المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نيرانٌ صديقةٌ



أحمد بلقمري
20-09-2011, 08:49 PM
نيرانٌ صديقةٌ
إهداء إلى من حاولت قتل كاتبها المفضّل بنيران صديقة خرجت من مُسدّس طائش كصاحبه لا يصيب الهدف..

خرجت من نسيج صمتها، مزّقت خيوط الحزن و الوهن بعدما قرأت قصصا للنسّاك و العشّاق، مشت على دروب الفضيلة حتّى صارت تلقّب بالعذراء لكنّها في لحظة خضعت للوساوس و سارت بين زقاق مدينة غريبة علّقت على جدران بيوتها الواهنة لوحات باسم لنفس الدّرب – الخطيئة -. قرّرت أن تقتل كاتبها المفضّل بنيران صديقة خرجت من مُسدّس طائش كصاحبه لا يصيب الهدف.. ساعدها في ذلك بعض ممّن يصطادون في المياه العكرة، يسمّونهم مرتزقة و سمّاهم كاتبها قتلة، لأنّهم يطعنون من الخلف على طريقة قتلة لوركا. كانت تحبّ السّاعات كثيرا لكنّها قرّرت أن تحطّم ساعتها و ترفض الاستغراق في الزّمن، حلّقت بجناح واحد محاولة القفز على الماضي، استشارت من حولها فأفتوها بالحريق.. وحده الحريق يأتي على الأخضر و اليابس، حدّثوها عن الخيانة و الجبن والحقارة، قالوا لها بأنّ أعذاره كلّها لا تساوي دمعة واحدة سالت على خدّك في ليلة وحيدة، لم تصدّقهم لأنّها لم تر ذلك بعينيها الواسعتين الجميلتين، لكنّ حقدهم أعمى بصيرتها فزاغ البصر، تنكّرت للذّكرى، مزّقت كلّ الرّسائل، أغرقت كلّ المراكب المتّجهة إلى شاطئ النّجاة.. التفتت وراءها فلم تجد غير النّار الخارقة الحارقة، التهمت النّار كلّ شيء حتّى أولئك الذّين وسوسوا لها كذبا و تلفيقا.. أحرقتهم ألسنة النّار الممتدّة نحو السّماء فغابت أخيلتهم، و انتشرت شرورهم رائحة نتنة تلوّث الجوّ. وحده الحقد و الحسد يفعل بصاحبه ذلك، رمت آخر أعواد الثقاب في يدها لتلتهمه النّار، ثمّ تولّت تندب حظّها: ماذا فعلت؟!، أجابها اللّيل لقد أحرقت الماضي كلّه. أطلقت سؤالا آخر: ماذا بقي لي؟، أجابها رجع الصّدى: بقي لك مسدّس خائن ذاك الذّي قتلت به كاتبك المفضّل، تستطيعين استعماله، بقيت رصاصة واحدة، يكفي أن توجّهي المسدّس إلى قلبك و تقطعي الشّوط الميّت من الزّناد لتسقطي جثّة هامدة، فتأكلك النّار بسهولة... النّار، النّار، أنا أكره النّار.. نطق الكون: لماذا أشعلتِها إذن...؟!!. قلم: أحمد بلقمري

كاملة بدارنه
21-09-2011, 10:10 PM
النّار ترمز للأهواء، لا سيّما الحبّ والغضب

وجاء الغضب رديفا للحبّ الذي ذكر في قوّته! لذا أحرق الكثير!

قصّة رائعة بأسلوب سرديّ جميل، ولغة مميّزة أستاذ أحمد

تقديري وتحيّتي

ربيحة الرفاعي
21-09-2011, 11:57 PM
التهمت النّار كلّ شيء حتّى أولئك الذّين وسوسوا لها كذبا و تلفيقا.. أحرقتهم ألسنة النّار الممتدّة نحو السّماء فغابت أخيلتهم، و انتشرت شرورهم رائحة نتنة تلوّث الجوّ.

النّار، النّار، أنا أكره النّار.. نطق الكون: لماذا أشعلتِها إذن...؟!!.

قصة جميلة غلفتها رمزية كثيفة وصيغت بلغة رائعة فكانت هطولا جميلا حمل تحليلا مميزا لمعاني الغدر والانتقام والكيد والدسيسة
ورسم بروعة نهايات الاستسلام لقول واش وتلميح حاسد وحاقد

برغم أني لا أميل بقوة للإغراق في ترميز القصة، إلا اني قرات هنا نصا قصصيا بديعا

أهلا بك في واحتك

وبانتظار جيديدك

دمت بألق

أحمد بلقمري
22-09-2011, 07:16 PM
النّار ترمز للأهواء، لا سيّما الحبّ والغضب

وجاء الغضب رديفا للحبّ الذي ذكر في قوّته! لذا أحرق الكثير!

قصّة رائعة بأسلوب سرديّ جميل، ولغة مميّزة أستاذ أحمد

تقديري وتحيّتي
قراءة هادئة لامست عمق النص. أحييك أخت كاملة على هذا الألق. تقديري و امتناني لك أيّتها المبدعة. كلّ الودّ لك

أحمد بلقمري
22-09-2011, 07:22 PM
قصة جميلة غلفتها رمزية كثيفة وصيغت بلغة رائعة فكانت هطولا جميلا حمل تحليلا مميزا لمعاني الغدر والانتقام والكيد والدسيسة
ورسم بروعة نهايات الاستسلام لقول واش وتلميح حاسد وحاقد

برغم أني لا أميل بقوة للإغراق في ترميز القصة، إلا اني قرات هنا نصا قصصيا بديعا

أهلا بك في واحتك

وبانتظار جيديدك

دمت بألق
شكرا على الاستضافة الكريمة، وبعد:
من أجمل القراءات التي قدّمت لنصي، أحيي فيك هذا العقل الذّي بحث بين السّطور عن المعاني الكامنة، فاستخرج أسرار الألفاظ و فكّك شفرة المعاني. تحياتي لك أيّتها الفاضلة. على فكرة اسمك على اسم أمّي لذلك تقبلّي مني تحيّتين. كلّ الودّ لك أستاذة ربيحة

آمال المصري
25-06-2013, 01:25 PM
تذكرت المثل القائل " من أشعل النار فليطفئها "
نص رائع بفكرته وأسلوبه الأنيق وترميزه ونهايته راق لي
بوركت واليراع أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

نداء غريب صبري
08-08-2013, 01:22 PM
قصة جميلة فيها رمز عميق جعلنا نطيل التامل في النص وما وراءه

شكرا لك اخي

عيدك مبارك وطاعاتك مقبولة إن شاء الله
بوركت

خلود محمد جمعة
31-03-2015, 11:33 AM
عمق في الرمز وجمال قي الطرح بأسلوب جميل
تقديري
بوركت