مشاهدة النسخة كاملة : الشيب في الشعر والنثر
احمد خلف
29-08-2011, 12:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيب في الشعر والنثر
لقد كثر الحديث عن الشيب في الأدب العربي شعره ونثره
وقد لاقى هذا الموضوع اهتماماً كبيراً
واختلف الكثيرون في وجهات نظرهم ، منهم من مدحه
ومنهم من ذمه،
ولعل بيت أبي العتاهية هو الأشهر فكان مضرب المثل قال:
ألا ليت الشباب يعود يوماً= فأخبره بما صنع المشيب
وقال عمرو بن العلاء:
"ما بكت العرب شيئاً ما بكت على الشباب وما بلغت به ما ما يستحقه".
وقال الاصمعي: "احسن أنماط الشعر في المراثي والبكاء على الشباب.
وقد قيل: الشيب زبدة فخضتها الايام وفرصة سبكتها التجارب.
ويرى المنفلوطي في الشيب انه نذير للموت
وتبقى المرأة في كل زمان ومكان تعشق الشباب
وتدير ظهرها لمن وخطه الوقار وعلاه الشيب
وقد قال الشاعر قديماً:
إذا شاب رأس المرء أو قل ماله = فليس له فـي ودهـن نصيـب
كما اشار إلى ذلك ابو العتاهية:-
عريت من الشباب وكان غضا = كما يعرى من الورق القضيب
ويقول ابن الرومي:
أيا بُردَ الشباب لكنت عنـدي= من الحسنات والقسم الرغاب
لبستك برهـة لبـس ابتـذال =على علمي بفضلك في الثياب
ولو ملكت صونـك فاعلمنـه = لصنتك في الحرير عن الغياب
وقال أعرابي:
كنت أنكر البيضاء فصرت أنكر السوداء، فيا خير مبدول ويا شر بدل.
وللشافعي رضي الله عنه يقول:
ولذة عيش المـرء قبـل مشيبـه = وقد فنيت نفـس تولـى شبابهـا
إذا اسود جلد المرء وأبيض شعره = تكـدر مـن أيامـه مستطابـهـا
و قالوا أيضا في الشيب :-
"الشيب نذير الآخرة"
وقال قيس بن عاصم: " الشيب توأم الموت"
وقال حكيم " شيب الشعر موت الشعر، وموت الشعر علة موت البشر"
وقال المعتمر بن سليمانك: " الشيب أول مراحل الموت"
وقال العتابي: " الشيب تاريخ الكتاب "
وقال عدي بن زيد:
وابيضاض السواد من نُذُر المو... ت وهل مثله لحي نذير
ويذكر الجميع الأبيات المشهورة للمتنبي وهو يقول:
ولقد بكيتُ على الشباب ولُمّتي ****مسودّةٌ ولماءِ وجهي رونقُ
حزنا ً عليهِ قبل يوم فراقه ِ ****حتى لكدتُ بماء وجهي أشرقُ
ويقول المعري:
إِذا طَلَعَ الشَيبُ المُلِمُّ فَحَيِّهِ **** وَلا تَرضَ لِلعَينِ الشَبابَ المُزَوَّرا
لَقَد غابَ عَن فَودَيكَ خَمسينَ حَجَّةً*** فَأَهلاً بِهِ لَمّا دَنا وَتَسَوَّرا
فَمِن عَثَراتِ المَرءِ في الرَأي أَنَّهُ *** إِذا ما جَرى ذِكرُ الخِضابِ تَشَوَّرا
ويقول ايضاً :
الشيبُ أَزهارُ الشَبابِ فَما لَهُ **** يُخفى وَحُسنُ الرَوضِ بِالأَزهارِ
وَدَّ الَّذي هَوِيَ الحِسانَ لَوِ اِشتَرى **** ظَلماءَ لِمَّتِهِ بِأَلفِ نَهارِ
وهذه أبيات أخرى قيلت في الشيب
ألا لا مرحباً بفـراق ليلـى =ولا بالشيب إذ طرد الشبابا
شبابٌ بان محموداً وشيـبٌ= ذميم لم نجد لهما اصطحابـا
فما منك الشباب ولست منه = إذا سألتك لحيتك الخضابـا
وما يرجو الكبير من الغواني =إذا ذهبت شبيبتـه وشابـا
ومن جميل ما قيل في الشيب
قول عمرو بن زيد
الشيب حلمٌ راجحٌ ورزانةٌ =فيه وتجربةٌ لمن قد جرَّبـا
وقال دعبل الخزاعي:-
إنَّ المشيب رداء الحلم والادب =كما الشباب رداء اللهو واللعب
وقال بهاء الدين بن النحاس في معنى الليل والنهار بمقام
السواد والبياض في الشعر: -
قالوا حبيبك قد تبدى شيبه = فإلام قلبك في هواه يهيـم
قلت اقصروا فالآن تم جماله = وبدا شقاء فتى عليه يلـوم
الصبح غرته وشعر عذاره = ليل ونبت الشيب فيه نجوم
وقال الفرزدق :-
وتقول كيف يميل مثلك للصبا =وعليك من سمة الكبير عـذار
والشيب ينهض في الشباب كأنه =ليـل يصيـح بجانبيـه نهـار
وقال الفرزدق أيضاً: -
تباريق شيب في السواد لوامع =وما خير ليل ليـس فيـه نجـوم
قالوا حبيبك قد تبدى شيبه = فإلام قلبك في هواه يهيـم
ويقول الشريف المرتضى :-
· هل الشيب إلا غصة في الخيازم *** وداء لربات الخــــــــدود لنواعم
· يحدن إذا أبصرنه عن سبيلـه** صدود المشاوى عن خبيث المطاعم
· تعممته بغد الشبيبة ســـاخطا* فكان بياض الشيب شر عمـــــائمي
· وقنعت منه بالمخون كـــأنني** تقنعت من طاقتـــــــــه الأراقـــــــــم
· وهيبني منه كما هاب عائج ** على الغاب هبات الليوث الضراغـــــم
والسلام ختام
محمود فرحان حمادي
29-08-2011, 03:31 AM
جهد مميز واضح المعالم
واختيار لموضوع ماتع بديع
لقد أحطت بالموضوع وبلغت النجعة في عرضه
هذا النذير الذي لا بد من زيارته
يجب أن يكون لنا نذير خير لكي نحاسب أنفسنا
بوركت أخي وأجدت
تحياتي
احمد خلف
31-08-2011, 04:40 AM
جهد مميز واضح المعالم
واختيار لموضوع ماتع بديع
لقد أحطت بالموضوع وبلغت النجعة في عرضه
هذا النذير الذي لا بد من زيارته
يجب أن يكون لنا نذير خير لكي نحاسب أنفسنا
بوركت أخي وأجدت
تحياتي
أخي الغالي
كل عام وأنتم بخير
http://akhawat.islamway.com/forum/uploads/post-20628-1188683973.gif
http://www.althkra.net/pic/ep/Z7.gif
http://img519.imageshack.us/img519/8282/598shackhandsabeermahmolc0.gif
نداء غريب صبري
31-08-2011, 11:57 AM
ذكرتني بقول مطرب العراق العظيم ناظم الغزالي
عيرتني بالشيب وهو وقار = ليتها عيّرت بما هو عار
إن تكن شابت الذوائب مني = فالليالي تزينها الأقمار
ترى لمن تلك القصيدة الرائعة
اختيارك جميل أخي
وجهودك رائعة
بوركت
احمد خلف
04-09-2011, 04:58 AM
ذكرتني بقول مطرب العراق العظيم ناظم الغزالي
عيرتني بالسيب وهو وقار = ليتها عيّرت بما هو عار
إن تكن شابت الذوائب مني = فالليالي تزينها الأقمار
ترى لمن تلك القصيدة الرائعة
اختيارك جميل أخي
وجهودك رائعة
بوركت
سؤال طيب والإجابة ستأتي لاحقاً بعونه تعالى
كل عام وأنتم بخير
http://akhawat.islamway.com/forum/uploads/post-20628-1188683973.gif
http://www.althkra.net/pic/ep/Z7.gif
احمد خلف
04-09-2011, 05:10 AM
ذكرتني بقول مطرب العراق العظيم ناظم الغزالي
عيرتني بالسيب وهو وقار = ليتها عيّرت بما هو عار
إن تكن شابت الذوائب مني = فالليالي تزينها الأقمار
ترى لمن تلك القصيدة الرائعة
اختيارك جميل أخي
وجهودك رائعة
بوركت
تنسب للخليفة المستنجد بالله العباسي يوسف بن محمد العباسي ، على ما نقله صلاح الدين الصفدي في الوافي بالوفيات و كما ذكره الذهبي وغيره ، وهناك من نسبها لغيره ..
يقول فيها :
عيرتني بالشيب وهو وقار *** ليتها عيرت بما هو عار
إن تكن شابت الذوائب مني *** فالليالي تنيرها الأقمار
ربيحة الرفاعي
09-09-2011, 10:08 PM
لفت هذا الموضوع الرائع انتباهي إلى أن الشيب جاء ذكره في قصائد لشعرائنا في الواحة هنا بصور جميلة استوقفتني بروعتها في مواقعها
وأنا وإن كنت لا أذكر أين قرأت الشيب في قصائد الواحيين، فاسمحوا لي بسؤالكم أن نتعاون على نقل ما نعثر عليه من أبيات واحية في الشيب هنا
كل من يصادف بيتا يأتينا به منسوبا لصاحبه ورابط القصيدة التي جاء فيها
موضوعك جميل وملفت
دمت بألق
احمد خلف
10-09-2011, 05:50 PM
لفت هذا الموضوع الرائع انتباهي إلى أن الشيب جاء ذكره في قصائد لشعرائنا في الواحة هنا بصور جميلة استوقفتني بروعتها في مواقعها
وأنا وإن كنت لا أذكر أين قرأت الشيب في قصائد الواحيين، فاسمحوا لي بسؤالكم أن نتعاون على نقل ما نعثر عليه من أبيات واحية في الشيب هنا
كل من يصادف بيتا يأتينا به منسوبا لصاحبه ورابط القصيدة التي جاء فيها
موضوعك جميل وملفت
دمت بألق
اشكر الأستاذة ربيحة للإقتراح الطيب (تجميع ما قاله شعراء الواحة عن الشيب)
وهو عين ما أشار اليه الشاعر الدكتور سمير العمري عن
استنهاض الهمة في مواضيع تشاركية لشعراء الواحة
وإنا هنا ندعوهم لرفدنا بما تجود به قرائحهم عن الشيب وخريف العمر
http://www.althkra.net/pic/ep/Z7.gif
http://img519.imageshack.us/img519/8282/598shackhandsabeermahmolc0.gif </B></I>
ربيحة الرفاعي
16-09-2011, 02:37 AM
لم أحاول البحث عن ما زعمت وجوده من أبيات لشعراء الواحة تصف الشيب
لكن الصدفة كانت اليوم عوني فوقعت على هذه الأبيات الجميلة للدكتور سمير العمري يقول فيها
وَأَضَاءَتِ الشَّمْسُ الظَّلامَ بِمَفْرِقِي
شَيْبَاً تَلأَلأَ فِي الصَّبَاحِ المُشْـرِقِ
لا تَجْزَعِي يَا نَفْسُ مِنْ هَذَا الذِي
كَالفَجْرِ يَبْزُغُ بَعْدَ لَيْلٍ مُغْـدِقِ
فَالعُمْرُ يَبْدَأُ حِيْنَ يَكْتَمِلُ الفَتَـى
خُلُقَاً وعَقْـلاً فِـي رِدَاءِ تَأَنُّـقِ
وَالشَّيْبُ بُسْتَانُ الوَقَارِ وَرِحْلَـةٌ
بَيْنَ التِقَاءٍ فِي الـرُّؤَى وَتَفَـرُّقِ
***
لا تَظْلِمِي بِالشَّيْبِ قَلْبَ مُعَذَّبٍ
يُخْفِيْهِ فِي حِصْنِ الوَقَارِ الْمُخْفِقِ
هذه دفقة الجمال الأولة من فيوض الواحة
دمتم بخير
ربيحة الرفاعي
13-01-2012, 05:34 PM
وهذا من رد شاعرنا الرائع بند الصاعدي على قصيدة امير الشعر الدكتور العمري اعلاه
ما الشيبُ إلا تاجَ مَنْ خبرَ الدُّنى=تاجَ الوقارِ على الحليمِ المرتقي
قدْ تصبغُ الأحداثُ مفرقَ أمردٍ=ويشيخُ طفلٌ منْ تهوّلِ زورقِ
تحيتي
احمد خلف
15-01-2012, 11:00 AM
لم أحاول البحث عن ما زعمت وجوده من أبيات لشعراء الواحة تصف الشيب
لكن الصدفة كانت اليوم عوني فوقعت على هذه الأبيات الجميلة للدكتور سمير العمري يقول فيها
وَأَضَاءَتِ الشَّمْسُ الظَّلامَ بِمَفْرِقِي
شَيْبَاً تَلأَلأَ فِي الصَّبَاحِ المُشْـرِقِ
لا تَجْزَعِي يَا نَفْسُ مِنْ هَذَا الذِي
كَالفَجْرِ يَبْزُغُ بَعْدَ لَيْلٍ مُغْـدِقِ
فَالعُمْرُ يَبْدَأُ حِيْنَ يَكْتَمِلُ الفَتَـى
خُلُقَاً وعَقْـلاً فِـي رِدَاءِ تَأَنُّـقِ
وَالشَّيْبُ بُسْتَانُ الوَقَارِ وَرِحْلَـةٌ
بَيْنَ التِقَاءٍ فِي الـرُّؤَى وَتَفَـرُّقِ
***
لا تَظْلِمِي بِالشَّيْبِ قَلْبَ مُعَذَّبٍ
يُخْفِيْهِ فِي حِصْنِ الوَقَارِ الْمُخْفِقِ
هذه دفقة الجمال الأولة من فيوض الواحة
دمتم بخير
أبيات عجيبة .واختيار أقل ما يقال عنه أنه
بديع يدل على ذوق صاحبه وناقله
لك قوافل الشكر تهدى
احمد خلف
15-01-2012, 11:13 AM
تقول لقد خضبت الشيب زوراً ... فقلت بلى سترت عن العيون
فقالت هبك قد اخفيت عنا ... فهل تخفيه عن عين المنون
ربيحة الرفاعي
22-01-2012, 12:23 AM
من قصيدة أهلا يا درة الراس للشاعر عبد المجيد فرغلي
الشعرة البيضاء زارت مفرقي = كالبرق في غسق السحاب الأزرقي
ما راغبي منها البياض بأفقه = كالفجر تنبت ..أوكتاج الأبلق
أرأيت تاجا صيغ من ليل الدجي = أم من بياض الماس وقت تألق؟؟
الشعرةالبيضاء درة مفرقي = وكدرة الأقصي بهام المشرق
أنا تحتها الأقصي..كمسرى خاطر = بالليل أسرىفي الظلام الأغسق
احمد خلف
24-01-2012, 08:34 AM
نظرت إلى رأسي فقــالت ما له - * -* -* قــــد ضمّ فوديه قناع أدكن
يا هذه لولا النــــجوم وحسنــها -* -* -* لم تألف الليل البهيم الأعين
فتضاحكت عجباً وقالت يا فتى -* -* -* نقصان عقلك في قياسك بيِّن
الليل يحســن بالنجـــوم وإنّمــا -* -* -* ليل الشباب بلا نجوم أحسن
بصراحه هذه المرأة قهرت الرجل ولو أني مكانه سأذهب لأ قرب صالون وأجعل شعري على أسود لون من الصبغة
واكيد هو القائل
عيرتني بالشيب وهو وقار ******* ليتها عيرتني بما كان عار
إن تكن شابت الذوائب مني *** فالليالي تزينها الأقمار
وقال قائل
الاليت الشباب يعود يوماً ******* سأخبره بما فعل المشيب
احمد خلف
07-02-2012, 07:54 AM
نبكي على الدنيا، وما من معشر …. ...جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
فالموت آت والنفوس نفائس …........ والمستعز بما لديه الأحمق
والمرء يأمل والحياة شهية …........ والشيب أوقر والشبيبة أنزق
احمد خلف
12-02-2012, 06:06 PM
قال أبو دلف العجلي:
تهزأت إذ رأت شيبي فقلت لها: *** لا تهزئي! من يطل به العمر يشبِ
فينا لكن وإن شيب بدا أرب *** وليس فيكن بعد الشيب من أربِ
شيب الرجال لهم عز ومكرمة *** وشـيبكن لكنّ الذل فاكتـئـبي
نداء غريب صبري
13-02-2012, 01:08 AM
قرأت لأستاذتي ربيحة الرفاعي في قصيدتها هاضك النأي بيتا في شيب شعر الرأس يقول
هَلْ كَانَ عَابَكَ أَن خَطَّ الزَّمَانُ عَلَى = شَبَابِ وَجْهِكَ آثَارَ الخُطى ومَضَى
أَوْ كَانَ عَابَكَ تَارِيخٌ وَتَجْربَةٌ = أَوْ كَانَ عَابَكَ شَيْبُ الرَّأسِ يَوْمَ أَضَا
نداء غريب صبري
14-02-2012, 12:52 AM
وفي قصيدة الشاعرة الكبيرة ربيحة الرفاعي
من الكفيل قول في الشيب
بَـزَغَ النّهـارُ بِشَعـرِ رأسـي مـا انثَـنـى = أَمــلــي بـتَـحـريـرٍ وإن تــــاهَ الـدّلــيــل
نداء غريب صبري
15-02-2012, 11:31 AM
وفي قصيدة الشاعر عبد السلام حسين المحمدي اشحن فؤادك
يقول
أفنيتُ عمري في هواهُ متيـَّمــــــا ً = متعطـِّشاً والشـــــيبُ زاحمَ مَفرقي
احمد خلف
17-02-2012, 12:24 PM
حدثنا يموت بن المزرع في أماليه،
قال: حدثنا محمود بن حميد، قال: كنا عند الأصمعي، فأنشده رجل أبيات دعبل " من الكامل " :
أين الشباب وأية سلكا ... لا أين يطلب ضل بل هلكا
لا تعجبي يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى
يا سلم ما بالشيب منقصة ... لا سوقة يبقي ولا ملكا
قصر الغواية عن هوى قمر ... وجد السبيل إليه مشتركا
يا ليت شعري كيف نومكما ... يا صاحبي إذا دمي سفكا
لا تأخذا بظلامتي أحدا ... قلبي وطرفي في دمي اشتركا
قال: فاستحسنها كل من في المجلس، وأكثروا التعجب من قوله:
ضحك المشيب برأسه فبكى
فقال الأصمعي: إنما أخذ قوله هذا من ابن مطير الأسدي، في قوله " من الخفيف " :
أين أهل القباب بالدهناء ... أين جيراننا على الأحساء
جاورنا والأرض ملبسة ... نور الأقاحي تجاد بالأنوار
كل يوم عن أقحوان جديد ... تضحك الأرض من بكاء السماء
وقد أخذه مسلم صريع الغواني، في قوله " من السريع " :
مستعبر يبكي على دمنة ... ورأسه يضحك فيه المشيب
احمد خلف
29-02-2012, 01:09 PM
معنى آخر للشيب (الشيبة)
ما كنت أرجوه إذ كنت ابن عشرينا ** ملكته بعد أن جاوزت سبعينا
قالوا أنينك طول الليل يقلقنـا ** فما الذي تشتكي ؟ قلت الثمانينا
ربيع بن المدني السملالي
05-03-2012, 11:33 PM
وللميداني صاحب كتاب الأمثال :
تنفّسَ صبحُ الشّيبِ في ليلِ عارضي ... فقلتُ عساه يكتفي بعِذَاري
فلمّا فشَا عاتبته فأجــابَني ... أيا هلْ ترى صُبحاً بغير نهارِ ؟
نقلا من مقدمة مجمع الأمثال ج 1 ص هـ
نداء غريب صبري
10-03-2012, 02:01 AM
أرى الشيب مذ جاوزت خمسين ذائبا
يدب دبيب الصبح في غسق الظلَم
هو السقم إلا انه غير مؤلم
ولم أر مثل الشيب سقم بلا ألم
أبو مرة المكي
نداء غريب صبري
19-03-2012, 02:53 AM
وقائلة ما بال شعرك أبيضا
فقلت لها يا عزّ هذا الذي بقي
ألم تعلمي أن البكا طال عهده
فشابت دموعي مثلما شاب مفرقي
كثيّر عزة
نداء غريب صبري
20-03-2012, 02:17 AM
أبَتَاهُ قَدْ عَبَثَ المَشيبُ بِرَاسِي
وَ خَبَا أَمَامَ الحادِثَاتِ مِرَاسِي
الشاعرة نادية بوغرارة
ربيحة الرفاعي
24-03-2012, 02:23 AM
جاءت لتؤسر فروتي بجيوشها // تغزو الشباب بموكب النسيانِ
شقت سكون الرأس بعد تمامهِ // وترعرعت بتقلب الحدثانِ
وتفردت تختال بين رفاقها // ببياضها وسواد عهدٍ فاني
هل أنت ستر بالوقار يلفني // أم أنت نزع العنفوان العاني!؟
خضبت رأسي بالبياض وإن عمـ // ري لم يكد يشبع من الحرمانِ!
يا شعرةٌ صبرًا فإني مستها // م بالحياة وشهوة الوجدانِ!
الشاعر
محمد حواس
احمد خلف
31-03-2012, 12:52 PM
بهاء الدين بن النحاس
قالوا حبيبك قد تبدى شيبه** فإلام قلبك في هواه يهيم
قلت اقصروا فالآن تم جماله** وبدا شقاء فتى عليه يلوم
الصبح غرته وشعر عذاره** ليل ونبت الشيب فيه نجوم
نادية بوغرارة
31-03-2012, 04:53 PM
مبادرة جميلة ، و مشاركات مميزة .
الأخ أحمد خلف
بوركت و أفكارك و مجهوداتك في الواحة .
ربيحة الرفاعي
02-04-2012, 10:55 AM
مضَى العُمْرُ كالبَرْقِ بَعْدَ البَرِيقِ = وَقَدْ زَارَنِي الشَّيْبُ سِرّاً مِرَارَا
وَمَنْ قَالَ " ذَالِكَ عَيْبٌ وَعَارٌ " = فَهَا قَدْ كَسَانَا المَشِيبُ وَقَارَا
الشاعر محمد سمير السحار
قصيدة اسابقها وتسابقني
احمد خلف
03-04-2012, 05:32 AM
مبادرة جميلة ، و مشاركات مميزة .
الأخ أحمد خلف
بوركت و أفكارك و مجهوداتك في الواحة .
هذا من الواجب المفروض .........أستاذتنا الكريمة نادية
فلا يعجز المرء عن قدح أفكاره
علها تومض ...فتنير لغيره دروبا غير مطروقة
لك الشكر العميم
نداء غريب صبري
06-04-2012, 06:09 PM
شيب رأسي وذلتي ونحولي
ودموعي على هواك شهيدي
نداء غريب صبري
06-04-2012, 06:23 PM
و الشيب في رأسي اعتلى لم يَصْبِرِ
قد زاد وجدي للِّقا لو تذكري
الشاعر اسماعيل السلجماني
فيصل مبرك
10-04-2012, 08:38 PM
أحمد خلف لقد أقصيت أحد جهابذة الشعر الجاهلي ممن تلكم وبإسهاب عن فكرتي الموت والمشيب، وهو المقدم من شعراء الجاهلية أيضا، عبيد بن الأبرص، وإني هنا أضيف لك بعضا مما يقول في الشيب:
‘ذ بدلت أهلها وحوشا وغيرت خالها الخطوب
إما قتيلا وإما هالكا والشيب شين لمن هو شيب
وقال أيضا في المرأة التي تنكر الشيب:
ولقد علا لمتي شيب فودعني *** منه الغواني وداع الصارم القالي
وقال أيضا:
تصبو فأن لك التصابي أنى وقد راعك المشيب
من يسل الناس يحرموه وسائل الله لا يخيب
وقال أيضا:
والشيب شين لمن حل لمته*** لله در سواد اللمة الخالي
شكرا لك على طرح الموضوع
احمد خلف
14-04-2012, 06:05 AM
حيى بن زياد:
دع التصابي فإن الشيب قد لاحا **** أو قد أراك قبيل الشيب ممزاحا
وقد يعيب الفتى وخط المشيب به **** إذا غدا مرةً للهو أو راحا
والشيب يقطع من ذي اللهو شرته **** ويذهب المزح ممن كان مزّاحا
والشيب سابقٌ للموت قدمه **** ثم ترى الموت للأقوام فضّاحا
آمال المصري
14-04-2012, 07:32 PM
قد أسرج الشيب في فودي وألجمني *** عما أعانيه من نقضٍ وإبرام
فما التغافل عن شأن الرحيل إلى *** دار البلى بعد إسراج وإلجام
لابن نباتة المصري
لم تترك بابا للشعر إلا طرقته وأتيتنا بأروع مايحمل
بوركت وبورك العطاء
تحاياي
نادية بوغرارة
22-04-2012, 09:47 PM
قدحَ المشيب بمفرقيه زنادا
لا يستطيع لنارهِ إخمادا
ابن حمديس
نادية بوغرارة
22-04-2012, 09:49 PM
أترى بياض الشيبِ ماءً غاسلاً
في العارضين وللشباب سوادا
نادية بوغرارة
22-04-2012, 09:50 PM
خَلِّ شيبي فلستُ أدْمِلُ جُرْحاً= بخضاب منه فينغر جرحي
وإذا ما خسرتَ يوماً من العمـ= ر فهيهات أنْ يُردّ بربح
عَيبُ شَيْبَ يجلوه عَيْبُ خِضَابٍ= إن هذا كنكء قرحٍ بقرح
صبغة ُ الله لستُ أستر منها= بيدي في القذال قُبحاً بقبح
كم مُعنى ًّ منه وكم من غريبٍ= بالليالي ما بين قولٍ وشرح
وكأن الخضاب دهمة ُ ليلٍ= تحتها للمشيب غرة ُ صبح
ابن حمديس
نادية بوغرارة
27-04-2012, 06:50 PM
قالوا اِخضِبِ الشَيبَ فَقُلتُ اِقصِروا=فَإِنَّ قَصدَ الصِدقِ مِن شيمَتي
فَكَيفَ أَرضى بَعدَ ذا أَنَّني = أَوَّلُ ما أَكذِبُ في لِحيَتي
صفي الدين الحلي
نادية بوغرارة
27-04-2012, 09:08 PM
دعاكَ الهوَى ، واستَجهَلَتكَ المنازِلُ
وكيفَ تَصابي المرء، والشّيبُ شاملُ؟
النابغة الذبياني
ربيع بن المدني السملالي
28-04-2012, 04:08 PM
راعتك رائعة البياض بعارضي ... ولو أنها الأولى لراع الأسحم
لو كان يمكنني سفرت عن الصبا... فالشيب من قبل الأوان تلثم
ولقد رأيت الحادثات فلا أرى ... يققا يميت ولا سوادا يعصم
المتنبي
نادية بوغرارة
03-05-2012, 11:04 PM
بَرَقُ المَشيبِ قَد أَضا = بِعارِضٍ مِثلِ الأَضا
يُشَبَّهُ اِشتِعالُهُ = بِالنارِ في جَذلِ الغَضا
نادية بوغرارة
04-05-2012, 01:29 AM
لَو تَيَقَّنتُ أَنَّ ضَيفَ بِياضِ الشَي = بِ يَبقى لَما كَرِهتُ البَياضا
غَيرَ أَنّي عَلِمتُ مِن ذَلِكَ الزا = ئِرِ ما يَقتَضي وَما يَتَقاضى
نادية بوغرارة
05-05-2012, 10:43 AM
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=57245
بَيْضاءُ..
ارتعشتُ لها حينَ رأيتُها أوّلَ مرّةٍ تضحكُ من خلال سَوادِ حاجبي الأيسر ! فانتزعتُها بحقدٍ ، ثمّ خرجتُ مُكتئِباً متّخذاً طريقي إلى المدرسة ، وقدْ اصْفرّ في نفسي بعضُ ربيعِها !
في غرفة المُدرّسين رُحتُ أنقّلُ عينيّ في وجوه الزملاء ، مُحدّقاً في شعرات حواجبهم واحداً واحداً ! وما شَدّني إلاّ حاجبا الأستاذ عبد العليم الأبيضان الناصِعان كالثلج .. لقد أثلَجا صدري !!
مصطفى حمزة
06-05-2012, 05:09 AM
حين رأيتُ هنا هذا الموضوع ( الشيبُ في الشعر والنثر ) قفز إلى ذهني من ذاكرتي البعيدة مقالٌ لي بعنوان ( الشيبُ في الشعر العربيّ ) كنتُ قد كتبتُهُ منذ أكثر من ربع قرن ، ونشرتـْهُ المجلة العربيّة السعوديّة في العدد (90 ) للسنة التاسعة بتاريخ 11/7/1405 هـ . فقمتُ أبحثٌ عنه في أوراق صفراء أحتفظ بها ، فوجدته وفرحتُ به . وأنا أشارك به هنا بعد أن نقلته كما كتبتُهُ ونشرتُهُ في ذلك الحين .
* الشيبُ في الشعر العربيّ *
قالَ صاحبُ اللسان : " الشيبُ : معروفٌ ، قليلُهُ وكثيرُهُ بياضُ الشّعر . والمشيبُ : مثلُهُ " . وقالَ أيضاً : " لا تُنعَتُ به المرأةُ ، اكتفوا بالشمطاء عن الشيباء . وقد يُقالُ : شابَ رأسُها ".
وقالَ الطبيبُ عن المشيب : إنّ مثَلَ الشعرة كمَثل ورقة الشّجر الخضراء ؛ إنْ وصَلَها الغذاءُ عاشتْ خضراءَ يانعةً ، وإن انقطعَ عنها غذاؤها وقفَ نماؤها وتغيّر لونُها وماتتْ . فهناك قربَ الكلْية غدّة صغيرةٌ تُدعى ( الكظر ) تُفرز مادّةً تُسمّى ( الأدرينالين ) عملُها ذو شقّين : فهي تقبض الأوعية الدمويّةَ السطحيّة ، وتحملُ إلى الجلد والشّعر والعين – بالاشتراك مع بعض الغدد الأخرى – صباغَها الذي يُعطيها لونَها ، وذلك عبرَ الأوعية الدمويّة أيضاً . و ( الكظرُ ) هذه إنما ينشطُ عملُها إبّانَ الحروب والمفاجآت والانفعالات ؛ إذ يُنبّهها عصَبٌ يُسمّى بالعصب السّمبياتيّ لتزيدَ في إفراز الأدرينالين فيزيد ضيقُ الأوعية الدمويّة لتقلّ – تبعاً لذلك – كميّة الدم الذي يُغذّي الشعر ، وكميّةُ الصباغ الذي يُعطيه لونَهُ فيجفّ الشعرُ ويتغيّر لونُهُ إلى البياض .
أمّا الشعراءُ ، فإنّهم لا يهمّهم تفصيلُ الطبيب أو تعليلُهُ – وإنْ كانوا أحسّوا ببعضِ الحقيقة العلميّة لأسباب المشيب – ويكفيهم من الأمر أن يُلمحوا تلميحَ الشاعر ، ويقلقوا قلقَ الفنّان ..
فتلكَ الأسبابُ عندهم قد تكونُ ظلالَ السيوف البتّارة ، وطعنَ الرماح النفّاذة في ساح الحرب مع الأعداء . يقولُ ابنُ قيس الرّقيّات :
إنْ تَرَيْني تغيّرَ اللونُ منّي
وعلا الشيبُ مفرِقي وقَذالي
فظلالُ السيوفِ شيّبْنَ رأسي
وطِعاني في الحَرْبِ صُهبَ السِّبالِ
وقد تكونُ أيامَ العمر ورحلة الحياة ؛ حيثُ الهمومُ المتجدّدة بتجدّدِ الآمالِ ، والصعابُ المتولّدة من النهارات والليالي ، وحيثُ تَبِعاتُ العيشِ ومُفارقاتُ الأمور . فالشريفُ الرضيّ شيّبَ فَوْدَيْهِ همومُ نفسه وأحزانُها ، يقولُ :
راحَتْ تَعَجّبُ من شَيْبٍ ألمّ بهِ
وعاذرٌ شيبَهُ التهمامُ والأسفُ
ولا تزالُ هُمومُ النفسِ طارقةً
رُسْلَ البياضِ إلى الفَوْدَيْنِ تختلفُ
والحُرَيْثُ بنُ سَلَمَة شيّبتْهُ الليالي والأيامُ الطويلةُ ، وما طولُها إلاّ من حُزنٍ وألم ؛ إذْ ألِفْنا أن يُكنيَ الشعراءُ عن همومهم إذا اثّاقلتْ على صدورهم بتطاولِ الزمن عليهم . يقولُ الحَرَيْثُ :
تقولُ ابنةُ العُمْريّ لمّا رأيتُها
تنكّرْتَ حتى كِدْتُ منكَ أُهالُ
فإنْ تعجَبي منّي عُمَيْرَ فقد أتَتْ
ليالٍ وأيّامٌ عليّ طِوالُ
ومثلُ قول الحَرَيث قولُ أبي تمّام :
أرى ألِفاتٍ قدْ خُطِطْنَ على راسي
بأقلام شيبٍ في مهاريقِ أنقاسي
فإنْ تسأليني مَنْ يخطّ حروفَها
فكفّ الليالي تستمدّ بأنفاسي !
ويُلمّحُ الأعشى بأبياتٍ إلى ما تفعلُهُ مصائبُ الأيامِ في الشَّعْرِ الأسود ، يقول :
وقدْ قالتْ قًتيلةُ إذْ رأتني
وقدْ لا تعدمُ الحسناءُ ذاما
أراكَ كبرتَ واستحْدثتَ خُلْقاً
وودّعتَ الكواعبَ والمُداما
فإنْ تكن لُمّتي يا قَتْلُ أضحتْ
كأنّ على مفارقها ثَغاما
فإنّ دوائرَ الأيّامِ يُفني
تتابعُ وقْعِها الذكَرَ الحُساما
المشيبُ والشّبابُ :
لقد رأى بعضُ الشعراء في الشيبِ – والأمرُ في رأيي تعليلٌ للنفسِ ليسَ إلاّ – خيراً كثيراً للرجلِ ، ذلك أنّ الأشيبَ أكثرُ حِلْماً من الشابّ الغَرير ، وأحسنُ خِبرةً بالحياة منه ، فكأنّما ( نوّرَ ) لهُ شيبُهُ ظلامَ جهله في الحياة وبها ، فهو نهارٌ في ليلِ الشباب يُظهرُ انحرافهم عن الرشاد وهذا المعنى تردّدَ كثيراً عندَ الشعراء . منه قولُ الفرزدق :
وتقولُ : كيفَ يَميلُ مثلُكَ للصّبا
وعليكَ من سِمةِ الكبيرِ عِذارُ؟!
والشيبُ ينهضُ في الشبابِ كأنّه
ليلٌ يَصيحُ بجانبيْهِ نهارُ
وقولُ ابن الروميّ :
وعَزّاكَ عن ليلِ الشّبابِ مَعاشِرٌ
فقالوا:نهارُ الشيبِ أهدى وأرشَدُ
فقتُ: نهارُ المرءِ أهْدى لِسَعْيه
ولكنّ ظلّ الليلِ أنْدى وأبْرَدُ
وقولُ ابن خفّاجة أيضاً :
ضَحكَ المشيبُ بعارضَيْهِ وأسْفَرا
فغدا وراحَ من الغوايةِ مُقفِرا
والصبحُ أبهى في العُيونِ من الدّجى
وأعمُّ إشراقاً وأبهَجُ منظَرا
والرّوضُ مرموقٌ وليسَ برائقٍ
حتى تراهُ العيونُ مُنَوّرا
ولكنّهم عندما تأمّلوا الأمرَ ، وتفكّروا بالقضيّة ، وجدوا أنّ للشيب وجهاً آخرَ لا يدعو إلى الفخار به ، بل ربّما كانَ أدعى إلى البُكاء منه ! وجدوا أنّ الشيبَ لا يحلو له رأسُ الشابّ الفتيّ بل تطيبُ له الإقامةُ في لُمّة ورأس الرجل الذي ودّعَ أيّامَ الشباب واستقبله خريفُ العمر ؛ فغدا لهم ظهورُ الشيبِ – لذلك – نذيرَ شؤم وطالعَ نحس ، يشعرون به بمسير الأيام ، ودنوّ الأجل ويشعرون بأنّهُ ينعاهُمْ ولمّا يموتوا بعد !
يقولُ عَديّ بنُ زيد العبادي :
وابيِضاضُ السّوادِ من نُذٌر الشّرّ
وهلْ مثلُهُ لِحيٍّ نَذيرُ ؟!
ويقول عِمرانُ بنُ حطّان :
فاعملْ فإنّكَ مَنْعِيٌّ بواحدةٍ
حسْبُ اللبيبِ بهذا الشيبِ مِنْ ناعِ
ولمحمود الورّاق هذه الأبياتُ ، وهو يَعجبُ بها من مُفارقةٍ لطيفة هي أنّ الناسَ يُعزّي بعضُهم بعضاً على مالٍ أو بَنين ، أو ملك من الأملاك فُقِدَ منه ، لكنهم لا يخطر لهم أن يُعَزّوا على فَقْدِ الشّباب ! يقول :
أليسَ عَجيباً بأنّ الفتى
يًُصابُ ببعض الذي في يديهِ
فمنْ بينِ باكٍ لهُ مُوجَعٍ
وبينَ مُعَزٍّ مُغِزٍّ إليهِ
ويَسلبه الشيبُ شَرخَ الشبابِ
فليسَ يُعزّيه خَلْقٌ عليهِ؟!
ويرى الشعراءُ أنّهُ يحقّ لهم وقد نعاهُم الشيبُ إلى أنفسهم أن يبكوا عليها وعلى شبابهم المفقود ! وأمّا بُكاءُ الشعراء على الشباب المفقود فكثيرٌ جداً ، حتى إنّ أبا عمرو بن العلاء كانَ يقول : " ما بكتِ العربُ شيئاً بُكاءها على الشباب ، وما بلغتْ به ما يستحقّه ! "
فممّا بكى به دعبلٌ الخِزاعيّ هذان البيتان الشهيران :
أينَ الشبابُ وأيّةً سَلَكا ؟
أمْ أينَ يُطلَبُ ، ضلّ أم هَلكا ؟
لا تعجبي يا سلمَ من رجلٍ
ضحك المشيبُ برأسِهِ فبكى!
ويقولُ منصور بن سلمة النميريّ :
ما تنقضي حسرةٌ منّي ولا جَزَعُ
إذا ذكرتُ شباباً ليسَ يُرتَجَعُ
بانَ الشبابُ و فاتَتْني بغِرّته
خطوبُ دهرٍ وأيامٌ لها خُدَعُ
ما كنتُ أوفي شبابي كُنهَ غِرّتهِ
حتى انقضى فإذا الدنيا لهُ تَبَعُ
وممّا قاله أبو العتاهية هذه الأبياتُ التي اشتُهرَ منها ثالثُها خاصّةً :
عَريتُ من الشّبابِ وكنتُ غَضّاً
كما يَعرى من الورقِ القضيبُ
ونُحتُ على الشبابِ بدمعِ عيني
فما نفعَ البكاءُ ولا النحيبُ
فيا ليتَ الشبابَ يعودُ يوماً
فأخبرَهُ بما فعلَ المشيبُ !
وكانَ أبو العَيْناءِ ضريراً ، ومع ذلك لم يذكر البصرَ فيما تبكي عليه العين ، بل بكى الشبابَ وفقد الأحباب ! يقول :
شيئانِ لو بكتِ الدماءَ عليهما
عينايَ حتى يؤذنا بذهابِ
لم يبلغا المعشارَ من حقّهما
فقدُ الشبابِ وفُرقةُ الأحبابِ
وأنا أرى أنّ ذلك البكاءَ وتلك الشكوى من ظهور المشيب في شُعور الشعراء ، وذلكَ الفَرَقَ منه ، ليسَ لأنّهُ مُشيرٌ إلى أفول الشباب وضياع العمر وحسْب ، بل لأنّهُ – إلى ذلك – داعٍ إلى نفور فاكهة الشباب ، وريّا الحياة النساءِ منهم !
المشيبُ والنساءُ :
في المرأة – إذا كان في القضيّة رجلٌ واختيارٌ – طبعٌ لا تستطيعُ الحَيْدَ عنه ، فهي مجبولةٌ عليه منذ بدء التكوين ، ذلك أنّها تختارُ بعينها وتحكم بقلبها ، وقلّما كانَ للعقل – في هذه القضيّة – عملٌ لديها ! ويبدو لي أنّ السبب في ذلك يرجع إلى غريزة حبّ الزينة والتزيّن عند النساء ، تلك الغريزة التي أقرّها دينُنا الحنيف عندما أباحَ لهنّ التزيّن بالذهب والحرير على حين نهى الرجالَ عن ذلك منعاً لهم عن التشبه بالنساء وعن التبذير والإسراف . وإذا كان ذلك كذلك كيفَ لا تميل المرأةُ إلى الشابّ النضيرِ ذي الشعر الأسود المسترسل ، وتنفرُ من الشيخ القديم صاحب الشعر الأبيض الحزين الذي أكلَ الدهرُ عليه وعلى رأسه وشرب ؟! وعندَ الأول الجمال والشباب والمُتعة ، وهي زينة الحياة ، وعندَ الثاني القُبحُ والضعفُ والشكوى ، وفي كلّ واحدة من هذه دنيا من التنغيص والبلوى !!
وعرفَ الشعراءُ هذا عند المرأة ، أو أحسّوا به إحساسَ اليقين ، فشُغِلوا بتصوير نفور الغواني من الشُّيّبِ ، واستهزائهنّ بهم ، كما شُغلوا بالردّ عليهنّ بالتماسِ التعاليل لشيبهم فقالوا : إنه ليسَ عاراً للفتى أن يشيبَ ، وإنّ سُنّةَ الحياة أن يشيب الرجل إذا امتدّ به العمرُ ، وتعلّلوا أيضاً بأنّ الشيبَ حكمة ٌ ووقارٌ ، وهو كضوء النهار ، وكالنجوم ، وكالأقمار . وقد عرضْنا لشيءٍ من هذا فيما تقدّمَ من كلام .
يقول أبو الحسن التهاميّ مُصوّراً تقطيبَ الحِسانِ ونفورَهنّ من الشَعر الأبيض :
عبّسْنَ من شَعَرٍ في الرأسِ مُبتسمِ
ما نفّرَ البيضَ مثلُ البيضِ في اللـُمَمِ
ظنّتْ شبيتَهُ تبقى وما علمتْ
أنّ الشبيبةَ مَرْقاةٌ إلى الهَرَمِ
ومثلُ قولِ التهاميّ قولُ أبي الحسن عليّ بن الواحد من القصيدة التي عارضَ بها القصيدة الدُريديّة :
والغانياتُ لا يُرِدْنَ مَنْ بَدا
في عارضَيْهِ الشيبُ لو رامَ الصّبا
ومشهورة في هذا السياق أبياتُ عبدة بن الطبيب - والتي تُنسَبُ أيضاً إلى علقمة الفحل – حيثُ يقول :
طَحا بكَ قلبٌ في الحِسانِ طروبُ
بُعَيْدَ الشبابِ عصرَ حانَ مَشيبُ
يُردنَ ثراءَ المالِ حيثُ عَلِمنَهُ
وشَرخُ الشبابِ عندهنّ عجيبُ
فإنْ تسألوني بالنساءِ فإنني
بَصيرٌ بأدواءِ النساءِ طبيبُ
إذا شابَ رأسُ المرءِ أو قلّ مالُهُ
فليسَ لهُ في وُدّهنّ نصيبُ
ولأبي دُلَف العجليّ أبياتٌ – وتُنسَبُ أحياناً لأبي تمام ، وأحياناً لابن المعتزّ – يَحكي بها تعريضَ إحداهنّ بشيبه وردّه عليها ، يقول :
قالت وقد راعَها مَشيبي
كنتَ ابنَ عمٍّ فصِرتَ عَمّا
واستهزأتْ بي فقلتُ أيضاً
قدْ كنتِ بِنْتاً فَصِرْتِ أمّا
كُفّي ولا تُكثري ملامي
ولا تزيدي العليلَ سُقْما
مَنْ شابَ أبْصَرْنَهُ الغواني
بِعَيْنِ مَنْ قَدْ عَمي وصمّا
وفي بيتين يُنسَبان للعُتبي ، ولعمر بن أبي ربيعة ، ولمحمد بن أميّة ، صورةٌ رائعة نرى فيها الحِسانَ وقد تهافتنَ على الكُوى لكي يتفرّجْنَ من خلالها على الشاعر أيامَ شبابه ، أما اليومَ وقد غزا الشيبُ مفرقَهُ ؛ فالإعراضُ كلُّ حظّه منهنّ !
رأينَ الغواني الشيبَ لاحَ بمفرقي
فأعْرضْنَ عنّي بالخُدودِ النواضرِ
وكُنّ إذا أبْصَرْنني أو رأينَني
سَعَيْنَ فرقّعـْنَ الكُوى بالمحاجـِرِ !
ولمحمود الورّاق في ( العقد الفريد ) الجزء الثالث ، قصيدةٌ يُصوّرُ فيها كيفَ يمحو المشيبُ محاسنَ كلّ زَيْن ، ويُبدي مقابحَ كلّ شَيْن ، ويُبيّن فيها موقفَ الغواني من هذه المقابح على رأس الرجل ، وكيفَ يتدرّجْنَ في النفور منه والتباعدِ عنه بتدرّجِ تفشّي الشيب في رأسه شيئاً فشيئاً !
وبعدُ :
إنّ فكرةَ الشيب بمعانيها التي عرضنا لها عرضاً سريعاً ، وبما تُوحي إليه تلك المعاني من إحساس الإنسان بأثر الحياة عليه ، وتعلّقه – في شعوره اللاواعي – بحياته ، وخوفه ممّا يُشير إلى دنوّ أجله ، وتمسّكه بأهداب الشباب والجمال ؛ إنّ هذه الفكرة فكرةٌ إنسانيّةٌ تستحقّ الدراسة العميقة المُستفيضة ، كما تستحقّ الدراسة المُقارنة بين الآداب العالميّة . وهي – فيما أرى – نُقطةٌ قويّة لشعرنا عندَ تقييمه .
مصطفى حمزة – اللاذقية
15/4/1984 م
نادية بوغرارة
06-05-2012, 08:33 PM
تعجلت وخط الشيب في زمن الصبا = لخوضي غمار الهم في طلب المجد
فمهما رأيتم شيبة فوق مفرقي = فلا تنكروها إنها شيبة الحمد
لسان الدين الخطيب
نادية بوغرارة
07-05-2012, 01:02 PM
يا طالباً في الهوى ما لا يُنال
وسائلاً لم يُعْفَ ذُلَّ السُّؤالْ
ولَّتْ ليالي الصِّبا محمودة ً
لو أنَّها رجعتْ تلكَ اللَّيالْ
وأَعقَبَتْها التي واصلْتُها
بالهجرِ لمَّا رأَتْ شَيْبَ القَذالْ
لا تَلتَمِسْ وُصلَة ً مِنْ مُخْلِفٍ
ولا تكُنْ طالباً ما لا يُنالْ
ابن عبد ربه
نادية بوغرارة
07-05-2012, 01:13 PM
ولَّى الشَّبابُ وكنتَ تسكنُ ظلَّهُ
فانظرْ لنفسكَ أي ظلٍّ تسكنُ؟
وانْهَ المَشيبَ عن الصِّبا لو أنَّهُ
يدلي بحجتهِ إِلى من يلقنُ
ابن عبد ربه
نادية بوغرارة
07-05-2012, 05:32 PM
إن المشيب رداء الحلم والأدب
كما الشباب رداء اللهو واللعب
نداء غريب صبري
08-05-2012, 01:50 AM
وقائلة ما بال دمعك أبيضا
فقلت لها يا نعم هذا الذي بقي
ألم تعغلمي أن البكا طال عهده
فشابت دموعي مثلما شاب مفرقي
نداء غريب صبري
08-05-2012, 02:02 AM
وَأَضَاءَتِ الشَّمْسُ الظَّـلامَ بِمَفْرِقِـي *** شَيْـبَـاً تَـــلأَلأَ فِـــي الـصَّـبَـاحِ الـمُـشْـرِقِ
نداء غريب صبري
08-05-2012, 02:04 AM
وَالـشَّـيْـبُ بُـسْـتَــانُ الــوَقَــارِ وَرِحْــلَــةٌ *** بَــيْــنَ الـتِــقَــاءٍ فِـــــي الـــــرُّؤَى وَتَــفَـــرُّقِ
نداء غريب صبري
08-05-2012, 02:05 AM
المعذرة
أردت أن أضيف البيت الثاني من شعر الأمير سمير العمري
فجاءت في مشاركة ثانية
ارجو من الأشراف أن يقوم بدمجهما
بوركتم
نادية بوغرارة
08-05-2012, 10:25 AM
الشيب نبه ذا النهى فتنبها
ونهى الجهول فما استفاق ولا انتهى
بل زاد رغبة فتهافتت
تبغي اللهى وكأن بها بين اللها
فإلى متى ألهو وأفرح بالمنى
والشيخ أقبح ما يكون إذا لها
أبو إسحاق الألبيري
نادية بوغرارة
08-05-2012, 10:37 AM
بصرت بشيبة وخطت نصلي
فقلت له تأهب للرحيل
ولا يهن القليل عليك منها
فما في الشيب ويحك من قليل
أبو إسحاق الألبيري
نادية بوغرارة
08-05-2012, 10:38 AM
ولا تحقر بنذر الشيب واعلم
بأن القطر يبعث بالسيول
أبو إسحاق الألبيري
نادية بوغرارة
08-05-2012, 12:43 PM
نَادَى المَشيبُ إلَى الحُسْنَى بِهِ وَدَعَا
فَثَابَ يَشْعَب بِالإقْلاعِ ما صَدَعا
وَباتَ يَخْلَع مَلْذوذَ الكَرَى ثِقَةً
بِأَنَّهُ لابِسٌ مِنْ سُنْدُسٍ خِلَعا
ابن الأبار القضاعي
نادية بوغرارة
10-05-2012, 12:19 PM
وقالوا عجبْنا لضَحْكِ المشيبِ
بوجهكَ في هذه المدّة
تصاقَرَ شيبُكَ من بعدِنا
فها هو يضحكُ في الشِّدَّة ِ
لسان الدين الخطيب
نادية بوغرارة
11-05-2012, 04:57 PM
بَدا وَضَحُ المَشيبِ على عِذارِي
وهلْ ليلٌ يكونُ بلا نهارِ؟
وَأَلبَسَني النُّهى ثَوباً جَديداً
وجرَّدني منَ الثوبِ المعارِ
ابن عبد ربه
نادية بوغرارة
11-05-2012, 04:58 PM
بَياضُ شَيْبٍ قَدْ نَصَعْ
رفَعتُهُ فما ارتَفَعْ
إذا رأى البيضَ انْقَمَعْ
منْ بينِ يأسٍ وطمعْ
ابن عبد ربه
نادية بوغرارة
12-05-2012, 11:46 PM
هُمومٌ جَلَبنَ الشَيبَ قَبلَ أَوانه
وَصَدَّعنَ قَلباً لا يُغَضُّ صَفاهُ
هَرِمتُ وَشابَت لِمَّتي غَيرَ أَنَّني
فَتى الحُبِّ وَالشَيخ الظَريف فَتاهُ
علي الحصري القيرواني
نادية بوغرارة
13-05-2012, 11:23 PM
أبكاهُ شيبُ الرأسِ لما ابتسمْ
وعادَهُ في السقم طيفٌ ألَمَ
نداء غريب صبري
15-05-2012, 03:08 AM
يا فؤادا جف أخضره
واحتواه الشيب والهرم
لهفي كم أنت في حزن
من هوى يطغى ويزدحم
احمد خلف
15-05-2012, 04:06 AM
وقال ابن بطال يمدح الشَّيب:
ما للمشيبِ وللجهولِ العائب ... كم بين صُبحٍ طالعٍ وغياهِبِ
وجهَ النّهى أبدى الفؤادُ وكانَ قد ... قامَ الشَّبابُ له مقامَ الخاضبِ
فمتى يُغيرهُ الخضابُ فإنه ... نورُ المعاني تحت خطِّ الكاتبِ
فكأنَّما رأسي سماءُ تجاربٍ ... قد زيِّنتْ من شيبه بكواكبِ
فكأنَّما طلعتْ لعيني حاسدٍ ... ببياضِ همَّاتي وسود مطالبي
نادية بوغرارة
15-05-2012, 11:25 AM
تَعَجَّبت أَن رَأَت مَشِيبي = يَضحَكُ فِي مَفرِقِي سُمَيّه
لا تَعجَبِي فالبَيَاضُ زِيّ = مِن زيّ قَومِي بَنِي أُمَيَّه
نادية بوغرارة
15-05-2012, 11:32 AM
قَوّسَ ظَهري المشيبُ والكبَرُ = والدَّهرُ يا عَمرو كُلُّه عبَرُ
كأَنّني والعَصا تدِبُّ معي = قوسٌ لها وهي في يَدِي وَتَرُ
نادية بوغرارة
15-05-2012, 11:36 AM
لمّا تقوّس منّي الجسمُ عن كِبَرٍ = وابيَضَّ ما كَانَ مُسوَدّاً مِن الشَّعَرِ
جعلتُ أمشي كأنّي نصفُ دائرَةٍ = تمشي على الأَرضِ أو قوسٌ بلا وَتَرِ
نادية بوغرارة
15-05-2012, 11:37 AM
بَكَت أُمَيمَ أَن رَأَت مَشِيبي=يَضحَكُ فَي مَفرِقِ الجَبِينِ
نَوَّرَ غُصنُ الشَّبَابِ مِنِّي=هَل يُنكَرُ النَّورُ في الغُصُونِ
فَقُلتُ لا تَحزَنِي أُمَيما=وَنَشِّفي أَدمُعَ الجُفُونِ
نادية بوغرارة
15-05-2012, 11:40 AM
قَوّسَ الشِّيبُ قَناتي=بَعدَ أَن كَانَت سَوِيَّه
وَغَدا يَشدُو بِرَأسِي=أَنَا عُنوانُ المَنِيّة
نادية بوغرارة
16-05-2012, 09:56 AM
شابَ رأسي ولات حينَ مَشيبِ = وعجيبُ الزمان غَيْرُ عَجِيبِ
نادية بوغرارة
16-05-2012, 09:59 AM
لا تَلْحَ مَنْ يبكي شبيبته = إلا اذا لم يبكها بدمِ
عيْبُ الشبيبة غَولُ سَكْرتِها = مقدارَ ما فيها من النِّعم
لسنا نراها حقَّ رُؤيتها = إلا زمان الشيب والهرم
ابن الرومي
نادية بوغرارة
16-05-2012, 10:51 AM
ساءها أنْ رأتْ حبيباً إليها = ضاحكَ الرأسِ عن مفَارقَ شِيبِ
فدَعَتْهُ إلى الخُضاب وقالت = إنَّ دفنَ المَعيبِ غيرُ معيبِ
خَضَبت رأسَهُ فبات بتَبْري = حٍ وأضحى فظلَّ في تأنيبِ
ليس ينفكُّ من مَلامة زارٍ = قائلٍ بعد نظرتَيْ مُستريب
نادية بوغرارة
16-05-2012, 10:55 AM
عاجزٌ واهنُ القُوى يتعاطى = صبغة َ الله في قناع المشيب
رامَ إعجابَ كل بيضاءَ خود = بسواد الخضاب ذي التعجيب
فتضاحكْنَ هازئاتٍ وماذا = يُونِقُ البِيضَ من سوادٍ جَليب
يا حليفَ الخضاب لا تخدع النف = س فما أنت للصِّبا بنسيب
ليس يجدي الخضابُ شيئاً من النف = ع سوى أنه حِدادُ كئيب
نادية بوغرارة
16-05-2012, 10:57 AM
وفتاة ٍ رأت خضابي فقالت = عَزَّ دَاءُ المشيب طِبَّ الطبيب
خاضبُ الشيب في بياضٍ مُبين = حين يبدو وفي سوادٍ مريب
نادية بوغرارة
16-05-2012, 10:58 AM
ظلمتني الخطوبُ حتى كأني = ليس بيني وبينها من حَسيب
سلبتْني سوادَ رأسِي ولكن = عوّضتْني رياشَ كلِّ سليب
نادية بوغرارة
16-05-2012, 11:28 AM
نَفَى شَعَرَ الرَّأْسِ القَدِيمَ حَوَالِقُهْ
ولاحَ بشيبٍ في السَّوادِ مفارقهْ
نادية بوغرارة
17-05-2012, 11:50 AM
ليت الشبابَ الذي ولت نضارتُهُ = أعطانِي الحِلمَ فيما كان أعطاني
فلم تكن مِنةٌ للشيبِ أحملُها = ولم يكن من سروري بعضُ أحزاني
نادية بوغرارة
17-05-2012, 12:04 PM
رَأَيْنَ الغَوَاني الشَّيْبَ لاَحَ بِعَارِضي
فَأَعْرَضْنَ عَنِّي بالخُدُودِ النَّواضِرِ
وَكُنَّ إذا أَبْصَرْنَني أَوْ سَمِعْنَني
سَعَيْنَ فَرَقَّعْنَ الكُوَى بِالْمَحَاجِرِ
نادية بوغرارة
17-05-2012, 12:07 PM
أشارتْ بالخضاب إلى الخضابِ
كناظرة ٍ إلى شيءٍ عُجابِ
وكنَّ غرائراً إلاَّ بشيبٍ
يُخيِّلُهُ المُخَيِّلُ بالشبابِ
نادية بوغرارة
17-05-2012, 12:08 PM
تَشَيْبنَ حين همَّ بأن يَشيبا = لقد غَلِطَ الفتى غلطاً عجيبا
ألا للهِ خَطْب سيُضحى = له الولدانُ من شيبانَ شيبا
نادية بوغرارة
17-05-2012, 02:03 PM
رحل الشبابُ وما سمعتُ بعبرَةٍ = تجري لمثل فراق ذاك الراحِلِ
قد كنتُ أُزهى بالشبابِ ولم أخَل = أن الشيبةَ كالخضابِ الناصلِ
ظِلٌّ ضَفا لي ثُمَّ زال بسرعةٍ = يا ويحَ مُغترٍّ بظلٍّ زائِلِ
نادية بوغرارة
18-05-2012, 12:31 AM
هَل لِشبابٍ فات من مَطلب = أم ما بُكاءُ البائسِ الأَشيب
ِإلا الأضاليل ومن لا يَزَل = يُوفي على مهلكه يَعصَب
بُدّلتُ شيبا قد عَلا لمتي = بعد شَبابٍ حَسنٍ مُعجبِ
صَاحبتُه ثُمَّت فارَقتُهُ = ليتَ شبابي ذاك لم يَذهبِ
نادية بوغرارة
18-05-2012, 12:37 AM
أجَدَّ الشبابُ قد مَضى فَتَسرَّعا=وبانَ كَما بانَ الخليطُ فوَدَّعا
وما كان مذموماً لدينا ثناؤه=وصُحبَتُهُ ما لفَّنا خُلُطٌ معا
نادية بوغرارة
18-05-2012, 07:17 PM
هذا الصباح صباح الشيب قد وضحا
سرعان ما كان ليلا فاستنار ضحى
للدهر لونان من نور ومن غسق
هذا يعاقب هذا كلما برحا
وتلك صبغته أعدى بنيه بها
إذا تراخى مجال العمر وانفسحا
نادية بوغرارة
18-05-2012, 07:18 PM
إذا رايت بروق الشيب قد بسمت
بمفرق فمحيا العيش قد كلحا
يلقى المشيب بإجلال وتكرمة
من قد أعد من الأعمال ما صلحا
نادية بوغرارة
20-05-2012, 02:27 PM
لاموا على صَبوتي والشَيبُ مُبتسمٌ
كالزَهر يُبدي ابتهاجاً في خمائِلهِ
فَقلتُ والوجدُ يطويني ويَنشُرني
أواخُر اليوم أحلى من أوائله
لم أترك الأُنس حيناً من أحاينه
فكيف أغفُل عنه في أصائله
نادية بوغرارة
20-05-2012, 02:30 PM
وقائلةٍ أراك على التَصابي
وغُصن العُمر دبَّ به الذُبولُ
وهذا الشَيبُ أنجمُه أنارت
وطالَعها لصاحبها أُفول
فقلتُ لها ودمعُ العَين منّي
على تلك النُجوم له مَسيل
أصيلُ العمر أتركه ضياعاً
إذ الأوقات أَطيَبُها الأَصيل
نادية بوغرارة
20-05-2012, 03:48 PM
هَل لِشَبابٍ فاتَ مِن مَطلَبِ
أَم هَل بُكاءُ البَدَنِ الأَشيَبِ
نادية بوغرارة
20-05-2012, 03:51 PM
إِنَّما ذَنبي إِلَيهِنَّ المَشيبُ = فَمَتى يَعفونَ أَم كَيفَ أَتوبُ
غابَ قاضٍ كانَ يَقضي بَينَنا = وَمِنَ الغُيّابِ مَن لَيسَ يَؤوبُ
نادية بوغرارة
20-05-2012, 11:20 PM
الشَيبُ يَنهاهُ وَيَزجُرُهُ
وَالشَوقُ يَأمُرُهُ وَيَعذِرُهُ
وَإِذا تَوَقَّرَ شَيبُ مَفرِقِهِ
خَرِقَت مَدامِعُ لا تُوَقِّرُهُ
نادية بوغرارة
21-05-2012, 02:18 AM
مضى زمنُ الصبا فدعِ التصابي
قبيحٌ منكَ شبتَ وأنتَ صابيِ
نادية بوغرارة
21-05-2012, 02:21 AM
و قدْ بدلتَ بعدَ قواكَ ضعفاً
و دلَّ الشيبُ منكَ على الثبابِ
فخذْ زاداً يكونُ بهِ بلاغٌ
و تبْ فلعلَّ فوزكَ فيِ المتابِ
نادية بوغرارة
24-05-2012, 01:30 PM
أما الشباب فقد تحمل راحلا
والشيب حط على عذارك نازلا
وارتد وجه العيش أسود حالكا
بادي المحاق وكان بدرا كاملا
احمد خلف
25-05-2012, 12:28 PM
ويقول ابن الرومي:
أيا بُردَ الشباب لكنت عنـدي= من الحسنات والقسم الرغاب
لبستك برهـة لبـس ابتـذال =على علمي بفضلك في الثياب
ولو ملكت صونـك فاعلمنـه = لصنتك في الحرير عن الغياب
وقال أعرابي: كنت أنكر البيضاء فصرت أنكر السوداء، فيا خير مبدول ويا شر بدل.
نادية بوغرارة
31-05-2012, 01:47 AM
أذقـنـي فــي هـواك الـشيب إنـي = عشقت الشيب في زمن الشباب
ومـــا الـشـيب الــذي يـأتـيك خـيـر = وجـار الـشيب فـي زمـن التصابي
فـمـا شـيـب يــزور الـقـلب مـني؟ = ومـــا زال عـــن الـعـيـن اقـتـضابي
نادية بوغرارة
01-06-2012, 10:08 PM
أما الشباب فطيف زارني ومضى
لما تبلج صبح الشيب معترضا
نادية بوغرارة
02-06-2012, 11:06 PM
وَكَانَ وَقارُ الشَّيْبِ فِي النَّاسِ فاشِياً
فَأَعْلَمْتَهُمْ أَنَّ الْشَّبِيبَة َ أَوْقَرُ
ابن حيوس
نادية بوغرارة
03-06-2012, 02:28 AM
أعاذلَ قد كبرتُ على العتابِ
و قد ضحك المشيبُ على الشبابِ
رددتُ إلى التّقى نفسي، فقرّت
كما ردّ الحسامُ إلى القرابِ
ابن المعتز
نادية بوغرارة
08-06-2012, 05:45 PM
هَل لِشَبابٍ فاتَ مِن مَطلَبِ
أَم هَل بُكاءُ البَدَنِ الأَشيَبِ
نداء غريب صبري
09-06-2012, 02:28 AM
وَلَمَّا تَزَلْ فِي المُحْدثَاتِ مُؤَمِّلا
وَهَلْ يُرْتَجَى بَعْدَ المَشِيبِ شَبَابُ؟
د. سمير العمري
نداء غريب صبري
10-06-2012, 01:33 AM
يا سيّدي شمسُ الوقارِ إلـى الرُقـي
تسـمـو بهـامـاتِ الخبـيـرِ الأحــذقِ
ما الشيبُ إلا تاجَ مَـنْ خبـرَ الدُّنـى
تـاجَ الوقـارِ علـى الحليـمِ المرتقـي
قـدْ تصبـغُ الأحـداثُ مفـرقَ أمــردٍ
ويشيـخُ طـفـلٌ مــنْ تـهـوّلِ زورقِ
بندر الصاعدي
نادية بوغرارة
10-06-2012, 02:14 PM
خبَتْ نارُ نفسي باشتعالِ مفارقي
وأظلمَ عُمري إذ أضاءَ شِهابُها
فيا بُومةً قد عشَّشتْ فوق هامتي
على الرغم مني حين طارَ غُرابُها
رأيتِ خرابَ العُمْرِ مني فزُرْتِني
ومأواكِ من كلِّ الديارِ خَرابُها
نادية بوغرارة
10-06-2012, 03:43 PM
خُذْ من شبابِكَ صفوَ العيش مبتدِراً
فقد أتاكَ نذيرُ الشَّيْبِ يبتَدِرُ
نادية بوغرارة
15-06-2012, 02:54 PM
لقد بغَّضَ المرآةَ عنديَ أنَّها
تطالعُني بالشيبِ من كل جانبِ
كما حَبَّبَ المِقراضَ عندي أنَّهُ
يُطَرِّي شبابي في عيونِ الحبائبِ
احمد خلف
19-06-2012, 04:31 AM
عيرتني بالشيب وهو وقار ..... ليتها عيّرت بما هو عار
ان تكن شابت الذوائب مني ..... فالليالي تزينها الأقمار
نداء غريب صبري
20-06-2012, 12:07 AM
مَتَى لَحَظَتْ بَيَاضَ الشَّيْبِ عَيْنِي
فَقَدْ وَجَدَتْهُ مِنْهَا فِي السَّواد
المتنبي
احمد خلف
24-06-2012, 10:44 PM
قدم الهيثم بن الأسود بن العريان على عبد الملك بن مروان
فقال له مروان: كيف تجدك؟
قال:أجدني قد أبيض مني ماكنت أحب أن يسود!
واسود مني ماكنت أحب أن يبيض!!
ربيحة الرفاعي
03-07-2012, 08:33 PM
خبت نار نفسي باشتعال مفارقي ... وأظلم ليلي إذ أضاء شِهابُها
أيا بومةً قد عششتْ فوق هامتي ... على الرغم مني حين طار غُرابُها
رأيتِ خراب العُمرِ مني فَزُرْتني ... ومأواك من كل الديار خرابها
أأنعمُ عيشاً بعدما حل عارضي ... طلائعُ شيبٍ ليس يغني خِضابُها؟
وعِزةُ عمرِ المرء قبل مشيبهِ ... وقد فنيت نفسٌ تولى شبابها
إذا اصفرَّ لونُ المرءِ وابيضَّ شعرُهُ ... تنغص من أيامه مستَطَبابُها
الإمام الشافعي
احمد خلف
07-07-2012, 11:46 PM
قال المتنبي:
خلقت ألوفا لو رجعت إلى الصبا *** لفارقت شيبي موجع القلب باكيا
نداء غريب صبري
11-07-2012, 08:09 AM
شيب رأسي وذلتي ونحولي
وموعي على هواكم شهيدي
نداء غريب صبري
11-07-2012, 08:10 AM
وقائلة ما بال دمعك أبضا
فقلت لها يا عزّ هذا الذي بقي
ألم تعلمي أن البكا طال عهده
فشابت دموعي مثلما شاب مفرقي
نادية بوغرارة
25-07-2012, 04:12 AM
بِمُلتَفَتَيهِ لِلمَشيبِ طَوالِعُ
ذَوائِدُ عَن وِردِ التَصابي رَوادِعُ
تُصَرِّفنَهُ طَوعَ العنانِ وَرُبَّما
دَعاهُ الصِبا فَاِقتادَهُ وَهو طائِعُ
وَمَن لَم يزِغهُ لُبُّهُ وَحَياؤُهُ
فَلَيسَ لَهُ مِن شَيبِ فَودَيهِ وازِعُ
نادية بوغرارة
25-07-2012, 04:31 AM
ثَوبُ الشَبابِ عَلَيَّ اليَومَ بَهجَتُهُ
فَسَوفَ تَنزَعُهُ عَنّي يَدُ الكِبَرِ
أَنا اِبنُ عِشرينَ لا زادَت وَلا نَقُصَت
إِنَّ اِبنَ عِشرينَ مِن شَيبٍ عَلى خَطَرِ
نادية بوغرارة
25-07-2012, 06:37 AM
أَرى الشَيبَ مُذ جاوَزتُ خَمسينَ دائِباً
يَدبُّ دَبيبَ الصُبحِ في غَسَقِ الظُلَم
هُوَ السُقمُ إِلّا أَنَّهُ غَيرُ مُؤلِمٍ
وَلَم أَرَ مِثلَ الشَيبِ سُقماً بِلا أَلَم
ربيع بن المدني السملالي
25-07-2012, 06:50 AM
راعتك رائعة البياض بعارضي ... ولو أنها الأولى لراع الأسحم
لو كان يمكنني سفرت عن الصبا... فالشيب من قبل الأوان تلثم
ولقد رأيت الحادثات فلا أرى ... يققا يميت ولا سوادا يعصم
أحمد بن الحسين المتنبي
احمد خلف
28-07-2012, 12:23 PM
يا بؤس من فقد الشباب و غيرت ... منه مفارق رأسه بخضاب
يرجو غضارة وجهه بخضابه ... و مصير كل عمارة لخراب
شيئان لو بكت الدماء عليهما ... عيناي حتى يؤذنا بذهاب
إني وجدت أجل كل مصيبة ... فقد الشباب و فرقة الأحباب
نادية بوغرارة
06-08-2012, 04:42 PM
وكيف لا يبكي على نفسه
من ضحك الشيب على ذقنه
نادية بوغرارة
28-08-2012, 10:41 AM
رَأتْ شيباً يُضَاحِكُنِي فصدّتْ
وكانَ جزاؤه منها العُبُوسَا
وقالتْ إنْ رَأتْ للشّمْطِ فيهِ
سواداً لا يشارِكُهُ نَقيسَا
تلقَّ العَاجَ منهُ بِمُشْطِ عَاجٍ
ودلّ الآبنوسَ الآبنوسَا
نادية بوغرارة
28-08-2012, 12:18 PM
وَخَاضِبُ الشَّيْبِ فِي ثَلاَثٍ
تَهْتِكُ أَسْتَارَهُ الطبِيْعَهْ
نادية بوغرارة
28-08-2012, 12:28 PM
ضَحِكَتْ مِنْ شَيْبَةٍ ضَحِكَتْ
فِي سَوَادِ اللَّمَّةِ الرَّجِلَهْ
ثُمَّ قَالَتْ وَهْيَ هَازِلَةٌ
جَاءَ هَذَا الشَّيْبُ بِالعَجَلَهْ
قُلْتُ مِنء حُبِّيْكِ لاَ كِبَرٍ
شَابَ رَأْسِي فَانْثَنَتْ خَجِلَهْ
احمد خلف
30-08-2012, 09:57 AM
قد يرى البعض ان لا فرق بين الشباب والشياب
وقد قيل: الشيب زبدة فخضتها الايام وفرصة سبكتها التجارب.
ولأحمد شوقي بيت يقول فيه:
شاب من حولها الزمان وشابت
وشباب الفنون مازال غضاً
نادية بوغرارة
30-08-2012, 11:51 AM
تفكرْتُ في شيبِ الفتى وَشَبَابِهِ
فأيْقَنْتُ أنَّ الحقَّ بالشِّيبِ واجِبُ
نادية بوغرارة
30-08-2012, 11:52 AM
يُصالِحُني شَرْخُ الشّبابِ فينْقَضي
وشَيْبِي لي حتّى أموتُ مُصاحِبُ
نادية بوغرارة
30-08-2012, 12:26 PM
وَشَيَّبَنِي حَادِثَاتُ الزَّمَانِ
وَأَحْدَاثُهُنَّ تُشِيْبُ الرُّؤُوسَا
وَنَازَعَنِي الدَّهْرُ ثَوْبَ الشَّبَابِ
فَنَازَعَنِي مِنْهُ عِلْقَاً نَفِيْسا
ربيع بن المدني السملالي
30-08-2012, 03:48 PM
ويرى المنفلوطي في الشيب انه نذير للموت
وتبقى المرأة في كل زمان ومكان تعشق الشباب
وتدير ظهرها لمن وخطه الوقار وعلاه الشيب
وقد قال الشاعر قديماً:
إذا شاب رأس المرء أو قل ماله ...فليس له فـي ودهـن نصيـب
نادية بوغرارة
30-08-2012, 03:52 PM
لاَ وَشَبَابِي وَلَذَاذَاتِهِ
مَا الشَّيْبُ إلاَّ بَرَصُ الشَّعْرِ
لَيْلُ شَبَابِي شَانَهُ فَجْرُهُ
يَا حُسْنُهُ كَانَ بِلاَ فَجْرِ
هُمَا لِبَاسَانِ فَمَنْ يُبْلَ ذَا
يَرْدُدْ بِهِ عَارِيَةَ الدَّهْرِ
والشَّيْبُ لاَ تُسْلِمُ أَثْوَابُهُ
لاَبِسَهَا إِلاَّ إِلَى القَبْرِ
ربيع بن المدني السملالي
30-08-2012, 03:55 PM
أبو العتاهية:-
غربت من الشباب وكان غضا ... كما يعرى من الورق القضيب
نادية بوغرارة
30-08-2012, 04:02 PM
كَانَ المَشِيْبُ وَهُمْ عَلَى عِدَةٍ
فَتَرَحلُّوا وَتَنَزَّلَ الوَخْطُ
أَخَذُوا العَزَاءَ وَزَوَّدُوكَ أَسًى
شَتَّانَ مَا أَخَذُوا وَمَا أعْطُوا
ربيع بن المدني السملالي
30-08-2012, 04:05 PM
للشافعي رضي الله عنه يقول:
ولذة عيش المـرء قبـل مشيبـه = وقد فنيت نفـس تولـى شبابهـا
إذا اسود جلد المرء وأبيض شعره = تكـدر مـن أيامـه مستطابـهـا
نادية بوغرارة
30-08-2012, 04:09 PM
يَا خَاضِبَ الشَّيْبِ وَالأَيَّامُ تُظْهِرُهُ
هَذَا شَبَابٌ لَعَمْرُ اللَّهِ مَصْنُوعُ
أَذْكَرْتَنِي قَوْلَ ذِي لُبِّ وَتَجْرِبَةٍ
فِي مِثْلِهِ لَكَ تَأْدِيْبٌ وَتَقْرِيْعُ
إِنَّ الجَدِيْدَ إِذَا ما زِيْدَ فِي خَلَقِ
تَبَيَّنَ النَّاسُ أَنَّ الثَّوْبَ مَرْقُوعُ
ربيع بن المدني السملالي
30-08-2012, 04:12 PM
الشيبُ أَزهارُ الشَبابِ فَما لَهُ **** يُخفى وَحُسنُ الرَوضِ بِالأَزهارِ
وَدَّ الَّذي هَوِيَ الحِسانَ لَوِ اِشتَرى **** ظَلماءَ لِمَّتِهِ بِأَلفِ نَهارِ
المعري
ربيع بن المدني السملالي
30-08-2012, 05:03 PM
ألا لا مرحباً بفـراق ليلـى =ولا بالشيب إذ طرد الشبابا
شبابٌ بان محموداً وشيـبٌ= ذميم لم نجد لهما اصطحابـا
فما منك الشباب ولست منه = إذا سألتك لحيتك الخضابـا
وما يرجو الكبير من الغواني =إذا ذهبت شبيبتـه وشابـا
ربيع بن المدني السملالي
30-08-2012, 06:58 PM
"الشيب نذير الآخرة"
قال قيس بن عاصم: " الشيب توأم الموت"
قال حكيم " شيب الشعر موت الشعر، وموت الشعر علة موت البشر"
وقال المعتمر بن سليمان : " الشيب أول مراحل الموت"
وقال العتابي: " الشيب تاريخ الكتاب "
نادية بوغرارة
31-08-2012, 12:20 PM
أَخي إنّ صُرُوفَ الده
رِ في تَصْريفِهِا عِبْرَهْ
خطوبٌ شيَّبَتْ رأْسي
وما إنْ شِبْتُ مِنْ كَبْرَهْ
على أنِّي نبيّ الشع
رِ قد جئتُ على فتْرَهْ
ربيع بن المدني السملالي
31-08-2012, 12:54 PM
وقال الفرزدق :
تباريق شيب في السواد لوامع ...وما خير ليل ليـس فيـه نجـوم
نادية بوغرارة
31-08-2012, 01:01 PM
خَرَجَتْ أَقْبَحَ المَخَارجِ مِنْهُ
لِحْيَةٌ قُوبِلَتْ بِغَيْرِ الجَمِيْلِ
لَمْ يَدَعْهَا تَطُولُ حَتَّى عَلاَهَا
وَضَحُ الشَّيْبِ فِي الزَّمَانِ الطَّوِيْلِ
مَلَّ مِنْ حَلْقِهَا فَشَابَتْ وَلَكِنْ
شَيْبُهَا كَانَ كَامِنَاً فِي الأُصُولِ
فَرَأَيْنَاهُ بِالْعَشِيِّ غُلاَمَاً
وَغَدَوْنَا نَعُدُّهُ فِي الكُهُولِ
لَمْ يَكُنْ بَيْنَ مُرْدَةٍ وَمَشِيْبٍ
فَاصِلٌ وَالأُمُورُ ذَاتُ فُصُولِ
ربيع بن المدني السملالي
31-08-2012, 01:05 PM
قال دعبل الخزاعي:
إنَّ المشيب رداء الحلم والأدب ...كما الشباب رداء اللهو واللعب
نادية بوغرارة
01-09-2012, 10:24 PM
إذا الصَّبْرُ أَهْدَى الأَجْرَ فالصَّبْرُ آثِمٌ
لَدَيَّ وتَرْكُ الصَّبْرِ فيكَ هو الأَجْرُ
ربيع بن المدني السملالي
02-09-2012, 08:24 PM
تنفس صبح الشيب في ليل عارضي ... فقلت : عساه يكتفي بعذاري
فلما فشا عاتبته فأجابني ... ألا هل يرى صبح بغير نهار ؟
الميداني
ربيع بن المدني السملالي
03-09-2012, 03:29 AM
قالوا حبيبك قد تبدى شيبه = فإلام قلبك في هواه يهيـم
قلت اقصروا فالآن تم جماله = وبدا شقاء فتى عليه يلـوم
الصبح غرته وشعر عذاره = ليل ونبت الشيب فيه نجوم
نادية بوغرارة
03-09-2012, 11:15 AM
نَباتٌ في الرُّؤُوسِ لَهُ بياضٌ
ولكنْ في القُلُوبِ لهُ سَوادُ
ربيع بن المدني السملالي
03-09-2012, 12:40 PM
بان الشبابُ وأَمْسَى الشَّيْبُ قد أَزِفَا ... ولا أرى لشبابٍ ذاهبٍ خلَفا
عاد السوادُ بياضاً في مفارقهِ ... لا مرحباً هابذا اللونِ الذي ردفا
في كلِّ يومٍ أرى منه مبيِّنة ً ... تكاد تُسْقِطُ منِّي مُنَّة ً أَسَفَا
ليت الشَّبَابَ حَلِيفٌ لا يُزَايِلُنا ... بل ليته ارتدّ منه بعضُ ما سلفا
كعب بن زهير
نادية بوغرارة
10-09-2012, 12:33 PM
رأيت في الرأس شعرة بقيت
سوداء تهوى العيون رؤيتها
فقلت للبيض إذ تروعها
بالله إلا رحمت غربتها
فقل لبث السوداء في وطن
تكون فيه البيضاء ضرتها
نادية بوغرارة
10-09-2012, 04:02 PM
سقَى اللهُ أيّام الشبَّابِ فإنَّني
لبستُ بها بُرْدَ الفَخارِ قَشيبا
أضعتُ لا جهلاً قَراها فغادرَتْ
على سَخَطٍ منِّي المَفارقَ شيبا
نادية بوغرارة
10-09-2012, 05:28 PM
أنِستُ بأيَّامِ الشَّبابِ وظِلَّها = وآنسْتُ دَهراً في جِواري الجَوارِيا
فلّما رأيْتُ الشَّيْبَ يبسِمُ ضاحِكاً = بكَيتُ فأخجَلْتُ العُيونَ الجَوارِيا
وقلتُ غَدا زَنْدي بِشَيْبي كابِياً = وكنتُ أراهُ يقدحُ الثَّلْجَ وَارِيا
فظُنَّ دِماءً بالدُّموعِ سفحْتُها = وما بِدُموعٍٍ قد مَراها الجوى رِيا
بهجت عبدالغني
10-09-2012, 06:45 PM
سلا القلبُ عن غيدٍ صفتْ وحـسانِ ...... وأهمل ذكـر المـنحنى وعمانِ
ومــا عادَ يُلْهِينِي الصبــا بـأريجـهِ ...... ولـو فـاح بالرَّيحــانِ والنفلانِ
وخطَّ برأسي الشـيب لوحة عاشـقٍ ...... يقول احـذروني أيـها الثَّقـلانِ
نادية بوغرارة
12-09-2012, 04:14 PM
أقولُ لِمنْ لاحِ المَشِيبُ بفَوْدِهِ = وألفَيْتُهُ من غَيِّهِ ليسَ يُقصِرُ
عذرْتُكَ إنْ أضلَلْتَ رُشدَكَ خاطئاً = ولَيلُ الشَّبابِ الوَحْفِ داجٍ فَمُعذِرُ
فهلْ لكَ في سِنَّ الكُهولَةِ عاذِرٌ = إذا زغْتَ عن قَصْدٍ ولَيلُكَ مُقمِرُ
نداء غريب صبري
09-10-2012, 01:53 PM
وَالبَدْرُ يُشْرِقُ في شَعْري فَيَحْرِقُني = هَلْ مَنْ رَأَى الليْلَ يَلقَى النُّورَ بِالغَضَبِ
الشاعرة ربيحة الرفاعي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir