مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة :أخ أخ بقلم د. خليل انشاصي
خليل انشاصي
24-08-2011, 07:04 PM
قصة قصيرة
أخ أخ بقلم د. خليل انشاصي
أبو عبد الله
خرجت من عند أبيها تبكي
وبعد قليل خرجت من عند زوجها تبكي
ثم عند الظهر خرجت من عند أخيها تبكي
ثم عصراً خرجت من عند جدها تبكي
كان ولدها ذي الخمسة عشر عاماً يرافقها كظلها كلما دخلت أو خرجت عند أحدهم ويتعجب من كثرة بكاءها منهم وقال في نفسه والألم يعصره :
أربعة أقارب تربطهم بى وبها أقوى العلاقات تخرج من عندهم باكية بحرقه ......ما هذا ؟
فتجرأ واقترب منها وسألها : فيما البكاء يا أمي ؟ :
قالت – أبوك يريد أن يطلقني
_ لماذا ؟
_ لأتي لن أرث شيئاً من أرض أبي
_ هذا أبي ، وأبيك ماذا ، أيريد أن يطلقك أيضاً
_ لا يا سالم أبي قال لي لن تنالين من أرضي متراً واحداً فالأرض سأورثها كلها لأولادي
_ وخالي ما له أبكاكي ؟
_قالت : قال لي أخي : يرضيني ما يرضي أبي فاقبلي بذلك فهذا حال كل البنات عندنا ، فالأولاد يرثون أما البنات فلا .
_ وماذا قلتِ له
_ قالت : قلت : هذا يرضي من ؟ أيرضي الله ورسوله هذا ؟
_ فقال يكفي أنه يرضينا ونهرهني قائلاً لي : انصرفي فهذا قدرك وعليكِ أن تقبلي به ،
_ سألته أهذا رأيك ؟ قال : بل رأي أبي وجدي وكل أخوتي وعلينا إطاعتهم جميعاً فهذه أمك لم ترث من أبيها متراًَ من الأرض أم نسيتِ وكذلك كل خالاتكِ وعماتك أم نسيتِ هذا ؟
وبعد أيام عادت لبيت أبيها مطلقة ومعها حفنة أولاد فأسكنوها وأولادها في غرفة منعزلة تخلو من أية مظاهر للحياة الهانئة .
ومضى قرابة عام على تلك الحال
وفي صباح يوم فزع أهل الحي الذي يسكنون به لحضور مجموعة من سيارات ألإسعاف مرة واحدة ، كان سالم وإخوته الصغار يقفون ويصيحون كلما أخرج أحد الموتى قال سالم :
_ هذه جثة جدي
وحين مر المسعفون بجثة أخري قال :
وهذه جثة خالي الكبير
ثم مرت أخرى فقال : وهذه جثة خالي وهذه جثة أبي ، فعد حوالي عشرة جثث حتى قال مع آخر جثة
: وهذه جثت أمي
وحين مرت جثة أمه صرخ وقال : لماذا أكلت من طعامهم ... ففي العادة لا تأكلين من الطعام إلا ما تصنعينه بنفسك أم اشتهيتِ طعامهم لأنكِ منهم لقد لقيتِ نفس المصير فلن ترثي شيئاً من الأرض مثلهم ، وما أنهى كلامه حتى ألقى عليه القبض أربعة رجال وساقوه إلى شرطة المدينة مكبلاً .
قصة قصيرة : أخ أخ
بقلم الأديب الفلسطيني د. خليل انشاصي
أبو عبد الله
(khalilyoss@hotmail.com)
أحمد عيسى
24-08-2011, 08:55 PM
هو زمن تداعت فيه العلاقات الاجتماعية لصالح الطمع والجشع ، يرضون أنفسهم ويغضبون الله ،،
قصة رصدت هذه المطامع البشرية ، والرغبة في الانتقام ، وفي النهاية اصاب الانتقام صاحبه ، لأن الدم لا يكون ماء ، فقد أكلت معهم من نفس الطبق " المسموم "
جميلة صياغتك
لك خالص الود
آمال المصري
24-08-2011, 09:22 PM
تنازع عليه الجمع ... وتركوه وجيل يجهل مصيره
رائعة نقلت لنا صورة حية لأفكار بالية ببعض المجتمعات التي تحرم الإناث حقهم وترى أن الذكور أحق بالميراث
فكان الإرث غضبا
دمت أديبنا بالخير والرضا
وكل عام وأنت بخير
خليل انشاصي
25-08-2011, 04:16 PM
هو زمن تداعت فيه العلاقات الاجتماعية لصالح الطمع والجشع ، يرضون أنفسهم ويغضبون الله ،،
قصة رصدت هذه المطامع البشرية ، والرغبة في الانتقام ، وفي النهاية اصاب الانتقام صاحبه ، لأن الدم لا يكون ماء ، فقد أكلت معهم من نفس الطبق " المسموم "
جميلة صياغتك
لك خالص الود
نعم أخي أحمد هو بالفعل زمن تدراعي منظومة العلاقات سواء بين الأقارب والأباعد فاختلفت الضوابط والقوانين حيث خرج منها الكثير من القيم النبيله ودخلها الكثير من العادات والمفاهيم التي تكرس المادية والجفاء والظلم حيث ابتعدت الرحمة والعدل ، وكانت المرأة هي كبش الفداء فكثيراً ما نسمع عن نساء ابتعد عنهم قطر السعادة لأجل هذا البسبب ، فرأينا كم كان الانتقام مؤلماً إلا أنه بحجم المعاناة إلا أن الأمر لا يعدو أن يكون عنف قام في مواجهة عنف يحمل من الشراسة والألم ما يكون حجمه كافياً لهدم مجموعة كبيرة من منظومة العلاقات والقيم ، عسى الله أن يهدي الجميع لأقرب من هذا رشدا .
شكراً أخي العزيز لمرورك الكريم ولتعليقك الهادف وعلى الخير نلتقي لنرتقي بارك الله بك .
وتقبل خالص تحياتي وتقديري واحترامي ولك من الود خالصة .
أبو عبد الله
د. خليل انشاصي
غزة / فلسطين .
خليل انشاصي
25-08-2011, 04:49 PM
تنازع عليه الجمع ... وتركوه وجيل يجهل مصيره
رائعة نقلت لنا صورة حية لأفكار بالية ببعض المجتمعات التي تحرم الإناث حقهم وترى أن الذكور أحق بالميراث
فكان الإرث غضبا
دمت أديبنا بالخير والرضا
وكل عام وأنت بخير
الأخت الأديبة والقاصة الكريمة / رنيم مصطفى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
إن ما نراه وما نسمع به غيض من فيض فكأنما الرحمة ضعف والعدل سبة يراهما الناس ، فالخلل الحاصل في الكثير من القيم ينذر بالخطر فما الطمع وما الجشع في زماننا هذا إلا عنوان لمرحلة لا يعلم ما ستصل إلية وما ستكون نتائجة إلا الله ، فتلك أضحت ظاهرة وما نقرأه وما نسمع به إلا القليل مما يظهر على السطح فهل من تلاف ؟ لعل العقلاء في المجتمع يعبروا عن رايهم فيما يحدث حقيقة وكأن الأمر أصبح سمة تميز هذا العضر ،فهناك ظالم ومظلوم ولا بد للظالم أن يرفع يده عن المظلوم ويتقي الله فيما هو فاعله .
مزيد الشكر لمروك الكريم ولتعليقك الذي وع النقاط على الحروف
تقبلي تحياتي وتقديري واحترامي .
أبو عبد الله
د. خليل انشاصي
غزة / فلسطين .
نزار ب. الزين
25-08-2011, 09:58 PM
أخي المكرم الدكتور خليل
لا زالت بعض المجتمعات و خاصة الريفية منها
تحرم النساء من الميراث بحجة بقاء الملك باسم العائلة
و لا شك أن هذا العرف ظالم ، فإلى متى ؟
***
أخي العزيز
قدمت نصا إجتماعيا عالجته بأسلوب مشوق و لغة مكينة
أما النهاية فكانت غريبة و غير متوقعة
سلم يراعك و دمت متألقا
نزار
كاملة بدارنه
25-08-2011, 10:08 PM
هو الظّلم الذي يؤدّي إلى الحقد، فتأكل نيرانه قلب صاحبه، وتحرق حياة كثيرين...
قد يكون المال أحيانل نقمة وليس نعمة، وكذلك الأولاد
شكرا لك أخ خليل على قصّتك التي سلّطت الضّوء على قضيّة هامّة
تقديري وتحيّتي
(اسمح لي بتصحيح ما ورد من أخطاء: ذو- بكائها- فيمَ- وأبوك- تنالي- أبكاكِ- عشر جثث- جثّة )
خليل انشاصي
25-08-2011, 11:12 PM
أخي المكرم الدكتور خليل
لا زالت بعض المجتمعات و خاصة الريفية منها
تحرم النساء من الميراث بحجة بقاء الملك باسم العائلة
و لا شك أن هذا العرف ظالم ، فإلى متى ؟
***
أخي العزيز
قدمت نصا إجتماعيا بأسلوب مشوق و لغة مكينة
سلم يراعك و دمت متألقا
نزار
سيدي وأستاذي وأخي الكبير / نزار ب. الزين حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
مررت فبررت وعلقت فأنرت ، كم سعدت بهذا المرور الكريم من أستاذ كبير بحجم مجرة من فرح ، وكم أنا فخور بتقريظك لما أكتب
نعم سيدي : لا زالت بعض المجتمعات و خاصة الريفية منها تحرم النساء من الميراث بحجة بقاء الملك باسم العائلة و لا شك أن هذا العرف ظالم ، فإلى متى ؟ هذا السؤال الذي لا نملك جواب ولن يكون إلا بعد نتبع تعاليم ديننا الحنيف الذي نص بقرآنه وحديثه على إعطاء المرأه حقوقها كاملة دون بخس ، فهذا الحق الذي تجنب الكثيرون عن دربه طغياناً وإجحافاً وإعراضاً يحمل من الظلم ما تنوء بحمله الشم العوالي ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وماذا على الزعماء والعلماء وأولي الأمر أن يقوموا مشكورين بإيضاح خطر السبيل وبرفع الظلم عن النساءلكن كما يقال : أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي .
تقبل مني عظيم التحية والتقدير والاحترام ونلتقي لنرتقي إن شاء الله .
أخوكم :
أبو عبد الله
د.خليل انشاصي
غزة / فلسطين .
خليل انشاصي
25-08-2011, 11:31 PM
هو الظّلم الذي يؤدّي إلى الحقد، فتأكل نيرانه قلب صاحبه، وتحرق حياة كثيرين...
قد يكون المال أحيانل نقمة وليس نعمة، وكذلك الأولاد
شكرا لك أخ خليل على قصّتك التي سلّطت الضّوء على قضيّة هامّة
تقديري وتحيّتي
(اسمح لي بتصحيح ما ورد من أخطاء: ذو- بكائها- فيمَ- وأبوك- تنالي- أبكاكِ- عشر جثث- جثّة )
الأخت الكريمة / الأديبة كاملة بدارنه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
شكراً لمرورك الكريم ولتعليقك اللطيف ومشاركتك بفاعلية في تصيح بعض الأخطاء وهذا كرم منك ، وإن كان لي عذر فهو واهٍ وهو: أنني كتبت القصة منذ سنوات ولم أرجعها أو أدققها بعد ذلك ختي قمت بالتبيه فجزاك الله خيراً كثيراً.
وبالفعل قد يكون المال والأولاد فتنه أو نقمة بل هذا هو الواقع المشاهد .
سيدتي لك خالص الود والاحترام .
ونلتقيك على الخير على الوام إن شاء الله .
أبو عبد الله
د. خليل انشاصي
غزة / فلسطين .
خليل انشاصي
26-08-2011, 08:06 AM
الأخت الكريمة / الأديبة كاملة بدارنه
شكراً لمرورك الكريم ولتعليقك اللطيف ومشاركتك بفاعلية في تصحيح بعض الأخطاء وهذا كرم منك ، وإن كان لي عذر فهو واهٍ وهو: أنني كتبت القصة منذ سنوات ولم أراجعها أو أدققها بعد ذلك حتى قمت أنت بالتنبيه فجزاك الله خيراً كثيراً.
وبالفعل قد يكون المال والأولاد فتنه أو نقمة بل هذا هو الواقع المشاهد .
سيدتي لك خالص الود والاحترام .
ونلتقيك على الخير على الدوام إن شاء الله .
أبو عبد الله
د. خليل انشاصي
غزة / فلسطين .
ربيحة الرفاعي
01-06-2013, 01:44 AM
قصة سلطت الضوء على قضية اجتماعية هامة ما يزال لها في بعض المجتمعات وجود قوي
شابها الإسهاب وبعض حطأ لغوي
وددت لو حظيت بحقها من المراجعة
دمت بألق
تحاياي
ناديه محمد الجابي
01-06-2013, 10:59 AM
أن عدم توريث النساء يُعد من أعمال الجاهلية التي أبطلها الله، حيث إنهم كانوا لا يورثون النساء،
فشرع الله للنساء نصيباً من الميراث، مضيفاً أن الذي يعاند في هذا ويمنع النساء حقهن من الإرث
فإنه يتصف بصفات أهل الجاهلية.
إن الله سبحانه وتعالى يقول: "لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ
الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباًمفروضا.
نصا إجتماعيا قدم بأسلوب رائع , وقد سلطت الضوء على ظاهرة هامة
وكانت العاقبة وخيمة على الجميع .. شكرا لك ولقلمك.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir