تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : البصمات



لطيفة أسير
20-08-2011, 03:07 AM
على غير العادة قررت في ذلك اليوم التوجه لمصلحة إدارية ، فمشوار اليوم لا بد فيه من الحضور الشخصي ، ولا تجوز فيه النيابة كما تعودت سابقا

ألحت علي أختي قبلها أن نصطحب معنا

" الحاج "

سيساعدنا في قضاء غرضنا وسنرجع بسرعة ، لكني رفضت قائلة

" مَِنا من الشعب "

أحببت أن ألتزم يما أقول دوما : لا للزبونية.. لا للمحسوبية .

وصلنا للمصلحة على الساعة الثانية عشر زوالا..أخذنا التذكرة وجلسنا ننتظردورنا

كان رقمنا 145 وكان الرقم الذي وصل إليه العداد آنذاك 92

آه سننتظر مرور 52 شخصا ..ما باليد حيلة

أخذنا مكاننا ..الحمد لله أنهم أعدوا للجميع كراسي ..فالمصلحة حديثة العهد ، وتجهيزاتها على مستوى جيد

بدأت أرقب المشهد ..رجال ونساء ..اطفال وشيوخ .. لفت انتباهي امرأة عجوز لم يرحموا شيبتها ولا مرضها ، ويلزمها أن تأخذ بالسنة الإدارية فلا رأفة هنا إلا بمن جاء ومعه " الحاج "

كانت أختي ترقب المشهد وتلاحظ تأففي وهي تقول مؤنبة

" أنت اللي مبغيتيش نجييبو معانا الحاج .. وتسناي مع الشعب "

ابتسمت قليلا و لزمت برج المراقبة مرارا وأنا أقول لاحول ولا قوة إلا بالله النساء فقدن صوابهن ، لباس شبه عار من الصغيرات والكبيرات أمر يثير الاشمئزاز ، والملفت أنه حتى الرجال ماعادت تغريهم هذه المناظر.. أهو ورع .. أم إصابة بالتخمة من كثرة ما ألفوا هذه المناظر الشاذة.

المهم مرت الساعة الأولى والعداد يتقدم ببطء شديد ، لفت انتباهي مرة أخرى وجود شاب في مقتبل العمر ألقي القبض عليه ، كان وجهه ممتقعا ، لسوء حظه أنه جاء ذاك اليوم ليجدد بطاقته الوطنية ، فاكتشف أن هناك بلاغا مقدما ضده منذ ثلاث سنوات فأمسكت به الأيدي " الأمينة " ريثما يعرض على الجهات المختصة.

في تلك الأثناء تناهى لمسامعنا صراخ ، وتعالت الأصوات ..أحد المواطنين في مشاداة كلامية مع أحد الموظفين ..هذا الأخير لم يتوان في استعمال سلطته بشطط كالعادة ،..

للأسف لا زالوا يتعاملون معنا وكأنهم السادة ونحن العبيد

" أجي أنت" .." نوض اللي موراه" .." بلاتي أنت "

طريقة استفزازية في المخاطبة أثارت حفيظتي .. إلى متى ستبقى إداراتنا بهذا الجفاء وهذا الفراغ العاطفي في التخاطب ؟؟؟؟؟؟

المهم أن ذاك المسكين جنى على نفسه ،أو جنت عليه البطاقة الشخصية ، فقد أمسكت به الأيدي " الأمينة" حيث نزل ولم يصعد بعدها .

مرت ثلاث ساعات من الانتظار .. أخيرا حان دورنا ..دفعنا الوثائق لقسم الاستقبال ،ثم صعدنا للقسم الموالي ثم نزلنا مجددا لنصل أخيرا إلى آخر قسم بصمت تلك البصمات اللعينة التي أتعبت يومي وجعلتني أزداد كرها لمثل هذه المشاوير.

آمال المصري
20-08-2011, 11:33 PM
وهل نجح معك شعار ( لا للزبونية.. لا للمحسوبية . ) ؟
المحسوبية والرشاوي باتت شعار الكثير من فئة الإداريين من الوظائف المختلفة
وقيلت على مرآي ومسمعي ( ادفع لو عاوز تمشي أمورك كما تريد )
أو عليك بالبيروقراطية وانتظر دورك بالطابور
همسة .. ( ولم ولن يأتي )
أبدعت أستاذة بلابل في نقل تلك الصورة الحية
ولكن عليك تعريب الأرقام ولا داعي لكلمة ( المهم ) التي تكررت بالنص
تحيتي الخالصة

نادية بوغرارة
21-08-2011, 03:42 AM
نحن دائما على أمل أن تتغير الأوضاع إلى المستوى المعقول المطلوب ،

لكن ،

الإدارة غالبا لا تكون إلا انعكاسا للحالة العامة للأفراد ،

و لن تفيد الثورة على الأوضاع ما لم نثُر على أفكارنا و سلوكنا أولا .

رأي فقط ..

بلابل السلام ،

شكرا على ما قدّمته لنا ، و تحية لقلمك الجميل .

:hat:

فاطمه عبد القادر
22-08-2011, 11:27 PM
ابتسمت قليلا و لزمت برج المراقبة مرارا وأنا أقول لاحول ولا قوة إلا بالله النساء فقدن صوابهن ، لباس شبه عار من الصغيرات والكبيرات أمر يثير الاشمئزاز ، والملفت أنه حتى الرجال ماعادت تغريهم هذه المناظر.. أهو ورع .. أم إصابة بالتخمة من كثرة ما ألفوا هذه المناظر الشاذة.



السلام عليكم عزيزتي بلابل
شكرا لك على هذة اللقطة من الواقع المروِّع الذي يستشري عندنا
ياه ,,,,ذكرتني بالذي مضى
كم كنت أكره هذة الأساليب ,,ومن يرفضها من أجل المبدأ سيذوق الأمرَّين
لو كان الأمر بيدي ,,,!
لكن للأسف ,هو ليس بيد أحد منّا ,إنه بيد العدو الذي يريدنا هكذا شعب متخلف مرتبك ساخط لا يملك إلا الغثيان
ما قلته أعلاه ,,
إنه ليس ورعا طبعا ,بل الأصابة بالتخمة ,كل شيء حسب التعويد
لذلك لا أحبذ المغالاة في اللبس مثل النقاب مثلا ,وأراه يشدُّ الناس للخلف ,وبدون العباءات التي تقيد النساء,بل تستطيع أن تلبس لباسا محتشما عمليا لا يقيدها ,وبنفس الوقت يسترها حسب الشرع
شكرا جزيلا لك
ماسة

لطيفة أسير
23-08-2011, 03:31 AM
وهل نجح معك شعار ( لا للزبونية.. لا للمحسوبية . ) ؟
المحسوبية والرشاوي باتت شعار الكثير من فئة الإداريين من الوظائف المختلفة
وقيلت على مرآي ومسمعي ( ادفع لو عاوز تمشي أمورك كما تريد )
أو عليك بالبيروقراطية وانتظر دورك بالطابور
همسة .. ( ولم ولن يأتي )
أبدعت أستاذة بلابل في نقل تلك الصورة الحية
ولكن عليك تعريب الأرقام ولا داعي لكلمة ( المهم ) التي تكررت بالنص
تحيتي الخالصة

بوركت أختي العزيزة رنيم
سرتني قراءتك ..وأسعدتني همساتك
كل التحية والتقدير
محبتي

لطيفة أسير
26-08-2011, 04:43 PM
نحن دائما على أمل أن تتغير الأوضاع إلى المستوى المعقول المطلوب ،

لكن ،

الإدارة غالبا لا تكون إلا انعكاسا للحالة العامة للأفراد ،

و لن تفيد الثورة على الأوضاع ما لم نثُر على أفكارنا و سلوكنا أولا .

رأي فقط ..

بلابل السلام ،

شكرا على ما قدّمته لنا ، و تحية لقلمك الجميل .

:hat:

أكيد أختي نادية أن عقلاياتنا تحتاج لأن نثور عليها لأنها المنطلق لأي تغيير في الواقع
ممتنة لمروركم الرائع دوما أخيتي
مودتي

لطيفة أسير
26-08-2011, 04:47 PM
ابتسمت قليلا و لزمت برج المراقبة مرارا وأنا أقول لاحول ولا قوة إلا بالله النساء فقدن صوابهن ، لباس شبه عار من الصغيرات والكبيرات أمر يثير الاشمئزاز ، والملفت أنه حتى الرجال ماعادت تغريهم هذه المناظر.. أهو ورع .. أم إصابة بالتخمة من كثرة ما ألفوا هذه المناظر الشاذة.



السلام عليكم عزيزتي بلابل
شكرا لك على هذة اللقطة من الواقع المروِّع الذي يستشري عندنا
ياه ,,,,ذكرتني بالذي مضى
كم كنت أكره هذة الأساليب ,,ومن يرفضها من أجل المبدأ سيذوق الأمرَّين
لو كان الأمر بيدي ,,,!
لكن للأسف ,هو ليس بيد أحد منّا ,إنه بيد العدو الذي يريدنا هكذا شعب متخلف مرتبك ساخط لا يملك إلا الغثيان
ما قلته أعلاه ,,
إنه ليس ورعا طبعا ,بل الأصابة بالتخمة ,كل شيء حسب التعويد
لذلك لا أحبذ المغالاة في اللبس مثل النقاب مثلا ,وأراه يشدُّ الناس للخلف ,وبدون العباءات التي تقيد النساء,بل تستطيع أن تلبس لباسا محتشما عمليا لا يقيدها ,وبنفس الوقت يسترها حسب الشرع
شكرا جزيلا لك
ماسة

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أختي فاطمة
سعيدة أنها نالت استحسانك ، واشاطرك الرأي فيما ذهبت إليه عزيزتي
مودتي وكل التقدير

ربيحة الرفاعي
26-02-2013, 10:14 PM
هذه المشاهد تتكرر باختلافات شكلية في كل ما حولنا، ولو دققت النظر قليلا لوجدتنا مسؤولين عن تكرارها في المقاطع من المشهد التي لا نكون نحن فيها المراجعين

شكوى مبررة من واقع مرير

دمت بكل الخير

تحاياي

براءة الجودي
28-02-2013, 11:37 AM
أسلوبك في السرد جيد وفكرة القصة جميلة تحكي من واقعنا المر , لو كان كل موظف يعمل بأمانة ويتناول الاس بالصف والترتيب أو يقدم الحالات الأكثر خطورة لما اصبحت هناك مشكلة

الرشوة لم ينهنا الإسلام عنها إلا لضرر وظلم سيقع بين الناس منها .

ابتسمت قليلا و لزمت برج المراقبة مرارا وأنا أقول لاحول ولا قوة إلا بالله النساء فقدن صوابهن ، لباس شبه عار من الصغيرات والكبيرات أمر يثير الاشمئزاز ، والملفت أنه حتى الرجال ماعادت تغريهم هذه المناظر.. أهو ورع .. أم إصابة بالتخمة من كثرة ما ألفوا هذه المناظر الشاذة
حتى وإن اعتاد الرجال على رؤية هذه المناظر فستظل تفتنهم ولن يُتخموا منها لأن الرجل قد يعتاد على رؤية زوجته إلا أنها تظل تفتنه ويتشوق غليها بين فترى وأخرى , فتأملي ..!
ولو كانت النساء يطعن كلام الله ورسوله ويسدلن الخمار فوق رؤوسهن ويغطين أوجههن لما حدثت الفتن والمشاكل الكثيرة , لأن الوجه أساس الفتنة , ومن أحاديث الحج أن المرأة لاتلبس النقاب والقفاز لكن إن حضر الأجانب عنها تستر وجهها وهذ دليل عظيم على أن المرأة في صدر الإسلام حينما أنزلت آية الحجاب كانت مأمورة بإسدال الخمار من راسها وتغطية وجهها وجسدها لأنها لؤلؤة مكنونة بداخل صدفة لايراها إلا محارمها , وكذلك قبل حدوث حادثة الإفك حينما مر صفوان رضي الله عنه بعد نهاية المعركة ورأى عائشة رضي الله عنها فعرفها ولما انتبت له غطت وجهها فهل بعد ذلك يقول البعض أن ماامر الله به ورسوله تشددا ..! وان ايتساهلون به الناس من ترك هذه الأوامر أنه صوابا .
تحياتي للجميع

لانا عبد الستار
04-04-2013, 06:03 PM
الإدارة جزء من النظام، تشبهه في نمطها وأساليب تعاملها
قصة جميلة فيها قهر نعرف معناه
أشكرك

ناديه محمد الجابي
04-04-2013, 07:46 PM
الروتين العقيم والبيروقراطية المعطلة الضارة
مشاكل متكررة في كل بلداننا العربية
ولو حرص كل مسؤول وموظف على أن يعامل
الناس كمايحب أن يعاملوه, وأدى واجبه بصدق
وأمانة وإخلاص وتفان و وراقب الله في عماله
ولا يتسبب في تعطيل العمل لأي سبب كان, لأنتهت
كل تلك المشاكل.
الجميل أن عين الأديب هى آلة تصوير يحملها معه
أينما كان فتسجل وتمتع فسلمت يداك .

كاملة بدارنه
05-04-2013, 09:38 PM
الانتظار المقيت والمهين أحيانا لقضاء حاجة ما في المؤسّسات الحكوميّة وغيرها يهدر من الوقت وأحيانا من (الكرامة)

إلى متى ستبقى إداراتنا بهذا الجفاء وهذا الفراغ العاطفي في التخاطب ؟؟؟؟؟؟

في مثل هذه المواقف يحتاج المواطن للاحترام وإعطاء القيمة له، ولا أظنّه يحتاج لعاطفة المسؤول أو الموظّف
قصّتك ناقدة ومصوّرة بدقّة لما يجري هناك
بوركت
تقديري وتحيّتي

نداء غريب صبري
01-07-2013, 09:55 PM
قصة واقعية جميلة ومؤثرة

شكرا لك اختي لطيفة

بوركت