المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين عشيّة وضُحاها



كاملة بدارنه
17-09-2011, 10:05 PM
بين عشيّة وضحاها

تعالت التّكبيرات، وملأت الأجواءَ إيمانا وفرحا... وبدأ النّاس يهرولون صوب المسجد، والبسمات تسطر وجوههم، حين زلفوا صوب بيتنا لمرافقة أبي إلى المسجد.
وقبل أن يصلوا المسجد، ابتلعت صرخات أمّي التّكبيرات، ودوّت موقظة النّيام، ومجبرة المصلّين على العودة إلى بيتنا؛ راكضين، ووجوههم تتشكّل عليها أمارات الخوف والقلق...
كانت أمّي تجوب ساحة البيت صارخة، ولاطمة، ومولولة... ابني ... عزيز ... وحيدي... حبيبي...
ذهل والدي لمرآها، وأدخلها البيت لمعرفة ما يجري... اقترب من عزيز، حاول إيقاظه، لكنّه، لم يستيقظ. ضرب كفّا بكفّ... سالت دموعه مدرارة... وعندما دخل الرّجال، مسحها بسرعة، وبدأ يحوقل، ويقرأ آيات قرآنيّة.
خرج الرّجال بصحبة أبي إلى ديوان العائلة، الذي يبعد أمتارا عن البيت، وظلّت أمّي مع بعض النّسوة تعدّد وتنوح: "لهفي عليك يا بنيّ... لقد اختارك المرض يا غالي لتكون الأضحية في يوم الأضاحي..."
بدأت الّنّساء بالتّوافد إلى بيتنا، وأنا وأختي ابنة السنتين جالستان في إحدى زوايا الغرفة، أنظر إلى والدتي، وأحاول أن أقلّدها في حركاتها وبكائها، ولكنّي لا أفلح سوى في ذرف الدموع؛ مقلّدة النّساء الأخريات، في حين تسألني أختي متّى سنلبس ثياب العيد؟.
انتهت أيام الحزن الثّلاثة، ونزيف عيونها لا يتوقّف، فيما كلماتها تتعثّر، وهي في طريقها إلى خارج الفم، فتسمع متقطعة وبصوت مخنوق...
عادت النّساء كلّ منهنّ إلى بيتها، وبقيت أمّي وحيدة، ونسيت أنّ لها طفلتين تقضيان معظم الوقت نائمتين، ولا تفهمان ما يجري سوى أنّ "عزيز" لم يعد موجودا في البيت يتألم مرضًا.
أفقت فجر اليوم الرّابع على صوت بعض النّسوة والرّجال، وهم يتداولون فيما بينهم: لقد جنّت أم عزيز... كان الله في عونها... لفّ الحزن عقلها بغشاوة... فيما مجموعة من الغرباء يعيدون أمي إلى البيت، وينصحون أبي- الذي لامه الأقارب على إبقائها وحيدة في البيت- باستدعاء شيخة لترقيها، وتقرأ عليها القرآن، وأمّي تقسم لهم أنّها ليست بمجنونة، وأن ما ترويه لهم عن سبب غيابها هو حقيقة وليس وهمًا.
تضاربت الآراء، وتنوّعت النّظرات، بين مكذّب ومصدّق، وحملقت العيون دهشة، وبثّت إشعاعات الشفقة على ما آلت إليه أم عزيز... إلى أن أصبحت أمّي بين عشيّة وضحاها أشبه بقدّيسة، يتوافد إليها النّاس من كلّ حدب وصوب، بعد أن زارتها مجموعة من ذوي العمائم الخضراء، يهلّلون، ويكبّرون، ويضربون الطّبول والدّفوف... تقدّم أحدهم وناولها كأس ماء شربتها، والكلّ متحلّق حولها يبسملون... ومسح عليها بكفّ البركة؛ لتصبح بعد حين نواة كل البركات... وأنا أنظر إلى ما يجري حولي، وأظنّه طقسا جديدا من طقوس العيد، ستلبسني أمّي بعده أنا وأختي الثّياب الجديدة، وظننت أنّ هذا الاحتفال الخاصّ سيعيد لنا "عزيز" ونفرح ونحتفل بالعيد... لكنّه، لم يعد ولم نبتهج، بل زاد همّنا بعد ذلك؛ لأنّ أمّنا غفلت عنّا، وسرق اهتمامها ووقتها مَن جاء طالبا منها العون... من مريض، ومحسود، وعقيم، وفقير...
وكبرت، وفكري يحاول فك (شيفرة) حكاية أمّي التي نسيت بسرعة ابنها وحزنها عليه، وأصبحت (شيخة ) يؤمّها القاصي والداني، عقب زيارة المهلّلين ضاربي الدّفوف بعد أن نُعتت بالمجنونة التي فقدت رشدها بفقد ابنها ...
وسكتنا عن تحوّل بيتنا إلى مزار للتبرّك من والدتي، إلى أن أغاظني، يوما، تصرف قاس بدَرَ منها، فصحت بها:
"أنت أمّ للآخرين، ولست أمّا لنا أنا وإخوتي. لقد نسيت أخانا الذي فضّلته علينا في حياته، وفضّلت غيره عليه بعد مماته".
أحزنها وأزعجها ما سمعت، وهمّت بتوبيخي؛ إلّا أنّ دموعها كانت أقوى توبيخ لي بعد الصّمت الذي لازمها دقائق، وتأنيب الضمير الذي داهمني، فرُحت أعتذر لها... وبعد لحظات صمت حارقة، طلبتُ منها حلّ لغز ذلك اليوم الذي حوّلها إلى إنسانة أخرى.
أصابها الوجوم، وثّبُتَت عيناها محدّقتين في التّلّة المقابلة للقرية. راعني أنها ستعاود البكاء، لكنّها، ابتسمت ابتسامة غريبة أَضفت على وجهها نورا لم أره من قبل، وبدأت تسرد لي القصّة التي حيّرتني سنين:
سمعت طرقا على الباب، وقد أخذ الحزن منّي كلّ مأخذ، ولم أقوَ على النّهوض لفتحه، سمعت صريره، وأنتظرت كي يدخل الطارق، ولكن ما من أحد.
لحظات وتتلقف أذني صوتا غريبا: هل تريدين رؤية ابنك عزيز؟
لا أدري من أين جاءتني القوّة كي أركض صوب مصدر الصوت، وإذ بي أرى عمودا من النّور يمتد للأعالي، وله ذراعان تحتضنان ابني، صرخت واقتربت لأنتزعه من بينهما.
فقال لي:
"إن كنت تريدين رؤية ابنك "عزيز"، فاتبعيني بصمت".
لم أدرِ كم من الوقت هرولت خلفه إلى أن وصل المقبرة البعيدة عن القرية والتي دفن الرجال فيها ابني الذي أراه أمامي.
أجلسني من رافقته، تحت شجرة غريبٍ نوعُها... وبسرعة البرق جمع حزمة من الحطب وأشعلها، وحاول إلقاء ابني فيها. اقتربتُ منها فزعة، وحاولتُ الإمساك بقدم ابني؛ كي أمنعه من إلقائه في النّار، فصرخ بي وهدّدني قائلا: "أترين هذه النيران؟! أنت تحرقين ابنك فيها كلّ الوقت مذ غادرك. أتحسبين نفسك أنّك الوحيدة التي فقدت ابنها؟ أتعترضين على حكم الله؟"
ثمّ أخذ حفنة من تراب وذرّها فوق القبور التي أضاءتها النّيران المُشعَلة، فجلس من كان داخل القبور فوقها... كانوا أناسا كثيرين ومن أجيال مختلفة. أمسك بي وقال: "أترين هؤلاء؟ أنت تزعجينهم ببكائك، إضافة لحرق ابنك"... أخذت أتوسّل إليه بألّا يحرق ابني، وأعده بعدم البكاء مقابل ذلك.
اقترب من قبر مفتوح، ووضع فيه ابني، وأنا أحسّ أني أدفن معه كلّ دمعاتي، حتّى رأيت القبر قد تحوّل إلى بركة من الدّموع السّاخنة. وبعد أن أغلق القبر سمعت صوتا يناديني قائلا: "أيّتها الدّنيوية! بلّغي أهلي في دنياك هذه الأمانة... أنا فتاة بريئة، قُتلتُ، واتّهم الناس أخي- الذي لم يفلح في تبرئة نفسه- أنّه قتلني حفاظا على شرف العائلة، وها أنا أتعذّب بسبب ظلمهم له، فأخبريهم أنّ قاتلي هو شابّ قتلني دون عمد".
لم أعرف بما أجيب، وأنا التي أدور في دائرة ابني وما يحصل له... وما كان منّي، بعيد لحظات، سوى أن أقول لها: "من سيصدّقني؟ فأنا غريبة ولا يعرفونني".
طلبت منّي الاقتراب، فاقتربتُ. قالت لي: "خذي هذا المنديل الأحمر الذي لفّوا به رأسي". تناولتُه ويدي ترتجف، فاقترب منّي مَن دفن ابني قبل قليل، ولفّه حول معصمي، وطلب أن أنفّذ ما طلبته الفتاة... فجأة اختفى وأطفئت النّيران... نظرت حولي ولم أر سوى قبور مظلمة وحركات أشباح، والصّمت يلتحف المكان؛ إلّا من عواء الرّيح الذي يمتزج وعواء الذّئاب... فصدرت عنّي صرخات سمعْتُ صداها نعيقَ بومٍ... وصرت أتخيّل أنّ الذئاب تحاول الاقتراب منّي لتمزّقني، حتّى هرع إلى المقبرة رجال يحملون الفوانيس والعصيّ...
لا أذكر ما الأسئلة التي وجّهت لي، ولكنّي أذكر كلمة واحدة كنت أكرّرها وهي اسم قريتي.
رافقوني حتى وصلت مشارف قريتنا؛ لأجد والدك وأقرباءه يبحثون عنّي. فلما رأوني، اتّهموني بالجنون، ولشدة إرهاقي وحزني، لم آبه لكلامهم، وانتشر الخبر بين أهل القرية بأني مجنونة، إلى أن فطنت بالأمانة، فطلبت من والدك أن يدعو والد الفتاة صاحبة المنديل، بعد أن قصصت على مسامعه ما قالته لي ابنته، وأريته المنديل الذي فككته عن يدي وسلّمته إيّاه، فكاد يغمى عليه، بعد اقتناعه بأنّي كنت مجنونة.
حضر والد الفتاة، ولما رأى المنديل ذهل وبدأ يصيح، ويقرّ بأنّ ما أقوله حقيقة... ورحل...ليعود في اليوم التالي مع فرقة ذوي العمائم الخضراء؛ كي يكرمني ويزيل عنّي قسوة ما عانيت... وكان نِعْمَ الإكرام!...
أحسست أنّني بحاجة إلى من يكرمني بعد هذا الذي سمعت، وأشفقت على والدتي، وخفت أن تكون مصابة بمرض الهلوسة، منذ ذلك الوقت، ولم يدرِ أحد بمأساتها!.
ترى هل أخبرتني بكلّ هذا؛ كي تريح نفسها من عتاب وتساؤلات أخرى قد أطرحها، أم أنّ هذه هي الحقيقة؟!...

صفاء الزرقان
18-09-2011, 02:09 AM
لا اجد كلماتٍ تصف روعة ما قرأت هنا
الاستاذة كاملة قصة رائعة تحوي الكثير من ألغاز التصوف التي تحتاج للتوضيح والدراسة
مرور تحية و لي عودة قريبة و وقفة طويلة مع نصكِ الذي جذبني

تحيتي و تقديري

آمال المصري
19-09-2011, 08:55 PM
عبث خيال الطفلة من صور لها أن الأم قد نسيت ابنها وأنها تنعم بمن يتوافدون عليها من كل حدب
لتمارس ماخالته بالطقوس التي اعتادتها الأم إثر صدمة الفقد
فجاءت الحقيقة التي بررتها لها الأم بمثابة صفعة مؤلمة تحتاج تطييبا وتطبيبا لها
مبدعة أنت أستاذتي الرائعة كاملة
وفي انتظار إبداع الراقية الأستاذة صفاء ووقوفها على النص لأزداد استمتاعا به
تحيتي الخالصة .. ومحبتي

كاملة بدارنه
21-09-2011, 10:35 PM
لمرورك عزيزتي صفاء عبق أدبيّ مميّز

مؤكّد أنّ قراءتك النّقديّة للنّصّ ستضفي عليه ألقا

شكرا لك... وأنا في انتظار القراءة التّحليليّة

تقديري وتحيّتي

ربيحة الرفاعي
21-09-2011, 11:34 PM
تعالت التكبيرات
وابتلعت صرخات أمي التكبيرات
وتحدّ من حرف الكاملة لمن يملك أن يغادر النص الان ولم يكمل قراءته حتى الحرف الأخير، بعد استهلال مشوق برغم عادية الصورة وهدوئها
ونقلة بحجم الفجيعة التي ستحملها الصورة القادمةـ حيث الرحيل في يوم العيد، والشرخ الحسي لدى الوالدين والتيه والحيرة فيما يجري لدى الأطفال ن ووصف ذكي وسريع لطقوس العزاء ترك للقاريء أن يكمل تفاصيل الصورة مما يعرف

وبانعطافة صوفية الطرح، تحملنا الكاتبة نحو أفق آخر هو رسالة نصها وغايته، حيث تدخل بنا لأجواء غامضة ننساق معها بحثا عن إجابات لأسئلة لوحت بها ولم تطرحها، قبل أن تذهب بنا ببراعة لمسافة أبعد نبدا عندها المشاركة في ملامح الفكرة وتوقع محمول الجمل القصية التالية فكرة وصياغة

هنا تساءلت لماذا لم تبدأ الكاتبة النص من لحظة كبرت الفتاة وواجهت أمها، لتعود بنا إلى يوم العيد أو يوم البركات في استرجاع قصّي يزيد من جمالية الحبكة، فوجدت أن قادم النص استرجاع ما يزال، وقرأت ما يوحي بإيمان قاصتنا الرائعة بهذه المعاني الصوفية وما تحمل من دلالات .
ونعود لنقف أما تحدّ جديد ولكنه من نوع مختلف هذه المرة
ترى هل أخبرتها أمها بذلك كي تريح نفسها من عتاب وتساؤلات أخرى، أم أنّ تلك كانت الحقيقة؟

جميل هذا النص بطرحه وحمولته الأدبية والفكرية

مبدعة انت غاليتي

دمت بألق

صفاء الزرقان
22-09-2011, 10:52 PM
قراءة في قصة بين عشية وضحاها
العنوان هو مدخل النص و تباشيره الأولى التي من خلالها يستطيع القارئ الفطن فهم فكرةٍ أوليةٍ عن النصِ الذي هو بصدد قراءته . "بين عشيةٍ وضحاها" عنوان يوضح حالاً من التغيرِ المُفاجئ و السريع. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لقلبُ ابن آدم أسرعُ تقلُباً من القدر إذا استجمعت غلياً" لقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يدعو الله أن يُثبت قلبه فحال الإنسان دائم التغير و هذا التغير والتقلب هو سبب تسمية القلب بهذا الاسم فهو لا يستقر على حال .
البطلة في القصة تبدأ بالظهور كأُمٍ عاديةٍ بسيطة فُجعت بفقد فلذة كبدها . لكن حالها تتبدل و تتغير فتتدرج في مدارج السالكين "تنقلات الأطوار " فيُحيطُ بتغيرها غموضٌ لا يفهمه أحد حتى تسألها ابنتها عن سر تغيرها فيتضح جزء منه.
النصُ زاخرٌ بالعبارات والصور الدينية عندما يلج القارئ عتبات النص يجد البداية مرسومة بصورٍ من التكبيرات و صور الناس الذاهبين إلى المسجد فالبداية زادت من تأكيد و تعزيز الصبغة الدينية للنص والتأثير الديني الذي يُحدث التغير لاحقاُ في حياة البطلة .

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=53030


تحيتي و تقديري

كاملة بدارنه
26-09-2011, 08:59 PM
عبث خيال الطفلة من صور لها أن الأم قد نسيت ابنها وأنها تنعم بمن يتوافدون عليها من كل حدب
لتمارس ماخالته بالطقوس التي اعتادتها الأم إثر صدمة الفقد
فجاءت الحقيقة التي بررتها لها الأم بمثابة صفعة مؤلمة تحتاج تطييبا وتطبيبا لها
كثير ممّا يرسخ في ذهن الطّفل- وخاصّة في مرحلة تكوين الذّات- يظلّ ذا تأثير، وإن لم يدركه بعقله الواعي، فإنّه يكون مخزونا في اللاوعي، ويؤثّر عليه، ويمكن أن يطفو على سطح الذّاكرة فجأة، وتبدأ عمليّة البحث والرّبط وغيرهما...
شكرا لك عزيزتي رنيم على مرورك مع باقة ودّ
تقديري وتحيّتي

ريمة الخاني
28-09-2011, 02:19 AM
البعد الإنساني الجلي يميز معظم نصوصك
دمت بخير وألق

كاملة بدارنه
02-10-2011, 06:00 AM
للعزيزة ربيحة باقات من ورود الشّكر والتّقدير على المرور الكريم والقراءة العميقة ...

هنا تساءلت لماذا لم تبدأ الكاتبة النص من لحظة كبرت الفتاة وواجهت أمها، لتعود بنا إلى يوم العيد أو يوم البركات في استرجاع قصّي يزيد من جمالية الحبكة، فوجدت أن قادم النص استرجاع ما يزال، وقرأت ما يوحي بإيمان قاصتنا الرائعة بهذه المعاني الصوفية وما تحمل من دلالات .
شكرا لإشارتك إلى الأسلوب الاسترجاعي المستخدم في الكتابة، إضافة إلى قراءتك للمضمون...
يسعدني مرورك دوما، ويشرّفني
تقديري وتجيّتي

زهراء المقدسية
02-10-2011, 11:23 PM
عن نفسي أؤمن بمثل هذه القصص
وإن بدت للبعض خرافية
لكن ما لا أستطيع تخيله قدرتك المميزة على الغوص في هذه التفاصيل
وكيف حلقت بنا معك لنعيشها

والغريب أنها لم تثبت !!!

رائعة أيتها الكاملة
دمت بكل الألق

كاملة بدارنه
05-10-2011, 07:26 PM
البعد الإنساني الجلي يميز معظم نصوصك
دمت بخير وألق

شكرا لمرورك وتقييمك أخت ريمة
بوركت
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
13-10-2011, 07:55 PM
عن نفسي أؤمن بمثل هذه القصص
وإن بدت للبعض خرافية
لكن ما لا أستطيع تخيله قدرتك المميزة على الغوص في هذه التفاصيل
وكيف حلقت بنا معك لنعيشها
هناك من الأفراد من يُمنحوا كرامات من ربّ العالمين لخدمة البشريّة
ويبقى الإيمان بهذه الكرامات ووجودها متفاوتا، ومتعلّقا بأمور تربويّة وثقافيّة وبيئيّة
شكرا لك عزيزتي زهراء على مرورك الذي أسعد به دائما...
تقديري وتحيّتي

ماهر يونس
13-10-2011, 08:24 PM
أختي كاملة،
أقول دائما أن من رحم الألم والمعاناة تولد الكرامات والعبقرية..سبحان الله الذي لم يخلق شيئا عبثا.
حين قال الرسول أن شر وعاء يملئه أبن آدم هو بطنه، لم يكن الحديث عن الآثار الجسدية فقط بل والروحانية ..ولم يكن الحديث عن البطن دون النفس..
شكرا لقلمك أخية

كاملة بدارنه
20-10-2011, 08:36 PM
أقول دائما أن من رحم الألم والمعاناة تولد الكرامات والعبقرية..

جملة قابلة للجدل!
شكرا لك أخ ماهر على مرورك وكلماتك القيّمات
تقديري وتحيّتي

ناديه محمد الجابي
09-02-2013, 03:39 AM
قصة رائعة أضفى عليها الغموض الكثير من الروعة
تتمتعين بمهارة قصية عالية , وقدرة على رسم المشهد
بلغة متمكنة وسرد محبك .. تحية لقلمك وقلبك .

نداء غريب صبري
10-06-2013, 02:35 AM
سرد مشوق وحبكة استرجاعية جميلة
وفكرة فيها طرح اجتماعي وفكري هام
اجتماع الناس حول الأم وتركها وحيدة بعد اليوم الثالث واتهمامها بالجنون والالتفاف حولها مبجلين
كلها مظاهر اجتماعية تستحق التفكير بأهميتها وأثرها والذي أظهرته القصة بأسلوب بسيط

قصة رائعة أختي الحبيبة الأستاذة كاملة بدارنة

شكرا لك

بوركت

كاملة بدارنه
11-06-2013, 02:40 PM
قصة رائعة أضفى عليها الغموض الكثير من الروعة
تتمتعين بمهارة قصية عالية , وقدرة على رسم المشهد
بلغة متمكنة وسرد محبك .. تحية لقلمك وقلبك .

وتحيّة لك على حضورك الكريم
شكرا لك أخت نادية
بوركت
تقديري وتحيتي

د. سمير العمري
29-08-2013, 06:33 PM
قرأتها مرتين في محاولة لاستيعاب المعنى المنشود منها غير تلك اللفتة المدهشة بأن من قتل الفتاة هو من اعتدى عليها وغير رصد حالة الموروث الشعبي من خزعبلات وطقوس هذيان فلم أصل تماما على غير عادة نصوصك الرائعة.

وأيا كان الأمر فإن نصوصك تظل في المقدمة ألقا وتعبيرا وتناولا فلا فض فوك!

تقديري

الفرحان بوعزة
31-08-2013, 12:23 AM
نص جميل في صياغته وأسلوبه السردي الشيق ، بفنية أدبية حاولت الساردة إخضاع محفزات الحكي لنظام سببي ينهض على تسلسل الأفعال السردية لبنية تتعدد فيها الأصوات واللغات .. / صوت الأم / صوت الابنة / صوت الهاتف المجهول / صوت أصحاب العمائم الخضراء / مع تفاعل الخطابات بشكل يرصد التفاعل الاجتماعي في اتجاه قضية معلومة وهي موت الابن عزيز الذي كان سبباً في تحول الأم من وضعية الأم الحزينة المهمومة المنطوية على نفسها إلى أم حسنت وضعيتها وارتقت بها إلى مكانة التقديس ومركز للبركات ..
والواقع أننا نجد المحيط الاجتماعي لعب دوراً كبيراً في تشكيل هيبتها بناء على أفعالها وسلوكاتها الخارجة عن المألوف والتي تدخل في واقع خفي وغير مرئي .. ومن هنا تكون الساردة قد اتجهت بحكايتها التي روتها الأم بصوتها ولغتها إلى القصة الغرائبية ، التي تعد شكلا من أشكال الواقعية السحرية ، بعدما أعطت دوراً كبيراً للتخييل من أجل إغناء السرد ، في محاولة منها إبعاد القصة عن واقع مألوف للناس والذي ربما قد ينحصر في موت الابن عزيز فقط ..
بمهارة سعت الساردة إلى تنمية حدث الأم متوازياً مع حدث موت ابنها ، إلا أنها أضفت عليه ما هو غير معروف ومألوف من أجل توليد قصة تتسم بالغرابة والغموض رغم أنها ظلت ملتصقة بالواقع الفكري والثقافي المبنيين على معتقدات بعضها مستقى من حقل قد يبدو ديني ..
للنص نكهة أدبية تدفع بالقارئ إلى تصور حدث الأم الذي هيمن على الأفكار والقلوب ، حدث تترجح فيه كفة التصديق أكثر .. فلا نجد في النص رتابة أو تكراراً يخل بالبنية السردية ، نص بعيد عن إغراقه في الوصف والأساليب المستهلكة .. نص يمزج بين ما فات وبين ما هو كائن ، على خلفية الاتكاء على الأسطورة والحكاية الشعبية بعيداً عن القصة التقليدية التي تنقل الواقع كما هو ، والانطلاق نحو التخيل واستدعاء ما هو عجائبي وغرائبي الذي يمكن أن يكون جزءاً من الواقع اليومي المعيش..على أساس أن العالم ينطوي على قوى خارقة لا يصدقها العقل ولا يؤمن بها المنطق .. قبل أيام قرأت عن الواقعية السحرية ،ووجدت هذا النص لا يبتعد كثيراً عن قولة تودوروف.. أقتطف منها ما قاله في هذا الصدد ، يقول: في كتابه «مدخل للأدب السحري» «إن القصة السحرية تصف عالماً شديد الشبه بعالم الواقع اليومي الذي نعيش فيه جميعاً، وفجأة نرى مشهداً يتمُّ فيه خرق قواعد المنطق وقوانين الطبيعة». ويتساءل: كيف يمكن تفسير ذلك؟ ويوضح فكرته بالقول: «إننا نجد أنفسنا مترددين بين حلّين: الأول، إنه نوع من الهذيان أو الرؤية غير الصحيحة، وبالتالي تظل قوانين الطبيعة سارية المفعول. أما الثاني فهو الخرق غير المنطقي، وغير الطبيعي الذي حدث بالفعل. وفي هذه الحال علينا أن نقرأ أن العالم فيه قوى غامضة».‏
ومن هنا يمكن أن نقول بأن الأم خلقت لنفسها عالماً مبنياً على الهلوسة وفسح المجال للخيال والتخيل على خلفية موت ولدها المفاجئ ، ولولا المحيط الاجتماعي الذي غذى و قوى هذا الهذيان وضخمه حتى أصبح يتسم بالحقيقة الغائبة ، بل حقيقة مبنية على الفكر الأسطوري والتراث الشعبي الذي يعتبر جزءاً من ثقافتنا وتكويننا الفكري والعقدي، لبقي حدث موت الابن عزيز، وحزن الأم عليه ،وعدم الاهتمام بأولادها ، مجرد أحداث عادية ..
نص جميل تخطت به الكاتبة مرحلة التجريب ، فارتقت فنياً نحو إبداع يدخل ضمن خانة /الأدب السحري / أو / الواقعية السحرية /
جميل ما كتبت وأبدعت أختي كاملة ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

خلود محمد جمعة
14-10-2014, 10:28 AM
عندما كنت صغيرة وكانت جدتي بداية ثم أمي لاحقا تروي لنا القصص بأسلوب يروي ظمأ العقل من الخيال حتى يصبح الخيال حقيقة نصدقها حتى مرحلة متقدمة من الطفولة وربما بعد ذلك
وتلك كانت من أسعد اللحظات في طفولتي وربما هي احد اسباب سعادتي الطفولية
لم أكن أعتقد أنني سأعيش تلك اللحظات مجددا
أعيشها بين سطورك أ .كاملة بل وأنني في لحظة ما بين السطور أصدقها بذاكرتي الطفولية
لا يسعني إلا أن أقدم لك شكري على كل اللحظات الجميلة التي تمنحيها لي
دام الحرف ذهبياً يلمع في عقولنا
تقديري وكل المودة
:014::014::014:

رويدة القحطاني
09-01-2015, 03:23 AM
ليست الغرائبية بل الجهل
وليس الضعف بل العجز
أسلوب مميز ولغة صحيحة وقوية في تشويق وإبداع

فاطمه عبد القادر
15-01-2015, 12:56 AM
طلبت منّي الاقتراب، فاقتربتُ. قالت لي: "خذي هذا المنديل الأحمر الذي لفّوا به رأسي". تناولتُه ويدي ترتجف،

السلام عليكم
لحد هذه اللحظة من عمري أقف محتارة بين تصديق هذه الغرائب والخوارق, وبين إسنادها لمشاكل نفسية سببها شيء حز عميقا في المشاعر ,
فأنا أعتقد أن هذا العالم الذي نعيشه باليقين, ما زال فوق فهمنا البسيط وعقلنا المحدود .
لكن لا أحب ولا أحبذ الاستسلام التام للأساطير, لا أقصد بالقصة والأدب بل بالحياة نفسها ,إذ نرى الكثيرين يحلّون مشاكلهم بواسطة البصّارين والشيوخ ,وفي النهاية لا شيء.
ولكن علامة الاستفهام موجودة دائما في ذهني حول صحتها ؟
لكن القصة كانت لذيذة حد النعاس ,وقد ذكرتني بقصص جدّاتي الحبيبات أثناء طفولتي ,وأنا أحب هذا النوع من القصص,
كانت القصة مثيرة مشوقة سلسة وعذبة وفيها بعض الخوف اللذيذ.
شكرا لك عزيزتي كاملة
ماسة

وليد مجاهد
14-02-2015, 02:47 PM
نصٌ ملئٌ بما يجب التوقف عنده و دراسته و تأمله
وقصةٌ غريبة اضفى عليها الغموض الكثير من الروعة

لك شكري

ناديه محمد الجابي
27-01-2024, 11:13 AM
نص جميل يأخذ بحس المتلقي في إبهار سردي أخاذ يأسر الفكر
بقدرة هائلة ومهارة في التعبير والتصوير.
ومقدرة على الخوض في تفاصيل قد تبدو للبعض بأنها خرافة
وللبعض الآخرعلى إنها كرامة من رب العالمين.
شكرا على روعة الحكي المثير ، وجمال اللغة التي أمتعتنا.
دمت بكل خير ودام إبداعك.
:v1::nj::0014: