د. توفيق حلمي
27-08-2011, 08:57 PM
أخيراً جاءَ عيدٌ دون ذلِكْ = وأقصدُ دونَ حسني فلنبارِكْ
فكمْ منَّيتُ نفسي أن سيأتي = وكنتُ يئستُ حينَ الليلُ حالِكْ
فأفطرُ بعدَ صومٍ دامَ شهراً = وتفطرُ مصرَ بعدَ صيامِ ذلِكْ
وهلَّ هلالهُ كالبدرِ فاعجبْ = لبدرٍ في تمامِ الشهرِ ضاحِكْ
وكانَ خلالَ حكمٍ مستبدٍ = يكادُ لحزنِنا ألا يشارِكْ
فعاشتْ مصرُ أزمنةً ثقالاً= وحسني فوقَ صدرِ الخلقِ بارِكْ
ويملكُ أرضَنا بلْ منْ عليها = عبيدٌ نحنُ والمملوكُ مالِكْ
مضىَ عمري وذاكَ النذلُ رأسٌ = بأنيابٍ وأذيالٍ فواتِكْ
فكانَ يُغَلِّقُ الأبوابَ دوني = وحولي كلُّ صهيونيِّ سالِكْ
وفي شرمٍ لشيخٍ كمْ شهدْنا = يهوداً يجلسونَ على الأرائِكْ
فصرْنا كالغنائمِ دونَ حربٍ = ويسبينا العدوُّ بلا معارِكْ
ولما شاخَ حسني جاءَ جحشٌ = لهُ يبغي وراثةَ ذا المُتارِكْ
يشاءُ العرشَ لكنْ شاءَ ربُّ = لهُ عرشُ السماءِ بلا مشارِكْ
فهبَّ الشعبُ كالإعصارِ هبًّا = يدكُّ العرشَ في أمِّ المَمَالِكْ
كأنَّ الزحفَ للتحريرِ فرضٌ = وسعيُ الناسِ فيهِ منَ المناسِكْ
هوىَ صنمٌ بمصرَ وما استطاعتْ = حمايتهُ قوىَ الدنيا هنالِكْ
وإسرائيلُ تبكي إذ تخلَّى = لها عجلٌ وداستهُ السنابِكْ
نجونا منْ نظامٍ كانً رمزاً = لمنْ باعَ الكنانةَ للصعالِكْ
مضتْ عنا ثلاثونٌ عجافٌ = بلتنا بالمصائبِ والمهالِكْ
وأخزى اللهُ فرعوناً سجيناً = وحكَّمَ فيهِ شعباً مثلَ ذلِكْ
لهُ صبرٌ عجيبٌ واحتمالٌ = لظلمِ الظالمينَ وللهواتِكْ
ولكنْ إنْ يثورَ فلا يبالي = بموتٍ منْ جيوشٍ أو نيازِكْ
كذلكَ ثارَ في الميدانِ فرداً = وسدَّ عليَ الفراعينَ االمسالِكْ
فلمْ يهزمْهُ شيءٌ إذْ ينادي = (يريدُ الشعبُ) فانهارَ السوافِكْ
فسبحانَ المعزُّ لدارِ حسني = وسبحانَ المذلُّ لهُ كذلِكْ
فكانَ الخسفُ متبوعاً بسجنٍ = فباتَ وأهلهُ والكلُّ هالِكْ
وها قدَ جاءَ عيدُ الفطرِ عيداً = ولمْ يخطرْ ببالِي أو ببالِكْ
فكمْ منَّيتُ نفسي أن سيأتي = وكنتُ يئستُ حينَ الليلُ حالِكْ
فأفطرُ بعدَ صومٍ دامَ شهراً = وتفطرُ مصرَ بعدَ صيامِ ذلِكْ
وهلَّ هلالهُ كالبدرِ فاعجبْ = لبدرٍ في تمامِ الشهرِ ضاحِكْ
وكانَ خلالَ حكمٍ مستبدٍ = يكادُ لحزنِنا ألا يشارِكْ
فعاشتْ مصرُ أزمنةً ثقالاً= وحسني فوقَ صدرِ الخلقِ بارِكْ
ويملكُ أرضَنا بلْ منْ عليها = عبيدٌ نحنُ والمملوكُ مالِكْ
مضىَ عمري وذاكَ النذلُ رأسٌ = بأنيابٍ وأذيالٍ فواتِكْ
فكانَ يُغَلِّقُ الأبوابَ دوني = وحولي كلُّ صهيونيِّ سالِكْ
وفي شرمٍ لشيخٍ كمْ شهدْنا = يهوداً يجلسونَ على الأرائِكْ
فصرْنا كالغنائمِ دونَ حربٍ = ويسبينا العدوُّ بلا معارِكْ
ولما شاخَ حسني جاءَ جحشٌ = لهُ يبغي وراثةَ ذا المُتارِكْ
يشاءُ العرشَ لكنْ شاءَ ربُّ = لهُ عرشُ السماءِ بلا مشارِكْ
فهبَّ الشعبُ كالإعصارِ هبًّا = يدكُّ العرشَ في أمِّ المَمَالِكْ
كأنَّ الزحفَ للتحريرِ فرضٌ = وسعيُ الناسِ فيهِ منَ المناسِكْ
هوىَ صنمٌ بمصرَ وما استطاعتْ = حمايتهُ قوىَ الدنيا هنالِكْ
وإسرائيلُ تبكي إذ تخلَّى = لها عجلٌ وداستهُ السنابِكْ
نجونا منْ نظامٍ كانً رمزاً = لمنْ باعَ الكنانةَ للصعالِكْ
مضتْ عنا ثلاثونٌ عجافٌ = بلتنا بالمصائبِ والمهالِكْ
وأخزى اللهُ فرعوناً سجيناً = وحكَّمَ فيهِ شعباً مثلَ ذلِكْ
لهُ صبرٌ عجيبٌ واحتمالٌ = لظلمِ الظالمينَ وللهواتِكْ
ولكنْ إنْ يثورَ فلا يبالي = بموتٍ منْ جيوشٍ أو نيازِكْ
كذلكَ ثارَ في الميدانِ فرداً = وسدَّ عليَ الفراعينَ االمسالِكْ
فلمْ يهزمْهُ شيءٌ إذْ ينادي = (يريدُ الشعبُ) فانهارَ السوافِكْ
فسبحانَ المعزُّ لدارِ حسني = وسبحانَ المذلُّ لهُ كذلِكْ
فكانَ الخسفُ متبوعاً بسجنٍ = فباتَ وأهلهُ والكلُّ هالِكْ
وها قدَ جاءَ عيدُ الفطرِ عيداً = ولمْ يخطرْ ببالِي أو ببالِكْ