مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعرة أميرة عمارة
أميرة عمارة
12-07-2007, 05:51 PM
سكون الليل أفكارٌ..
وأشعارٌ،
وذات البين أضناني
وأشقاني،
سكون الليل
فناداني،
شعاع النور في عجلٍ،
أن اقتربي..
نظرت إليه في خوفٍ
أتعنيني؟
فغاب الضوء وانطفأ
شعاع النور.
فعاد الشعر يأتيني،
وفكري حار في حيني،
فغابت عنه أفكارٌ،
وأفكارٌ و أفكارٌ..
ولم تبق سوي ذكري،
تعاودني فتبكيني
فأكتبها،
وأنظمها،
علي ورقٍ أمزقه،
فتأتيني
شعاع النور ناشدته،
أن اسمعها،
لتصرفها،
وناشدته..
فلم يظهر ليأتيني..
فلم أكتب سوي همسه،
أن اصطبري،
ولا تبكي،
ولا تبغي شعاع النور..
بل انتظري،
ضياء الفجر في شوقٍ،
وفي أملٍ،
سيكفيك....
أميرة عمارة
12-07-2007, 05:56 PM
طرقت الباب...
وخلف الباب جلادٌ
وأنشودة،
تغنيها
بلابله وعصفورة
عن الأتراب.
وعن طيفٍ،
وعن حلمٍ كأسطورة،
وعن أحباب.
لقد قالوا –وكم قالوا –عن الجلاد،
وعن ظلمٍ،
وعن قهرٍ،
وعن كبرٍ،وعن إعجاب.
ولكني طرقت الباب،
لأسمع صوت بلبله،
وأرسم هذة الصورة،
ولم أعبأ بأي عتاب.
فتحت الباب...
فإذ بالطير محبوسٌ،
وإذ بالماء مسكوبٌ،
ولون يداه مصبوغٌ
بلون دماء.
وذاك عقاب؛
لأن البلبل الجاني ،
شدا بنشيد إنسان
يريد إباء.
وإذ بغراب ..
يطير بسرعة البرق،
وينقر جبهة الجلاد.
ولم أذكر سوي قولي :
"سيصلب ذلك الجلاد"
ولا أدري سوي أني
أفقت الآن من نومي،
بدون الباب...
أميرة عمارة
05-08-2008, 07:16 PM
"حلم عابر"
ردًا علي " قصيدة انتظار" للشاعر "علي محمود طه"
طــــالَ المسيــرُ إليـــك ليــلاً حيـنمــا=أحسستُ شــــوقًا في خيـــالٍ ثــــائرِ
ومشيــتُ ألتمسُ الضيـــــاءَ ، ولم تزل=عينــــاي صوبـــكَ في الظـــلام الغـابرِ
لـــم تنظــرا نحو الطريـــق ، وإنمـــا=نظرتْ إلــى الأفق الفسيـــح نــواظري
فـــرأتكَ عند النجــم ترشــدُ قائــلاً :=هـــذا الطريقُ ، وليس هجس الخـاطرِ
ومضيــتُ نحــو النجـــم لكن شــدَّني=نحـــو الثــرى ألـــمٌ يدكُّ خــواطـري
وتعثـــّرت قدمــاي ؛ ليــلٌ مــوحشٌ=ودويُّ أصــــــواتٍ لبــئـــرٍ غـــائــرِ
فمشيت رغم الجرحِ ينسيني الجــوى=ألمـــي فــــداكَ ، وكــم تزود ضمائري
ووقـفــتُ أنتزع السعــــادةَ بــسمــةً=مــــن بـيــن آلامٍ وجـــــرحٍ قـــاهـــرِ
فرأيتُ وجهـــكَ ، كــم تغير حـالُـه=بَعــــدي ، وكـم ضاقت حيـاةُ الشاعرِ!
فنسيـــتُ قـــولاً كــم ألفتَ ســرورَه=وسكـتَّ عنـه ، كمن تخــافُ سرائـري
كيــف الحيـــاةُ بـــدون ظــلٍ وارفٍ=كيف الحنينُ ، وكيف بُعـدُ مُسـافـرِ؟!
" وأظلـّنا الصمـتُ الرهيبُ ونحـن في=شكٍ مـــن الدنيـــا وحُلــمٍ ســـاحـــرِ"
مــــا أعجبَ الدنيــا وزيف بهائهـا=حتــي اللقــــاء هنـــا بحُلمٍ عــابــرِ !
مــــا أعجبَ الدنيــا تُجَمِّعُ شملَنـــا=وتظـــلُّ تسخــرُ مــن حبيــبٍ زائــرِ!
حتى إذا حـــــان اللقــــاءُ ففــرقـةٌ=" وكأنــنــا في الــدهــر لـــم نتـــزاورِ"
لــم أنسَ يومًا ، إن هجـرتُ فإننـي=قـــــد غبــتُ عنـكــم في زمــان دائـرِ
فغــــدًا ستعلمُ كــم أتيتكَ حينــها=لــو جئتَ يومــًا في الديـار مجــاوري
أميرة عمارة
03-11-2008, 01:01 PM
زهرة
شعر: أميرة عمارة
تواعدنا ...
وكان الوعدُ في غدنا
بأن ننسي مآسينا
وكلَّ متاعبِ الدهرِ
ومن نكره.
ونطويها بأيدينا ،
ونزرع فوقها زهرة .
ونرويها بحبٍ يُلهب الفكرة .
وننسج من أمانينا ،
جدارًا سوف يحميها ،
ويحمينا
وتبقي فيه كالدُّرة .
ونجلس حولها نحكي ...
ولا نبكي ، ولن نبكي .
ونبقي دائمًا بالقرب لا نمضي ،
فسِرُّ حياتنا فيها
فقد يشكو ،
وقد ينمو بلا حفرة .
وكنا نحسبُ الساعات والأوقات كم يبقي
ليسري عطرها حرَّة .
***
ويسبحُ في مآقينا شذي الزهرة ...
فذكّرنا ،
بكل طُيوف ماضينا ،
مآسينا ،
وبالعَبرة .
ومالَ اللونُ للصُفرَة .
تناسينا ...
بأن التربة الخضراء أسفلها لظيً يغلي ..
فكيف لزهرةً بيضاءَ أن تحيا علي جَمرة ؟!
أميرة عمارة
07-11-2008, 03:12 PM
رابط الصورة
http://bp3.blogger.com/_T-X_2VNeipA/R1lW6mlmsBI/AAAAAAAAAjU/1u1fuGT5f8A/s1600-h/2ae4f0bc77.jpg
حرمان
شعر: أميرة عمارة
في وجه الريح ...
وقفت لم ترضَ الإحسان ,
لم ترض مهانًا وهوان ,
لم تخش رعودًا ,
لتلحِّن في البرد نشيدًا
لا للحرمان ...
تفترش الأرض ولا تعبأ :
إن كان شتاءًا أو صيفًا ,
إن كان ظلامًا أو صبحًا ،
إن كان رصيف المستشفي
أو في الميدان ...
إن أقبل شارٍ يعرفها ,
أو حتي اثنان .
لكن لو جاءت نوران ,
ماذا لو علمت نوران :
أنّ الأقلام ودفترها
أنشودةُ فقدٍ برصيف ،
قد ضلّ مكانًا وزمان ...
لو جاءت يومًا نوران ،
ستعيد إليها دميتها !
فالريحُ العاتي علّمها :
أنّ الألعاب ولقمتها
لا يجتمعان ...
أميرة عمارة
01-12-2008, 03:38 PM
لمّا ...
تزورُ ...
ربوعَ وادينا
رياحُ البينِ ,
تعصفُ فجأةً
بمنيً توارت
في الظلامِ ,
برغم أضواءٍ ,
وأضواءِ ,
مزيفةٍ
رُسمت
علي كل الوجوه..
سطعت بداخل أعينٍ
في كل عينٍ
مرتين .....
في هامشِ الأضواءِ قلبٌ يحترقْ,
ظمأٌ بهذا القلبِ ...
عمرٌ فاترٌ,
ودويُ الآمٍ لحزنٍ يستبقْ.
ولهيبُ ما في القلبِ سرٌ يختنقْ...
قد حدّثتْ عنه السرائرُ خفيةً,
من بين طيّاتِ الورقْ.
والآن دمعٌ ينطلقْ...
* * *
ماعاد يجدي أيُ معنيً للتجلُّدِ
للتجمُّلِ
في عيون الآخرينْ..
قد أفصحتْ
تلك المدامعُ عن أمورٍ لا تبينْ
قد علّمَتهُ قصيدةُ البينِ الفريدةِ ذاتَ يومٍ
أن الفراقَ يدّك بالقلبِ العنيدِ
فيستكينْ ...
والآن,
يهذي بالقصائدِ كلِّها,
مابينَ بينٍ والوصالِ وحسرةٍ
كل القصائدِ أجمعين...
* * *
في هامش الأضواء قلبٌ
لا تراهُ كما تراهْ...
قد كان دومًا هامشًا,
فرأي القصيدَ ملاذهُ
في كلِّ خَطبٍ,
بثه همًا بهمٍ فاحتواهْ ...
والآن يرسمُ ألف آهْ ...
* * *
قد كان يبدو
في القديمِ كأنه
عودٌ خشبْ...
إن يُسقَ ماء الودِ يومًا,
قد يلينُ,
فيرسمُ الأشواقَ
أغنيةً,
برغمِ الكبرياءِ
علي الجبينِ...
وكلّما
ابتعد الودادُ وجفَّ نبعٌ قد سقاهُ
يصيُر قوسًا من حطب...ْ
والآن,
قلبٌ من ورقْ...
خطّ الرحيلُ حروفَه,
في كل سطرٍ
مرةً,
وأزال من بين السطورِ
قصيدةَ الوصلِ القديمةِ فجأةً,
ليجفّ نبعَ القربِ حينًا,
في فؤادٍ يحترقْ....
:008::008::008:
أميرة عمارة
04-02-2009, 06:55 PM
إلي كل رفيق حاد عن الدرب
كأنّا لَمْ نَكُن يَومًًا..... شعر أميرة عمارة
متي عُدْنَا؟
وهل عُدْنَا سوي زحفًا,
علي دَربِ..
نُعاتبُ بوْحَ قلبيْنَا,
ونَشكو صدْقنَا حِينًا,
فقدْ هٌنا..
وهَانتْ دَفقةُ الكلماتِ من أفواهنا رَغمًا
ومازالتْ بقلبِ القلبِ تحرقُنَا...
هنا كُنَّا
لدي الأحزان أغنية
نُغنيها,
فتُحينَا,
وتمنحُنَا صفاءَ الروحِ عاطرةً,
تواسينَا إذا عادتْ
وقدْ غِبنَا......
هنَا كُنَّا
برغمِ الليلِ إشراقًا
إذا اجتاجتْ رياحُ الظلمِ أعَماقًا
بروحينَا...
فلا نمضي لغيرِ طريقنا الأَخضرْ,
ولا نقسو,
ولا نشكو,
ولا نرضي لنا إلفًا يباعِدُنَا,
بغيرِ القربِ لمْ نشعرْ.
تهـاونـَّـا...
فضاعَتْ في المدي صُورةْ,
وضَلَّ القُربُ وجهَتَهُ,
فلمْ يذكُرْ شَذي شُطآنِنَا يومًَا
ولاحتًّي
مَرايَا الروحِ منصُورَةْ.
وضنّ الشعرُ بِالمَأوي.
هُنا كَانتْ قَوافِ الشِعر مَنثورَةْ
هنَّا كَانَتْ..
هنَّا كُنَّا..
فمَا عُدنَا!!
كأنَّا لم نَكن يَومًا كَمَا كُنّا.....
أميرة عمارة
15-03-2009, 05:28 PM
صفيرُ الوادي
شعر: أميرة عمارة
صفيرٌ دقَّ أن عودي
إلي أسراب وادينا .
وكوني مثل طائرنا ،
نُحيِّك،
ونُدنِيك،
ونقطف من ثمار الكبر قنطارًا ،
فنقسمه بأيدينا .
وصلي نحو قبلتنا،
وزكيها ،
وقولي إنها الخيراتُ و البركاتُ،
والدعوات تُحينا .
وقولي إننا مثلٌ ،
أقمنا العدلَ والإحسانَ أيامًا
روابينا تُهنينا .
صفيري ردَّ:لا أرجو معاليكم ،
روابيكم ،
ولا حتي تهانيكم .
فواديكم ،
أضاع الحبَّ أيامًا ،
وأزمانًا ،
وبات يضِنُّ بالمأوي
علي مرأي !
ورمتُم ذلَّ والينا .
وواديكم ...
أراق دماءَ أغنيتي،
وقد كانت تُغنيكم
وتُهديكم جميل اللحن،
قد كنتم
لمسراها عناوينا ..
وواديكم...
أظلَّ الزيفَ لم يُنكر ،
ولم يذكر
حروف الحق في المشهد ،
ولم يشهد ...
وكان الحكمُ سِكينا !
ووادينا ...
وإن كان الضعيفُ هنا ،
فسوف يظلُّ أغنيتي ،
فلا يقسو ،
ولا يرنو
لغير دعاء بارينا .
كلامي اليوم أُعلنه ..
فما يُجدي تَناجينا !!.
أميرة عمارة
14-04-2009, 09:31 PM
هو لن يعود شعر أميرة عمارة
إلي " نازك الملائكة" ( قصيدة " مر القطار" 1948 )
هو لن يعود ...
ضاع القطار ،
كم كان يآمل أن يعود .
لا تطلبي ضوء النهار ،
ما عاد شاعرك الحزين يري القطار .
* * *
هو في القطار !!
قد كان ينظر للوجوه الساهرة ...
فيري ترابًا لا يطير ، ولن يطير ،
حُفرت عليه علامةٌ لاسم الخفير .
مثل الأمير ...
* * *
ويظل ينظر للوجوه الساهرة ...
فيري وجوهًا في الظلام كأنها قمر بعيد ،
ترجو الوصول فتكره الليل المديد .
ويري وجوهًا حائرة ،
كادت تبوح بسرها أو بالرجاء ،
هل من يغيث هنا من البلوى ومن ذلّ الشقاء ؟
أم أن كل الراكبين غدوا بدائرة العناء ؟!
قُطع الرجاء ...
* * *
وتمر ساعات المساء الفاترة ...
نام الخفير ...
فيضلُّ بعض الراكبين ،
ويضلُّ شاعرك الحزين .
* * *
ما عاد شاعرك الحزين يري القطار ؛
بل بات يعشق الانتظار ،
ونباح كلب في الليالي المظلمة ،
ومقاعدَا لولا الصفير لأصبحت متكلمة .
عشق الصفير ...
وحقائبٍ قد ملت الصمت المرير .
* * *
طلع النهار ،
وأتي الظلام ،
وإذا بشاعرك خفيرًا بالقطار ؛
ليجاور الصمت المرير ،
ويغيب في دنيا الصفير ...
أميرة عمارة
03-05-2009, 09:17 PM
ياأيُّها القلبُ\ مُصَارحة
أوجاعُ هذا القلبِ أضحتْ قاهرةْ….
وشعورُهُ,
رغمَ المواجعِ,
والمَدامعِ أَنْكَرَهْ.
ياقلب قدْ ذُقتَ السَعادةَ والهَناءَ
بقربِ ربِّك,
قدْ ذُقتَ لذةَ ماعَرفتَ من التُقَى,
وبِرغمِ بُعْدِكَ عن شَذاهَا,
فالشواهدُ حَاضرةْ….
والآن تَرضى بالدَنيِّ من المَشاعرِ,
الآن ترضى بالقليلِ من السُرورِ,
وبالغُيومِ العَابرةْ.
الآن ترضى, رغمَ علمِكَ,
يـــاكَبـيــرُ
وياضعيفُ أمامَ ضَعْفِكَ
ماذا أصَابَكَ
كي تَحيدَ عن الطَريقٍ,
ومَا عَهدْتُكَ بُرهةً دونَ النُجُومِ!
ماذا أصَابَكَ! !
ماذا أصَابَكَ فلتُجبْ
..
حتى ردُودكَ حائِرةْ!.
ياأيُّها القَلبُ العَنيدُ على الوقُوعِ,
- كما عَرفْتُك دائمًا -
قُمْ من سُباتِكَ واستَفقْ
وانسَِِ البريق...
قُمْ فالحياةُ كلحْظةٍ,
لو عِشْتَها في الخيرِ فزْتَ,
ولو ضَلَلتَ
تحيا فَتُبعَث في ذهُولٍ كَالغَريقْ..
لا الأمُ تشْفَعُ حينَها
ولا البنون, ولا الرفيقْ…
رَباهُ… هذا القَلْبُ, قَلْبيَ
جاءَ يسألُكَ الرجوعَ, ويرتَجيكْ.
رباهُ… هذا القلبُ عَادَ
وكلُهُ الأشْواقُ عَاصفةً,
كمثل الأمسِ,
تُدْمعُهُ…
فيصْمتُ تَارةً,
وَيغِيبُ أُخرى
يُطلبُ الرَحماتِ منكَ,
مُهَاجرًا
وهناكَ يدُركُ أنكَ المولى ستصفحُ
أنتَ وحدَكَ لا شَريكْ….
3مايو2009
أميرة عمارة
11-05-2009, 10:30 PM
عَلَى أَطْلالِ ذِكْرَاهَا
شعر: أميرة عمارة
عَلَـى أَطْـلالِ ذِكْرَاهَـا وَقَفْتُ لأَرْسُمَ المَشْهَـدْ
فَحَـارَتْ كُـلُّ أَقْلامِـي وَلَمْ يَرْسُمْ سوى الأَسْوَدْ
رَسَمْتُ ضَفِيـرةً سَـودَاءَ رَغْمَ الشيْبِ إذْ يُعْهَدْ
وقِطَتُـهـا بجَانِبِـهَـا كَمثلِ الابـن, لا تَْبْعُـدْ
لَقَـدْ كَانـتْ مُسَالِمَـةً أَمَامَ النَاسِ بَـل أَجْـوَدْ
ولكني سَئمتُ الزيـفَ فالأضْغَاثُ قَـدْ تَشْتَـدْ
فَقدْ ظَنَّتْ, وكمْ ظَنَّـتْ, بـأنَّ خَيَالَهَـا مَعْـبَـدْ
وَأنَّ الكـلَّ مُشْـتَـاقٌ لرؤْيَاهَـا التـي تَخْلُـدْ
لقَدْ أَمَرَتْ شُعَاعَ الشَّـمْ سِ في كِبْرٍ بأنْ يَرْتَـدْ
وقَدْ مَنَعَتْ نَسِيمَ الصبـ حِ في حِقدٍ بأنْ يَصْعَـدْ
بِرغمِ لَهِيـبِ ذِكْرَاهَـا أَرى أَيَّامَـهَـا تَبْـعُـدْ
أَرى أَوهَـامَ مَاضِيهَـا سَرَابًا فِي المَدَى عَرْبَـدْ
فَليتَ القَلـبَ يَنْسَاهَـا وَليْتَ العَقْلَ يَسْتَرشِـدْ
وَليتَ سُكُـونَ قَافيتِـي يُحَركُـهُ صَـدىً أَعْنَـدْ
لَأكتـبَ قِصـةً أُخـرَى عَن الجَـلادِ والمَوْعِـدْ
بِـلا قَهـرٍٍ بِأسْطُرِهَـا وَلكـن عِـزة تُسْـعِـدْ
أُرَدِدُهَــا وَأُنْشِـدُهَـا ليُصْبِحَ لَحْنهـا أَخْلَـدْ
وَيَشْهَد كُـلُّ سَامِعُهَـا بِأنِّـي كُنْـتُ كَالفَرْقَـدْ
بِأنِّـي ذُقْـتُ غُصّّتَهَـا وَهَذا القَلبُ لمْ يَسْجُـدْ
عَلَـى أَطْـلالِ ذِكْرَاهَـا سَأمْحُو المَشْهَدَ الأسْوَدْ
أُمَــزِقُ كُــلَّ أَوْرَاق ٍلَهَا فيهَا صَدىً يَحْقِـدْ
سَيَمْلأُ أَضْلُعِـي دَوْمًـا رَحِيقُ الصُبـحِ لايَنْفَـدْ
ويَأويِني ضِيَاءُ الشَـمْسِ مُزْدَانًا كَمَا العَسْجَدْ
(11/2006 مع التعديل)
أميرة عمارة
20-09-2009, 07:55 PM
جُمْلَةٌ سَــــاحِرَةْ....
شعر: أميرة عمارة
وتَبقَى سُطورٌ تُذيبُ الفؤادْ.
ويَقرعُ بَابيَ طيفُ الودادْ.
وأغرقُ في اللحظةِ الآسرةْ.
وأزرعُ قلبيَ في أرضٍ سِحْرٍ
تُعانقُ بَوحيَ والذاكرةْ....
...
ثَرَاهَا نقيٌ كَصَفو السَماءْ.
وطُهرُ البراءةِ فيها كِساءْ.
ونسمةُ حزنٍ بها غَابرةْ.
ودمعٌ كبردِ الندى في شِتاءٍ
تَوسَدَ أحلاميَ الصَابرةْ....
...
فأيقظَ فيها سُبَاتَ الذُهولْ.
وأَفزعَ سرًا يخافُ الأُفُولْ.
وحَطَّ كآباتِه القَاهرةْ.
وأفسدَ مَا قدْ رَوتهُ القَوافي
وخَالتهُ زهْرَتَها العَاطرةْ...
...
وجاءَ المساءُ ليُدني الجراحْ.
وجفَّ الكلامُ الفريدُ المُبَاحْ.
وزلَّتْ هناكَ خُطَى الشَاعرةْ.
وغابَ الضياءُ وراءَ اختيارٍ
للونِ خَيَالاتِهَا الآمرةْ...
...
فمالتْ تُرددُ خَلفَ النُجومْ.
وتمسحُ عن مقلتيهَا الغُيومْ.
لعلَّ الظلامَ ترى آخرَهْ.
فثارتْ, وهَاجَ النشيدُ الرَقيقُ
ليرسُمَ وجَهَ الرؤى الحَائرةْ...
....
فخطَّ الأمَاني برسمٍ جَديدْ.
ولوَّنَ وجَه المساءِ العَنيدْ.
بلونِ مسرَّاتِهِ العَابرةْ.
وعادَ يُلحِّنُ سرَّ الوجودِ
على عُودِ جُمْلَتِهِ السَاحرةْ...
.............
أميرة عمارة
30-09-2009, 10:35 PM
هَجَرْنـَــا حُلْمَنـَـا الأَخْضَــرْ!! شعر: أميرة عمارة
ذَهَبْنَا دُونَ أَنْ يُتْلَى
بَيَانُ ودَاعِنَا الأَكْبَرْ!
عَلَى عَجَلٍ،
هَجرْنَا حُلْمَنَا الأَخْضَرْ!
وَفَارَقْنَا
رَبيعًا مُذْهَلَ المنْظَرْ.
ذَهَبْنَا وَالكَلامُ يَغِيبُ في يَأسٍ
يُحَاصِرُنَا،
ليَبْقَى دُونَنَا جرحٌ
يُذَكِّرُنَا:
بِأنَّ عُهُودَنَا ضَلَّتْ
طَريقَ القُربِ
كي تَثْأَر!!
وأنَّا مَنْ تَهَاونَّا،
فَفَرَّ عَطَاؤُنَا مِنَّا،
ووادِينَا لَنَا أَنْكَرْ....
أَلفْنَا هَجَرَ سَاحَتِنَا،
فَمَا عُدْنَا
نُغَرِّدُ فَوقَ أَغْصَانٍ
عَشِقْنَاهَا،
تَعلَّمْنَا الكَلامَ بِهَا
وَعَلَّمْنَا مَرَايَاهَا:
بأنَّا سِرُّهَا الروحِيُّ
والأَبَدِىُّ والأَخْطَرْ...
وأنَّا -في تَدَانِينَا-
نَعيشُ العُمْرَ
لا نَشْكُو،
ولا نَسْتَحْضُرُ الآلامَ أو نَضْجَرْ...
وأنَّا رُوحٌ أَلحَانٍ
تُرَدِّدُنَا مَتَى غِبْنَا
ولو عُدْنَا،
يَزُفُّ القَلبُ بالأشْواقِ
مَا سَطَّرْ...
تَوارَى البَوحُ
خَلْفَ رواءِ قِبْلَتِنَا،
وَمَا عَادَتْ تُمَنِّينَا
قَوافي الودِ،
أوْ تَسْحَرْ...
وَمَا عَادَتْ تُواسِينَا،
وَيَمْضِي الوقْتُ
لا الآمالُ تَعْزِفُنُا،
ولا غَدُنَا يُدَاوينَا،
وفُلْكُ الهَجْرِ في أَيَّامِنَا أَبْحَرْ...
خُذِينَا يَا رِيَاح الشَوقِ
نَحوَ رُبُوعِنَا الأُولَى،
لكي نَشْدُو
لَدَى أَطْلالِ مَاضِينَا،
وطَيْفِ وِدَادِنَا المَمْزُوجِ
بِالريحَانِ والعَنْبَرْ...
خُذِينَا نَحوَ عُنْوانٍ
بِهِ إِشْرَاقُ رُوحَيْنَا،
لِيُحْيِينَا،
وَيُنْبِتَ في وَرَيدِ القَلْبِ
زهْر صَفَائِه الأَحْمَرْ...
خُذِينَا
لا تَرُدِّينَا،
وزِيدينَا مُنَىً أَكْثَرْ...
أميرة عمارة
16-10-2009, 12:34 AM
إنِّـي مِنــْكِ !!!!!
شعر: أميرة عمارة
أعِيدِي يَا غُيومَ الصَّمْتِ شَمْسِي= وردِّي عَن فُؤادِي كلَّ بُـؤسِ.
فَإنِّي في بِحَارِ التيـهِ أمْضِـي=كأنِّي مَا وَعيتُ عِظَاتِ دَرْسِي.
ظِلالُ الشِّعْرِ أغْرَتْنِـي بِـرِيٍ=بِهِ لَحْنُ المَـودةِ مَـاءُ أُنْـسِ.
وأجْهَدَنِي مَسَـاءٌ لا يُـوارِي=سوى ظل بَكتْهُ فُصُولُ أَمْسِـي.
هُمُومِي فـي تَوالِيهَـا عَـذابٌ=وَبَوْحِي لا يُصبِّـرُ أو يُنَسِّـي.
فَـلا قَلَمِـي يُمَنِّينِـي بِفَـنٍ=ولا وَرَقِي يُعَانُقُ فـيَّ حِسِّـي.
ولا الآمالُ تَسْقينـي، فأحْيَـا=عَلى ذات ِالطريقِ بغيرِ يَـأسِ.
ولكن هَدَّني مَا ضَـاعَ منِّـي=وَحَرَّقَ مُهْجَتِي وأذابَ بَأسِـي.
وزادَ الهمَّ فـي رُوحِـي بَـلاءٌ=ألمَّ بِقِبْلَـةِ الإسـلامِ قُدْسـي.
أراهَا بالشدائـدِ كُـلَّ يَـومٍ=وَبُعْدِي عَنْ ثَرَاهَا ليسَ يُنْسِـي.
فأذْرِفُ دَمْعَةً تَجْتَـاحُ صَمتًـا=عَلى وَجَلٍ وَضَعْفٍ دُونَ هَمْسِ.
وأصْمُتُ ثُمَّ أصْمُتُ ثُمَّ أغْـدُو=عَلَى بَابِ المَنِيَّةِ قَـابَ قَـوسِ.
وأرسُـمُ حُقْبَـةَ الآلامِ بَحـرًا=وأَمْزجُ فكرَتِي بِخُواءِ كَأسِـي.
فهل يَا قِبْلَتِي الأُولَـى سَأحْيَـا=لأشْهَدَ في فَضَائِكِ كُلَّ عُرْسِ؟
يُرَاودُنِي خَيَـالٌ فـي مَنَامِـي=بأنِّي فيكِ أَحْيَا بَعْـدَ حَبْـسِ.
فإنِّي مِنْكِ، هَذَا لَـونُ دَمِّـي=مزيجٌ مِنْ ثَرَاكِ ومَـا بحِسِّـي.
وأنتِ وشَعْبُكِ الغَالـي بِقَلْبِـي=وفِكْرِي فِيكِ يُصْبحُ ثُمَّ يُمْسِي.
فعُذْرًا إنْ أَتيْتُ اليـومَ حَبْـوًا=عَلَى حَرْفٍ يُسَطِّرُنِـي بِتَعْـسِ.
أميرة عمارة
22-11-2009, 05:14 PM
نِصْفُ الحَقِيقَةِ
نِصْفُ الحَقِيقَةِ تَائِهٌ بَيْنَ الغِيَابِ
وَبَيْنَ ذَاتِ المَشْهَدِ.
فَارْفُقْ بِهَذَا القَلْبِ
وارْسُمْ فِي عُيونِ الكَوْنِ
صُورةَ شَوْقِكَ المحفُورِ
في لَوْحِ الغَدِ.
واسْكُبْ ضِيَاءَكَ
مَرَةً
أو مَرَّتَيْنِ
لَدَى المَلاكِ الهَاجِعِ.
نِصْفُ الحَقِيقَةِ غَائِبٌ،
فابْحَثْ
عن النِّصْفِ المُضَيَّعِ
في شِبَاكِ الليلِ،
في ثَوْبِ السكُونِ الخَاشِعِ.
حتمًا سَتَعْرِفُ
ثم تُخْبِرُ ظِلَّكَ المَشْطُورَ
عن سِرِّ الحِكَايةْ.
وَتَبِينُ من خَلفِ السُطُورِ
نهايةُ الأشياءِ آيةْ.
أوَّاهُ من قَلْبٍ يُوارِي ضَعْفَهُ،
بين الحَنِينِ،
وبين أَسْفَارِ الروايةْ.
أوَّاهُ من شَوْقٍ يُوَجِّهُ
مُفْرَدَاتِ البَوْحِ دومًا للبدَايةْ.
أوَّاهُ من وَجَعٍ
يُعَلِّقُ حَرْفَهُ المسْتُورِ رايةْ.
عُدْ يَا رُوَاءَ الشِّعْرِ
عندَ السَّاحَةِ الأولى
ليشْرَبَ
مَاءَكَ الظَّمْآنُ
كَأسًا من مِدَادَ.
ذَكِّرْهُ كيفَ خَياله العُذْري لاقَاهُ الودادْ.
ليَذوبَ نَبْضُ الكفِّ في أَحْلامِهِ،
وَيَتُوهَ لحنُ الحبِّ في أَنْغَامِهِ،
ويَذُوقَ طَعْمَ الأمنياتِ المر في ظَمَأ السُّهَادْ.
عُدْ يَا رُوَاءَ الشِّعْرِ
وانزعْ بَاقَةَ الأشْواكِ من قَدَمِ الحَيَاةِ المقبِلةْ.
واعْزِفْ قَوافِيكَ العَنِيدَةَ،
حينَ يُهمِلُكَ النهارُ المستقيلُ من الليالي الآفلةْ.
أو حين تُدْنِيكَ الخُطُوبُ من الغَريبِ
ليزرعَ الآمالَ في قَلْبِ سَبَتْهُ الأسئلةْ.
عُدْ يَا رُوَاءَ الشِّعْرِ واذرفْ دَمْعَةً
عُدْ بالحقيقةِ كَامِلَةْ!!
أميرة عمارة
20\11\2009
أميرة عمارة
02-12-2009, 05:34 PM
ذِكْـرَى رَحِيـلِكَ
الليلُ في خَلَواتِهِ
لبَّى نِدَاءاتِ الأرقْ.
والصبحُ في نَسَمَاتِهِ
رَشفَ المَنيَّةَ فاخْتَنَقْ.
والنورُ عَانقَهُ الغَسَقْ.
وَمَدائنُ الصَّبْرِ الجَميلِ حُصُونُها
خَرَّتْ حُطُامًا فَوقَ أوديةِ الوَرقْ.
يَا طيفيَ المَرسومَ دَومًا بِالمُقَلْ:
ذِكْرَى رَحِيلِكَ تَسْبِقُ الأيَّامَ
تَأتِي
كي تُذّكِّرَ بِالرحيلِ وبالأجَلْ.
لمْ تُخْطِىء الدَرْبَ الطَويلَ
ولمْ يُرَافقْها الزَلَلْ.
والعَامُ يُدْنِيهَا هُمُومًا
لا تَكَلُّ ولا تَمَّلْ.
والفَقْدُ عَادَ ليَكْتَمِلْ.
يَا ظِلَّيَ المَفْقودَ:
يَومُ الحُزْنِ آبْ.
شَقَّ المَدَى مِنْ بَعْدِ عَقْدٍ
-واسْتَقرَّ لَدَى الحَنَايَا- كَالشِهَابْ.
وَبِرَغْمِ كِلِّ الحُزْنِ عِطْرُكَ
فِي دَفَاتِريَ القَدِيمةِ،
يَنْثُرُ النَفَحَاتِ
يُبْهِجُ،
ثم تَسرقُهُ مَدَاراتُ الغِيابْ.
آهٍ على مَعنَى الغِيابْ!!
كم كنتُ أرتشفُ الأمانَ جَداولاً
مِنْ رَاحتَيكْ.
لَهَفِي عَليكْ.
وَكأنني
مِن كُوَّةِ البَابِ المُقابِلِ للظلامِ وللسَنَا
أَرنو إليكْ.
فَأرى شِراعَاتِ الرَّدَى
في مُقلتيَّّ مَسِيرَها
في دَمعَتينْ.
يَنْزاحُ حَرُّ لَهيبها
ويَعودُ كلَّ دَقيقتينْ.
آهٍ على رُوحٍ تَمَزَّقَ شَمْلُها
في غُربَتينْ!
شَوقِي إليكَ يُبعثرُ الكلماتِ دومًا
في فَضَاءِ الصمْتِ
يَصْبِرُ
ثمَّ يَجزَعُ
ثمَّ يُصْبحُ بَينَ بَينْ..
والآن بَوحَيَ لا يُوارِي آخرَهْ.
يَا لُعْبَتِي،
يَا طِفْلَةً رَسَمَتْ جُنُونَ خَيالِهَا وسَرَائرَهْ.
عُودِي إلىَّ،
وَفَجِّرِي فِيَّ الحَياةَ
وَذَكِّرِيْنِي مَنْ أنَا،
ثمَّ اسلبيني مَا ذَكَرْتُ
وكلَّ مَا تَحْوِي بَقَايَا الذَّاكِرةْ...
11\2009
أميرة عمارة
أميرة عمارة
23-12-2009, 11:38 AM
تَـبَـعْـثُـرْ
.
.
قيثارةٌ
شطرتْ بأنفاسِ الكلامِ شهيقَهُ
في خطوتينِ
إلى محطاتِ القَدَرْ.
مثل الرحيقِ ذبولِهِ
فهمَ الحياةَ
فملَّ أوقاتَ المطرْ!
ملَّ انتظار ندى الصباحِ
وكل ألوانِ الزَّهَرْ.
مثل الأفولِ
نهايةٌ
تحدو احتضاراتِ الكلامِ
بموكبِ الشوقِ الأغرْ.
رسمَ الخيالُ لواءَهَا
بمدادِ أمنٍ
لم تُعرقِلْهُ انحناءاتُ الصورْ.
هي لمحةٌ
لاحتْ بأفقِ الحبِ
هَدَّدَها الخطَرْ.
مدَّ الحنانُ لها يَدًا
ثم اعتَذَرْ.
هي روعةٌ الأحلامِ
حاضرها انتحَرْ.
عَزَفَ الوداعُ لدى السعادةِ لحنَهَا
قبل اكتمالِ الرِّي
من عطرِ السَّمَرْ.
عزف الوادعُ شجونها
ومضى ليوقظَ من سُباتِ الوهمِ
أطيافَ الفِكَرْ.
هي ذلك الفشلُ المؤجَّلُ
حين يُدنيهِ الحَذَرْ.
هي هكذا تمشي بأقدامِ التَّعَثُرِ
في ميادينِ الكَدَرْ.
هي ذي البريئة، ضعفها
وحياؤها، وبكاؤها،
وسفير قربٍ ما استَقَرْ.
الموتُ يَسْكُنُهَا
وتعرفُ أنه دومًا يكون لها المفرْ!!
هي ذي النهايةُ والبدايةُ والمسافاتُ الأُخَرْ.
هي قصةٌ مسكوبةٌ
هي أولُ الأحياءِ في هذا الطريقِ
وآخرُ الموتى
بأكفانِ العِبَرْ.
أميرة عمارة
12-01-2010, 09:42 PM
هنالكَ....
شعر: أميرة عمارة
هنالكَ، حيثُ غرورُ الحياةْ
وحيثُ انتشارُ الهوى في مَدَاهْ
وحيثُ بلوغُ الجوى مُنتهاهْ
تَلُوحُ المُنَى...
* * *
تُعانِقُ رغمًا شعاعَ الزوالْ
وتبعثُ في النفسِ ذِكرى الوصالْ
وتنثرُ في الريحِ همَّ السؤالْ
سؤال الفَنَا..
* * *
فناء الهواءِ بصدرِ الوطنْ
فناء الكلامِ بثغرِ الزمنْ
فناء الرجاءِ، ومَا قد فَتنْ
فناء السَنَا..
* * *
سؤالٌ سَبتهُ فصولُ انتظارْ
وأجَّلَهُ في الخفاءِ النهارْ
فأظهره سحرُ ذاك المَدارْ
بسفحِ الدُّنَا...
* * *
هنالك، ولَّتْ صنوفُ الجَلَدْ
وملَّ اصطبارٌ وفاضَ العددْ
وحتى نسيم السلامِ ابتعدْ
ورَوْعٌ دَنَا...
* * *
دنا في فؤادٍ سقاه الصباحْ
عطورَ الأمانِ ومسكَ الصلاحْ
فذكَّرَهُ بتلالِ الجراحْ
ومنْ قَدْ جَنَى..
* * *
هنالك، حيثُ السكونُ السعيدْ
يغرِّدُ دمعُ المساءِ العنيدْ
ويشدو بحبٍ أكيدٍ أكيدْ
وزيفِ الهَنَا...
أميرة عمارة
09-02-2010, 04:38 PM
مَنْ كان يَدْري؟! شعر أميرة عمارة
سَيمرُّ عَامْ
وأنا هنا،
أو في سُجُونِ الصَّمْتِ
تُحبَسُ قصتي..
أو في بِحارِ الموتِ
أسبحُ
هادِئَةْ.
مَنْ كان يَدْري أنني
سأضلُّ يومًا
في دروبِ التَّهْجِئَةْ؟!
أمضى
وأعْجَبُ من حساباتِ الزمنْ
وكأنها الأرقامُ
والأنغامُ
والأحلامُ
تبدو مُخْطِئَةْ!!
من كان يَدْري أنني
سأَزلُّ في عُمْقِ الودَادِ
لأنهلَ القربَ الشهيَّ
كؤوسَهُ
وأعودُ نحوي ظَامِئَةْ؟!
أو مَنْ سَيَدْرِي عن غَدِي
عن سَعْدِهِ
أو عن شَقَاءِ الأمنياتِ
لو القصيدةُ أجْدَبَتْ
وتنفستْ أشعارَهَا
بشجُونها
ذاتُ الرِّئَةْ؟!
أو عن ملائكِ بَسْمَتِي
وحكايةٍ مَشْطورةٍ
نصفٌ يداعبُ دمعةً
والآخر اختارَ العقابَ
ليستبيحَ التبْرِئَةْ؟!
سَيمرُّ عَامْ
وأظلُّ أبحثُ عن حدائقِ توبةٍ
يسلو بها المشتاقُ
رغمَ لهيبِهِ
كي لا تكونَ لروحِهِ
_عند الردى_
ذاتُ الأمورِ مُفاجِئَةْ!!
أميرة عمارة
18-03-2010, 06:30 PM
غـربــة..
هو يا أبي..
وجعٌ
تَقاسَمَه الغناءُ مع الصدى.
دمعٌ كغيمٍ
فوق غصنِ العمرِ
يهطلُ
مثل حباتِ الندى.
حزنٌ بطعمِ القهرِ
جددَ في احتفاءٍ
موعدا
هو يا أبي
ذاتُ المساء بخطوه
لكن بلحنِ الخوفِ
يأتي منشدا.
هو ذاته الصمتُ المريرُ
إذا اكتفى
يبني
بساحاتِ البكاءِ
معابدا.
هو بُعْدُكَ المكتوبُ
رغمًا
-عن عيونٍ-
في غياباتِ الردى.
ماذا أقولُ
وكل قولىَ فاقدٌ
معنى الرشادِ
وجلَّ آياتِ الهُدَى؟!
ماذا أقولُ
وقد تريثتْ القصيدةُ
قدرَ جُرْحٍٍ،
كي تُؤجلَ
من حروفيَ ما بَدا؟!
لكنْ تفلتت المواجعُ
رغم حبرٍ في يراعي
ظل حينا جامدا.
لتسطرَ الأشعارُ
ما يُخفيه وجهُ الروحِ
نبضًا شاهدا.
هي غربةٌ
حلتْ بأركانِ الفؤادِ،
وباتَ فقدكَ
في الحنايا
سرمدا.
زهد المكانُ وجودَنا،
صرنا
بسحنةِ وجهِنا المألوفِ
يجهلنا المدى.
صرنا
نعانقُ ذكرياتِ الأمسِ
نَبْسَمُ للمُنى
علَّ الصباحَ
يزور بسمتنا غدا.
صرنا
نلوذُ بظلِ طيفكَ
كي يردَّ –متى نضام-
يَدَ العِدا.
صار الزمانُ يدورُ دورتَه
ولا يُقصي
سُهادا مُجْهدا.
وبحائطٍ
في الدار
تبحرُ صورةٌ
وشراعُها ماضٍ
يعيدُ شذى اللقاءِ
مجددا.
كانت عيوني دائمًا
تهفو لها
والآن روحي
كم تمدُّ
لها يدا.
فأُعيدني
بين الجموعِ صغيرةً
أرنو إلىّ
وأستعيدُ مشاهدا.
وبجملةٍ
يهذي بها ثغر الفراغ
أردُني
بين الدفاتر
في سكونٍ شاردا.
فأظل حينًا
ثم تتبعني ظلالُ قصيدةٍ
في هامش الصفحاتِ
ترسمُ
مشهدا.
وأنا به
أمحو ملامحَ غربتي
فيلوحُ
ما خلناه
عهدًا بائدا.
وأعود نحوكَ يا أبي
ألقي إليكَ تحيةً
يسعى بها
هذا الفؤادُ
إلى ثراكَ
مجددا.
أنا يا أبي
ما حدتُ يومًا
عن عهودكَ برهةً
كلا
وما حادتْ
قوافيَّ البريئةُ
عن طريقٍ أوحدا.
قلمي وإن زلتْ خطاه
لساعةٍ
حتما يعودُ إلى الإباءِ
كما ابتدا.
أنا طفلةٌ
علمتَّها
كيف النقاء يكون عنوانًا لها
ويظلُّ مسكُ الطهرِ فيها
خالدا.
أميرة عمارة
13-04-2010, 09:18 PM
بـراءة!!
يا سيِّدي القاضي
ألوفٌ
عند هذا البابِ
ترتقبُ المصيرْ.
فاحكمْ بما يُمليه قلبُكَ
لا بما يُرضي الأميرْ.
واقبلْ شهادةَ من أَتَوْكَ
مُحمَّلينَ مُنىً
وآلامًا يئِّنُ لها الضميرْ.
إنَّا تَجرَّعْنا السكوتَ
مع المياهِ الآسنةْ.
يبستْ بأفواهِ الجميعِ
مع الخضوعِ الألسنةْ..
فلقدْ سئمنا الصمتَ
عامًا بعد عامْ.
ولكم ظمئنا للكلامْ.
والآن جئنا
والخُطى فينا
يراودها الترددُ
تارةً للخلفِ
والأخرى
تُوَّجَه للأمامْ.
***
يا سيدي
هل ذنبنا
أنا حَلُمْنَا بانقشاعِ الغيمِ
عن حُلْمٍ
يواريه المنامْ؟
هل ذنبنا
أنا تَقَاسَمْنا الرغيفَ
وما قَبِلْنا المسألةْ؟
أنَّا توسَدْنا الحَصيرَ
بدمعةٍ متفائَلَةْ؟
أنَّا استطعنا السيرَ
حينًا
في الدروبِ المقفلةْ؟
هل ذنبا
أنا سرقنا بسمةً
من وجهِ تمثالٍ
تَبَسَّمَ في الهواءْ؟!
هي بسمةٌ حُفِرَتْ
على شفةِ البكاءْ.
تُلقي علينا بالرضا
دومًا
إذا حَلَّ المساءْ.
هل ذنبنا
أنَّا نرددُ قولَهم:
"وغدًا سننعمُ بالرخاءْ"؟
عفوًا،
فما معنى الرخاءْ؟!
إنَّا احتَرفنا كلَّ ألوانِ الشقاءْ..
لكنْ جَريمتُنا الوحيدةُ
حَلْمُنَا الممزوجُ بالصبرِ السعيدْ.
ما ذنبنا لو تنبتْ الآمالُ فينا
من جديدْ؟!!
***
إنَّا حلمنا بالندى
يَسري على فيء الحقولْ.
وبأننا نجني ثمارَ الأرضِ
زهوًا
في استراحاتِ الهطولْ.
وبأنَّ هذا النَّهْرَ أصبحَ خاليًا
إلا من الماءِ المَعِينْ.
وبأنَّ أنسامَ الهواءِ
إذا تهبُّ نقيةً
تمحو تَجَاعيدَ الشقاءِ،
بوجهِ حاضرنا المهينْ.
وبأنهم
وجدوا قطارًا
للحيارى الواقفينْ.
يمضي بهم،
حتى النهاية،
سالمينْ.
وبأنهم رَصَفوا الطريقْ.
وغدا على الساعينَ رحبًا لا يضيقْ.
وبأننا،
وبرغمِ طولِ الصفِّ
نحظى في النهايةِ
بالرغيفْ.
وبأن ذاكَ الماء في صنبورنا
يومًا، نظيفْ.
وبأننا صرنا ننامُ بملءِ أعيننا
فترتاحُ المُقَلْ.
نصحو بلا همٍ،
فيبتهجُ الأملْ.
***
يا سيدي
إنَّا قَصَدْنَا المَحْكَمَةْ.
أعلنْ براءةَ حُلْمِنَا،
واحكمْ بإعدامِ الأسى
كي لا يَزيدَ جَرائِمَه..
واحكمْ بجلدِ الحَاقدينَ
على نسائمِ فَرْحِنَا،
واحكمْ بنفي الحُزْنِ
أو أهرقْ دَمَه.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir