مشاهدة النسخة كاملة : أوَ يُعدُّ هذا فَصاحةً ؟!!
ربيع بن المدني السملالي
21-08-2011, 03:24 AM
أوَ يُعدُّ هذا فَصاحةً ؟!!
قال القرطبي في تفسيره ( الجامع لأحكام القرآن ) : حكى الأصمعيُّ ( رحمه الله ) قال : سمِعْتُ جاريةً أعرابيةً تُنْشِدُ وتقول :
أسْتغْفِرُ اللهَ لذنبي كـلِّه ... قبَّلْتُ إنسانا بغيرِ حلِّــــه
مثلُ الغزالِ ناعِماً في دَله ... فانتصف الليلُ ولـم أصله
فقلْتُ : قاتلكِ الله ما أفصحكِ ! فقالتْ : أوَ يُعدُّ هذا فَصاحةً مع قوله تعالى : " {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } [القصص: 7]
فجمع في آيةٍ واحدة بين أمرين ونهيين وخبرين وبِشارتين . اهـ
قلتُ : جاء في كتاب (( لباب الآداب)) لابن مُنقذ : قد رُوي عن الأصمعي رحمه الله : اجتَزتُ ببعضِ أحياء العربِ ، فرأيتُ صبيّةً معها قِربةٌ فيها ماءٌ وقد انحلّّ وِكاءُ فمِها . فقالت : يا عمِّ ، أدركْ فاها ، غلبَنِي فوها ، لا طاقةَ لي بفيها . فأعنتُها ، وقلتُ : يا جاريةُ ، ما افصَحَكِ ! فقالت : يا عمّ ، وهل تركَ القُرآن لأحدٍ فصاحةًً ؟ وفيه آيةٌ فيها خبران وأمران ونهيان وبشارتان ! قلتُ : وما هي : قالتْ : قوله تعالى : {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ }[القصص: 7] قال : فرجعتُ بفائدةٍ ، وكأنّ تلكَ الآية ما مرّت بمسامِعي !! . اهـ
ووقعت رواية أخرى مشابهة لهذه في كتاب (( الأذكياء )) لابنِ الجوزي ، وهي كالتالي : قال الأصمعي : بينا أنا في بعض البوادي إذ أنا بصبيّ معه قِربةٌ قد غلبته فيها ماء ، وهو ينادي : يا أبتِ أدرك فاها غلبني فوها لا طاقةَ لي بفيها . قال الأصمعي فوالله لقد جمع العربية في ثلاث .
قالَ ربيع بنُ المدني السملالي :
نقلتُ هذه الدّرة من كتابي (( لطائف الأجوبة )) يسّر الله طبعه ونشرَه
ربيحة الرفاعي
21-08-2011, 03:48 AM
أليس من الملفت اجتماع أن يكون راوي القصص الثلاث هو الأصمعي!
وأن تلتقي الأوليين في الإخبار بإعجاز الآية الكريمة
وتلتقي التانية والثالثة في بلاغة تعبير حامل الجرة
مما يجعلها معا مدعاة للإدعاء باختلاقها -أو بعضها- من قبله ، أو ممن روى عنه
عذرا أيها الكريم ولكن هذا الح عليّ لحظة قراءتها فقلت ابوح
تحيتي
دمت بألق
ربيع بن المدني السملالي
21-08-2011, 04:01 AM
أليس من الملفت اجتماع أن يكون راوي القصص الثلاث هو الأصمعي!
وأن تلتقي الأوليين في الإخبار بإعجاز الآية الكريمة
وتلتقي التانية والثالثة في بلاغة تعبير حامل الجرة
مما يجعلها معا مدعاة للإدعاء باختلاقها -أو بعضها- من قبله ، أو ممن روى عنه
عذرا أيها الكريم ولكن هذا الح عليّ لحظة قراءتها فقلت ابوح
تحيتي
دمت بألق
بارك الله فيك أختي الفاضلة ربيحة / نحن حين نسوقُ خبرا أو حكايةً أو طرفة من كتب الأدب لا يعني أننا سنبني عليها حكما شرعيا كما هو معلوم / ولكن للاستئناس فقط ولأخذ العبرة ، ولا يخفاك أن جلّ كتب الأدب تسوقُ الأخبار بلا إسناد . ثمّ كما هو معلوم لديكم المثبتُ مقدّم على النّافي ، وإذا أردنا أن ننفي شيئا يجب علينا أن يكون عندنا دليل أوضح من الشمس في رابعة النهار ...
واعلمي بارك الله فيك أن اختلاف الألفاظ ليس بدعا حتى في رواية الحديث ويكون الراوي واحدا في الغالب ، حتى لقد أُلفتْ كتب ومؤلفات في ذلك ، وأرجو أن تراجعي فتح الباري للحافظ ابن حجر لتري العجب العجاب في اختلاف ألفاظ الأحاديث ، لأن الحافظ ابن حجر عند شرحه للأحاديث ، يأتي بجميع الألفاظ التي رويت في كتب السنة الأخرى . وهذا علم مستقل له مظانّه جزاك الله خيرا أستاذتنا الكريمة ..
سررت وتشرفت بمرورك
صفاء الزرقان
21-08-2011, 04:15 AM
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } صدق الله العظيم
جزاك الله خيراً لنقل هذه الدرة
حيث جعلتنا نتدبر روعة آية كريمة طالما قرأناها و لكنني شعرت اليوم بجمالية تركيبها و روعة اسلوب الخطاب الالهي لام على وشك ان تقذف ابنها في اليم فهو امر ظاهره هلاك و باطنه رحمة فالخالق الذي خاطب عبده قائلاً " واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا" صدق الله العظيم, دعانا الى الصبر و قرن ذلك بأقصى درجات الرعاية و الاحاطة و الحماية في قوله "فإنك بأعيننا"فيسكن قلب القارئ و تهدأ روحه مطمئنة بتلك الحماية .
الاية الكريمة التي نقلتها في نصك تناولت مشاهد تحتاج لعمرٍ كي تحدث . فبعد هذا الخطاب الرباني سترميه امه بتسليمٍ و انصياع لخالقها في اليم فالناظر يرى انها قتلت ابنها غير مدركٍ انها بذلك تحميه من موت محتم على يد فرعون لقصورٍ في عقولنا عن ادراك الحكم الربانية لما يحدث لنا . ثم اخبرها الله بأن اليم سيضعه على الساحل و بعدها يرده الله لها ثم يبلغ عمر التكليف و التبليغ بالرسالة الربانية فيكون رسولاً اجتباه الله بتبليغ رسالته . اذا تدبرنا هذه الاية و قصة سيدنا موسى اطمأنت قلوبنا و خفت همومنا لان القصة بدأت بصورة توحي بموته عليه السلام طفلاً و لكن الامر انتهى بأن كان رسولاً . امه تقدم صورة العبد الخاضع الواثق بأن كل ما سيختاره الله له سيكون فيه الخير الكثير , ما احوجنا للتسليم و الخضوع للخالق الكريم .
إن ربًا كفاك ماكان بالأمس...سيكفيك في غدٍ ما يكون
اسأل الله ان يعينك على نشر كتابك
تحيتي و تقديري
نادية بوغرارة
21-08-2011, 04:26 AM
أوَ يُعدُّ هذا فَصاحةً ؟!!
و كل فصاحة لا تعدّ أمام كلام الله المنزّل ، سبحانه و تعالى .
الأخ ربيع بن المدني السملالي ،
شكرا لك على هذه الدرة و أسأل الله تعالى أن ييسّر لك نشر الكتاب ،
و إتحافنا بما تستطيعه من درره على صفحات الواحة .
بوركت .
ربيع بن المدني السملالي
21-08-2011, 04:28 AM
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } صدق الله العظيم
جزاك الله خيراً لنقل هذه الدرة
حيث جعلتنا نتدبر روعة آية كريمة طالما قرأناها و لكنني شعرت اليوم بجمالية تركيبها و روعة اسلوب الخطاب الالهي لام على وشك ان تقذف ابنها في اليم فهو امر ظاهره هلاك و باطنه رحمة فالخالق الذي خاطب عبده قائلاً " واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا" صدق الله العظيم, دعانا الى الصبر و قرن ذلك بأقصى درجات الرعاية و الاحاطة و الحماية في قوله "فإنك بأعيننا"فيسكن قلب القارئ و تهدأ روحه مطمئنة بتلك الحماية .
الاية الكريمة التي نقلتها في نصك تناولت مشاهد تحتاج لعمرٍ كي تحدث . فبعد هذا الخطاب الرباني سترميه امه بتسليمٍ و انصياع لخالقها في اليم فالناظر يرى انها قتلت ابنها غير مدركٍ انها بذلك تحميه من موت محتم على يد فرعون لقصورٍ في عقولنا عن ادراك الحكم الربانية لما يحدث لنا . ثم اخبرها الله بأن اليم سيضعه على الساحل و بعدها يرده الله لها ثم يبلغ عمر التكليف و التبليغ بالرسالة الربانية فيكون رسولاً اجتباه الله بتبليغ رسالته . اذا تدبرنا هذه الاية و قصة سيدنا موسى اطمأنت قلوبنا و خفت همومنا لان القصة بدأت بصورة توحي بموته عليه السلام طفلاً و لكن الامر انتهى بأن كان رسولاً . امه تقدم صورة العبد الخاضع الواثق بأن كل ما سيختاره الله له سيكون فيه الخير الكثير , ما احوجنا للتسليم و الخضوع للخالق الكريم .
إن ربًا كفاك ماكان بالأمس...سيكفيك في غدٍ ما يكون
اسأل الله ان يعينك على نشر كتابك
تحيتي و تقديري
بارك الله فيك أختي الكريمة صفاء لقد أحسنت الاحسان كله بهذا التعليق ، ولعل من المفيد أن أنقل لك ما قاله سيّد قُطب عن هذه الآيات البينات في كتابه العظيم ( في ظلال القرآن ) :
(( لقد ولد موسى في ظل تلك الأوضاع القاسية التي رسمها قبل البدء في القصة ; ولد والخطر محدق به , والموت يتلفت عليه , والشفرة مشرعة على عنقه , تهم أن تحتز رأسه . .
وها هي ذي أمه حائرة به , خائفة عليه , تخشى أن يصل نبؤه إلى الجلادين , وترجف أن تتناول عنقه السكين ها هي ذي بطفلها الصغير في قلب المخافة , عاجزة عن حمايته , عاجزة عن إخفائه , عاجزة عن حجز صوته الفطري أن ينم عليه ; عاجزة عن تلقينه حيلة أو وسيلة . . ها هي ذي وحدها ضعيفة عاجزة مسكينة .
هنا تتدخل يد القدرة , فتتصل بالأم الوجلة القلقة المذعورة , وتلقي في روعها كيف تعمل , وتوحي إليها بالتصرف:
(وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه , فإذا خفت عليه فألقيه في اليم , ولا تخافي ولا تحزني). .
يا لله ! يا للقدرة ! يا أم موسى أرضعيه . فإذا خفت عليه وهو في حضنك . وهو في رعايتك . إذا خفت عليه وفي فمه ثديك , وهو تحت عينيك . إذا خفت عليه (فألقيه في اليم)!! (ولا تخافي ولا تحزني)إنه هنا . . في اليم . . في رعاية اليد التي لا أمن إلا في جوارها , اليد التي لا خوف معها . اليد التي لا تقرب المخاوف من حماها . اليد التي تجعل النار بردا وسلاما , وتجعل البحر ملجأ ومناما . اليد التي لا يجرؤ فرعون الطاغية الجبار ولا جبابرة الأرض جميعا أن يدنوا من حماها الآمن العزيز الجناب .
(إنا رادوه إليك). . فلا خوف على حياته ولا حزن على بعده . . (وجاعلوه من المرسلين). . وتلك بشارة الغد , ووعد الله أصدق القائلين .
هذا هو المشهد الأول في القصة . مشهد الأم الحائرة الخائفة القلقة الملهوفة تتلقى الإيحاء المطمئن المبشر المثبت المريح . وينزل هذا الإيحاء على القلب الواجف المحرور بردا وسلاما . ولا يذكر السياق كيف تلقته أم موسى , ولا كيف نفذته . إنما يسدل الستار عليها , ليرفعه فإذا نحن أمام المشهد الثاني:
(فالتقطه آل فرعون). .
أهذا هو الأمن ؟ أهذا هو الوعد ؟ أهذه هي البشارة ؟
وهل كانت المسكينة تخشى عليه إلا من آل فرعون ؟ وهل كانت ترجف إلا أن ينكشف أمره لآل فرعون ? وهل كانت تخاف إلا أن يقع في أيدي آل فرعون ؟
نعم ! ولكنها القدرة تتحدى تتحدى بطريقة مكشوفة . تتحدى فرعون وهامان وجنودهما . إنهم ليتتبعون الذكور من مواليد قوم موسى خوفا على ملكهم وعرشهم وذواتهم . ويبثون العيون والأرصاد على قوم موسى كي لا يفلت منهم طفل ذكر . .
فها هي ذي يد القدرة تلقي في أيديهم بلا بحث ولا كد بطفل ذكر . وأي طفل ؟ إنه الطفل الذي على يديه هلاكهم أجمعين ! ها هي ذي تلقيه في أيديهم مجردا من كل قوة ومن كل حيلة , عاجزا عن أن يدفع عن نفسه أو حتى يستنجد ! ها هي ذي تقتحم به على فرعون حصنه وهو الطاغية السفاح المتجبر , ولا تتعبه في البحث عنه في بيوت بني إسرائيل , وفي أحضان نسائهم الوالدات !
ثم ها هي ذي تعلن عن مقصدها سافرة متحدية:
(ليكون لهم عدوا وحزنا).
ليكون لهم عدوا يتحداهم وحزنا يدخل الهم على قلوبهم ...))
ربيع بن المدني السملالي
21-08-2011, 04:49 AM
أوَ يُعدُّ هذا فَصاحةً ؟!!
و كل فصاحة لا تعدّ أمام كلام الله المنزّل ، سبحانه و تعالى .
الأخ ربيع بن المدني السملالي ،
شكرا لك على هذه الدرة و أسأل الله تعالى أن ييسّر لك نشر الكتاب ،
و إتحافنا بما تستطيعه من درره على صفحات الواحة .
بوركت .
شاعرتنا وأديبتنا الكبيرة ( نادية بو غرارة ) مرورك المشرّف قد أضفى الشرعية على هذا الصفحة بارك الله فيك أيتها الرائعة ...
وأسأل الله أن يستجب لدعائكما في هذه العشر الأواخر ( أنت والأخت صفاء ) ..
ربيحة الرفاعي
21-08-2011, 09:42 AM
بارك الله فيك أختي الفاضلة ربيحة / نحن حين نسوقُ خبرا أو حكايةً أو طرفة من كتب الأدب لا يعني أننا سنبني عليها حكما شرعيا كما هو معلوم / ولكن للاستئناس فقط ولأخذ العبرة ، ولا يخفاك أن جلّ كتب الأدب تسوقُ الأخبار بلا إسناد . ثمّ كما هو معلوم لديكم المثبتُ مقدّم على النّافي ، وإذا أردنا أن ننفي شيئا يجب علينا أن يكون عندنا دليل أوضح من الشمس في رابعة النهار ...
واعلمي بارك الله فيك أن اختلاف الألفاظ ليس بدعا حتى في رواية الحديث ويكون الراوي واحدا في الغالب ، حتى لقد أُلفتْ كتب ومؤلفات في ذلك ، وأرجو أن تراجعي فتح الباري للحافظ ابن حجر لتري العجب العجاب في اختلاف ألفاظ الأحاديث ، لأن الحافظ ابن حجر عند شرحه للأحاديث ، يأتي بجميع الألفاظ التي رويت في كتب السنة الأخرى . وهذا علم مستقل له مظانّه جزاك الله خيرا أستاذتنا الكريمة ..
سررت وتشرفت بمرورك
لم يكن اختلاف الألفاظ ما أشرت إليه في مداخلتي ايها الكريم
بل هو اختلاف تفاصيل الحدث الواحد، وروايته في الحالين عن نفس الشخص وهو هنا الأصمعي
أقصد أن القصة الثانية جاءت مشتركة مع الأولى في انتفاء الفصاحة عن مقولة تلك التي يخاطبها الأصمعي، أمام عظيم الفصاحة في قوله تعالى
" {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } [القصص: 7] وما فيه من أمرين ونهيين وخبرين وبِشارتين في آيةٍ واحدة.
هذا مع اختلاف كلّي في شخصية المرأة التي نقل عنها ذلك ، واختلاف ايضا مقولتها التي رأى فيها الأصمعي فصاحة
كما وجاءت القصة الثانية نفسها مشتركة مع القصة الثالثة في المقولة البليغة المروية عن من يخاطبه الأصمعي
" يا عمِّ ( أبتِ)، أدركْ فاها ، قد غلبَنِي فوها ، لا طاقةَ لي بفيها "
مع اختلاف الشخص الذي تغير من صبية لغلام
ولست هنا أنفي أو أثبت أيا من النصوص ، ولا غابت عني غايتنا المعتادة من نقلها للاستئناس وأخذ العبرة ، كما ولم يكن في مداخلتي ما يلوّح بانتقاص من الموضوع، فمحوره قيّم وملهم، إنما هي وقفة عند اختلاف وتعدد هذا النوع من الروايات بما تصورته جوهريا لاتصاله بالحدث واشخاصه، وكنت وددت لو أفدتنا بشأنه لما ألحظ من علمك الغزير وتوغلك في غابات متشابكة الأغصان مدهامة من تراثنا الأدبي وما حملت لنا أمهات الكتب من موروث.
أكرر تحيتي
دمت بكل الألق
ربيع بن المدني السملالي
21-08-2011, 03:17 PM
لم يكن اختلاف الألفاظ ما أشرت إليه في مداخلتي ايها الكريم
بل هو اختلاف تفاصيل الحدث الواحد، وروايته في الحالين عن نفس الشخص وهو هنا الأصمعي
أقصد أن القصة الثانية جاءت مشتركة مع الأولى في انتفاء الفصاحة عن مقولة تلك التي يخاطبها الأصمعي، أمام عظيم الفصاحة في قوله تعالى
" {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } [القصص: 7] وما فيه من أمرين ونهيين وخبرين وبِشارتين في آيةٍ واحدة.
هذا مع اختلاف كلّي في شخصية المرأة التي نقل عنها ذلك ، واختلاف ايضا مقولتها التي رأى فيها الأصمعي فصاحة
كما وجاءت القصة الثانية نفسها مشتركة مع القصة الثالثة في المقولة البليغة المروية عن من يخاطبه الأصمعي
" يا عمِّ ( أبتِ)، أدركْ فاها ، قد غلبَنِي فوها ، لا طاقةَ لي بفيها "
مع اختلاف الشخص الذي تغير من صبية لغلام
ولست هنا أنفي أو أثبت أيا من النصوص ، ولا غابت عني غايتنا المعتادة من نقلها للاستئناس وأخذ العبرة ، كما ولم يكن في مداخلتي ما يلوّح بانتقاص من الموضوع، فمحوره قيّم وملهم، إنما هي وقفة عند اختلاف وتعدد هذا النوع من الروايات بما تصورته جوهريا لاتصاله بالحدث واشخاصه، وكنت وددت لو أفدتنا بشأنه لما ألحظ من علمك الغزير وتوغلك في غابات متشابكة الأغصان مدهامة من تراثنا الأدبي وما حملت لنا أمهات الكتب من موروث.
أكرر تحيتي
دمت بكل الألق
بارك الله فيك أستاذتنا الكريمة ، وجزاك الله خيرا على التّوضيح
أخلص التحايا
محمود فرحان حمادي
21-08-2011, 06:52 PM
الحكمة ضالة المؤمن
يطلبها وينشدها كل وقت وحين
شكرًا لك أخي الفاضل ربيع
على اختياراتك التي تنم عن ذوق أدبي رفيع
أشد على يديك في الاسترسال واجهاد النفس في نقل مثل هذه الدرر
بوركت وسلمت
تحياتي
ربيع بن المدني السملالي
22-08-2011, 05:55 PM
الحكمة ضالة المؤمن
يطلبها وينشدها كل وقت وحين
شكرًا لك أخي الفاضل ربيع
على اختياراتك التي تنم عن ذوق أدبي رفيع
أشد على يديك في الاسترسال واجهاد النفس في نقل مثل هذه الدرر
بوركت وسلمت
تحياتي
بارك الله فيك شاعرنا وأستاذنا الكبير( محمود فرحان حمادي ) ، حضورك يضفي الشرعية والشرف على مواضيعي / جزاك الله خيرا
نداء غريب صبري
23-08-2011, 03:27 PM
" يا أبت أدرك فاها ، قد غلبني فوها، لا طاقة لي بفيها "
جعلني ابي احفظها في الخامسة من عمري
ضمن نصوص قصيرة كان يحدثنا بها في الأمسيات ويأمرنا بحفظ جمل منها صغيرةـ أخبرنا حين كبرنا انه اراد منها خلق ميزان لغوي في داخلنا
موضوع جميل
شكرا لك أخي
بوركت
ربيع بن المدني السملالي
24-08-2011, 04:03 PM
" يا أبت أدرك فاها ، قد غلبني فوها، لا طاقة لي بفيها "
جعلني ابي احفظها في الخامسة من عمري
ضمن نصوص قصيرة كان يحدثنا بها في الأمسيات ويأمرنا بحفظ جمل منها صغيرةـ أخبرنا حين كبرنا انه اراد منها خلق ميزان لغوي في داخلنا
موضوع جميل
شكرا لك أخي
بوركت
بارك الله فيك أختي الفاضلة ( نداء ) حضورك دائما متميّزا ، سررتُ وتشرّفت
ودمت موفقة كما أنت الآن ..
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir