المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عتاب



ناصر ثابت
02-08-2004, 09:26 AM
عتاب
15 نيسان 2004


سكنَ العيونَ الفـاتـنـاتِ عتابُ=ونســـينَ أنّ قلوبَنـــا أحـبـابُ
لنُحسَّ في فمِنا كلاماً بارداً=مثلَ الثلوجِ، كأننا أغرابُ
أيامُنا مرتْ بكلِّ تثاقلٍ=ما عادَ فيها العطرُ والأطيابُ
حتى ملابسُنا التي كنا بها=نزهو بعشقٍ، شابَها استغرابُ
وستائرٌ كانتْ تغلفُ بيتَنا=ما عادَ يمهرُ صدرَها التَرحابُ
كانت إذا عدنا تضمُّ رؤوسَنا=شوقاً، كما ضمَّ الندى الأعشابُ
ما عادَ يدهشُها بريقُ عيونِنا=حتى ولا الأجفانُ والأهدابُ
صارَ المكانُ مكبلاً، وظلامُه=كالغابِ تعوي في رباهُ ذئابُ
وكآبة الليلِِ الطويلِ كأنها= صحراءُ فيها وَحشة وسَرابُ
فتضيعُ فيه قلوبُنا وعقولُنا=والعشقُ والأحلامُ والإعجابُ
حتى إذا اهتزتْ عروقُ زهورنا=لم يسقط الصفصافُ والعنابُ
في كل يومٍ كان يطربُ سمعَنا=أن تُقرعَ الأقراطُ والأكوابُ
واليومَ بعدَ عتابِنا وجفائِنا=ما عادَ يُسكَبُ في الكؤوسٍ شرابُ

****

الآن نرجعُ بعد طولِ عنادِنا=وقلوبُنا قد مسَّهنَّ عذابُ
رحلتْ عواصفُنا، وبانتْ شمسُنا=وتعطرتْ بضيائِها الأثوابُ
فخصامُنا كانت له أسبابُه=والآنَ ليست تعرفُ الأسبابُ
ماذا أقولُ؟ ألم أكن متحمساً؟=قلبي يلحُّ، وما لديَّ جوابُ
ما عدتُ أذكرُ غيرَ أني عابدٌ=حتى الهُيامِ، ووجهُكِ المحرابُ
بالرغم من هذا الخصامِ ونارِه=لم أنسَ أنكِ سكَّرٌ ورضابُ
فإذا مررتِ، أشمُّ رائحة الندى=وإذا ضحكتِ تراقص اللبلابُ
والشَعرُ يعزفُ لحنََه فوقَ السَّنا=فكأنه فوق السحابِ سحابُ
ويداكِ زنبقتان في بستاننا=والثغرُ تسكنُ فوقه الأعنابُ
والعشقُ حيٌّ رائعٌ متألقٌ=كالماءِ في أنهارنا ينسابُ
هيا إذا، لنعد إلى أيامنا=وليرتسمْ في وجنتيكِ شهابُ
الحبُّ سوفَ يحيطُنا بحنانِه=ما عادَ يفهمُ أننا أغرابُ

ياسمين
03-08-2004, 04:01 AM
العتاب بحنان
يجعل القلب يهفو للخصام
ليظل فى شوق دائم للحب والحنان

وما أحلى اللقاء بعد الخصام

كم كنت رقيقاً وجميلاً هنا ناصر

تحياتى لحروف شفافة وقلم حريرى الاحساس

فى انتظار المزيد من ابداعك بكل الحب

لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين

ناصر ثابت
03-08-2004, 04:08 AM
الأخت ياسمين الواحة
أنا سعيد جدا لهذه الزيارة الرقيقة منك إلى قصيدتي

وسعيد أكثر لأن القصيدة أعجبتك..

أشكرك من كل قلبي
ناصر ثابت

د.جمال مرسي
03-08-2004, 07:42 AM
فإذا مررتِ، أشمُّ رائحـة النـدى=وإذا ضحكتِ تراقـص اللبـلابُ
والشَعرُ يعزفُ لحنََه فوقَ السَّنـا=فكأنه فـوق السحـابِ سحـابُ
ويـداكِ زنبقتـان فـي بستاننـا=والثغرُ تسكـنُ فوقـه الأعنـابُ
والعشـقُ حـيٌّ رائـعٌ متـألـقٌ=كالمـاءِ فـي أنهارنـا ينسـابُ

الرائع المتألق ناصر ثابت
لكل شاعر اسلوبه و طريقته و صوره الخاصة في وصف محبوبته
و صورك التي وصفتها بها لم أرَ مثلها .. كنت متفرداً

قصيدة في مجملها جميلة رائقة و مشاعر فياضة متدفقة
فلله درك
احسنت
د. جمال

ناصر ثابت
03-08-2004, 09:13 AM
أخي الدكتور جمال..
يشرفني مرورك ورأيك..

أشكرك.. وأطالب أن يتم تغيير لقبك من "نائب المتابع العام"
إلى "وردة الواحة"..
أنت برأيي وردة الواحة ومصدر"الجمال" فيها..

ناصر ثابت

طائر الاشجان
04-08-2004, 01:54 PM
أخي الشاعر ناصر ثابت .

مرة أخرى نلتقي على هامش بائيتك الرائعة .

تجربة الشاعر في هذا النص ذاتية بحته ، فهو يخاطب محبوبته أو يناجيها طوراً وتارةً يبثها لواعج حبه ، وإن لم يخل هذا وذاك من نبرة العتاب التي ترافق النجوى في الغالب ، ولهذا فمن الصعب أن نطالب الشاعر بأكثر مما تمنحه العاطفة وعلى أساسه يتم رسم الصور ، وهي هنا باحتة حيناً ومتوهجة حيناً آخر ، ويبقى دور التاقد هنا تقديم مقترحاته فيما يظن أنه الافضل في الاطار الخارجي على وجه التحديد .

دعني أصحبك إلى مواضع استوقفتني حال قراءتي وتمثلت في الآتي :

ما عادَ يدهشُهـا بريـقُ عيونِنـا ... حتـى ولا الأجفـانُ والأهـدابُ
لفظ ( حتى ) استثقلته في السياق وكنت أود لو جاءت ( أيضا ) فتصبح :

ما عادَ يدهشُهـا بريـقُ عيونِنـا ... أيضا ولا الأجفـانُ والأهـدابُ

وفي البيت التالي تم اسقاط صورة الليل الطويل على الصحراء فلا بد للقارئ أن يتمثل الصحراء في الظلام الدامس ، لكنه يفاجأ بلفظ ( سرابُ ) ولا يستقيم المعنى حيث أن السراب لا يُرى في عتمة الليل .

وكآبـة الليـلِِ الطويـلِ كأنهـا ... صحراءُ فيها وَحشـة وسَـرابُ

أما في قولكم :

رحلتْ عواصفُنا، وبانتْ شمسُنـا ... وتعطـرتْ بضيائِهـا الأثــوابُ

العطر لا نستشفه إلا بواسطة حاسة الشم ، وهنا تجني على الصورة الحسية حيث لا تتعطر الثياب بالضياء ولكنها تتزين - إن شئت - حتى يصبح بالامكان اصطياد الصورة بالعين كونها المخولة لإدراك هذه الحاسة عوضاً عن الأنف . وهذا يذكرنا بنقاش طويل بين جهابذة الادب على خلفية : هل تحممتَ بعطرٍ وتنشفت بنور .

ثم نأتي إلى البيت التالي الذي لا شك سيجعل الكاتب عرضة لانتقاد من الطرف العقائدي حين يقول :

ما عدتُ أذكرُ غيـرَ أنـي عابـدٌ ... حتى الهُيامِ، ووجهُكِ المحـرابُ

فالعبادة لا تكون لغير الله . لكن البيت من حيث الصياغة غايةً في القوة .

وفي البيت التالي أخي الحبيب نجد قولكم :

فإذا مررتِ، أشمُّ رائحـة النـدىو ... إذا ضحكتِ تراقـص اللبـلابُ

ولو لاحظت أن لفظ ( أشم ) كفعل مضارع لا يتناسب والفعل الماضي (مررت) ولو جاءت (شممتُ ) لكان ذلك أقوم من الناحيتين اللفظية والبلاغية فتصبح :

فإذا مررتِ، شَمَمْتُ رائحـةَ النـدى ... وإذا ضحكتِ تراقـصَ اللبـلابُ

وأخيراً نعرّجُ على هذا البيت وفيه تقول :

ويـداكِ زنبقتـان فـي بستاننـا ... والثغرُ تسكـنُ فوقـه الأعنـابُ

يذكرني المعنى بقول يزيد ابن معاويه :

واستمطرت لؤلؤاً من نرجسٍ وسقَتْ ... ورداً وعظت على العنّاب بالبردِ

وربما كان هذا أجمل بيت في الوصف لتجريد الصورة من طابعها الاصلي ، ومحاكاة هذا اللون من الوصف يكون غاية في الصعوبة ويضع الشاعر على حافة السقوط أو الثبات لأقل هزة ، وهنا نجد الشاعر ناصر ثابت يتصدى لهذه الصورة فيمضي في الصدر بثبات ، لكن العجز ينقل صورةَ لا يمكن تمريرها ببساطة كون الفكرة جيده لكن رسمها تعذر ، وربما لفظ ( تسكن ) أضعف المعنى فلا يمكن للأعناب أن تسكن حتى ولو اعتبرناها كناية وأقترح على شاعرنا النظر في عجز البيت ليأتينا بصورة أكثر قبولاً وأدعى لجمال المعنى .

تحياتــــي وعظيم التقدير
أخوكم/ / طائر الاشجان

عبد الوهاب القطب
05-08-2004, 10:47 PM
اخي الحبيب

الشاعر ناصر

قصيدة في غاية الجمال.استمتعت بها من اولها لآخرها.

لم أشأ أن اقتطف منها اي بيت تخوفا من ظلم البقية.

تجلت بها عواطفك صادقة ومشاعرك متقدة وهاجة

وشاعريتك وصفا في قمة الاتقان.

ما زالت الابتسامة ترتسم على شفتي كلما قرأت لك

وها انت تتبوأ مكانك بين شعراء الواحة المبدعين

فهنيئا لنا تواجدك بيننا.

اختلف مع اخي الحبيب طائر في البيت التالي


وكآبـة الليـلِِ الطويـلِ كأنهـا ... صحراءُ فيها وَحشـة وسَـرابُ



فالارض - الماء = صحراء

الليل - الحبيبة = وحشة وكآبة

والحبيبة هي الماء والخضراء والقمر والضياء.

فإن رحلت فلا حياة ولا ماء ولا خضرة.

وحاله في الليل وهو يطلبها كحال الظمآن يطلب الماء في صحراء النهار.


تحياتي واعجابي

لشاعر دائما يتحفني

المخلص

عبدالوهاب القطب

ناصر ثابت
05-08-2004, 11:04 PM
أخي الشاعر الفذ عبدالوهاب،
أشكرك على هذا المرور العطر الجميل..
إنني أفتخر بإعجابك بهذا الشعر، والذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من نجاحه.. ونجاحي

أشكرك مرة أخرى

ناصر ثابت

ناصر ثابت
06-08-2004, 12:27 AM
أخي العزيز طائر الأشجان
سلمت يداك يا أخي.. فلقد" كفيت ووفيت"..
هذه المرة سأقوم أنا بعملية نقد معاكسة لما قلتَ.. أعني أنني لن أقوم بإثبات صحة ما كتبته أنا في مواجهة ما أشرت له أنت.. لكنني سآخذ اقتراحك وأشير إليه برأيي..
فلقد قلتَ: "ويبقى دور التاقد هنا تقديم مقترحاته فيما يظن أنه الافضل في الاطار الخارجي على وجه التحديد"
إذا أقوالك:
1- اقتراحات
2- ظنون
3- تنظر إلى الإطار الخارجي

ولنبدأ من هنا:

ما عادَ يدهشُهـا بريـقُ عيونِنـا ... حتـى ولا الأجفـانُ والأهـدابُ
لفظ ( حتى ) استثقلته في السياق وكنت أود لو جاءت ( أيضا ) فتصبح :

ما عادَ يدهشُهـا بريـقُ عيونِنـا ... أيضا ولا الأجفـانُ والأهـدابُ
فاستخدام "أيضا" أخي الحبيب هنا، لم يضر المعنى الذي قصدته أو أحسستُ به فحسب، إنما أضاف ركاكة واضحة جلية على الأسلوب
ف"حتى" تفيد الغاية (الرجاء مراجعة كتب اللغة) و"أيضاً" تفيد المعية: فالمقصود هو أن أقول إن الستائر ما عاد يدهشها البريق الذي في عيوننا ولم تعد حتى الأجفان والأهداب تدهشها.. وهنا تم إضفاء نوع من المبالغة.. لكن "أيضاً" جعلت بريق العيون والأجفان والأهداب جميعا في نفس المستوى.. والسؤال.. لماذا نذكرها كلها إذا كانت متشابهة في هذا التصرف.. يكفي واحد منها.. ونستفيد من المساحة المتبقية في فكرة أخرى"

ثم تقول:
فإذا مررتِ، أشمُّ رائحـة النـدىو ... إذا ضحكتِ تراقـص اللبـلابُ

ولو لاحظت أن لفظ ( أشم ) كفعل مضارع لا يتناسب والفعل الماضي (مررت) ولو جاءت (شممتُ ) لكان ذلك أقوم من الناحيتين اللفظية والبلاغية فتصبح :

فإذا مررتِ، شَمَمْتُ رائحـةَ النـدى ... وإذا ضحكتِ تراقـصَ اللبـلابُ
عند استخدام شممتُ.. فإنك تركز على حاسة الشم أكثر من اللازم.. فكأنك تتخيل شخصاً يمد أنفه للشم.. أما أشمُّ، فإنها تدل على العفوية أكثر.. طبعا هذا بنظرة عامة إلى البيت
أنظر إلى المثال التالي:
إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
قال معاوية لابنه يزيد: يا بني إني قد خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إذا مضى لحاجته وتوضأ، أصب الماء على يديه. فنظر إلى قميص قد انحرف من عاتقي، فقال لي:" يا معاوية. ألا أكسوك قميصا؟ قلت: بلى. فكساني قميصاً لم ألبسه إلا لبسة واحدة: وهو عندي "

إذا لا حاجة لاستخدام شممتُ!!!
وقلتَ:
رحلتْ عواصفُنا، وبانتْ شمسُنـا ... وتعطـرتْ بضيائِهـا الأثــوابُ
لكنه يفاجأ بلفظ ( سرابُ ) ولا يستقيم المعنى حيث أن السراب لا يُرى في عتمة الليل .

وكآبـة الليـلِِ الطويـلِ كأنهـا ... صحراءُ فيها وَحشـة وسَـرابُ
رد أخي عبدالوهاب شافٍ.. لكنني أضيف أن تحليلك للصورة بهذه الطريقة جعلها حسية بعيدة عن الشعر.. يعني كأنك تقول.. لو أننا ذهبنا إلى الصحراء والتقطنا بعض الصور ليلا.. فلن نجد في الصورة أي شكل للسراب.. لكنك تنسى أن الشاعر يحتفظ بمدلولات للأشياء في ذاته.. ويستخدمها دون القصد الحسي.. إنما الدلالي.. فأنا أريد أن آخذ القاريء معي إلى الصحراء دون أن يتحرك من مكانه لذلك أستخدم هذه الدلالات (الوحشة والسراب)..
ببساطة أكثر.. أنا أشبه "كآبة الليل"- "بالصحراء" (دون تحديد الوقت) فلا مانع من استخدام السراب لوصف الصحراء..

وقلتَ

العطر لا نستشفه إلا بواسطة حاسة الشم ، وهنا تجني على الصورة الحسية حيث لا تتعطر الثياب بالضياء ولكنها تتزين - إن شئت - حتى يصبح بالامكان اصطياد الصورة بالعين كونها المخولة لإدراك هذه الحاسة عوضاً عن الأنف . وهذا يذكرنا بنقاش طويل بين جهابذة الادب على خلفية : هل تحممتَ بعطرٍ وتنشفت بنور .

أنت -أخي الحبيب- الذي جنيتَ على الصورة عندما استخدمتَ تتزين.. لأن الأثواب لا تتزينُ إنما يُتَزَيَّنُ بها.. فأنت تتزين بالثوب وليس من الجميل القول إن الضوءَ قد زينَ الثوبَ... لكن الثوب يتعطر.. وأن تقول تعطرت الأثواب بالضياء أجمل بكثير من تزينت الأثواب بالضياء.. وإذا كان هنالك نقاش على خلفية "تحممت بعطر وتنشفت بنور" فأنا مع الطرف الذي يؤيدها وأرى الصورة في غاية الروعة والجمال....
وقلتَ:

ويـداكِ زنبقتـان فـي بستاننـا والثغرُ تسكـنُ فوقـه الأعنـابُ

لكن العجز ينقل صورةَ لا يمكن تمريرها ببساطة كون الفكرة جيده لكن رسمها تعذر ، وربما لفظ ( تسكن ) أضعف المعنى فلا يمكن للأعناب أن تسكن حتى ولو اعتبرناها كناية وأقترح على شاعرنا النظر في عجز البيت ليأتينا بصورة أكثر قبولاً وأدعى لجمال المعنى .
أخي وصديقي العزيز:
برجائي أن تعود إلى تعليقي الذي يتضمن الحديث عن "قتل المآذن".. فلقد قلتُ لك وقتها إنها تُقتل وتغتصب وإن الأشجار تُذبح والعناب يسكن والنوارس تحاور البحر والغيمات تستعمر السماء والأعشاب تصافح الأمواه إلخ... كل هذا يحدث في الشعر بل هو مرغوب..


أشكرك أخي من كل قلبي.. لقد جعلتني أقرأ وأبحث أكثر من الأيام العادية مع أنني مشغول كثيراً والله..
سأقوم بإضافة قصيدة جديدة.. أرجو منك أن تقرأها وألا تبخل علي بما يحثني على البحث والتقصي..

ناصر ثابت

د. سمير العمري
11-09-2004, 08:48 PM
قصيدة عبقت الحرف بشذى الإبداع وروعة المشاعر.

هي قصيدة حالمة سابحة في سحاب الألق.

أراني أوافق جل ما ذهب إليه أخي طائر الأشجان في نقده وأخص منها ما أجده قد تعارض مع معنى تخصيص العبادة والمحراب لله الواحد القهار فلا نشرك بحبه أحداً ناهيك عن عبادته. وقد يقول قائل وإنما أردنا المعنى فأقول وحتى هذا لا يشفع أن نوظف ألفاظاً كهذه في معنى كهذا. أذكر أن الشعر سرقني يوماً في بداية كتاباتي (يومها كنت لما أبلغ السادسة عشر) ببيت حمل تقريباً ذات المعنى وذات الدلالات وأزعجني أن رفضت لجنة المصنفات إجازة هذا البيت وحذفته من القصيدة. اليوم أنا أمتن لهم كثيراً.

لفظة سراب استوقفتني وأرجح فيها رأي أخي طائر على رأي أخي ابن بيسان فهي قد استوقفت سياق الصورة.

لفظة "حتى" أراها كذلك على غير مستوى البيت والقصيدة و"أيضاً" أكثر منها ركاكة ولعل لو قال الشاعر "ولهاً" مثلاً لكان أوقع.

لا أوافق أخي طائر في اعتراضه على صورة تمثيلية تشبيهية في التعطر بالضياء فهي بديع وبلاغة موفقة أغبط الشاعر عليها.

أخيراً وفي هذا العجالة أود أن أعبر عن رأيي بضعف خاتمة القصيدة وودت لو أن شاعرنا اختار لها خاتمة أكثر قوة وأكبر تأثيرا.


تحياتي لكم جميعاً
:os:

ناصر ثابت
15-09-2004, 08:34 PM
أخي العزيز الاستاذ الشاعر سمير العمري

لي الشرف أنك قرأت قصيدتي..إن أعجبتك فلي الفخر وإن لم تعجبك فأكون قد كسبت شرف زيارتك لها..

إسمح لي ألا أوافقك الرأي بخصوص لفظتي "سراب" و"حتى".. وقد قمت بتوضيح رأيي في ردي على الأخ العزيز طائر الأشجان.. وذلك بما عرفته عنك من سمو أخلاق وكرم.. بعد شكرك على هذا النقد والتوجيه اللذين أعتز بهما... ولا أجامل ولا أحابي..

كما أنني أعدك أن أعتني بقصائدي في المستقبل لتجنب الوقوع في النقاط الأخرى التي أشرت لها... راجيا منك ألا تبخل علي برأيك السديد دائماً وأبداً..

كل التحية والتقدير والاعتزاز بك وبالواحة وأهلها
ناصر