تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : (( إنّ إمامَكم قد كفر ))



ربيع بن المدني السملالي
16-08-2011, 05:13 PM
(( إنّ إمامَكم قد كفر ))

بقلم / ربيع بن المدني السملالي

في صباح يوم الجمعة مشرق الأديم عنبري النّسيم ..
استيقظَ الشّيخُ الخطيبُ من نومه الهادئ الجميل ،
تاركًا وراءه أحلامَه الوردية وفراشَه الوثير ...
تناول فطورَه الشّهي الزاخر بما لذّ وطاب ..
أمر زوجه أن تهيء طعامًا فخماً لزوجاته الثلاث اللاتي سيجتمعن اليوم تحت سقف واحد ..
انطلقَ صوبَ مكتبته العامرة لتحضير خطبته لهذا اليوم ...
حضّر خطبةً رنانةً تصبّ في فضل الفقر والفقراء ، وعن القناعة والتّقشف والزهد والصّبر على ذلك ..
خرج من منزله الرّاقي بزهو وافتخار ،
لحية مُهملة بيضاء تسرّ الناظرين
ووجه يفيض حيويةً ونشاطاً بَيّنُ الاشراق ،
وقميص أبيض ناصع
وعمامة سوداء ( كسواد قلبه ) انسدلت على كَتفيه
يخيّل للناظر إليه أنّه ابنُ تيمية أو الخطيب البغدادي ..
امتطى سيارته الفاخرة ( آخر ما ظهر في سوق السيارات)..
اتجه إلى مسجده المعروف والمشهور في المدينة الكبيرة ...
صعد المنبر ألقى التحية على جمهور المصلين بخشوع
قد بدت عليه سماتُ الجدّ والتقوى وعلامات الإيمان والعمل الصالح
وكاد يجهش بالبكاء من فرط الخوف من الله !!
( فهو بالليل ذئب لا حريمَ له وبالنّهار على سمت ابن سيرين )
رُفع الأذانُ بصوت نديّ معلنا عن خطبة الجمعة وصلاتها ..
بدأ صاحبنا خطبَتَه الأولى بمدح الفقر والبؤس والشقاء ..
وأنّ الفقراء سيسبقون الأغنياء في الدخول إلى الجنة بخمسمائة عام !!
وأنّ القناعةَ كنز لا يفنى ولا يَبيد...
وفي خطبته الثانية حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ..ثمّ ثنّى بمدح آل البيت ..
ثمّ دافع باستماتة عن ( ولي خمره ) ( بشّار الأسد) ..
وعيّر وشتم وسبّ ولعن الشّعب المتحمّس الخارج عن طاعة ولي الأمر ، وقال : إنّ هذه الدّماء التي سُفكت هي من جنس أعمالهم ومخالفتهم لربهم ونبيهم الذي أمر بطاعة ولاة الأمور ! ..
وقال : يجب علينا أن نطيعَ ولاةَ أمورنا ،
ولو أخذوا مالنا ،
وسَفَكُوا دمنا ،
وسفّهوا أحلامنا ،
وانتهكوا أعراض أمهاتنا وبناتنا وأخواتنا ،
وعطّلوا شريعتنا ،
وحكّموا فينا القوانين الافرنجية ،
وهدموا مساجدنا ،
واستهزؤوا بنبينا ،
ووالوا اليهود والنّصارى ..
ألم تسمعوا إلى قول نبيكم صلى الله عليه وسلم : ( من أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني ) ..
ولا تلتفتوا للثوار المتحمّسين فإنّ أغلبهم لا يحفظ حتى السور القصيرة من القرآن فهم ( خوارج ) مرقوا من الدّين كما يمرقُ السّهم من الرّمية ...
فهم ( كلاب أهل الناّر) .
وهم أتباع ( ذو الخويصرة التميمي ) الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلّم : (اعْدِلْ يَا مُحَمَّدُ فَإِنَّكَ لَمْ تَعْدِلْ ) ..
ثم أنهى خطبته بهذا الدّعاء :
(( اللهم انصر من قلّدته أمرَ عبادك وبسطت يده في أرضك وبلادك عبدَك الرئيسَ المبجّلَ ( بشّار الأسد ) اللهم كن له وليا ونصيرا ، اللهم انصره ولا تنصر عليه ، اللهم أقرّ أعيننا ( وأعين بني إسرائيل ) بهلاك أعدائه من الثوار الخوارج وغيرهم ممن يكيدون له ولهذه البلاد المسلمة ، اللهم لا ترفع للثوار راية ولا تحقق لهم غاية وعجّل لهم بالنهاية ... فإنّهم لا يعجزونك . !!! ))
وبعد انتهاء الصلاة قام شاب شجاع في الثلاثين من عمره وصاح بحماس :
(( أيّها النّاس أعيدوا صلاتَكم فإنّ إمامَكم قد كفر ))
....
وكتب ربيع بن المدني في 16رمضان 1432 هـ

زهراء المقدسية
16-08-2011, 05:48 PM
لحين بدأ في خطبته الثانية وأنا في سري أتساءل
ما باله كاتبنا ربيع بن المدني يتحامل على الإمام
وإذا به من علماء السلاطين قبحهم الله

هؤلاء مصيبتنا الكبرى بعد الحكام
إذا فثوروا عليهم يرحمنا ويرحمكم الله

دمت وقلمك الرائع

خليل حلاوجي
16-08-2011, 08:41 PM
اليوم لا نحتاج لرؤية جديدة
بل
نحتاج لرجال شجعان يظهرون الرؤية الشرعية الحقة
بحيث يكون رجل الدين حاكما لرجل السلطة


هبت رياح التغيير

فسلاما للشهداء

ربيع بن المدني السملالي
16-08-2011, 10:22 PM
لحين بدأ في خطبته الثانية وأنا في سري أتساءل
ما باله كاتبنا ربيع بن المدني يتحامل على الإمام
وإذا به من علماء السلاطين قبحهم الله

هؤلاء مصيبتنا الكبرى بعد الحكام
إذا فثوروا عليهم يرحمنا ويرحمكم الله

دمت وقلمك الرائع

بارك الله فيك أختي الكريمة زهراء ،
صدقت والله ( هؤلاء مصيبتنا الكبرى بعد الحكام )
تحيتي لك وتقديري

فايدة حسن
17-08-2011, 12:35 AM
وبعد انتهاء الصلاة قام شاب شجاع في الثلاثين من عمره وصاح بحماس :
(( أيّها النّاس أعيدوا صلاتَكم فإنّ إمامَكم قد كفر ))
قولة حق قالها الشاب الشجاع
سحقا لكل من يستخدم الدين لخدمة العاصيين من الحكام

نداء غريب صبري
17-08-2011, 12:40 AM
أولئك الذي اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة
عليهم لعنه الله والملائكة والناس أجمعين

قصتك رائعة أخي

بوركت

ربيع بن المدني السملالي
17-08-2011, 01:37 AM
اليوم لا نحتاج لرؤية جديدة
بل
نحتاج لرجال شجعان يظهرون الرؤية الشرعية الحقة
بحيث يكون رجل الدين حاكما لرجل السلطة


هبت رياح التغيير

فسلاما للشهداء
صدقت أخي بارك الله فيك /
تحيتي واحترامي

ربيحة الرفاعي
17-08-2011, 06:19 AM
أولئك علماء السلاطين، وهم جنس من العلماء موجود فعلا، وإن حاولنا لبشاعة صورتهم إنكار وجودهم، وهم كثر وإن تمنينا لو كانوا قلّة، وهم مدانون ويحملون وزر هذا الواقع ، وسيحملون في أعناقهم وزر الملايين ممن ساءهم ما يفعلون حتى ساءت في أعينهم صورة العلماء وأحدثت بينهم وبين دينهم الحنيف جفوة يعلمها الله ويطلع على بعضها من يحدثهم
وما يكون هكذا أهل العلم أبدا ولا يصح ان يكونوا، فقد جاءنا في الأثر عن العلماء ما يرقق القلوب ويقوي الايمان
ومنه مثالا لا حصرا
• عاش ابو حنيفة فى العصرين الأموى و العباسى ، وكان فيهما إماما عالى الشأن والصيت ، ولذا أراد الوالى الأموى على العراق وهو ابن هبيرة أن يولى أبا حنيفة القضاء على الكوفة ، فرفض أبو حنيفة ، وصمم على موقفه ، فضربه ابن هبيرة مائة سوط وعشرة أسواط كل يوم عشرةفلما رآه لا يفعل تركه‏.‏ لم يكتف ابو حنيفة برفض العمل مع الدولة الأموية بل شارك فى الثورة ضدها ، ولكى ينجو منهم فقد هرب الى مكة وغيرها حيث عاش متنكرا ، ثم قامت الدولة العباسية لتحقق أمل العدل الذى كان يحلم به الفقهاء والمثقفون أمثال أبى حنيفة ، وأحاط العباسيون أبا حنيفة بالتكريم ، ولكن ما لبث أن أدرك أبو حنيفة أن الحكام الجدد على سنة الأمويين يسيرون ، فكانت محنة أبى حنيفة الثانية وهو فى شيخوخته والتى انتهت بموته مسموما فى السبعين من عمره . وكان من أسباب محنته أنه رفض تولى القضاء . يقول ابن الجوزى فى تاريخه ( ثم إن المنصور أراده على القضاء فأبى ، فحلف ( الخليفة ) ليفعلن فحلفأبو حنيفة أن لا يفعل ‏.‏ ) ( المنتظم 8 / ـ 144 وفيات 150 )
• يقول وكيع :" قدمناعلى هارون فأقعدنا بين السريرين فكان أول مَنْ دعا به أنا فقال‏:‏ أهل بلدك طلبوامني قاضيًا وسمّوك لي فيمن سمّوا وقد رأيت أن أشركك في أمانتي وصالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة فخذ عهدك أيها الرجل وامض ‏.‏فقلت‏:‏ يا أمير المؤمنين أنا شيخ كبير وإحدى عيني ذاهبة والأخرى ضعيفة ‏.‏فقال هارون‏:‏ اللهم غفرًا خذ عهدك أيها الرجل وامض ‏.‏فقلت‏:‏ يا أمير المؤمنين واللّه إن كنت صادقًا إنه لينبغي أن تقبل مني ولئن كنت كاذبًا فما ينبغي أن تولي القضاء كذابًا . فقال‏:‏ اخرج ‏.‏فخرجت."
• وتستمر القصة على لسان وكيع بخبر الرجل الثاني ممن كانوا صحبة في ذلك الأمر وهو ابن أدريس فيقول : "ودخل ابن إدريس، وكان هارون قد وسم له من ابن إدريس وسم - يعنيخشونة جانبه - فدخل فسمعنا صوت ركبتيه على الأرض حين برك وما سمعناه يسلم إلاسلامًا خفيًا فقال له هارون‏:‏ أتدري لِمَ دعوتك ‏.‏فقال له‏:‏ لا ‏.‏قال‏:‏ إن أهل بلدك طلبوا مني قاضيًا وإنهم سمّوك لي فيمن سمّوا وقد رأيت أن أشركك في أمانتي وأدخلك في صالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة فخذ عهدك وامض ‏.‏فقال له ابن إدريس‏:‏ لست أصلح للقضاء، فنكت هارون بإصبعه وقال له‏:‏ وددت أني لم أكن رأيتك قال له ابنإدريس‏:‏ وأنا وددت أني لم أكن رأيتك
• أما ثالثهم وهو حفص بن غياث فقبل عهده وخرج ‏.‏ فلما صاروا إلى الياسرية حضرت الصلاة فنزلوا للوضوء ، وهناك قال ابن إدريس لحفص " يا حفص قد علمت حين دخلت إلى سوق أسد فخضبت لحيتك ودخلت الحمام أنك ستلي القضاء لا واللهّ لا كلمتك حتى تموت ... ويقول وكيع في هذا " فما كلمه حتى مات "
بل ويرفضون عطايا السلطان ومنحه مخافة الغواية ، وفي هذا قال وكيع في معرض حديثه عن تلك القصة "فأتانا خادم معه ثلاثة أكياس في كل كيس خمسة آلاف ‏.‏فقال‏:‏ إن أمير المؤمنين يقرئكم السلام ويقول لكم قد لزمتكم في شخوصكم مؤونة، فاستعينوا بهذه في سفركم ‏.‏قال وكيع‏:‏ فقلت له‏:‏ أقرىء المؤمنين السلام وقل له قد وقعت مني بحيث يحب أمير المؤمنين، وأنا عنها مستغن، وفي رعيّة أمير المؤمنين من هو أحوج إليها مني فإن رأى أمير المؤمنين بصرفها إلى من أحب ‏. ‏وأما ابن إدريس فصاح به‏:‏ مر من هنا ‏. ‏وقبلها حفص وخرجت الرقعة إلى ابن إدريس من بيننا‏:‏ عافانا الله وإياك سألناك أن تدخل في أعمالنا فلم تفعل ووصلناك من أموالنا فلم تقبل فإذا جاءك ابني المأمون فحدثه إن شاء اللهّ ‏. ‏فقال للرسول‏:‏ إذا جاءنا مع الجماعة حدثناه إن شاء الله ‏"


شكرا للنص الرائع والفكرة البليغة الطرح

دمت بألق

ربيع بن المدني السملالي
17-08-2011, 06:54 AM
وبعد انتهاء الصلاة قام شاب شجاع في الثلاثين من عمره وصاح بحماس :
(( أيّها النّاس أعيدوا صلاتَكم فإنّ إمامَكم قد كفر ))
قولة حق قالها الشاب الشجاع
سحقا لكل من يستخدم الدين لخدمة العاصيين من الحكام

نعم أختي الفاضلة راوية / سحقا ثم سحقا ثمّ سُحقا ...
بارك الله فيك

ربيع بن المدني السملالي
17-08-2011, 08:48 PM
أولئك الذي اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة
عليهم لعنه الله والملائكة والناس أجمعين

قصتك رائعة أخي

بوركت

شكرا أستاذتي الفاضلة نداء يسعدني حضورك بارك الله فيك

ربيع بن المدني السملالي
18-08-2011, 02:35 AM
أولئك علماء السلاطين، وهم جنس من العلماء موجود فعلا، وإن حاولنا لبشاعة صورتهم إنكار وجودهم، وهم كثر وإن تمنينا لو كانوا قلّة، وهم مدانون ويحملون وزر هذا الواقع ، وسيحملون في أعناقهم وزر الملايين ممن ساءهم ما يفعلون حتى ساءت في أعينهم صورة العلماء وأحدثت بينهم وبين دينهم الحنيف جفوة يعلمها الله ويطلع على بعضها من يحدثهم
وما يكون هكذا أهل العلم أبدا ولا يصح ان يكونوا، فقد جاءنا في الأثر عن العلماء ما يرقق القلوب ويقوي الايمان
ومنه مثالا لا حصرا
• عاش ابو حنيفة فى العصرين الأموى و العباسى ، وكان فيهما إماما عالى الشأن والصيت ، ولذا أراد الوالى الأموى على العراق وهو ابن هبيرة أن يولى أبا حنيفة القضاء على الكوفة ، فرفض أبو حنيفة ، وصمم على موقفه ، فضربه ابن هبيرة مائة سوط وعشرة أسواط كل يوم عشرةفلما رآه لا يفعل تركه‏.‏ لم يكتف ابو حنيفة برفض العمل مع الدولة الأموية بل شارك فى الثورة ضدها ، ولكى ينجو منهم فقد هرب الى مكة وغيرها حيث عاش متنكرا ، ثم قامت الدولة العباسية لتحقق أمل العدل الذى كان يحلم به الفقهاء والمثقفون أمثال أبى حنيفة ، وأحاط العباسيون أبا حنيفة بالتكريم ، ولكن ما لبث أن أدرك أبو حنيفة أن الحكام الجدد على سنة الأمويين يسيرون ، فكانت محنة أبى حنيفة الثانية وهو فى شيخوخته والتى انتهت بموته مسموما فى السبعين من عمره . وكان من أسباب محنته أنه رفض تولى القضاء . يقول ابن الجوزى فى تاريخه ( ثم إن المنصور أراده على القضاء فأبى ، فحلف ( الخليفة ) ليفعلن فحلفأبو حنيفة أن لا يفعل ‏.‏ ) ( المنتظم 8 / ـ 144 وفيات 150 )
• يقول وكيع :" قدمناعلى هارون فأقعدنا بين السريرين فكان أول مَنْ دعا به أنا فقال‏:‏ أهل بلدك طلبوامني قاضيًا وسمّوك لي فيمن سمّوا وقد رأيت أن أشركك في أمانتي وصالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة فخذ عهدك أيها الرجل وامض ‏.‏فقلت‏:‏ يا أمير المؤمنين أنا شيخ كبير وإحدى عيني ذاهبة والأخرى ضعيفة ‏.‏فقال هارون‏:‏ اللهم غفرًا خذ عهدك أيها الرجل وامض ‏.‏فقلت‏:‏ يا أمير المؤمنين واللّه إن كنت صادقًا إنه لينبغي أن تقبل مني ولئن كنت كاذبًا فما ينبغي أن تولي القضاء كذابًا . فقال‏:‏ اخرج ‏.‏فخرجت."
• وتستمر القصة على لسان وكيع بخبر الرجل الثاني ممن كانوا صحبة في ذلك الأمر وهو ابن أدريس فيقول : "ودخل ابن إدريس، وكان هارون قد وسم له من ابن إدريس وسم - يعنيخشونة جانبه - فدخل فسمعنا صوت ركبتيه على الأرض حين برك وما سمعناه يسلم إلاسلامًا خفيًا فقال له هارون‏:‏ أتدري لِمَ دعوتك ‏.‏فقال له‏:‏ لا ‏.‏قال‏:‏ إن أهل بلدك طلبوا مني قاضيًا وإنهم سمّوك لي فيمن سمّوا وقد رأيت أن أشركك في أمانتي وأدخلك في صالح ما أدخل فيه من أمر هذه الأمة فخذ عهدك وامض ‏.‏فقال له ابن إدريس‏:‏ لست أصلح للقضاء، فنكت هارون بإصبعه وقال له‏:‏ وددت أني لم أكن رأيتك قال له ابنإدريس‏:‏ وأنا وددت أني لم أكن رأيتك
• أما ثالثهم وهو حفص بن غياث فقبل عهده وخرج ‏.‏ فلما صاروا إلى الياسرية حضرت الصلاة فنزلوا للوضوء ، وهناك قال ابن إدريس لحفص " يا حفص قد علمت حين دخلت إلى سوق أسد فخضبت لحيتك ودخلت الحمام أنك ستلي القضاء لا واللهّ لا كلمتك حتى تموت ... ويقول وكيع في هذا " فما كلمه حتى مات "
بل ويرفضون عطايا السلطان ومنحه مخافة الغواية ، وفي هذا قال وكيع في معرض حديثه عن تلك القصة "فأتانا خادم معه ثلاثة أكياس في كل كيس خمسة آلاف ‏.‏فقال‏:‏ إن أمير المؤمنين يقرئكم السلام ويقول لكم قد لزمتكم في شخوصكم مؤونة، فاستعينوا بهذه في سفركم ‏.‏قال وكيع‏:‏ فقلت له‏:‏ أقرىء المؤمنين السلام وقل له قد وقعت مني بحيث يحب أمير المؤمنين، وأنا عنها مستغن، وفي رعيّة أمير المؤمنين من هو أحوج إليها مني فإن رأى أمير المؤمنين بصرفها إلى من أحب ‏. ‏وأما ابن إدريس فصاح به‏:‏ مر من هنا ‏. ‏وقبلها حفص وخرجت الرقعة إلى ابن إدريس من بيننا‏:‏ عافانا الله وإياك سألناك أن تدخل في أعمالنا فلم تفعل ووصلناك من أموالنا فلم تقبل فإذا جاءك ابني المأمون فحدثه إن شاء اللهّ ‏. ‏فقال للرسول‏:‏ إذا جاءنا مع الجماعة حدثناه إن شاء الله ‏"


شكرا للنص الرائع والفكرة البليغة الطرح

دمت بألق
دائماً حضورك قوي أستاذتي الفاضلة ، إضافة قيّمة بارك الله في علمك وزادك من فضله
أخلص التحايا لك

صفاء الزرقان
18-08-2011, 03:26 AM
مشهدٌ يحاكي الواقع المرير الذي تمر بلادنا به
من ادعياء الدين المُتملقين لحاكمٍ يرجون عطاياه
مُتناسين او ذاهلين عن ربهم فأساؤوا للدين وهو برئٌ منهم .
تصوير جميل للمظاهر المادية في حياة الشيخ التي تدلل على قربه من السلطان
و توظيف جميل للالوان عندما اشرت الى لون عمامته و دلالة لونها الذي يشابه ظلمة قلبه
فلو كان متديناً حقاً لكان قلبه ابيضاً مُشرقاً بحب الواحد القهار ولكن ضلالته جعلت قلبه اسود .
الخاتمة ازالت شيئاً من اثر الصورة القاتمة لذلك الشيخ
"الخير في وفي امتي الى يوم القيامة"
"من قال هلك الناس فهو اهلكهم "
هناك دائماً من يتمسك بالحق و يعيد للروح انتعاشها
هؤلاء هم شباب الامة من يقولون كلمة الحق ولو كان الثمن ارواحهم .

ابدعت استاذ ربيع في رسم الصورة
تحيتي وتقديري

ربيع بن المدني السملالي
18-08-2011, 05:14 PM
مشهدٌ يحاكي الواقع المرير الذي تمر بلادنا به
من ادعياء الدين المُتملقين لحاكمٍ يرجون عطاياه
مُتناسين او ذاهلين عن ربهم فأساؤوا للدين وهو برئٌ منهم .
تصوير جميل للمظاهر المادية في حياة الشيخ التي تدلل على قربه من السلطان
و توظيف جميل للالوان عندما اشرت الى لون عمامته و دلالة لونها الذي يشابه ظلمة قلبه
فلو كان متديناً حقاً لكان قلبه ابيضاً مُشرقاً بحب الواحد القهار ولكن ضلالته جعلت قلبه اسود .
الخاتمة ازالت شيئاً من اثر الصورة القاتمة لذلك الشيخ
"الخير في وفي امتي الى يوم القيامة"
"من قال هلك الناس فهو اهلكهم "
هناك دائماً من يتمسك بالحق و يعيد للروح انتعاشها
هؤلاء هم شباب الامة من يقولون كلمة الحق ولو كان الثمن ارواحهم .

ابدعت استاذ ربيع في رسم الصورة
تحيتي وتقديري

الأستاذة الكريمة صفاء
تعجبني قراءتك للنّصوص ،
فبارك الله في علمك وأدبك أيتها الفاضلة ، تشرفت وسررت ..
أغلى التحايا

د. سمير العمري
19-08-2011, 08:29 PM
أما من ناحية القصد فقد أجدت في طرحه بأسلوب لبيب يدل على عمق ثقافة لديك والتزام بما عندك وشخصية قرأت فيها الكثير الكثير من دلائل الخير والهدى.

وأما من ناحية النص فقد جاء جيدا نوعا ولكنه كان بحاجة لإتقان في العرض سواء من حيث الشكل أو من حيث اللغة.

وأما من ناحية القص فقد تمنيت لو لم تفسد رونقه بالحديث عن الأسماء أو بالطرح المباشر دون لمسة أدبية إبداعية تزيد في الأثر.

أتمنى أن يتسع صدرك لما أشرت إليه من رأي ناصح.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي

ربيع بن المدني السملالي
19-08-2011, 08:43 PM
أما من ناحية القصد فقد أجدت في طرحه بأسلوب لبيب يدل على عمق ثقافة لديك والتزام بما عندك وشخصية قرأت فيها الكثير الكثير من دلائل الخير والهدى.

وأما من ناحية النص فقد جاء جيدا نوعا ولكنه كان بحاجة لإتقان في العرض سواء من حيث الشكل أو من حيث اللغة.

وأما من ناحية القص فقد تمنيت لو لم تفسد رونقه بالحديث عن الأسماء أو بالطرح المباشر دون لمسة أدبية إبداعية تزيد في الأثر.

أتمنى أن يتسع صدرك لما أشرت إليه من رأي ناصح.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي

الأخ الكريم ( د . سمير العمري ) أسعدتني نصائحك أسعدك الله ، ولا أخفيك أنني لا أحب شيئا في هذا المجال كما أحب مثل هذا النّصح ، لأن به يمكننا أن نصقل مواهبنا ونتجنّب الهنات والهفوات التي قد تفسد كتاباتنا ، وسأتجنب مُستقبلا إن شاء الله ما أشرتَ إليه ( ما استطعت إلى ذلك سبيلا ) جزاك الله خيرا ، وأرجو ألا تبخل علي بمثل هذه النصائح الغالية أيها الموفق الطيب ...
أخوك ربيع

آمال المصري
17-02-2012, 06:54 PM
راق لي النص بما يحمل من فكرة ..
تمسح الدعاء في بلاط السلاطين
يأمرون الناس بما يتفق ومصالح الفاسدين من الرعاه
وكانت الردود وافية للمتابعة بحيث لم تدع للقلم فرصة سوى الإطراء والتصفيق
دمت أديبنا الجليل ببهاء وألق
تحاياي

ربيع بن المدني السملالي
17-02-2012, 11:59 PM
راق لي النص بما يحمل من فكرة ..
تمسح الدعاء في بلاط السلاطين
يأمرون الناس بما يتفق ومصالح الفاسدين من الرعاه
وكانت الردود وافية للمتابعة بحيث لم تدع للقلم فرصة سوى الإطراء والتصفيق
دمت أديبنا الجليل ببهاء وألق
تحاياي

بارك الله فيك أيتها الكريمة ، سررت بحضورك ، وإحيائك لهذه القصة ..
دمت بامتياز
تحيتي

وليد عارف الرشيد
18-02-2012, 06:19 AM
أتعلم يا أستاذي المكرم الربيع : كنت أذرف دمعًا حارقًا أثناء قراءة هذه القصة الجميلة المعبرة ... لأنني يومًا ما كنت جارًا لهذا الذي عنيته وكنت صغيرًا أرتاد مسجده المسمى باسم والده وهو من لقبني صغيرًا وبقي لقبه ملازمًا لي حتى وهبني الله ولدًا فما خالفت له لقبًا ولا أسقطت له تبجيلًا وقدرا ... كان إلى فترةٍ قريبةٍ يستحق مني العذر على كثيرٍ مما بدر منه ... وكنت أتذكر قول أحد مشايخنا الأفاضل أطال الله عمره ونفع به : يُجري الله الخطأ على أقوال وأفعال العظماء لكي لا يُعتقد بهم العصمة ... إلا أن ما جرى في بلادي عراه تمامًا رغم ذهولي وعدم قدرتي على تصديق ما أسمع وما أرى
لك مودتي وشكري وتقديري كما تعرفهما أيها القدير ...

ربيع بن المدني السملالي
18-02-2012, 12:40 PM
أتعلم يا أستاذي المكرم الربيع : كنت أذرف دمعًا حارقًا أثناء قراءة هذه القصة الجميلة المعبرة ... لأنني يومًا ما كنت جارًا لهذا الذي عنيته وكنت صغيرًا أرتاد مسجده المسمى باسم والده وهو من لقبني صغيرًا وبقي لقبه ملازمًا لي حتى وهبني الله ولدًا فما خالفت له لقبًا ولا أسقطت له تبجيلًا وقدرا ... كان إلى فترةٍ قريبةٍ يستحق مني العذر على كثيرٍ مما بدر منه ... وكنت أتذكر قول أحد مشايخنا الأفاضل أطال الله عمره ونفع به : يُجري الله الخطأ على أقوال وأفعال العظماء لكي لا يُعتقد بهم العصمة ... إلا أن ما جرى في بلادي عراه تمامًا رغم ذهولي وعدم قدرتي على تصديق ما أسمع وما أرى
لك مودتي وشكري وتقديري كما تعرفهما أيها القدير ...
الله المستعان أخي وليد
فهذا اللون من المشايخ والضّرب من الدعاة ، قد وصفهم الله عزّ وجلّ في كتابه العزيز بقوله :
(( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) )) [الأعراف / 175-177] .

لطيفة أسير
18-03-2012, 09:10 PM
أمثال هؤلاء المتفيهقين والمتشدقين من قال عنهم رسولنا الحبيب بأنهم شر الفقهاء الذين يبتلى بهم الناس آخر الزمان
يزينون المنكر ، ويمدحون ذوي النعم عليهم مهما استطالوا واغتصبوا ويتموا
نسأل الله تعالى أن ينجي الأمة منهم ومن شرهم وشر فقههم
دوما نصوصك أخي ربيع زاخرة بالمفردات العربية التي تشد القارئ إلى آخر كلمة
أكرمكم الله وبارك فيكم أديب الواحة الربيعي
تحيتي وتقديري