المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نجعة شاكر



د. سمير العمري
05-07-2011, 06:36 PM
دِيَمًا سَقَيتُ وَمَا سَقَينَ جنَانِي=وَرُبَى غَرَسْتُ وَشَوْكُهُنَّ جَنَانِي
وَبَرَاعِمٌ ثَابَرْتُ أَرْفَعُ ذِكْرَهَا=فَأَثَبْنَنِي بِالغَدْرِ وَالنُّكْرَانِ
مَا انْفَكَّ مَا أَسْدَيتُ يُضْرِمُ قَلْبَهَا=حِقْدًا وَيُبْرِمُ عُقْدَةَ العُدْوَانِ
وَأَنَا عَلَى سَرْجِ التَّرَفُّعِ لِلعُلا=أَرْنُو وَيَعْدُو بِالشُّمُوخِ حِصَانِي
وَأَجُولُ بِالطَّرَفِ الأَغَرِّ وَكَيْدُهُمْ=يَسْعَى فَيَلْقُفُ إِفْكَهُمْ غُفْرَانِي
وَيَلُومُ بَعْضُ الوَامِقِينَ سَمَاحَتِي=وَيَرَونَ أَنَّ الصَّفْحَ بَعْضُ هَوَانِ
الحِلْمُ أَهْيَبُ لِلرِّجَالِ مِنَ الخَنَا=وَالمَاءُ أَقْوَى مِنْ لَظَى النِّيرَانِ
وَالسَّيفُ لا يَدْمَى بِلَطْمَةِ حَاقِدٍ=وَالشَّمْسُ لا تَعْمَى بِوَصْمَةِ شَانِي
وَأَنَا الذِي لَو شِئْتُ أَقْدِرُ إِنَّمَا=أَلْزَمْتُ نَفْسِي شِرْعَةَ الرَّحْمَنِ
وَاللهِ مَا يَومًا رَمَيتُ مُناوِئًا=لَكِنَّ قَوْسِي لِلعُلا أَرْدَانِي
إِذْ سِرْتُ دَرْبِي فِي الحَيَاةِ بِمَنطِـقٍ=يَسْمُو عَن الأَضْغَانِ لِلإِنْسَانِ
وَإِلى الحَقِيقَةِ قَدْ مَدَدْتُ يَدَ النُّهَى=وَإِلَى السُّهَا أَرْخَيتُ كلَّ عَنَانِ
أَسْعَى وَمِنْ زَمَنِ الطُّفُولَةِ لِلعُلا=لَكِنَّ صَرْفَ الدَّهْرِ قَدْ أَعْيَانِي
فِي غُرْبَةٍ خَطَفَتْ شَبَابِيَ عُنْوَةً=وَأَنَا الذِي يَحْتَاجُ لِلأَوْطَانِ
ومَسِيرَةٍ مَا انْفَكَّ يَغْرِسُ شَوْكَهَا=حَسَدٌ وَيَقْلَعُ حِقْدَهَا إِحْسَانِي
يَا لَيتَ يَا هَذَا الفُؤَادُ جَحَدْتَنِي=وَجَعَلْتَنِي كَالنَّاسِ فِي المِيزَانِ
مَا كَانَ أَرْهَقَنِي الزَّمَانُ بِحَاسِدٍ=أَو جَفَّ مِنْ غَدْرِ الوَرَى بُسْتَانِي
حَسْبِي مِنَ الحَدَثَانِ مَا ادَّخَرَا لَنَا=فِي مُهْجَةِ الأَقْرَانِ وَالخِلانِ
هَذَا يَصُبُّ مِنَ الوَفَاءِ إِخَاءَهُ=صَفْوًا ، وَذَلِكَ يَحْتَفِي بِمَكَانِي
فَكَأَنَّنِي وَالصَّحْبُ حَولِيَ أَنْجُمًا=أَغْنَى المُلُوكَ وَأَعْظَمُ الفُرْسَانِ
مِنْ كُلِّ ذِي شَأْوٍ عَظِيمٍ نَاضِحًا=بِالوُدِّ عِطْرَ الوَرْدِ أَو ذِي شَانِ
وَكَرِيمَةٍ تَرْتَادُ كلَّ مُهَذَّبٍ=مِنْ حُسْنِ أَخْلاقٍ وحُسْنِ بَيَانِ
هَبَّتْ كَمُنْصَلِتِ الصَوَارِمِ فِي الوَغَى=لِتَجُزَّ هَامَ الزِّيفِ وَالبُهْتَانِ
وَتُعِيدُ صَوْتَ الحَقِّ تَقْدَحُ زِنْدَهُ=فِي حَوْزَةِ الأَذْهَانِ بِالبُرْهَانِ
تُثْنِي عَلَى البَانِي وَتَمْدَحُ جُهْدَهُ=وَتَصُونُ صِدْقَ العَهْدِ لِلبُنْيَانِ
يَا ذَاتَ صَوْمَعَةٍ بِزُهْدِ تَقِيَّةٍ=يَا رَبَّةَ الإِحْسَاسِ وَالإِحْسَانِ
أَكْرَمْتِ مِلْءَ الحَمْدِ نُجْعَةَ شَاكِرٍ=وَنَصَرْتِ جُهْدًا أُمَّةَ القُرْآنِ
وَصَبَبْتِ حَرْفَ الشِّعْرِ كَأْسَ سُلافَةٍ=مَا انْفَكَّ يُصْبِي مُهْجَةَ الكَرَوَانِ
هَذِي فَضَائِلُكِ النَبِيلَةُ أَعْجَزَتْ=لُغَةَ الثَّنَاءِ تَعضُّ طَرْفَ بَنَانِي
فَإِلَيكِ مِنْ قَلْبِي السَّلامُ أَسُوقُهُ=فِي كُلِّ حِينٍ شَاهِدًا وَأَوَانِ
قَدْ قَالَ شِعْرِي مِنْ بَيَانِيَ مَا سَرَى=لِكِنْ شُعُورِي لَمْ يَقُلْهُ لِسَانِي