُكنِ كوخٍ عهيدٍ =تمطّى على جانبيهِ الخَطَرْ
لأدرأ عنِّي غِضابَ أعاصيرِ= يومٍ عبوسِ الرُّؤى مُكْفَهِرْ
وكان الشتاءُ انتضى غيظَهَ= وولى خريفُ الهوى وازدَجَرْ
وما كنتُ وحدي ولكنْ شريداً= من الطيرِ آوى إليهِ ذُعِرْ
سلاماً ... سلامَ العصافيرِ إنَّا =صديقانِ في همِّ يومٍ قُدِرْ
تعالَ أقاسِمَكَ الهمَّ حيناً =وأمسحُ عن جانحيكَ الوَضَرْ
تعرَّى وعرَّى الشتاءُ الخميلَ =وأسفرَ عمَّا انزوى واستَتَرْ
وما كنتَ تدركُ عُرْيَ الفصولِ =وما كانَ يُضنيكَ عِشيُ النَّظَرْ
وما كانَ عَيشُكَ غيرَ التَّصابي =وما كنتَ تَعْلَمُ معنى السَّفَرْ
تُحَلِّقُ أنَّى يَرِفُّ الجناحُ =صدوحاً بحُضْنِ الربيعِ الأغَرْ
تُراودُ منكَ الهوى نَورةٌ =أفاقتْ على ثرثراتِ النَّهَرْ
يُساقيكَ إمَّا ظَمِئْتَ النَّدى =و يَضْمَخُ جُنحيكَ طُهرُ القَطَرْ
وترعُشُ بالفَرْحِ أم بالضّنى = ثَمُولَ الهوى أم عَيِيَّ القَدَرْ
وتأوي إلى أغصنٍ راقصاتٍ = يَمِسْنَ إذا ما نسيمٌ عَبَرْ
و يوريكَ فجراً شعاعٌ رمى = بنحرِ الدُّجى نَصْلَهُ فانْحَسَرْ
تغني طليقاً لهيبَ الجوى = نشيداً بطرفِ اللُّهاةِ استَعَرْ
وتصغي لكَ الأنجمُ الناهداتُ =عذارى ولم يَقْضِ منها الوَطَرْ
تَضُوعُ بأكمامِهِنَّ المُنى =ويُوْشِي بِصَبْواتِهِنَّ الهَذَرْ
فتغفو بكنف الرُّبى حالماً = صريعَ الفواغم بينَ الزَّهَرْ
وولى الربيعُ ... وولى الصِّبا = وضاقتْ برَحْبِ الفضاءِ الصُّوَرْ
فجِئْتَ كما جِئْتُ كي اتَّقي = بكوخٍ عهيدٍ غِضابَ المَطَرْ
تعالَ فبي مِنكَ بعضُ الصِّفاتِ = و بي مثلُ ما فيكَ بعضُ الوَضَرْ
وفي مِعْصَمَيَّ قيودُ الرُّؤى = وطارَ بجنحيكَ عِشْيُ النَّظَرْ
وأشقى بما صَرَّفَتْهُ الحياةُ = وتَحْيَىْ سعيداً خَلِيَّ الفِكَرْ
فيا ليتني كنتُ يوماً شريداً = يذودُ جناحاكَ عني الخَطَرْ
ويا ليتَها لَمْ تَلِدْني الحياةُ = بصيراً وأعيى بنورِ البَصَرْ

مصطفى بطحيش
25-01-2011, 12:13 AM
الطائر الشريد2

الربيع الخالد




و هاضَ الجناحُ وكلَّ الشَّريد = وحَطَّ على الراحتين وَ قَرْ
فرُحتُ أكفكفُ خوفَ الرحيلِ= على جانحٍ نالَ منهُ السَّفَرْ
لماذا ارتعاشُ الجناحِ المهيضِ ؟ = وفيمَ الذُّهولُ وفيمَ العَبَرْ
امِنْ غَضْبَةِ الهاطلاتِ الوجيفُ != ومِنْ ظلمةِ الداجياتِ البَسَرْ!
تعالَ ففي موسمِ الماطراتِ = دبيبُ الحياةِ ومعنى الظَّفَرْ
وعشقُ السماءِ لقاءَ الحقولِ = وعشقُ الترابِ لرِيِّ القَطَرْ
وخلفَ عبوسِ الشتاءِ الغيوثُ = وفي عُسْرَةِ القاطباتِ اليَسَرْ
وتزدانُ في الداجياتِ النجومُ = و يَمْخُضُ خلفَ المُحاقِ القَمَرْ
وخلفَ الغيومِ السِّقاءُ النَّمِيْرُ =إذا لاقحتْهُ الرياحُ انهَمَرْ
فَيُورِيْ الحياةُ برحمِ الثَّرى = وتَنْبُضُ في غافياتِ المَدَرْ
تعالَ فعِنْدَ اجتراحِ الهمومِ =انتشاءُ الحياةِ ونيلُ الوَطَرْ
وسِيَّانَ في العيشِ ثوبٌ رغيدٌ = وثوبٌ زهيدٌ و سِمْلٌ سَتَرْ
تَعالَ إلى حارساتِ الحقولِ =ففي حِكمةِ القُبُراتِ العِبَرْ
وفي رأسها تاجُ مُلكِ الحقولِ =وفيها الأناةُ وفيها النَّظَرْ
تُغنِّي فَتَأْتَلِقُ الزاهراتُ =ويُلقي إليها السَّماعَ البَشَرْ
وتُبحِرُ في غاضباتِ الرِّياحِ =ويَعْلوُ الجناحُ ... ويَعْيَى البَّصَرْ
أقامتْ وهاجَرَ سِربُ الطيورِ =فدامَ الربيعُ وطابَ المَقَرْ
تعالَ نغني فيَصْحُو الربيعُ =وتغشى البراعِمُ مَيْتَ الشَّجَرْ
ويختالُ في الحقلِ نبضُ الحياةِ =ويَكْسُو عَرَايا الغُصُونِ الزَّهَرْ
وتجري الجداولُ بينَ الضفافِ =يَغُذُّ خُطاها اعتناقُ السَّفَرْ
فَمِنْ شُربَةٍ في عِطاشِ الجُذُوْرِ =فَتَغْدُوْ رَواءً بطيبِ الثّمَرْ
ومما تسامى بِحَرِّ الهجيرِ =إلى ديمةٍ أُثْقِلَتْ بالمَطَرْ
فتهمي وتروي العِطاشَ الصُّيوبُ =ويُشْرِقُ وجهُ الحياةِ النَّضِرْ
تعالَ ففي البَذلِ معنى الحياةِ =وفيهِ افتراعُ معانٍ أُخَرْ
خُلِقْتَ ابتداءً ..وهِمْتَ ابتلاءً =و أُبْتَ انكفاءً ..فأينَ المَفَرْ؟
وأنَّى تُوَلِّيْ فَثَمَّ الإلهُ = وأنَّى سَتَمْضِيْ فَثَمَّ القَدَرْ
فَرَدِّدْ على وَقْعِ نَبْضِ الحياةِ = فما اللَّحْنُ غَيْرَ انتشاءِ الوَتَرْ!

مصطفى بطحيش
04-02-2011, 09:15 PM
أسْأَلُكَ الرَّحيلَ أسألُكَ الرَّحيلَ
يا ظلماءَ موطننا أُسائِلُكَ النُّشورا
أسائِلكَ ارتكابَ الحُمْقِ يا ليلاًً أثيلا
أنا ما عُدتُ احتمِلُ الظَّلامَ
وكم قيدتني بالصمتِ وقتلتَ الكلامَ
وكم ذُبِحَ الهوى في مُقلتي أسفاً ونَضَّبْتَ الغرامَ
فلو أعذرتَني إنِّي اُحِبُّكَ إنَّما يا حُبِّيَ البالي لقد عِفْتُ الطُّلولَ
يا ليلاً طويلاْ ... يا ظلاً ثقيلاْ ... أسألكَ الرّحيلَ
ولو أعذرتني إنِّي خجولٌ منكَ من بُجْرانِ أقنعتي
ومن أسمالِكَ الخلقى وثوبِ غرامِكَ الغَثِّ
ومن قاضٍ يُخادِعُنا ومن أشهادِنا الحَمْقى
وقانونٍ يُراقِصُنا على أوتارِهِ الفَرْقى
ومن عُمْرٍ مضى أسفاً بهيكلِ عِشْقِنا الرَّثِّ
أمَا في الحُبِّ مُفْتَرَقٌ ؟! فأَمضي حيثما أشقى
إذنْ لسَفَحْتُ أوردتي وكانَ لحُبِّنا أبقى
وكانَ الجَمْرُ في رِئَتي على عُثَّانِهِ أنقى
أما يَكفيكَ من سَقَمِي وما يُرضيكَ ما ألقى
بأني بُتُّ اكرهُ فيكَ وَعْداً خُلْتُهُ حقا
فيا ظلماءَ موطننا ويا مَيْنَ الهوى سُحْقا
أسائِلُكَ الرَّحيلَ أسائِلُكَ الرَّحيلَ
فمِنْ اجْلِ البراءةِ في مآقي طِفلةٍ نَهْدَى
و ثَغْوٍ ساحرٍ ناغى ابتسامَةَ أُمِّهِ السَّعدى
وهمسِ غُصُونِ وارفةٍ تُغازِلُ في الهوى وَعْدا
و فاغمةٍ على أفوافِها للطَّلِّ ما أنْدى
ومرسالٍ لبارقةٍ يُدَلِّلُ في الضُّحى رَأْدا
وبُشرى نَوْرَةٍ سَكَبَتْ على شَفَةِ الصِّبا شَهْدا
وما زالَ السُّؤالُ صَدَىً ولَمْ يَرْوِ الظَّمَاْ رَدَّا
أما لهواكَ من جَدَثٍ ؟! وما لِسِفاحِهِ وَئْدا؟!
وأسألُكَ المُضِيَّ جَدَاً وأُمسِكُ في فمي رَعْدا
واَطْرَحُ من يَدِيْ سهماً إذا أرسلتُهُ أردى
أما لِصَمَاكَ من لُغَةٍ إذا استَنْطَقْتُها تُهْدَى
أسائلكَ الرحيلَ ... يا ظلاً ثقيلاً
فكم بَدَّدْتُ أوسِمَةَ الرَّبيعِ بثَوبِكَ الشَّتَويِّ
وعَشَقْتَ الهُجوعَ
وكم رَسَمَتْ يدايَ الدِّفْءَ في عينيكَ
ولبستَ الصَّقيعَ
وكم حَرَّضْتُ فيكَ أُبُّوَةَ الأعرابِ
واختَرْتَ الخُنُوعَ
وكم سَرَّقْتَ مني لُقمَتِي وأنامِلِي
وسَرَقْتَ أفكاري ولَيْسَ لتَكْتَسِيْ أَلَقاً
ولكن كي تكونَ على مسالِكِ غُربَتي الشُّرَطِيَّ
تَحْتَجِزُ الضِّيا وَهَقَا
وتَحْبِسُني على سُجُفِ الدُّجى شَبَحاً
وفي ظُلُماتِهِ رَهَقاْ
وتقتلُ في اخْضِلالِ طُفُولتي الأملَ
وتزرعُني بأرضِ سرابِكَ الدَّجَلَ
واُمْسِكُ كُلَّ ثانيةٍ اُعَلِّمُها الضياءَ إذا
استفاقَ الصُّبْحُ مُرْتَجَلاُ
أما أُتْرِعْتَ من عَبَثٍ إذا شَرِبَ الدُّجى شَرَقَ
أما لخناكَ مِنْ جَدَثٍ إذا ناشدتُهُ َنَطَقَ
أسائلكَ الرحيلَ ... أسائلكَ الرحيلَ
أنا كَمَدٌ كماءِ النَّهْرِ مهدورٌ واعتنقُ الحياةَ
ورَغَدٌ آسنُ الأمواهِ مأسورٌ وتعتنقُ المماتَ
واَهْزُجُ لانبلاجِ الفَجْرِ عُصفوراً
ووعدُ الصُّبحِ ما فاتَ
فيا وعداً تعالَ لنكتسي ألقاً
ولا نُحصي بدفءِ الشمسِ أوقاتاْ
إذا غَنَّتْ طيورُ الفجرِ كان الوعدُ ميقاتاْ
فَغَنِّ يا أخا وَجَعِي وَدَعْ لليلِ أمواتاْ
ورَدِّدْ هادراً كالنّهرِ ما في النّهرِ أشتاتاْ
إذا غَنَّتْ طيورُ الفجرِ كانَ الصبحُ ميقاتاُ .