المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نفير الماضي .. صابرين الصباغ



صابرين الصباغ
11-09-2011, 03:53 PM
سرت بسيارتي الفارهة أحاول بتر إجهاد أصاب عمري ..كأني كنت أركض داخله ركضا مضاعفا وبدون راحة في مارثون غبى لا يرحم ونهم لا يعرف شبعًا.
بيدي سيجار فاخر يخرج منه دخان ثري أدمنه سقف حياتي حتى صار ينفر من الأنواع الرخيصة .
رؤيتي لأبنائي وشعوري بأنهم يملكون كل مايتمنونه دون مجهود جعلهم لايهتمون بشكري.. بعدما جمعت الدنيا ووضعتها عند أعتابهم ..أتذكر كم ثوب أبليته لآتي إليهم بأفخرها وكم من طعام يابس مضغه فم عمري ليتذوقوا حُلوه وطيبه.
اجتر ذكرياتي لتخرج في شريط مرهق يسير حثيثا من فرط وهنه ، رأيت تلك الأيام التي دهستني ألف ألف مرة ، كم من أسوار انهكتني وأنا أتخطاها وقد بنتها أمامي ليالي قاسية بقصد عدم بلوغي لمرادي .
رأيتني ورأيت وجوها تنهرني ووجوها تركلني وقليلها يترفق ، تذكرت كل من دهست ومحوت ؛لأصل لرغبتي فكنت أعي دوما أنه لكي تصعد يجب أن يكون هناك سلم من جماجم.
نفير مزعج يعيدني من رحلتي في الماضي وأيدي تخرج من نوافذ سيارات وحروف صارخة لم أدركها سرت بعيدا عنهم.. حتى وصلت إلى الحى الذي بدأت به مشواري.
وجدت مقهى قديمًا جلست إلى أحد موائده وضعت أمامي ساعتي الذهبية وولاعتي وعلبة سجائري الفاخرة ونظارتي الثمينة ومعهم رحلة عمري ونظرت إليهم بصمت حزين.
يأتي الجرسون وعلامات الدهشة تكسو ملامحه وكل الحضور؛ فكيف لشخص مثلي أن يجالسهم بتلك المقاعد الحقيرة الرثة؟
كل ماكان حولي نسيني.. عدا الشارع الطويل الذي يمتد أمامي وعلى جانبيه بائعون يصيحون على بضائعهم الرخيصة التي تخفي الأرصفة والتي استطيع أن أشتريها كلها بثمن نظارتي.
فجأة ودون مقدمات تأتي " شرطة المرافق " فيهرع البائعون في انتفاضة جماعية لحمل بضائعهم والجرى هنا وهناك.
بلحظة يتلبسني الماضي.. وبسرعة أجمع حاجاتي الثمينة من فوق المائدة وأفر بعيدًا ؛ لأختفي داخل بهو إحدى العمارات القريبة وأنا ارتعش ..!

صفاء الزرقان
11-09-2011, 04:13 PM
قصة جميلة
يصعب علينا التحرر من الماضي. لقد عاد له شعوره الذي عاشه سابقاً ايام كان فقيراً معدماً فها هو يجري خائفاً ناسياً انه غير ملاحق ولكن الماضي ما يزال عالقاً بذاكرته
"بلحظة يتلبسني الماضي.. وبسرعة أجمع حاجاتي الثمينة من فوق المائدة وأفر بعيدًا ؛ لأختفي داخل بهو إحدى العمارات القريبة وأنا ارتعش ..!"

اولاده لا يشكرونه لانهم لم يدركوا حجم المعاناة التي عاشها لكي يؤمن لهم هذه الحياة الفارهة " رأيت تلك الأيام التي دهستني ألف ألف مرة"
هذه القصة اظهرت ما بداخل الاغنياء من حزنٍ وما يعانوه وهم اصحاب السيارات الفارهة ومظاهر الحياة المترفة

تحيتي وتقديري
دمتِ بخير

خليل حلاوجي
11-09-2011, 08:44 PM
تعتمد القصة على السردية التاويلية التي تضع المتلقي في فضاءات مباشرة مما يعيق الابداع الادبي عند تعدد القراءات

هذا النص لايبدو مواكبا لما عهدناه على الكاتبة القديرة من تالق قصصي ويبدو مرتبكا في القفلة ويحصر الحبكة في زاوية حادة لم ترق لي كناقد


كنت اتمنى ان تكون الحبكة مبتعدة عن التحدث بلسان البطل لانها اصبحت مباشرة


بالغ تقديري لاديبة سامقة ولامعة

آمال المصري
12-09-2011, 03:40 AM
بين الماضي والحاضر فسحة من الذكريات التي لاتُنسى
تسترجعها الذاكرة ولا تستطيع منها الفرار
أديبتنا الرائعة ...
تمتلكين أسلوباً مميزاً في السرد يُمتع المتلقي
فتقبلي تواجدي في متصفحك
ولكِ اقتطف من حدائق الياسمين طاقة عطر

ربيحة الرفاعي
29-07-2012, 11:40 PM
بسرعة أجمع حاجاتي الثمينة من فوق المائدة وأفر بعيدًا
حوار داخلي مشحون بالألم تبثه ذكريات مرّة تخرج من الأعماق مهما حاولنا الابتعاد عنها، ويستثيرها عند المواجهة كل حدث يحاكي تفاصيلها مهما بدا لنا عند الذكر صغيرا.
نص قصي يشهد بوهمية الفواصل الاقتصادية بين الناس على محكات الوجع الانساني

أحسنت القص اديبتنا الكريمة
أهلا بك في واحتك

تحاياي

ياسر ميمو
30-07-2012, 02:36 AM
رؤيتي لأبنائي وشعوري بأنهم يملكون كل مايتمنونه دون مجهود جعلهم لايهتمون بشكري.. بعدما جمعت الدنيا ووضعتها عند أعتابهم ..أتذكر كم ثوب أبليته لآتي إليهم بأفخرها وكم من طعام يابس مضغه فم عمري ليتذوقوا حُلوه وطيبه.



السلام عليكم


تحية للأديبة الراقية صابرين

حقيقة في هذا المقطع طرح قوي ومؤثر لمعضلة انسانية واجتماعية كبيرة

هل يقدر الأبناء تعب الآباء ,,, إن لم يقدروا , كيف سيتحلون بالمسؤولية

إشارة ذكية وجد قوية

رمضان..... كريم

لانا عبد الستار
29-12-2012, 07:39 AM
أعجبتني القصة
سردها الجميل وقضيتها الانسانية وأسلوبها العميق المؤثر

وترددت في الرد فالقاصة غائبة عن نصها
وعن الترحيب بضيوفها
شكري

ناديه محمد الجابي
30-12-2012, 05:54 AM
مهما حاولنا فإننا لا ننسى الماضى الذى يسكن قلوبنا وعقولنا
وعندما يضيق الحاضر بالإنسان فإنه يحن إلى الماضى ويسقط
عليه الكثير من المشاعر والأشواق .
لذا فقد هرب بسيارته الفاخرة وأشياءه الثمينة ليجلس فى عبق
ذكريات بداياته , وعندما تلبس ماضيه تصرف بشخصيته القديمة .
أعجبتنى القصة فكرة وأسلوب ومضمون.
سلمت والأبداع .

نداء غريب صبري
29-01-2013, 04:15 PM
الماضي سلطان وله سلطان علينا
لا نتحرر منه ولو أنكرناه

لقد ذهب ليستعيد ماضيه
وعندما غرق في الذكرى تصرف بإحساس ابن الماضي

قصة رائعة أختي صابرين

شكرا لك

بوركت

د. سمير العمري
17-12-2013, 02:02 PM
كأن الحنين أعاده لتلك الأزقة كي يسترجع ذكرياته ولكنه عاش الذكرى فهرب مع من هرب كما كان يهرب حين كان فقيرا.

جميل أن نحلم وجليل أن نطمح فنحقق بالعصامية مكانا مرموقا ، ولكني لا أجد أن يتحول الأمر إلى كبر واستعلاء بل إلى مزيد من الإحساس بغيره.

نص أدبي زاهر ومعبر أحسنت فيه الأداء.

تقديري

كاملة بدارنه
26-12-2013, 06:18 PM
لغة رائعة وطرح لمعاناة أنسانيّة بأسلوب جميل
بوركت
تقديري وتحيّتي

خلود محمد جمعة
31-12-2013, 03:14 AM
تكمن الذكريات في مكان ما من اعماقنا
لتقفز فجأة وتأخذنا الى حيث تريد
نعتقد اننا نفضناها عن اكتافنا فنجدها تقمصت ارواحنا
وتبقى تلك الغصة
كلما ارتشفنا فرحة خالطها حزن يحيل حلاوتها حنظلا
قصة بسرد مائز واسلوب ماتع وحرف محلق
دمت بخير
مودتي وتقديري