مشاهدة النسخة كاملة : نور السّعادة
كاملة بدارنه
25-08-2011, 12:12 AM
نور السّعادة
قرّر القمر في إحدى ليالي اكتماله أن يسلّط نوره على أسعد بيت يمرّ من فوقه؛ كي يباركه، ويزيد شحنة طاقة الخير، والمحبّة في قلوب قاطنيه...
اختار بيتا جميلا سُرّ لرؤيته، وأعجب برونقه. ألقى نظرة، فإذا بزوجين يتشاجران، ودخان الخيانة يتصاعد للأعالي، ويمنع نور الطّهر من الدّخول...
أكمل مسيره مستاء، واختار بيتا أقلّ فخامة في إحدى العمارات الشّاهقات.
وقع نظره على غرفة عجّ الرّجال فيها ... وعلا الصخب والضّجيج، والصّراخ لاطم أفواه صارخيه، لخلاف على توزيع إرث والدهم الذي لم ينته بعد، رحيل مشيّعيه...
غيّر وجهته صوب جزء آخر من الكون، واختار كوخا في غابة، اخترق ضوؤه أيكها... غمره الفرح حين رأى عجوزين يرفعان أيديهما نحو السّماء مبتهلين... أصغى علّه يسمع ما يسرّه، وينسيه ما أغضبه... ازداد نوره بهاء، لمّا سمع ساكن الكوخ يخاطبه:
ما بك أيّها القمر كأنّك تسترق النّظر من بين الأشجار؟ إنّي قاعد ها هنا أنتظر عودتك التي تفرح قلبي، وتضيء دربي، وتنير بيتي الذي يختزن خيوطا من نورك؛ لتفرحنا في أماسينا بعد رحيلك، وتذكّرنا بحسن صنيعك...
انتشى القمر، وقرّر المكوث ساعات؛ ليزوّد الكوخ وأهله بنور السّعادة الوهّاج، ويبارك ضوء القناعة الذي يضيء في الليل البهيم السّراج. [/
ياسر ميمو
25-08-2011, 12:49 AM
السلام عليكم أستاذة كاملة
أعجبتني الفكرة من حيث كونها فكرة جديدة لم أقرأ عنها من قبل
و أما المعنى فهو جميل وراقي
رمضان كريم أديبتنا الراقية
صفاء الزرقان
25-08-2011, 01:18 AM
رائعة عبقرية
بدأتِ برسم صور مُحزنة لكثير من بيوتنا و بحس مباغتة ذكي
نقلتِ القارئ لشعور من الراحة بعد الضيق عند رؤيته للعجوزين
ذكرتني بقول ايليا ابو ماضي
احبب فيغدُ الكوخ كوخا نيرا ابغض فيمسي الكون سجنا مظلما ...
بالحب والقناعة و الرضا تغدو الحياة جميلة رائعة .
لقد اكسبتِ في قصتكِ القمر شيئاً من صفات الانسان
وهذا يسمى personification فأضاف ذلك جمالاً لجمال الفكرة و العبرة
من اشهر الكتاب اللذين استخدموا هذا الاسلوب مع القمر تحديداً الكاتب المسرحي
الثائر الرائع فريدريكو غارسيا لوركا في مسرحيته الشهيرة Blood Wedding
فكان القمر في مسرحيته من اكثر الرموز التي تم تسليط الضوء عليها و دراستها .
وفي قصتك رسمتِ صورة القمر بشكل جميل .
بوركتِ
تحيتي و تقديري
نادية بوغرارة
25-08-2011, 01:45 AM
إن المدنِية و المادية توشك أن تسرق من داخل جدران المنازل الشعور بالأمان ،
و تأخذ من داخل الصدور الإحساس بالاطمئنان ،
و كلنا محتاج لأن يمر بنا القمر يمنحنا من نوره .
المبدعة كاملة ،
في نصوصك نرى الكمال في أقرب تجلياته ، في الفكرة و الصياغة .
دمتِ في إبداع .
كاملة بدارنه
25-08-2011, 10:28 PM
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته أخ ياسر
شكرا لمرورك ولإعجابك بهذا النّصّ المتواضع
رمضان كريم على الجميع
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
28-08-2011, 10:42 PM
سعدت جدّا عزيزتي الأخت صفاء بمرورك الذي يثري النّصّ ويضيء جوانب كثيرة
لقد اكسبتِ في قصتكِ القمر شيئاً من صفات الانسان
وهذا يسمى personification فأضاف ذلك جمالاً لجمال الفكرة و العبرة
شكرا للإشارة لأسلوب التّشخيص ( وهو إعطاء صفات الإنسان للجماد) وعلى المعلومات الأخرى
تقديري وتحيّتي
فاطمه عبد القادر
29-08-2011, 12:21 AM
غيّر وجهته صوب جزء آخر من الكون، واختار كوخا في غابة، اخترق ضوؤه أيكها... غمره الفرح حين رأى عجوزين يرفعان أيديهما نحو السّماء مبتهلين... أصغى علّه يسمع ما يسرّه، وينسيه ما أغضبه... ازداد نوره بهاء، لمّا سمع ساكن الكوخ يخاطبه:
السلام عليكم عزيزتي وصديقتي كاملة بدارنة
ما أجمل لوحتك هذة ,,أكاد أراها بعيني ,التأمل بخلق الله كالقمر والنجوم والليل والغابات يرفع كثيرا من إيمان المرء بالخالق .
إذن المسألة استطرادية,,, فكلما ازدادت الأملاك وزاد المال من حطام هذة الدنيا الفانية تزداد التعاسة وعدم الرضى والجشع .
في ظل هذة المدنية الحديثة تقل نسبة الزهد أو الرضى على الأقل .
ولكن ثروة الإنسان الحقيقية هي كرامته ,وكرامته هي في اكتفائه الذاتي وعدم حوجته للآخر .ولو احتاج الشخص شيئا من الآخرين ربما تتبعثر هذة الكرامة وتداس, وهذا شيء لا يحتمل
أما ما فوق ما يحفظ للإنسان كرامته فهو بذخ لا قيمة له أو خوف شديد من الزمن القادم .
أما الخوف فمعذور,,, ولا يحتاج للملايين من النقد والأملاك التي يبيع بعض الناس من أجلها الدين والأخلاق والضمير وحتى الكرامة .
أما البذخ والجشع التافه فهو قلة دين وأخلاق, ولصوصية واضحة ,لان لا أحد يجمع الثروات الطائلة بالحلال أبدا أبدا ,وهؤلاء هم التعساء وأصحاب الجحيم .
يجمعون أموالهم بالحرام ,ويصرفونه بالحرام, وكل حياتهم تصبح حراما بحرام ,من أين تأتيهم السعادة ؟؟
شكرا لك يا كاملة العزيزة
أبدعت أختي
ماسة
عبدالرحمان بن محمد
29-08-2011, 04:12 AM
كاملة بدارنة
حكايتك إسقاط لحالة يعيشها العالم بأسره
وإنه لمن المخيف أن يتنازع الورثة على إرث ظاهره أنه فتات قبل حتى أن يهلك صاحبه
أحقا بلغ السوء هذا الحد؟
فكيف السبيل إذا للخروج من هذا المستنقع ونحن منا السراج المنير صلى الله عليه وسلم؟
لعل للقمر حكاية
وحكايته من ساكني الكوخ فيها الحل والمخرج
حفظك الله
القصة لا تحتاج شهادة هاو مثلي فهي في الأصل قصة مميزة
وموفقة
سعدت بالقراءة لك
ريمة الخاني
02-09-2011, 11:16 PM
لمسات شاعرية ظاهرا عميقة الغور داخلا...
حفظك الله وحماك غاليتي
نداء غريب صبري
03-09-2011, 05:00 PM
قصة مدهشة يا فيلسوفة الواحة
هذه هي الفلسفة الراقية الهادفة البعيدة عن الحذلقة الكلامية بلا معنى
شكرا لك أخيتي
بوركت
آمال المصري
08-09-2011, 04:33 AM
نعم أستاذة كاملة السعادة ليست في الغنى ولا سكن القصور
ولا ناطحات السحاب وكثرة الغرف
يكفي كوخ صغير مطرز بالرضا
جميل تجسيد القمر واستياؤه ورسم معالم الحزن والفرح على نوره
جميلة الفكرة والمضمون
دمت مبدعة
ولك خالص التحايا
مازن لبابيدي
10-09-2011, 05:36 PM
ما أجمل هذه الإضاءة البدرية
يتراءى لي أحيانا أن القمر إنما يستمد نوره الحقيقي من سعادة من ينظر إليه وصفاء قلبه .
اخترت أختي مثالين موفقين لبيان فساد الطوية وزيغ النية وكل منهما جدير بأن يطفئ نور البصيرة فضلا عن نور القمر .
لكاملة بدارنة تحيتي وتقديري
علي عطية
10-09-2011, 09:36 PM
رمزية جميلة سكبت البسمة في القلب
دمت هنا والسعادة والنور وجمال الإبداع أستاذة
أماني عواد
10-09-2011, 10:11 PM
الاستاذة الكبيرة كاملة بدارنة
تضيع منا السعادة حين نبحث عنها في ممتلكات غيرنا
ونجدها حين نبحث عنها في ممتلكاتنا المادية منها والمعنوية ,
حينها فقط نشعر اننا نملك الكثير ,حتى القمر والشمس والمطر نشعر انها اشياء تخصنا بل هي ملك لنا
قصة رائعة عميقة المعني
تقديري واحترامي الكبيرين
كاملة بدارنه
14-09-2011, 06:10 PM
إن المدنِية و المادية توشك أن تسرق من داخل جدران المنازل الشعور بالأمان ،
و تأخذ من داخل الصدور الإحساس بالاطمئنان ،
و كلنا محتاج لأن يمر بنا القمر يمنحنا من نوره .
لقد سرقت الحياة العصريّة منّا الكثير من الرّوحانيّات، والمشاعر الطّيّبة الهادئة، وجعلت الإنسان متخبّطا في دروب هذه الحياة!
شكرا لك عزيزتي نادية على نظرتك الثّاقبة، ومرورك الكريم
تقديري وتحيّتي
ربيحة الرفاعي
15-09-2011, 09:37 AM
رائع نور القناعة حين يتحدى ببهائه عتمة الفقر والحرمان، فيدفىء بالرضى برد القلوب، وينعش بالأمل ذابل المعاني، لكن لديّ هنا أستفسارا ايتها الكاملة
لماذا نصر في جلّ أدبياتنا على ربط السعادة بالرضى على فقر
وإلصاق تهمة التيه والمعاناة بتوفر الاكتفاء واليسر
أليست في البيئات الفقيرة نماذج حياتية تتجلى فيها صور المعاناة التي ذكرت في نصك، حيث المعاصي والشجار ودخان الخيانة، والطمع والأثرة ووالغدر
ثم ...
أليست في البيئات الغنية نماذج حياتية تهنأ الأرواح بتأمل ما تعيش من رضى وسكينة وصلة بالله وحياة تقوم على القيم النبيلة
مجرد طرح خجول على هامش نص بديع لغة وفكرة وحسا
أبدعت غاليتي
دمت بألق
ربيع بن المدني السملالي
15-09-2011, 11:36 AM
الأستاذة الكريمة ( كاملة ) أحسنتِ بهذه الرّائعة التي جاد بها الفكر والقريحة ..مما يدلّنا على العقل الكبير الذي تتمتّعين به ، زادك الله من فضله ...
(( إنَّ السّعَادَةَ لَيْسَتْ فِي الزّمان ولا المكان ، ولكنّها في الإيمان وفي طاعة الدّيان )) ...
كاملة بدارنه
25-09-2011, 08:02 PM
فكلما ازدادت الأملاك وزاد المال من حطام هذة الدنيا الفانية تزداد التعاسة وعدم الرضى والجشع
صدقت عزيزتي الأخت فاطمة!
شكرا لك على حضورك البهيّ، وكلماتك الحكيمة
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
25-09-2011, 08:05 PM
فكيف السبيل إذا للخروج من هذا المستنقع ونحن منا السراج المنير صلى الله عليه وسلم؟
لو حافظنا على نور السّراج لما غرقنا في المستنقع!
شكرا لك أخ عبد الرّحمان على مرورك المشرّف
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
25-09-2011, 08:07 PM
لمسات شاعرية ظاهرا عميقة الغور داخلا...
حفظك الله وحماك غاليتي
شكرا لك عزيزتي ريمة على دعائك ومرورك الكريم
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
25-09-2011, 08:09 PM
قصة مدهشة يا فيلسوفة الواحة
هذه هي الفلسفة الراقية الهادفة البعيدة عن الحذلقة الكلامية بلا معنى
أعطيتني قيمة أكبر من واقعي عزيزتي نداء!
شكرا لك على إطرائك، وطلّتك البهيّة
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
25-09-2011, 08:12 PM
نعم أستاذة كاملة السعادة ليست في الغنى ولا سكن القصور
ولا ناطحات السحاب وكثرة الغرف
يكفي كوخ صغير مطرز بالرضا
جميل ما قرأت هنا ومطرّز بحكمة أجمل!
شكرا لك عزيزتي رنيم مع قصر من الرّضا
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
25-09-2011, 08:17 PM
ما أجمل هذه الإضاءة البدرية
يتراءى لي أحيانا أن القمر إنما يستمد نوره الحقيقي من سعادة من ينظر إليه وصفاء قلبه .
اخترت أختي مثالين موفقين لبيان فساد الطوية وزيغ النية وكل منهما جدير بأن يطفئ نور البصيرة فضلا عن نور القمر .
لكاملة بدارنة تحيتي وتقديري
شكرا لك أخ مازن على مرورك المشرّف ،وكلماتك، ونظرتك الجميلة للقمر ونوره!
ولك أستاذي كلّ التّحايا والتّقدير
كاملة بدارنه
05-10-2011, 07:07 PM
رمزية جميلة سكبت البسمة في القلب
دمت هنا والسعادة والنور وجمال الإبداع أستاذة
شكرا على الكلمات التي تنير الصّفحات
دمت بخير أخ علي
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
05-10-2011, 07:09 PM
تضيع منا السعادة حين نبحث عنها في ممتلكات غيرنا
ونجدها حين نبحث عنها في ممتلكاتنا المادية منها والمعنوية ,
حينها فقط نشعر اننا نملك الكثير ,حتى القمر والشمس والمطر نشعر انها اشياء تخصنا بل هي ملك لنا
هي رغبة الإنسان بشيء يخصّه وربّما كانت لإثبات الأنا والوجود
شكرا لك عزيزتي أماني على المرور العبق
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
05-10-2011, 07:22 PM
رائع نور القناعة حين يتحدى ببهائه عتمة الفقر والحرمان، فيدفىء بالرضى برد القلوب، وينعش بالأمل ذابل المعاني، لكن لديّ هنا أستفسارا ايتها الكاملة
لماذا نصر في جلّ أدبياتنا على ربط السعادة بالرضى على فقر
وإلصاق تهمة التيه والمعاناة بتوفر الاكتفاء واليسر
أليست في البيئات الفقيرة نماذج حياتية تتجلى فيها صور المعاناة التي ذكرت في نصك، حيث المعاصي والشجار ودخان الخيانة، والطمع والأثرة ووالغدر
ثم ...
أليست في البيئات الغنية نماذج حياتية تهنأ الأرواح بتأمل ما تعيش من رضى وسكينة وصلة بالله وحياة تقوم على القيم النبيلة
ورائع مرورك عزيزتي الأخت ربيحة حين يطرح التّساؤلات
السّعادة ليست مرتبطة بالفقر، إنّما هو جشع الإنسان الذي يهبه الله الكثير ولا يعرف قيمته ومعناه؛ لأنّه يطلب دائما المزيد، وقد يصل مرحلة يشعر فيها أن لا قيمة لكلّ ما يملك... وقد يكون هذان الزّوجان العجوزان قد أنهكهما الرّكض وراء الحياة، وملّا ماديّاتها، فراحا يبحثان عن الهدوء والسّكينة تاركيْن الصّخب والضّجيج ليستنيرا بنور القمر... النّور الطّبيعي وإن خفت إشعاعه!
هي عودة الإنسان إلى طبيعته ... مع أنّ هناك أناسا يعيشون التّوازن الماديّ والرّوحانيّ أو الرّضا مثلما تفضّلت، بتوفّر المال الذي ربّما يسهم في إكمال السّعادة لمن عرف كيف يستغلّه لا لمن طمع فيه وادّخره.
شكرا لمرورك الذي به أسعد
تقديري وتحيّتي
خلود محمد جمعة
07-06-2014, 02:53 PM
وطلة حروفك كطلة القمر المضيء بالسعادة
تمنحينا الفرح والامل من نور روحك الطاهرة
كم هي جميلة تلك القلوب التي تنثر العطر اينما حلت
دام الحرف الذهبي براقاً
مودتي وتقديري
علاء سعد حسن
07-06-2014, 08:11 PM
جميل جدا أن تختزل الحياة كلها في كنز القناعة والرضا ..
ليتها كانت كذلك بلا أشواك ..
أبدعت اديبة كاملة ..
لانا عبد الستار
31-07-2014, 12:36 AM
قصة تعيد للقلوب المتعبة بالواقع بعض السكينة، تنطق فيها روح الخير والمحبة وتشرق شمس الإنسانية التي لم تلوثها المطامع الدنيوية الزائلة
أشهد أنك كاتبة من العيار الثقيل دكتورة بدارنة
أشكرك
ناديه محمد الجابي
31-07-2014, 08:46 PM
الفقر ليس عائقا أمام السعادة، والغنى ليس سببا للسعادة
السعادة تصنعها القلوب النقية والنفوس الراضية بما قسمه الله لها.
قصة بديعة وفكرة عميقة بأسلوب حكائي متميز
دمت بروعتك.
د. سمير العمري
08-03-2015, 07:49 AM
للبيوت أسرار ومشكلات ، والحياة لا تقوم إلا على كدر ، فطوبى لمن يجد السعادة في نقاء النفس وسماحة الخلق وقناعة المادة وطمع الطموح في الخير والرقي.
قصة معبرة وجميلة فلا فض فوك!
تقديري
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir