جمالية النقد القديم

[مُنتظر السوادي]

... من المثل السائر ...
الحُسن في أبيات ابن بقي
بِأَبِي غَزَالٌ غَازَلْتْهُ مُقْلَتِي ... بَيْنَ الْعُذَيبِ وَبَيْنَ شَطَّيْ بَارِقِ
قال وقد أورد في محاسن المعاني قول القائل:
بأبي غزالٌ غازلته مقلتي بين العذيب وبين شطّي بارقٍ
... الأبيات.
وهذا من الحسن والملاحة بالمكان الأقصى، ولقد خفت معانيه على القلوب حتى كادت
ترقص رقصا ، والبيت الأخير هو الموصوف بالإبداع، وبه وبأمثاله أقرت الأبصار بفضل
الأسماع .... أقول: هذه الأبيات لابن بقي، وأوردها ابن الأبار في تحفة القادم ثم قال: وقد نسب بعض أهل عصرنا ابن بقي إلى الجفاء في قوله:
أبعدته عن مهجة تشتاقه... ولو قال: أبعدت عنه أضالعا تشتاقه، لكان أحسن. ثم أورد بعد ذلك لأبي الحكم جعفر بن يحيى بن عتال الداني:
حبّك لذّ بكل معنى إلى كرى ملت أو سهاد
إن كان لا بد من رقادٍ فأضلعي هاك عن وساد
ونم على خفقها هدوّا كالطفل في نهنه المهاد
ولما وقفت أنا على ما ذكره ابن الأبار من الإيراد على ابن بقي، وأبيات ابن العتال خطر لي
أن يكون ذلك نظما. فنظمت ذلك على روي ابن بقي ووزنه:
أبعدته من بعد ما زحزحته ما أنت عند ذوي الغرام بعاشق
هذا يدل الناس منك على الجفا إذ ليس هذا فعل صبٍ وامق
إن شئت قل أبعدت عنه أضالعي ليكون فعل المستهام الصادق
أو قل فبات على اضطراب جوانحي كالطفل مضطجعا بمهد خافق
فانظر إلى ما استحسنه ومدحه وفضله كيف أورد الناس عليه وعابوه، ولعمري إنه نقد حسن ومأخذ دقيق وإيراد متوجه.

[براءة الجودي]

اشكرك على قراءتك الجميلة والمفيدة وإبداعك
تقديري

[ربيحة الرفاعي]

للنقد القديم جماله وتميّزه وذلك الوضوح في القول فيه، فأنت تعي ما يقول الناقد كما يعيه !!

دمت بخير

تحاياي

[د. سمير العمري]

أرى أنه لا يوجد نقد قديم أو جديد ولا شعر قديم أو جديد بل حالة من التطور الذي تفرضه الحالة دون تنكر لما سبق ولا ما لحق ، وبذا يكون هناك حالة مستمرة من التطور للأفضل باستيعاب مسالك جديدة في التعامل الأدبي إبداعا وممارسة والتناول النقدي بمقومات النقد الشاملة دون إغفال لدور المبنى ولا قيمة المعنى ولا الانشغال بجزء من الأداء الأدبي على حساب باقي الأجزاء.

ويظل النقد في هذا الزمان إشكالية من حيث النزاهة والتجرد وعدم المتاجرة به وتحكيم الأهواء والميول والمصالح.

تقديري

[مُنتظر السوادي]

النقد مطيّة المتأمل، وقيل الناقد من عجز عن الإبداع، بيد أن الإطلاع على الكبار من الكتّاب نجدهم نقادًا، ويظلّ النقد ظلًّا للعمل الأدبيّ، وليس حكيا في المخيال البعيد.
لا أدخل في النقاش حول "القديم" و"الجديد" ولكن أسلافنا كتبوا مؤلفات، تحت منابر السلطة "الجائرة" ربّما، كتبًا أدبيّة قيمة في كثير من الجوانب.
أخوتنا النقاد المعاصرون فشل أغلبهم في الكتابة النقديّة ذات المتعة الأدبيّة والذوقيّة، وقد يكون وراء ذلك الواقع الذي نعيش.
شكرا لكل من مرّ